الامام مسلم بن الحجاج

[علي بن عمر]

**اسمه:هو الامام مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري أبو الحسين النيسابوري الخرساني
**ذكر الامام ابن الصلاح في كتابه(علوم الحديث) "أول من صنف الصحيح : البخاري أبو عبدالله محمد بن اسماعيل الجعفي مولاهم،وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري من أنفسهم" علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح (ص/29)
فقد اتفق المؤرخون على أن الامام مسلما قشيري النسب ، وهذه النسبة الى بني قشير احدى القبائل العربية المعروفة ،التي ينسب اليها الكثير من العلماء ونسبة الامام مسلم هذه نسبة أصل ،بخلاف الامام البخاري،فان نسبته الى الجعفيين نسبة ولاء .
**النيسابوري:نيسابور تقع الآن في ايران ،على بعد (50)ميلا غربي مدينة "مشهد" في اقصى الشمال الشرقي من ايران على الطريق الرئيسة التي تصل طهران بمشهد ،وعدد سكانها يناهز المائة ألف نسمة ،وتسمى الآن "نيشابور" وهي مدينة قديمة جدا فتحت أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد ابن خالته الأمير عبدالله بن عامر بن كريز سنة 29هـ وقيل31 هـ ،صلحا وبنى فيها جامعا.وقيل انها فتحت في ايام عمر وانتقضت في ايام عثمان ففتحها ثانية.
وكانت اذ ذاك من المراكز العلمية المهمة،لاسيما في علم الحديث
*أما خراسان :فمنطقة واسعة،تقع اليوم ضمن ثلاث دول،وهي: أفغانستان ،وتركمستان ،وايران.
**اختلفوا في ولادته مع اتفاقهم على سنة وفاته على أربعةأ قوال:
201هـ
202هـ
204هـ
206هـ
وهو القول الراجح وبه جزم الحاكم وابن الصلاح والنووي وهم معروفون بشدة عنايتهم بالامام مسلم ومصنفاته .
**كان والده متصدرا لتربية الناس وتعليمهم ،قال تلميذه محمد بن عبدالوهاب الفراء (ت:272هـ) :"وكان أبوه الحجاج بن مسلم من المشيخة"
ولا شك أن خير والده في التعليم والتوجيه من شأنه أن يعم أهل بيته ،فهم أولى الناس بخيره.
*أما أسرته،فقد ذكر الحاكم :"رأيت من أعقابه من جهة البنات في داره "(سير أعلام النبلاء(12/570) وقال :"ولم يعقب ذكرا"*
**سبب وفاته كان بسبب غم أصابه لعدم عثوره على حديث استغرق منه ليلة بتمامها في البحث عنه .
قال ابن الصلاح:"وكان لموته سبب غريب،نشأ عن غمرة فكرية علمية" ثم أسندإلى الحاكم أنه قال :"سمعت أبا عبدالله محمد بن يعقوب ، سمعت أحمد بنسلمة يقول : عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة ،فذكر له حديث لم يعرفه، فانصرف الى منزله،وأوقد السراج ،وقال لمن في الدار : لايدخلن أحد منكم هذا البيت، فقيل له:أهديت لنا سلة فيها تمر ،فقال: قدموها إلي، فقدموها ، فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة يمضغها ،وأصبح وقد فني التمر ،ووجد الحديث"
• توفى عشية يوم الأحد ودفن يوم الاثنين ، لخمس نقين من رجب، سنة (261هـ)الموافق6/5/875م وعمره(55)سنة ،على الصحيح من أقوال أهل العلم في ولادته(انظر صيانة صحيح مسلم ص 62 ومصادر ترجمته.

شيوخه من أهل بلده :
*كان أول سماع له وعمره اثنتي عشرة سنة
*يحيى بن يحيى بن بكير التميمي النيسابوري(ت226 هـ)
*بشر بن الحكم النيسابوري(ن238هـ)،واسحاق ابن راهويه (ت238هـ)
*ثم بدأت رحلاته: قال الذهبي :" وحج سنة عشرين ،فسمع من القعنبي ،وهو أفدم شيخ له،ومن اسماعيل بن أبي أويس ...وجماعة يسيرة ،ورد إلى وطنه" (تاريخ الاسلام 906/431)
وفي طريق رجوعه من الحج "سمع بالكوفة من أحمد بن يونس وجماعة وأسرع إلى وطنه"(السير)(12/558)
ويعتبر الامام مسلم من الأئمة الرحالين حيث ابتدأت رحلاته كما سبق ذكره بالحجاز ، وكان عمره(14)عاما وكان إذ ذاك أمردا .
ثم رحل بعد خمس سنوات فسمع من علي بن الجعد(وهو بغدادي مما يعني أن هذه الرحلة كانت الى بغداد) ولم يرو عنه في صحيحه ، لأجل بدعة ما ،وسمع من أحمد بن حنبل..."(انظر تاريخ الاسلام6/431)
*ورحلاته مكنته من اللقاء بعدد كبير من الأئمة والشيوخ ،والأخذ منهم ،وقال الامام الذهبي – بعد أن ذكر بعض شيوخه -:"وسمع من خلق كثير من العراقيين والحجازيين والشاميين والمصريين والخراسانيين ، فسمى له شيخنا في تهذيب الكمال مئتين وأربعة عشر شيخا ،ورأيت بخط حافظ أنه قد روى في " صحيحه " عن مئتين وسبعة عشر "
وسرد في السير شيوخه على المعجم ثم قال في الأخير :" وعدتهم مئتان وعشرون رجلا ،أخرج عنهم في الصحيح" (سير اعلام النبلاء)(12/558-561)
ثم قال : " وله شيوخ سوى هؤلاء لم يخرج عنهم في صحيحه كعلي بن الجعد وعلي بن المديني ومحمد بن يحيى الذهلي"
* ومن أبرز من لم يذكره المزي والذهبي في قائمة شيوخه الطويلة شيخه الامام البخاري ،فانهما لم يذكراه لكون مسلم لم يرو عنه في صحيحه وكذلك محمد بن مسلم بن وارة.
تلاميذه:تلاميذ الامام مسلم كثر ولا غرابة وقد سرد المزي في تهذيب الكمال أسماء 35 منهم وسرد الدكتور محمد طوالبة 38 تلميذا منهم:
1. الامام ابوحاتم الرازي (ـ277)
2. الامام ابن ابي حاتم الرازي(ت327هـ) صاحب كتاب"الجرح والتعديل"
3. الامام ابوبكر ابن خزيمة (ت311هـ) صاحب الصحيح
4. الامام ابو عيسى الترمذي(ت272هـ) صاحب السنن وقد روى عنه حديثا واحدا في سننه.
5.الامام ابو عوانة الاسفراييني (ت316هـ) صاحب المستخرج

مؤلفاته:
من المصادر التي توسعت في ذكر مؤلفاته:المنتظم لابن الجوزي حيث ذكر 23 مصنفا،والسير للذهبي فقد ذكر 20 مصنفا ومن المطبوعات:
• الأسامي والكنى:يبحث في أسماء رجال الحديث وكناهم ونسبهم وشيوخهم وتلاميذهم(من مطبوعات الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة بتحقيق د. عبدالرحيم القشقري،ونشرته دار الفكر بسوريا مصورا سنة 1404هـ بعنوان الكنى والأسامي
• التمييز: وهو من أنفس الكتب وأكثرها فائدة ،وضح منهج المحدثين في نقد الأحاديث وتمييزها،وهو من مطبوعات جامعة الرياض ،بتحقيق :د.مصطفى الأعظمي
• الجامع الصحيح(المسند الصحيح)
• رجال عروة ابن الزبير:يجمع رجال محدث واحد في موضع واحد ، وقد طبع بالهند سنة 1323 هـ
• المنفردات والوحدان : من لم يرو عنه الا راو واحد صحابيا كان أو غيره ،وقد بدأ بالصحابة ثم التابعين ومن بعدهم ،وجرد اسماء الرواة ولم يترجمهم ،وقد طبع بالهند سنة 1323 هـ
• الطبقات :وقد اقتصر فيه الامام مسلم على الصحابة والتابعين ،وبدأ بكل قسم منها بالمدنيين ثم المكيين ثم الكوفيين ثم البصريين ثم الشاميين والمصريين وغيرهم، وقد طبع بتحقيق الشيخ مشهور حسن ، دار الهجرة بالدمام
أما المخطوط من مؤلفاته ، أو التي هي في حكم المفقود : فقد ذكر أسماءها كثير من الأئمة ومنها:
1. الأخوة والأخوات.
2. أسماء الرجال
3. الأفراد
4. أفراد الشاميين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
5.الأقران

[ام عبد الله]

جزاك الله كل خير