دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1437هـ/27-07-2016م, 03:34 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سور (من البلد إلى الشرح)

مجلس مذاكرة تفسير سور:
البلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح.

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:

السؤال الأول:

اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.

السؤال الثاني:
اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.



المجموعة الثانية:
السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى.


المجموعة الثالثة:
السؤال الأول:
ما سبب نزول سورة الضحى؟

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
تفسير قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) الشمس.


السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)} البلد.

المجموعة الرابعة:
السؤال الأول:
بيّن بالدليل ما يفيده تعريف العسر وتنكير اليسر في سورة الشرح.

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-

المراد بالحسنى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} الليل.

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)} الليل.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 شوال 1437هـ/27-07-2016م, 07:12 AM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور:
البلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح.


السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

1/ {لا أقسم بهذا البلد} إقسام الله عز وجل باليت الحرام يدل على تعظيمه وتشريفه، فيجب علينا أن نعظم البيت الحرام في نفوسنا ويظهر هذا التعظيم في سلوكياتنا عندما نزور البيت حاجين أو معتمرين حيث نرى كثيرا مظاهر عدم الاحترام لبيت الله من المسلمين .
2/{يقول أهلكت ملًا لبدا} إنّ ما أنفقه الإنسان من المال في معصية الله عزّ وجل سيكون وبالًا عليه فلنتقي الله في إنفاق الأموال .
3/ {وهديناه النجدين} خلق الله الإنسان ولم يتركه سدى بل بيّن له طريق الخير والشر {فألهمها فجورها وتقواها} {إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا} فقامت عليه الحجة بهذا فيجن أن نسلك طريق الخير ولا نستوحش من قلة السالكين ونتجنب طريق الشر ولا نغتر بكثرة الهالكين، كما قال بن القيم رحمه الله.

............................................................................................
المجموعة الأولى:
السؤال الأول:
اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.
متعلق العطاء يشمل كل ما يمكن أن يُعطى سواء ما أُمر به من النفقات المالية كالزكوات والكفارات والصدقات وينفق في وجوه الخير، ويعطي من وقته ويعطي من علمه ومن خبرته، وأيضًا العبادات البدنية كالصلاة والصوم، والمركبة منهما كالحج والعمرة.
ومتعلق التقوى كل مانهى الله عنه من المحرمات والمعاصي عل اختلاف أجناسها.والتقوى في العطاء أيضًا بمعنى من يعطي يكون متقيًا لله عز وجل .

........................................................................................................................

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
فيها قولان
الأول: {ألم نشرح لك صدرك} أي نورناه وجعلناه فسيحًا رحيبًا واسعًا، يتسع لشرائع الدين والدعوة إلى الله فلم يكن ضيقًا حرجًا. قاله بن كثير وأختاره السعدي والأشقر.
الثاني:قيل المراد بقوله: {ألم نشرح لك صدرك} شرح صدره ليلة الإسراء قال بن كثير: وهذا وإن كان واقعًا فلا منافاة فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنوي أيضًا. والله أعلم.
.......................................................................................................................................
السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } أقسم الله عز وجل بالشمس وضحاها أي ضوؤها وهو النهار كله.
{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا } أي تبعها في المنازل والنور.
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا } أي جلّى ماعلى وجه الأرض وأوضحه.
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} والليل حين يغطي الأرض والخليقة ويسترها بظلامه.
{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} أي والسماء وبناء الله تعالى لها .
{وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} أي دحاها وبسطها من كل جانب لتسهل الحياة عليها.
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} خلقها سوية مستقيمة على الفطرة.
{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} بيّن لها الخير والشر كما في قوله تعالى {وهديناه النجدين}
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} وهذا هو جواب القسم أي قد فاز ونجا من طهّر نفسه بالإيمان والعمل الصالح.
{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} أي خسر من أخفى نفسه بالرذائل وأضلها ولم يكملها ويشهرها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 شوال 1437هـ/27-07-2016م, 02:23 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الأول العام:
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}

- ما دمت في الدنيا فلا تزال تكابد مشاقها و مصاعبها، فمن دخل النار فلا يبرح يكابد التعب، و من دخل الجنة ارتاح من الكبد، فكن عاقلا و اعمل لآخرتك صالحا حتى لا تكون ممن ينصب في الدنيا و الآخرة معا. يتجلى ذلك في قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}.
- إن تعديت على من هو أضعف منك، و قهرته و ظلمته، فاعلم أن فوقك رب أشد منك قوة و أقهر منك و أقدر، فلا تظلم أحدا. تستفاد من قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}.
- عيناك التي تبصر بهما من نعم الله عليك، فقل الحمد لله و لا تستعمل نعمة الله في معصيته. يدل عليه قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}.

جواب الطالب على المجموعة الثانية

الجواب الأول:
أقسم الله سبحانه في افتتاح هذه السورة بثلاثة أشياء، على أن أعمال الناس مختلفة.
فالمقسم به قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}، فأقسم الله سبحانه أولا بالليل عندما يغطي بظلامه الأرض وما عليها، ثم أقسم سبحانه ثانيا بالنهار حين ينكشف ويظهر، ويزيل ظلمة الليل، و أقسم تعالى ثالثا بخلق الزوجين: الذكر والأنثى أو أقسم بذاته على خلقه الذكر و الأنثى.
أما جواب القسم أي المقسم عليه فهو قوله تعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } أي: إن عملكم لمختلف بين عامل للدنيا وعامل للآخرة، و بين عامل بالطاعة و عامل بالمعصية.
فائدة القسم تتجلى منذ بداية السورة، فقد أقسم الله تعالى بأشياء متضادة: الليل يقابله النهار و الذكر تقابله الأنثى، فناسب أن يكون جواب القسم أيضا متضادا، أي: أن أعمال العباد التي اكتسبوها متضادة أيضا ومتباينة، فمن عامل للخير ومن عامل للشر.

الجواب الثاني:
ورد في تفسير الكبد أقوال:
الأول: لقد خلقنا الإنسان في شدة و نصب و عناء، ورد ذلك عن ابن عبّاس و مجاهد و الحسن و قتادة و سعيد بن جبير و عكرمة، ذكره ابن كثير و أحد أقوال السعدي و اختاره الأشقر.
الثاني: منتصبا سويا مستقيما، روي عن ابن مسعود، وابن عبّاس، وعكرمة، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وخيثمة، والضحاك و أبو جعفر، ذكره ابن كثير و قول ثان للسعدي.
الثالث: السماء، أي: و لقد خلقنا الإنسان في السماء، و هو قول ابن زيد، و ذكره ابن كثير.
و الراجح هو القول الأول، و هذا اختيار ابن جرير من أن المراد بالكبد هو مكابدة الأمور ومشاقّها، كما ذكر ذلك ابن كثير.

الجواب الثالث:
{وَالضُّحَى (1) } يقسم ربنا بأول ساعات النهار، و هو الضحى وقت انتشار ضياء الشمس حين ترتفع، ثم أقسم {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) } أي: بالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه، و جواب القسم {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) } أي: ما تركك ربك يا محمد صلى الله عليه و سلم منذ أن اختارك لحمل رسالته ولا أبغضك و لا كرهك { وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) } وللدار الآخرة وما أعده الله لك فيها من نعيم، خير لك من دار الدنيا و ما فيها {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} ولسوف يعطيك ربك عطاء يرضيك رضاء تاما، و عطاؤنا لك في الدنيا بالتمكين للدين، و في الآخرة بالشفاعة لأمتك و الحوض و غيرها من الكرامات.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 شوال 1437هـ/28-07-2016م, 10:09 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
من الفوائد في هذه الآيات:

لابد من معرفة حقيقة الحياة، وأنها مجبولة على مقاساة الشدائد؛ فعلى المرء ألا ييأس إن أصيب بمصيبة ونحوها، بل يصبر ويرضى ويحمد، لأن هذه هي طبيعة الحياة: جبلت على كدر وأنت تريدها * صفوا من الأكدار.
ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار. من قوله تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في كبد"
على الإنسان ألا يغتر بقوته وعزته-التي امتحن بها-،فهي اختبار من الله له، وسيرجع حتما إلى ربه وحيدا دون مال ولا قوة أونفوذ، ليحاسبه على ما قدم وفرط، فلنستعد لهذا اليوم. "أيحسب ألن يقدر عليه أحد".
نعم الله علينا كثيرة- خلق ورزق وجمال شكل وصحة و...-؛ مما يوجب شكرها؛ وذلك بإحسان العبادة، واستعمال هذه النعم في طاعة الله عز وجل. "ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين".

السؤال الثاني: المجموعة الأولى:
السؤال الأول:

اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.
متعلق العطاء:
أعطى ما أمر الله بإخراجه من العبادات المالية: كالزكوات والكفارات والإنفاق في وجوه الخير، والعبادات البدنية: كالصلاة والصيام، والعبادات المركبة منهما: كالحج والعمرة.

متعلق التقوى: اتقى محارم الله وما نهى الله تعالى عنه، فتجنب الوقوع فيها.

السؤال الثاني:
اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
في المسألة قولان:
إنارة قلبه- صلى الله عليه وسلم- وجعل صدره فسيحا رحيبا لقبول النبوة وشرائع الدين والاتصاف بمكارم الأخلاق وفعل الخيرات والقيام بالدعوة ونشر الدين.( مضمون ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر).
شرح صدره-صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء والمعراج، كما في رواية مالك بن صعصعة رضي الله عنه، وكما في رواية أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجلان فشقا صدره وأخرجا منه شيئا كالعلقة (الغل والحسد) فنبذها وطرحها، ثم أدخلا الرأفة والرحمة. ( ملخص ما ذكره ابن كثير).
الترجيح: لا منافاة بين القولين، لأن ما حدث ليلة الإسراء والمعراج من جملة شرح صدره صلى الله عليه وسلم، وما نشأ عنه من الشرح المعنوي.(ذكره ابن كثير).

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.

(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)
يقسم تعالى بالشمس وضياءها، وبالنهار إذا ارتفع.
(وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا )
ويقسم تعالى بالقمر إذا تلى الشمس في المنازل والنور، وذلك في الليالي البيض الثلاث (13، 14، 15).
(وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا)
ويقسم تعالى بالنهار وضوءه إذا جلى الظلام، وأظهر ما على وجه الأرض، وأظهر وأوضح ضياء الشمس.
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)
ويقسم تعالى بالليل إذا غطى النهار وأظلم الكون وأطفأ ضوء الشمس.
(وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا )
أقسم تعالى بالسماء وبنيانها المحكم المتقن بديع الصنع (إذا كانت ما مصدرية).
وأقسم تعالى بالسماء وببانيها؛ وهو الله تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه ( ما بمعنى مَن).
(وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا)
أقسم تعالى بالأرض وبسطها ومدها وتسويتها للخليقة (ما مصدرية).
وبالأرض وخالقها وصانعها بديع الصنع ( ما بمعنى مَن).
( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا )
كما أقسم تعالى بنفوس خلقه (جميع الكائنات والمخلوقات).
أو أقسم تعالى بنفس المكلف وهو الإنسان، وبديع خلقها وصنعها، وما ركب فيها من مشاعر وانفعالات، وما يصيبها من حب وبغض وفرح وبؤس وغير ذلك، وخلقها على الخلقة القويمة والفطرة السوية المستقيمة، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى:" إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم".
أقسم تعالى بالنفس وتسويتها وبديع صنعها، أو بالنفس وخالقها وصانعها جل في علاه.
(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )
فألهم هذه النفس المكلفة طريق التقى ولصلاح، وطريق الفجور والعصيان، وأتاح لها اختيار أحدهما بعد مشيئته سبحانه.
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)
أفلح ونجح من طهر نفسه من الذنوب والمعاصي، ورقاها بطاعة الله تعالى.
(وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)
خاب وخسر من دنس نفسه ؛فأساء إليها وأوقعها في مهاوي المعصية وخذلان العاقبة وسوء الخاتمة؛ ببعده عن منهج الله تعالى وسوء ظنه بالشرع.
أو المعنى: قد أفلح من زكى الله نفسه وطهرها ورقاها، وخاب من دسى الله نفسه لسوء نيته وخبث طويته- والعياذ بالله-.
يدل على ذلك: دعاؤه صلى الله عليه وسلم:" اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها" كما ورد نحوه في روايات عدة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 شوال 1437هـ/28-07-2016م, 12:05 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
*إجابة السؤال الأول:
الفوائد السلوكية:
1_ تعظيم مكة المكرمة وعدم الاستهانة بحرمتها وذلك لتعظيم الله لها بإقسامه بها(لا أقسم بهذا البلد).

2_الصبر على مايصيب الإنسان من مشاق الحياة ومصاعبها فهي سنة الله في خلقه،فقد خلق الإنسان ليكابد هذه الحياة ويدل على ذلك قوله تعالى(لقد خلقنا الإنسان في كبد).

3_استشعار مراقبة الله عز وجل في كل حال لقوله تعالى(أيحسب أن لم يره أحد).

*إجابة المجموعة الأولى:
*السؤال الأول:
اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.
_متعلق العطاء:كل ما أمر العبد بإخراجة من العبادات المالية كالزكوات والكفارات،وكذلك العبادات البدنيةكالصلاة والصوم، والعبادات المركبة منهماكالحج والعمرة.

_متعلق التقوى:جميع الأمور المنهي عنها من المحرمات والمعاصي.


*السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
1/أن المراد بشرح الصدر أي نجعله منشرحا متقبلا للنبوة ولكل خير* ولقبول شرائع الدين وذلك مثل قوله تعالى(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام).ذكر هذا القول ابن كثير والسعدي والأشقر.

2/أن المراد بذلك ماحدث للنبي صلى الله عليه وسلم من شرح صدره في حادثة الإسراء والمعراج.
ولا منافاة بين القولين فالشرح المعنوي نتيجة للشرح الحسي.ذكره ابن كثير

3/شرح صدره صلى الله عليه وسلم لما كان غلاما صغيرا كما ورد في الحديث.ذكره ابن كثير.

*السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.
(والشمس وضحاها):أقسم الله عز وجل بالشمس وضوءها الذي ينتج عنه إقبال النهار.

(والقمر إذا تلاها):وأقسم بالقمر إذا تلا الشمس في الظهور.

(والنهار إذا جلاها):وأقسم بالنهار إذا جلى الشمس فانجلت بذلك الظلمة وتجلت الأرض بماعليها.

(والليل إذا يغشاها):وأقسم بالليل إذا غشي الشمس فغشيت الأرض الظلمة.

(والسماء ومابناها):وأقسم بالسماء وعظمة خلقها وإحكامه لها،وقد يكون أقسم بنفسه عزوجل فهو بانيها وكلاهما متلازم.

(والأرض وما طحاها):وأقسم بالأرض وبسطها ومدها وماخلق فيها،وقد يكون أقسم بنفسه فهو خالقها.

(ونفس وماسواها):وأقسم بجميع الأنفس التي خلقها الله عز وجل ومن ذلك الإنسان،وبتسويته لخلقها فجعلها مستوية الخلقة مستقيمة على الفطرة.

(فألهمها فجورها وتقواها):بين الله عز وجل أنه بين للإنسان طريق الخير وطريق الشر وهدى كل شخص لما خلق له.

(قد أفلح من زكاها):ذكر الله عز وجل هنا المقسم عليه وهو فلاح المؤمن الذي يطهر نفسه عن المعاصي وعن الشرك فهو بذلك ينميها ويجعلها مرتفعة عما يشينها.

(وقد خاب من دساها):يبين الله عز وجل خسران وخيبة من أذل نفسه بالذنوب والمعاصي ودنسها فأخفاها بذلك ولم يعمل مايظهرها ويرفع قدرها،ويحتمل ان يكون المعنى قد أفلح من زكاه الله وقد خاب من دساه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 شوال 1437هـ/28-07-2016م, 05:38 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس الثالث من البلد إلى الشرح

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أجوبة المجلس الثالث:
السؤال الأول:
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-

{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
الفائدة: من تعظيم الله جل وعلا تعظيم ما عظمه وشرفه في كتابه، ومن ذلك بيته الحرام، فلا بقعة أطهر ولا أشرف ولا أعظم منها على وجه هذه البسيطة فاقدر لها قدرها، واسلك ما يرضي الله عنك فيها اعتقادًا وسلوكًا.
الموضع : (لاأقسم بهذا البلد )
وجه الدلالة: أن الله تعالى لا يقسم إلا بأمر عظيم الشأن ،وقد أقسم هنا بالبيت الحرام.
الفائدة: ليس ثمة مصدر يوثق به لإضاءة الطريق لنا في هذه الحياة سوى الوحي (الكتاب والسنة ) فلا تتلمس الهداية في غيره .
الموضع: ( وهديناه النجدين)
وجه الدلالة: أن الله تعالى نسب الهداية إلى نفسه، فهو الذي يبصر الناس بها ويبينها لهم وطريق هذا البيان هو الوحي منه سبحانه.
الفائدة: إن العبد في هذه الدنيا بين حالين إحداهما تستدعي منه صبرًا، والأخرى تستدعي منه شكرًا فافطن لهذا، واحذر أن تكون متسخطًا جاحدًا.
الموضع:(لقد خلقنا الإنسان في كبد) مع قوله : ( ألم نجعل له عينين . ولسانًا وشقتين . وهديناه النجدين ).
وجه الدلالة: أن من جملة الكبد والمشقة الداخلة في الآية ألوان المصائب والمتاعب التي يلاقيها العبد في الدنيا والإنسان حيالها إما في حالة نقص وهي الجزع والتسخط أو حالة كمال وهي الصبر والرضا، ويلزم من هداية الله للعبد أمره بالحال الأكمل وهي الصبر . وأما الشكر فإنالله قد ذكر هذه النعم يقرر العبد بها ليشكره عليها .
الفائدة: المال المنتفع به حقًا هو ما بذله العبد ويبذله في مرضات ربه، أما ماعدا ذلك فهو خاسرٌ له في الحقيقة، ولو كان في ظاهر الأمر أنه ينتفع أو يستمتع به في الدنيا فتأمل مصارفك.
الموضع: (يقول أهلكت مالًا لبدا).
وجه الدلالة: من لفظ "أهلكت " فعد صرف المال في ماحرم الله من المعاصي إهلاكًا له.


المجموعة الأولى:
السؤال الأول:
اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.

متعلق العطاء هو:
- المال المأمور بإخراجه في وجوه الخير. ذكره ابن كثير والأشقر
- كل ما أمر به فيدخل فيه العبادات المالية كالزكاة ونحوها ويدخل فيه العبادات البدنية كالصلاة والصلام وما كان بالبدن والمال كالحج . ذكره السعدي ولا تعارض فالأول داخل في الثاني .
متعلق التقوى:
1- الله سبحانه وتعالى .2 - المنهيات وعموم المحرمات.
والمعنيان متداخلان متلازمان فمن يجتنب المحرمات هو متق لله ، ولا يكون متقيًا لله إلا من يجتنب المحرمات.
لأن التقوى هي أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل المأمورات وترك المحرمات .

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.

فيه قولان:
الأول: توسيعه وجعله فسيحا يسع الإيمان ومعرفة الحق.
الثاني: شق الصدر سواء كان مرة أو أكثر ، وملؤه إيمانا وحكمة ، كما في رواية مالك بن صعصعة في ليلة الإسراء وغيرها.
ولا تعارض بين الأمرين كما ذكر ذلك ابن كثير بعد ذكره لشق الصدر قال: " وهذا إن كان واقعًا، ولكن لا منافاة؛ فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً. والله أعلم."
ورجح ابن كثير الأول وذكر أنه مشابه لقوله تعالى:( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.
افتتح الله تعالى هذه السورة بالقسم بجملة من آيات الله الباهرة والعظيمة في هذا الكون على أمر عظيم فقال سبحانه :
((وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) )أقسم بالشمس ونهارها .
(وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) ) ثم أقسم بالقمر وقوله :"تلاها" أي تبعها. والضمير فيه عائد للشمس.
(وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) )أأي الشمس. وهذا هو القسم الثالث
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) )ثم أقسم سبحانه وتعالى بالليل إذا غطى الشمس بظلمته التي يسدلها على الآفاق. ويحتمل عود الضمير على الأرض فيكون المعنى القسم بالليل إذا غطى البسيطة وغشي وجه الأرض والمعنيان متقاربان.
(وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) أقسم بالسماء وبناءها المحكم أو بالسماء وبانيها وهو الله جل وعلا فيكون قسم منه بنفسه جل وعلا.
(وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)) هذا هو القسم السابع في الآيات ومعنى قوله طحاها أي بسطها.
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)) أي النفس البشرية التي سواها الله على الفطرة النقية وعلى الدين القويمووضح لها وبين طريق الشر والخير.
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) هذا هو جواب القسم، والمعنى فاز وربح في الآخرة من زكى هذه النفس وطهرها بسلوك ما أمر الله به من المأمورات التي أعظمها توحيد الله كما قال الله عز وجل: (قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى) وخسر من أضلها وأغواها عن الصراط المستقيم، وزين لها ما يدنسها من المعاصي وعموم المحرمات، وأعظمها الشرك بالله.
ويحتمل أن يكون فاعل الفعلين:(دساها ) و(زكاها) هو الله سبحانه وتعالى ودليله ما ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا فَقَدَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن مَضْجَعِهِ، فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ: ((رَبِّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا))

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 شوال 1437هـ/28-07-2016م, 11:36 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
1/يٌسأل ابن آدم يوم القيامة عن أربع مسائل كما جاء في الحديث منها :مالة فيما أنفقة ومن أي اكتسبة ، ومامن نفقة إلا وهي مكتوبة إما له أو علية .
2/أنعم الله على الخلق نعما كثيرة ، وحسن خلقة وجملة ، وبين لة طريق الخير والشر ، فلايصح مقابلة هذه النعم بالمعاصي ومبارزة المنعم بها ،الواجب علينا شكرها ومن شكرها أنه يستعين بها على طاعة الله وترك عصيانة بها .
3/أن هذه الدنيا دار شقاء ومكابدة وفناء ،فالعاقل من آثر الباقية على الفانية والسعادة والراحة على الحزن والشقاء

المجموعة الرابعة:
السؤال الأول:
بيّن بالدليل ما يفيده تعريف العسر وتنكير اليسر في سورة الشرح.
تعريف العسر يدل على أنة واحد
وتنكير اليسر يدل على تكرارة
فلن يغلب عسر يسرين

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بالحسنى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} الليل.
1/قتادة :المجازاة علية ذكرة ابن كثير
2/خصيف بالثواب علية ذكرة ابن كثير
3/ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو صالح وزيد بن أسلم :الخلف ذكرة ابن كثير والأشقر
4/أبو عبدالرحمن السلمي والضحاك :لاإلة إلا الله ذكرة ابن كثير
5/عكرمة :بما أنعم الله علية ذكرة ابن كثير
6/زيد بن أسلم :الصلاة والصياموالزكاة وزكاة الفطرذكره ابن كثير
7/ابن أبي حاتم :عن أبي بن كعب قال :سألت رسول الله صلى الله علية وسلم عن الحسنى فقال :(الحسنى الجنة ) ذكرة ابن كثير
8/السعدي :من صدق بلاإلة إلا لله ومادلت علية ،من جميع العقائد الدينية ، وماترتب عليها من الجزاء الأخروي
الإختلاف هنا من باب التنوع فكلها وسائل وغايات ولعل القول الجامع لها هو قول السعدي

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)} الليل.
(إن علينا للهدى )أي نبين لكم الحلال والحرام
(وإن لنا للآخرة والأولى )الملك لله
(فأنذرتكم نارا تلظى ) النذارة للذي حاد عن الحق بنار تلتهب وتتسعر
(لايصلاها إلا الأشقى )لايدخلها إلا الكافر
(الذي كذب وتولى )سبب دخول الكافر النارأنة كذب بالحق لما جاء وتولى بجسدة عن العمل الصالح
(وسيجنبها الأتقى )وسيزحزح عنها التقي النقي
(الذي يؤتي مالة يتزكى )الذي ينفق مالة في الوجوة الواجبة والمستحبة قاصدا وجة الله
(ومالإحد عندة من نعمة تجزئ
إلا ابتغاء وجة ربة الأعلى )سبب أنفاقة ليس لحصول المدح أو ليحصل الثناء أو أنة يفعل المعروف لمن أسدى إلية المعروف وإنما يريد بذلك العمل ثوابا من الله
(ولسوف يرضى )يرضى هذاء التقي بما حصل من كرامات وثواب

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 شوال 1437هـ/29-07-2016م, 09:21 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي


استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

-أقسم الله تعالى بمكة المكرمة و برسول الله صلى الله عليه و سلم و بكل والد و ما ولد فعلينا تعظيم ما عظمه الله سبحانه و أقسم به بأن نحفظ لهذا البلد حقه و حرمته فهو أفضل بقاع الأرض و أشرفها, و لرسول الله صلى الله عليه و سلم مكانه و ذلك باتباع سنته القولية و الفعلية و التقريرية و أن نحفظ لكل إنسان حرمته كما قال تعالى:"و لقد كرمنا بني آدم.."
-أن الله خلقنا فهو القادر علينا, فلا يجوز التكبر بالمال و الجاه و السلطة و الولد على الله سبجانه و تعالى الخالق الرازق المعطي المانع.. فهو قادر على يهلك ماله في طرفة عين بل في أقل من ذلك.
-أن الله تعالى خلق الخلق في استواء و استقامة فيجب علينا أن نشكر نعمة الله علينا و نستعمل هذا الجسد و هذه القوة التي أعطانا في ما يرضيه لا في ما يسخطه سبحانه و تعالى.


المجموعة الثانية:
السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
*المقسم به في سورة الليل هي الأزمان فقال سبحانه:"و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى",و أما القسم في آية"و ما خلق الذكر و الأنثى" فيحتمل الوجهين:
-فإذا كانت ال"ما" موصولة أي بمعنى "الذي" أي أن الله أقسم بنفسه سبحانه
-إذا كانت ال"ما" مصدرية أي أن الله أقسم بخلقه للذكر و الأنثى.
*المقسم عليه "إن سعيكم لشتى" أي سعي الناس في الأعمال متفاوتة و في معنى آخر هي متضادة.
فائدة القسم أي كما أقسم الله بالليل و النهار و الذكر و الأنثى فهي متضادة فأعمال العباد أيضا متضادة.


السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.
معنى "الكبد"ذكر فيه أقوال:
1-الكبد
: الاستواء والاستقامة، ومعنى هذا القول: لقد خلقنا الإنسان سويًّا مستقيماً، ذكر هذا القول بن كثير و لم يعزه إلى أحد.
2-روي عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٍ، وإبراهيم النّخعيّ، وخيثمة، والضّحّاك، وغيرهم: يعني: منتصباً. زاد ابن عبّاسٍ في روايةٍ عنه: منتصباً في بطن أمّه.

3-وقال ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ و قال مجاهد في شدّة خلقٍ.
4-قال مجاهدٌ و سعيد بن جبير و عكرمة و قتادة: في مشقة ، فهو يكابد ذلك.
5-وقال ابن زيدٍ: آدم خلق في السماء، فسمّي ذلك الكبد.
روى هذه الأقوال بن كثير,ورجح ابن جريرٍ أن المراد بذلك مكابدة الأمور ومشاقّها و ذكر هذا القول الأشقر و قول عن السعدي, و رجح بن كثير أن الكبد هو الاستقامة و الاستواء و هو قول أخر للسعدي.



السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) أقسم الله بالنهار إذا ارتفعت الشمس وقت الضحى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) أقسم بالليل إذا أظلم.مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) ما تركك ربك و ما أبغضك. وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) فيها قولين إما أن يقصد بالآخرة أي الدار الآخرة خير لك من الدنيا و المعنى الثاني أن ما تأخر من أمرك خير لك من أوله أي مما سينعمك الله به عليك من النصر و التمكين و العلو و الفضل.. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أي من خيري الدنيا مثل النصر و التمكين و الأخرة مثل الحوض و الشفاعة و الكوثر..} الضحى.




رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 شوال 1437هـ/29-07-2016م, 11:43 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور:
البلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح.

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
الفوائد السلوكية:
1- لقد خلقنا الله للعبادة فقط وليس للهو واللعب ولذا خلق كل البشر في عناء وشقاء مع اختلاف هذا العناء والشقاء فمنا من يكابده فى الفقر ومنا من يكابده فى الصحة ومنا من يكابده فى تربية الولد وغير ذلك الكثير والكثير وذلك غير مكابدة ما بعد الموت فى القبر ثم القيامة والحساب فمن أراد أن يهون على نفسه هذه المكابدة أو على الأقل أن يكون جزاؤها له لا عليه فعليه بطاعة الله ورسوله والعمل فى الدنيا بما يكفيك عناء البرزخ وعناء الآخرة ونرى هذا المعنى فى قوله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ).
2- (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) من خلال هذه الآيات العظيمات فى التهديد والوعيد لذلك الإنسان الذى غاب عنه عقله وخاب فهمه وظن أنه ناج بفعلته من عذاب الله وظن أنه قد يستطيع أن يفعل المعاصي وهو في مأمن من نظر الله له ولكن هيهات فالله مطلع ويرى ما فى نفسك وليس ما تعصاه به فقط فكن على يقين وحذر من القوى الجبار فقد يقصمك بفعلتك التى تخيلت أنه لن يقدر عليك وأنت تفعلها.
3- كم من النعم التى من الله بها علينا ولم نشكره عليها بل عصيناه بها كالعينين والشفتين واللسان رغم أنه تعالى عرفنا طريق الحق وبينه لنا وعرفنا طريق الباطل ونهانا عنه ولكن ذلك الإنسان العاصى قد أستعمل نعم الله فى معصيته ونسي أنه مطلع عليه وأنه سيحاسبه على الصغير والكبير فلنرى الله منا شكرا على نعمه وصبرا على بلاءه وألا نعصاه بنعمه وهذا كما فى قوله تعالى مذكرا إيانا بما أنعم علينا من النعم الدينية والدنيوية (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ).

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.
المجموعة الأولى:
السؤال الأول:
اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.
· متعلق العطاء: ما أمر بإخراجه كذا قاله بن كثير وذكر السعدي أنه ما أُمرَ بهِ مِنَ العباداتِ الماليةِ كالزكاة والكفاراتِ، والنفقاتِ، والصدقاتِ، والإنفاقِ في وجوهِ الخيرِ، والعباداتِ البدنيةِ كالصلاةِ، والصومِ وغيرهمَا، والمركّبةِ منهمَا، كالحجِّ والعمرةِ ولكن قال الأشقر أن متعلق العطاء أى بذل ماله فى وجوه الخير. فنرى اجتماعهم على أن العطاء هنا هو إخراج المال عموما فيما يرضي الله عز وجل
· متعلق التقوى: قال بن كثير أى أتقى الله فى أموره وقال السعدي أى أتقى ما نهيَ عنهُ، مِنَ المحرماتِ والمعاصي، على اختلافِ أجناسِهَا وكان قول الأشقر أن متعلق التقوى هنا محارم الله التى نهانا عنها. ونرى اجتماعهم على أن متعلق التقوى هو ما حرمه الله ونهانا عنه.
السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
فى شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من معنى:
يقول بن كثير أن المراد بشرح الصدر أى: نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا كقوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام).
ويقول أيضا أى: جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.
وقال أيضا أن المراد: شرح صدره ليلة الإسراء كما فى حديث الترمذي وعلق بن كثير على ذلك بأنه لا منافاة حيث أن هذا الشرح يشمل ما ذكره بن كثير فى القولين السابقين كما هو واضح فى الحديث الذى رواه عبد الله بن الإمام أحمد عن أبي هريرة رضى الله عنه فى حديث شق الصدر المعروف.
ويقول السعدى أن المراد بشرح الصدر هنا: نوسعُهُ لشرائعِ الدينِ والدعوةِ إلى اللهِ، والاتصافِ بمكارمِ الأخلاقِ، والإقبالِ على الآخرةِ، وتسهيلِ الخيراتِ، فلمْ يكنْ ضيقاً حرجاً لا يكادُ ينقادُ لخيرٍ، ولا تكادُ تجدهُ منبسطاً
ويرى الأشقر أن شرح الصدر معناه: قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ لِقَبُولِ النُّبُوَّةِ، وَمِنْ هُنَا قَامَ بِمَا قَامَ بِهِ من الدَّعْوةِ، وَقَدَرَ عَلَى حَمْلِ أعباءِ النُّبُوَّةِ وَحِفْظِ الْوَحْيِ
ومن خلال هذه الأقوال وكذا من خلال تعقيب بن كثير على حديث الترمذي يمكن الجمع بين هذه الأقوال أن شرح صدر النبي يعنى ذاك الشرح العضوي الذى حكاه النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة ونشأ عنه هذا الشرح المعنوى الذى قاله كلا من بن كثير والسعدي والأشقر من إتساع صدر النبي للدين وللدعوة وتحمل أعباءها والله أعلم.

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا يقسم الله عز وجل بأحد أعظم مخلوقاته وهى الشمس وما ينتج عنها من ضوء ينتفع به الناس فى معاشهم ولولاه لهلكوا
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ثم يقسم بخلق آخر من خلقه وهو القمر حين يأتى بعد غياب الشمس مباشرة فى الليالي البيض
وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ثم يقسم بالنهار عندما يظهر على الدنيا ويجليها كما يجلي الشمس في السماء
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ثم يقسم بالليل عندما يغطي الدنيا فتظلم كما يخفى الشمس من السماء
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ثم يقسم بالسماء كلها وما حوت من مخلوقات عظيمة ويقسم بعظمة بناءها وبانيها وهو الله عز وجل
وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ثم يقسم بالأرض ذلك الكوكب الذى سيحمل الإنسان ويؤمر عليه وينهى وكذا يقسم بإنبساطها ومن بسطها للخلق وهو الله تعالى
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ثم يقسم في النهاية بنفس الإنسان ذلك المخلوق الرقيق الذى بدونه يكون الإنسان كالصنم ولكن خلقها الله للإنسان فبها يشعر ويحب ويكره ويهم وعلى أفعالها وأحوالها مدار الثواب والعقاب ويقسم أيضا بمن سواها ووضع فيها هذه القدرة وهو الله تبارك وتعالى
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا أى أن هذه النفس ذلك الخلق الرقيق الذى خلقه للإنسان وجعله أحد أكبر أعداءه فى طريقه إلى الله قد ألهمها الله العلم بالخير والشر وكيف يفرق بينهما وأن الله قد ألهم هذه النفس كيف تقوم بالخير وطلب منها ذلك وكيف تقوم بالشر ونهاها عن ذلك وهنا مناط الإبتلاء الذى وضعنا الله فيه فى هذه الحياة الدنيا
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وهنا يأتى جواب كل هذا القسم العظيم من أول السورة وهو أن الله تبارك وتعالى يضمن لنا فلاح من زكى هذه النفس بالعمل الصالح والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا أى ضمن الله تعالى خيبة وخسار من ضيع نفسه بالوقوع فى المعاصى والرذائل والدنايا فهذه الأشياء بمثابة ما يدس النفس أى يخفى جمالها وخيرها.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 شوال 1437هـ/29-07-2016م, 11:44 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

1- الإحسان إلى الوالدين, وبرهما, ومعرفة عظم حقهما على الأبناء, حتى لو صدر منهما ما صدر, وحتى مع كفرهما, فلا يسقط حقهما من البر والرعاية والإحسان, وهذا يؤخذ من القسم في قول تعالى:"ووالد وما ولد", فالقسم بشيئ عادة, يكون المراد منه التنبيه على أهميته وعظمه.
2- الصبر على ما يكابده الإنسان في هذه الحياة, وعدم التسخط, والرضا بأقدار الله, ومعرفة حقيقة الدنيا, إنها دار ابتلاء, وإنها بلغة منغصة لا تستقيم لأحد, فنتعامل معها على هذا الأساس, فلا يحملنا التعلق بها على غشيان محارم الله, وتقديمها على الآخرة, بل نقطع تعلق القلب بها, ونوجه تعلقه بالله وبما أعد الله للمؤمنين في الآخرة, وهذا من قوله تعالى:"لقد خلقنا الإنسان في كبد", فالجملة مؤكدة ودالة على العموم, فهذا يشمل الجميع, فلا يغتر أحد بها.
3- العمل الدائم على شكر الله بما أنعم علينا من نعم, واستعمال هذه النعم بما يرضيه عنا سبحانه, بما ينفع نفس العبد, وبما ينفع به غيره ممن حوله, فمن لم يستعملها في الخير استعملها في الباطل ولا بد, فليحذر الإنسان من استعمال نعم الله عليه في مساخطه, وهذا من قوله تعالى:"ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين", فالآيات في سياق التقرير والامتنان بتذكير العبد بما أنعم الله عليه.

المجموعة الثالثة:
السؤال الأول:
ما سبب نزول سورة الضحى؟

اشتكى النبي عليه الصلاة والسلام, فلم يستطع القيام لصلاة الليل لليلة أو ليلتين, فقالت له امرأة مشركة: ما أرى ربك إلا قد تركك, فأنزل سبحانه وتعالى عليه سورة والضحى, ذكره ابن كثير والأشقر, وذكر ابن كثير في تفسيره ما رواه جندب فقال:"اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك, فأنزل الله عز وجل:"والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى", رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم, وقيل إن هذه المرأة هي أم جميل, ذكره ابن كثير وقال: "وقد ذكر بعض السلف، منهم ابن إسحاق، أن هذه السورة التي أوحاها جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو بالأبطح, حين تبدى له جبريل عليه السلام, في هيئته التي خلقه الله عليها، ودنا إليه وتدلى, فقال له هذه: "والضحى والليل إذا سجى".

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
تفسير قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) الشمس.

ورد فيها قولان متقاربان:
الأول: طهر نفسه من الذنوب والعيوب, ورقاها بالعلم النافع والعمل الصالح, وهو قول قتادة ومجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير, ذكره ابن كثير واستدل بقوله تعالى:"قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى", وهو حاصل قول السعدي والأشقر, واستدل الأشقر بحديث عائةشة أَنها فقدت النبي عليه الصلاة والسلام, من مضجعه, فلمسته بيدها, فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول:"رب أعط نفسي تقواها, وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها".
"وقد خاب من دساها" أخملها ووضع منها بالبعد عن الهدى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله, وأخفى نفسه الكريمة، بالتدنس بالرذائل، وترك مَا يكملها وينميها، واستعمال ما يشينها، ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح, وهذي خلاصة قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: قد أفلح من زكى الله نفسه، وقد خاب من دسى الله نفسه. ذكره ابن كثير, واستدل بالحديث الذي رواه ابن عباس قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بهذه الآية:"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها", وقف، ثم قال:"اللهم آت نفسي تقواها، أنت وليها ومولاها، وخير من زكاها", رواه الطبراني, وأيضا استدل بحديث عائشة أَنها فقدت النبي عليه الصلاة والسلام, من مضجعه, فلمسته بيدها, فوقعت عليه وهو ساجد وو يقول:"رب أعط نفسي تقواها, وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها", رواه أحمد.
والقولان ليس بينهما تعارض, فمن زكى الله نفسه, حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه, ووفقه لعمل الطاعات وتزكية نفسه بترك المعاصي, واجتناب ما يدنسها, كما قال نعالى: فأما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واسنغنى وكذب بالحسنى فسنيره للعسرى", وقوله:"ثم تاب عليهم ليتوبوا".

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)} البلد.


"فلا اقتحم العقبة": عدد الله سبحانه وتعالى بعضا من نعمه التي امتن بها على خلقه, من خلق العينين واللسان والشفتين, والتي بها يستطيع التمييز بين الخير والشر, وأيضا بيان طريق الهدى من طريق الضلالة, فهلا نشط هذا العبد واخترق العفبات, وعبر الموانع التي تحول بينه وبن طاعة الله ومرضاته والفوز بجنته, من التسويف وتسويل النفس, واتباع الهوى والإعراض عن الهدى.
"وما أدراك ما العقبة": وأي شيئ أدراك وأعلمك عن أمرها, وهذا تهويلا وتعظيما لشأنها, ولفت النظر والإنتباه إليها.
"فك رقبة": ثم بين لنا بعض الأمور التي يكون فيها عبور الموانع وكسر الحواجز واجتيازها بسلامة, وأولها: تحرير رقبة وفكاكها من أغلال العبودية, ويدخل فيها فداء الأسرى من المسلمين, وتخليصهم من أيدي الكفار المحاربين, وقد حثت الشريعة على العتق ورغبت به كثيرا, بل جعلته الكفارة في كثير من المواضع, كالظهار وكفارة اليمين, لما فيه من تخليص روح من العبودية والذل, وتفريغها لعبودية الله الكاملة, وعمل الطاعات, فمن يفعل هذا, يجازيه الله بالمثل, و"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان", فيعتق الله رقبته من النار, وقد قال عليه الصلاة والسلام:"من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا من النار، حتى إنه ليعتق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج".
"أو إطعام في يوم ذي مسغبة": ومنها بذل الطعام, في وقت يكون الطعام فيه عزيزا, كأوقات المجاعة والحاجة, حيث يندر الطعام, ويجوع الناس, ويضن المرء بطعامه, فمن بذله لغيره في أوقات كهذه, لا يكون بذله إلا لله, متيقنا بوعده, محتسبا ثوابه, فكما أعان الناس في الأوقات الشديدة, يسهل الله عليه اجتياز شدة عقبات يوم القيامة وأهوالها.
"يتيما ذا مقربة": وإن كان هذا الفقير يجمع بين الفقر واليتم, وكونه من اقرباء هذا المحسن, فيعظم الأجر والثواب, كما قال عليه الصلاة والسلام:"الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة".
"أو مسكينا ذا متربة":أو قد يكون فقيرا فقرا مدقعا, لا شيئ عنده يستره أو يقيه من التراب, فهو محتاج, مديون بلا بيت يأويه, فمن جاد بما عنده في أيام يعز فيها العطاء, لهذين الصنفين أومن يشبههما, كان ممن اقتحم العقبة التي أخبر الله عنها.
"ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة": لما ذكر الله بعضا من أوصافهم الظاهرة التي امتازوا بها عن غيرهم, وبعضا من أعمال جوارحهم, ذكر الدافع لهذ الأعمال, وهو الإيمان بالله تعالى, والإيمان بكل ما وعد به من اتقى غضبه وعذابه, وهم مع صلاحهم ظاهرا وباطنا, يحث بعضهم بعضا على الصبر, وهذا مما يحتاج إليه المؤمن ليعبر هذه الحياة الدنيا, إلى الآخرة, فيحتاج إلى الصبر على طاعة الله, وعن معصيته, وعلى الأقدار المؤلمة التي لا بد له أن يكابدها في هذه الحياة, فيصبر ويحث غيره على الصبر والرحمة, لنشر الألفة والمودة بين أفراد المجتمع, ويكون كالبنيان الواحد كما وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام:"إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى", وكما قال تعالى في وصفه للمؤمنين:"أشداء على الكفار رحماء بينهم".
"أولئك أصحاب الميمنة": فمن اتصف بهذه الصفات فهو ممن اقتحم العقبة, واستحق أن يكون من أصحاب الميمنة الذين ظفروا بالمطلوب, ونجوا من المرهوب, وتلقوا كتابهم بيمينهم وقالوا:"هاؤم اقرؤوا كتابيه".
"والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة": أما الذين اعرضوا وكذبوا بآيات الله الشرعية والكونية, فلا أدوا حقوق الله ولا حقوق الخلق, ولم يقدموا ما يتقوا به نار الله التي وعد بها المكذبون, هؤلاء هم أصحاب الشمال, الذين يستلمون كتابهم يوم القيامة بشمالهمو من وارء ظهورهم, ويقولون:"ياليتني لم أوت كتابيه", وهم أصحاب النار المشؤومة, وتكوننار جهنم
"عليهم نار مؤصدة": مغلقة, مطبقة عليهم, لا يستطيعون الخروج منها خالدين فيها, "كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون".

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 02:41 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد المسلكية:
1- الإنسان في عنفوان شبابه قد يغتر بقوته ويتغطرس؛ ويحسب أن لن يقدر عليه أحد، لكن المؤمن يعلم أن الله قادر عليه ، فلا يتغطرس ولا يتكبر؛ لا بقوته ولا بكثرة ماله ، ففي الآيات تهديد للإنسان (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد)، (أيحسب أن لن يره أحد) ، فلابد لنا جميعاً أن نستشعر ضعفنا ونراقب الله عز وجل الذي لا تخفى عليه خافية .
2- قال تعالى:(لقد خلقنا الإنسان في كبد) فالآية تدل على أن من سنن الله تعالى أن خلق الدنيا دار بلاء ، يعيش فيها الإنسان يعاني المشقة ؛ في أمور الدنيا وطلب الرزق وغير ذلك، ويعاني أشد مع نفسه ومجاهدتها على الطاعة، فلا بد علينا أن نعي طبيعة الدنيا ، وان نعلم أن الراحة والسعادة فيها نسبية لا تبلغ مداها المتعارض مع الكبد، وكلما زاد هذا الوعي زادت قوة اشتياقنا للجنة، وزادت معها قوة العمل للآخرة فهي النعيم الخالص.
3-قال تعالى:( ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين) نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تحصى، والعينان واللسان الناطق والشفتان هي من أكبر النعم على الإنسان فضلاً عن أنها من أعظم دلائل قدرة الله عز وجل لمن يتفكر، فعلينا أن نحسن شكر هذه النعم، ونستخدمها في طاعة الله وذكره، ولا نستخدمها في معصيته.
-----------------------
المجموعة الأولى:
السؤال الأول:
اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.
حذف المتعلق يفيد العموم ، وعلى هذا فمتعلق العطاء يشمل كل ما أمر الله به أن يُعطي، فيدخل فيه العبادات المالية كالزكاوات والكفارات ، والنفقات الواجبة والمستحبة، والإنفاق في كل وجوه الخير ، ويشمل أيضا العبادات البدنية كالصلاة والصوم وغيرهما ، والمركبة منهما كالحج والعمرة.
متعلق التقوى يشمل كل ما نهى الله عنه من المحرمات والمعاصي.

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
في معنى الشرح قولان :
القول الأول: نورناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً، سمحاً سهلاً لا حرج فيه ولا ضيق، يقبل على النبوة ويتحمل أعبائها ، ويقوم بالدعوة ، ويحفظ الوحي ، ويقبل على الآخرة ، ويتصف بمكارم الأخلاق ، والدليل : قول الله تعالى: ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)، وهذا حاصل كلام ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: شرح صدره ليلة الإسراء ، كما ورد في حديث الترمذي ، فقد حدث للنبي صلى الله عليه وسلم شق للصدر مرتان ، مرة وهو ابن عشر سنوات ، وأخرى في ليلة الإسراء ، فأتاه ملكان أخرجا من صدره الغل والحسد وأدخلا فيه الرأفة والرحمة.وهذا القول أورده ابن كثير.
الراجح:أنه لا تنافي بين القولين، فمن جملة شرح صدره ما حدث له ليلة الإسراء ، وما نشأ عنه من الشرح المعنوي.

السؤال الثالث: التفسّر:-
قوله تعالى: {(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا )(1) يقسم الله تعالى بالشمس وضؤها الذي ينتفع به الخلق والذي لولاه لهلكوا، والقسم يدل على أن المقسم عليه من الآيات العظيمة ؛الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى، (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)ثم يقسم بخلق آخر من خلقه وهو القمر الذي يتبع الشمس في المنازل وفي الظهور، فإن إضاءة القمر لا تكون إلا بعد ذهاب ضوء الشمس، (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) ثم يقسم بالنهار الذي يجلي الأرض ويوضحها، (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا( (4)ثم يقسم بالليل إذ يغشى الأرض ويغطيها، وهذا يظهر جليا عندما تغيب الشمس ، (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) ثم يقسم سبحانه بالسماء وبنائها لأن السماء عظيمة بسعتها وقوتها وبنائها المحكم ، (وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)) ثم يقسم بالأرض وما سواها حتى كانت مستوية مبسوطة من كل جانب ،مناسبة للخلق على حسب حاجاتهم، وهذا من نعمة الله على عباده (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)ثم يقسم سبحانه بالنفس فالنفس من آيات الله العظيمة ، فهي في غاية اللطف والخفة ، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة منه ، (وما سواها) يعني سواها خلقة وسواها فطرة،حيث خلق كل شيء على الوجه الذي يناسبه ، وسواها فطرة فجعل فطرتهم التوحيد والإخلاص، (فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) أي بين لها طريق الخير والشر (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} قد أفلح وفاز من زكى نفسه بطاعة الله وطهرها من الشرك وشوائب المعاصي و الأخلاق الدنيئة والرذائل، حتى تبقى زكية طاهرة، وقد خاب وخسر من أرداها في المهالك والمعاصي.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 02:48 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثانية


السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

1- ان الدنيا دار ابتلاء ومكابدة للحياة ومشاقها فعلى العبد أن يعي حقيقتها ويصرف جهده نحو ما به يرتاح في الآخرة كما قال تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد "
2- إعجاز الله تعالى في خلق الإنسان في احسن تقويم في خلق عينيه ولسانه وشفتيه وما بها من المنافع العظيمة فحري ان يشكر الله عز وجل بها ولا يعصيه بما انعم به عليه ويتكبر بها كما قال تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد ........ ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين "
3- ان الله عز وجل وضح الطريقين الغي والرشد فالعاقل من يختار الطريق الصحيح وينزغ بنفسه عن شهوات الطريق الاخر كما قال تعالى " وهديناه النجدين "

المجموعة الثانية:
السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
المقسم به : بالزمان الذي تقع فيه أفعال العباد على تفاوت أحوالهم
فأقسم بالليل اذا غطى الخليقة بظلامه وبالنهار اذا تجلى بضيائه وإشراقه وخلقه للذكر والأنثى
المقسم عليه : إن سعيكم لشتى اي ان عملكم لمختلف فمن فاعل خيرا ومن فاعل شرا
فائدة القسم : لما أقسم الله عز وجل بالأشياء المتضادة على تفاوت أعمال العباد التي تختلف أيضا بحسب نفس الأعمال وبحسب الغاية منها


السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.
اختلف العلماء على أقوال حاصلها اتنان :
الأول : منتصبا سويا مستقيما وهو مروي عن
ابن مسعود وابن عباس وعكرمة ومجاهد وإبراهيم النخعي وخيثمة والضحاك وغيرهم
كما في قوله تعالى " ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ......"
الثاني : في كبد خلق وشدة ومشقة وهو مروي عن مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة والحسن وابن زيد
واختاره ابن جرير
واستدل له مجاهد بقوله "حملته أمه كرها ووضعته كرها "
_____________________________

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى.
أقسم الله عز وجل بالضحى وما جعل فيه من الضياء وبالليل إذا غطى النهار بظلامه مما يدل على قدرة الله تعالى في خلق الضدين أقسم بهما على اعتناء الله برسوله فقال " ما ودعك ربك وما قلى " أي ما تركك بعد اعتنائه أو أهملك بعد تربيته " وفي هذا مدح وثناء من الله على رسوله في حالته الماضية والحاضرة ثم ذكر تعالى حاله المستقبلة فقال" وللآخرة خير لك من الأولى " فهي أفضل من الدنيا على ما أوتي فيها من النبوة وفضلها ويبقى صلى الله عليه وسلم في درج المعالي .. ولقد كانت تلك الاية متمثلة في حياة للنبي (صلى الله عليه وسلم ) فكان زاهدا في الدنيا كما جاء في الحديث " مالي وللدنيا إنما مثلي ومثلها كمثل راكب استظل بشجرة ثم راح وتركها "ثم قال تعالى " ولسوف يعطيك ربك فترضى " سيعطيك في الاخرة حتى يرضيك في أمتك .. ومن ذلك نهر الكوثر والحوض والشفاعة وقصور الجنة ويحتمل أن العطاء غير خاص بالآخرة فيضاف إليه الفتح في الدين

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 02:55 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

السؤال الأول:
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
إجابة السؤال الأول (العام):
أولا: تعظيم شعائر الله في قلب المؤمن يقتضي منه توقيرَها عمليا وعدمَ انتهاك حرمتها بأي صورة كانت؛ فالله تعالى قد جعل مكة بلدا حراما معظمةً حال كون النازل بها حلالا؛ فتعظيمها في حال إحرام أهلها أولى بالحرمة والمنع من كثير مما هو مباحٌ في غيرها فكيف بما هو محرم على كل حال وفي كل وقت كقتل المعصومين ومحاربة الآمنين؟!
تستفاد هذه الفائدة من القسم الإلهي بالبلد الحرام؛ حيث إنه جل وعلا لا يقسم إلا بما هو عظيم شريف؛ فيزيد العظيمُ بقسمه سبحانه عظمةً والشريفُ شرفًا.
ثانيا: إذا زادت قدرة الإنسان على العمل والحركة، وبلغت قوته البدنية مَدَاها؛ فأصبح قادرا على جمع المال والعلوِّ في الأرض= فلا ينبغي له أن يغفل عن قدرة الله تعالى عليه؛ لأن قدرة الله تعالى بالغةً ذروة الكمال بخلاف قدرةِ العبد التي يعتريها النقص من كل الوجوه، إذا استصحب العبد هذا المعنى بصورة مستمرة= زكَت نفسه وانكَفَّت عن خداعِه وأمرِه بما فيه مهلكته.
يستفاد هذا من جواب القسم الذي أخبر الله تعالى فيه عن صفة الإنسان الذي خلقه الله في كبد أي في صورة قوية مستوية يقدر بها على مكابدةِ المشاق وتذليلِ الصعاب؛ فناسب أن ينبهه تعالى على عدم الاغترار بهذه القدرة بحيث يتسرب إليه الظنُّ بأنَّ أحدا ما لن يقدر عليه حتى ولو كان ربَّ العالمين.
ثالثا: ضرورة مراقبة الله في الأعمال، وعدم الاغترار بنعمه وإغداقه على عبده؛ فكثرةُ المال والقدرةُ على صرفه والتمتعُ به في وجوه مختلفة، والغفلةُ عن أداء حقوق من لهم حقٌّ في هذا المال= لا تعني أن الله لا يرى هذا العبد المغرور؛ بل إنه يراه ويكتب ما يفعله، وسيرى ما قدمه حاضرا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، واستصحاب هذا المعنى بصورة مستمرة يزكي نفس العبد ويكفُّها عن أمره بالسوء ويحملُه على أداء حقِّ الله تعالى في أمواله.
وتستفاد هذه الفائدة مما عطفه الله تعالى على جواب القسم من الاستفهام الإنكاري لمن يفتخر بإهلاك الأموال الطائلة: أيحسب هذا العبدُ أن لم يره أحد؟!!!
المجموعة الثانية:
السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
جواب السؤال الأول:
المقسم به في الآيات أشياءُ متعددةٌ هي:
1- الليل حال غشيانه للكون وتغطيته للأفق.
2- النهار حين يظهر جليا مضيئا للكون.
3- بنفسه تعالى خالق الأزواج من كل شيء، أو بخَلق الأزواج من كل شيء.
المقسم عليه:
أن أعمال العباد متفاوتة مختلفة، فيها ما هو خير وما هو شر.
فائدة القسم:
التأكيد على أن أعمال العباد مختلفة متفاوتة كاختلاف ما أقسم الله به من الليل والنهار، والذكر والأنثى.

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.
إجابة السؤال الثاني:
حاصل الأقوال فيما ذكره ابن كثير ما يلي:
القول الأول: كبد أي: منتصباً معتدلًا مستويًا.
الدليل على هذا القول قوله تعالى:"يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم الّذي خلقك فسوّاك فعدلك"، وكقوله:"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ".
وهو مروي عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٍ، وإبراهيم النّخعيّ، وخيثمة، والضّحّاك، وغيرهم.
القول الثاني: في شدّة خلقٍ وقوة وطلب معيشة.
مروي عن ابن عباس أيضا، وعكرمة وسعيد بن جبير.
القول الثالث: أي: يكون نطفةً، ثمّ علقةً، ثمّ مضغةً، يتكبّد في الخلق.
قول مجاهد.
القول الرابع: في مشقّةٍ، يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.
مروي عن الحسن البصري، وقتادة، ومثله عن مجاهد.
القول الخامس: في السماء؛ لأن آدم خلق في السماء.
مروي عن ابن زيد.
واختار ابن جريرٍ أن المراد بذلك مكابدة الأمور ومشاقّها. ذكره ابن كثير .

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}
إجابة السؤال الثالث:
(والضحى) يقسم تعالى بوقت الضحى من النهار حين ترتفع الشمس بعد شروقها، (والليل إذا سجى) ثم يقسم بالليل حين يغطي الكون؛ فتسكنُ الحياةُ ويهدأُ الوجود مظلمًا، وهذا القسم منه سبحانه وتعالى تأكيدٌ لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين وسيد ولد آدم أجمعين أنَّه (ما ودعك ربك وما قلى) فالله تعالى لم يترك نبيَّه الخاتمَ ولم يقْلِه أو يبغضْه، وإنما يحوطُه بمعِيَّتِه جلَّ وعلا ويحبُّه؛ لأنه الودود سبحانه الذي يحب أولياءه ويؤيدهم بنصره في الدنيا ثم يجعل لهم العاقبة في الآخرة التي فيها الحياة الحقيقية والتي هي خير من الحياة الدنيا؛ لذلك فقد نبَّه الله تعالى نبيَّه بالأصالة وأمتَه بالتبع على هذا المعنى فقال: (وللآخرة خيرٌ لك من الأولى) ثم بشَّره تعالى بوعده الذي لا يتخلف قائلا: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) أي إنه تعالى سيجزل لنبيه الكريم العطاء في الآخرة، وقد حذف سبحانه متعلَّق العطاء للدلالة على عموم هذا العطاء وشموله؛ ليدخل فيه جميع أنواع العطاء الحسي والمعنوي، فيدخل فيه إكرامه له بالشفاعة العظمى، وإكرامه له بإظهار دينه على كل دين، وإكرامه لأهل بيته، وإكرامه لأمته وتفضيلها على الأمم، وإكرامه بنهر الكوثر الذي يصب في حوضه الشريف، وغير ذلك من صور العطاء التي جعلها الله لنبيه الكريم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 03:53 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

- " لقد خلقنا الإنسان فى كبد " : فليوقن العبد أنه لاراحة للمؤمن إلا بلقاء ربه راضيا عنه ، فليحسن سعيه إلى ربه ويتلمس مرضاته ، فهذه الدنيا مهلة للسعى والعمل حتى نلقى الله والراحة المنشودة ليست هنا ولكنها فى جنان الخلد ورضى الرب تعالى.
- " لقد خلقنا الإنسان فى كبد " : فإذا أصابك ما يؤلمك ويتعبك فى دنياك فاعلم أنه طبيعى ، وأنها دار ابتلاء ، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك . عليك أن تتعبد لله فى كل أحوالك .
وأن تستثمر ما يصيبك تقربا إلى الله ، وألا تبيت إلا وأنت راض عن الله.
-" أيحسب أن لم يره أحد " : لا تجعل الله أهون الناظرين إليك . راقب الله فى خلوتك خاصة وتأمل أنه يراك وأنت تعصيه ومع ذلك لم يزل يرزقك ويسترك ، فإياك أن تغتر بكرمه .
-" ألم نجعل له عينين " : نعمة كبيرة منه تبارك وتعالى وكل نعمه جليلة ، ومن شكر نعمة العينين غضهما عن محارم الله . غض بصرك عن الحرام وجاهد نفسك فى ذلك ستجد حلاوة فى قلبك .
- " ألم نجعل له عينين " : احرص أيها العبد المبارك على خلوة بينك وبين ربك وناجيه بكلامه وتباكى لحديث النبى صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ." فسارع لهذه الفرصة وأنت ما زلت فى وقت المهلة .
- " ولسانا وشفتين " : اشغل لسانك بذكر الله يصرفك عن هموم الدنيا ويفتح لك الأبواب وييسرلك ما أهمك ، وهذا هو شكر هذه النعمة الكبيرة . فيالها من عبادة يسيرة لا تستلزم طهارة ولا استعداد ولا وقت معين ومع ذلك يغفل عنها الكثير . فالموفق من وفقه الله ، ولكن جاهد وابدأ وسيأتيك التيسير من عند الله .



المجموعة الثانية:

السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.

المقسم به : أقسم تعالى بالليل عندما يغطى كل شىء بظلمته فيسكن الجميع ، وأقسم أيضا بالنهار إذا تجلى وانتشر ضياؤه ، وأقسم تعالى أيضا بنفسه العلية وهوعزوجل، أو أقسم بخلقه للذكر والأنثى وكلها آيات عظيمة جليلة بينها تقابل يبرز عظمة الخالق وقدرته عز وجل .
المقسم عليه : " إن سعيكم لشتى ". أى أن سعى الناس مختلف تماما ، وأنهم متفاوتون تفاوتا كبيرا فى عملهم وسعيهم ، فمنهم من يعمل ويسعى للسعادة ورضى الله تعالى ، ومنهم والعياذ بالله من يسعى فى معصية الله لشقاء نفسه وهلاكها .
فائدة القسم : بيان أنه كما أن الآيات التى أقسم الله بها بينها تقابل فكذلك الناس بينهما اختلاف فى مساعيهم وأعمالهم ، فيستحيل أن تتساوى أعمالهم وتتشابه ، كما قال تعالى " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " سورة هود
وأيضا لبيان عظم هذه الآيات ومنافعها للناس وهى آية الليل وأهميته للراحة والسكون . وآية النهار وأهميتها للسعى والبذل ، وآية خلق الذكر والأنثى لاستمرار النسل من كل المخلوقات للعمار والعمل .
السؤال الثاني:
اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.

- القول الأول : منتصبا وزاد ابن عباس منتصبا فى بطن أمه . قاله ابن عباس وابن مسعود والضحاك وإبراهيم النخعى وغيرهم وذكره ابن كثير .
- القول الثانى : الكبد هو الاستواء ومعناه أنه تعالى خلقه مستويا كقوله تعالى " ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم .الذى خلقك فسواك فعدلك . فى أى صورة ما شاء ركبك " سورة الطارق
وأيضا كقوله تعالى " لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم " سورة التين قاله ابن كثير والسعدى
- القول الثالث : فى شدة خلق وذكر مولده ونبات أسنانه . قاله عطاء عن ابن عباس وذكره ابن كثير
- القول الرابع : نطفة ثم علقة ثم مضغة يتكبد فى الخلق ، كقوله تعالى " حملته أمه كرها ووضعته كرها " سورة الأحقاف وأيضا كرها فى رضاعته ومعيشته فهو يكابد ذلك .
قاله مجاهد وذكر ابن كثير
- القول الخامس : يكابد أمرا من أمر الدنيا وأمرا من أمر الآخرة وشدائدها . قاله الحسن وذكره ابن كثير وقاله السعدى والأشقر
- القول السادس : أن آدم خلق فى السماء فسمى ذلك الكبد . ذكره ابن كثير
- القول السابع : أى فى شدة وطلب معيشة ومكابدة الأمور ومشاقها . قاله سعيد بن جبير وقتادة وعكرمة واختاره ابن جرير وذكره ابن كثير

القول الراجح هو القول السادس واختاره ابن جرير



السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى.

الضحى : اسم لوقت ارتفاع الشمس بالنهار .
سجى : غطى وغشى ومنها سجى الرجل بالثوب .
ودعك : تركك وقطعك قطع مودع .
قلى : أبغض .
يقسم عز وجل بالنهار وقت انتشار ضيائه وقت الضحى ، ويقسم تعالى بالليل عندما يغشى الخليقة بظلمته أنه تعالى ما ترك نبيه وما قطعه وما أبغضه إنكارا لظن المشركين حين تأخر الوحى عن النبى عليه الصلاة والسلام ، ولكنه تعالى لم يزل يحبه ويرعاه ويرقيه فى درج المعالى والكمال .
ويوضح تعالى أن الآخرة خير من الدنيا ، وأن نبيه عليه الصلاة والسلام أيقن ذلك فزهد فى الدنيا وتركها واختار الآخرة عليها .
يبين عز وجل أنه من حسن تدبيره لنبيه وتمام تقديره الحسن له أن كل حال يأتى لها تكون أفضل من سابقتها وهكذا لم يزل يرقيه ويظهره ويرفعه حتى وصل إلى مالم يصل إليه الأولون والآخرون ، فانتشر دينه وشرعه ونصره الله وأيده بنصره وتسديده وبالمؤمنين .
ووعد عز وجل أنه سيعطى نبيه عطاء يرضيه ، ومنه الحوض ونهر الكوثر الذى طينه من مسك أذفر ، ومنه الشفاعة ، ومنه الثواب العظيم وكل هذا غير شرف النبوة فى الدنيا . وقال السعدى قولا رائعا وهو أن هذه الآية الكريمة قولا جامعا شاملا لعطاء عظيم وكرامات فاضلة من الله تبارك وتعالى لنبيه لا يمكن وصفه إلا بهذه الآية .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 04:18 PM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي


السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

من الفوائد السلوكية في الآية

1- فيه إشعار المؤمن بعظمة وقدر بيت الله الحرام في الإسلام ووجوب تقديسه في كل حين وخاصة عند حلوله فيه حاجا أو معتمرا أو لأي غرض مباح وذالك أنّ الله لا يقسم إلا على معظم محترم فقال جل شأنه (( لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد )) قال الأشقر رحمه الله تعالى في شرحه للآية : المعنى أقسم بالبلد الحرام وهو مكة , وذالك لينبّه على كرامة أمّ القرى وشرفها عند الله تعالى , لأنّ فيه بيته الحرام وهي بلد اسماعيل ومحمد عليهما الصلاة والسّلام وبها مناسك الحج ّ .
2- حياة الإنسان الدنيوية والبرزخيرة والأخروية قدّر أن يكون في تعب وعناء دائم ولا يسلم منه غير الإنسان التقي المؤمن الذي أفرغ عمره كله في طاعة الله والإنابة والتوبة إليه , وفهم كل هذا من قوله تعالى (( لقد خلقنا الإنسان في كبد )) قال السعدي رحمه الله تعالى في الوجه الأول المحتمل له في شرحه للآية : ويحتمل أنّ المراد بذالك : ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدّنيا ‘ وفي البرزخ ويوم يقوم الأشهاد , وأنّه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد , ويوجب له الفرح والسرور الدائم . وإن لم يفعل فإنّه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد .
3- فيه تذكير الإنسان بنعمة أعضاء جسمه التي بها يستعين على أداء مهامه في الحياة كلها فمتى نقص عضو منها صار معاقا عاجزا خصوصا العينين والشفتين واللسان فالعاقل يغتنم وجودها ويستعملها في طاعة مولاه حتى يشهد له يوم القيامة بالخير والصلاح , وذالك كله وارد في قوله تعالى (( ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين )) وقد ذكر ابن كثير في شرحه للآية حديثا قدسيا عن مكحول يستحسن ذكره ههنا قال :قال :النبي صلى الله عليه وسلّم (( يقول الله تعالى : يا بن آدم , قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصى عددها , ولا تطيق شكرها , وإنّ ممّا أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما وجعلت لك غطاء فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك , وإن رأيت ما حرّمت عليك فأطلق عليهما غطاءهما . وجعلت لك لسانا , وجعلت له غلافا , فانطق بما أمرتك وأحللت لك , فإن عرض عليك ما حرّمت عليك فأغلق عليك لسانك .........))

المجموعة الثالثة:
السؤال الأول:
ما سبب نزول سورة الضحى؟

ذكر في سبب نزول السورة عدة أسباب نورد ها على النحو التالي
القول الأول : أنه صلى الله عليه وسلّم اشتكى فلم يقم ليلة أوليلتين , فأتت امرأة فقالت : يامحمد , ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك فأنزل الله عزوجلّ(( والضّحى والليل إذاسجى )) رواه البخاري ومسلم وغيرهما \ ك ش
, ويشبه هذا رواية جندب فيما ذكر في شأن ما أصيب بأصبعه صلى الله عليه وسلّم مما كان سببا لشكواه واستغرب ابن كثير جعل الشكوى بالأصبع سببا لتركه قيام الليل وسببا لنزول السورة , .
القول الثاني : أنّه أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال المشركون : ودّع محمد . فأنزل الله تعالى (( والضّحى والليل إذا سجى ماودّعك ربّك وما قلى )) وهو رواية سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس سمع جندبا قال به , ومثله ما رواه ابن جرير بسنده إلى هشام ابن عروة عن أبيه قال أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلّم فجزع جزعا شديد فقالت خديجة : إنّي أرى ربّك قد قلاك ممّا نرى من جزعك .قال فنزلت : (( والضحى والليل إذا سجى ))
القول الثالث : وهو رواية ابن جرير بسنده إلى عبد الله ابن شدّاد أنّ خديجة قالت للنبي صلى الله عليه وسلّم ما أرى ربّك إلاّ وقد قلاك . فأنزل الله (( والضّحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى ))
وعقب بن كثير هذه الرواية بقوله , فإنّه حديث مرسل من هذين الوجهين ولعلّ ذكر خديجة ليس محفوظا , أوقالته على وجه التّأسف والتّحزّن . والله أعلم .
القول الرابع : يرى بعض السلف منهم ابن اسحاق أنّ هذه السورة التي أوحاها جبريل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين تبدّى له في صورته التي هي خلقه عليها , ودنا إليه وتدلى ّ منهبطا عليه , وهو بالأبطح (( فأوحى إلى عبده ما أوحى )) قال : قال له هذه (( والضّحى والليل إذا سجى )) \ ك
السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
تفسير قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) الشمس.

ورد في بيان معنى المراد من الآية وجهان كالآتي :
الوجه الأول : إسناد التزكية ‘إلى العبد تحت إرادة الله تعالى وهو الذي يشير إليه أقوال كل من ابن كثير والأشقر في القول الأول لهما ويوافقهما السعدي قولا وحدا , حيث جاء حاصل قولهم : يحتمل أن يكون المعنى قد أفلح من زكى نفسه , أي بطاعة الله وطهرها من الذنوب ونقّاها من العيوب وأنماها وأعلاها بالتّقوى وأعلاها بالعلم النّافع والعمل الصّالح . ك س ش
الوجه الثاني : إسناد التزكية إلى الله تعالى وقد أورد فيه ابن كثير والأشقر قوله صلى الله عليه وسلم من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلّم ذات ليلة فالتمسته فوقع يدها عليه وهو ساجد يقول (( ربّ أعط نفسي تقواها , وزكّها أنت خير من زكاها , أنت وليّها ومولاها )).
وأمّا قوله تعالى (( وقد خاب من دسّاها ))
فقد وافق ابن كثير في قوله الأول السعدي والأشقر في إسناد دساس النفس إلى الإنسان نفسه حيث حاصل قولهم : أي اخملها ووضع منها بخذلانه إيّاها عن الهدى , حتى ركب المعاصي وأخفى نفسه الكريمة التي ليس حقيقة بقمعها وإخفائها , بالتدنس بالرّذائل , وترك ما يكملها وينميها ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح .
الوجه الثاني : ابن كثير قال : يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى الله نفسه , وقدخاب من دسىّ الله نفسه .

والراجح في المسألة أنها وجوه متشابهة متداخلة لأنّ من المعلوم من الدين أنّه مع إمكان إسناد فعل التزكية وتّدنيس النّفس إلى الإنسان يجب التسليم بأنّ ذالك لا يكون إلا تحت إرادة الله ومشيئة كقوله تعالى (( وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله ربّ العالمين )) فهو المتصرف المطلق في جميع شؤون البشر .
السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
)) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَة وما أدراك ما العقبة )

سبعون درجة في جهنم أو عقبة في جهنم واقتحامها بطاعة الله فأرشدت الآية الإنسان أن يسلك طريق الذي فيها النجاة والخير , وينشط في طاعة الله واخترق الموانع التي تحول بينه و بين طاعة الله من تسويل النّفس واتباع الهوى ,حاصل ما قاله الثلاثة \ك س ش
((فَكُّ رَقَبَةٍ ))(13
ثم بينت طريق اقتحام العقبة , وهو فكاك العبد من الرّقّ أو مساعدته في أداء كتابته ومن باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفّار , وتخليصه من بقاء الرق عليه وقد أورد في ذالك ابن كثير أحاديث عدة منها (( من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكلّ إرب منها إربا من النار حتى إنّه ليعتق باليد اليد وبالرّجل الرّجل وبالفرج الفرج )) حاصل ما قاله \ك س ش
(( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)((
إطعام يوم المجاعة أشد الناس حاجة إلى الطعام , يوم عزيز فيه الطعام . والسغب المجاعة . \ ك س ش
((يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ))(15)
ترغيب في إطعام المساكين في أيام صعاب لذا جاء أقوال المفسرين الثلاثة مجملا هكذا : أطعم في مثل هذا اليوم يتيم جامع بين كونه فقيرا وذات قرابة قال الاشقر واليتيم من لا أب له ولا أم فيطعمه ذالك المقتحم وفي الحديث ((الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرّحم اثنتان صدقة وصلة )) حاصل ما قاله كل من \ ك س ش
((أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ))(16((
أي فقيرا مدقعا لاصقا بالتّراب المطروح في الطريق لا بيت يأويه غير التراب لزق بالتراب من الحاجة والضّرورة قال مجاهد هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره . وقيل الفقير المديون \ ك س ش
))ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ))(17)
ثم هو مع هذه الاوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه محتسب ثواب ذالك عند الله سبحانه وتعالى كقوله تعالى (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)) يعني فبهذا يكون من المؤمنين الصادقين المتواصين بالصبر على اذى الناس , وعلى الرّحمة بهم , وبنحوه قال السعدي والأشقر حيث نجمل مضمون قولهما على هذه الوتيرة : أي في أن يؤمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به ويستعملوا جوارحهم في العمل بما يحقق هذا الإيمان ثم يتواصوا بالصّبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله المؤلمة ويتواصوا على التراحم فيما بينهم ويشمل ذالك , التراحم في مساعدة المحتاجين وتعليم جاهل منهم ومعاونتهم على أمور الدّين والدّنيا وأن يحبهم كما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه
((أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ)) (18)
المتصفون بهذه الصفات هم أصحاب اليمين الذين أدوا ما أمر الله تعالى فقاموا بحقوقه وحقوق عباده عامة وتركوا ما نهو عنه ووهذا عنوان أهل السعادة كما ذكر الله صفاتهم كاملة تامة في سورة الواقعة . ك س ش
))وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19)((
أي أصحاب الشمال بحيث نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم فلم يصدقوا بالله ولا عملوا صالحا ولا آمنوا بالآيات التنزيلية ولا الآيات التكوينية والمشأمة هي النار المشؤومة وتفصيل ما أعده لأصحاب الشمال مفصل كذالك في سورة الواقعة . حاصل قول المفسرين الثلاثة
((علَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)} البلد.
أي مطبقة عليهم مغلقة الأبواب أو في حيط لا باب له فلا محيد لهم عنها وهم في عمد ممدة من ورائها لئلا تنفتح أبوابها , حتى يكونوا في ضيق وهمّ وشدّة . ك س ش

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 10:50 PM
أفراح محسن العرابي أفراح محسن العرابي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 149
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميعالطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قولهتعالى:-
{
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَاالْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُالنَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
1/ الإنسان في هذه الدنيا في شدائد حتى يموت لذلك يحتاج لصبر ولا يزال في كبد حتى بعد موته إلى أن يوضع أول قدم له في الجنة قال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِيكَبَدٍ ) .
2/ استشعار مراقبة المولى عز وجل في جميع تحركاته وسكناته فمن استشعر بمراقبة الله صلح حاله وأكثر من فعل الطاعات واجتناب المعاصي قال تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ )
3/ أن الهداية تكون بالكتاب والسنة فمن ظل عنها فلن يهتدي إلى الحق لأن الهداية منسوبه لله عز وجل وطريقها الكتاب والسنة . قال تعالى : (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )





المجموعةالأولى:
السؤال الأول:
اذكرمتعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.
متعلق العطاء : ما نسب لابن كثير والأشقر أنه أعطى ما أمر بإخراجه في وجوه الخير وهذا متعلق بالمال .
وقيل : ما أمر به من العباداتِ المالية كالزكوات والإنفاق في وجوه الخير وغيرها ، والعبادات البدنية كالصلاةوالصوم وغيرهما، والمركبة منهما، كالحج والعمرة. وهذا ينسب للسعدي وهذا القول أوسع والأول داخل فيه .
التقوى : اجتناب كل ما نهى عنه الله من المحرمات والمعاصي .
السؤالالثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدرالنبي صلى الله عليهوسلم.
القول الأول :أي فسيحاً سمحاً واسعاً لا ضيق فيه ولا حرج ليتوسع لشرائع الدين وقبول النبوة والدعوة إلى الله ولينقاد إلى الخير وهذا جعله يقوم بالدعوة ويقدر على تحمل أعباء النبوة ويحفظ الوحي . كقوله تعالى : (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) . وهو ملخص قول ابن كثير والأشقر والسعدي .
القول الثاني : شرح صدره ليلة الإسراء كما في رواية مالك بن صعصعة ورواية أبي هريرة رضي الله عنه في حادثة شق الصدر .
والراجح لا منافاة بين القولين لأن فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّأيضاً
السؤال الثالث: فسّر باختصار قولهتعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِإِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍوَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْزَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) أقسم الله بالشمس وضوئها والمنافع الصادرة منها والنهار إذا تم ضياؤه.
(وَالْقَمَرِإِذَا تَلَاهَا) وأقسم الله بالقمرإذا تبع الشمس في المنازل والنور والليالي البيض وليلة القدر .
(وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) وأقسم بالنهار إذاجلى الظلمة ووضح ما علي وجه الأرض وظهر ضياء الشمسعند انبساط النهار .
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) وأقسم بالليل عندما تغيب الشمس عن وجه الأرض فيذهب ضوئها وتظلم الآفاق , فعنيزيد بن ذي حمامة رواه ابن أبي حاتمٍ قال : إذا جاء الليل قال الربّ جلّ جلاله: غشي عبادي خلقي العظيم،فالليل يهابه، والذي خلقه أحقّ أن يهاب.
(وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) وأقسم بالسماء وبانيها وهو الله إذا كانت ما ( موصولة )
وأقسم بالسماء وبنيانها الذي هو في غاية الإتقان والإحكام والإحسان إذا كانت ما ( بمعنى من ).
(وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) وأقسم بالأرض إذا دحاها وبسطها ومدها ووسعها وخلق فيها الخلق فتمكنوا من الانتفاع بها .
(وَنَفْسٍوَمَا سَوَّاهَا) أقسم الله بنفس سائر المخلوقات ومنها نفس الإنسان المكلف فأحسن خلقه وجعله مستقيم على الفطرةففي صحيح مسلمٍ من رواية عياضبن حمارٍ المجاشعيّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((يقول الله عزّوجلّ: إنّي خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشّياطين فاجتالتهم عن دينهم))

(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) أرشدها وبين لها طريق الخير والشر وفهمها حالها وما فيه وهداها إلى ما قدّر لها.
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْزَكَّاهَا) أي من طهر نفسه من الذنوب والمعاصي ورقاها بفعل الطاعات فقد فاز وظفر .
( وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) خسر من أضل نفسه بفعل المعاصي وترك الطاعات والأعمال الصالحة ويحتمل أن المراد : قد أفلح من زكي الله نفسه بفعل الطاعات وخاب من دسى الله نفسه بالمعاصي عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرّ بهذه الآية: {ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها} وقف، ثمّ قال: ((اللّهمّ آت نفسيتقواها، أنت وليّها ومولاها، وخير من زكّاها)). رواه الطبراني .


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 12:57 AM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

جواب السؤال الأول: استخراج ثلاثة فوائد سلوكية من الآيات من سورة البلد، وبيان كيف دلت الآيات عليها.
- على المرء أن يتصبر على شدائد وكبدها، وألا يجزع لما يناله فيها من المكاره؛ فإن ذلك من سنن الحياة الدنيا، كما قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، وليسعَ العقل إلى الخلاص من هذه المكابد في دار السلام التي لا يمس سامنها فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب.
- على المرء أن يلزم نفسه التقوى والوقوف عند حدود الله، وأن يجنب نفسه البطر والتجبر والبغي على عباد الله، لقوله تعالى: (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد)؛ فمن آمن بأن الله يقدر عليه أعظم من قدرته هو على من تحت يده هداه إيمانه إلى تقوى الله، والوقوف عند حدوده.
- على العاقل أن يسعى إلى سبيل الهدى والرشاد، وأن يجاهد نفسه على ذلك؛ فإن الحجة قد قامت عليه، ولا عذر له في ترك الهدى؛ لقوله تعالى: (وهديناه النجدين).

جواب السؤال الثاني: اختيار المجموعة الرابعة والإجابة على أسئلتها.
س1: بيّن بالدليل ما يفيده تعريف العسر وتنكير اليسر في سورة الشرح.
ورد كلّاً من العسر والسير مرتين في سورة الشرح؛ فأما العسر فكان معرّفاً في الموضعين، وأما اليسر فكان منكّراً، ومجيء العسر معرّفاً في الموضعين دلالة على تفرّده، فتعريفه يدل على أنه واحد، فالعسر الأول عين العسر الثاني. وأما اليسر فقد تعدد، إذ أن تنكيره دليل على تعدده وتكراره.
ولهذا جاء الخبر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه بشر أصحابه بهذه الآية، وقال: "لن يغلب عسر يسرين".
ومن دلائل تعريف العسر بالألف واللام أيضاً انه يدل على العموم والاستغراق لكل عسر؛ فإن كل عسر – وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ – فإن في آخره التيسير ملازم له.
س2: اذكر مع الترجيح الأقوال في المراد بالحسنى في قوله تعالى: (وصدق بالحسنى).
للمفسرين في المراد بالحسنى أقوال يمكن إجمالها في ثلاثة:
القول الأول: المراد بالحسنى الثواب والمجازاة من الله، وبه قال قتادة وخصيف، وهذا القول يندرج تحته نوعان:
النوع الأول: الثواب الأخروي وهو الجنة، ويدل له ما أخرجه ابن أبي حاتم من حديث أبي بن كعب أنه سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الحسنى، فقال: "الحسنى الجنة".
النوع الثاني: الثواب الدنيوي، وهو الخلف من الله، وبه قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وأبو صالح، وزيد بن أسلم.
القول الثاني: المراد بالحسنى العمل، ويندرج تحته قولان:
- تفسير الحسنى بلا إله إلا الله، وبه قال أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك.
- تفسير الحسنى ببعض الأعمال كالصلاة والزكاة والصوم وصدقة الفطر، وهو رواية عن زيد بن أسلم.
القول الثالث: المراد بالحسنى نعم الله على العبد، وهو رواية عن عكرمة.
ولا تضاد بين هذه الأقوال، واختيار بعض المفسرين لبعضها من قبيل الأولى، إذ أنها متوافقة، والقول بأحدها يدل على الآخر تضمناً أو استلزاماً، ولهذا كان القول الجامع لها أرجح وأقرب، وهو تفسير التصديق بالحسنى بالتصديق بالإيمان وجزائه، أي التصديق بلا إله إلا الله وما دلت عليه من جميع العقائد الدينية وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي، وهو اختيار السعدي.
س3: فسر باختصار قوله تعالى: (إن علينا للهدى. وإن لنا للآخرة والأولى. فأنذرتكم ناراً تلظى. لا يصلاها إلا الأشقى. الذي كذب وتولى. وسيجنبها الأتقى. الذي يؤتي ماله يتزكى. وما لأحد عنده من نعمة تجزى. إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى. ولسوف يرضى).
(إن علينا للهدى) أي على الله البيان بيان الحق من الباطل، والطاعة من المعصية، والحلال من الحرام. والهدى المستقيم طريقه يوصل إلى الله ويدني من رضاه، ومن سلكه فعلى الله سبيله.
(وإن لنا للآخرة والأولى) أي لله تعالى كل ما في الآخرة وكل ما في الدنيا ملكاً وتصرفاً ليس له فيهما مشارك، فليرغب الراغبون إليه، ولينقطع السالكون عمن سواه.
(فأنذرتكم ناراً تلظى) ينذر الله – سبحانه – ناراً تتوهج وتتوقد وتستعر، عن النعمان بن بشير أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب فيقول: "أنذرتكم النار أنذرتكم النار أنذرتكم النار"، حتى لو أن رجلاً بالسوق لسمعه.
(لا يصلاها إلا الأشقى) أي لا يدخل هذه النار دخولاً تحيط به من جميع جوانبه إلا الأشقى وهو الكافر الذي (كذب) بقلبه بالخبر الحق الذي جاءت به الرسل، (وتولى) بجوارحه وأركانه عن العمل والطاعة وامتثال الأمر. أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "لا يدخل النار إلا شقي"، قيل: من الشقي؟ قال: الذي لا يعمل بطاعة، ولا يترك لله معصية".
(وسيجنبها الأتقى) أي وسيزحزح عن النار التقي النقي الذي اتقى الكفر اتقاء بالغاً، وهذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – حيث ذكر المفسرون أن الأتقى هو أبو بكر، وهي عامة الحكم؛ إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
(الذي يؤتي ماله يتزكى) أي يصرف ماله في غير طاعة ربه في أوجه الخير، قصده تزكية نفسه وتطهيرها من الذنوب والعيوب، وأن يكون عند الله زكياً، مريداً بذلك وجه الله تعالى لا رياءً ولا سمعة. وهو بذلك يزكي ماله أيضاً وما وهبه الله من دين ودنيا.
(وما لأحد عنده من نعمة تجزى) فليس بذله ماله في مكافأة من أسدى إليه معروفاً فهو يعطي في مقابلة ذلك، بل ليس لأحد من الخلق على هذه الأتقى نعمة تجزى إلا وقد كافأه عليها فتمحض عبداً لله؛ لأنه رقيق إحسانه وحده، لا يفعل إلا لله، ولا يترك إلا لله، فبقيت أعماله خالصة لوجه الله. وهذه الآية تتناول كل من اتصف بهذا الخلق الفاضل، ويدخل فيها دخولاً أولياً أبو بكر الصديق – رضي الله عنه -.
(إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) أي أنه يبذل ما يبذل طمعاً في أن ينال لذة النظر إلى وجه الله الكريم في جنات التعيم.
(ولسوف يرضى) هذا الأتقى بما يعطيه الله من أنواع الكرامات والمثوبات والجزاء العظيم.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 02:22 AM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور
البلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح
السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ()2)وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
- خلق الله الإنسان في مشقة فلا نغتر بالحياة الدنيا و نظن أنها دار السعادة و الراحة و نعمل لدار السعادة الحقيقية و هي في الجنة الدليل : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ )
- أن الله امتن علينا بالحواس لاستخدامها فيما يرضيه فعلينا شكر النعم من جنسها فلا ننظر و لا نتكلم إلا بما يرضي الله الدليل (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) ) .
- أن الله سبحانه و تعالى لم يتركنا هملا بل أظهر لنا طريق الخير لنسلكه و طريق الشر لنتجنبه فعلينا أن نتعلم حتى نبصر طريق الخير و نتبعه الدليل (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) .
المجموعة الثانية:
السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
- المقسم به: أقسم الله تعالى بالليل إذا غشى الخليقة بظلامه و غطى ما كان مضيئا فيسكن كل إلى مأواه و يستريح العباد من الكد و التعب و أقسم سبحانه بالنهار و ضياءه و إشراقه للخلق فاستضاءوا بنوره و انتشروا في مصالحهم و أقسم سبحانه بخلقه الذكر و الأنثى سواء بنفسه الموصوفة بأنه خالق الذكر و الأنثى أو بخلق الذكر و الأنثى و هي تابعة بكمال حكمته في خلقه لكل المخلوقات من ذكر أو أنثى لبقائها .
- المقسم عليه : إن سعيكم لشتى أي مختلف.
- فائدة القسم : فلما كان القسم بهذه الأشياء المتضادة فإن المقسم عليه أيضا متضاد و فائدته بيان أن أعمال العباد مختلفة سواء الأعمال و مقدارها أو الغاية المقصودة منها .
السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.
- معنى الكبد لغةً الاستواء و الاستقامة . ك
- الأقوال :
1- منتصباً : روي عن ابن مسعود و ابن عباس و غيرهم و زاد ابن عباس منتصبا في بطن أمه . ذكره ك س .
2- في شدة خلق قول ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس و ذكر مولده و نبات أسنانه . ك
3- نطفة ثم علقة ثم مضغة يتكبد في الخلق قول مجاهد. ذكره ك
4- كرهاً و استدل بقوله حملته أمه كرها و وضعته كرها فهو يكابد ذلك قول مجاهد . ذكره ك.
5- شدة و طلب معيشة . قول سعيد بن جبير . ك
6- شدة و طول . قول عكرمة ذكره ك .
7 – في مشقة قول قتادة . ك
8 – ما يكابده و يقاسيه من الشدائد في الدنيا و البرزخ و يوم يقوم الأشهاد . س ش
- اختار ابن جرير أن المراد بذلك مكابدة الأمور و مشاقها . ك
السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
(وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى.
- أقسم سبحانه و تعالى فقال ( و الضحى ) فأقسم بالنهار إذا انتشر ضياءه و اقسم بضده فقال سبحانه ( والليل إذا سجى ) أي الليل إذا أظلم و هذا دليل ظاهر على قدرته سبحانه و ذلك ليأتي بعده أعتناءه برسوله صل الله عليه و سلم فقال ( ما ودعك ربك و ما قلى ) فما تركه منذ اعتنى به و ما أبغضه بل رباه أحسن تربية و رقاه في درجات الكمال في الدنيا و كذلك في الأخرة فقال (وللأخرة خير لك من الأولى) فكان كل حال متأخر من أحواله أفضل من الحال السابق و وعده سبحانه ( و لسوف يعطيك ربك فترضى ) أنه سيعطيه حتى يرضيه في أمته و ما أعد له من الكرامة و الثواب و الحوض و الشفاعة و تفاصيل الإكرام التي لا تحيط بها العقول .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 04:34 AM
ولاء محمدعثمان ولاء محمدعثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 80
Post

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.

الفوائد المستفادة من الآيات :
-قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان فى كبد )
يراد به مايكابده الإنسان أن الإنسان فى الدنيا من المشقة والشدائد ،وفى البرزخ أيضا ،ويوم القيامة فالمشقة ليست مقصورة على الحياة الدنيا فقط بل تصاحبه فى قبره ويوم القيامة ؛فعليه أن يقدم لنفسه أعمالا تريحه من هذه الشدائد وتجعله فرحا مسرورا يوم القيامة عندما يجد ثواب ماقدم لنفسه من صالح الأعمال فى الدنيا ومن طاعة لله ورسوله واستقامة على المنهج القويم ،وإن لم يفعل ذلك فإنه سيظل يكابد العذاب الشديد والمشقة أبدا .

-فى قوله تعالى (يقول أهلكت مالا لبدا).
عبر الله تعالى عن إنفاق المال فى غير طاعة الله تعالى وفى غير المباح من أمور الشهوات والمعاصى إهلاكا،لأنه لانفع فيه ،بل يعود عليه بالخسارة والندم ،لأنه لابد محاسب يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ،فلابد أم يعد لهذا اليوم وهذاةالموقف العصيب جوابا ،وأن يتقى الله فى كسب المال بالحلال الطيب المشروع له ،وأن يجتهد ويحرص على إنفاقه فى وجوه الخير وفيما يرضى الله عز وجل ولا يطيع نفسه وشهواته لأنه محاسب على ذلك .

قوله تعالى (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناع النجدين )
فيها بعضا من نعم الله العظيمة على العبد ،حيث خلق له عينين بديعتين فى صنعهما ،وخلق له لسانا وشفتين وبين له طريق الخير وطريق الشر ،وهذه النعم تقتضى من العبد شكرا لله تعالى على نعمه ، والقيام بحق هذه النعم والشكر العملى لله تعالى باستخدامها فى طاعة الله تعالى ،وعدم الإستعانة بها على معاصيه.
-





المجموعة الثانية:
السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
ج1-أقسم الله تعالى فى سورة الليل بأكثر من قسم وهم :
-أقسم سبحانه وتعالى ب(الليل إذا يغشى):
أى إذا غشى الخليقة بظلامه وغطى على ضوء النهار.
-وأقسم ب (النهار إذا تجلى ):
أى إذا ظهر بضيائه وإشراقه فأزال ظلمة الليل ،وانتشر الناس وسعوا فى مصالحهم .
-وأقسم بما خلق من ذكر وأنثى (وماخلق الذكر والأنثى (:
وفيها قولان :
إن كانت (ما)مصدرية :كان إقساما بخلقه الذكر والأنثى من بنى آدم وغيرهم من المخلوقات.
وإن كانت (ما)موصولة :كان إقساما بنفسه الكريمة الموصوفة بأنه خالق الذكور والإناث .
المقسم عليه :قوله تعالى (إن سعيكم لشتى ):
أى إن سعيكم أيها المكلفون لمتفاوت تفواتا كبيرا ،حسب تفاوت الأعمال ومقدارها؛فمنه عمل للجنة ومنه عمل للنار .
فائدة القسم :التنبيه على المقسم عليه ولفت الأنظار ،والتأكيد على المقسم عليه ،بأنه مختلف كاختلاف الليل والنهارالمقسم بهما ،
فلما كان القسم بهذه الأشياء المتضادة ،كان المقسم عليه أيضا متضادا ، ولهذا قال( إن سعيكم لشتى ).




السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.
الأقوال الواردة فى معنى )الكبد (
أورد ابن كثير فى تفسيره أقوالا كالآتى :
-منتصبا فى بطن أمه . روي عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٍ، وإبراهيم النّخعيّ، وخيثمة، والضّحّاك، وغيرهم
-الكبد: الاستواء والاستقامة،، كقوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}، وكقوله: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ}.
- {في كبدٍ} قال: في شدّة خلقٍ، ألم تر إليه... وذكر مولده ونبات أسنانه. ابن عباس .
- {في كبدٍ}: نطفةً، ثمّ علقةً، ثمّ مضغةً، يتكبّد في الخلق
كقوله: {حملته أمّه كرهاً ووضعته كرهاً}. وأرضعته كرهاً، ومعيشته كرهٌ، فهو يكابد ذلك مجاهد
-في شدّةٍ وطلب معيشةٍ ومشقة .سعيد بن جبير ،وعكرمة ،وقتادة .
-: آدم خلق في السماء، فسمّي ذلك الكبد. ابن زيد

واختار ابن جريرٍ أن المراد بذلك مكابدة الأمور ومشاقّها).
-يحتملُ أنَّ المرادَ بذلكَ:
ما يكابدهُ ويقاسيهِ منَ الشدائدِ في الدنيا، وفي البرزخِ، ويومَ يقومُ الأشهادُ. السعدى والأشقر .

-ويحتملُ أنَّ المعنى:
لقدْ خلقْنَا الإنسانَ في أحسنِ تقويمٍ، وأقومِ خلقةٍ، مقدرٍ على التصرفِ والأعمالِ الشديدةِ. السعدى .




السؤال الثالث: فسر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى.

معانى المفردات :
)سجى):غطى الكون بظلامه وسكن .
)ماودعك):ماتركك .
)ماقلى): ماأبغضك .
معنى الآيات :
يقسم الله تعالى بالضحى ،وهو أول النهار،أوكله ،وبالليل إذاةغطى الكون بظلامه وسكونه ،على اعتناء الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم ،وأنه ماتركه منذ اعتنى به ولا أهمله منذ رباه ورعاه ،بل مازال يربيه أحسن تربية،ويرفعه درجة بعد درجة ،وماأبغضك الله منذ أن أحبك (،وللآخرة خير لك من الأولى )،أى كل حالة متأخرة منوأحوالك لهاالفضل على الحالة السابقة ،فلم يول النبى يترقى فى درجاتوالمعالى ويمكن له فى دينه ،وينصره الله على أعدائه ،حتى لحق بربه وقد بلغ منزلا ومكانا لا يبلغه الأولون ولا الآخرون .
(ولسوف يعطيك ربك فترضى)،أى فى الآخرة سبنعم الله عليه بأنواع الإنعام والإكرام ،وهذه العبارة الجامعة الشاملة تعبر عما أعده الله لنبيه فى الآخرةمن سبل الإنعام ،والإكرام .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 26 شوال 1437هـ/31-07-2016م, 08:17 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة المجلس الثالث من البلد إلى الشرح

المجموعة الثانية :
السؤال الاجبارى :
الفوائد السلوكية :
1- معرفة أن الإبتلاء من سنن الله عزوجل فى كونه والرضا بما كتبه الله لنا والصبر على مشاق الحياة .
الدليل : (لقد خلقنا الانسان فى كبد )
2- معرفة أن من دعته نفسه إلى ظلم الناس وأكل مالهم أو ظلم نفسه بعدم إنفاق ماله فى سبيل الله وإنفاقه على شهواته فليتذكر قدرة الله عليه
الدليل : (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد )
3- شكر اله عزوجل على نعم الدنيا من سمع وبصر ولسان وشفتين وغيرهاوالتى تعينه على ضروريات الحياة وشكره أيضا على نعم الدين فقد خلقنا ولم يتركنا هملا بل بين لنا طريق الخير وطريق الشر والهدى من الضلال فله الحمد .
الدليل : (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين )


السؤال الأول :
بين المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم قى سورة الليل ؟
المقسم به :
أقسم الله عزوجل بالزمان الذى تقع فيه أفعال العباد على تفاوت أحوالهم :
- فأقسم بالليل إذا غشى الخليقة بظلامه
- وبالنهار إذا ظهر وأضاء وأشرق
- كما أقسم تعالى بنفسه الكريمة وأنه خالق الذكر والأنثى إذا كانت ما موصولة
أو أقسم بخلقه للذكر والأنثى من بنى آدم وغيرهم لبقاء النوع إذا كانت ما مصدرية
المقسم عليه :
أن أعمال العباد التى اكتسبوها مختلفة ومتفاوتة فمنهم فاعل خيرا أو فاعل شرا ومنهم عمل للجنة أو عمل للنار
فائدة القسم :
أن أعمال العباد بحسب الغاية المقصودة منها فإن كانت لوجه الله تعالى انتفع بسعيه وإن كانت للدنيا بطل سعيه .
السؤال الثانى :
اذكر الأقوال مع الترجيح فى معنى الكبد؟
ذكر ابن كثير أقوالا عن السلف منها :
- منتصبا مستويا معتدلا مستقيما فى أحسن تقويم ومنها الانتصاب فى بطن أمه: ذكره ابن مسعود و ابن عباس وعكرمة ومجاهد وابراهيم النخعى وخيثمة والضحاك ورواه ابن ابى حاتم عن أبو جعفر
وذكره ايضا السعدى .
- فى شدة خلق : نطفة ثم علقة ثم مضغة – مولده ونبات أسنانه- حملته أمه كرها ووضعته كرها : ذكره ابن عباس ومجاهد
- يكابد مضايق الدنيا وشدائد الاخرة :رواه أبو مودود عن الحسن
وذكره ايضا السعدى والأشقر .
- آدم خلق فى السماء فسمى ذلك كبد : ذكره ابن زيد
- مكابدة الأمور ومشاقها : ذكره مجاهد وسعيد ابن جبير وعكرمة وقتادة واختاره ابن جرير ورجحه ابن كثير .
______________________________________


السؤال الثالث : فسر باختصار سورة الضحى من (1-5)
الإجابة :
(والضحى ) أقسم سبحانه وتعالى بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى وقت إرتفاع الشمس (والليل إذا سجى ) وبالليل شديد الظلام الذى يغطى النهار (ما ودعك ربك ) أنه ما ترك النبى صلى الله عليه وسلم وما قطع عنه الوحى (وما قلى ) وما أبغضه بل لم يزل ولا يزال يحبه ويعتنى به وينصره على اعدائه ويمكن له دينه حتى مات (وللآخرة خير لك من الأولى ) وتضاءلت نعم الدنيا أمام خير الآخرة حيث وعده الله بالجنة وقرة العين وسرور القلب وحال لا يصل إليها الأولون والآخرون ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) وفيها يعطيه حتى يرضيه فى أمته و فيما أعد الله له من الإنعام والكرامة ومنها الكوثر والحوض والشفاعة وألا يدخل أحدا من أهل بيته النار .
____________________________________

بالنسبة للتنسيق يوجد عيب بالأوفيس فعندما أنسخ لمجلس المذاكرة تختفى الألوان .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 27 شوال 1437هـ/1-08-2016م, 11:55 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم المجلس الثالث:
- مجلس مذاكرة تفسير سور:البلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح.-


بارك الله فيكم، قد أحسنتم جميعََا، وإليكم تعقيبََا على بعض الإجابات التي لابد من الوقوف عليها لمزيد من البيان والتوضيح ، نوصيكم جميعا
بالانتباه.

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
نثني على إجاباتكم جميعََا
زادكم الله علمََا وفهمََا، ونخصّ بالذكر الأخ : محمد شمس الدين فريد ، والأخوات : مروة كامل، وحليمة محمد أحمد على حسن تنسيقها وترتيبها للإجابة.
حيث عكست إجاباتكم وصول المراد من السؤال إليكم بفضل الله تعالى ، لكن تذكير للبعض منكم بأنه غفل عن بيان الشاهد من الآيات التي استنبط منها الفوائد السلوكية .


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 27 شوال 1437هـ/1-08-2016م, 11:56 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي


المجموعة الأولى:

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.

ورد في المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم قولان:
الأول: شرح المعنوي، يأن جعله رحبا فسيحا سمحا... إلى آخر الكلام عن الشرح المعنوي.
ونستدلّ له بما ذكره ابن كثير رحمه الله وهو قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}.
الثاني:شرح حسّيّ، أي ما حصل في حادثتي شق الصدر :الأولى فى طفولته وهو ابن عشر سنين والثانية ليلة الإسراء. ونستدلّ له بالحديث الذي أورده ابن كثير.

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.

أحسنتم في طريقة عرضكم للتفسير ،وتقسيمكم للآيات ،إلا أنكم غفلتم عن ذكر بيان غريب الكلمات و فاتكم بعض المسائل في بعض الآيات؛ كالمراد بالنفس في قوله تعالى :" ونفسِِ وما سواها ".
مما جعل تفسيركم مختصرا جدا ،وهذا نتيجة اعتمادكم على تفسير واحد ، وينبغي أن تذكروا خلاصة أقوال المفسرين في تفسير الآية، حتى لا يكون شرحكم للآيات مختصرا جدا ولا مطولا كثيرا .


- أسماء الطلاب والطالبات الذين أدوا هذا التطبيق ونتائجهم .
1.إشراقة جيلي محمد.
أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونثني على اجتهادك.

2- حليمة محمد أحمد. أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

3- مها محمد .أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
4- أفراح العرابي. أ+

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

5- محمد عبدالرزاق جمعة
.أ
أحسنت بارك الله فيك ونثني على تقدمك ، نفع الله بك .
* نوصيك العناية بعلامات الترقيم .

6- رقية إبراهيم عبد البديع.أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ.

7- بيان الضيعان.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.


المجموعة الثانية:

السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.

هذا سؤال استنباطي لا تظهر إجابته بشكل واضح في كلام المفسرين ،وإنما وضع لكم لإمعان التفكر والبحث في المسألة ، ولا بد من الإشارة أنّ هناك فرق بين فائدة القسم، وبين الصّلة أو الرابط بين المقسم به والمقسم عليه والذي غالب إجاباتكم كانت تدور عليه .

فما ذكرتم هو بيان الصلة بينهما، أما الفائدة من القسم في القرآن
فهو:
1- التأكيد على الأخبار التي وردت فيها الأقسام - أي المقسم عليه - .
2- بيان عظمة المقسم به،
وهي الآيات الدالة على عظمة الله تعالى.

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.
نذكركم بضرورة العناية بجمع الأقوال المتفقة في المعنى
وقد أحسن الطالب :عباز محمد في إجابة هذا السؤال .
نقول :

ورد في معنى ( الكبد ) أقوال :
القول الأول: أن الكبد يعني الاستقامة.
فيكون معنى الآية لقد خلقنا الإنسان منتصبا مستقيما فتكون هذه الآية نظير
قوله تعالى : {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم قاله ابن عباس وابن مسعود وعكرمة ومجاهدوغيرهم وذكره ابن كثير والسعدي.
القول الثاني : أن الكبد يعني المشقة ،أي مكابدة مشاق الأمور، وذلك منذ ولادته وحتى مماته وما يعاينه من أهوال يوم القيامة، كقوله تعالى: {حملته أمه كرهاووضعته كرها قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وهذا القول هو اختيار ابن جرير وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثالث : أن الكبد هو كبد السماء أي وسطها.
ويكون معنى الآية أن
آدم خلق في السماء، قاله ابن زيد وذكره ابن كثير.

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى.

ذكر سبب النزول في هذه السورة من المسائل المهمة التي ينبغي أن لا نغفل عنها في التفسير، فاحرصوا عليه بارك الله فيكم .

- أسماء الطلاب والطالبات الذين أدوا هذا التطبيق ونتائجهم .
1- محمد شمس الدين فريد.أ+

أحسنت بارك الله فيك .

2- مروة كامل :أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

3- ولاء محمد عثمان .أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ.
4- عباز محمد.أ
أحسنت نفع الله بك، ونثني على اجتهادك .

5- زينب الجريدي.أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ.
6- فاطمة أحمد صابر .أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ.
* نوصيكِ العناية بعلامات الترقيم .
7- منال أنور
محمود.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س2: نجمع بين الأقوال المتوافقة، بارك الله فيكِ
س3: الأفضل الجمع بين أقوال المفسرين في تفسير الآية ولا تعتمدي على تفسير واحد .
نوصيكِ العناية بعلامات الترقيم .
8- هدى محمد صبري.ب+

أحسنتِ بارك الله فيكِ.
لقد تم الخصم من الدرجة للتأخير .


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 27 شوال 1437هـ/1-08-2016م, 11:58 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي



المجموعة الثالثة:

أحسنتم جدا في إجاباتكم ، ووفقكم الله.
- أسماء الطلاب والطالبات الذين أدوا هذا التطبيق ونتائجهم .
1- فداء حسين:أ+

أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
2- غيمصوري جواهر الحسن .أ+
أحسنت بارك الله فيك .
س3: لا تُشر في التفسير لرموز المفسرين، ويُكتفى بذكر تفسير جامع لأقوالهم .

المجموعة الرابعة:

السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-

المراد بالحسنى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} الليل.

الأول : الثواب والمجازاة والخلف من الله،رُويَ عن قتادة وخصيفٌ و ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وأبوصالحٍ، وزيد بن أسلم، وذكره ابن كثير والأشقر.
وهو يدل على العموم فالخلف قد يكون في الدنيا أيضا.
الثاني : لا إله إلا الله روي عن أبو عبد الرحمن السّلميّ والضّحّاك
وذكره ابن كثير .
الثالث: ما أنعم الله عليه ،
قاله عكرمة وذكره ابن كثير .
الرابع : الصلاة والصيام والزكاة،
قاله زيد بن أسلم ذكره ابن كثير .
الخامس : الجنة، ذكره ابن كثير عن ابن ابي حاتم فيما يرويه عن أبي بن كعب قال:
سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الحسنى، قال: ((الحسنى الجنّة)).
السادس: الحسنى هي: (لا إله إلا الله) وما دلّت عليه من جميع العقائد الدينية وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي، وهو قول السعدي.
الترجيح:
قول السعدي
رحمه الله هو القول الجامع بين كل هذه الأقوال، فإن ما مضى من الأقوال هي العقائد الدينية وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي والتي دلّت عليها (لا إله إلا الله).
فالأقوال كلها صحيحة ومتلازمة، وكلها يصدق عليها وصف: {الحسنى}.

السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)} الليل.
ضرورة العناية بذكر أسباب النزول بحيث إذا نزلت الآيات لسبب نزول، وكان لفظها عامّا، فيدخل فيه كل من اتصف بهذه الصفات، وذلك مثل نزول قوله تعالى في أبي بكر رضي الله عنه: {وسيجنّبها الأتقى}، وهذه من الفوائد التي يُحبّذ للطالب التعرف عليها .

- أسماء الطلاب والطالبات الذين أدوا هذا التطبيق ونتائجهم .
1- لولوة الحمدان :أ+
أحسنتِ نفع الله بكِ.

2- مها الحربي:
ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
* نوصيكِ بضرورة العناية بالكتابة الصحيحة .
س3: تفسيركِ مختصر جدا ،يحتاج لربط بين الآيات، وتوضيح أكثر .

زادكم الله جميعا حرصََا على العلم ونفع بكم الأمة

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 27 شوال 1437هـ/1-08-2016م, 02:32 PM
جهاد بنت محمود الشبراوي جهاد بنت محمود الشبراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 67
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة أسئلة المجموعة الأولى في مجلس المذاكرة الثالث


السؤال الأول: استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
١/ خلق الله سبحانه الإنسان في مكابدة وعناء في أمر دينه ودنياه، ويدل على ذلك قوله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، فحريّ به أن يسعى لما يريحه من هذه المكابدة، ويصيّره إلى دار الخلد والراحة والسعادة الدائمة بإذن الله، فأما في دنياه فيسعى ويجتهد لكسب رزقه وتوفير سُبل العيش باعتدال وبما يرضي ربّه، ولا يلهث خلف متاع الدّنيا ويجعلها همّه وشغله الشّاغل وفي أمر دينه فيجتهد في طاعة ربّه ويسعى سعيًا حثيثًا لمرضاته ومحبّته.
٢/ لم يخلق الله عباده عبثًا، ولم يتركهم هملاً، بل خلقهم لحكمة عظيمة هي عبادته وحده دون سواه، وجعلهم محاسبون ومجزيون على أعمالهم، وهو سبحانه يراقبهم ويحصي عليهم أعمالهم، قال تعالى: "أيحسب أن لم يره أحد"، فلا يستقيم للمسلم أن يغفل عن مراقبة الله له، بل يجب عليه أن يعلم حكمة خلقه في هذه الحياة الدنيا، ويستشعر رقابة ملك الملوك له، فيورثه ذلك خشية ومهابة له سبحانه، ويستحثه ذلك على المسارعة في مراضيه والبعد عن مساخطه.
٣/ هيّأ الله للإنسان سبل الفهم والتمييز بين الحق والباطل، وأمدّه بوسائل المعرفة والعلم، فجعله مبصرًا بعينين، وناطقًا بلسان وشفتين، وبيّن له طريق الخير والشرّ، وأوضحه له أيّما إيضاح، ووهبه عقلاً يميّز ذلك، قال تعالى: "ألم نجعل له عينين * ولسانًا وشفتين * وهديناه النجدين"، فمن هذه نعمه حقيق أن يشكر ويحمد ويعبد وحده دون ما سواه، وحريّ بالعاقل أن يفقه ذلك، فمن شكر نعمه وأداء حقها أن لا يستعملها إلا في طاعته وما يوجب محبته، وأن يحجبها عن الحرام ويمسكها عن اقترافه.


السؤال الثاني: اذكر متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} الليل.
متعلّق العطاء: أي أعطى ما أمره الله به، من العبادات المالية كالزكوات والنفقات والصدقات، والبدنية كالصلاة والصوم.
متعلّق التقوى: أي اتّقى ما نهى الله عنه واجتنب محارمه ومعاصيه.


السؤال الثالث: اذكر الأقوال مع الترجيح في: المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
ق١: أي نوّرناه وجعلناه فسيحًا رحبًا واسعًا، كما قال تعالى: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام"، فوسّع صدره لقبول النبوّة ولشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات، فقدر على حمل أعباء النبوة وحفظ الوحي. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
ق٢: شرح صدره ليلة الإسراء، ذكره ابن كثير نقلاً عن رواية مالك بن صعصعة في الترمذي، وقال: وهذا وإن كان واقعًا فإنه لا منافاة بينه، فإن من جملة شرح صدره ما فعله بصدره ليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضًا.
فعلى هذا لا تعارض بين القولين والله أعلم.


السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} الشمس.
أقسم الله سبحانه وتعالى بعددٍ من مخلوقاته، فقال سبحانه:
"والشّمس وضحاها": أقسم بالشمس وضيائها وقت ارتفاعها في النهار.
"والقمر إذا تلاها": أقسم بالقمر إذا تبع الشمس وظهر بعدها.
"والنهار إذا جلّاها": أقسم بالنهار إذا جلى الأرض بنوره وأظهر سطحها وبيّنه، أو جلّى وأظهر ضوء الشمس.
"والليل إذا يغشاها": أقسم بالليل إذا غطى وجه الأرض وكساها بظلمته.
"والسّماء وما بناها": أقسم بالسّماء وبنيانها، أو بالسّماء وبانيها وهو الله سبحانه وتعالى.
"والأرض وما طحاها"، أقسم بالأرض والذي بسطها وسوّاها ومدّها وهيّأها لانتفاع المخلوقات منها.
"ونفسٍ وما سوّاها": أقسم بنفس الإنسان أو بكافة أنفس المخلوقات، والذي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة.
"فألهمها فجورها وتقواها": أي بيّن لها طريق الخير والشّر، وهداها للذي قدّره لها.
"قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها": هذا هو جواب القسم، فالله سبحانه أقسم بهذه المخلوقات والآيات العظيمة على النفس المفلحة والنفس الفاجرة، وبيّن أن المفلح الفائز هو من زكّى نفسه وطهّرها من الخبائث والعيوب والذنوب، ورقاها بالطاعات والعلم والعمل الصالح.
والخائب الخاسر هو من أخفى نفسه وأدناها ودنّسها بالذنوب والمعاصي واقتراف ما يشينها ويعيبها.






هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 28 شوال 1437هـ/2-08-2016م, 06:46 AM
ولاء وجدي ولاء وجدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 87
افتراضي المجلس الثالث :مجلس مذاكرة تفسير سُوَر (من البلد الى الشرح)

بِسْم الله الرحمن الرحيم

استخرج ثلاث فوائد سلوكية، وبين كيف دلّت الآيات عليها في قوله تعالى:-
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد.
1-خلق الله الانسان في مشقة فعلى الانسان الاستعانة بالله في كل وقت و حين حتى يتغلب على مشقة الحياة و التعب فيها
2- عدم الوقوع في المعاصي و ان صغرت و الكبائر لان الله يعلم بخائنة الاعين و ما تخفي الصدور و ان يتقي الانسان ربه
3- تذكر نعم الله علينا و الحمد لله عليها و استشعار هذة النعم و استغلالها في الخير و هذا نوع من انواع الحمد
4-الله بين لنا طريق الحق و الباطل و الخير و الشر و بين لنا جزاء من يتبع كلا منهم و على الانسان ان يعقل هذا و يختار الحق و يبعد ان الضلال و ما يؤدي اليه من اعمال
السؤال الأول:
بيّن المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
المقسم به
الليل عندما ينسدل و النهار عندما يظهر و ينقشع الظلام و اختلاف البشر من جنسين الذكر و الأنثى.
المقسم عليه هو سعي الانسان اما شر او خير
و فائدة القسم هي توضيح الفرق بين السعي في الخير و السعي في الشر فكما يوجد اختلاف او تضاد في المقسم به فانه يوجد تضاد في المقسم عليه
السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) البلد.
القول الاول :مستوي و مستقيم قول ابن مسعود و ابن عباس و غيره ذكره ابن كثير .
القول الثاني :شدة خلق قول ابن جرير ذكره ابن كثير .
القول الثالث :نطفة ثم علقة ثم مضغة يتكبد في الخلق قول مجاهد ذكره ابن كثير .
القول الرابع :في شدة و مشقة قول سعيد و عكرمة و قتادة ذكره ابن كثير.
القول الخامس :ما يقابله الانسان من شقاء و مشقة ذكره السعدي و الاشقر .
السؤال الثالث: فسّر باختصار قوله تعالى:-
{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} الضحى.
يقسم الله بالضحى و هو الوقت ما بعد شروق الشمس و بزوغ نهارها و باليل اذا انسدل بانه سبحانه و تعالى لم يبغضه او يتركه او ينبذه بل احبه و قربه و أكرمه بالوحي و الرسالة و الآخرة سوف تكون لك أفضل و احسن من دار الدنيا و هي دار شقاء و فناء و سوف يعطيك الله أفضل ما تتمنى في الآخرة من نهر الكوثر و دخول امتك الجنة و الشفاعة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir