دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الأول 1440هـ/29-11-2018م, 03:36 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
2: حرّر القول في:

أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.


المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
2: حرّر القول في:

أ: المراد بمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.
ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)
} البقرة.
2:
حرّر القول في:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.
ب: معنى الظلم في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بمقام إبراهيم، والحكمة من اتّخاذه مصلّى.
ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له فكن فيكون}.


المجموعة الرابعة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} البقرة.
2:
حرّر القول في:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله}.
ب: القراءات في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، ومعنى الآية على كل قراءة.
3: بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختام الآية لأولها في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم}.
ب: المقصد من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، وفائدة تكرارها.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ربيع الأول 1440هـ/2-12-2018م, 01:05 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.
في الآية فوائد جمة عظيمة، منها:
1- أن مهمة الرسل البشارة لمن آمن بالله برضوان الله والجنة، والنذارة لمن جحد واستكبر وأعرض عن الحق بالنار والعذاب الأليم كما قال تعالى إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فحري بالمؤمن أن يمتثل بما جاء به المرسلون ليفوز بهذه البشارة وينجو من العذاب المقيم.
2- أن الرسل عليهم هداية الدلالة والإرشاد كما قال تعالى في حق نبينا: " إن عليك إلا البلاغ" وهو مفهوم قوله تعالى في هذه الآيه: " وَلَا تسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ"، أما هداية التوفيق والإلهام فبيد الله وحده، وإدراك العبد لذلك وتفريقه بين نوعي الهداية يسوقه إلى التعلق بالله وحده واللجأ إليه في طلب الهداية لنفسه أو لمن يحب مع التمسك بما أرشد إليه المرسلون.
3- في قوله تعالى: "وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" نهي عن السؤال عن أحوال أهل النار كما جاء في الحديث أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليت شعري ما فعل أبواي، ليت شعري ما فعل أبواي، ليت شعري ما فعل أبواي؟ ". فنزلت: {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} فما ذكرهما حتّى توفّاه اللّه، عزّ وجلّ، فالخطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه عام للأمة من بعده أن يحذروا من السؤال عن أحوال الموتي من أهل النار.
4- في قوله تعالى: "وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" نهي على جهة التفخيم والتعظيم لحالهم من العذاب، وفي هذا تخويف شديد وتهديد ووعيد لكل من تسول له نفسه الإعراض عما جاء به المرسلون بالعذاب الأليم الذي يبلغ منتهاه نسأل الله العافية.
5- أن القرآن الكريم جاء بالترغيب والترهيب كما دل عليه قوله تعالى: "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا" وهذه هي طريقة المرسلين الذين أمرهم الله بها فينبغي لكل داعية إلى الله أن يحرص على الجمع بين الطريقتين في دعوته إلى الله ليحقق التوازن ويجمع بين الخوف والرجاء للمدعوين ليكون أرجى لقبول الحق والعمل به.
.......................................................................................................................................
السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:

1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}

في مبتدأ هذه الآيات المباركة إخبار من الله تعالى عن شأن طائفة آمنوا بالله ورسوله وبما أنزل عليهم من ربهم من كتاب، فأثني عليهم بقوله: "الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ" أي يحسنون قراءته ويؤمنون به ويتبعونه حق الاتباع؛ وذلك بامتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويحفظونه من التحريف والتأويل فهؤلاء هم الذين ينطبق عليهم اسم الإيمان والتصديق حقا، وعلى النقيض من ذلك جاءت ختام الآية لذم الذين كفروا بالله وبرسله وكتبه وبيان عاقبتهم بقوله: "فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" أي هم الذين لحقهم النقص والخسار في الدنيا وفي الآخرة فكانت النار مصيرهم ومثواهم، وقد اختلف في المقصود بالآية فقيل هم اليهود والنصارى الذين آمنوا بالتوارة وبما فيها، ومن تصديقهم بما جاء فيها تصديقهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن المنزل عليه أما الذين لم يحسنوا الأخذ بالتوراة وبما فيها فإنهم يكفرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب المنزل عليه في تفسير الآية قولا آخر وأن المراد أن الذين آمنوا من اليهود والنصارى بالتوارة وبما جاء فيها من الأوامر والنواهي هم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، وهذا اختيار طائفة من المفسرين منهم ابن جرير الطبري؛ لدلالة السياق عليه، وقيل الآية موجهة لمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم من الصحابة الكرام ففيها ثناء عليهم وذم وتوعد بالخسار والحرمان لمن جحد بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم والكتاب المنزل عليه من كفار قريش.
.......................................................................................................................................
2: حرّر القول في:
أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.

اختلف المفسرون في متعلق التطهير في الآية على أقوال:
القول الأول: أن التطهير يراد به التطهير الحسي وهو: إما منعهما من تعليق الأصنام والأوثان والرّفث وقول الزّور والرّجس، وهذا قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير، وهو اختيار الزجاج، وقيل: بلا إله إلّا اللّه من الشرك، وهذا قول عبيد بن عميرٍ، وأبي العالية، وسعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ وقتادة، ذكره ابن عطية في تفسيره وابن كثير في تفسيره، وقيل: هو أمر بالتطهير من عبادة الأوثان وهذا قول مجاهد، ذكره ابن عطية في تفسيره، وقيل: من الفرث والدم. ابن عطية في تفسيره، وقال: وهذا ضعيف لا تعضده الأخبار.
القول الثاني: أن التطهير يراد به التطهير المعنوي وهو بناءه وتأسيسه مطهرا وبنية طهارة، كقوله تعالى: "أسّس على التّقوى" ذكره ابن عطية في تفسيره.
ويمكن الجمع بين القولين فكلاهما مراد والله أعلم.

ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.

اختلف المفسرون في معنى قوله: " كل له قانتون" على أقوال:
القول الأول: {كلٌّ له قانتون} عموم أريد به الخصوص، فأهل طاعته هم القانتون المطيعون له، وهذا قول الفراء.
القول الثاني: {كلٌّ له قانتون} أي مصلين، وهذا قول ابن عباس، ذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الثالث: {كلٌّ له قانتون} أي مقرون له بالعبوديّة، وهذا قول عكرمة وأبو مالكٍ.ذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الرابع: {كلٌّ له قانتون} أي مخلصون وهذا قول سعيد بن جبير.ذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الخامس: {كلٌّ له قانتون} أي قائم بين يديه يوم القيامة، وهذا قول الرّبيع بن أنسٍ.ذكره ابن كثير في تفسيره.
القول السادس: {كلٌّ له قانتون} أي كل الخلائق مطيعون لربهم يوم القيامة، وهذا قول السّدّيّ.ذكره ابن كثير في تفسيره.
القول السابع {كلٌّ له قانتون} أي كل الخلائق مطيعون خاضعون منقادون له بالإرادة الكونية والشرعية، فإذا قال كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان، والكافر يسجد ظله وهو كاره فتظهر عليهم أثر الصنعة فيدخلون في هذا العموم وهذا هو قول مجاهد، وهو الذي رجحه ابن جرير كما قال ابن كثير حيث قال: "وهو اختيار ابن جريرٍ-يجمع الأقوال كلّها، وهو أنّ القنوت: هو الطّاعة والاستكانة إلى اللّه، وذلك شرعيٌّ وقدري، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال}، وكذلك هو اختيار الزجاج وابن عطية.
.......................................................................................................................................
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.

أي لا يمكن دخول الكفار سواء كانوا اليهود أو النصارى أو غيرهم من المشركين إلى مساجد المسلمين إلا خائفين من القتل أو الجزية، وفي هذا دلالة على أن أمر المسلمين يظهر على جميع من خالفهم كما قال تعالى: {ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون}.

ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.
القائل هم أهل الكتاب، اليهود والنصارى، والدليل على ذلك من وجهين:
الأول: أن الله جمع وعقد النصارى معهم في قوله: {وقالوا}؛ لأن الفريقين يقرآن التوراة، ويختلفان في تثبيت رسالة موسى وعيسى، فدل تفريق نوعيهم على تفرق قوليهم، وهذا هو الإيجاز واللف.
الثاني: أنه جاز أن يلفظ بلفظ جمع؛ لأن معنى {من} معنى جماعة, فحمل الخبر على المعنى، والمعنى: إلا الذين كانوا هوداً, وكانوا نصارى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ربيع الأول 1440هـ/5-12-2018م, 09:47 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

1. على المؤمن الدعوة قدر وسعه، وليس عليه الهداية، إذ هي بيدي الله، وهو غير مكلف بها. {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}
2. بعثة النبي وإرساله بالدين الحق الذي لا شك ولا مرية فيه، هذا مما يزيد يقين المؤمن {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ}
3. مهمة الداعية البشارة والنذارة، لا أن يجبر الناس على الإيمان {بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}
4. التوازن بين الترغيب والترهيب من أخص مقومات الدعوة، للجمع بين البشارة والنذارة في الآية. {بَشِيرًا وَنَذِيرًا}
5. على الداعية ألا ييأس من إعراض بعض الناس، فلن يسألنا الله عن المتكبرين المعرضين {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)} البقرة.

يخاطب تعالى نبينا محمد -وأمته تبعا- ويعلمه أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنه أبدا حتى يتبع طريقتهم وسنتهم، وقيل في سبب نزول الآية أنهم طلبوا من النبي الهدنة ووعدوه أن يسلموا بعد أن يمهلهم، فنهاه الله عن ذلك، وأطلعه على خداعهم في ذلك، ثم يبين تعالى أن الهدى الحقيقي هو هذا الدين المستقيم الذي بعثه الله به، فلا حاجة لرضاهم وموافقتهم على أنت عليه، وينهاه تعالى عن موافقة طرائقهم واتباع أهوائهم، بعد ما آتاه الله من القرآن والسنة، وفي الآية نهي ووعيد شديد في الركون إلى دعوتهم، فمن اتبع طرائقهم حرم من النصرة والمعونة والولاية من الله عز وجل.

2: حرّر القول في:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.

ذكر المفسرون فيها سبعة أقوال، هي:
القول الأول: أنه أتم الإسلام كله وهو ثلاثون سهمًا، منها عشر آيات في براءة، وعشر آيات في سورة المعارج، وعشر آيات في الأحزاب، وهو رواية عن ابن عباس، ذكره ابن عطية وابن كثير، وزاد ابن كثير أول سورة المؤمنون مع سورة المعارج.
القول الثاني: أنه أمر بعشر خصال في الطهارة ، خمس في الرأس وخمس في البدن، ذكره الزجاج ونسبه للجمهور، وذكره ابن عطية عن ابن عباس وقتادة، وذكره ابن كثير رواية عن ابن عباس، وذكر ابن كثير أن ابن أبي حاتم نسبه إلى سعيد بن المسيّب، ومجاهد، والشّعبيّ، والنّخعي، وأبي صالح، وأبي الجلد.
القول الثالث: أنه أُمر بعشر خصال، ست في البدن وأربع في الحج، وهو رواية عن ابن عباس، ذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الرابع: ما ابتلاه الله به من ذبح ولده وطرحه في النار وأمر النجوم وفراق قومه، ذكره الزجاج، وذكره ابن عطية عن الحسن بن أبي الحسن، وذكره ابن كثير عن ابن عباس والحسن.
القول الخامس: هي مناسك الحج خاصة، ذكره ابن عطية ورجحه، وذكره ابن كثير رواية عن ابن عباس.
القول السادس: ما أوحاه الله إليه، منه: إنّي جاعلك للنّاس إمامًا، وجعله البيت مثابه للناس وأمنا، ورفعه لقواعد البيت، ذكره ابن عطية عن مجاهد، وذكره ابن كثير رواية عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس، ورجحه ابن جرير كما نقل ابن كثير.
القول السابع: قوله تعالى: {ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم ربّنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذرّيّتنا أمّةً مسلمةً لك}، {ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك}، وهو قول السدي، ذكره ابن كثير.
ورجح ابن كثير أن المراد بالكلمات يجوز أن يكون كل ما ذكر من الخلال السابقة التي أمر به، كما ذكر ابن جرير وأنه لا يصح الجزم بواحد منها لعدم الدليل الصحيح في ذلك.

ب: معنى الظلم في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}.
ذكر المفسرون في معناها قولين:
الأول: بمعنى الفسق والمعاصي، على تأويل العهد بالنبوة أو الإمامة في الدين، وهو قول مجاهد والسدي، ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثاني: بمعنى الكفر، على تأويل العهد بالدين أو الأمان من عذاب الله أو أنه لا طاعة لظالم، وهو قول قتادة والرّبيع بن أنس، ذكره ابن عطية، وذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير أيضا.

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بمقام إبراهيم، والحكمة من اتّخاذه مصلّى.

هو الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم حين ضعف عن رفع الحجارة التي كان إسماعيل يناوله إياها في بناء البيت وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه، وهو قول ابن عباس وقتادة وغيرهما، وهو القول الراجح لدلالة الأحاديث الصحيحة عليه، منها ما روى البخاري بسنده عن عمرو بن دينار، قال: سمعت ابن عمر يقول: (قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فطاف بالبيت سبعًا، وصلّى خلف المقام ركعتين
وذكر ابن كثير أن الخليل عليه السلام لما فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة، فناسب الأمر بالصلاة عند الفراغ من الطواف حيث انتهى بناء الكعبة، واتخاذه مصلى كان إشارة من عمر للنبي وهو أحد الأئمة المهديين والخلفاء الراشدين، الذين أمرنا باتباعهم كما جاء في الآثار والروايات.

ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له فكن فيكون}.
أنه سبحانه وتعالى إذا أراد أمرا وقدر كونه، يقول له كن، فيوجد وفق إرادته ويحدث، وإن لم يكن حاضرا، كما قال تعالى: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النّحل: 40]، وهذا من عظيم سلطانه وكمال قدرته.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 ربيع الأول 1440هـ/7-12-2018م, 03:15 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)




أحسنتم، بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

المجموعة الأولى:
1: وفاء بنت علي شبير أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 أ: تطهير البيت من أفعال الشرك وقول الزور يدخل تحت التطهير المعنوي، أما إزالة النجاسة المحسوسة كالفرث والدم فتطهير حسّي.
وفي مثل هذه المسائل التي تكون فيها الأقوال قليلة يحسن سرد الأقوال أولا ثم التعليق عليها آخرا وبيان المعنى أو المعاني الجامعة لها، لأنك ذكرتِ عدة أقوال في سطر واحد في أول قول، وكان فصلها أفضل في بيان المسألة، والتعبير بمتعلّق التطهير كما هو مطلوب في رأس المسألة أفضل من التعبير بالمراد بالتطهير.
ج2 ب: للقنتوت في اللغة معنيان: الطاعة والقيام، وعليه فسّر السلف القنوت في الآية.
و{كل} داّلة على العموم كما هو معلوم، فمعنى الآية أن كل المخلوقات مطيعة لله، ولكن كيف ذلك وهناك الكافر غير المطيع؟
لذلك كان للسلف في الآية ثلاثة تفسيرات:
الأول: أن "القنوت" يراد به الطاعة الشرعية والقيام بأمر الله، وتكون {كل} عموم أريد به خاصّ من الناس وهم المؤمنون فقط.
الثاني: أن القنوت يراد به الطاعة الشرعية، وتكون {كل} على ظاهرها في إرادة العموم، ولكن هذا لا يكون إلا يوم القيامة، يوم أن يقرّ الناس جميعا بوحدانية الله وألوهيته.
الثالث: أن القنوت يراد به الطاعة القدرية والتي هي الخضوع والاستسلام لأقدار الله وأفعاله، يستوي في ذلك المؤمن والكافر في الدنيا والآخرة، وتكون {كل} أيضا على بابها في إرادة العموم.
والقول الثالث كما هو ملاحظ أشمل الأقوال وأوفاها وهو المطابق للفظ الآية دون الحاجة للتخصيص بزمن أو صنف من الناس، وهذ الآية كقوله تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال}، وقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}.
ولو راجعتِ الأقوال ثانية تجدي أنها لا تخرج عن هذه الأصناف الثلاثة.
هذا البيان كان لأجل تأمّل الأقوال وفهم الباعث على كل قول.
ج3 أ: راجعي كلام ابن كثير في الآية فقد زاد أقوالا أخرى.



المجموعة الثالثة:
2: هيثم محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 أ: من المهمّ أن تذكر الخلال التي أمر بها إبراهيم عليه السلام، حتى لا يكون في بيان المسألة شيء لا يزال يحتاج إلى بيان.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 ربيع الثاني 1440هـ/16-12-2018م, 01:16 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.


-اختصاص الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة دليل على اختصاصه بالاتباع، فالله سبحانه أرسله بشرعه إلى العباد ليتبعوه ويقتدوا به، فمن قصر في اتباعه فقد أخل بأحد شرطي قبول العمل.
- الحق المطلق هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه علم لدنّي، فالواجب على المؤمن أن يتيقن تمام اليقين، أنّ الحق معه وليس مع غيره من الأديان الباطلة. (إنا أرسلناك بالحق)
- الدين يقوم على البشارة والنذارة، فالمؤمن يجب أن يتعبّد ربه سبحانه بالخوف والرجاء، ولا يركن إلى أحدهما فيضل. (إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا)
- خلق الله تعالى الجنة وخلق النار، وجعل لكل مقام أهله، فكل من أبى دينه وردّه كبرا أو إعراضا ، بعد أن قامت عليه حجج الله تعالى، فمآله الجحيم والعياذ بالله، (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم).
-من تربية الله تعالى لأنبيائه أمرهم بعدم السؤال في نصوص كثيرة، واستجابة الرسل عليهم السلام في هذا الباب هي من أكمل أنواع الاستجابة، فقد وقفوا على عتبة العبودية ولم يفعلوا إلا ما أُمروا بفعله، وهذه أعلى مراتب العبودية التي يجب على العبد المسلم أن يسلكها.

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

في هذه الآية يردّ الله تعالى على من ادّعوا دخول الجنة دون غيرهم، وهم اليهود والنصارى، وأخبر سبحانه أنّ جنّته لن يدخلها إلا من حقق شروط قبول الأعمال التي تُدخل الجنة بفضل الله تعالى، وهي الإخلاص والمتابعة.
(بلى من أسلم وجهه لله) أي استلم ودان وخضع، وقيل وجهه دينه، والمراد إخلاص القصد لله تعالى.
(وهو محسن) أي متابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العمل، وفي الآية مقتضى الشهادتين.
(فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) والخوف يكون مما يتوقع أما الحزن فمما قد وقع، وقد بشرهم الله تعالى بالأجر وانتفاء الخوف والحزن.

2: حرّر القول في:
أ: المراد بمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.

أورد المفسرون أقوالا في المراد بمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها :
القول الأول : بختنصر ومن ساعده من الروم حين دخلوا بيت المقدس وخربوه، قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
القول الثاني : مشركو مكة، لأنهم منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دخول مكة في الحديبية، قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.
القول الثالث : وهو قول أهل اللغة ، جميع الكفار الذين تظاهروا على الإسلام فكل موضع متعبد فيه فهو مسجد، فالمعنى في هذا المذهب (من خالف ملة الإسلام). قاله الزجاج .
اختار ابن جرير الطبري القول الأول، لأن المشركين لم يخربوا مكة، أما ابن كثير فقد رجح القول الثاني،وكذلك ابن عطية، ودليله أن النصارى لما منعوا اليهود من بيت المقدس وكأن دينهم أقوم من دين اليهود، ولم يكن ذكر الله من اليهود مقبولا، فقد لعنوا على لسان داود وعيسى بن مريم (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).
وأي خراب أعظم مما فعله مشركو قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، أخرجوه وأصحابه واستولوا عليها بأصنامهم.
وزاد ابن كثير، ولا ينفي أن يدخل ما اختاره الطبري في عموم الآية.

ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
-مثابة أي يثوبون إليه ويرجعون، تشتاق إليه الأرواح. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
- وقيل من الثواب، ذكره ابن عطية.

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.

-التوراة : قاله الزجاج، لأن كتابهم واحد.
- التوراة والإنجيل، قاله ابن عطية وابن كثير.

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.

تفضيل بني إسرائيل دليله ما أوتوه من الملك وتعاقب الأنبياء فيهم، وأنهم أُعطوا التوراة، وأن أمر عيسى ومحمد عليهما السلام لم يكونوا يحتاجون فيه إلى آية غير ما سبق عندهم من العلم.
وقال ابن عطية : إن قدرنا فضيلة بني إسرائيل مخصوصة في كثرة الأنبياء، فالعالمون عموم مطلق، وإن قدرنا فضيلتهم على الإطلاق فالعالمون عالمو زمانهم، لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم مفضلة عليهم بالنص.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ربيع الثاني 1440هـ/25-12-2018م, 10:46 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

للا حسناء الشنتوفي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 جمادى الأولى 1440هـ/16-01-2019م, 10:27 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

1. الإسلام جاء بالبشارة والنذارة، وعلى المسلم أن يسعى ليكون من أهل البشارة بالجنة وليس من أهل النذارة بالنار بإتباع أهوائه وشهواته والوقوع في المعاصي، قال تعالى: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً).
2. القرآن والسنة -وهما الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم- وما يحتويانه من بشارة ونذارة رادعاً ومنبهاً للمسلم ليعود إلى الطريق المستقيم، فالتمسك بهما والعمل بهما يقرب من سلوك الطريق المستقيم، قال تعالى: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً).
3. لا يستصغر المسلم السيئات صغيرها وكبيرها فهي قد تورده النار التي قال عنها تعالى: (وَلَا تَسْأَلْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) على جهة التعظيم والتفخيم لشئنها على إحدى معاني القراءة بفتح التاء وجزم آخرها.
4. إذا كان للمسلم أقارب وأرحام من الكفار فماتوا ولم يسلموا فينهى عن السؤال عن حالهم وطلب المغفرة لهم، لأنهم ماتوا كفاراً مشركين بالله فكيف يتعاطف مع ألد أعداء الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَلَا تَسْأَلْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) على إحدى معاني القراءة بالفتح وجزم آخرها.
5. المسلم لا يكلف نفسه فوق طاقتها في دعوته للناس فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب، فكتفي بالبلاغ الواضح الشاملة وعلى الله حسابهم، قال تعالى: (وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) على إحدى معاني القراءة بضم التاء ورفع آخرها.

المجموعة الرابعة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} البقرة.

قال تعالى: (وقال الذين لا يعلمون) قيل: هم كفار العرب، وهم لا يعلمون لنهم ليس عندهم كتاب أو نبوة سابقة، وقيل: هم النصارى، وقيل: هم اليهود الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وخصوصاً رافع بن حريملة، وقيل: أن الآية تشمل جميع هذه الطوائف لأن جميعهم قال بمثل هذه المقالة وهي: (لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية) أي: هلاّ يكلمنا الله أو تأتينا بآية وعلامة بارزة؟، وقد جاء عليه الصلاة والسلام بالآيات العظام فلم يؤمنوا، فمقالتهم هذه ما هي إلا عتواً وعناداً عن قبول الحق، ( كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) فقد قال بمثل هذه المقولة من قبلهم، وقد أختلف في المقصود ب(الذين من قبلهم) فقيل: هم اليهود والنصارى على قول من قال بأن الذين لا يعلمون هم العرب، وقيل: هم اليهود على قول من قال بأن الذين لا يعلمون هم النصارى، وقيل: هم قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الأمم السالفة لقول من قال بأن الذين لا يعلمون هم الفرق الثلاثة اليهود والنصارى والعرب، ثم قال تعالى: (تشابهت قلوبهم) فهم تشابهوا فيما طلبوه وقلوبهم متشابهة بما فيها من الكفر والعناد العتو وإن اختلفوا في الظواهر، (قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون) أي: قد وضحنا وبينا العلامات والدلالات التي تدل على صدق الرسل وما جاءوا به، وقد آمن وأيقن بها واتبعها من طلب الحق، أما من عاند واستكبر وطلب المزيد من الآيات حتى طبع على قلبه فهؤلاء لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.

2: حرّر القول في:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله}.

ورد فيه أقوال كثيرة لأهل العلم:
1. أنها نزلت إباحة للنبي بأن يتوجه بالصلاة بالمسلمين حيث شاءوا، فإن لله المشرق والمغرب، فأي جهة توجهوا إليها فهو هناك، فهو سبحانه وتعالى معهم أينما كانوا، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم التوجه إلى بيت المقدس، ثم نسخ بالأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام، وهو قول قتادة، وذكره ابن عطية وابن كثير.
2. أنها نزلت رداً على اليهود الذين قالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها بعد تحول المسلمين من التوجه لبيت المقدس إلى الكعبة، فنزلت هذه الآية، ومعناها: حيثما توجهتم تستطيعون على التوجه إلى الكعبة التي هي وجه الله الذي وجهكم إليه، وهو قول ابن عباس والضحاك وقتادة، وذكره ابن عطية وابن كثير.
3. أنها نزلت لتبين حكم صلاة النافلة في السفر، فصلاة النافلة في السفر تكون حيث توجهت به دابته، وكذلك في حال الجهاد والحرب وشدة الخوف يصلي حيث اتجه، وهو قول ابن عمر، وذكره ابن عطية وابن كثير نقلاً عن ابن جرير.
4. أنها نزلت فيمن اجتهد في تحري القلبة فأخطأها، وقد ورد في ذلك حديث يحكي قصة حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أن قوماً كانوا في سفر فاجتهدوا في تحري القبلة وصلوا فلما أصبحوا رأوا أن قد أخطئوا القبلة فذهبوا لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآيةـ وهذا الأثر رواه عامر بن ربيعه وجابر وابن عباس وفي الأسانيد الموصلة إليهم ضعف ولعلها تشد بعضها بعضاً، وهذا القول هو قول عبد الله بن عامر بن الربيعة، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
5. أنها نزلت في النجاشي، فلما مات دعا الرسول المسلمين للتجمع للصلاة عليه فقال بعضهم كيف نصلي على من لم يصل للقبلة، فنزلت الآية، ومعناها: أن النجاشي كان يقصد وجه الله وإن لم يصل للقبلة لعدم وصول الأمر بالتوجه إليها له، وقيل كان يصلي لبيت المقدس، وهو قول قتادة أيضاً، وذكره ابن عطية وابن كثير وقال عنه غريب.
6. أنه لما نزلت (أدعوني أستجب لكم) قال المسلمون إلى أين ندعو؟ فنزلت هذه الآية، فيكون معناها أينما تولوا وجوهكم في دعائكم لله فإنه هناك ويستجيب دعائكم، وهو قول مجاهد ذكره ابن عطية، وابن كثير نقلاً عن ابن جرير.
7. أنها نزلت حينما صّد الرسول صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام، قاله المهدوي ونقله ابن عطية.
8. أن هذه الآية نزلت عامة وليست لسبب معين، فإما يكون معناها: أينما تولوا في متصرفكم ومساعيكم فثمّ رضا الله وثوابه ورحمته التي يوصل إليها بالطاعة، فهو معكم أينما كنتم، وهو قول النخعي، ذكره الزجاج وابن عطية.
وإما أن تكون متعلقة بما سبقها من الآيات، وقد سبقت بآية المنع من المساجد، فيكون معناها: لا يمنعكم تخريب المساجد والمنع منها من أداء العبادات، فإن وجه الله موجود حيثما توليتم، قاله المهدوي أيضاً ونقله عنه ابن عطية.
والله أعلم بالصحيح منها، فقد قال الزجاج رحمه الله: (وإنما حكينا في هذا ما قال الناس وليس عندنا قطع في هذا والله عز وجل أعلم بحقيقته)، وكذلك ابن عطية وابن كثير لم يرجحا أحد الأقوال، وقد قال الزجاج بعد قوله هذا ما قد يرجح بعض الأقوال فقال: (ولكن قوله تعالى: (إن الله واسع عليم) يدل على توسيعه على الناس في شيء رخص لهم به)، والتوسيع على الناس يقع في أكثر من قول.

ب: القراءات في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، ومعنى الآية على كل قراءة.
فيه قراءتين أساسيتين:
1. ولا تَسألْ بالجزم مع فتح التاء، وهي قراءة نافع، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، وفي معنى الآية على هذه القراءة قولان:
أ‌. أن يكون امراً للرسول صلى الله عليه وسلم بترك السؤال عنهم.
ب‌. أن يكون في صيغة السؤال والمقصد منه التفخيم لما أعدّه الله لهم من العذاب، كما يقال: لا تسأل عن حال فلان، أي: أنه صار إلى أكثر مما تريد.

2. ولا تسألُ بالرفع، سواء كان بضم التاء كما ذكره الزجاج وابن عطية وهي قراءة باقي السبعة، أو بفتحها كما ذكره ابن عطية وابن كثير، وذكر في معنى الآية على هذه القراءة قولان:
أ‌. أنه صلى الله عليه وسلم لا يَسأل هو عنهم، أو أنه لا يُسأل عنهم كما في قوله (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب)، فيكون من باب الخبر.
ب‌. أنه صلى الله عليه وسلم غير سائل أو مسؤول عنهم على معنى الحال، فيكون المعنى أرسلناك غير سائل أو مسؤول عن أصحاب الجحيم.
وقُرأ غير هذه القراءتين، وهما قراءتين أيضاً وهما:
1. (وما تسأل) قرأ بها أبي بن كعب.
2. (ولن تسأل) قرأ بها ابن مسعود.
وهاتين القراءتين ذكرهما ابن عطية وأبن كثير، وكلا القراءتين تحتملان المعاني الواردة في القراءة الثانية دون الأولى.

3: بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختام الآية لأولها في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم}.

معنى واسع أي: واسع الرحمة فيوسع على عباده في تشريعه، فدينه يسر، وعليم بنياتهم وأعمالهم.
فهذين الاسمين العظيمين مناسبان لختام هذه الآية لأنه -على القول بأنها نزلت فيمن أجتهد في تحري القبلة فأخطئها وعلى الأقوال الأخرى- يكون الختام مناسب جداً لأنه سبحانه واسع يوسع على عبادة ولا يؤاخذهم على أخطائهم ولا يكلفهم ما لا يطيقون بل يشرّع لهم ما يطيقونه ويطيقون ما هو أعلى منه، وهو عليم بنياتهم وأعماله واجتهادهم فلا يضيع عملهم بل يحصيها لهم.

ب: المقصد من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، وفائدة تكرارها.
المقصد منها تذكير بني إسرائيل وتنبيههم لما أنعم الله به عليهم وفضلهم به على العالمين بكثرة الأنبياء وجعلهم ملوك وغيرها من الأمور تفضيلاً عاماً مطلقاً، وفضلهم على عالمو زمانهم إن قدرنا أن تفضيلهم على الإطلاق، لأنه ثبت بالنص أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل منهم، ومع هذا التفضيل والنعم التي أنعمها عليهم يذكرهم سبحانه وتعالى ألا تكون سبباً لحسد وبغض وكره بني عمهم من العرب لأنه بعث خاتم الأنبياء من العرب وليس منهم، فيكذبوا بسبب ذلك ويخالفوا أمر الله حتى مع إنعامه عليهم الكثير من النعم العظيمة.
وقد وردت هذه الآية سابقاً وكررت هنا، وفائدة تكرارها للتأكيد والحث على إتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجدون صفته عندهم في كتبهم، وكذلك ليحذرهم من كتمان أمره وكتمان ما أنعم الله به عليهم من النعم فيجحدونها ويجحدون ما كتابهم من الإخبار بالنبي صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 جمادى الأولى 1440هـ/26-01-2019م, 01:23 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

1. الإسلام جاء بالبشارة والنذارة، وعلى المسلم أن يسعى ليكون من أهل البشارة بالجنة وليس من أهل النذارة بالنار بإتباع [ باتّباع؛ بألف وصل لأنه مصدر خماسي] أهوائه وشهواته والوقوع في المعاصي، قال تعالى: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً).
2. القرآن والسنة -وهما الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم- وما يحتويانه من بشارة ونذارة رادعاً ومنبهاً للمسلم ليعود إلى الطريق المستقيم، فالتمسك بهما والعمل بهما يقرب من سلوك الطريق المستقيم، قال تعالى: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً).
3. لا يستصغر المسلم السيئات صغيرها وكبيرها فهي قد تورده النار التي قال عنها تعالى: (وَلَا تَسْأَلْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) على جهة التعظيم والتفخيم لشئنها على إحدى معاني القراءة بفتح التاء وجزم آخرها.
4. إذا كان للمسلم أقارب وأرحام من الكفار فماتوا ولم يسلموا فينهى عن السؤال عن حالهم وطلب المغفرة لهم، لأنهم ماتوا كفاراً مشركين بالله فكيف يتعاطف مع ألد أعداء الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَلَا تَسْأَلْ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) على إحدى معاني القراءة بالفتح وجزم آخرها.
5. المسلم لا يكلف نفسه فوق طاقتها في دعوته للناس فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب، فكتفي بالبلاغ الواضح الشاملة وعلى الله حسابهم، قال تعالى: (وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) على إحدى معاني القراءة بضم التاء ورفع آخرها.

المجموعة الرابعة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} البقرة.

قال تعالى: (وقال الذين لا يعلمون) قيل: هم كفار العرب، وهم لا يعلمون لنهم [لأنهم] ليس عندهم كتاب أو نبوة سابقة، وقيل: هم النصارى، وقيل: هم اليهود الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وخصوصاً رافع بن حريملة، وقيل: أن الآية تشمل جميع هذه الطوائف لأن جميعهم قال بمثل هذه المقالة وهي: (لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية) أي: هلاّ يكلمنا الله أو تأتينا بآية وعلامة بارزة؟، وقد جاء عليه الصلاة والسلام بالآيات العظام فلم يؤمنوا، فمقالتهم هذه ما هي إلا عتواً وعناداً عن قبول الحق، ( كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) فقد قال بمثل هذه المقولة من قبلهم، وقد أختلف في المقصود ب(الذين من قبلهم) فقيل: هم اليهود والنصارى على قول من قال بأن الذين لا يعلمون هم العرب، وقيل: هم اليهود على قول من قال بأن الذين لا يعلمون هم النصارى، وقيل: هم قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الأمم السالفة لقول من قال بأن الذين لا يعلمون هم الفرق الثلاثة اليهود والنصارى والعرب، ثم قال تعالى: (تشابهت قلوبهم) فهم تشابهوا فيما طلبوه وقلوبهم متشابهة بما فيها من الكفر والعناد العتو وإن اختلفوا في الظواهر، (قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون) أي: قد وضحنا وبينا العلامات والدلالات التي تدل على صدق الرسل وما جاءوا به، وقد آمن وأيقن بها واتبعها من طلب الحق، أما من عاند واستكبر وطلب المزيد من الآيات حتى طبع على قلبه فهؤلاء لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.

2: حرّر القول في:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله}.

ورد فيه أقوال كثيرة لأهل العلم:
1. أنها نزلت إباحة للنبي بأن يتوجه بالصلاة بالمسلمين حيث شاءوا، فإن لله المشرق والمغرب، فأي جهة توجهوا إليها فهو هناك، فهو سبحانه وتعالى معهم أينما كانوا، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم التوجه إلى بيت المقدس، ثم نسخ بالأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام، وهو قول قتادة، وذكره ابن عطية وابن كثير.
2. أنها نزلت رداً على اليهود الذين قالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها بعد تحول المسلمين من التوجه لبيت المقدس إلى الكعبة، فنزلت هذه الآية، ومعناها: حيثما توجهتم تستطيعون على التوجه إلى الكعبة التي هي وجه الله الذي وجهكم إليه، وهو قول ابن عباس والضحاك وقتادة، وذكره ابن عطية وابن كثير.
3. أنها نزلت لتبين حكم صلاة النافلة في السفر، فصلاة النافلة في السفر تكون حيث توجهت به دابته، وكذلك في حال الجهاد والحرب وشدة الخوف يصلي حيث اتجه، وهو قول ابن عمر، وذكره ابن عطية وابن كثير نقلاً عن ابن جرير.
4. أنها نزلت فيمن اجتهد في تحري القلبة فأخطأها، وقد ورد في ذلك حديث يحكي قصة حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أن قوماً كانوا في سفر فاجتهدوا في تحري القبلة وصلوا فلما أصبحوا رأوا أن قد أخطئوا القبلة فذهبوا لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآيةـ وهذا الأثر رواه عامر بن ربيعه وجابر وابن عباس وفي الأسانيد الموصلة إليهم ضعف ولعلها تشد بعضها بعضاً، وهذا القول هو قول عبد الله بن عامر بن الربيعة، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

5. أنها نزلت في النجاشي، فلما مات دعا الرسول المسلمين للتجمع للصلاة عليه فقال بعضهم كيف نصلي على من لم يصل للقبلة، فنزلت الآية، ومعناها: أن النجاشي كان يقصد وجه الله وإن لم يصل للقبلة لعدم وصول الأمر بالتوجه إليها له، وقيل كان يصلي لبيت المقدس، وهو قول قتادة أيضاً، وذكره ابن عطية وابن كثير وقال عنه غريب.
6. أنه لما نزلت (أدعوني (ادعوني) أستجب لكم) قال المسلمون إلى أين ندعو؟ فنزلت هذه الآية، فيكون معناها أينما تولوا وجوهكم في دعائكم لله فإنه هناك ويستجيب دعائكم، وهو قول مجاهد ذكره ابن عطية، وابن كثير نقلاً عن ابن جرير.
7. أنها نزلت حينما صّد الرسول صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام، قاله المهدوي ونقله ابن عطية.
8. أن هذه الآية نزلت عامة وليست لسبب معين، فإما يكون معناها: أينما تولوا في متصرفكم ومساعيكم فثمّ رضا الله وثوابه ورحمته التي يوصل إليها بالطاعة، فهو معكم أينما كنتم، وهو قول النخعي، ذكره الزجاج وابن عطية.
وإما أن تكون متعلقة بما سبقها من الآيات، وقد سبقت بآية المنع من المساجد، فيكون معناها: لا يمنعكم تخريب المساجد والمنع منها من أداء العبادات، فإن وجه الله موجود حيثما توليتم، قاله المهدوي أيضاً ونقله عنه ابن عطية.
والله أعلم بالصحيح منها، فقد قال الزجاج رحمه الله: (وإنما حكينا في هذا ما قال الناس وليس عندنا قطع في هذا والله عز وجل أعلم بحقيقته)، وكذلك ابن عطية وابن كثير لم يرجحا أحد الأقوال، وقد قال الزجاج بعد قوله هذا ما قد يرجح بعض الأقوال فقال: (ولكن قوله تعالى: (إن الله واسع عليم) يدل على توسيعه على الناس في شيء رخص لهم به)، والتوسيع على الناس يقع في أكثر من قول.
[ أحسنتِ، بارك الله فيكِ، مع التأكيد على اختلاف الصيغ في التعبير عن سبب النزول وأن أصرحها قول: حدث كذا فنزلت الآية، أو نزلت الآية حين حصل كذا.
وأما قولهم: " نزلت في كذا ... " فمحتمل لأن يكون سببًا للنزول أو أن هذا المعنى داخل في تفسير الآية ]

ب: القراءات في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، ومعنى الآية على كل قراءة.
فيه قراءتين أساسيتين:
1. ولا تَسألْ بالجزم مع فتح التاء، وهي قراءة نافع، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، وفي معنى الآية على هذه القراءة قولان:
أ‌. أن يكون امراً للرسول صلى الله عليه وسلم بترك السؤال عنهم.
ب‌. أن يكون في صيغة السؤال والمقصد منه التفخيم لما أعدّه الله لهم من العذاب، كما يقال: لا تسأل عن حال فلان، أي: أنه صار إلى أكثر مما تريد.

2. ولا تسألُ بالرفع، سواء كان بضم التاء كما ذكره الزجاج وابن عطية وهي قراءة باقي السبعة، أو بفتحها كما ذكره ابن عطية وابن كثير، وذكر في معنى الآية على هذه القراءة قولان:
أ‌. أنه صلى الله عليه وسلم لا يَسأل هو عنهم، أو أنه لا يُسأل عنهم كما في قوله (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب)، فيكون من باب الخبر.
ب‌. أنه صلى الله عليه وسلم غير سائل أو مسؤول عنهم على معنى الحال، فيكون المعنى أرسلناك غير سائل أو مسؤول عن أصحاب الجحيم.
وقُرأ غير هذه القراءتين، وهما قراءتين أيضاً وهما:
1. (وما تسأل) قرأ بها أبي بن كعب.
2. (ولن تسأل) قرأ بها ابن مسعود.
وهاتين القراءتين ذكرهما ابن عطية وأبن كثير، وكلا القراءتين تحتملان المعاني الواردة في القراءة الثانية دون الأولى.

3: بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختام الآية لأولها في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم}.

معنى واسع أي: واسع الرحمة فيوسع على عباده في تشريعه، فدينه يسر، وعليم بنياتهم وأعمالهم.
فهذين الاسمين العظيمين مناسبان لختام هذه الآية لأنه -على القول بأنها نزلت فيمن أجتهد في تحري القبلة فأخطئها [فأخطأها ] وعلى الأقوال الأخرى- يكون الختام مناسب جداً لأنه سبحانه واسع يوسع على عبادة ولا يؤاخذهم على أخطائهم ولا يكلفهم ما لا يطيقون بل يشرّع لهم ما يطيقونه ويطيقون ما هو أعلى منه، وهو عليم بنياتهم وأعماله واجتهادهم فلا يضيع عملهم بل يحصيها لهم.

ب: المقصد من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، وفائدة تكرارها.
المقصد منها تذكير بني إسرائيل وتنبيههم لما أنعم الله به عليهم وفضلهم به على العالمين بكثرة الأنبياء وجعلهم ملوك وغيرها من الأمور تفضيلاً عاماً مطلقاً، وفضلهم على عالمو زمانهم إن قدرنا أن تفضيلهم على الإطلاق، لأنه ثبت بالنص أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل منهم، ومع هذا التفضيل والنعم التي أنعمها عليهم يذكرهم سبحانه وتعالى ألا تكون سبباً لحسد وبغض وكره بني عمهم من العرب لأنه بعث خاتم الأنبياء من العرب وليس منهم، فيكذبوا بسبب ذلك ويخالفوا أمر الله حتى مع إنعامه عليهم الكثير من النعم العظيمة.
وقد وردت هذه الآية سابقاً وكررت هنا، وفائدة تكرارها للتأكيد والحث على إتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجدون صفته عندهم في كتبهم، وكذلك ليحذرهم من كتمان أمره وكتمان ما أنعم الله به عليهم من النعم فيجحدونها ويجحدون ما كتابهم من الإخبار بالنبي صلى الله عليه وسلم.


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir