دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > البلاغة > الجوهر المكنون

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1429هـ/25-11-2008م, 04:59 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الباب السادس: في الإنشاء

(الْبَابُ السَّادِسُ: فِي الإِنْشَاءِ)

مَا لَمْ يَكُنْ مُحْتَمِلاً لِلصِّدْقِ = وَالْكَذِبِ الإِنْشَا كَكُنْ بِالْحَقِّ
وَالطَّلَبُ اسْتِدْعَاءُ مَا لَمْ يَحْصُلِ = أَقْسَامُهُ كَثِيرَةٌ سَتَنْجَلِي
أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَدُعَاءٌ وَنِدَا = تَمَنٍّ اسْتِفْهَامٌ أُعْطِيتَ الْهُدَى
وَاسْتَعْمَلُوا كَلَيْتَ لَوْ وَهَلْ لَعَلْ = وَحَرْفَ حَضٍّ وَلِلاسْتِفْهَامِ هَلْ
أَيٌّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ مَنْ وَمَا = وَكَيْفَ أَتَى كَمْ وَهَمْزٌ عُلِمَا
وَالْهَمْزُ لِلتَّصْدِيقِ وَالتَّصَوُّرِ = وَبِالَّذِي يَلِيهِ مَعْنَاهُ حَرِي
وَهَلْ لِتَصْدِيقٍ بِعَكْسِ مَا غَبَرْ = وَلَفْظُ الاسْتِفْهَامِ رُبَّمَا عَبَرْ
لأَمْرٍ اسْتِبْطَاءٍ اوْ تَقْرِيرِ = تَعَجُّبٍ تَهَكُّمٍ تَحْقِيرِ
تَنْبِيهٍ اسْتِعْبَادٍ اوْ تَرْهِيبِ = إِنْكَارِ ذِي تَوْبِيخٍ اوْ تَكْذِيبِ
وَقَدْ يَجِي أَمْراً وَنَهْياً وَنِدَا = فِي غَيْرِ مَعْنَاهُ لأَمْرٍ قُصِدَا
وَصِيغَةُ الأَخْبَارِ تَأْتِي لِلطَّلَبْ = لِفَالٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ


  #2  
قديم 2 محرم 1430هـ/29-12-2008م, 01:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي حلية اللب المصون للشيخ: أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري


قال:
(الْبَابُ السَّادِسُ: فِي الإِنْشَاءِ)
مَا لَمْ يَكُنْ مُحْتَمِلاً لِلصِّدْقِ = وَالْكَذِبِ الإِنْشَا كَكُنْ بِالْحَقِّ
أقول: الإنشاء مركب لا يحتمل (الصدق والكذب) كاستقم فما الواقعة على المركب جنس ولم يكن.. الخ فصل مخرج للخبر وهو ما احتمل (الصدق والكذب) لذاته كالخبر في الإستقامة فقوله (ككن بالحق) مثال بعد تمام التعريف و(الحق) اسم من أسمائه تعالى ومعناه الثابت الذي لا يعتريه زوال أي كن بمولاك في جميع حركاتك وسكناتك لعلك تنتظم في سلك المقبولين.
قال:

وَالطَّلَبُ اسْتِدْعَاءُ مَا لَمْ يَحْصُلِ = أَقْسَامُهُ كَثِيرَةٌ سَتَنْجَلِي
أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَدُعَاءٌ وَنِدَا = تَمَنٍّ استفهام أُعْطِيتَ الْهُدَى
أقول: (قسم) الإنشاء إلى طلب وإلى غيره (فالطلب استدعاء غير حاصل) أي طلب حصول غير حاصل وقت الطلب لأن (طلب حصول الحاصل) محال (كالأمر والنهي) وغير الطلب إنشاء ليس فيه (استدعاء حصول) كأفعال المدح والذم نحو نعم وبئس والمقصود هنا الأول و(أقسامه كثيرة) ذكر المصنف منها ستة:
الأول (الأمر) وهو طلب الفعل نحو أقيموا الصلاة.
الثاني (النهي) وهو طلب الكف عن الفعل نحو لا تقربوا الزنا.
الثالث (الدعاء) وهو طلب الفعل مع التذلل والخضوع نحو{ربنا اغفر}
الرابع النداء وهو طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعوا نحو يا غياث المستغيثين.
الخامس (التمني) وهو طلب المحبوب ولو محالا نحو: ليت الشباب يعود.
السادس (الاستفهام) وهو طلب حصول ما في الخارج في الذهن فيشمل التصور والتصديق وستأتي أدواته واختلاف معانيها وأعطيت الهدى تكملة للبيت قصد بها الدعاء.
قال:

وَاسْتَعْمَلُوا كَلَيْتَ لَوْ وَهَلْ لَعَلْ = وَحَرْفَ حَضٍّ وَلِلاستفهام هَلْ
أَيٌّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ مَنْ وَمَا = وَكَيْفَ أَتَى كَمْ وَهَمْزٌ عُلِمَا
وَالْهَمْزُ لِلتَّصْدِيقِ وَالتَّصَوُّرِ = وَبِالَّذِي يَلِيهِ مَعْنَاهُ حَرِي
وَهَلْ لِتَصْدِيقٍ بِعَكْسِ مَا غَبَرْ = وَلَفْظُ الاستفهام رُبَّمَا عَبَرْ
لأَمْرٍ اسْتِبْطَاءٍ اوْ تَقْرِيرِ = تَعَجُّبٍ تَهَكُّمٍ تَحْقِيرِ
تَنْبِيهٍ اسْتِعْبَادٍ اوْ تَرْهِيبِ = إِنْكَارِ ذِي تَوْبِيخٍ اوْ تَكْذِيبِ
أقول: (يستعمل) في (التمني) مجازا ألفاظ منها لو كقوله تعالى{فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} بنصب نكون بأن مضمرة جوابا للو المضمنة معنى (التمني) ومنها هل نحو{فهل لنا من شفعاء} للجزم بانتفاء الشفعاء و(الاستفهام) يقتضي الجهل بالحكم ومنها لعل نحو لعلي أسافر فأزور الحبيب بنصب فأزور لما تقدم ومنها حروف (التحضيض) نحو هلا أكرمت زيدا على معنى التمني وقوله و(الاستفهام) هل شروع في أدوات (الاستفهام) وما يطلب بها فذكر إحدى عشرة أداة (الهمزة) وهل حرفان وبقية الأدوات أسماء وهي ثلاثة أقسام ما يطلب به التصور فقط وهو: ما عدا الحرفين(1) وفي التهكم نحو أصلواتك تأمرك وفي (التحقير) نحو من أنت لمن تحقر شأنه وفي التنبيه على الضلال نحو فأين تذهبون وفي الاستبعاد نحو أنى لهم الذكرى وفي (الترهيب) أي التخويف نحو{ ألم نهلك الأولين} وفي (الإنكار التوبيخي) وهو الذي يقتضي أن ما بعده واقع وأن فاعله ملوم نحو{ أتعبدون ما تنحتون} وإلابطالي وهو ما اقتضى أن ما بعده غير واقع وأن مدعيه كاذب نحو أفأصفاكم ربكم بالبنين وأتخذ من الملائكة إناثا وهو المشار إليه (بتكذيب). قال:

وَقَدْ يَجِي أَمْراً وَنَهْياً وَنِدَا = فِي غَيْرِ مَعْنَاهُ لأَمْرٍ قُصِدَا
وَصِيغَةُ الأَخْبَارِ تَأْتِي لِلطَّلَبْ = لِفَالٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ
أقول: قد يخرج (الأمر والنهي والدعاء) عن معانيها الأصلية لنكتة أما (الأمر) فقد يأتي لمعان كثيرة منها الإباحة نحو كلوا مما رزقكم الله وأما (النهي) فإنه يأتي لمعان كثيرة أيضا منها قصد الامتثال كقولك لمن عصى أمرك لا تعص أمري أي امتثله وأما (النداء) فيأتي لمعان أيضا منها الإغراء كقولك لمن تظلم إليك يا مظلوم تريد إغراءه على زيادة التظلم ثم إن (صيغة الخبر) قد يقصد منها (الطلب) لنكتة كالتفاؤل نحو وفقنا الله لما فيه رضاه وإظهار الحرص في وقوعه كقولك لمن استبطأك أتيتك و(التصديق) كقولك لمن لا يحب (تكذيبك) تأتينا غدا فتحمله على المجئ بلطف لاعتيادك تصديقه إياك والتأديب مع المخاطب بترك (صيغة الأمر) نحو أمير المؤمنين يقضي حاجتي ثم إن كثيرا من الاعتبارات المذكورة في الأبواب السابقة تجري في الإنشاء كالتقديم والتأخير والقصر فقسها عليها.


(1) سقط من الأصل صـ 118.


  #3  
قديم 2 محرم 1430هـ/29-12-2008م, 04:30 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي حاشية المنياوي على حلية اللب المصون للشيخ: مخلوف بن محمد البدوي المنياوي


قال:
(الْبَابُ السَّادِسُ: فِي الإِنْشَاءِ)
مَا لَمْ يَكُنْ مُحْتَمِلاً لِلصِّدْقِ = وَالْكَذِبِ الإِنْشَا كَكُنْ بِالْحَقِّ
أقول: الإنشاء مركب لا يحتمل (الصدق والكذب) كاستقم فما الواقعة على المركب جنس ولم يكن.. الخ فصل مخرج للخبر وهو ما احتمل (الصدق والكذب) لذاته كالخبر في الإستقامة فقوله (ككن بالحق) مثال بعد تمام التعريف و(الحق) اسم من أسمائه تعالى ومعناه الثابت الذي لا يعتريه زوال أي كن بمولاك في جميع حركاتك وسكناتك لعلك تنتظم في سلك المقبولين.
قال:

وَالطَّلَبُ اسْتِدْعَاءُ مَا لَمْ يَحْصُلِ = أَقْسَامُهُ كَثِيرَةٌ سَتَنْجَلِي
أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَدُعَاءٌ وَنِدَا = تَمَنٍّ استفهام أُعْطِيتَ الْهُدَى
أقول: (قسم) الإنشاء إلى طلب وإلى غيره (فالطلب استدعاء غير حاصل) أي طلب حصول غير حاصل وقت الطلب لأن (طلب حصول الحاصل) محال (كالأمر والنهي) وغير الطلب إنشاء ليس فيه (استدعاء حصول) كأفعال المدح والذم نحو نعم وبئس والمقصود هنا الأول و(أقسامه كثيرة) ذكر المصنف منها ستة:
الأول (الأمر) وهو طلب الفعل نحو أقيموا الصلاة.
الثاني (النهي) وهو طلب الكف عن الفعل نحو لا تقربوا الزنا.
الثالث (الدعاء) وهو طلب الفعل مع التذلل والخضوع نحو{ربنا اغفر}
الرابع النداء وهو طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعوا نحو يا غياث المستغيثين.
الخامس (التمني) وهو طلب المحبوب ولو محالا نحو: ليت الشباب يعود.
السادس (الاستفهام) وهو طلب حصول ما في الخارج في الذهن فيشمل التصور والتصديق وستأتي أدواته واختلاف معانيها وأعطيت الهدى تكملة للبيت قصد بها الدعاء.
قال:

وَاسْتَعْمَلُوا كَلَيْتَ لَوْ وَهَلْ لَعَلْ = وَحَرْفَ حَضٍّ وَلِلاستفهام هَلْ
أَيٌّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ مَنْ وَمَا = وَكَيْفَ أَتَى كَمْ وَهَمْزٌ عُلِمَا
وَالْهَمْزُ لِلتَّصْدِيقِ وَالتَّصَوُّرِ = وَبِالَّذِي يَلِيهِ مَعْنَاهُ حَرِي
وَهَلْ لِتَصْدِيقٍ بِعَكْسِ مَا غَبَرْ = وَلَفْظُ الاستفهام رُبَّمَا عَبَرْ
لأَمْرٍ اسْتِبْطَاءٍ اوْ تَقْرِيرِ = تَعَجُّبٍ تَهَكُّمٍ تَحْقِيرِ
تَنْبِيهٍ اسْتِعْبَادٍ اوْ تَرْهِيبِ = إِنْكَارِ ذِي تَوْبِيخٍ اوْ تَكْذِيبِ
أقول: (يستعمل) في (التمني) مجازا ألفاظ منها لو كقوله تعالى{فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} بنصب نكون بأن مضمرة جوابا للو المضمنة معنى (التمني) ومنها هل نحو{فهل لنا من شفعاء} للجزم بانتفاء الشفعاء و(الاستفهام) يقتضي الجهل بالحكم ومنها لعل نحو لعلي أسافر فأزور الحبيب بنصب فأزور لما تقدم ومنها حروف (التحضيض) نحو هلا أكرمت زيدا على معنى التمني وقوله و(الاستفهام) هل شروع في أدوات (الاستفهام) وما يطلب بها فذكر إحدى عشرة أداة (الهمزة) وهل حرفان وبقية الأدوات أسماء وهي ثلاثة أقسام ما يطلب به التصور فقط وهو: ما عدا الحرفين(1) وفي التهكم نحو أصلواتك تأمرك وفي (التحقير) نحو من أنت لمن تحقر شأنه وفي التنبيه على الضلال نحو فأين تذهبون وفي الاستبعاد نحو أنى لهم الذكرى وفي (الترهيب) أي التخويف نحو{ ألم نهلك الأولين} وفي (الإنكار التوبيخي) وهو الذي يقتضي أن ما بعده واقع وأن فاعله ملوم نحو{ أتعبدون ما تنحتون} وإلابطالي وهو ما اقتضى أن ما بعده غير واقع وأن مدعيه كاذب نحو أفأصفاكم ربكم بالبنين وأتخذ من الملائكة إناثا وهو المشار إليه (بتكذيب). قال:

وَقَدْ يَجِي أَمْراً وَنَهْياً وَنِدَا = فِي غَيْرِ مَعْنَاهُ لأَمْرٍ قُصِدَا
وَصِيغَةُ الأَخْبَارِ تَأْتِي لِلطَّلَبْ = لِفَالٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ
أقول: قد يخرج (الأمر والنهي والدعاء) عن معانيها الأصلية لنكتة أما (الأمر) فقد يأتي لمعان كثيرة منها الإباحة نحو كلوا مما رزقكم الله وأما (النهي) فإنه يأتي لمعان كثيرة أيضا منها قصد الامتثال كقولك لمن عصى أمرك لا تعص أمري أي امتثله وأما (النداء) فيأتي لمعان أيضا منها الإغراء كقولك لمن تظلم إليك يا مظلوم تريد إغراءه على زيادة التظلم ثم إن (صيغة الخبر) قد يقصد منها (الطلب) لنكتة كالتفاؤل نحو وفقنا الله لما فيه رضاه وإظهار الحرص في وقوعه كقولك لمن استبطأك أتيتك و(التصديق) كقولك لمن لا يحب (تكذيبك) تأتينا غدا فتحمله على المجئ بلطف لاعتيادك تصديقه إياك والتأديب مع المخاطب بترك (صيغة الأمر) نحو أمير المؤمنين يقضي حاجتي ثم إن كثيرا من الاعتبارات المذكورة في الأبواب السابقة تجري في الإنشاء كالتقديم والتأخير والقصر فقسها عليها.


(1) سقط من الأصل صـ 118.



الباب السادس في الإنشاء
يطلق الإنشاء على الكلام الذي لا تحتمل نسبته الصدق والكذب، لعدم قصد حكاية تحققها في الخارج في الخبر، ويطلق على إلقاء هذا الكلام وإيجاده وهو فعل المتكلم وعلى غيرهما، وقد أراد به المصنف المعنى الأول، ثم قسمه إلى الطلب وغيره، فإن أريد بالأقسام المعنى القلبي لزم ارتكاب الاستخدام بين إنشاء في البيت الأول وضميره المقدر قبل قوله والطلب.. إلخ، إذ التقدير وهو ينقسم إلى طلب غيره الطلب.. إلخ، بأن يجعل الضمير للإنشاء مرادا به المعنى القلبي المتعلق بالنسبة التي إذا ذكر معها اللفظ شعر بذلك صارت النسبة إنشاء ليصبح التقسيم، وإن أريد بها اللفظ قدر مضاف قبل قول المصنف استدعاء: أي دال استدعاء وكانت اللام المقدرة في قوله واستعملوا كليت.. إلخ، للتعليل: أي واستعملوا تحصيل التمني كليت لو وكذا اللام في قوله وللاستفهام هل تأمل.
قوله: (ما لم يكن.. إلخ) أي مركب والمركب الذي وعلى كل مما خبر مقدم والإنشاء مبتدأ مؤخر كما لا يخف.
قوله: (لا يحتمل.. إلخ) أي لذاته إن احتمله للأزمة، فإن استقم مثلا يلزمه خبر، وهو أطلب منك الاستقامة، وهو محتمل، وقد مر إيضاح هذا في أحوال الإسناد الخبري عند تعريف الخبر.
قوله: (لذاته) خرج الإنشاء فإنه إنما يحتمله لازمه كما عرفت.
قوله:( كالخير.. إلخ) الخير بالمثناة التحتية مرفوع خبره الظرف بعده والكاف داخلة إلى المجموع: أي لهذا اللفظ.
قوله: (والحق اسم.. إلخ) ويحتمل أن المراد به ضد الباطل: أي كن متمسكًا بالحق لا تعدل عنه إلى الباطل بل هو المتبادر من ذات اللفظ، وإن خالفه الشارح والمصنف في شرحه.
قوله: (أي كن بمولاك) أي معتصما به.
قوله: (تنتظم.. إلخ) لا يخفى ما فيه من الاستعارة المكنية.
قوله: (والطلب.. إلخ) عبارة ع ق ثم الإنشاء المذكور قسمان الطلب وغيره، فأما غير الطلب كصيغ العقود كبعت واشتريت وزوجت وصيغ الإيقاع، كأعتقت وطلقت فلم يتعرض لهما في النظم لقلتها، ولأنها منقولة عن الخبرية فأحوالها تستشعر من أحوال أصلها الذي هو الخبرية وأما الطلب فقد تعرض له لكثرة مباحثه وهو أنواع أشار إليه وإلى أنواعه بقوله والطلب إلخ اهـ ثم التعريف للطلب المعتد به عند البلغاء فقوله استدعاء جنس.
وقوله: (ما لم.. إلخ) فصل يخرج طلب حصول الحاصل فتأمل.
قوله:( كثيرة) أي ليست ثلاثة فأقل، فمعنى كثرتها زيادتها على ثلاثة إذ هي ستة ع ق.
قوله: (قسم الإنشاء.. إلخ) أي بحسب ما يشير إليه كلامه، فإن قوله والطلب.. إلخ، أفاد أن الإنشاء ينقسم إليه وإلى غيره حيث لم يفد أنه هو الطلب تأمل.
قوله: (أي طلب.. إلخ) فالسين والتاء للطلب كما هما في الاستحصال.
قوله: (لأن طلب حصول الحاصل محال) فيه أنه لا استحالة في الطلب المذكور كما هو ظاهر، وإنما المستحيل نفس الحصول، فكان المناسب إبداله بعبث، ثم رأيت الدسوقي قال إن عدم الاستحالة، إنما هو للطلب اللفظي، وأما الطلب القلبي لحصول الحاصل فهو محال، لأنه إما الإرادة أو المحبة والشهوة أو الكلام النفسي، والإرادة لا تتعلق بالواقع والشهوة في حصول المشتهي لا تبقى بعد حصوله، وإنما تبقى شهوة دوامة، والكلام النفسي تابع لأحد هذين وينتفي بانتفائهما اه،ـ فلو استعملت صيغ العقود لمطلوب حاصل امتنع إجراؤها على معانيها الحقيقية، ويتولد منها بحسب القرائن ما يوافق المقام قاله السعد.
قوله:( كالأمر والنهي) مثال للطلب المعرف، فالأمر طلب لفعل غير حاصل، والنهي طلب لترك غير حاصل.
قوله: (والمقصود هنا الأول) ولا يتوهم أن هذا يقتضي كون البحث عن غير أحوال اللفظ، لأن المقصود ينجر إليه آخر الأمر مطول.
قوله: (طلب) جنس خرج عنه الخبر والإنشاء غير الطلب.
وقوله: (فعل خرج به النهي) بناء على أنه طلب ترك، وكان المناسب زيادة على جهة الاستعلاء ليخرج به الدعاء والالتماس، وقيل إن النهي طلب الكف، وقد درج عليه الشارح في تعريف النهي لإفادة الطريقتين، وزاد هذا القائل في التعريف غير كف لإخراجه، وانظر الكلام على هذا المزيد في شرحي ع ق وغيرهما.
قوله: (طلب الكف) أي بخصوص لا فخرج عنه كف عن كذا فإنه لا يسمى نهيا بل أمرا.
قوله: (طلب الإقبال) أي طلب المتكلم إقبال المخاطب.
وقوله: (بحرف الباء) للآلة صبان، ثم الحرف إما ملفوظ كما مثل، أو مقدر نحو يوسف أعرض عن هذا.
قوله: (طلب المحبوب) أي على طريق يفهم منه المحبة، فتخرج البواقي من أنواع الطلب، إذ لا يلزم فيها ما ذكر قيل ينبغي أن تقيد المحبة بالمجردة عن الطمع احترازًا من الأمر والنهي، ونحوهما التي وجدت المحبة فيها وقيل قيد الحيثية المرادة يكفي في اندفاع النقض وقيل هو تعريف بالأعم، وقد أجازه المتقدمون كذا في يس اهـ صبان.
قوله: (حصول ما في الخارج) أي حصول صورة ما في الخارج: أي حصول صورة الشيء المستفهم عنه الذي في الخارج.
وقوله: (في الذهن) متعلق بحصول، ثم إنه ينبغي أن يراد بالخارج خارج ذهن المستفهم، إذ وقوع النسبة أولا وقوعها لا تحقق له في خارج الأعيان، وكذا غيرهما من الأمور الذهنية تأمل.
قوله: (فيشمل) أي الاستفهام باعتبار المطلوب به الذي هو الحصول في الذهن والإدراك، ووجه الشمول أن المطلوب حصوله إن كان وقوع نسبة بين أمرين، أولا وقوعها فحصوله: أي إدراكه هو التصديق وإلا فهو التصور أفاده السعد.
قوله: (واستعملوا كليت.. إلخ) أفاد به أن اللفظ الموضوع للتمني ليت حيث جعلها مشبها به، وإنما استعملوا لو كليت لأن لو تكون للحال، وللتمني بحال فنسب جعلها في بعض الأحيان نائبة عن ليت التي هي لتمني المحال، أو ما هو بمنزلته اهـ ع ق.
قوله: (وهل) للغرض من استعمال هل موضع ليت إظهار كمال العناية بالمتمني، حيث أبرز في صورة غير الممتنع الذي هو المستفهم عنه اهـ منه.
قوله: (لعل) يظهر أن نكتة استعمال لعل استعمال ليت ما بينهما من الدلالة على مطلق طلب المحبوب، وإن كان المحبوب في مدلول لعل غير مستبعد نأمل.
قوله: (وحرف تحضيض) أراد به جنسه فدخل هلا وألا ولولا ولو ما، وإنما استعملت موضع ليت لما قيل من أنها يجوز أن تكون مركبة من هل ولو المنقولتين للتمني مع لا وما وتكون منها قد قبلت فيها الهاء همزة، فحملت على هل ولو لهذا الجواز أفاده ع ق، وللكلام تتمة سنذكرها.
قوله: (والاستفهام) عطف على التمني المجرور باللام المحذوف مع جاره المتعلق باستعملوا: أي واستعملوا للتمني كليت لو.. إلخ، وللاستفهام.. إلخ، فهو مسلط عليه اللام الداخلة على التمني وفي نسخة وحرف حض للاستفهام.. إلخ، وعليها فيحتمل أن الظرف معطوف على للتمني المحذوف، ويحتمل أنه خبر مقدم لهل يؤيده رفع: أي في النسخ وهي على النسخة الأولى والاحتمال قبله واجبة النصب.
قوله: (للتصديق) أي إدراك وقوع النسبة التامة، أو لا وقوعها وإدراك ما سوى ذلك من موضوع، ومحمول ونسبة هي مورد إيجاب والسلب ونسبة ناقصة تصور.
قوله: (ذي توبيخ) صفة الإنكار المحذوف تنوينه للضرورة تكذيب عطف على توبيخ: أي إنكار للتوبيخ أو للتكذيب أفاده ع ق، ويحتمل أن إنكار مضاف، أي واقعة على شخص، أي إنكار موبخ، أو مكذب والأول توبيخي والثاني تكذيبي تأمل.
قوله: (مجازا) أما وجهة في لو فتقول شبه التمني بالامتناع بجامع تعلق كل بالمحال فسرى التشبيه للجزئيات استعيرت لو من جزئي من المشبه به لجزئي من المشبه، وأما وجهة في هل فتقول شبه التمني الذي كملت عناية بمتعلقه بالاستفهام بجامع تمام النظر لمتعلق كل فسرى.. إلخ، وأما وجهه في لعل، فتقول شبه التمني بالترجي بجامع مطلق طلب المحبوب في كل فسرى.. إلخ، وقد مرت الإشارة لهذا كله، وأما حروف التحضيض فليس استعمالها في التمني مجازا لما قاله الدسوقي من أن هل، ولو استعملا بعد التركيب مع ما ولا في التمني حقيقة وسيأتي تتمة الكلام. إذا علمت هذا علمت أن في جعل الشارح كل حروف التحضيض، إن الألفاظ التي استعملت في التمني مجازا نظرا ظاهرا هذا تحقيق المقام.
قوله: (بنصب تكون) فنصب فعل بعد الفاء دليل على أنها في التركيب بمعنى ليت لأنه، إنما ينصب بعد لو الطلبية لا الشرطية لا يناسب أن تتطفل إلا على ليت من مقيدات الطلب لما مر من المناسبة بينهما ا هـ ع ق.
قوله: (الجزم انتفاء.. إلخ) تعليل لمحذوف أي، وإنما لم تكن هل في هذا التركيب للاستفهام وكانت للتمني للجزم.. إلخ، أي فلا استفهام فتعين كونها للتمني تأمل.
قوله: (ومنها حروف التحضيض) تقدم أنها مستعملة في تمني حقيقة لكن ليس المقصود منها التمني، بل أن يتولد منه في دخولها على الماضي التقديم نحو هلا كرمت زيدا، ولو ما أكرمته على معنى ليتك أكرمته قصدا إلى جعله نادما على ترك الإكرام وفي المضارع التحضيض نحو هلا تقوم، ولو ما تقوم على معنى ليتك تقوم قصدا إلى حثه على القيام قاله السعد.
قوله: (على معنى التمني) أي ليتولد منه التقديم على ترك الإكرام كما علمت.
قوله: (وبقية الأدوات أسماء) معانيها ما يسئل بها عنها وستعرفها ثم ضمنت معها معنى الاستفهام.
قوله: (ما عدا الحرفين) أي المذكورين في قوله الهمزة وهل حرفان، ثم الأدوات المطلوب بها التصور تختلف من جهة أن المطلوب لكل منها تصور شيء آخر، فيسأل بأي عما يتميز به أحد المتشاركين في أمر يعمهما وهو مضمون ما أضيفت إليه نحو: أي الفريقين خير مقاما: أي أنحن أم أصحاب محمد، فالمؤمنون والكفار اشتركا في الفريقين، وسأل الكافرون عما يميز أحدهما عن الآخر، وبمتى عن الزمان وبأيان عن المستقبل وبأين عن(1) الحقيقة بناء على أنه لأرضي لاستفهام العاقل عن حال نفسه ا هـ فنرى.
قوله: (وفي التهكم) إذ الاستفهام يتسبب عنه الجهل والجهل بالشيء قد يتسبب عنه التهكم والسخرية ا هـ صبان. فالعلاقة المجاورة إذ كل من الاستفهام والتهكم ناشئ عن سبب واحد.
قوله: (نحو أصلواتك تأمرك) وذلك أن شعيبا عليه السلام كان كثير الصلاة، وكان قومه إذا رأوه يصلي تضاحكوا فقصدوا بقولهم أصلواتك تأمرك الهزء والسخرية لا حقيقة الاستفهام قاله السعد.
قوله: (وفي التحقير) لأن الاستفهام يتسبب عن الجهل والجعل بالشيء، وربما يتسبب عنه تحقيره والتحقير جعل الشيء حقيرا والاستهزاء عدم المبالاة به، وإن كان كثيرا وربما يتحد محلهما، وإن اختلفا مفهوما لما بينهما من الارتباط في الجملة لصحة نشأة أحدهما عن الآخر كما في ع ق ا هـ صبان.
قوله: (وفي التنبيه.. إلخ) أي لأن الاستفهام عن الشيء يستلزم تنبيه المخاطب عليه، وتوجيه ذهنه إلي فإذا سلك طريقا واضح الضلالة بزعم المتكلم كان هذا غفلة من المخاطب عن الالتفات إلى ذلك الطريق، فإذا نبه عليه ووجه ذهنه إليه كان تنبيها له على ضلالة، فالاستفهام عن ذلك الطريق يستلزم توجيه ذهنه إليه المستلزم للتنبيه على كونه ضالا قاله السيد ا هـ صبان.
قوله: (والاستبعاد) أي عد الشيء بعيدًا، إذ العد والاستفهام كل منهما مسبب عن الجهل، فالعلاقة المجاورة قال الصبان الفرق بينه وبين الاستبطاء أن الاستبعاد متعلقة غير متوقع، والاستبطاء متعلقه متوقع غايته أنه بطيئ في زمن انتظاره ا هـ.
قوله: (أنى لهم الذكرى) فإنه لا يجوز حمله على حقيقة الاستفهام وهي ظاهر بل المراد استبعاد أن يكون لهم الذكرى بقرينة قوله { وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه} أي كيف يذكرون ويتعظون ويفون بما وعدوا من الإيمان عند كشف العذاب عنهم، وقد جاءهم ما هو أعظم، وأدخل في وجوب الأذكار من كشف الدخان، وهو ما ظهر على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات البينات ومن الكتاب المعجز وغيره فلم يذكروا وأعرضوا عنه قاله السعد.
قوله: (وفي الترهيب) أي أن الاستفهام ينبه على جزاء إساءة الأدب وهذا التنبيه يستلزم ترهيبه وتخويفه لإنصافه بها أفاده الصبان.
قوله: (التوبيخي) نسبة للتوبيخ: أي التعبير والتقريع ونسبته للتوبيخ من حيث كون التوبيخ مقصودًا منه قال الصبان قال في الأطول العلاقة بين الاستفهام والإنكار بمعنى نفي اللياقة أن نفي اللياقة يوجب عدم التصديق بما لا يليق بأن يشك في وقوعه والشك يستدعي الاستفهام، فأفيد بالاستفهام عدم اللياقة ا هـ بتصرف.
قوله: (واقع) أي في الماضي، أو الحال أو الاستقبال الأول نحو أعصيت ربك والثاني كمثال الشارح والثالث نحو أتعصي ربك مرادا منه الاستقبال، فالمراد بفاعله فاعله حقيقة، أو حكما ليشمل من هو بصدد فعله، وفي الكلام حذف مضاف: أي فاعل متعلقة بفتح اللام وهو المنكر بفتح الكاف، ثم هذا وما بعده ضابط لا تعريف، وإلا لزم التجوز في التعريف حيث أريد من اسم الفاعل مطلق الزمن ومن الفاعل مطلق التوجه فافهم.
قوله: (أو الإبطالي) تتضح النسبة فيه مما مر وبيان علاقة التجوز إليه أن الإبطال يستدعي عدم توجه الذهن، وهو يستدعي الجهل، وهو يستدعي الاستفهام، فقد أطلق اسم المسبب على السبب تأمل.
قوله: (غير واقع) أي فيما مضى كمثال الشارح، أو في الحال أو الاستقبال نحو أنلزمكموها.
قوله: (وهو) أي الإنكار الإبطالي.
وقوله: (بتكذيب) أي المسلط عليه ذي المجعولة صفة لإنكار أو المضاف إليها إنكار، فالإشارة في الحقيقة بجميع ما ذكر تأمل.
قوله: (في غير معناه.. إلخ) يرجع للأخير وحذف مما قبله لدلالته عليه.
قوله: (لأمر قصدا) الأقرب ما أشار إليه الشارح والمصنف في شرحه من أن اللام للتعليل، وأن المراد بالأمر النكتة المقتضية للعدول عن الحقيقة إلى التجوز بالأمر وغيره وما في ع ق تصف.
قوله: (منها الإباحة) والعلاقة بين الطلب والإباحة الموجبة لاستعمال لفظه فيها مطلق الإذن العام، فهو من استعمال الأخص في الأعم مجازا مرسلا صبان عن اليعقوبي.
قوله: (نحو كلوا.. إلخ) بمعنى أنه يباح لكم أن تأكلوا مما ذكر.
قوله: (قصد الامتثال) أراد بالقصد لازمه وهو الطلب.
قوله:( كقولك عصى.. إلخ) في كون صيغة النهي في هذا المثال مستعملة في غير معناها نظر ظاهر، إذ لو كان قصد ما تضمنته من الأمر يصيره كذلك للزم أن كل نهي مستعمل في غير معناه فقولك لا تهمل زيدًا مستعمل في طلب اعتباره، وقولك لا تقم مستعمل في طلب ما يعينه المقام مما يقابل القيام، وهكذا فلا يوجد نهي حينئذ مستعمل في معناه وهذا خلاف ما يفيده موضوع الكلام من كون النهي تارة يستعمل في معناه، وتارة في غيره ومع هذا لم يقل به أحد، فالمناسب أن يقول بدل قوله منها قصد الامتثال.. إلخ، منها التهديد كقولك لعبد لا يمتثل أمرك لا تمتثل أمري، إذ لا يشك في كونه مستعملا في غير معناه، فإن السيد لا يريد من عبده عدم الامتثال، والعلاقة بين التهديد وبين النهي أن النهي يلزمه التهديد والتخويف فتأمل منصفا.
قوله: (الإغراء) أي الحث على لزوم الشيء، والعلاقة بين النداء وبين الإغراء المستعمل هو فيه أن الإغراء ملزوم للإقبال، إذ لا معنى لإغراء غير المقبل معنى بأن يكون بحيث لا يسمع يعقوبي.
قوله: (يتظلم) أي يظهر ظلم الغير له ويبث الشكوى به ا هـ منه.
قوله: (على زيادة التظلم) عبر بزيادة لحصول أصل التظلم صبان.
قوله:( كالتفاؤل) أي إفادته.
قوله: (نحو وفقنا الله.. إلخ) فالمقصود طلب التوفيق وصيغة الأمر هي الدالة عليه، وعدل عنها إلى صيغة المضي الدالة على تحقق الوقوع تفاؤلا بتحققه قاله اليعقوبي، وظاهر أن العلاقة بين الخبر والطلب الضدية.
قوله:( كقولك لمن استبطأك) أي فكرر عليك النداء طالبا الإسراع في إتيانك.
وقوله: (أتيتك مقول القول) وهو من المنادى إظهار لشدة حرصه على إتيانه لمن ناداه، ثم في كون صيغة الخبر مستعملة في الطلب في هذا المثال نظر ظاهر، والظاهر أنه مما استعمل فيه الماضي موضع المستقبل إشارة إلى قرب وقوعه جدا كقول القريب من البلد دخلنا البلد والجامع شدة التحقق، فالمناسب التمثيل بنحو رزقني الله لقاءك قال ع ق. والسبب في إفادة الماضي هذا الحرص ما تقرر من جهة الطبع، وهو أن من جملة أسباب التعبير به عما لم يقع تخيل وقوعه، وتخيل الوقوع يكون من كثرة التصور، وكثرة التصور تكون من كثرة الرغبة، فينتقل من التعبير به عن المطلوب إلى كثرة الرغبة بهذه الوسائط ا هـ.
وقوله: (من كثيرة الرغبة) أي التي هي الحرص.
قوله: (والتصديق) أي حمل المخاطب على التصديق للمتكلم بإتيانه مثلا المطلول للمتكلم أفاده ع ق، ويدل عليه قول الشارح فتحمله على المجيء.. إلخ.
قوله: (فتحمله على المجيء بلطف لاعتيادك.. إلخ) أي وهو إن لم يأت صار مكذبا لك صورة لكونك أبرزت الكلام في صورة الخبر. والحاصل أن المتكلم قد يكون طالبا لشيء راغبا في حصوله، فيبرز للمخاطب الذي لا يريد تكذيبه صيغة الطلب في صورة الخبر ليوقع المخاطب المطلوب لأجل تصديق المتكلم، لأنه إذا لم يوقع كان مكذبًا له صورة حيث أبرز المتكلم الطلب في صورة الخبر تأمل.
قوله: (نحو أمير المؤمنين.. إلخ) فقد تأدب الطالب مع الأمير بترك مواجهته بصيغة الطلب لإشعارها بالاستعلاء أفاده ع ق.
قوله: (من الاعتبارات) أي المعتبرات.
قوله: (في الأبواب السابقة) وهي من أحوال الإسناد إلى هذا الباب.
قوله: (والقصر) هو أيضًا مذكور في الباب المبوب لإفادة أحكامه ،كذكر الطهارة في بابها والبيع في بابه.
قوله: (فقسها عليها) أي فقس المعتبرات التي تجري في الإنشاء على المعتبرات التي ذكرت للخبر، فقل إن تقديم المسند إليه لكون ذكره أهم لنكتة من نكت الأهمية، وتأخيره لاقتضاء المقام تقديم المسند، والقصر الحاصل فيه بتقديم المعمول حقيقي وإضافي وهكذا.


(1) سقط من الأصل صفحة 118.


  #4  
قديم 20 ذو الحجة 1430هـ/7-12-2009م, 11:18 PM
جميلة عبد العزيز جميلة عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي الشرح الصوتي للجوهر المكنون للشيخ: عصام البشير المراكشي

(الْبَابُ السَّادِسُ: فِي الإِنْشَاءِ)

مَا لَمْ يَكُنْ مُحْتَمِلاً لِلصِّدْقِ = وَالْكَذِبِ الإِنْشَا كَكُنْ بِالْحَقِّ
وَالطَّلَبُ اسْتِدْعَاءُ مَا لَمْ يَحْصُلِ = أَقْسَامُهُ كَثِيرَةٌ سَتَنْجَلِي
أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَدُعَاءٌ وَنِدَا = تَمَنٍّ اسْتِفْهَامٌ أُعْطِيتَ الْهُدَى
وَاسْتَعْمَلُوا كَلَيْتَ لَوْ وَهَلْ لَعَلْ = وَحَرْفَ حَضٍّ وَلِلاسْتِفْهَامِ هَلْ
أَيٌّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ مَنْ وَمَا = وَكَيْفَ أَتَى كَمْ وَهَمْزٌ عُلِمَا
وَالْهَمْزُ لِلتَّصْدِيقِ وَالتَّصَوُّرِ = وَبِالَّذِي يَلِيهِ مَعْنَاهُ حَرِي
وَهَلْ لِتَصْدِيقٍ بِعَكْسِ مَا غَبَرْ = وَلَفْظُ الاسْتِفْهَامِ رُبَّمَا عَبَرْ
لأَمْرٍ اسْتِبْطَاءٍ اوْ تَقْرِيرِ = تَعَجُّبٍ تَهَكُّمٍ تَحْقِيرِ
تَنْبِيهٍ اسْتِعْبَادٍ اوْ تَرْهِيبِ = إِنْكَارِ ذِي تَوْبِيخٍ اوْ تَكْذِيبِ




وَقَدْ يَجِي أَمْراً وَنَهْياً وَنِدَا = فِي غَيْرِ مَعْنَاهُ لأَمْرٍ قُصِدَا
وَصِيغَةُ الأَخْبَارِ تَأْتِي لِلطَّلَبْ = لِفَالٍ اوْ حِرْصٍ وَحَمْلٍ وَأَدَبْ


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir