دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1442هـ/6-08-2021م, 06:08 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس الرابع عشر: علماء المدائن في القرون الفاضلة

علماء المدائن في القرون الفاضلة

عناصر الدرس:
تمهيد.
● علماء المدائن في القرون الفاضلة.

طبقة الصحابة رضي الله عنهم:
1: سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي(ت:57هـ)
2: سلمان الفارسي الرامهرمزي (ت:36هـ)
3: حذيفة بن اليمان بن حسل العبسي(ت:36هـ)
4: شرحبيل بن السِّمْط بن الأسود الكندي(ت:40هـ)
5: ثابت بن قيس بن الخطيم الأوسي الأنصاري
6: السائب بن الأقرع بن جابر الثقفي(ت: 65هـ تقريباً)
7: سعد بن مسعود بن عمرو الثقفي
طبقة التابعين:
1: سعد بن حذيفة بن اليمان العبسي
2: عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي(ت:99هـ)
3: عاصم بن سليمان الأحول (ت:142هـ)
4: هلال بن خباب العبدي المدائني(ت:144هـ)
طبقة تابعي التابعين:
1: وقاء بن إياس الوالبي الأسدي(ت: 145هـ تقريباً)

2: عبد الحميد بن بهرام الفزاري(ت: 165هـ)
3: ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري(ت:170هـ تقريباً)
4: أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط(ت: 172هـ تقريباً)
5: هشام بن لاحق المدائني(ت:185هـ).
6: سعيد بن زكريا القرشي المدائني(ت: 195هـ تقريباً)
7: أبو زيد حماد بن دليل المدائني(ت: 195هـ تقريباً)
8: شعيب بن حرب المدائني(ت:197هـ)
9: علي بن حفص المدائني(ت: 205هـ تقريباً )
10: شبابة بن سوار الفزاري(ت:206هـ)
11: محمد بن جعفر المدائني(ت:206هـ)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ذو الحجة 1442هـ/6-08-2021م, 06:08 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

تمهيد:
مما يتصل بالحديث عن علماء الكوفة والبصرة الحديث عن علماء بقية بلدان العراق في القرون الفاضلة وأشهرها: المدائن، وواسط، وبغداد.
وسأوجز الحديث فيما يستقبل من دروس هذه الدورة لاستكمال فائدتها على أيسر ما يمكن، وأرجو أن ييسر الله العودة لتهذيبها وتمميمها، وهو أكرم مسؤول، وأجود من أعطى، لا إله إلا هو.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ذو الحجة 1442هـ/6-08-2021م, 06:09 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

المدائن:
كانت المدائن من أكبر مدن الفرس، وفيها إيوان كسرى عظيم الفرس، وهي مدينة على شاطئ دجلة، تسمّى اليوم سلمان باك، تقع جنوب شرق بغداد بنحو 20 كلم، وكان اسمها عند الأعاجم توسفون، وعربتها العرب "طَيْسَفون"، ثم اشتهرت تسميتها عند العرب في الجاهلية بالمدائن؛ لأنها كانت مدائن متجاورة لملوك قدماء، كلما غلب ملك بنى له مدينة، حتى إذا زال ملك دولته وخربت مدينته، ثم أتى ملك بعده بنى بجوارها مدينة، حتى تكاملت سبع مدائن في زمن كسرى.
- قال ياقوت الحموي: (وإنما سمّتها العرب المدائن لأنها سبع مدائن بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة أو بعيدة، وآثارها وأسماؤها باقية).
ثم شرع في ذكر أسماء تلك المدائن، وليس من غرضنا التفصيل فيها، وحسبنا معرفة سبب التسمية.
- وقال الخطيب البغدادي: (وقيل: إنما سميت المدائن لكثرة ما بنى بها الملوك والأكاسرة، وأثروا فيها من الآثار).
وقد ورد ذكرها في أشعار العرب باسم المدائن، قال عبدة بن الطبيب التميمي:

هل حَبْلُ خولةَ بَعد الهجرِ موصـــــــــــولُ ... أم أنت عنها بعيد الدار مشغـــــــــــــــولُ
حَلَّتْ خُويلةُ في دارٍ مجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاورةً ... أهلَ المدائنِ فيها الدّيكُ والفِيـــــــــــــــــــلُ

- وقال الخطيب البغدادي: (وقد كان ملوك الفرس لهم حسن التدبير والسياسة والنظر في الممالك، واختيار المنازل، فكلهم اختار المدائن وما جاورها، لصحة تربتها وطيب هوائها، واجتماع مصب دجلة والفرات بها).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بشّر أصحابه يوم الخندق بفتحها؛ فكان فتحها في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- قال معتمر بن سليمان: سمعت عوفاً قال: سمعت ميموناً، يحدث عن البراء بن عازب قال: لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحفر الخندق عرض لنا فيه حجر لا يأخذ فيه المعول؛ فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى ثوبه، وأخذ المعول وقال: «بسم الله » فضرب ضربة؛ فكسر ثلث الصخرة
قال: «الله أكبر، أعطيت مفاتح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحُمْر الآن من مكاني هذا».
قال: ثم ضرب أخرى وقال: «بسم الله » وكسر ثلثاً آخر، وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن».
ثم ضرب الثالثة، وقال: «بسم الله» فقطع الحجر، قال: «الله أكبر، أعطيت مفاتح اليمن، والله إني لأبصر باب صنعاء» رواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في السنن الكبرى والسياق له.

وميمون هو أبو عبد الله البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة يُضعَّف في الحديث، لكن الحديث له أصل في الصحيحين من حديث جابر، وشواهد أخر، وقد حسّنه الحافظ ابن حجر في الفتح.


وكان فتح المدائن سنة ست عشرة للهجرة، على يد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكان هو أوّلَ أمير لها، ثم لما انتقل سعد إلى الكوفة استخلف على المدائن شرحبيل بن السمط الكندي رضي الله عنه، ثم ولى عمر السائب بن الأقرع الثقفي، ثم سلمان الفارسي، ثم حذيفة بن اليمان بقية خلافة عمر، ثم خلافة عثمان كلها، حتى مات بعد مقتل عثمان بأربعين ليلة، ثم ولّى عليُّ بن أبي طالب على المدائن ثابت بن قيس بن الخطيم، ثم سعد بن مسعود الثقفي.
فهؤلاء أمراء المدائن في زمن الخلفاء الراشدين، وكلهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
- قال الخطيب البغدادي: (كان فتح المدائن في صفر من سنة ست عشرة للهجرة).

طبقة الصحابة رضي الله عنهم:

1: سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي(ت:57هـ)

تقدمت ترجمته، وهو أوّل أمير للمدائن بعد فتحها.

2: سلمان الفارسي الرامهرمزي (ت:36هـ)

- قال أبو عثمان النهدي: سمعت سلمان رضي الله عنه يقول: «أنا من رام هرمز» رواه البخاري في صحيحه.
كان من علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمائهم، وقصة إسلامه من أعجب القصص، وملخّصها أنه نشأ في قرية مجوسية، وكان أبوه كبير تلك القرية وتاجرها؛ وكان أبوه يحبّه محبّة شديدة ويحبسه من خوفه عليه، إلى أن بعثه مرّة إلى حاجة فأبصر في طريقه كنيسة فأعجبه صنيعُ أهلها، ورأى أنهم أهدى من المجوس، فلما علم أبوه حبسه وقيّده؛ ثمّ إنه أطلق القيد عن نفسه، وارتحل إلى العراق؛ يطلب الحنيفية، حتى صحب بضعة عشر عالماً من علماء أهل الكتاب؛ يمكث عند أحدهم حتى إذا حضرته الوفاة سأله عن أعلم من يعرف؛ فيوصي به.
وفي صحيح البخاري عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي، «أنه تداوله بضعة عشر، من رب إلى رب».
حتى كان آخرهم الذي أرشده إلى المدينة، وأنه قد أظلّه زمان نبيّ يبعث، فارتحل إليه مع جماعة من العرب فغدروا به، وأخذوا ماله، وباعوه فاشتراه يهودي من أهل وادي القرى، وباعه ليهودي من بني قريظة؛ ومكث في الرقّ إلى أن بلغه قدومُ النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى خاتم النبوة بين كتفيه، وكانت علامة من جملة علامات وصفت له؛ فأكبّ عليه يقبّله ويبكي؛ فأسلم، ولكن حبسه الرقّ عن شهود بدر وأحد، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم كاتب يا سلمان؛ فكاتب على غرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية؛ فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى أدّى ما عليه، وعتق من الرقّ.
ثم شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الخندق وما بعدها من المشاهد، وهو الذي أشار بحفر الخندق.
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء؛ فنفعه الله به.
- عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل؟ قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال: سلمان قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان» رواه البخاري.
كان عالماً حكيماً زاهداً متقللاً من الدنيا، يأكل من كسب يده، ويتصدّق، ولا يتكلّف.
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً طيباً مباركاً، وتولّى إمرة المدائن مدة في عهد عمر، وأقام فيها حتى توفي سنة 36 هـ، في أوّل خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

- قال سلام بن مسكين: حدثنا ثابت بن قطبة، قال: (كان سلمان أميراً على المدائن، فجاء رجل من أهل الشام من بني تيم الله، معه حمل تين، وعلى سلمان أندرورد وعباءة، فقال لسلمان: تعال احمل وهو لا يعرف سلمان، فحمل سلمان؛ فرآه الناس، فعرفوه، فقالوا: هذا الأمير، قال: لم أعرفك، فقال له سلمان: (لا حتى أبلغ منزلك). رواه ابن سعد.
- وقال وهب بن جرير بن حازم: حدثنا أبي، قال: سمعت شيخاً من بني عبس، عن أبيه، قال: أتيتُ السوقَ، فاشتريت علفاً بدرهم، فرأيتُ سلمان ولا أعرفه، فسخرته، فحملت عليه العلف؛ فمرّ بقوم، فقالوا: نحمل عنك يا أبا عبد الله!
فقلت: من هذا؟
قالوا: هذا سلمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت: لم أعرفك ضعه عافاك الله، فأبى حتى أتى به منزلي، فقال: (قد نويت فيه نية؛ فلا أضعه حتى أبلغ بيتك). رواه ابن سعد.
- وقال جعفر بن برقان: بلغني أنه قيل لسلمان الفارسي: ما يكرهك الإمارة؟ قال: (حلاوة رضاعتها ومرارة فطامها). رواه ابن سعد.
- وقال شعبة، عن سماك، قال: سمعت النعمان بن حميد، يقول: دخلت مع خالي على سلمان بالمدائن، وهو يعمل الخوص؛ فسمعته يقول: (أشتري خوصاً بدرهم، فأعمله، فأبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهماً فيه، وأنفق درهماً على عيالي، وأتصدّق بدرهم، ولو أنّ عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت). رواه ابن سعد.

- قال حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن زاذان، قال: (سئل علي عن سلمان الفارسي، فقال: ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول وقرأ الكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف). رواه ابن سعد.
- وقال مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: (سئل علي عن سلمان، فقال: أوتي العلم الأول والعلم الآخر، لا يدرك ما عنده). رواه ابن سعد.
- وقال شعبة، عن سماك، عن ملحان بن سليمان بن ثروان، قال: (كان سلمان أمير المدائن؛ فإذا كان يوم الجمعة ...) فذكر الخبر. رواه ابن أبي شيبة.
- قال الخطيب البغدادي: (حضر فتح المدائن ونزلها حتى مات بها، وقبره الآن ظاهر معروف بقرب إيوان كسرى).

3: حذيفة بن اليمان بن حسل العبسي(ت:36هـ)

تقدمت ترجمته، وقد ولاه عمر بن الخطاب المدائن؛ فبقي أميراً عليها حتى توفي في أول سنة 36هـ.
- قال وكيع: حدثنا سلام بن مسكين، عن ابن سيرين، قال: كان عمر إذا استعمل رجلا كتب في عهده: اسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم.
قال: فلما استعمل حذيفة كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم.
قال: فقدم حذيفة المدائن على حمار على إكافٍ بيده رغيف عرق.
قال وكيع: قال مالك عن طلحة: (سادل رجليه من جانب).
قال سلام: فلما قرأ عليهم عهده قالوا: سلنا.
قال: أسألكم طعاما آكله وعلفا لحماري هذا.
قال: فأقام فيهم ما شاء الله، ثم كتب إليه عمر أن أقدم؛ فخرج فلما بلغ عمر قدومه كمن له في مكان حيث يراه، فلما رآه على الحالة التي خرج من عنده عليها أتاه عمر فالتزمه وقال: (أنت أخي، وأنا أخوك). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وأبو بكر الخلال في السنة مختصراً.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعث أميراً كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلاناً وأمرته بكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا؛ فلما بعث حذيفة إلى المدائن كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه، فقالوا: هذا رجل له شأن فركبوا ليتلقوه، فلقوه على بغل تحته إكاف، وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد فلم يعرفوه فأجازوه، فلقيهم الناس فقالوا لهم: أين الأمير؟
قالوا: هو الذي لقيتم.
قال: فركضوا في إثره فأدركوه وفي يده رغيف وفي الأخرى عِرْق وهو يأكل، فسلموا عليه، فنظر إلى عظيم منهم؛ فناوله العرق والرغيف.
قال: (فلما غفل ألقاه، أو قال: أعطاه خادمه). رواه الخطيب البغدادي.

4: شرحبيل بن السِّمْط بن الأسود الكندي(ت:40هـ)

من أشراف كندة، له صحبة ورواية، وكان فارساً بطلاً شجاعاً، وكان من قادة السرايا في فتوح الشام والعراق، وهو الذي افتتح حمص وقنّسرين، وذكر ابن سعد أنه شهد القادسية، وفتح فتوحاً في بلاد فارس، واستخلفه سعد على المدائن بعدما خرج منها لتخطيط الكوفة وبنائها، ثم كتب إلى عمر يستعفيه؛ فألحقه بالشام.
- قال عبد الله بن المبارك، عن أشعث، عن الشعبي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن وأبوه بالشام؛ فكتب إلى عمر رضي الله عنه: (إنك تأمر أن لا يفرق بين السبايا وبين أولادهن؛ فإنك قد فرّقت بيني وبين أبي؛ فكتب إليه فألحقه بأبيه). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
- وقال ابن سعد: (وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شهد القادسية، وولي حمص، وهو الذي افتتحها وقسمها منازل).
- وقال البخاري: (كان على حمص، له صحبة).
- قال أبو الجماهر محمد بن عثمان الصنعاني: (لما فتح الله دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله بنا حمص).
قال: (ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا ما دون النهر- يعني الفرات- وحاصرنا عانات، فأصابنا عليه لأواء، وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال محمد بن راشد الحبراني: حدثنا مكحول قال: مرّ سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط وهو مرابط على قلعة بأرض فارس فقال له سلمان: ألا أحدثك حديثاً لعله أن يكون عوناً لك على ما أنت فيه؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أجيرَ من عذاب القبر، ونمي له صالح عمله إلى يوم القيامة». رواه عبد الرزاق.
- وقال أسد بن وداعة الطائي: سمعت شرحبيل بن السمط وهو أمير على حمص يقول لعمرو بن عبسة السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا نجيح حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار». رواه الدولابي في الكنى.
- قال ابن القيم: (وكان من المفتين بالشام: أبو إدريس الخولاني، وشرحبيل بن السمط، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وحيان بن أمية، وسليمان بن حبيب المحاربي، والحارث بن عمير الزبيدي، وخالد بن معدان، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وجبير بن نفير).

5: ثابت بن قيس بن الخطيم الأوسي الأنصاري

شهد أحداً والمشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان، وولاه عليّ بن أبي طالب على المدائن، ومات في خلافة معاوية.

6: السائب بن الأقرع بن جابر الثقفي(ت: 65هـ تقريباً)

- قال محمد بن إسماعيل البخاري: (السائب بن الأقرع الثقفي له صحبة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومسح برأسه).
- قال حفص بن غياث، عن الشيباني، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن السائب بن الأقرع، أنه كان جالساً في إيوان كسرى، قال: فنظر إلى تمثال يشير بإصبعه إلى موضع.
قال: فوقع في روعي أنه يشير إلى كنز.
قال: فاحتفرتُ ذلك الموضعِ فاستخرجت كنزاً عظيماً، وكتبت إلى عمر أخبره أنَّ هذا شيءٌ أفاءَه الله عليَّ دونَ المسلمين.
قال: فكتب إليَّ عمرُ: (إنك أميرٌ من أمراء المسلمين؛ فاقسمه بين المسلمين). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال حفص، عن الشيباني، عن محمد بن عبيد الله، أن عمر استعمل السائب بن الأقرع على المدائن؛ فبينما هو في مجلسه إذ أتي بمال من صُفر كأنه رجل قائل بيديه هكذا وبسط يديه وقبض بعض أصابعه فقال: هذا لي، هذا ما أفاء الله علي؛ فكتب فيه إلى عمر فقال عمر: أنت عامل من عمال المسلمين؛ فاجعله في بيت مال المسلمين). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (ولاه عمرُ قسمةَ الغنائم يوم نهاوند، واستخلفه عبد الله بن بديل على أصبهان، وله ذرية بأصبهان، وهو ابن عم عثمان بن أبي العاص الثقفي).

7: سعد بن مسعود بن عمرو الثقفي

وهو أخو أبي عبيد الثقفي رضي الله عنه الذي استشهد يوم جسر أبي عبيد قبيل القادسية، ولاه عليّ بن أبي طالب المدائن، فبقي أميراً عليها حتى صالح الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان عام الجماعة.
روى عنه عبد الله بن سنان، وأبو إسحاق السبيعي.
- قال جرير عن مغيرة: (استعمل عليٌّ سعد بن مسعود على المدائن فلما قتل علي رضي الله عنه قال المختار لسعد: أي عم). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن ثابت بن هريمز، قال: (لما أتى الحسن بن علي قصر المدائن قال المختار لعمه: هل لك في أمر تسود به العرب؟
قال: وما هو؟
قال: تدعني أضرب عنق هذا، وأذهب برأسه إلى معاوية.
قال: (ما ذاك بلاؤهم عندنا أهل البيت). رواه ابن سعد.
لم أقف على تاريخ وفاته.

طبقة التابعين:

1: سعد بن حذيفة بن اليمان العبسي

قاضي المدائن، روى عن أبيه، وعن عمار بن ياسر، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي، وصلة بن سليمان.
- قال صلة بن سليمان: كان على قضاء المدائن سعد بن حذيفة بن اليمان؛ فكلّمه ابنٌ لجعدة بن هبيرة في شيء من الحكم وبين يديه نار؛ فقال له سعد بن حذيفة: (ضع إصبعك في هذه النار).
قال: سبحان الله! تأمرني أن أحرق بعض جسدي؟!
قال: (فأنت تأمرني أن أحرق جسدي كله). رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه.
- وقال الخطيب البغدادي: (ولي قضاء المدائن، وكان يحدث عن أبيه).
لم أقف على تاريخ وفاته.

2: عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي(ت:99هـ)

من أهل الكوفة نزل المدائن، أبوه الأسود بن يزيد صاحب عبد الله بن مسعود.
- قال العلاء بن زهير الأزدي: حدثني عبد الرحمن بن الأسود، قال: كنت أدخلُ على عائشة بغير إذن، حتى إذا كان عام احتلمتُ سلّمتُ واستأذنتُ؛ فعرفت صوتي؛ فقالت هي: يا عدي نفسه فعلتها؟
قلت: نعم يا أمتاه.
قالت: ادخل أي بني.
قال: فأقبلتْ عليَّ فسألتني عن أبي وأصحابه؛ فأخبرتها ثم سألتها عما أرسلوني به إليها)
. رواه ابن سعد.
- وقال طلق بن غنام: سمعت أبا إسرائيل، يقول: (كنت إذا رأيت عبد الرحمن بن الأسود قلت: إنه دهقان من دهاقين العرب في لبوسه وتعطره ومركبه). رواه ابن سعد.
- وقال حفص بن غياث عن ابن إسحاق قال: قدم علينا عبد الرحمن بن الأسود حاجاً فاعتلّت إحدى قدميه؛ فقام يصلي حتى أصبح على قدم فصلى الفجر بوضوء العشاء). رواه ابن عساكر.
- قال عباد بن العوام، عن هلال بن خباب قال: «دخلت على عبد الرحمن بن الأسود بالمدائن وهو يصلي في بيته على جلد فرو ضأن، الصوف ظاهرٌ يلي قدميه». رواه ابن أبي شيبة.
- قال ابن حبان: (وكان سنه سن إبراهيم النخعي).

3: عاصم بن سليمان الأحول (ت:142هـ)

تقدمت ترجمته في علماء البصرة، وكان قاضياً بالمدائن.
- قال ابن سعد: (مولى لبني تميم، وكان ثقة، وكان من أهل البصرة، وكان يتولى الولايات، فكان بالكوفة على الحسبة في المكايل والأوزان، فكان قاضيا بالمدائن في خلافة أبي جعفر، ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة).

4: هلال بن خباب العبدي المدائني(ت:144هـ)

روى عن أبي جحيفة السوائي، وعبد الرحمن بن الأسود، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد، وأبي البختري، وغيرهم.
وروى عنه: مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعباد بن العوام، وغيرهم.
- قال البخاري: (مولى زيد بن صوحان العبدي).
- قال ابن سعد: (كان أصله من أهل البصرة، ثم نزل المدائن، ومات بها في آخر سنة أربع وأربعين ومائة).
- قال أبو نعيم: (حدثنا سفيان، عن هلال بن خباب، كان ينزل المدائن ثقة إلا أنه تغير، عمل فيه السن). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي.
- قال يحيى بن سعيد القطان: (أتيت هلالاً وكان قد تغير قبل موته فحدّث). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

طبقة تابعي التابعين:

1: وقاء بن إياس الوالبي الأسدي(ت: 145هـ تقريباً)

من أهل الكوفة نزل المدائن وحدّث بها.
روى عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعلي بن ربيعة.
وروى عنه: ابنه إياس، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن هارون، وأبو معاوية الضرير، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (نزل المدائن وحدّث بها).
وثّقه ابن سعد وابن حبّان، وقال يحيى بن سعيد القطان: (ما كان وقاء بن إياس بالذي يُعتمد عليه). رواه العقيلي وابن عدي.
- وقال ابن عدي: (حديثه ليس بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به).
لا أعلم له رواية عن أحد من الصحابة، وقد كان يمكنه السماع منهم.

2: عبد الحميد بن بهرام الفزاري(ت: 165هـ)

روى عن شهر بن حوشب، وعاصم الأحول.
وروى عنه: ابن المبارك، وروح بن عبادة، وغيرهما.
- قال علي بن حفص المدائني: سمعت شعبة يقول: (نعم الشيخ عبد الحميد بن بهرام، ولكن لا تكتبوا عنه؛ فإنه يروي عن شهر).
- قال ابن حبان: (كان يسكن المدائن مدة وبغداد زماناً).
- قال الذهبي: (موته قريب من موت حماد بن سلمة، عام بضعة وستين ومائة).

3: ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري(ت:170هـ تقريباً)
أبو بشر الخوارزمي، الإمام الثبت، أصله من خوارزم، ثم سكن المدائن، وكان حافظاً يقظاً، وكان شعبة يحسن الثناء عليه.
روى عن: عمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم.
وروى عنه: شعبة، وابن المبارك، ووكيع، وآدم بن أبي إياس، وعلي بن الجعد، وأبو نعيم، وشبابة، وغيرهم.
- قال يحيى بن معين: (كان ورقاء بن عمر خراسانياً ينزل المدائن).
وله كتاب مشهور في التفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ولم يسمعه كلّه من ابن أبي نجيح، بعضه قراءة وبعضه عرض، أخرج البخاري في صحيحه منه مسائل، وأخرج أصحاب التفاسير المسندة منه مرويات كثيرة.
- قال يحيى بن سعيد القطان: قال معاذ: قال ورقاء: (كتاب التفسير قرأت نصفه على ابن أبي نجيح، وقرأ علي نصفه، وقال ابن أبي نجيح: هذا تفسير مجاهد). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب: قال لي إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير، قال للناس: (خذوه، فليس فيه عن الكلبي ولا ورقاء شيء). رواه الخطيب البغدادي.
- قال محمود بن غيلان: حدثنا أبو داود [الطيالسي] قال: قال لي شعبة: (عليك بورقاء فإنّك لن تلقى مثله حتى ترجع). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال أبو حفص الفلاس: (سمعت معاذ بن معاذ، وذكر ورقاء، فأحسن الثناء عليه، وحدثنا عنه).
- قال يحيى بن أبي طالب: حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر، قال: دخلنا على، ورقاء بن عمر اليشكري، وهو في الموت فجعل يهلل، ويكبر، ويذكر الله، عز وجل وجعل الناس يدخلون عليه أرسالا فيسلمون، فيرد عليهم، فلما أكثروا، التفت إلى ابنه، فقال: (يا بني! اكفني ردّ السلام على هؤلاء، لا يشغلوني عن ربي عز وجل). رواه الخطيب البغدادي.

4: أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط(ت: 172هـ تقريباً)

كان من أهل الكوفة، ونزل المدائن.
روى عن عاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وخالد الحذاء، وغيرهم.
وروى عنه: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وخلف بن هشام وغيرهم.
وثّقه يحيى بن معين، وقال يحيى القطان: لم يكن بالحافظ.
- قال الذهبي: (كان ذا ورع وفضل).

5: هشام بن لاحق المدائني(ت:185هـ).

من شيوخ الإمام أحمد، روى عن عاصم الأحول.

6: سعيد بن زكريا القرشي المدائني(ت: 195هـ تقريباً)

من شيوخ الإمام أحمد، وثقه صالح جزرة.

7: أبو زيد حماد بن دليل المدائني(ت: 195هـ تقريباً)

قاضي المدائن، تفقّه بأبي حنيفة، روى عن شعبة، وسفيان الثوري، وفضيل بن مرزوق، والحسن بن عمارة، وغيرهم.
وروى عنه الحميدي ومؤمل بن إسماعيل.
قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
ووثقه أبو حاتم الرازي.
- قال الحسين بن إدريس: سمعت ابن عمار [الموصلي] يقول: (حماد بن دليل كان قاضياً على المدائنِ فهرب منها، وكان من ثقات الناس رأيته بمكة يبيع البز). رواه الخطيب البغدادي.

8: شعيب بن حرب المدائني(ت:197هـ)

من العلماء العباد، قرأ على حمزة الزيات، وروى عن عكرمة بن عمار، ومالك بن مغول، وشعبة، وغيرهم.
روى عنه أحمد، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن عيسى المدائني، وغيرهم.
- قال أحمد: (شعيب حمل على نفسه في الورع).
- وقال ابن سعد: (كان من أبناء خراسان من أهل بغداد، فتحول إلى المدائن، فنزلها واعتزل بها، وكان ثقة، له فضل، ثم خرج إلى مكة، فنزلها إلى أن مات بها).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (وكان منعوتا بالعبادة والورع، أمارا بالمعروف، أثنى عليه سري السقطي).

9: علي بن حفص المدائني(ت: 205هـ تقريباً )

روى عن عكرمة بن عمار، وحريز بن عثمان، وشعبة، وسفيان الثوري

10: شبابة بن سوار الفزاري(ت:206هـ)

مولى بني فزارة، وكان ثقة في الحديث، إلا أنه كان يقول بالإرجاء، ثم قيل: إنه رجع عنه.
روى عن: يونس بن أبي إسحاق، وحريز بن عثمان، و
ابن أبي ذئب، وشعبة، وورقاء بن عمر، وغيرهم.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحي بن معين، وعلي بن المديني، وغيرهم.
مات بمكة.

11: محمد بن جعفر المدائني(ت:206هـ)

روى عن شعبة وحمزة الزيات، بكر بن خنيس، وغيرهم.
وروى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن يونس، وعباس الدوري، وغيرهم.
أخرج له مسلم في صحيحه حديثاً واحداً.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir