الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده
أما بعد
فهذه رساله مختصرة في المراد بقوله تعالي ( جمالات صفر ) وبيان أقوال أهل التفسير فيها
ذكر ابن كثير في تفسيره ثلاثة أقوال هي كالتالي:
1- أنها الجمال السود: حيث أن العرب كانت تسمي الجمال السود صفراً . قالَهُ مُجَاهِدٌ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَالضَّحَّاكُ. وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ.وهو قول السعدي
2- أنها حِبَالُ السفن :قاله ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ودليله ما رواه البخاري حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} قَالَ: كُنَّا نَعْمِدُ إِلَى الْخَشَبَةِ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ وَفَوْقَ ذَلِكَ، فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ، فَنُسَمِّيهِ القَصَرَ، {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} حِبَالُ السُّفُنِ، تُجْمَعُ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ
3- عن ابن عباس أيضا أنها : قطع النحاس
ولا منافاة بين الأقوال الثلاثة فإن الإبل سوداء وكذلك حبال السفن تسود من كثرة الاستعمال والاحتكاك بالماء وغير ذلك وأيضا قطع النحاس فإنها تسود لما توقد عليها النار