دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1438هـ/29-12-2016م, 04:08 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير البقرة من الآية 11 إلى الآية 25

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
[من الآية 11 حتى الآية 25]


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)
}.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.
3. بيّن ما يلي:
1: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}.

2: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.

المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
3. بيّن ما يلي:
1:
الدليل على صدق النبوة مما درست.
2: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.
2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.
3. بيّن ما يلي:
1: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.
2:
المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.



_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 ربيع الأول 1438هـ/29-12-2016م, 03:07 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي

المجموعة الثالثة:
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

فيهما من الفوائد:
= بيان أهمية العلم، حيث أن به نتعرف على خطر من هو عدو لنا من الباطن ويقول أنه معنا فنعرف صفاتهم فنحذرهم كما قال تعالى: " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ".
= أن الله لا يحب الفساد في الأرض وينهانا عنه ومنه المعاصي والكفر والنفاق كما قال تعالى: " لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ".
= بيان أن الصد عن دين الله ومعاداته هو من الإفساد في الأرض، قال تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ".
= أنه لا يجوز تولي أعداء الله والوقوف في صفهم في مقابل أهل الإيمان لأن ذلك يجعلنا من المفسدين، قال تعالى: " أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ ". فسماهم مفسدين لما انحازوا إلى صف الطغيان وترك صف الإيمان.
= أنه لا يجوز الانحياز لصف المشركين ولو كانوا أولي قربى وهذا مستفاد من الآيتين فإن من الاحتمالات في قولهم: "إنما نحن مصلحون" أنهم بفعلهم هذا يصلون القرابة، فنفى الله ذلك وبين أنهم مفسدين لما انحازوا لصف المشركين والمنافقين.
=بيان سعة علم الله فهو سبحانه يعلم الظاهر والباطن ويطلع على ما في القلوب وهذا مستفاد من الآيتين فهم يظهرون بقولهم أنهم مصلحون وقال الله عنهم: " أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ " أي لا يشعرون أن الله يفضحهم ويعلم كذبهم.


1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11 ) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.

== المقصد الكلي للآيتين
بين الله تعالى في هاتين الآيتين جواب المنافقين إذا دعوا إلى الكف عن إفسادهم في الأرض، وأنه لا يقبل منهم هذا الجواب.
==التفسير:
قوله تعالى: " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ"
إفسادهم في الأرض هو: صدهم عن دين الله، وعصيانهم، وكفرهم، وموالاتهم الكفرة،
رُوي هذا عن الصحابة كابن مسعود وابن مسعود وعن التابعين كأبي العالية وقتادة ومجاهد
قال السّدّيّ في تفسيره: عن أبي مالكٍ وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الطّيّب الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أمّا لا تفسدوا في الأرض، قال: «الفساد هو الكفر، والعمل بالمعصية.
وروى ابن جرير عن سلمان الفارسي أنه قال: "لم يجئ أهل هذه الآية بعد".
وقد وجّه ابن جرير هذا القول فقال:
أنه يحتمل أنه أراد أن هؤلاء أكثر فساداً ولم يقصد أنهم لم يكنوا في زمن النبي بالكلية فقد وجد المنافقون وهو مفسدون بمعصيتهم وشكهم في الدين ومحاربته في الباطن ومظاهرة الكفار على المؤمنين،
وقد قال ابن كثير عن قول ابن جرير: وهذا الّذي قاله حسنٌ، فإنّ من الفساد في الأرض اتّخاذ المؤمنين الكافرين أولياء. ا.هـ

فإن المنافقين بقولهم غير ما يبطنون وغير ما يفعلون في الخفاء وبمظاهرتهم أهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على أولياء الله كلما وجدوا إلى ذلك سبيلاً
فيغرون المؤمنون بهم هو من أشد الإفساد، وقد نهى الله عن تولي الكافرين في غير ما آية؛
فقال تعالى: والّذين كفروا بعضهم أولياء بعضٍ إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ}[الأنفال: 73]
وقال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا للّه عليكم سلطانًا مبينًا}[النّساء: 144
ولو أنهم بقوا على حالهم الأول لكان أخف، ولذلك اشتد عقابهم فجعلهم الله في الدرك الأسفل من النار كما قال تعالى في الآية الأخرى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} النساء 145

ولكل ما سقناه -وهو جزء من الفساد الذي يترتب على أفعالهم-، فقد نهاهم الله عنه، وكان جوابهم أنهم قالوا: " إنّما نحن مصلحون"
وقولهم هذا يحتمل احتمالين:
الأول: يحتمل أن يراد هنا لا يشعرون أنهم مفسدون، ويحتمل أنه مع اعتقاد منهم أنه صلاح في صلة القرابة، أو إصلاح بين المؤمنين والكافرين.
الثاني: يحتمل أن يراد لا يشعرون أن الله يفضحهم، وهذا مع أن يكون قولهم إنّما نحن مصلحون جحدا محضا للإفساد.
وقد ذكرهما ابن عطية في تفسيره.
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره خبراً عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون} أي: «إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. وهو موافق للأول.

قوله تعالى: " أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ"
بين الله تعالى أن ما أجاب به المنافقون عن نفاقهم باطلٌ ولا يُقبل، بأن بين الله الحكم عليهم وبيان حالهم فهم من المفسدين،
وما يزعمونه من الإصلاح بين الكافرين والمؤمنين هو عين الإفساد، كما سبق وبينها، لأن الحق والباطل لا يتحدان أبداً، نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

من مسائل العقيدة في الآيتين:
- أنه لايجوز حب أعداء الله المفسدين في الأرض،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث؛ "عن البراء بن عازب رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أي عرى الإسلام أوثق ؟ قالوا : الصلاة ، قال : حسنة ، وما هي بها ؟ قالوا : الزكاة ، قال : حسنة ، وما هي بها ؟ قالوا : صيام رمضان ، قال : " حسن ، وما هو به ؟ " ، قالوا : الحج ، قال : " حسن ، وما هو به ؟ " ، قالوا : الجهاد ، قال : " حسن ، وما هو به ؟ " ، قال : " إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله ، وتبغض في الله " . وهذا لفظ أحمد ."
- أن الله لا يحب المعاصي والكفر والنفاق.
- لا يجوز موالاة الكفار ولو كانوا من أولي القربى فقد قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }التوبة23
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.

قيل في معناه أقوال منها:
-1-أظهر لهم من الأحكام في الدنيا ما ليس لهم في الآخرة مقابلة لنفاقهم. ذكره الزجاج، وابن كثير عن الطبري.
وقد وجّه ابن جرير هذا القول ونصره فقال: أخبر اللّه تعالى أنّه يستهزئ بهم، فيظهر لهم من أحكامه في الدّنيا، يعني من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف الّذي لهم عنده في الآخرة، يعني من العذاب والنّكال، والاستهزاء بهم من الله ليس على وجه العبث واللعب فهذا منتفٍ في حق الله بالإجماع، وأما على وجه المقابلة والانتقام بالعدل فلا يمتنع ذلك، ثم ساق خبراً عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: {اللّه يستهزئ بهم} قال: «يسخر بهم للنّقمة منهم».
-2-أنه أخذ الله لهم من حيث لا يعلمون كما في قوله: "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون". ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير نقلا عن ابن جرير.
-3-أنه هنا أطلق الاستهزاء على العقاب الذي يكون لهم مقابل استهزائهم فسمى العقوبة باسم الذنب، كما قال تعالى: " وجزاء سيّئةٍ سيّئةٌ مثلها" ومعلوم أن السيئة الأولى ظلم ممن وقعت منه أما الثانية فهي الجزاء على فعله وهي عدل، وغيرها من الآيات، وهو مستعمل كثيراً في لغة العرب كقول الشاعر: ألا لا يجهلن أحد علينا ....... فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
ذكره الزجاج وقال عنه أنه اختيار جمهور أهل اللغة وقال عنه ابن عطية هو قول جمهور العلماء، وقال ابن جرير وبه فسروا الآيات تشبه هذه الآية.
-4-إن الله تعالى يفعل بهم أفعالا هي في تأمل البشر هزو حسبما يروى أن النار تجمد كما تجمد الإهالة فيمشون عليها ويظنونها منجاة فتخسف بهم، وما يروى أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج، نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن، ذكر هذا القول ابن عطية.
-5-أن هذا يفعله الله بهم يوم القيامة كما في قوله: "يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب" ذكر هذا ابن كثير عن ابن جرير.
-6-الاستهزاء بهم هو توبيخه لهم ولومهم على ما يفعلوه من المعاصي والكفر به سبحانه. ذكر هذا ابن كثير عن ابن جرير.

ولم يرجح أحد من العلماء أي من هذه الأقوال ولكن أكثرها متقارب في المعنى ومعناه صحيح وهو:
أنه قد وقع بهم الاستهزاء بالتوبيخ والسخرية منهم في الدنيا في كتاب الله، ثم يقع من الله بالمنافقين العقاب يوم القيامة ويكون على خلاف ما كان لهم في الدنيا بإظهارهم الإسلام، وأنهم كما استهزؤا سيقع الاستهزاء بهم مقابلة لهم على فعلهم وهذا عدل من الله وهذا من صفاته كماله أن يقابل أصحاب المكر بالمكر والكيد بالكيد كما قال تعالى" والله خير الماكرين"، وقال تعالى: "شديد المحال" قال تعالى: "إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا".



3. بيّن ما يلي:
1: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.

=قيل أن معناه أخذوا والضلالة وتمسكوا بها وتركوا الهدي وقيل استحبوها على الهدى،
=وقيل أنها استعارة وتشبيه لفعلهم بالشراء
ومناسبة استعمال لفظ الشراء أنه كان هناك ثمن دفعوه مقابل حصولهم على الضلالة وهو الهدى فهم بذلوا الهدى ثمناً وأخذوا الضلالة فكانت هذه تجارة ولذلك قال الله تعالى بعد ذلك: "فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين".


2:المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.
=قال الزجاج: يقال: إن "الحجارة" هنا تفسيرها: حجارة الكبريت، وقال ابن عطية أن هذا مروي عن ابن مسعود –وقد ذكر ابن كثير أنه رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك وقال على شرط الشيخين-،
وخُص الكبريت لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الاتقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت، وذكره ابن كثير.
=وقيل المراد بها: حجارة الأصنام والأنداد الّتي كانت تعبد من دون اللّه كما قال: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم} الآية [الأنبياء: 98]،
قال ابن كثير: حكاه القرطبيّ وفخر الدّين ورجّحه على الأوّل؛ قال: لأنّ أخذ النّار في حجارة الكبريت ليس بمنكرٍ فجعلها هذه الحجارة أولى،
ثم بين ابن كثير أن هذا القول ليس بالقوي ورجح القول الأول، فقال:
وهذا الّذي قاله ليس بقويٍّ؛ وذلك أنّ النّار إذا أضرمت بحجارة الكبريت كان ذلك أشدّ لحرّها وأقوى لسعيرها، ولا سيّما على ما ذكره السّلف من أنّها حجارةٌ من كبريتٍ معدّةٌ لذلك، ثمّ إنّ أخذ النّار في هذه الحجارة -أيضًا-مشاهدٌ، وهذا الجصّ يكون أحجارًا فتعمل فيه بالنّار حتّى يصير كذلك. وكذلك سائر الأحجار تفخرها النّار وتحرقها.


والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الثاني 1438هـ/30-12-2016م, 05:10 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي



1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.
1- صلاح النية لا يكفي مع فساد العمل، ظنك أن العمل الذي تقوم به داخل تحت راية الصلاح دون وضعه تحت معايير الصلاح لا يكفي وليس بحجة لك يوم الدين، وذلك يتضح في قوله تعالى عن أنفسهم :(إنما نحن مصلحون) بينما قال الله عنهم بأنهم:(المفسدون ولكن لا يشعرون).
2- (ولكن لا يشعرون) هذه الآية من الآيات التي تجعلك تراجع نفسك وأعمالك كثيرا، فالآية مخيفة ! إنها لا تتحدث عن الأشرار الذين يفسدون ويعلمون بأنهم كذلك، ولكنها تتحدث عمن يعمل الفساد ظانا أنه الصلاح! ومن منا لم يعمل عملا يظن به الصلاح ! فمجرد الظن لا يكفي ويجب أن يرافقه التصحيح والمراجعة والتأكد من صلاحه وفق معايير الشريعة.
3- في قوله تعالى :(قالوا إنما نحن مصلحون) ذكرتني بآية قد توضحها بشكل آخر أو من زاوية أخرى (زين لهم سوء أعمالهم) فتزيين العمل في نظر عامله المفسد، يجعلك تشعر بالخوف خشية أن تكون ممن زينت لهم سوء أعمالهم ، وما يدريك إن كنت منهم أو لا؟! فلعل من الوصايا التي يوصى بها المؤمن أن يستعيذ بالله من أن يزين له سوء عمله، وأن يرزقه الله مع القبول صلاح العمل والسداد.
4- (وإذا قيل لهم) في الآية إشارة إلى أن ما يوجه لك في عملك من نقد مستحق لأن تعطيه حقه من النظر، فقد يكون ما يقال لك صحيحا، وأن العجب أو فساد القلب أو غيرها من الأسباب قد غطى عينك فلم تعد ترى الصواب صوابا ولا الباطل باطلا، فجرب أن ترى من أعين غيرك لعلك ترى ما غاب عن بصرك.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
ضرب الله مثلا للمنافقين ، وضرب الأمثال من الأساليب المتكررة في القرآن لتقريب الصورة أو توضيحها في ذهن السامع، فقال تعالى واصفا حالهم (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) أي أن مثل هؤلاء المنافقين وحالهم مع ما يظهرونه من الدين كمثل من استوقد نارا فهو مستضيء بنور هذه النار المؤقت المتعلق بها لا به ، وذلك لأنهم أظهروا الإسلام (كضوء النار) ولكنهم أبطنوا الكفر (كالظلمات بذهاب ضوئها) أو أنهم بقول لا إله إلا الله (كمن أوقد النار) لكن بكفرهم اعتقادا (كمن أطفأها) أو أنهم بمعاشرتهم للمسلمين والاقتباس من نورهم كمن (استوقد النار) وبكفرهم داخليا كمن (ترك في الظلمات) على اختلاف الصور وآراء المفسرين إلا أن هذا كله ينطبق على المنافقين وأحوالهم ، فهذه الآية توضح كم أن نور الإيمان والإسلام الذي يحيط بالمنافقين مؤقت ، وهذا النور حرمهم الله منه في الدنيا بالصور المذكورة آنفا وفي الآخرة (بأن يحرموا من النور والذي يعطيه الله المؤمنين وهم على الصراط) وحينها لا يبصرون الطريق للجنة ، كما لم يبصروا طريق الحق في الدنيا كما أشار لذلك الله في قوله (وتركهم في ظلمات لا يبصرون) وذكره صراحة في آية أخرى (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين ءامنوا انظرونا نقتبس من نوركم...).

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
قيل: يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن. قال به أهل اللغة وأشار إلى مثل ذلك القاضي أبو محمد وذكره الزجاج وابن عطية
وقيل: يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم. ودليل ذلك: قوله تعالى في نفس الآية (هذا الذي رزقنا من قبل). والحكمة من ذلك: أن في تشابه الصور واختلاف الطعم بلاغة وحكمة أكثر وإثارة للعجب والدهشة. قال به ابن عباس والحسن ومجاهد والربيع بن أنس وسنيد بن داود عن يحيى بن أبي كثير وأبو جعفر الرازي عن أبي العالية والسدي عن أبي مالك وعن أبي صالح وعن ابن مسعود وعن مرة وبعض أهل اللغة والتفسير وذكره ابن أبي حاتم والزجاج وابن عطية وابن كثير واختاره ابن جرير
وقيل: لتشابه المسمى والشكل مع ثمار الدنيا وإن اختلف الطعم والجوهر. ودليل ذلك: (هذا الذي رزقنا من قبل) يقصدون:الدنيا. قال به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وقد قال به بعض المتأولين وذكره ابن عطية وابن كثير ، لكن ابن عباس رده بقوله أن ليس في الجنة من ثمر الدنيا إلا الأسماء.
وقيل بقول يشابه سابقه لكنه أكثر دقة: بأن المراد مشابهة ثمر الدنيا في الاسم مع التمايز في جل الصفات. قال به عكرمة وذكره ابن عطية
وقيل: أن ثمر الجنة إذا قطف خرج في موضعه مثله. قال به قوم وذكره ابن عطية


3. بيّن ما يلي:
1: الدليل على صدق النبوة مما درست.
صدق نبوة محمد متعلقة بأمر عظيم باقي حتى الآن ليشهد على رسالته ألا وهو القرآن ، ودليل ذلك قوله تعالى :(فإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) ووجه الدلالة في الآية هو قوله :(فأتوا بسورة من مثله) وفي الدلالة على صدق نبوته أمران كلاهما مبنيان على اختلاف فهم المفسرين للآية وكلاهما في المعنى صحيح:
الأول: عظم القرآن وعدم استطاعة الكفار أن يأتوا (بسورة من مثله) فيه دلالة على أنه من رب عظيم، وكون محمد هو من أتى به من الله فهذا دليل على نبوته.
الثاني: استطاعة محمد الأمي أن يأتي بهذا القرآن والذي لم يستطع فصحاء العرب على الإتيان بسورة من مثله دلالة على نبوته لأنه أتى بكلام من رب العالمين، وهذا مبني على الفهم القائل بأن الضمير في (من مثله) يعود على (عبدنا) وهو الرسول الأمي ، فيكون الرد بذلك : إن كنتم في ريب من رسالته فأتوا برجل أمي يأتي بما أتى به محمد وهو القرآن الذي يستحال إلا أن يكون كلام الله لا كلام البشر.
وعدم إتيان أحد حتى الآن بسورة من مثل القرآن سواء كان ذلك لكمال فصاحته وبلاغته أو لمنع الله لهم قدرا من أن يأتوا بذلك، كله فيه دلالة على كون القرآن المعجز من الله وبالتالي إتيان محمد به من عند الله دليل على صدق نبوته.


2: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
1- قيل: المراد بالناس العرب ، وذلك لأنهم أقروا بتوحيد الربوبية والخطاب موجه لمن أقر بتوحيد الربوبية وقد ذكر الله ذلك عنهم في آيات منها (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله). ذكره الزجاج وابن عطية
2- المراد بالناس من كفر منهم ونافق على العموم. ذكره ابن كثير

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 ربيع الثاني 1438هـ/31-12-2016م, 10:07 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1- الحرص على طاعة الله تعالى ، وحث الناس عليها ، والبعد عن معاصي الله و نهي الناس عنها ، لأن الإصلاح الحقيقي في طاعة الله والفسادالحقيقي في معصيته وترك النهي عن المنكر ،
من قوله تعالى : ( لا تفسدوا ) ( قالوا إنما نحن مصلحون ) وفسادهم كان بعصيان أوامر الله وارتكاب نواهيه .
2- على المرء أن لا يغترّ بأقوال المنافقين وأفعالهم ، وأن يكون دائما في صف العلماء والمؤمنين ، لأنهم يعلمون حقيقة أمر المنافقين وإن كذبوا وزخرفوا الكلام وادّعوا الإصلاح ، ورفعوا الشعارات البراقة ، كما يفعلون في زماننا هذا وبكثرة .
من قوله تعالى : ( قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ) .
3- الحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن ذلك من صفات المؤمنين ، والحذر ممن يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف لأنه من صفات المنافقين ،
من قوله تعالى ( وإذا قيل لهم ) فهناك من ينصحهم ، ( ألا إنهم هم المفسدون ) يدل على عدم تمييزهم بين الصلاح والفساد فهم يعكسون الأمور .


المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.

هذا مثلٌ مائي ضربه الله تعالى للمنافقين ، و( أو ) للتخيير ، والمعنى مثلوهم بهذا ، أو بهذا ، أو بهما جميعا ، و اختار ابن جرير الطبري أن هذا المثل مضروب لصنف واحد من المنافقين ، وأن ( أو ) بمعنى الواو ، واختار ابن كثير التفرقة بين المثلين ، وذكر أن المثل الأول للمنافقين الخلّص ، والثاني للمنافقين المترددين الذين يظهر لهم لمع من الإيمان تارة ويخبو تارة ، وأصحاب هذا المثل أخفّ حالا من الذين قبلهم .
ورد ابن كثير على جعل المثلين مضروبين لصنف واحد بأن هذا يكون باعتبار جنس المنافقين، فإنّهم أصنافٌ ولهم أحوالٌ وصفاتٌ كما ذكرها اللّه تعالى في سورة براءةٌ -ومنهم -ومنهم -ومنهم -يذكر أحوالهم وصفاتهم وما يعتمدونه من الأفعال والأقوال، فجعل هذين المثلين لصنفين منهم أشدّ مطابقةً لأحوالهم وصفاتهم، واللّه أعلم .
والصيّب : المطر ، وقيل السحاب والأول أولى .
ظلمات : إشارة إلى ظلمة الليل ، وظلمة الدجن ، وجُمعت لأنها تتراكب وتتزايد .
واختلف العلماء في الرعد على أقوال :
1- هو اسم ملك يزجر السحاب بهذا الصوت المسموع كلما خالفت سحابة صاح بها ، وقيل هذا الصوت تسبيحه .
2- وقيل : الرعد اسم الصوت المسموع ، قاله علي بن أبي طالب ، وهو المعلوم في لغة العرب .
3- ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت .
4- وقيل هو اصطكاك أجرام السحاب .
قال ابن عطية : وأكثر العلماء على أن الرعد ملك وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب .
واختلفوا في البرق على أقوال :
1- هو مخراق حديد ، وقيل سوط نور بيد الملك يسوق به السحاب .
2- قيل أن البرق ملك يترائى .
3- وقال قوم البرق ماء ، وهذا ضعيف .
والصواعق جمع صاعقة ، واختلف فيها ، فقيل :
1- هي نار تنزل من السماء وقت الرعد الشديد .
2- وقيل : هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد يكون معها أحيانا نار .
3- وقيل أنها المخراق بيد الملك .
4- وقيل في قطعة النار إنها ماء يخرج من فم الملك عند غضبه .
القراءات في الآية :
قرأ الضحاك بن مزاحم ( حذار الموت ) .
اختلف المتأولون في المقصد بهذا المثل :
القول الأول : قال جمهور المفسرين : مثل الله تعالى القرآن بالصيّب لما فيه من الإشكال عليهم ، والعمى : هو الظلمات ، وما فيه من الوعيد والزجر هو : الرعد ، وما فيه من النور والحجج الباهرة التي تكاد أن تبهرهم هو : البرق ، وتخوفهم وروعهم وحذرهم هو : جعل أصابعهم في آذانهم ، وفضح نفاقهم واشتهار كفرهم وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوها هي : الصواعق .
وقد روي عن ابن مسعود أن المنافقين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا القرآن ، فضرب الله المثل لهم .
القول الثاني : قال الزجاج : جعل دين الإسلام لهم مثلا فيما ينالهم من الشدائد والخوف ، وجعل ( ما يستضيئون به من البرق ) مثلا لما يستضيئون به من الإسلام ، وما ينالهم من الخوف في البرق ، بمنزلة ما يخافونه من القتل .
القول الثالث : أن رجلين من المنافقين هربا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين ، فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله وأيقنا بالهلاك ، فقالا : ليتنا أصبحنا فنأتي محمدا ونضع أيدينا في يده ، فأصبحا وأتياه وحسن إسلامهما ، فضرب الله ما نزل بهما مثلا للمنافقين ، وهذا مروي عن ابن مسعود وذكره ابن عطية .
القول الرابع : أن هذا المثل ضربه الله لضرب من المنافقين يظهر لهم الحق تارة ، ويشكّون تارة أخرى ، فقلوبهم في حال شكّهم وكفرهم وترددهم كصيب ، والظلمات هي الشكوك والكفر والنفاق ، والرعد هو ما يزعج القلوب من الخوف فإن من شأن المنافقين الخوف الشديد والفزع ، والبرق : هو ما يلمع في قلوب هؤلاء الضرب من المنافقين في بعض الأحيان من نور الإيمان ، وهذا قول ابن كثير .
( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ) ولا يُجدي عنهم حذرهم شيئا ، لأن الله محيط بهم بقدرته وهم تحت مشيئته وإرادته .
( يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) ) القراءات في ( يخطف ) :
- يَخطَفُ ، يقال خَطِفَ يخطَف ، وهذه هي قراءة الجمهور ، وأفصح لغات العرب .
- يَخطِف ، من خطَف يخطِف .
- يَخِطِّف ، وأصلها يختطف .
- يِخِطِّف ، بكسر الياء .
- يُخطّف .
- يتخطّف .
ومعنى خطفتُ الشيء في اللغة واختطفته أخذته بسرعة .
وقوله تعالى : ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) أي لشدّة ضوء الحق وقوّته في نفسه .
والمعنى تكاد حجبه وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم ، ومن جعل البرق الزجر والوعيد ، قال : يكاد ذلك يصيبهم ، وحكي عن ابن عباس قول ثالث وهو أنه يكاد محكم القرآن يدلّ على عورات المنافقين .
وفي مصحف أبي بن كعب ( مروا فيه ) ، و في قراءة ابن مسعود : ( مضوا فيه ) .
ومعنى قاموا : أي ثبتوا فيه .
الأقوال في معنى الآية :
1- كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسوا ومشوا معه ، فإذا نزل من القرآن ما يعمون فيه ويضلون به ، أو يكلفونه ، عرضت لهم الشكوك ، وأظلمت قلوبهم فوقفوا حائرين .
2- كلّما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم ، قالوا دين محمد دينٌ مبارك ، وإذا نزلت بهم مصيبة أو شدّة سخطوه وثبتوا في نفاقهم .
3- كلما خفي عليكم نفاقهم وظهر لكم منهم الإيمان مشوا فيه ، فإذا افتضحوا عندكم قاموا .
4- أي يعرفون الحق ويتكلمون به فهم من قولهم به على استقامة ، فإذا ارتكسوا منه إلى الكفر ( قاموا ) أي متحيرين ، روي ذلك عن ابن عباس .
5- أنهم هكذا يكونون يوم القيامة عندما يُعطى الناس النور بحسب إيمانهم ، فمنهم من يُعطى من النور ما يضيء له مسيرة فراسخ ، أو أكثر من ذلك ، أو أقل من ذلك ، ومنهم من يطفأ نوره تارة ويضيء أخرى فيمشي على الصراط تارة ويقف اخرى ، ومنهم من يطفأ نوره بالكلية وهم الخلّص من المنافقين .
قوله تعالى :( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ) وأوقع بهم ما يتخوفونه من الزجر والوعيد لما تركوا من الحق بعد معرفته .
و( قدير ) بمعنى قادر ، وخص هنا صفته التي هي القدرة بالذكر لتقدم الوعيد والإخافة فكان ذكر القدرة مناسباً لذلك ، وقال ابن عباس : ( أي إن الله على كل ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير ) .

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.

للعلماء فيه أقوال :
القول الأول : ( من مثله ) أي من مثل القرآن ، وهو كقوله تعالى : ( فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) ثم اختلفوا على قولين :
أ- من مثل نظمه ورصفه وفصاحة معانيه التي يعرفونها ، وهو قول الجمهور .
ب- وقال بعضهم : من مثله في غيوبه وصدقه وقدمه .
القول الثاني : أي من بشر مثله ، فالضمير عائد على محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم اختلفوا : فقالت طائفة :
أ- من أمي صادق مثله .
ب- وقالت طائفة : من ساحر أو كاهن أو شاعر مثله كما تزعمون ذلك وتتهمونه به .
القول الثالث : الضمير عائد على الكتب القديمة ، التوراة ، والإنجيل ، والزبور .
والصحيح هو قول الجمهور وهو القول الأول بمثل فصاحة القرآن ونظمه ورصفه ، لأنّ التحدي عام لهم كلهم .

3. بيّن ما يلي:
1: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}.

القول الأول : أعوانكم ( أي أقواما آخرين يساعدونكم على ذلك ) .
القول الثاني : شركائكم ، ( أي استعينوا بآلهتكم في ذلك يمدونكم وينصرونكم ) .
القول الثالث : من يشهد لكم أنكم عارضتم ( يعني حكام فصحاء ) وهذا القول ضعّفه ابن عطية .

2: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.
- تعلمون أنه لا ربّ لكم يخلقكم ويرزقكم سواه ، وتعلمون أن آلهتكم لا تخلق ولا ترزق .
- تعلمون من الكتب التي عنكم أن الله لا ند له ، ذكر هذا من قال بأن الخطاب لكفار بني إسرائيل .
- علمكم أيها المؤمنون بأن الله واحد ، وقال به من فسّر الخطاب للمؤمنين ، والنهي عن الارتداد عن الدين .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ربيع الثاني 1438هـ/31-12-2016م, 10:10 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

2- متعلق العلم .
تعلمون من الكتب التي( عندكم )
نسيت الدال .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ربيع الثاني 1438هـ/31-12-2016م, 11:12 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

- الحذر من المنافقين واجب شرعي سياسي وأخلاقي فخطرهم داهم حاقد وخطير لأنه يخفى على كثير من الناس لذلك جلى الله كثيرا من صفاتهم حتى نحذرهم ونُحذِر منهم .
- نصيحة المنافقين واجبة يحتمها الدين والعقل والمصلحة , فعملهم هو الإفساد في الأرض فمهما حاولوا التلفيق بين المجتمع الكافر والمؤمن فميله للكفر هو دينه الحقيقي , فلذلك تجب نصيحتهم علهم يرتدعون .
- الصلاح والرشاد من يحدده هو الله سبحانه وليس البشر فلذلك حكم الله على عمل المنافقين بأنه عين الفساد وأكد ذلك بضمير الفصل بين المبتدأ والخبر ونبه على ذلك بأداة التنبيه ( ألا ) علماً بأن ما يفعله المنافقون هو في نظرهم مصلحة لأنفسهم , ولكن حكم الله عليها بالفساد لأن منتهى عمل النفاق النار وبئس المصير .

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.

- هذا هو النوع و المثل المائي للمنافقين وهم الذين يترددون بين الحق والباطل فتارة يظهر لهم الحق وتارة يشكون فيه , فمثلهم في حال الشك و التردد كمثل المطر من السماء , فحرف العطف ( أو ) للتفصيل بين أنواع المنافقين ( على الراجح ) .
- فالصيب هو المطر وهو القرآن الكريم فيه ظلمات عليهم وهو الإشكال الذي في قلوبهم والتردد , وفيه رعد وهو الصواعق التي تأتي مع المطر و المراد به الوعيد الذي في القرآن الذي يتهددهم من النار والعذاب الأليم , وفي المطر أيضاً برقً وهي الحجج الباهرة والشواهد القاطعة على القرآن والتي تكاد تبرهم وتأخذ بأبصارهم وعقولهم , و بعد كل هذا يجعلون أصابعهم في آذانهم كناية عن تخوفهم وروعهم وحذرهم , وأما عن الصواعق فهي التكاليف الربانية من جهاد وصلاة وصيام فهي بمثابة الصواعق التي تخيف وترعب , فهم يترددون بين القرآن وما فيه من حجج مقنعة وأنوار ساطعة تهتدي بها النفس وترتاح لها الروح ؛ وبين نفوسهم المريضة وكفرهم الخفي فهم في شك دائم وحيرة متفاوتة .
- والله محيط بهم وبقعابهم لا يخفى عليه شيء من مكنونات أنفسهم وما تخفي صدورهم , وسيجازيهم على أعمالهم .
- فالحجج التي في القرآن هي مثل البرق الذي يأخذ بالأبصار على حين غرة وبسرعة شديدة .
- فهم يترددون فكلما ظهرت لهم حجة ولمع لهم دليل ونزلت آية أنسوا بكل هذا ومشوا معها , فإذا نزل من القرآن ما يضلون به ويعمهون به أو شيء من التكاليف و العبادات رجعوا إلى نفاقهم وثبتوا عليه , وفي رواية عن ابن مسعود كلما صلحت أمورهم وأحوالهم في الزروع والمواشي قالوا دين محمد مبارك , وإذا نزلت عليهم مصيبة ثبتوا في نفاقهم .
- لو أراد الله سبحانه لحجب عنهم الإيمان والآيات والأدلة , ولو شاء لأوقع بهم أليم عذابه وعقابه أو لفضحهم عند المؤمنين بأسمائهم , إنه ولي ذلك والقادر عليه فهو لا يعجزه شيء ولا يخرج عن قدرته مخلوق .

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.

القول الأول : الضمير عائد على القرآن , ثم اختلفوا :
- فأتوا بمثل نظمه و فصاحة معانيه التي يعرفونها .
- بمثل الأمور الغيبية التي يذكرها وبمثل صدقه وقدمه .
وهو الراجح وعليه أكثر المحققين واستدلوا بأن الله تحداهم كلهم مجتمعين على أن يأتوا بأقصر سورة فيه .
القول الثاني : الضمير عائد على محمد , واختلفوا أيضاً :
- فأتوا بمثله أمي صادق .
- فأتوا بما يشبهه من كاهن أو ساحر أو شاعر كما ادعيتم عليه أيها المشركون .
القول الثالث : الضمير عائد على الكتب السماوية القديمة ( التوارة والإنجيل والقرآن ) .

3. بيّن ما يلي:
1: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}.
- رؤساؤكم في الكفر .
- أصدقاؤكم وأعوانكم في الكفر .
- فصحاؤكم وحكماؤكم .
- آلهتكم وأربابكم .

2: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.

- العلم الخاص بأنه تعالى هو الخالق و هو من ينزل الماء ويخرج الأرزاق .
- يا أيها المشركون أنتم تعلمون من كتبكم أن الله لا ند له ولا نظير ولا مثيل .
- يا أيها المؤمنون لا تترددوا وتجعلوا مع الله في قلوبكم غيره بعد علمكم بأن الله واحد لا شريك له .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 ربيع الثاني 1438هـ/1-01-2017م, 02:13 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:


{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

- {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض}من أعظم الفساد في الأرض ارتكاب المعاصي فيها.
- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} أن من الفساد في الأرض موالاة الكافرين
- {ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} على المؤمن أن يحذر من أن يكون مفسدا في الأرض من حيث لا يشعر.

المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:


{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.

ذكر سبحانه وتعالى صفات المؤمنين في بداية سورة البقرة في أربع آيات، ثم وصف الكفار في آيتين، ثم انتقل إلى صفات المنافقين و خصص لهم ثلاث عشرة آية دلالة على خطورة أمرهم
ومن ذلك أنه ضرب لهم مثلين متتاليين وضح فيها حالهم..
الآيات التي بين أيدينا فيها المثل الثاني المضروب للمنافقين في السورة وهي قوله تعالى:

{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}

{أو كصيّبٍ} معطوف على {كمثل الّذي} في المثل السابق.
قال الزجاج المعنى (أو كأصحاب صيب)

{ أو }
فيها قولان:
الأول: أنها للتخيير، معناه مثل المنافقين كهذا أو كهذا، لا على الاقتصار على أحد الأمرين، أو بمعنى الواو، وتسمى واو الإباحة، بمعنى أن التمثيل مباح لكم في المنافقين بهذا وهذا، قال تعالى: { ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}، أو للتساوي، مثل جالس الحسن أو ابن سيرين، وعلى هذا فالمثلان مضروبان لصنف واحد من المنافقين قاله الطبري وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الثاني: أن هذا مثلٌ آخر ضربه اللّه تعالى لضربٍ آخر من المنافقين، وهم قومٌ يظهر لهم الحقّ تارةً، ويشكّون تارةً أخرى، ذكره ابن كثير، ورجحه.
فالآيات على كلام ابن كثير تقسم المنافقين إلى قسمين: منافقون خلّصٌ، وهم المضروب لهم المثل الأول (النّاريّ)، ومنافقون يتردّدون، تارةً يظهر لهم لمعٌ من الإيمان وتارةً يخبو وهم أصحاب المثل الثاني (المائيّ)، وهم أخفّ حالًا من الّذين قبلهم.

{الصيّب }:
المطر، وكل نازل من علو إلى أسفل، فقد صاب يصوب، قال الشاعر:

كأنهم صابت عليهم سحابة صـواعـقـهـا لـطـيـرهــن دبــيـــب

قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وناسٌ من الصّحابة، وأبو العالية، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبير، وعطاء، والحسن البصريّ، وقتادة، وعطيّة العوفي، وعطاءٌ الخراسانيّ، والسّدي، والرّبيع بن أنسٍ ، وذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.

وقال الضّحّاك: هو السّحاب.

قال ابن كثير عن تفسير الصيب بالمطر أنه الأشهر

{ظلمات} بالجمع، إشارة إلى ظلمة الليل، وحيث أنها تتراكب وتتزايد جمعت، ذكره ابن عطية

{الصواعق}: جمع صاعقة وهي الواقعة الشديدة من صوت الرعد يكون معها أحيانا نار، محصلة ما قاله الخليل، وذكره ابن عطية، وابن كثير.

ننتقل لتفسير معنى المثل على ما ذكره الزجاج وابن عطية:

{أو كصيّبٍ}
كأن دين الإسلام والقرآن في شدته على المنافقين كالصيب.

{فِيهِ ظُلُمَاتٌ}
شبههم في عماهم عن الحق بأنهم في ظلمات

{وَرَعْدٌ}
شبه ما في القرآن والإسلام من الوعيد والزجر بالرعد.
{وَبَرْقٌ}
شبه ما في القرآن والإسلام من النور والحجج الباهرة التي يستضيئون بها وتكاد أن تبهرهم بالبرق.

{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}
وشبه خوفهم من فضح نفاقهم واشتهار كفرهم وقتلهم، بما يصيبهم من الخوف من البرق والرعد حتى أنهم ليضعون أصابعهم في آذانهم حذر الموت.
- قال تعالى: { يحسبون كل صيحة عليهم }
{مِنَ الصَّوَاعِقِ}
شبه تكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوه هي بالصواعق


{محيطٌ بالكافرين}
بعقابه وأخذه، يقال أحاط السلطان بفلان إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة،
- قال تعالى:{وأحيط بثمره}[الكهف: 42]

وذكر ابن عطية آثارا واردة عن ابن مسعود رضي الله عنه فيها تفسير الآية بوقائع حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
وروي عن ابن مسعود أنه قال: «إن رجلين من المنافقين هربا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله وأيقنا بالهلاك، فقالا: ليتنا أصبحنا فنأتي محمدا ونضع أيدينا في يده، فأصبحا وأتياه وحسن إسلامهما، فضرب الله ما نزل بهما مثلا للمنافقين».

وقال أيضا ابن مسعود: «إن المنافقين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا القرآن، فضرب الله المثل لهم».

أما ابن كثير فقد فسر المثل بما يلي:

{كصيب من السماء فيه ظلمات}
شبه قلوب المنافقين في حال شكهم وكفرهم وترددهم، بالمطر النازل من السماء في حال الظلمة

{ورعدٌ}
هو ما يصيب قلوبهم من الخوف، لأن المنافقين معروفين بالخوف الشديد والفزع.
- قال تعالى: {يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ} [المنافقون: 4]
- وقال:{ويحلفون باللّه إنّهم لمنكم وما هم منكم ولكنّهم قومٌ يفرقون * لو يجدون ملجأً أو مغاراتٍ أو مدّخلا لولّوا إليه وهم يجمحون}[التّوبة: 56 -57].
{ وبرق}
هو ما يلمع في قلوب هؤلاء من المنافقين في بعض الأحيان، من نور الإيمان.

{يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصّواعق حذر الموت واللّه محيطٌ بالكافرين}
يعني لا ينفعهم حذرهم شيئا؛ لأنّ اللّه محيطٌ بهم بقدرته، وهم تحت مشيئته وإرادته.
- قال تعالى:{هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود * بل الّذين كفروا في تكذيبٍ * واللّه من ورائهم محيطٌ}[البروج: 17-20]

تفسير قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}

{ يَكَادُ الْبَرْقُ}
يكاد فعل ينفي المعنى مع إيجابه ويوجبه مع النفي، فهنا لم يخطف البرق الأبصار.

{يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}
معنى خطفت الشيء في اللغة واختطفته: انتزعته وأخذته بسرعة، ذكره الزجاج وابن عطية.

والمعنى متصل بمعنى البرق في الآية السابقة فمن قال أن البرق بمعنى حجج القرآن والإيمان ونورهما قال أن المعنى:
- تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم، لشدّتها وقوّتها، وضعف بصائرهم، وعدم ثباتها للإيمان، محصلة ما ذكره ابن عطية وابن كثير.
- أو يكاد محكم القرآن أن يدل على عورات المنافقين. ذكره ابن كثير.
ومن قال أن معنى البرق الزجر والوعيد قال أن المعنى:
- يكاد الزجر والوعيد الذي ضرب الله له مثلا بالبرق يصيبهم، ذكره ابن عطية.

{كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ}
أي
- كلّما ظهر لهم من الإيمان شيءٌ استأنسوا به واتّبعوه وتكلموا به، وتارةً تعرض لهم الشّكوك أظلمت قلوبهم فوقفوا حائرين. قاله ابن عباس، وأبو العالية، والحسن البصريّ، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ بسنده، عن الصّحابة وذكره ابن كثير
أو
- كلّما أصاب المنافقين من عزّ الإسلام اطمأنّوا إليه، وإن أصاب الإسلام نكبةٌ قاموا ليرجعوا إلى الكفر
قال تعالى: {ومن النّاس من يعبد اللّه على حرفٍ فإن أصابه خيرٌ اطمأنّ به وإن أصابته فتنةٌ} الآية [الحجّ: 11]. قاله ابن عباس، وذكره ابن كثير.

قال ابن كثير عن القول الأول وهو أصح وأظهر

وأضاف ابن كثير لهذا المعنى الذي يكون في الدنيا معنى آخر يكون في الآخرة :
عندما يعطى النّاس النّور بحسب إيمانهم، فمنهم من يعطى من النّور ما يضيء له مسيرة فراسخ، وأكثر من ذلك وأقلّ من ذلك، ومنهم من يطفأ نوره تارةً ويضيء له أخرى، فيمشي على الصّراط تارةً ويقف أخرى. ومنهم من يطفأ نوره بالكلّيّة وهم الخلّص من المنافقين
- قال تعالى : { يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا [الحديد: 13]
- وقال: { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنّاتٌ} [الحديد: 12]

وقد ذكر ابن كثير أنه تتبع صفات المؤمنين والكفار والمنافقين في القرآن الكريم وخلص إلى أن كل طائفة لها قسمان :

المؤمنون: مقرّبون وأبرارٌ، والكافرون: دعاةٌ ومقلّدون، والمنافقون: منافقٌ خالصٌ، ومنافقٌ فيه شعبةٌ من نفاقٍ
- عن عبد اللّه بن عمرو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:«ثلاثٌ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه واحدةٌ منهنّ كانت فيه خصلةٌ من النّفاق حتّى يدعها: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». جاء في الصحيحين.

{ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}
قاموا معناه ثبتوا، لأنهم كانوا قياما، ذكره ابن عطية.

والمعنى:
- كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن ما يعمون فيه ويضلون به أو يكلفونه قاموا أي ثبتوا على نفاقهم. قاله ابن عباس وذكره ابن عطية.
- كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم قالوا دين محمد دين مبارك. وإذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوه وثبتوا في نفاقهم.قاله ابن مسعود وذكره ابن عطية
- كلما خفي عليكم نفاقهم وظهر لكم منهم الإيمان مشوا فيه، فإذا افتضحوا عندكم قاموا، ذكره ابن عطية.


{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ }

- وحد السمع لأنه مصدر يقع للواحد والجمع.
- خص الأسماع والأبصار لتقدم ذكرها في الآية
- وسبب ذلك أنهم تركوا الحق بعد معرفته، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
و المعنى :
- أن الله لو شاء لأوقع بالمنافقين ما يتخوفونه من الزجر والوعيد.
- أو لفضحهم عند المؤمنين وسلط المؤمنين عليهم.
ذكره ابن عطية.
{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
أي إنّ اللّه على كلّ ما أراد بعباده من نقمةٍ، أو عفوٍ، قديرٌ، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير
وقدير بمعنى قادر، وفيه مبالغة، وخص هنا صفته التي هي القدرة بالذكر لأنّه حذّر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنّه بهم محيطٌ ، فكان ذكر القدرة مناسبا لذلك، محصلة ما ذكره ابن عطية، ونقله ابن كثير عن ابن جري



2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.

اختلف المفسرون في عودة الضمير في قوله تعالى { مثله} :
الأول: أن الضمير عائد على القرآن والمعنى: من مثل القرآن.
أدلتهم:
- قال تعالى: {فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}[ هود: 13]
- وقال: {لا يأتون بمثله} [الإسراء: 88]
- لأنّ التّحدّي عامٌّ لهم كلّهم، مع أنّهم أفصح الأمم، وقد تحدّاهم بهذا في مكّة والمدينة مرّاتٍ عديدةٍ، مع شدّة عداوتهم له وبغضهم لدينه، ومع هذا عجزوا عن ذلك
وهو قول الجمهور، ويدخل في هذا القول من قال أن التحدي واقع على النظم والفصاحة، أو على الصدق والقدم، محصلة ما قاله: مجاهدٌ وقتادة، واختاره ابن جريرٍ، وذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير
الثاني: أن الضمير عائد على محمد صلى الله عليه وسلم. والمعنى: من بشر مثله
ويدخل فيه قول من قال أن المعنى من أمي صادق مثله، أو من ساحر أو شاعر أو كاهن كما زعمتم .
ذكره الزجاج، وابن عطية وابن كثير
الثالث: الضمير في مثله عائد على الكتب القديمة التوراة والإنجيل والزبور.
الترجيح:
قال ابن كثير: والصّحيح الأوّل.

3. بيّن ما يلي:
1: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}
.

فيه أقول:
الأول: أنها بمعنى أعوانكم، قاله ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية، وابن كثير .
الثاني: شركاؤكم، قاله الفراء، والسدي عن ابن مالك، وذكره ابن عطية، وابن كثير.
الثالث: أنها جمع شاهد، يعني من يشهد لكم بالفصاحة ، ذكره ابن عطية وابن كثير ، قال ابن عطية عن هذا القول أنه ضعيف.

2: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.

متعلق العلم هنا هو أن الله واحد لا ند له
سواء كان الخطاب لجميع المشركين، فيكون المعنى : أن الله خلق وأنزل الماء وأخرج الرزق
أو الخطاب لكفار بني إسرائيل فيكون المعنى: تعلمون من الكتب التي عندكم، أن الله لا ند له.
أو كان الخطاب للمؤمنين فيكون المعنى: لا ترتدوا أيها المؤمنون، وتجعلوا لله أندادا بعد علمكم أن الله واحد

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 ربيع الثاني 1438هـ/1-01-2017م, 04:47 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
[من الآية 11 حتى الآية 25]



1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

- قد تلتبس على الانسان الحقائق ويرى الافساد إصلااحا والحق باطلا لذا وهذا يجعله دائم الخوف من أن يكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا كثير الحرص على سؤال الله الهدية بحضور قلب وافتقار لله تعالى . {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

-نستفيد من الآيات بعض آداب النصيحة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}
- أن ليس للإنسان أن ينصح على شرط قبول قوله أو فقط من يظن أنه ممكن يتقبل نصيحته فهاهو قوله تعالى يحكي على من أسدى نصحا للمنافقين
وأيضا ليس عليه حرج إن هو نصح ولم يسمع له وردقوله فهاهي الآيات تخبرنا أنهم قد ردوا على من نصحهم وتبجحوا..فلا ينبغي له الحزن والندم على محاولة نصح من هذا حاله بل هذا حال فئة من الناس موجودة قد لاتقبل النصح وثد تجادل بالباطل وقد تتواقح وتدعي الاصلاح وتدعي أن معها هو الحق والصواب.
وأنه عليه حين بيين الحق لغيره استعمال أفضل أسلوب ولا يترك الرفق والادب في النصح حتى إن كان المقام يقتضي نوع شدة - وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ فهم لم يقولوا لهم انتم مفسدون وقد فعلتم وفعلتم– بل اكتفوا بنهيهم عن الافساد .
- لا حرج على الناصح إن وصف حال المدعو بما هو عليه من مساوئ حين نصحه ولا ينبغي علينا أن نتنازل ونتجنب المصطلحات التي يكرهها أهل المعاصي أو ينتقدنا عليها الغرب.. فكم صرنا اليوم نرى من يتجنب ويدعو لتجنب أن يقال للكفر كفرا ولمن خالف الهدى قد ضل والله تعالى يقول " فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ " فلا حرج أن يقال حال للمفسد لاتفسد ولمن وقع في شرك لاتشرك ولمن تيقن منه الكذب لاتكذب وهكذ . من قوله تعالى {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}.

المجموعة الأولى:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.

الصيب في اللغة : المطر وهذا مثل يضربه الله تعالى لعباده عن المنافقين فشبههم حال تخبطهم وشكهم رغم ما يبرق له من الحق في بعض كثير من أحيانهم كمطر نزل من السماء في يوم مظلم و الصيب القرآن كما قال جمهور المفسرين و الظلمات العمى والرعد ما يحتويه القرآن من الوعد والوعيد والبرق النور والحجج الباهرة .
وقوله تعالى :" يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ " الصواعق جمع صاعقة وهي نار تنزل من السماء مع الرعد الشديد وهذا حالهم فهم شديدوا الخوف والفزع ولضعف عقولهم وبصائرهم اشتدت عليهم زواجر القرآن ووعيده وتهديده وأوامره ونواهيه وخطابه الذي يشبه الصواعق فجعلوا يسدون آذانهم لثقل الحق عليهم ومن حرم التوفيق لايرى من المطر الذي في مثل هذا الجو غير الظلمات والبرق وصوت الرعد المفزع وهم شغلوا بسد آذانهم والاسترسال مع مخاوفهم ولم يروا ما وراء ذلك من منافع وارتواء أرض وأن في كل لحظة إبراق تبديد لتلك الظلمات بوارق من نور تكفي الموفق ليبصر ما حوله ويتجنب ما فيه ضرره.وقد يكون المعنى خوف حقيقي من الموت واستثقال للنصوص التي تأمر بذلك أو نحوه كآيات الجهاد ونحوه من الأوامر الشاقة على النفس... ولن يجدي عنهم ذلك شيئاولا يمكنهم الفرار من الموت لأن الله محيط بهم.
قوله تعالى "يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

"يَكَادُ " قال ابن عطية فعل ينفي المعنى مع إيجابه ويوجبه مع نفيه فهاهنا لم يخطف أبصارهم والمعنى تكاد حجج الوحي أن تخطف أبصارهم لشدتها وقوتها ولضعف بصائرهم .. "كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ" أي يعرفون الحق ويتكلون به ويدعون أنهم عليه كقوله: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }وقوله وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا أي ثبتوا على نفاقهم .
فوله "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" لما تركوا من الحق بعد أن عرفوه ، قال ابن جرير: إنما وصف الله تعالى نفسه بالقدرة على كل شيء لأنه حذر المنافقين بأسَه وسطوته وأخبرهم أنه بهم محيط ، و أنه على إذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}.

للعلماء في المراد به قولان
1- القرآن : قاله مجاهد وقتاد وهو قول الجمهور، واختاره ابن كثير ورجحه رحمه الله
قال ابن عطية ثم اختلفوا :
أ -نظمه ورصفه وفصاحة معانيه وقال أنه رأي الأكثر قال وعليه تكون"مِنْ " للتبعيض أو لبيان الجنس .
ب- غيوبه وصدقه وعليه تكون"مِنْ " زائدة.
2-النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد تعيين القائل .
والصحيح الأول وقد اختاره ابن جرير ورجحه ابن عطية و ابن كثير وعلل ابن كثير بقوله : " لأن التحدي عام لهم كلهم، مع أنهم أفصح الأمم".ويؤيد هذا الاية الاخرى ي سورة هود { فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ }
3. بيّن ما يلي:
1: المراد بالشهداء في قوله تعالى: {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}.

أي : ادعوا من استدعيتم طاعته ورجوتم معونته في الإتيان بسورة من مثله. و الشهداء جمع شاهد واختلف في معناها والمراد بها :
أ : المعنى من يشهد ليكون لهم عونا ونصير فقيل :
- أعوانكم كي يساعدونكم على ذلك. قاله ابن عباس
وقال أبو مالك: شركاءكم أي استعينوا بآلهتكم كي ينصرونكم.
وقال مجاهد: يعني ناس يشهدون به "حكّام الفصحاء".لم أفهم المقصود
ب : وقيل المعنى يشهدون لكم أنكم فعلتم ذلك وأتيتم بسورة من مثله وضعفه ابن عطية .

2: متعلّق العلم في قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.
لم أفهم السؤال وما معنى متعلق العلم ولكن إن كان المقصود الشيء الذي يعلمونه :
- فإن حملنا الاية على المؤمنين وهذا ذكره الزجاج و ابن عطية و ابن كثيركان المراد :
- أنه سبحانه واحد.ابن عطية
- أنه تعالى خالقهم . ذكره الزجاج.
- أنه الخالق الرازق المنعم على عباده بالايجاد والنعم الظاهرة والباطنة فهو ربهم ومليكهم وهو وحده المستحق للعبادة . معنى ما قاله ابن كثير
- الاية تخاطب المشركين فتعلمون يعني :
-أنه الخالق الرازق من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه المتفرد بالربوبية.. وكان ينبغي أن يستوجب علمكم بهذا بتفرده سبحانه بالألوهية .. ذكره ابن عطية.
الاية تخاطب بني اسرائيل :
- أي تعلمون بما في كتبكم أنه المتفرد بالالهيه المستحق وحده للعبادة . ذكره ابن عطية

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الثاني 1438هـ/4-01-2017م, 04:10 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة البقرة
[من الآية 11 حتى الآية 25]


أحسنتم بارك الله فيكم ونفعكم بما تعلمتم ونفع بكم.
- ونؤكّد عليكم وأنتم في بداية دراستكم لسورة البقرة على ضرورة الكتابة بأسلوبكم خاصّة سؤال التفسير، فاجتهدوا في ذلك ونحن في بداية الطريق، وإياكم والمخالفة ففيها إضعاف لأسلوب الكتابة وعدم رسوخ مسائل الدرس، سدّد الله خطاكم.
- إذا جاءنا في سؤال التحرير معنى آية، فيجب التطرّق للمعنى أولا ثم تناول موضع الخلاف، لا أن ندخل في بيان الخلاف مباشرة، لأن السؤال عن معنى الآية ككل وليس مسألة واحدة فيها.




المجموعة الأولى:
1: سارة المشري أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- س1: أحسنتِ التفسير -زادك الله من فضله-، ولا داعي في هذا السؤال للتعرّض للقراءات ومسائل اللغة التي لا تتّصل بالتفسير.
- س2: فاتك إسناد الأقوال.
س2: لو بيّنتِ المخاطب في القول الأول.

2: ماهر القسي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1: لو فسّرت معاني الألفاظ الواردة في الآية، كالصيّب والظلمات والرعد والبرق والصواعق أولا، ثم بيّنت المراد بها في هذا المثل.
س2: لم تسند الأقوال.
س3 1: قلت:
(- يا أيها المشركون أنتم تعلمون من كتبكم أن الله لا ند له ولا نظير ولا مثيل .)، فلو ذكرت أهل الكتاب حتى يتميّزوا عن مشركي العرب.
والمطلوب بيان متعلّق العلم، وليس تفسير الآية، فنرجو أن يكون الجواب بصياغة تناسب المطلوب في السؤال.

3: ضحى الحقيل أ+

أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك، وثبّتك على ما يحبه ويرضاه.

4: أم البراء الخطيب أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- وأثني دوما على إجابتك على سؤال استخلاص الفوائد السلوكية، وأوصي بقية الزملاء بالاستفادة منه، زادك الله هدى ونورا.
- كما أثني على جمال أسلوبك في التفسير، زادك الله من فضله.
- س3 1: أقوام فصحاء يراد بذلك ما ذكرتيه عن ابن عطية في آخر الجواب الفقرة "ب"، أي أناس فصحاء يحكمون على صحّة معارضتكم للقرآن وأنكم نجحتم في ذلك، وهو قول ضعيف والأظهر أنه يراد بهم من يعينهم على المعارضة، وفي ذلك قوة في التحدّي كما قال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولا كان بعضهم لبعض ظهيرا}.


المجموعة الثانية:
5: نورة الأمير ب+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنتِ جدا في سؤال الفوائد السلوكية، بارك الله فيك وزادك من فضله.
- أحسنتِ التفسير -وفقك الله- لكن يبدو أنك نسيتِ الآية الثانية، فقدّر الله وما شاء فعل.
- انتبهي أن قول المتكلمين بأن العرب كان في مقدورهم معارضة القرآن وأن الله صرفهم عن ذلك قول باطل، وابن كثير لم يذكره للموافقة إنما قال إنه يصلح على سبيل التنزّل والمجادلة عن الحقّ.
- س3 2: في المراد بالناس ثلاثة أقوال، راجعيها من تفسير ابن عطية، واجمعي بينها وبين ما ذكره ابن كثير والزجّاج.


المجموعة الثالثة:
6: علاء عبد الفتاح أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- وأثني على إجابتك على سؤال الفوائد، ويظهر فيه نفس الأسلوب الاستنتاجي، فالحمد لله على ما وهب ورزق.
- وأرجو أن يكون التفسير بأسلوبك بعد ذلك إن شاء الله، ولا تكثر فيه النقل إلا بمقدار، ولا حاجة حينئذ للنسبة.
- في تفسير قوله تعالى: {الله يستهزيء بهم}، لو تأمّلت بعض الأقوال تجد أن منشأها الهروب من ظاهر اللفظ الذي هو وصف الله تعالى بأنه يستهزيء بالمنافقين، ويظنون أن هذا الوصف لا يليق به -سبحانه-، ولكن الصواب أن استهزاء الله تعالى بالمنافقين استهزاء حقيقيا، وهو صفة كمال له وعدل منه سبحانه، وقد وصف نفسه بذلك في القرآن، ولا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره دون مستند، وهذه الآية لها نظائرها، كقوله تعالى: {وأكيد كيدا}، {ويمكرون ويمكر الله}، وهذه الأوصاف أوصاف كمال، وهي في حقّه سبحانه وتعالى غير حقّها في البشر، فصرف اللفظ عن ظاهره تحت دعوى التنزيه لا تصحّ.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25 ربيع الثاني 1438هـ/23-01-2017م, 12:03 AM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1- الحق والباطل لا يتسير التبصر فيه وفي هذا نستشف تأملاً بلزوم دعاء الله دائما بان يلهمنا رؤية الحق حقاً ورؤية الباطل باطلاً.
2- قد يتوهم الإنسان أنه يسير في الطريق الصحيح بقناعات قد تمسك بها ولكن الصواب خلافها فيجب على الإنسان أن يكون مرناً في استقبال النصح والتوجيه والوصية.
3- المنافق تغلب عليه صفة الغفله والتحايل واتباع الهوى وتلبيس الناس بأنه على حق فيخرج مفسدته بقالب الإيمان.
4- المتلزمون بقادتهم المضلين يتبعون ما جرت عليه عاداتهم دون تأمل وتفكر وتبصر وبحث عن الحقيقة فيفعلون ما يضنون أنه فيه خير دون أن يشعرون أنها مفسدة ومكيدة عضيمة .

المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
*مفردات:
المثل:الشبه قد يكون حسي أو معنوي ، والمثل كقول أن النظر لحال كذا كالنظر لحال كذا. وهذا ينافي التشابه المطلق.
استوقد:طلب من غيره أن يوقد له.
صم بكم عمي: لا يسمعون ولا ينطقون ولا يرون
*فائدة بلاغية.
قوله :فلما أضاء لهم وقال:ذهب الله بنورهم لم يقل بإضائتهم لكون النور هو ما يستنفع به فأذهب الله عنهم ما يستنيرون به المكان وأبقى لهم ما يحرقهم من حرارة ضياء ودخان.

*معنى الآية:
-ضربت الآية مثل على المنافقن الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فهم ضنو أن ما يدينون به ينفعهم وينجيهم ولكن في حقيقة الأمر هم دامسون في ظلمة الكفر ولن يغني عنهم ما يظهرونه فبه يخدعون أنفسهم والله عليم بما يخفونه في صدورهم من كفر فلا نور لهم من الله لأنهم كافرون وقد اشتروا الكفر على الإيمان واختاروا سلب نور الاسلام عنهم.

*المقصود بالطائفة المضروب عليهم هذا المثل.
-الذين آمنو ثم كفرو بالنفاق فالنور إيمانهم والظلمة كفرهم
-العمل الذي يزاوله الكافر في الدنيا هو ما استقاد به وعليه نصيبه النار والظلمة بالهوان
-مجالسة المنافقين للمؤمنين هو استيقادهم وعزوفهم إلى ذويهم من أصل كفرهم وموالاتهم هو الظلمات
-نطق الشهادتين هو استيقادهم وأصل كفرهم هو الظلمات
-المنافق يبصر أحياناً ويعرف أحياناً ثم يدركه العمى
-كان المنافقين ييتقاسمون الفيء مع المسلمين ولما ماتوا سلبهم الله العز

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.
القول الأول : يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطعم.
القول الثاني : يشبه المنظر في الدنيا ويختلف في كل الصفات.
القول الثالث : أي لا رذل فيه متناسب في كل صنف هو اعلى جنسه وهذا تشابه ما
القول الرابع: متشابه في الاسماء للدنيا لا في الهيئة والطعم
القول الخامس : يؤتى أهل النعيم فاكهة ثم أخرى تشابه ما قبلها ولكنها تتفاوت في الطعم .

3. بيّن ما يلي:
1: الدليل على صدق النبوة مما درست.
{وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النّار الّتي وقودها النّاس والحجارة أعدّت للكافرين (24) }
فيه دليل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال مخاطبًا للكافرين: {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزلنا على عبدنا} يعني: محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {فأتوا بسورةٍ} من مثل ما أنزل عليه إن زعمتم أنّه من عند غير اللّه، فعارضوه بمثل ما جاء به، واستعينوا على ذلك بمن شئتم من دون اللّه، فإنكم لا تستطيعون ذلك.
وقوله {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} "ولن": لنفي التّأبيد أي: ولن تفعلوا ذلك أبدًا. وهذه -أيضًا-معجزةٌ أخرى، وهو أنّه أخبر أنّ هذا القرآن لا يعارض بمثله أبدًا وكذلك وقع الأمر، لم يعارض من لدنه إلى زماننا هذا ولا يمكن، وأنّى يتأتّى ذلك لأحدٍ، والقرآن كلام اللّه خالق كلّ شيءٍ؟ وكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين؟!

2: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.
خطاب للفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين، أي: وحّدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 جمادى الأولى 1438هـ/28-01-2017م, 10:42 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1- يالشقاء أهل النفاق وسعيهم في الأرض فسادا من مصيرهم المحتوم ، من مصير الغفلة والعصيان ، ظنوا أنهم بتلبسهم لباس أهل الإيمان أن يكونوا مصلحين ، فيكفيهم قوله تعالى فيهم :( أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ).
2- استمع لأهل العلم عند نصحهم لك في سيرك لطريق ما ، ولا تكن ممن يقولون ( إنما نحن مصلحون ) ،فيأخذك تكبرك وعنادك لنهاية غير محمودة .
3- عند فعلك للخير ،و ظنك أنه الصحيح ، فلربما أبعدت أناس عن الطريق المستقيم ونفرتهم منه، قبل إقدامك عليه راجع كلام الله سبحانه وتعالى ، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثم اقوال وفعل الصحابة والسلف ، ولا تنس أن تستشير أهل العلم.

المجموعة الثانية:



1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}

في الآية السابقة ذكر سبحانه وتعالى أن المنافقين اشتروا الضلالة بالهدى ، فضرب مثلا لهم في الآية بعدها ، فهم (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا) كمن أوقد نارا وهو هنا الإيمان ، و(فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ) بنور إيمانه الذي أضاء له قلبه وعمله وطاب عمله وتجملوا به ،فتأنس بذلك النور فبينا ذلك (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) فهم باعوا الهدى ونور الإيمان فاشتروا الضلالة ، فطفئت نارهم ، ونورهم الذي كانوا به مهتدين ، وأصبحوا (فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ) لا يهتدون لشئ كمثل الظلام الدامس لا يرون ولا يهتدون لشئ ، وهو مع ذلك (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) أي أصم لا يسمع ، وأبكم لا ينطق ،وأعمى لا يبصر حتى لو كان في ذلك الضياء وبالقرب منه ،فهو لا يرجع إلا ماكان عليه في إيمانه ، فقد استبدل نور الإيمان بالكفر واستحب الضلالة عن الهدى .

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأتوا به متشابها}.

في اللغة: أي يشبه بعضه بعضاً في الجودة والحسن.
وفي الاصطلاح وردت عدة أقوال :
القول الأول : يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم، الدليل قوله تعالى :(هذا الّذي رزقنا من قبل) ،قول ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
القول الثاني : يرزقون الثمرة ثم يرزقون بعدها مثل صورتها والطعم مختلف فهم يتعجبون لذلك ويخبر بعضهم بعضا ،قول الحسن ومجاهد ، ذكره ابن عطية .
القول الثالث: ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء، وأما الذوات فمتباينة، قول ابن عباس ، ورجحه ابن عطية.

3. بيّن ما يلي:
1: الدليل على صدق النبوة مما درست.

في قوله تعالى :( وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين ) هذا تقرير لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق ماأنزل عليه.

2: المراد بالناس في قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون}.
للفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 5 جمادى الأولى 1438هـ/1-02-2017م, 02:25 PM
إحسان التايه إحسان التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 178
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)}.

1. الحذر من موالاة الكفار فهي سبيل الفساد في الأرض وإن كان ظنهم الإصلاح.
قوله تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ))
2. الأمر بعدم معصية الله تعالى في أرضه، فمن عصى أو أمر بالمعصية فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة.
قوله تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ))
3. الاستمرار بالمعصية يميت القلب فلا يشعر الإنسان بإفساده
قال تعالى: ((أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُونَ))

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}.


فسر الزجاج لا تفسدوا: لا تصدوا عن دين الله.
وعليه فردهم إنما نحن مصلحون على أحد أمرين:
1. يظنون أنهم مصلحون
2. يريدوا أنهم يصلحوا ما يعتبرونه إفسادا.
قال عبدالحق الأندلسي في معنى لا تفسدوا: أي لا تفسدوا الأرض بالكفر وموالاة الكفار.
وقولهم إنما نحن مصلحون فيه ثلاثة تأويلات:
1. اصرار المنافقين على جحدهم.
2. الإقرار بموالة الكفار والإدعاء أنهم مصلحون.
3. يزعمون أنهم مصلحون بين الكفار والمؤمنين، فلذلك يداخلون الكفار.
وقول آخر أنهم مصحلون باحتمال أنهم لا يشعرون أنهم مفسدون ويحتمل المراد بعدم شعورهم أن الله يفضحهم.
وفي تفسير ابن كثير معنى الفساد.
قال السدي: الكفر والعمل بالمعصية ففسادهم معصية الله وهو قول أبو جعفر أيضا وقتادة وابن جريج.
وقال محمد بن إسحاق عن ابن عباس في قوله تعالى إنما نحن مصلحون: يريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب.


2. حرّر القول في:
معنى استهزاء الله تعالى بالمنافقين.

ذكر الزجاج ثلاثة أوجه:
الأول: أن أظهر لهم من أحكامه في الدنيا خلاف مالهم في الآخرة، كما أظهروا من الإسلام خلاف ما أسروا.
الثاني: أخذت إياهم من حيث لا يعلمون.
الثالث: يجازيهم على هزئهم بالعذاب، فسمى جزاء الذنب باسمه، وهو الوجه المختار عند أهل اللغة.
ماورد عن عبدالحق بن عطية الأندلسي عن الاستهزاء:
قال جمهور العلماء: هي تسمية العقوبة باسم الذنب، والعرب تستعمل ذلك كثيرا.
قال قوم: إن الله تعالى يفعل بهم أفعالا هي في تأمل البشر هزو حسبما يروى أن النار تجمد كما تجمد الإهالة فيمشون عليها ويظنونها منجاة فتخسف بهم. ومايروى أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج، وهذا منحى ابن عباس والحسن.
وقال آخرون: استهزاؤه بهم هو استدراجهم من حيث لا يعلمون.
قال مجاهد: معناه يملي لهم.
ماورد في تفسير ابن كثير:
الاستهزاء يكون بما أخبر الله تعالى أنه فاعل بهم في سورة الحديد قوله تعالى: (( يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب))
وقال أخرون: استهزاؤه بهم توبيخه إياهم ولومه لهم على ماركبوا من معاصيه والكفر به.
قال آخرون: يكون ذلك على سبيل الجواب، بعد انتهاء الأمر وصار إليه فيكون المكر والهزء حاق بهم.
وقال قوم: أخبر الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن كما في النساء والتوبة، ذكر جزاء الاستهزاء وعقوبة الخداع، فأخرج خبره عن جزائه إياهم وفعلهم الذي عليه استحقوا العقاب.
قال آخرون: يظهر لهم سبحانه وتعالى من أحكامه في الدنيا.
قال ابن جرير: يزيدهم على وجه الإملاء والترك لهم في عتوهم وتمردهم.

3. بيّن ما يلي:
1: معنى اشتراء الضلالة بالهدى، ومناسبة استعمال وصف الشراء.

كل من ترك شيئا وتمسك بغيره، وهو هنا أخذ الضلالة وترك الهدى واستحباب الضلالة وتجنب الهدى. وقال قوم: أن الشراء استعارة وتشبيه، لما تركوا الهدى وهو معرض لهم ووقعوا في الضلالة شبهوا بمن اشترى فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم إذ كان لهم أخذه.
وخلاصة قول المفسرين: المنافقين فضلوا الضلالة واستغنوا بها عن الهدى بل وجعلوا الهدى ثمناً للضلالة وهذا هو مناسبة استعمال وصف الشراء.

2:المراد بالحجارة في قوله تعالى: {فاتّقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}.
ذكر الزجاج: الحجارة قيل أنها حجارة الكبريت
وورد عن ابن عطية الأندلسي عن ابن مسعود في الحجارة أنها حجارة الكبريت وخصت بذلك لأنها تزيد على جميع الأحجار بخمسة أنواع من العذاب:
سرعة الاتقاد، نتن الرائحة، كثرة الدخان، شدة الالتصاق بالأبدان وقوة حرها إذا حميت.
وقال ابن كثير: هي حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حرا إذا حميت.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir