دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 10:58 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة من الآية 87 إلى الآية 100

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟


المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: المراد بروح القدس.
ب:
مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 02:17 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

السؤال الأول :
الفوائد السلوكية : ولَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُل وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
الاجابة :
1-من رحمة الله تعالى بعباده والكمال الالهي أنه لم يتركهم هملا بل تابع عليهم بالرسل لتوجيههم ونصحهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) ، وهذا في كل أمة ، قال تعالى : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)-فاطر- فيعلم المسلم أن الطريق الصحيح هو في وحي الله وعلى أيدي رسله ومن تبعهم فليلزم .
2-من أركان الإيمان الإيمان بكتب الله التي أنزلها الله تعالى هداية واصلاحا لشؤون المجتمع في كل أموره ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) وأعظم هذه الكتب المنزلة وأجلها هو القرآن الكريم الذي جعل الله تعالى فيه صلاح الأمة وهداياتها ، قال تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) –الأنعام ،فأجل العلوم وماأفضلها هو ماجاء به القرآن ، وما سواها من العلوم فهي لخدمة القرآن ، فمن أعرض عن القرآن هلك في متاهات الضلال والحيرة ، فالهدى كل الهدى في اتباع القرآن ، قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) –طه -
3-قال تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) فالله تعالى يصطفي من خلقه رسله ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) –الحج -
.اقتضت حكمته الالهية أن يؤيد الرسل بالمعجزات والبينات التي على مثلها يؤمن الناس ، وهذا من حكمته تعالى ورحمته حتى لا تشتبه الأمور على الناس ، وعندها يتمكنوا من معرفة الصادق من الكاذب ، وهلى هذا فعلى المسلم الواعي أن يستطيع أن يميز بين أحوال العباد الربانيين الذي اهتدوا بهدي الوحي ، وبين المشعوذين والكهنة الذين تلبسوا بلباس التقوى وهم أبعد مايكونوا عن ذلك / فلنتفطن .
4-جاءت رسل الله تعالى بالحق والهدى ، وهذا يدركه أصحاب الفطر الصحيحة والعقول السليمة ، ولكن من أصابت فطرته لوثة الضلال واتباع الهوى ، فمثله قد لا يلتفت لأمر الله ويعرض عنه (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ) ، وفرد الناس للحق ،أو انتشار الباطل بينهم لا يعني قبوله والرضى به ، فالحق هو ماجاءت بالرسل من وحي الله وأمره ، والأصل أن يعلم المسلم أن جميع أمور حياته لابد أن يردها إلى الله ورسوله ، قال تعالى : ( فإن تنتازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول ) –النساء- فيحذر المسلم أشد الحذر ممن يأخذ دينه .
5-الحقد والحسد واتباع الهوى من الذنوب العظيمة التي قد تهوي بصاحبها إلى كبائر الذنوب والاجتراء على محارم الله ، فقد وصلت في طوائف الضلال إلى التجرؤ على تكذيب الأنبياء وقتلهم ( فريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) وعلى المسلم أن يحذر من هذ الخصال الذميمة وأن يطهر قلبه منها ، وأن يتعاهد نفسه بين الفنية والفنية وأن يسأل الله التوفيق والسداد .




السؤال الثاني :
المجموعة الثالثة :
فسّر قول الله تعالى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة
ذكرت هذه الآية طائفة من اليهود عرفوا الحق وتبين لهم صدق محمد صلى الله عليه وسلم وصفته في التوراة لكنهم مع هذا أعرضوا وباعوا الحق بالباطل وكتموا ما في كتابهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال مجاهد : شروا الحق بالباطل ) ، وقال السدي : ( باعوا به أنفسهم ) ، فبئس ما اعتاضوا لأنفسهم من الضلال ورضوا به ، وكان الأجدر بهم أن يؤمنوا بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم ويعمدوا إلى تصديقه ونصرته وهم الذين كانوا ينتظرون خروجه ، وما حملهم على هذا إلا البغي والحسد الذي ملأ قلوبهم أن يكون هذا النبي من غيرهم ، وكرهوا أن ينزل الله تعالى فضله من النبوة والرسالة على من يشاء من عباده
إذ بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ومن قبله عيسى عليه السلام ، وعلى هذا الفعل الفظيع استوجبوا واستحقوا بغضب على غضب بما كفروا بالتوراة وأعرضوا عنها وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم وكفروا بعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فاستحقوا العذاب المهين في النار لتكبرهم على أمر الله وحكمته واستكبروا عن عبادته تعالى الذي اقتضى لهم الخلود في النار .




السؤال الثاني :
اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون
قوله تعالى : قليلا : نعت لضمير محذوف تقديره : ( فإيمانا قليلا مايؤمنون ) ، والضمير في يؤمنون لحاضري محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتجه هذا إلى قلة إيمان :
-أما أن يكون من آمن منهم قليل ( فيقل لقلة الرجال )
-قليل إيمانهم بمعنى أنهم يؤمنون بما جاءهم موسى عليه السلام من أمر المعاد والثواب والعقاب ، ولكن هذا الإيمان لا ينفعهم لأنه لا يقف أمام كفرهم وعنادهم وتكبرهم عما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
ومثله: لأنهم لم يبق لهم بعد كفرهم غير التوحيد على غير وجهه قد قللوه بكفرهم وجحدهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وردوا ما جاءت به التوراة من صفته ( قليلا من حيث انتفاعهم بالايمان )
-أو لأن وقت إيمانه قليل عندما كانوا يستفتحون بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه إذ قد كفروا بعد ذلك(وقتا قليلا )
-وقيل أنهم كانوا غير مؤمنين بشيء ، وإنما قال ( فقليلا ما يؤمنون ) وهم بالجميع كافرون كما تقول العرب ( قلما رأيت مثل هذا قط ) ويقصدون : ما رأيت مثل هذا قط .



والقول الراجح : هو أنهم قيل من آمن منهم واتبع محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنن بقي على دينه ففليلا ما نفعهم إيمانهم بدينهم لأنهم جحدوا منه وردوا ما لم يوافق هواهم فكان ما بقي لهم من أيمان ببقية شرعهم قليل لا ينفعهم – والله أعلى وأعلم –
.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب
-الغضب الأول كفرهم بعيسى عليه السلام والانجيل ، ثم الغضب الثاني كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن
-الغضب الأول فيما ضيعوا من التوراة وهي معهم ، وغضب بكفرهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
-الغضب الأول حين عبدوا العجل ، والغضب الثاني حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم
-غضب لقولهم عزير ابن الله ، والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم
-غضب على غضب أي : بإثم استحقوا به النار على إثم تقدم أي استحقوا به أيضا النار
-وقيل غضب على غضب هو للتأكيد وتشديد الحال عليهم ، لأنه أراد غضبين معللين بمعصيتين
والراجح : أنهم عصوا الله تعالى بما استوجبوا به الغضب بما ضيعوا من التوراة ( وهذه شملت معاصي وذنوب كثيرة ) وأتموها بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد وجدوا صفته في التوراة وهم على هذا يتأكد عليهم غضب الله والتشديد على حالهم لتجرؤهم على رد أوامر الله
والله أعلى وأعلم

السؤال الثالث :
بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين
جاء الاظهار في موضع الاضمار : ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) حتى لا يشكل عود الضمير .
فجاءت العبارة بعموم الكافرين لأن عود الضمير على ( من ) يشكل سواء أفردته أو جمعته ، ولو صرفنا نظرا عن هذا الاشكال واعتمدنا على أن السامع سيفهم المقصود للزم تعيين قوم بعداوة الله لهم .
ويحتمل أن الله تعالى أن بعض ممن كان عدوا سيؤمن فلا ينبغي أن تطلق العداوة للمآل
.السؤال الرابع :
استدلّ على صدق النبوة مما درست.

-يؤكد الله تعالى على أنه سبحانه يبعث رسلا للهداية ، وذكر موسى عليه السلام فقال : ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) فما زال بعد موسى انبياء يرسلهم الله يحملون شرع الله ، فقال : ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) فالأنبياء كلهم مؤيدون من الله منصورون . ومازال اليهود على دأبهم في التكذيب والاستكبار وقتل الأنبياء ، وجاء قوله تعالى ( فريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) ففيه اشارة إلى بتكذيبهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاءهم بالحق والهدى ومحاولة قتله صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة . وفي هذا تأكيد على أمور غيبية حدثت قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بعثته وما سيحدث بعد ذلك ، وهذا من اخبارالله تعالى نبيه بذلك بوحي .
-وأن اليهود كانوا يستفتحون بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه لأنهم على علم من كتابهم أنه نبي صدق وحق سيبعث في جزيرة العرب ولهذا كان تجمعهم في تلك المنطقة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو النبي الحق المذكور في كتبهم بصفته ( وفي هذا اخبار لهم بما كتموه عن العرب وغيرهم حتى لا يتبعه الناس ففضحهم الله تعالى )
-وأكد الله تعالى ما كتموه في صدورهم من البغي والحسد وأنه سبب تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا باعوا أنفسهم ، واختاروا الكفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم على نصرته وتأييده ( وكان هذا أمرا غيبيا في نفوسهم لم يكن ليعلمه محمد صلى الله عليه وسلم إلا بوحي )
-ثم يأمرهم الله تعالى بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( آمنوا بما أنزل الله ) وهو سبحانه يعلم أنه أمرهم بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه بأنه النبي الخاتم ، وإذا بهم يزعمون أنهم يؤمنون بما أنزل عليهم ويكفرون بما وراءه ( وهم يقصدون في ذلك الكفر بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ) فيرد عليهم تعالى فأوسعهم كذبا وتفنيداوأن دأبهم الجحود والكفر والتكذيب فقال : ( فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ) وفي هذا ما فيه من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وتأييد رسالته
-ثم يذكر تعالى حالهم في سابق عهدهم من الرسالات والنبوات السابقة ( ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون..... ) وهذا مما لم يحضره محمد صلى الله عليه وسلم في عهده فكيف له أن يعرفه إن لم يبلغه الله تعالى به؟
-ثم يتحداهم بتمني الموت على قولهم ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كانو هودا أو نصارى ) وقولهم ( نحن أبناء الله وأحباؤه) وفي هذا حجة على صحة الاسلام وصدق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال لهم تمنوا الموت ثم أعلمهم أنهم لن يفعلوا ، وكان ما أخبر به الله تعالى ، ويؤكد تعالى : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) وهذا دليل علمهم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 06:37 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
بِسْم الله الرحمن الرحيم :
- علينا تقوية علاقتنا بالله عز وجل لأن الله سبحانه هو الذي يؤيد أولياءه وأحباءه .
- وجوب الإيمان بجميع الرسل لأنهم كلهم مرسلون من عند الله.
- عدم اتباع الهوى ووجوب طاعة أوامر الله والابتعاد عن نواهييه حتى إذا لم توافق أهواءنا.
- البعد عن الاستكبار فهو رأس البلاء والمهلك لأصحابه والتواضع للصالحين حتى إن لم يرقنا حالهم وكلامهم .
المجموعة الثالثة :
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.
( بئس مّا اشتروا به أنفسهم )
( بئس)يدل على جنس، وإنما كانتا كذلك لأن "نعم" مستوفية لجميع المدح، و"بئس" مستوفية لجميع الذم،والمعنى :بئس شيئا اشتروا به أنفسهم،و(اشتروا) بمعنى باعوا، يقال: شرى واشترى بمعنى باع، وبمعنى ابتاع، ومرجع الضمير في ( أنفسهم ) على اليهود
- قال مجاهدٌ: «{بئسما اشتروا به أنفسهم}يهود شروا الحقّ بالباطل، وكتمان ما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم بأن يبيّنوه»
( أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده )
(بما أنزل اللّه) يعني به القرآن.
- ويحتمل أن يراد به التوراة لأنهم إذ كفروا بعيسى ومحمد عليهما السلام فقد كفروا بالتوراة،
- ويحتمل أن يراد به الجميع من توراة وإنجيل وقرآن، لأن الكفر بالبعض يلزم الكفر بالكل،
و(بغياً) مفعول من أجله، وقيل: نصب على المصدر.
و(أن ينزّل) نصب على المفعول من أجله أو في موضع خفض بتقدير: بأن ينزل.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير «أن ينزل» بالتخفيف في النون والزاي،
و(من فضله) يعني من النبوة والرسالة.
و(من يشاء) يعني به محمدا صلى الله عليه وسلم لأنهم حسدوه لما لم يكن منهم وكان من العرب. ويدخل في المعنى عيسى عليه السلام لأنهم قد كفروا به بغيا، والله قد تفضل عليه.
( فباءوا بغضب على غَضَب )
معنى {باءوا} استوجبوا، واستحقّوا، واستقرّوا بغضبٍ على غضبٍ.
ومعنى {بغضب على غضب}فيه ثلاثة أقوال:
قال بعضهم:{بغضب} من أجل الكفر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- {على غضب} على الكفر بعيسى -صلى الله عليه وسلم-، يعني بهم اليهود.
وقيل:{فباءوا بغضب على غضب} أي: بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدم أي: استحقوا به أيضا
و(بغضبٍ) معناه من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على غضب متقدم من الله تعالى عليهم
وقيل في الغضب المتقدم أقوال :
- قيل: لعبادتهم العجل،
- وقيل: لقولهم عزير ابن الله،
قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم».
- وقال أبو العالية: «غضب اللّه عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى، ثمّ غضب عليهم بكفرهم بمحمّدٍ، وبالقرآن عليهما السّلام»، [وعن عكرمة وقتادة مثله].
- قال السّدّيّ: «أمّا الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم»، [وعن ابن عبّاسٍ مثله] خلاصة ماذكره المفسرون الثلاثة .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فالمعنى: على غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها.ورجح هذا القول ابن عطية .
والقول الثالث:
- وقال قوم: المراد بقوله: {بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين. ذكره ابن عطية.
( وللكافرين عذاب مهين )
(مهينٌ) مأخوذ من الهوان، وهو ما اقتضى الخلود في النار، ولمّا كان كفرهم سببه البغي والحسد، ومنشأ ذلك التّكبّر، قوبلوا بالإهانة والصّغار في الدّنيا والآخرة.

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
في ذلك أقوال :
1- فقال بعضهم: فقليلٌ من يؤمن منهم [واختاره فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني].
- وقيل: فقليلٌ إيمانهم. بمعنى أنّهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثّواب والعقاب، ولكنّه إيمانٌ لا ينفعهم، لأنّه مغمورٌ بما كفروا به من الذي جاءهم به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وقال بعضهم: إنّهم كانوا غير مؤمنين بشيءٍ، وإنّما قال: {فقليلا ما يؤمنون} وهم بالجميع كافرون، كما تقول العرب: قلّما رأيت مثل هذا قطّ. حكاه ابن جرير .ذكره ابن كثير .
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
معنى {باءوا} استوجبوا، واستحقّوا، واستقرّوا بغضبٍ على غضبٍ.
ومعنى {بغضب على غضب}فيه ثلاثة أقوال:
قال بعضهم:{بغضب} من أجل الكفر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- {على غضب} على الكفر بعيسى -صلى الله عليه وسلم-، يعني بهم اليهود.
وقيل:{فباءوا بغضب على غضب} أي: بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدم أي: استحقوا به أيضا
و(بغضبٍ) معناه من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على غضب متقدم من الله تعالى عليهم.
وقيل في الغضب المتقدم أقوال :
- قيل: لعبادتهم العجل،
- وقيل: لقولهم عزير ابن الله،
قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم».
- وقال أبو العالية: «غضب اللّه عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى، ثمّ غضب عليهم بكفرهم بمحمّدٍ، وبالقرآن عليهما السّلام»، [وعن عكرمة وقتادة مثله].
- قال السّدّيّ: «أمّا الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم»، [وعن ابن عبّاسٍ مثله] خلاصة ماذكره المفسرون الثلاثة .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فالمعنى: على غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها.ورجح هذا القول ابن عطية .
والقول الثالث:
- وقال قوم: المراد بقوله: {بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين. ذكره ابن عطية.
3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
لئلا يشكل عود الضمير .
ويحتمل أن الله تعالى قد علم أن بعضهم يؤمن فلا ينبغي أن تطلق عليه عداوة الله للمآل.
ذكره ابن عطية.
-وقيل :فيه إيقاع المظهر مكان المضمر، حيث لم يقل: فإنّه عدوٌّ للكافرين. قال: {فإنّ اللّه عدوٌّ للكافرين}، كما قال الشّاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيءٌ ....... نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا
أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له.ذكره ابن كثير .
4: استدلّ على صدق النبوة مما درست .
الدليل قوله تعالى:
" قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كُنتُم صادقين "
للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين في هذه الآية أعظم حجة, وأظهر آية, وأدلة على الإسلام، وعلى صحة تثبيت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال لهم: تمنّوا الموت وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبداً, فلم يتمنّه منهم واحد؛ لأنهم لو تمنوه لماتوا من ساعتهم"فدل هذا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 11:13 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة الآيات (87 – 100)

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 – 100)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).


اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87( }البقرة

.
إجابة السؤال الأول: الفوائد السلوكية:
1- سعة رحمة الله سبحانه بخلقه ، ومن ذلك إرسال الرسل وإنزال الكتب .
2- الإيمان بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله.
3- الخضوع والتسليم لشرع الله، وعدم الاستكبار.
4- أن لابد للحق من دليل راسخ وقوة تحميه. قال تعالى:{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}.
5- أنه كلما كان العبد متعلق بالله كان أعظم وأشرف، قال تعالى: { رُوحِ الْقُدُسِ}.
6- مخالفة الهوى ، وعدم اتباعه، لأنه سبب الاستكبار والكفر.
7- استخدام جميع السبل المتاحة للدعوة إلى الحق ونصرته.

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:


المجموعة الأولى:
1:فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}البقرة.


جـ1: التفسير:
قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ الطّبريّ رحمه اللّه: أجمع أهل العلم بالتّأويل جميعًا [على] أنّ هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل، إذ زعموا أنّ جبريل عدوٌّ لهم، وأن ميكائيل وليٌّ لهم، ثمّ اختلفوا في السّبب الذي من أجله قالوا ذلك، ووقال مجاهدٌ: ((قالت يهود: يا محمّد، ما ينزل جبريل إلّا بشدّةٍ وحربٍ وقتالٍ، وإنّه لنا عدوٌّ. فنزل: {قل من كان عدوًّا لجبريل}الآية)). ذكره ابن كثير
يقول سبحانه وتعالى{قُلْ}:أي قل يامحمد لليهود .
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ: أي من كان يعادي رسول الله إلى رسله ، وهو جبريل أمين الوحي عليه السلام الرّوح الأمين الذي نزل بالذّكر الحكيم على قلبك من اللّه بإذنه له في ذلك ، ومن عادى رسولًا فقد عادى جميع الرّسل، كما أنّ من آمن برسولٍ فإنّه يلزمه الإيمان بجميع الرّسل، وكما أنّ من كفر برسولٍ فإنّه يلزمه الكفر بجميع الرّسل ، وجبريل: جاء فيه لغات كثيرة ، أشهرها جبريل ، وجبرائيل ،وهو موكل بالوحي.
فَإِنَّهُ: أي فإن الله سبحانه ، فالضمير عائد عليه.
نَزَّلَهُ :أي جبريل عليه السلام، وقيل أن الضمير في أنه عائد على جبريل ، وفي نزله عائد على القرآن، والمعنى أن الله سبحانه أنزل جبريل دون غيره من الملائكة بالقرآن والوحي.
عَلَى قَلْبِكَ:أي على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف.
بِإِذْنِ اللَّهِ : أي بعلمه وتمكينه إياه من هذه المنزلة .
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ: أي مصدقا لما تقدمه من الكتب التي أنزلها الله سبحانه.
وهدًى وبشرى للمؤمنين: هدىً أي إرشاد، والبشرى: أكثر استعمالها في الخير، ولا تجيء في الشر إلا مقيدة به، ومعناه أنه هدىً لقلوبهم ، وبشرى لهم بالجنة ، وهذا لا يكون إلا للمؤمنين.
قال ابن عطية: [ومقصد هذه الآية: تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم وذم معاديه].
من كان عدوًّا للّه: هذا وعيد وذم منه سبحانه لمن عادى جبريل عليه السلام ، وفيها إعلام أن من عادى بعض رسل الله سواء من الملائكة أو البشر فقد عادى الله سبحانه.
عدوًّا للّه: وعداوة العبد لله هي معصيته واجتناب طاعته ومعاداة أوليائه، وعداوة الله للعبد تعذيبه وإظهار أثر العداوة عليه. كما ذكره ابن عطية
وملائكته ورسله وجبريل وميكال: هذا من باب عطف الخاصّ على العامّ، فإنّهما دخلا في الملائكة، ثمّ عموم الرّسل خص الله جبريل وميكائل لفضلهما ، وقيل لأن اليهود ذكروهما والسّياق في الانتصار لجبريل وهو السّفير بين اللّه وأنبيائه.
وميكال: هو ملك من ملائكة الله سبحانه ، موكّلٌ بالقطر والنّبات فيه لغات منها : ميكائيل , وميكال, وقد قرئ بهما جميعاً، وفيه أيضاً غيرهما، رواى ابن جريرٍ عن عكرمة أنّه قال: ((جبر، وميك، وإسراف: عبيد. وإيل: الله)).
فإنّ اللّه عدوٌّ للكافرين: وهذا فيه إيقاع المظهر مكان المضمر ، وذلك لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له، ومن كان اللّه عدوّه فقد خسر الدّنيا والآخرة،وقد جاء في الحديث: ((من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب))وفي الحديث الآخر: ((إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب))وفي الحديث الصّحيح: ((ومن كنت خصمه خصمته((.


2:اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من

:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
أ: ورد في كلمة غلف قراءتين رئيسيين ، ويُبنى عليهما ما جاء في معنى الكلمة:
الأولى:غُلْف. بسكون اللام ، وهى أجود القراءتين ، لأن لها شاهد من القرآن ومعناها: ذوات غلف، الواحد منها أَغْلَف، وعلى هذا يكون المعنى قلوبنا في أوعية، وذلك لعدم طهارة قلوبهم، وأنّها بعيدةٌ من الخير. والدليل على ذلك قوله: {وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}، ويندرج تحت هذا القول ، ويرجع إليه ما جاء عن بعض السلف من اقوال:
قيل معناه: في أكنّةٍ. وهذا قاله قتادة ، ورواه محمّد بن إسحاق عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عباس، وقد جاء عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم أنه قال: ((يقول: قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول))، قرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}.
وقيل معناه: لا تفقه. وهذا قاله أبو العالية ، ورواه عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس.
وقيل هي القلوب المطبوع عليها. قاله عكرمة ، وذكره العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ.
وقيل معناه: عليها غشاوةٌ. قاله مجاهد
وقال السّدّيّ : يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء. ذكره ابن كثير
وهذا هو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد ممّا روي من حديث عمرو بن مرّة الجمليّ، عن أبي البختريّ، عن حذيفة، قال: ((القلوب أربعةٌ)) فذكر منها: ((وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر)).
الثانية: غُلُف. بضم اللام ، وهو جمع غلاف وغُلُف، مثل: مثال ومُثُل، وحِمار وحُمُر، فيكون معنى هذا: إن قلوبنا أوعية للعلم.
روى الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وقالوا قلوبنا غلفٌ}قال: ((قالوا: قلوبنا مملوءةٌ علمًا لا تحتاج إلى علم محمّدٍ، ولا غيره)) .
- وقال عطيّة العوفيّ: {وقالوا قلوبنا غلفٌ} ((أي: أوعيةٌ للعلم)). وهذا خُلاصة ما ذكره الزجاج وابن كثير

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.


ب: ورد في غرض الأمر في الآية أقوال:
1-أن المراد به : أي أريدوه بقلوبكم واسألوه، هذا قول جماعة من المفسرين. وهذا الأقرب للصواب وفسر به ابن كثير الآية
2-وقال ابن عباس: المراد فيه السؤال فقط وإن لم يكن بالقلب. وأورده أيضاً ابن كثير عن الضحاك
3-وقال ابن عباس وغيره : إنما أمروا بالدعاء بالموت على أردأ الحزبين من المؤمنين أو منهم.
4-وقيل أن سبب هذا الدعاء إلى تمني الموت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد به هلاك الفريق المكذب أو قطع حجتهم، لا أن علته قولهم نحن أبناء الله. وهذا أورده ابن عطية عن بعض الفرق

3:
بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس. جـ3:الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس ، لأنه جاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، كما قال تعالى إخبارًا عن عيسى:{ولأحلّ لكم بعض الّذي حرّم عليكم وجئتكم بآيةٍ من ربّكم}الآية[ 50 ]آل عمران، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات ، ما يؤيده. خُلاصة ما ذكره ابن كثير


4:ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
جـ4: الحكمة في ذلك هى إنّه عليم بمجازاتهم, وهذا جرى في كلام الناس المستعمل بينهم إذا أقبل الرجل على رجل قد أتى إليه منكرا، قال: أنا أعرفك، وأنا بصير بك ، فالمعنى: إنه عليم بهم, وبصير بما يعملون، أي: يجازيهم عليه بالقتل في الدنيا, أو بالذلّة والمسكنة وأداء الجزية ، والفائدة من ذلك : تخصيصهم حصول الوعيد. خُلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 11:58 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

حل مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة

الآيات (87 - 100)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة


1- على العبد أن يحرص على ما أتاه الله من النّعم والمواهب وأن يسخرها في طاعة الله والدعوة إلى دينه اقتداء برسل الله
2- اتباع الهوى به فيه الهلاك فعلى العبد أن يحرص على التفقه في الدّين وإلزام النفس بتباع أمر الله وعدم مخالفته من قوله تعالى (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ )
3- الأمراض القلبية شأنها خطير فعلينا أن نتفقد أنفسنا ونسعى في صلاحها قوله تعالى (اسْتَكْبَرْتُمْ )
4- صفة الكذب صفة ذميمة تسوق إلى أفعال عظيمة خطيرة فعلينا أن نراقب أنفسنا جيداً وأن لا نقع فيها ولو كان مزاحا قوله تعالى(فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ )
5- اظهرت الآية الجليلة صفات بني اسرائيل الذميمة لنعرف صفاتهم ونحذر من مشابهتهم ولو تزينوا بغيرها من الصفات الحسنة

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:

1 : فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ و يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.

يخاطب الله عزوجل النّبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية وخطابه للنّبيّ صلى الله عليه وسلم خطاب لأمّته، وقد أجمع أهل التفسير على أن هذه الآية نزلت جواباً لليهود من بني اسرائيل، حين زعموا أن جبريل عدواً لهم وأن ميكائيل وليّ لهم ،
وأختلف المفسرون في السبب وذكروا أقوال : منها .
- أن اليهود سألوا النّبي صلى الله عليه وسلم ،عن أربعة أشياء، عما حرم إسرائيل على نفسه، فقال: «لحوم الإبل وألبانها»، وسألوه عن الشبه في الولد، فقال: «أي ماء علا كان الشبه له»، وسألوه عن نومه، فقال:«تنام عيني ولا ينام قلبي»، وسألوه عمن يجيئه من الملائكة، فقال: «جبريل»، فلما ذكره قالوا: ذاك عدونا، لأنه ملك الحرب والشدائد والجدب، ولو كان الذي يجيئك ميكائيل ملك الرحمة والخصب والأمطار لاتبعناك، وأورد " ابن كثير حديث " ابن عباس" رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد في مسنده ]]
- القول الثاني : ذكره "ابن كثير"عن "ابن جرير"من أجل مناظرة جرت بينهم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في أمر النّبي صلى الله عليه وسلم ،ذكره " ابن كثير" من رواية " ابن جرير" عن " الشعبي"
و" قتادة" وذكر أن فيه انقطاع .
- الثالث : أنها نزلت بسبب كلام جرى بين اليهود للمسلمين ، ذكره " ابن كثير من رواية "ابن جرير"عن أبي ليلى .
- الرابع : ذكره " ابن عطية" قالوا أن سبب عداوتهم لجبريل أنه حمى بختنصر حين بعثوا إليه قبل أن يملك من يقتله، فنزلت هذه الآية لقولهم.
و" جبريل" اسم أعجمي عربته العرب ولها فيه عدة لغات، بعضها موجود في أبنية العرب، وبعضها خارجة عن أبنيتة .
وذكر ابن عباس رضي الله عنه وغيره أن «جبر» و«ميك» و«سراف» كلها بالأعجمية بمعنى عبد ومملوك، وإيل: اسم الله تعالى، ويقال فيه إلّ، ومنه قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين سمع سجع مسيلمة: «هذا كلام لم يخرج من إلّ».
وذكر الزّجاج أن أجود اللغات "جَبرئيل" بفتح الجيم، والهمز، لضبط اصحاب الحديث له في حديث صاحب الصور : «جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره»، وذكر لغة شاذة لا يجوز القراءة بها في القرآن، لأنها خلاف المصحف وهي" جبرين"
وأورد " ابن كثير" عدة رويات عن " أبي حاتم" عن " ابن عباس" وغيره في معنى اسم"جبريل"أنها كقوله"عبد اللّه"و"عبد الرّحمن"
وقوله تعالى: {فإنّه نزّله على قلبك} ذكر " ابن عطية" أن الضمير في {فإنّه} عائد على الله عز وجل،
وأورد قولاً أخر، أنه عائد على جبريل، وهو ظاهر كلام " ابن كثير .

وأما الضمير في {نزّله} فذكر " ابن كثير " و" ابن عطية" أنه عائد على جبريل صلى الله عليه وسلم، والمعنى: بالقرآن وسائر الوحي، وأورد " ابن عطية" قولا أخر أنه يعود على القرآن

وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف،

ومقصد هذه الآية تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم، لأن من عادى جبريل فإنه عدو لله؛ لأنّ جبريل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه، وإنّما ينزل بأمر ربّه كما قال: {وما نتنزل إلا بأمر ربّك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربّك نسيًّا}[
وقوله (بإذن الله ) أي بعلمه وتمكينه له ،«وما بين يديه» أي الكتب المتقدمة

قوله وهدًى وبشرى للمؤمنين} أي: هدًى لقلوبهم وإرشاداًلهم ،وبشرى لهم بالجنّة، وليس ذلك إلّا للمؤمنين، والبشرى: أكثر استعمالها في الخير، ولا تجيء في الشر إلا مقيدة به،

وجبريل وميكال} وهذا من باب عطف الخاصّ على العامّ، فإنّهما دخلا في الملائكة، ثمّ عموم الرّسل، ثمّ خصّصا بالذّكر؛ لأنّ السّياق في الانتصار لجبريل وهو السّفير بين اللّه وأنبيائه،

قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}
هذه الآية، وعيد وذم لمعادي جبريل عليه السلام، وإعلام أن عداوة البعض تتضمن الكل ، وأن معاداة
الله هي معصيته واجتناب طاعته ومعاداة أوليائه، وعداوة الله للعبد تعذيبه وإظهار أثر العداوة عليه،
وسبب تخصيص ذكر جبريل وميكائيل وهم من الملائكة من باب عطف الخاص على العام ، وذلك لتشريفها ولأن سياق الآيات تتحدث عنهما ،وقرن مع جبرائيل ميكائيل في اللّفظ؛ لأنّ اليهود زعموا أنّ جبريل عدوّهم وميكائيل وليّهم، فأعلمهم أنّه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر وعادى اللّه أيضًا.
وورد «ميكائل» لغات مختلفة وذكر فيها كما ذكر في "جبريل"
وأظهر لفظ الجلالة في قوله: {فإنّ اللّه} لتعم جميع الكافرين المعادين لله ورسوله، ولما كان بسابق علمه
أنه قد يؤمن بعضُ منهم ،فعمم الآية ولم تقتصر عليهم .


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ورد في قراءة (غلف) وجهان ،(غُلْف) و(غُلُف)،وذكر الزّجاج إن أجود القراءتين (غُلْف) بإسكان اللام، لأن له شاهدا من القرآن،
وذكر المفسرون في معنى قوله تعالى " غلف" عدة أقوال ترجع إلى القراءتان السابقتان :
- قال عكرمة: «عليها طابعٌ».
- وقال أبو العالية: «أي: لا تفقه».
- وقال السّدّيّ: «يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء».
- وقال الحسن :«لم تختن». أي أنها بعيدةُ عن الخير ولم تطهر
ويجمع هذه الأقوال ما قاله عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، في قوله: {غلفٌ} قال: «يقول: قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول»، قرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}، ذكر هذه الأقوال " ابن كثير" ونحوه ذكر الزجاج ، أي قلوبنا في أوعية ،مستشهداً بالآية السابقة ، ويرجع هذا القول إلى القراءة بضم العين وتسكين اللام (غُلْف)

وهذا هو الرّاجح ،وهو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد بحديث حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ». فذكر منها: «وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر».

- القول الثاني : أي قوبنا أوعية للعلم ،ويرجع هذ القول إلى القراءة بالضم (غُلُف) ذكره ابن كثير عن
عطية ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : «قالوا: قلوبنا مملوءةٌ علمًا لا تحتاج إلى علم محمّدٍ، ولا غيره». وذكره الزّجاج

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
غرض الأمر تحديهم وإثبات صدق النّبيّ صلى الله عليه وسلم

3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأيده بالبينات وروح القدس زيادة في تنكيل الذين
كفروا به وكذبوه،وكذلك لأن ما ورد في شريعة عيسى يخالف مافي التوراة فعاندوا وحسدوا فخصّه الله
في هذه الآيات تشريفاً له وتكبيتاً لهم .


4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
الحكمة من ذلك تخصيصهم بحصول الوعيد لأن الآية تتضمن هذا .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 02:22 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
الفوائد السلوكية من الآية:
1-وجوب تعظيم الله في نفوسنا بما هوأهل له ، لما له من السماء الحسنى والصفات العلى ، دل عليه نون العظمة في قوله تعالى:(ءاتينا – قفينا- أيدنا).
2- وجوب تعظيم رسل الله كلهم لأن تعظيمهم من تعظيم رسولنا ،وذلك ركن من أركان الإيمان فكل الرسل مرسلون من عند الله مؤيدون منه سبحانه ،دل عليه قول الله تعالى {ولقد آتينا موسى الكتاب.......}
3-وجوب الحذر من الكبر لأنه سبب كل الشر في الدنيا وأيضا سبب في الحرمان من دخول الجنة في الآخرة ،كما قال رسول صاى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) ،دل عليه مفهوم الآية.
4- وجوب الحذر من أتباع الهوى لأن أتباع الهوى لا يأتي بخير، وقد يؤدي إلى الوقوع في الموبقات ، دل عليه قول الله تعالى { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكيرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون}.
5- وجوب شكر نعم الله علينا ، إذ خلقنا وزرقنا ولم يتركنا هملاً ،بل أرسل إلينا الرسل وأنزل معهم الكتب لهدايتنا للرشاد ،وليخرجنا من الظلمات إلي النور ، فما أعظمها من نعمة عناية الله بنا.
6-وجوب الحذر من أمراض القلوب التي تفتك بدين الإنسان من الحسد والحقد ولكبر والعجب والرياء ،ومن يترك نفسه بدون محاسبة وتقويم لها يعرضها لسخط الله،ولعقوبته من اللعن والطبع على القلب،دل عليه مفهوم الآية.
7- وجوب تفويض الأمر كله لله والتسليم له ،وتعلق القلب به وحده ،لأنه الذي بيده الخلق والأمر،وهو الذي أرسل الرسل وأيدهم بالآيات الواضحات وأنزل الكتب ،دل عليه قول الله تعالى:{لقد آتينا موسى الكتاب .......}.
المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.
يقول الله تعالى في سياق تعداد نعمه على بني إسرائيل في قصتهم مع نبيهم موسى عليه السلام الذي أرسل إليهم ،منبهاً أمة محمدصلى الله عليه وسلم و ضارباً لهم مثلاً للذين عصوا رسولهم وما حاق بهم من العذاب في الدنيا و الآخرة ،فقال تعالى ولقد جاءكم رسولكم موسى عليه السلام بالآيات الواضحات الدالة على صدقه ، ثم بعد أن ذهب لميقات ربه لم تصبروا حتى يعود إليكم جعلتم العجل إلها لكم تعبدونه من دون الله ،وأنتم بذلك ظالمون أنفسكم للإشراككم بالله ما لم ينزل به سلطان ،وهو سبحانه المستحق للعباده وحده ، ثم يذكرهم سبحانه وتعالى بما أخذ عليهم بالعهود المؤكدة باتباع رسولهم الذي أرسل لهم وقبول ما جاء به من عند الله ،ورفعنا فوقكم جبل الطور تخويفاً لكم و قلنا لكم خذوا ما آتيناكم من التوارة بجد واجتهاد واسمعوا سمع استجابه وقبول وإلا أُ سقط الجبل فوقكم ،فقلتم سمعنا بأذننا وعصينا بأفعالنا وتمكن حب العجل في قلوبهم بسبب كفرهم بالله ورسولهم ،فلذلك قل لهم يا أيها الرسول :بئس ما يأمركم به هذا الإيمان الذي قلتم فيه سمعنا وعصينا أن كنتم مؤمنين ،لأن المؤمنين يجب أن يكون شعارهم "سمعنا وأطعنا"
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
المراد بروح القدس على أقوال:
القول الأول:روح القدس هو جبريل عليه السلام ،والدليل قال النبي صلي الله عليه وسلم لحسان بن ثابت:"اهج قريشاً وروح القدس معك "وفي رواية :" وجبريل معك" .،نص عليه ابن مسعود في تفسيره و قاله ابن عباس ومحمد القرظي وعطية العوفي والسدي والضحاك والربيع وقتادة وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثيرورجحه ابن جرير.
وقيل أن القدس هو اسم من أسماء الله تعالى والأضافة على هذا إضافة الملك إلى المالك ،قاله الربيع ومجاهد والحسن البصري،وذكره القرطبي و ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني : هو الاسم الأعظم الذي كان يحي به عيسى عليه السلام الموتى، قاله ابن عباس ،وذكره ابن جريروالقرطبي وابن عطيه وابن كثير.
القول الثالث:هو الإنجيل ،سمي روح القدس كما سمي القرآن روحاً، قاله ابن زيد ،وذكره ابن عطيةوابن كثير .
القول الرابع:المراد روح عيسى نفسه المقدسة المطهرة ذكره ابن كثير عن الزمخشري.
القول الأول هو الراجح ورجحه ابن جرير.
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
مرجع هاء الضمير في (بعده) على أقوال:
القول الأول: يعود على موسى عليه السلام ،ويكون معنى الآية :أي من بعد أن غاب عنكم موسى في المناجاة ،ذكره ابن عطية وابن كثير .
القول الثاني : يعود على المجئ ،ويكون معنى الآية :أي من بعد مجئ موسى عليه السلام بالآيات الواضحات ، وهه الآيةرد عليهم في أن من آمن بما نزل عليه لا يتخذ العجل ، ذكره ابن عطية.
والراجح القول الأول.
3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
استعمال فعل القتل في صيغة المضارع يدل على أن الأمر مستمر،
فأراد بذلك وصفهم في المستقبل ،وأشارة بذلك في محاواتهم قتل النبي صلى الله عليه سلم بالسم والسحر كما قال صلى الله عليه وسلم في مرض موته: ) ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري)رواه البخاري
4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى:{ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}
فهم كفروا بما أنزل الله علي رسوله ظلماً وحسداً بسبب إنزال النبوة والقرآن على محمد صلي الله عليه وسلم وهو من العرب وليس منهم بن إسرائيل والله ينزل كتابه على من يشاء من عباده ويؤتي فضله من يشاء.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 08:24 AM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1- على المؤمن أن يعتبر بمن مضى فلايتصف بما وصفوا به من الحسد ومعرفة الحق وعدم اتباعه .
2- الكبر يمنع الإنسان من قبول الحق فعلى المؤمن ألا يقع فيه .
3- ذم الهوى وعدم اتباع النفس هواها لأنها تهلكها .
المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.2:
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ) يخبر الله سبحانه أن موسى عليه السلام جاءهم بالآيات الواضحة والدالة على صدقه وأنه رسول الله وأن لا إله إلا الله ومن الآيات العصا وفرق البحر والتوارة والطوفان وغيرها .
(ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) ثم اتخذتم معبودا من دون الله وذاك في زمن موسى عليه السلام من بعد ماجاءكم لماغاب لمناجاة الله وأنتم ظالمون بصنيعكم هذا وأنتم تعلمون أن لا إله إلا الله
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) يخبر الله سبحانه أنه لما أخذ الله على بني إسرائيل الميثاق فخالفوا رفع فوقهم الطور قبلوا ثم خالفوا.
(خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) أمرهم الله بأخذ التوراة والشرع بعزم وجد ونشاط وأطيعوا لكنهم خالفوا وقالو سمعنا وعصينا قيل أنهم قالو وقيل بمقتضى فعلهم .
(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ )
وجازاهم الله بسبب كفرهم أنهم أشربت قلوبهم حب العجل
(قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)أي قل لهم بئس الإيمان الذي في قلوبكم إن كانت هذه أفعالكم .
اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.

وردت فيها أقوال :
القول الأول :جبريل عليه السلام وهذا أصح الأقوال والدليل على ذلك
قوله تعالى: {نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ}
قول لنبي صلى الله عليه وسلم لحسان( اهج قريشا وروح القدس معك) مرة قال له: «وجبريل معك»
وقوله صلى الله عليه وسلم «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»
والآية التي بعدها تدل على ذلك {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} فلو كان المراد الإنجيل لكان تكرار قول لا معنى عنه , تعالى الله أن يكون في كتابه تكرار لافائدة فيه .
القول الثاني :روح القدس الإسم الذي كان يحيى به الموتى . مروي عن ابن عباس
القول الثالث : هو الإنجيل كما سمى الله القرآن روحا . مروي عن ابن زيد
القول الرابع : الروح حفظة من االملائكة
القول الخامس : روح عيسى نفسه المقدسة الطاهرة
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
فيه قولان :
1- عائد على موسى عليه السلام ،والمعنى من بعد ما غاب عنكم لمناجاة الله .
2- عائدة على المجئ .
3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
وصف لهم في المستقبل لأنهم حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالسم والسحر.فتدل على استمرارهم في أفعالهم .
4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ )

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 09:06 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

1- كثرة الأنبياء والرسل دلالة على كثرة فساد الأمة، لأن الرسل إنما يجيئون لتخليص البشرية من فساد وأمراض وإنقاذها من الشقاء
2- من معاني الروح معنيين.. المعنى الأول ما يدخل الجسم فيعطيه الحركة والحياة.. وهناك روح أخرى هي روح القيم تجعل الحركة نافعة ومفيدة.. ولذلك سمى الحق سبحانه وتعالى القرآن بالروح {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} من الآية 52 سورة الشورى. فالقرآن روح.. من لا يعمل به تكون حركة حياته بلا قيم..
3- التمسك بالمنهج الصحيح يعصم الإنسان من السقوط الناتج عن الهوى "بما لا تهوى أنفسكم":
4- أن بعض الناس يستكبر عن الحق؛ لأنه مخالف لهواه
5- من استكبر عن الحق إذا كان لا يوافق هواه من هذه الأمة فهو شبيه ببني إسرائيل

المجموعة الثانية:

1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.
“ولقد جاءكم موسى بالبيّنات”:وهي الآيات الواضحات التي تدل دلالة قاطعة على أنّه رسول اللّه، وأنّه لا إله إلّا اللّه. ومن هذه الآيات الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم ، والعصا، واليد، وفلق البحر، وتظليلهم بالغمام، والمنّ والسّلوى، والحجر، وغير ذلك من آيات موسى عليه السلام.
ثم اتخذتم العجل معبودًا من دون اللّه وفعلتم ذلك بعد مشاهدتكم لهذه الآيات، وفي أثناء غياب موسى عنكم إلى الطّور لمناجاة اللّه ، وقد ظلمتم أنفسكم في هذا الصّنيع الذي صنعتموه من عبادتكم العجل، وأنتم تعلمون أنّه لا إله إلّا اللّه،
ثم يعدّد -تبارك وتعالى- عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوّهم وإعراضهم عنه، حتّى رفع الطّور عليهم وقال لهم "خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ" يعني التوراة والشرع، بعزم ونشاط وجد.{واسمعوا} معناه هنا: وأطيعوا، وليس معناه الأمر بإدراك القول فقط.فقالوا سمعنا وعصينا. أما نطقاً وفيه التعنت والمعصية.
أو مجازاً حيث أن فعلهم اقتضاه، وفي هذا أيضا احتجاج عليهم في كذب قولهم: {نؤمن بما أنزل علينا

"وأشربوا في قلوبهم حب العجل
-.قال أبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ :"أشربوا [في قلوبهم] حبّه، حتّى خلص ذلك إلى قلوبهم ،
- قال السّدّيّ:" أخذ موسى -عليه السّلام- العجل فذبحه ثمّ حرقه بالمبرد، ثمّ ذرّاه في البحر، فلم يبق بحرٌ يجري يومئذٍ إلّا وقع فيه شيءٌ منه، ثمّ قال لهم موسى: اشربوا منه. فشربوا، فمن كان يحبّه خرج على شاربيه الذّهب. فذلك حين يقول اللّه تعالى:{وأشربوا في قلوبهم العجل}»
- قال سعيد بن جبيرٍ: {وأشربوا في قلوبهم العجل} قال: «لمّا أحرق العجل برد ثمّ نسف، فحسوا الماء حتّى عادت وجوههم كالزّعفران». قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول يرده قوله تعالى: {في قلوبهم}، وروي أن الذين تبين فيهم حب العجل أصابهم من ذلك الماء الجبن
- حكى القرطبيّ عن كتاب القشيريّ: أنّه ما شرب منه أحدٌ ممّن عبد العجل إلّا جنّ، [ثمّ قال القرطبيّ] ليس هذا المقصود من هذا السّياق، أنّه ظهر النّقير على شفاههم ووجوههم، والمذكور هاهنا: أنّهم أشربوا في قلوبهم حبّ العجل، يعني: في حال عبادتهم له

"بكفرهم": أي: فعل الله ذلك بهم مجازاة لهم على الكفر،
" قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ": أمر لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يوبخهم بأنه بئس هذه الأشياء التي فعلتم وأمركم بها إيمانكم الذي زعمتم في قولكم: {"نؤمن بما أنزل علينا"
كيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة، من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات الله، وعبادتكم العجل؟

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
أقوال المفسرين بالمراد بروح القدس :
- هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى يحيي به الموتى" عن ابن عباس
-«الرّوح هو حفظةٌ على الملائكة». قاله ابن أبي نجيح
- قيل هو الإنجيل : قال ابن زيدٍ في قوله تعالى: {وأيّدناه بروح القدس} قال:«أيّد اللّه عيسى بالإنجيل روحًا كما جعل القرآن روحًا، كلاهما روحٌ من اللّه، كما قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا
- «القدس: هو اللّه تعالى، وروحه: جبريل " عن مجاهدٍ والحسن البصريّ وهذا أصح الأقوال. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له: «وجبريل معك»، -»
قال ابن جريرٍ: وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به.
وأيضاً أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم.
وفي صحيح ابن حبّان أظنّه عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب
قيل أيضاً: أنّ المراد روح عيسى نفسه المقدّسة المطهّرة.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
وفي عودة الضمير في قوله "من بعده"
قولان:
أحدهما أنه عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم إلى الطّور لمناجاة اللّه ،
والثاني يحتمل أن يعود الضمير على المجيء.
القول الأرجح الأول لقوله تعالى {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ} [الأعراف: 148]،


3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
لأن هذا الفعل سيتكرر منهم مرات في المستقبل وفعلا حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر، وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره

4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: {أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيا أن ينزّل اللّه من فضله على من يشاء من عباده}
أن كفرهم وعداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ليس بسبب شكهم بنبوته وإنما حسداً على ما أعطاه الله من الفضل،

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 12:03 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

السؤال الأول:

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

* من رحمة الله بعباده أن أنزل عليهم رسلا من أنفسهم ،حاملين دعوة ربهم للعباد ،مبشرين بجنة ورضوان ؛ ومنذرين من عذاب وسخط، ليكونوا هؤلاء الرسل حجة عليهم يوم يقوم الأشهاد، وموسى وعيسى عليهما السلام كانا أحد هؤلاء الرسل،أؤمن برسوليتهما وأنّ الله قد بعثهما لبني إسرائيل؛ وأيّدهما بالتوراة والإنجيل ليخرجا الناس من الظلمات إلى النور، {ولقد آتينا موسى الكتاب}{وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}.

*وما خلت أمة من بعده عليه السلام إلا ورحمات الله تعالى لازالت تنزل عليهم ، بتوالي نزول الرسل والرسالات ،
{وقفّينا من بعده بالرّسل}، لذلك فلننظر إلى عظمة الله تعالى بالتدبير لشؤون خلقه واستشعار هذه الصفة له تعالى ورؤية آثارها من حولنا ،تأمل قليلا أفعال الله تعالى في قوله :" آتينا، وقفينا ، وأيّدناه "، فمن تزيدنا إلا تعظيما وإجلالا له سبحانه، وكذلك رؤية آثار صفة رحمته تعالى بالعباد فهو رحمن رحيم، فما قامت عبادة صحيحة لله تعالى إلا إذا عُظّم الخالق في النفوس ، ولكن ..ما قدرنا الله حق قدره.

* الحذر ثم الحذر من تحكيم النفس والهوى، وما نزلت العقوبات على الأمم إلا والنفس كانت المشّرع الأساسي ، فاستكبرت عن الاتباع، وقتلت الرسل والأنبياء،{أفكلّما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقًا كذّبتم وفريقًا تقتلون}،

* يجب الاهتمام بتدبر كلام الله تعالى والنظر في أحوال بني إسرائيل وأخذ العبرة من أخطائهم، فما تردت أحوال الأمة اليوم إلا وقد كان لعدم فهم كتاب الله والاتعاظ بأخباره سببا لذلك.
____________________________________________
المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.
بعد أن رفض اليهود اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بزعمهم أنهم متبعوا ما أنزل إليهم ،بيّن الله تعالى دحض حججهم وذلك ببيان تكذيبهم وقتلهم للأنبياء،ولا زال سياق الآيات التي بين أيدينا تتحدث حول هذا الأمر فقال تعالى :

الحجة الأولى :
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ) والبيّنة في اللغة :الدليل القاطع والآية الواضحة ، والمراد بها هنا الآيات والمعجزات التي أيّد الله تعالى بها نبيّه موسى عليه السلام من التوراة
والعصا وفرق البحر والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم،وغير ذلك.
لكن ماذا كانت ردة فعلهم ،هل اتبعوا رسالته.

( ثُمَّ ) أي بعد مدة من النظر لما بين يديه من الآيات والتفكر ما لبثوا إلا أن ( اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) أي عبدوه من دون الله تعالى، فمتى كان ذلك؟
قال تعالى :(مِنْ بَعْدِهِ) قيل من بعد ما غاب عنكم موسى لميقات ربه ، وقيل كان اتخاذهم للعجل من بعد مجيء موسى عليه السلام بالبينات ، ثمّ بيّن تعالى حالهم بهذا الفعل فقال تعالى (وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) أي ظالمون لأنفسهم لمعرفتهم أن لا معبود بحق إلا الله وصرفوا العبادة لغيره ، فهم ارتكبوا أعلى درجات الظلم وهو الكفر بالله تعالى.

وفي هذه الآية رد عليهم في أن من آمن بما نزل عليه لا يتخذ العجل.
الحجة الثانية في السياق:

(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ) الميثاق هو العهد ، وقد أخذ الله تعالى على بني إسرائيل الكثير من العهود والمواثيق بتوحيده واتباع أمره ،وحتى يقروا بهذا العهد ، ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) رفع فوقهم الجبل ، والسبب في ذلك (خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ) آتاهم التوراة وأمرهم بالأخذ به ( بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا) أي ليأخذوه بهمة وعزم وجد والعمل بما فيه، فما فعلوا ؟ ( قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) قيل أنهم قالوا بالسمع والمعصية تعنتا.
فما كان جزاؤهم ؟؟

(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ) أي محبة العجل ، وفيه تعبير مجاز عن تمكن محبة العجل في قلوبهم .
وهناك قول آخر
: أي شربهم الماء الذي ألقى فيه موسى برادة العجل، وذلك أنه برده بالمبرد ورماه في الماء، وقيل لبني إسرائيل: اشربوا من ذلك الماء فشرب جميعهم، فمن كان يحب العجل خرجت برادة الذهب على شفتيه.(بِكُفْرِهِمْ )
(بكفرهم) أي بسبب كفرهم وقيل مع كفرهم.
فأمر الله تعالى نبيه بأن يوبخهم بقوله :
(قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) أي بئس الإيمان الذي آمنتم به حيث يأمركم بالكفر والقتل.


________________________________________________
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: المراد بروح القدس.
- قيل : جبريل عليه السلام ،
قاله السدي والضحاك والربيع وقتادة،وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
واستدلوا على ذلك:
1: من روايات للنبي صلى الله عليه وسلم:
- في قوله لحسان بن ثابت رضي الله عنه:

«اهج قريشا وروح القدس معك».
وفي رواية أخرى أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لحسّان:«اهجهم -أو: هاجهم- وجبريل معك».
-
روى شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم.
2:أن القدس:
«القدس: اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس»، قاله الربيع ومجاهد والحسن البصري،وذكره ابن عطية وابن كثير والزمخشري.
وعليه تكون إضافة الملك إلى المالك،فتوجهت لما كان جبريل عليه السلام من عباد الله تعالى.
وذكر الزمخشري:
وصفه بالاختصاص والتّقريب تكرمة.
- قيل : هو الاسم الذي كان يُحيي الموتى. قول ابن عباس،وذكره ابن عطية وابن كثير والزمخشري.
- وقيل هو الإنجيل ، قاله ابن زيد وذكره ابن عطية والزمخشري .

حيث قال:«أيّد اللّه عيسى بالإنجيل روحًا كما جعل القرآن روحًا، كلاهما روحٌ من اللّه، كما قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا}
- وقيل : هي وصف لروح عيسى عليه السلام
،لأنّه لم تضمّه الأصلاب والأرحام الطّوامث،ذكره الزمخشري.

// القول الراجح//
رجّح ابن جرير أنّ المراد بروح القدس في السياق ؛هو جبريل عليه السلام وأيّده
ابن كثير:
واستدل ابن جرير:
- أنّ اللّه عزّ وجلّ أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله:
{إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل}.
وأيّد ابن كثير هذا القول بحديث
عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك»، وغيره من الأدلة.

ب:
مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
ذكر ابن عطية قولين في مرجع هاء الضمير:
1: أنّه عائد على غياب موسى عليه السلام.
فيكون المعنى: أي حين غاب عنكم في المناجاة.ورجحه ابن كثير.

2: أنّه على المجيء.
فيكون المعنى : أي حين جاءكم موسى بالبينات.
______________________________________________________
3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
وذلك للدلالة على أن فعلهم هذا مستمر فيهم و فيمن أتى بعدهم ،حيث
حاولوا قتل النبي صلى اللّه عليه وسلم بالسم والسحر.
وقد روى البخاري في صحيحه، أن عليه السّلام قال في مرض موته:
«ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري».
______________________________________________
4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

يظهر حسد اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال قوله تعالى :
{ولمّا جاءهم كتابٌ من عند اللّه مصدّقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به}.
حيث كان لهم علم مسبق بخروج نبي فيهم، ظانين أنه سيكون منهم .
-
فقال ابن عبّاس في قوله تعالى : {وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا}:أي يستنصرون بخروج محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على مشركي العرب يعني بذلك أهل الكتاب، فلمّا بعث محمّد صلى اللّه عليه وسلم ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه.
- وأضاف أبو العالية:أنهم لمّا ورأوه أنّه من غيرهم، كفروا به حسدا للعرب، وهم يعلمون أنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللّه:{فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه على الكافرين}.

- هذا والله تعالى أعلى وأعلم -

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 12:12 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من سورة البقرة

السؤال الأول:
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
الفوائد السلوكية :
1- الإيمان بموسى عليه السلام وما نزل عليه من التوراة لأنها من عند الله سبحانه كما قال تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب)
2- الإيمان بعيسى عليه السلام أيضا وما نزل عليه من الإنجيل والإيمان بمعجزاته وأن الله سبحانه أيده بجبريل عليه السلام ، كما قال تعالى : (وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) .
3- الإيمان أيضا بجميع الرسل التي أرسلها الله سبحانه وإن لم يذكرها لنا في كتابه لأن الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان ، ويدل على ذلك قوله تعالى (وقفينا من بعده بالرسل)
4- اليقين بأن الله سبحانه يؤيد عباده المؤمنين وينصرهم في جميع حياتهم ، ودليل ذلك قوله (وأيدناه بروح القدس)
5- اتباع أوامر الله سبحانه وعدم اتباع الهوى طالما أنه يخالف شرع الله ، كما قال تعالى يذم اليهود (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم )
6- عدم التكبر على أوامر الله سبحانه ، وعدم التكبر على عباد الله ، فالكبر بطر الحق وغمط الناس ، ودليل ذلك قوله (استكبرتم)
7-عدم الاتصاف بما أتصفت به اليهود من التكبر وتكذيب الدعاة ومحاولة النيل منهم وتشويه صورتهم وغير ذلك مما يصد عن الدعوة في سبيل الله .

المجموعة الثانية:
1:
فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)
يخبر الله سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل أنه قد جاءهم موسى عليه السلام بالبينات ، و(البينات) : الدلائل الواضحة القاطعة على أنه رسول الله وأنه لا إله إلا الله .
وهي : التوراة والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والعصا، واليد، وفلق البحر، وتظليلهم بالغمام، والمنّ والسّلوى، والحجر، وغير ذلك من الآيات التي شاهدوها.
قوله (ثم اتخذتم العجل من بعده)
أي ثم أتخذتم العجل معبودا من دون الله في زمان موسى وآياته ، تدل (ثم) على أنهم فعلوا ذلك بعد مهلة من النظر في الآيات ، وذلك أعظم في الجرم .
والضمير في (من بعده) يحتمل أن يعود على موسى عليه السلام فيكون المعنى : من بعد ما ذهب عنكم إلى الطور لمناجاة ربه كما قال تعالى: {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ}
ويحتمل أن يعود على المجيء .
وقوله (وأنتم ظالمون) : أى وأنتم ظالمون في هذا الصنيع ، إذ كيف تعبدون العجل وأنتم تعلمون أنه لا إله إلا الله كما قال تعالى : (ولمّا سقط في أيديهم ورأوا أنّهم قد ضلّوا قالوا لئن لم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا لنكوننّ من الخاسرين) .

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.
مناسبة الآية :
يعدّد -تبارك وتعالى- عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوّهم وإعراضهم عنه، حتّى رفع الطّور عليهم حتّى قبلوه ثمّ خالفوه؛ ولهذا قال: {قالوا سمعنا وعصينا} ذكره ابن كثير .
قوله (خذوا ما آتيناكم بقوة)
يأمرهم الله سبحانه وتعالى أن يأخذوا ما آتاهم من التوراة والشرع (بقوة) أي بعزم ونشاط وجد ، (واسمعوا) هنا بمعنى وأطيعوا وليس معناه الأمر بإدراك القول فقط. ذكره ابن عطية
قوله تعالى : (قالوا سعمنا وعصينا)
قالت طائفة من المفسرين: إنهم قالوا سمعنا وعصينا. ونطقوا هذه الألفاظ مبالغة في التعنت والمعصية.
وقالت طائفة: ذلك مجاز ولم ينطقوا بـ(سمعنا وعصينا)، ولكن فعلهم اقتضاه ، وفي هذا احتجاج عليهم في كذب قولهم: {نؤمن بما أنزل علينا} (ذكره ابن عطية)
قوله تعالى : (وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم)
اختلف المفسرون في معنى (أشربوا في قلوبهم العجل) على أقوال :
1- سقوا حب العجل أي جعلت قلوبهم تشربه، وهذا تشبيه ومجاز، عبارة عن تمكن أمر العجل في قلوبهم، ذكره ابن كثيرعن قتادة وأبي العالية والربيع بن أنس ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2- وقال قوم: إن معنى قوله: {وأشربوا في قلوبهم العجل}: شربهم الماء الذي ألقى فيه موسى برادة العجل، وذلك أنه برده بالمبرد ورماه في الماء، وقيل لبني إسرائيل: اشربوا من ذلك الماء فشرب جميعهم، فمن كان يحب العجل خرجت برادة الذهب على شفتيه ، وهو قول السدي وسعيد بن جبير وذكره ابن عطية وابن كثير .
والراجح :
رجح ابن عطية القول الأول وذكر عن القاضي أبو محمد رحمه الله قوله: وهذا قول يرده قوله تعالى: {في قلوبهم}،
كما رجحه ابن كثير وحكى عن القرطبيّ قوله : أنّه ما شرب منه أحدٌ ممّن عبد العجل إلّا جنّ، ثمّ قال القرطبيّ : وهذا شيءٌ غير ما هاهنا؛ لأنّ المقصود من هذا السّياق، أنّه ظهر النّقير على شفاههم ووجوههم، والمذكور هاهنا: أنّهم أشربوا في قلوبهم حبّ العجل، يعني: في حال عبادتهم له
- معنى الباء في قوله (بكفرهم)
الباء : 1- يحتمل أن تكون سببية أي فعل الله ذلك بهم مجازاة لهم على الكفر .ذكره الزجاج وابن عطية .
2- يحتمل أن تكون بمعنى (مع) ذكره ابن عطية .
قوله تعالى (قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين )
يخاطب الله سبحانه نبيه عليه الصلاة والصلام ويأمرهم أن يوبخهم بأنه بئس هذه الأشياء التي فعلتم وأمركم بها إيمانكم الذي زعمتم في قولكم: (نؤمن بما أنزل علينا) ذكره ابن عطية .
معنى (إن كنتم مؤمنين )
لها معنيان :
1- ما كنتم مؤمنين .
2- بئس الإيمان يأمركم بالكفر . ذكره الزجاج
والقائل يعلم أنهم غير مؤمنين، لكنه إقامة حجة بقياس بيّن، (ذكره ابن عطية)
- المعنى الإجمالي للآية :
أي: بئسما تعتمدونه في قديم الدّهر وحديثه، من كفركم بآيات اللّه ومخالفتكم الأنبياء، ثمّ اعتمادكم في كفركم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم -وهذا أكبر ذنوبكم، وأشدّ الأمور عليكم- إذ كفرتم بخاتم الرّسل وسيّد الأنبياء والمرسلين المبعوث إلى النّاس أجمعين، فكيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة، من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات الله، وعبادتكم العجل؟).ذكره ابن كثير .

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
اختلف المفسرون على أقوال :
1- جبريل عليه السلام ،نص عليه ابن مسعود وتابعه ابن عباس ومحمد بن كعب والسدي والضحاك والربيع وقتادة .
2- الاسم الذي به كان يحيى الموتى ، قاله ابن عباس (ذكره ابن عطية وابن كثير )
3- الإنجيل كما سمى الله القرآن روحا ، قاله ابن زيد (ذكره ابن عطية وابن كثير
4- الروح هو حفظة على الملائكة ، قاله ابن أبي نجيح وذكره ابن كثير
5- المراد روح عيسى نفسه المقدسة المطهرة ، ذكره ابن كثير عن الزمخشري .
وقد رجح القول الأول : الزجاج ، وابن عطية وقال : هذا أصح الأقوال ، كما رجحه ابن كثير واستدل عليه بالأدلة التالية :
- ما رواه البخاري عن عائشة : أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك». وهذا من البخاريّ تعليقٌ.
- وفي الصحيحين عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس»؟ فقال: اللّهمّ نعم.
- وروى محمّد بن إسحاق عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم.
وحكى القرطبيّ عن مجاهدٍ والحسن البصريّ أنّهما قالا: «القدس: هو اللّه تعالى، وروحه: جبريل»، فعلى هذا يكون القول الأوّل
وقال ابن جريرٍ: وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
مرجع الضمير في قوله (من بعده) يحتمل أمرين :
1- عائد على موسى عليه السلام : أي من بعد ذهابه إلى الطور لمناجاة ربه ، كما قال تعالى : (واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ) ، ذكره ابن عطية وابن كثير .
2- ويحتمل أن يعود الضمير على المجيء ، وفي الآية رد عليهم في أن من آمن بما نزل عليه لا يتخذ العجل ، ذكره ابن عطية .

3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
- سبب استعمال (تقتلون) بصيغة المضارع
ذكر ابن كثير عن الزمخشري : لأنّه أراد بذلك وصفهم في المستقبل -أيضًا-لأنّهم حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر، وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، رواه البخاري.

4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
الدليل على ذلك قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ )
فقد حملهم البغي والحسد والكراهية أن يكفروا بما أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم بدلا عن تصديقه ونصرته ، وإنما حسدوه على ما أعطاه الله من الفضل ولا حسد أعظم من هذا .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 01:10 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1 وجوب الايمان بالرسل.
2 التحذير من الكبر وبيان سوء عاقبته.
3 النهي عن التخلق بأخلاق اليهود فقد كانوا يكذبون أنبياءهم ويقتلونهم.


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
أجمع أهل التفسير على أن اليهود قالوا جبريل عدونا واختلفوا في كيفية ذلك:
فقيل أن يهود فدك قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم نسأل عن أربعة أشياء فأن عرفتها اتبعناك فسألوه عما حرم اسرائيل على نفسه قال لحوم الأبل وألبانها, وسألوه عن
الشبه في الولد فقال أي ماء علا كان الشبه له,
وسألوه عن نومه فقال تنام عيني ولا ينام قلبي ,
وسألوه عمن يجيئه من الملائكة فقال جبريل. فلما ذكره قالوا هذا عدونا لأنه ملك الحرب والشدائد والجدب ولو كان الذي يجيؤك ميكائيل ملك الرحمة والخصب والأمطار لاتبعناك.
وفي جبريل لغات جبريل من غير همز بها قرأ نافع.
و"جَبريل وكسر الراء من غير همز وبها قرأ ابن كثير
و"جَبرَيل وهمزة بين الراء والام وبها قرأ عاصم.
وجبريل بفتح الجيم والراء وهمزة بعد الراء قرأ بها حمزة والكسائي.
وجبرائل وبها قرأ عكرمة.
وجبرائي وجبراييل وبها قرأ الأعمش.
وجبرئل وبها قرأ يحيى بن يعمر وجبرين قيل هي لغة بني اأسد ولم يقرأ بها.
وجبريل اسم أعجمي عربته العرب. وقوله "فانه نزله على قلبك." الضمير في فانه عائد على الله عزوطجل وفي نزله عائد على جبريل. ووقيل الضمير في أنه عائد على جبريل وفي نزله على القرآن.
وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف.
و"باذن الله معناها بعلمه وتمكينه اياه من هذه المنزلة.
ومصدقا حال.
وما بين يديه ما تقدمه من الكتب هدى ارشادا.
والبشرى أكثر استعمالها في الخير ولا تجيء في الشر الا مقيدة.
ومقصد الآية تشريف جبريل عليه السلام وذم معاديه
وقوله تعالى "من كان عدوا لله وملائكته.... الآية
الآية ذم لمن عادى جبريل عليه اللسلام واعلام أن عداوة البعض تقتضي عداوة الله لهم وعداوة العبد لله هي معصيته واجتناب طاعته ومعاداة أوليائه
ومعاداة الله للعبد تعذيبه وأظهار أثر العداوة عليه
وفي ميكال لغات ميكائيل وميكال وقرئ بهما جميعا.
وخص جبريل وميكائيل بالذكر تشريفا لهما.
وقيل خصا لأن اليهود ذكروهما ونزلت الآية بسببهماا فذكرهما واجب لئلا تقول أنا لا نعادي الله وجميع ملائكته
وظهر اسم الله لئلا يشكل عودة الضمير
ويحتمل أن الله علم أن بعضهم يؤمن فلا ينبغي أن تطلق عليه عداوة الله.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
روي عن ابن عباس قلوبنا غلف في أكنة.
وقال علي بن طلحة عن ابن عباس "قلوبنا غلف أي لا تفقه.
وقال العوفي عن ابن عباس أيضا "قلوبنا غلف هي القلوب المطبوع عليها.
وقال مجاهد "غلف." عليها غشاوة
وقال عكرمة عليها طابع.
وقال السدي عليها غلاف وهو الغطاء.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقولون قلبي في غلاف فلا يخلص اليه ما تقول.
وهذا الراجح رجحه ابن جرير.

وروي عن قتادة "غلف. عليها أكنة

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
قال بن عباس المراد منه السؤال فقط وان لم يكن بالقلب.
وقال ايضا وغيره انما امروا بالدعاء بالموت على أردأ الحزبين من المؤمنين أو منهم.
وقال المهدوي أن هذه الآية كانت مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وارتفعت بموته.
وقيل أن سبب هذا الدعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد به هلاك الفريق الكاذب وقطع حجتهم.
3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
لأن الله ختم به أنبياء بني اسرائيل فأيده بالمعجزات القوية الدالة على صدق نبوته.
4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
لأنه سبحانه أعلم بمجازاتهم كذا تقول العرب
أذا أنذر رجل آخر أنا أعرفك يريد بذلك أعرف كيف أعاملك ليجازيه.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 06:11 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات
(87 - 100)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى:
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
الفوائد السلوكية:
1-دعوة الرسل واحدة وهي الدعوة للتوحيد
2- عناية الله برسله حيث يؤيدهم بالمعجزات ويرسل معهم ملائكة تؤيدهم .
3- عناد بني اسرائيل وتكبرهم عن الحق بردهم دعوة رسلهم وتكذيبهم .
4-من أهم اسباب رد الحق اتباع الهوى .


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعال
ى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
التفسير:
هذه الآيات نزلت بسبب مقولة لليهود حيث زعموا أن جبريل عدوهم وميكائل وليهم وقد اجمع أهل التفسير على ذلك لكن اختلفوا في سبب مقولتهم تلك :
فقيل: نزلت بسبب مناظرة بين اليهود والنبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن أربعة أشياء ووعدوا إن أجابهم أن يتبعوه فلما أجابهم عليها سألوه عن وليه من الملائكة فلما أخبرهم أنه جبريل قالوا إنه عدوهم لا يأتي إلا بالحرب والقتل وإنما وليهم ميكائل فهو يأتي بالخصب والمطر ، فنزلت الآيات . وقد وردت بهذا المعنى روايات ذكرها ابن كثيرا نقلا عن ابن جرير رحمه الله
وذكر رواية تفرد بها البخاري ذكر ان الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله هو عبدالله بن سلام .
وقيل : نزلت في مناظرة بين عمر رضي عنه واليهود ، حيث سألوه من صاحب صاحبكم فقال : جبريل فذكروا انه عدوهم لانه يأتي الا بالحرب والقتال وان وليهم ميكائيل لانه يأتي بالخصب والخير .فقيل : إن عمر ذهب ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه بمقولتهم واذا القرآن سبقه قد نزل بهذه الآيات وقيل : إن عمر هو الذي قال ذلك فوافقه القرآن . ذكر ابن عطية ان هذا الخبر يضعف من جهة معناه .
وذكر ابن كثير الروايات فيه ولكن ذكر ان في سندها انقطاع
وقيل : ان اليهود قالوا للمسلمين : لو
أنّ ميكائيل كان الذي ينزل عليكم اتّبعناكم، فإنّه ينزل بالرّحمة والغيث، وإنّ جبريل ينزل بالعذاب والنّقمة فإنّه لنا عدوٌّ»، قال:«فنزلت هذه الآية».
،وعن قتادة، قال: «قالت اليهود: إنّ جبريل عدوّنا، لأنّه ينزل بالشّدّة والسّنة، وإنّ ميكائيل ينزل بالرّخاء والعافية والخصب، فجبريل عدوّنا. فقال اللّه تعالى:{من كان عدوًّا لجبريل}
-{قل من كان عدوًّا لجبريل}
بعد قال اليهود مقالته واظهروا عدواتهم لجبريل عليه الصلاة والسلام ، غضب الله لجبريل على من عادة فانزل هذه الآيات لبيان شرف جبريل ومكانته عليه الصلاة والسلام ، فبين ان الله اصطفاه واختار رسولاً له وإميناً على وحيه قال تعالى:( والله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس )
فقال: {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ }
قيل المعنى: إن الله أنزل جبريل بالوحي والقرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ،
وقيل : فإن جبريل أنزل القرآن والوحي على قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
نزل بالقرآن بإذن الله وأمره وعلمه وليس من تلقاء نفسه قال تعالى:( وإنه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين ).

{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ }
هذا القرآن مصدقاً لما تقدمه من الكتب
{وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
وهداية لقلوبهم وإرشاد لعقولهم وبشارة بالجنة وخص المؤمنين بهذه دون من سواهم كما قال تعالى :(قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)
وبعد أن بين الله شرف ومكانه جبريل .توعد معاديه وذمهم لمعادات جبريل فقال:
{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِه وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}
توعد الله من كان عدواً له بمبارزته بالمعاصي وعصيانه أومعادياً لأوليائه من ملائكته جميعا او رسله من الأنبياء والمرسلين ثم خصص من ملائكته و جبريل وميكائيل ، فقرن معادته مع معاداة ملائكته ورسله
وخص الله ذكر جبريل
مع انه يدخل في عموم ذكر الملائكة فلأن السياق في الإنتصار له وهو السفير بين الله وأنبيائه وكذلك ذكر معه ميكائيل لأن اليهود ذكروهم والآيات نزلت بسببهما ،و لأن اليهود ذكروا عداوتهم لجبريل وموالاتهم لميكائيل فأراد الله أن يبين أن عداوة أحداهما عداوة للآخر وعداوة لله ، فلا يفرق بين الله وبين رسله ، فلا تقول اليهود نحن لم نعاد الله وجميع ملائكته وأيضاً ذكرهما تشريفاً لهما.
فتوعد من عادى أحدا من أوليائه فقال:
{فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}
أعلن الله عداوته لمن عاداهم وعداوة الله للعبد تعذيبه وإظهار أثر العداوة عليه ،في الحديث القدسي قال صلى الله عليه وسلم : من عادى لي ولياً فقد بارزني بالحرب) فمن عادى رسولاً فقد عادى جميع الرسل ومن عاد ملكاً فقد عادى جميع الملائكة كما أن من آمن برسول يلزمه الايمان بجميع الرسل ومن كفر برسول فقد كفر بجميع الرسل قال تعالى :( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض )حكم الله عليهم بالكفر ولذلك ختم الله هذه الآية بعداوة الله لمن فعل ذلك ووصف أولئك الأعداء انهم كفار . واظهر اسم الله لاعلامهم بأن من عادى ولياً من أولياء الله فقد عادى الله ، ومن عادى الله فإن الله عدوا له، ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة ففي الحديث الصحيح: (من كنت خصمه خصمته)

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ج/ وردت قراءتان فيها
1- غُلْف : بسكون اللام .
معنى (غُلْف) : ذات غلف ، الواحد منها أغلف وهي مثل أحمر : حُمْر .
والمعنى : قلوبنا في أوعية او أكنة فلا يخلص إليها قول .
الدليل : قوله تعالى :( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه..)
وبمثل هذا المعنى قال كلا من : ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو العالية و السدي وقتادة والحسن .
وهذا القول رجحه الزجاج و ابن جرير واستشهد بحديث حذيفة الذي جاء فيه : القلوب أربعه وذكر منها : (قلب أغلف مغضوب عليه وذاك قلب الكافر ).وكذلك استدل عليه الزجاج بالآية ( وقالوا قلوبنا في أكنة ...)
2- غُلُف : بضم اللام
وهو جمع غلاف وغُلُف مثل : مثال ومُثُل وحِمار : حُمُر ،
والمعنى : قلوبنا أوعية للعلم فهي مملؤة علما لا نحتاج معه علم آخر .
وبمثل هذا المعنى قال : ابن عباس والعوفي .

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
فيه قولان:
1-لما ادعى اليهود أنهم ابناء الله واحباؤه وأنه لن يدخل الجنة الا من كان هوداً أو نصارى أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يطلب منهم أن يتمنوا الموت ، لأنه من كان بهذه المثابة والمكانة لن يؤثر الدنيا على الآخرة بل يبادر لتمني الموت ، لكنهم لعلمهم بكذبهم وقبح أفعالهم خافوا ملاقاة الله فلم يتمنوا الموت .والله قال : فلن يتمنوه ابدا ) فالغرض لتوبيخهم وإثبات كذب دعواهم وصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وصدقه صلى الله عليه وسلم . فهم لم يتمنوا الموت والله اخبر بذلك قبل وقوعه.
ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير

ورد ابن كثير هذا القول:
فهو لا حجة فيه عليهم .
لأنه لا يعنى عدم تمني الموت دليل على كذبهم فلا يلزم من صدقهم تمني الموت فلا ملازمة بين الصلاح وتمني الموت فكم من صالح لا يتمنى الموت يريد الاستزادة من الخير فقد قال صلى الله عليه وسلم : خيركم من طال عمره وحسن عمله ) وقال:( لا يتمنى احدكم الموت لضر أصابه) وأيضا لهم أن يحتجوا بما حججناهم به فيقولوا أنتم تدعون ان لكم الجنة ولا تتمنوا الموت فكيف تلزمونا بما لا تلزمون به انفسكم . فلا يظهر بهذا القول حجة عليهم . خلاصة كلام ابن كثير
2- لما ادعوا ان لهم الآخرة دون غيرهم امر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أن يباهلهم وهو ان يدعوا بالموت على الكاذب منهم او من المسلمين . ووعدوا بالاستجابة بموت الكاذب منهم.
وري هذا عن ابن عبّاسٍ: «يقول اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم:{قل إن كانت لكم الدّار الآخرة عند اللّه خالصةً من دون النّاس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}أي: ادعوا بالموت على أيّ الفريقين أكذب. فأبوا ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم{ولن يتمنّوه أبدًا بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين} أي: بعلمهم بما عندهم من العلم بك، والكفر بذلك، ولو تمنّوه يوم قال لهم ذلك ما بقي على الأرض يهوديٌّ إلّا مات».
وسميت المباهلة تمنى الموت لأن كل فريق يتمنى هلاك خصمه.
وبهذه المباهلة انقطعت حجتهم وظهر كذبهم لاحجامهم عن المباهلة لمعرفتهم بكذبهم وانهم جحدوا صفة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه كما يعرفون ابنائهم وبذلك ظهر و بان أمرهم وضلالهم للناس ،
كما حدث مع نصارى نجران فقد دعاهم صلى الله عليه وسلم للمباهلة فاحجموا ففرض عليهم الجزية وهم صاغرون. ذكره ابن كثير ورجحه وتعرض لذكره ابن عطية


3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
خصص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبينات وروح القدس لأنه جاء ببعض الأحكام التي يخالف بها التوراة فأعطاه الله معجزات وبينات كأحياء الموتي وإبراء الأعمى والأكمة ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طير بإذن الله ويخبرهم ببعض الغيوب وأيده بروح القدس جبريل عليه السلام ليدل على صدقه فيما جاء به .قال ابن عبّاسٍ:«من إحياء الموتى، وخلقه من الطّين كهيئة الطّير فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن اللّه، وإبرائه الأسقام، وإخباره بالغيوب، وتأييده بروح القدس -وهو جبريل عليه السّلام - ما يدلّهم على صدقه فيما جاءهم به. فاشتدّ تكذيب بني إسرائيل له وحسدهم وعنادهم لمخالفة التّوراة في البعض... ذكره ابن كثير

4:[COLOR="Blue"] ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: [/COLOR]{والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين
خصص الظالمين بعلمه مع ان علمه يسع الظالمين وغيرهم لاثبات حصول الوعيد لهم اي عليم بما يجازيهم به وما يستحقونه من عذاب في الدنيا بالقتل او الذلة والمسكنة وآداء الجزية . وهذا يرد كثيرا في كلام الناس ، كأن يقول الرجل لرجل فعل منكرا : أنا أعرفك ، وانا بصير بك ، أي: أعلم بما اعاملك به وما تستحقه من جزاء . خلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 09:38 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكرالفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة



تتعدد الفوائد في تلك الآية ومنها :
1- توالي النعم وتعددها على بني إسرائيل بإرسال الرسل واحدًا تلو الآخر ليبين لهم طريق الحق ويهديهم إلي ما ينجيهم ولكنهم لا يشعرون بتلك النعمة بل يجحدونها ويجب علينا أخذ العبرة من ذلك بأن نتأمل نعم الله علينا وكيف ييسر لنا طرق الهداية فنؤدي حق النعمة بشكرها .
2- رحمة الله بعباده جميعًا مهما بلغت خطاياهم فيبين لهم طريق الهدى بإرسال الرسل وبيان الدلائل بمختلف أنواعها فمن أجاب الداعي فقد نجا ومن رد النداء فقد خاب وخسر نسأل الله العافية من الخسران .
3- تأييد الله تعالى لرسله بالمعجزات والآيات البينات التى تدل على صدقهم وفي هذا عظيم فضل وعناية من الله تعالى برسله وأتباعهم بالتالي أن يؤيد أهل الحق وينصرهم مهما عظمت الفتن وأحاطت بهم فالله تعالى وعدهم بالنصرة ولو بعد حين وفي هذا بشرى لنا إن التزمنا الصراط المستقيم بحق .
4- الكتاب والرسالة نعمة عظيمة من الله تعالى ففيه سبل النجاة والسعادة في الدارين فوجب علينا العناية بتلك النعمة والعمل بمقتضاها من حسن المصاحبة له مع الفهم والتدبر والعمل به .
5- عظم شأن جبريل بين الملائكة وهو رفيق الرسل أجمعين يتنزل بالشرائع من رب العالمين فوجب علينا حبه وتعظيمه .
6- الكبر داء خطير بسببه كانت أول الخطايا باستكبار إبليس عن السجود لآدم فلعن إلى يوم القيامة وهكذا كل أصناف الكفار والمشركين والمنافقين كان السبب الأساسي لردهم سبل الهداية استكبارهم أن يكونوا تابعين خاضعين لأوامر الله ورسله ، فنعوذ بالله من هذا الداء .
7- اتباع الهوى سبب للضلال عن الصراط المستقيم فنعوذ بالله من الخذلان ومن زيغ القلب بعد الهداية والبصيرة .
8- كلما جاء بني إسرائيل رسول يخالف أهوائهم يستكبرون عن عبادته ونعتبر من ذلك أننا لا نرد الحق مهما كان مصدره ولو على يد من نبغض أو على يد من لم يؤتى منصب أو جاه أو مال فالحق أحق أن يتبع والحق يعلوا ولا يعلوا عليه شىء آخر وما اتباع الحق بالهوى بل بالصدق في طلبه واليقين بحس عاقبة من اتبعه .
9- لا يتورع أهل الضلال والكفر عن فعل أي شىء يردون به الحق ويؤذون به أهله فمرة يكذبون ومرة يقتلون ونجد في واقعنا الكثير من تلك الأشكال في الأذي والتشويش على أهل الحق والصد عن طرق الهداية وإثارة الفتن حتى يختلط على عامة الناس أي الفريقين خير مقاما وأحسن عاقبة ، ووجب علينا في ذلك الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه ففيهم الفرقان والنجاة من الخسران بإذن الله .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 01:29 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

1ـ تأييد الله عز وجل أنبياءه بالمعجزات ومن ضمنها الكتب المنزلة عليهم، فيه بشارة للمؤمنين من الله عز وجل بتأييدهم ونصرتهم في كل زمان.
2ـ إرسال الرسل الواحد تلو الآخر يشعر برحمة الله بعباده، ورأفته بهم، إذ لم يتركهم هملا.
3ـ بعثة الرسل من أعظم نعم الله على عباده؛ فتستوجب هذه النعمة دوام شكر الله، والثبات على طاعته، أن بعث لنا من يخرجنا من الظلمات إلى النور.
4ـ وجوب الإيمان بالرسل جميعا؛ لأن الكفر بواحد منهم هو كفر بجميعهم.
5ـ معرفة الآيات التي أيد بها الله ـ عز وجل ـ عيسى بن مريم، ومعرفة الحكمة من تخصيصه بذكر تأييده بالبيّنات، وروح القدس، معرفة هذه المسائل مهم للمسلم، لرد شبهات من غلو في هذا النبي الكريم، وادعوا ألوهيته.
6ـ وجوب تقديم شرع الله على هوى النفس، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)).
7ـ ذم الله عز وجل لليهود في هذه الآية توجب للمؤمن الحرص على مخالفتهم،
وترك ما ذمهم الله عز وجل لأجله.
8 ـ نعمة بعثة الرسل تستلزم مقابلتها بمحبتهم، وتصديقهم، وطاعتهم، وليس بتكذيبهم، وقتلهم.
9ـ الاستكبار عن الحق من خصال اليهود، فيجب على العبد الحذر كل الحذر من هذا الخلق الذميم.
10ـ معرفة شناعة فعل اليهود برسلهم تجعل المؤمنين على بينة من أمرهم؛ فالذي يتجرأ على رسل الله بتكذيبهم، وقتلهم، هو على ما دونهم أجرأ.
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.
يقول الله عز وجل مخبرا عن بني إسرائيل في معرض الذم لهم: {بئسما اشتروا به أنفسهم} أي بئس شيئا، أو بئس الذي باعوا به أنفسهم، وبئس مستوفية للذم، {أن يكفروا بما أنزل الله} أن استبدلوا الإيمان بما أنزل الله بالكفر به، و استبدلوا التصديق بذلك بالتكذيب به، والمراد {بما أنزل الله} القرآن، وقيل الإنجيل، وقيل جميع الكتب؛ لأن الكفر بواحد منها كفر بالجميع، {بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده} أي أن تكذيبهم إنما هو عداوة، وحسدا للنبي صلى الله عليه وسلم، على ما آتاه الله {من فضله}؛ أي من النبوة والرسالة، وليس تكذيبهم إياه عن شك فيه، أو عدم تصديق له؛ فهم كما أخبر الله عز وجل عنهم {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}، هذا على احتمال أن المراد {بما أنزل} هو القرآن، وعلى احتمال أن المراد به كل الكتب المنزلة؛ فكفرهم بباقي الرسل كان أيضا عداوة وحسدا على ما آتاهم الله من فضله، وإلا فكل رسول قد جاءهم بما على مثله يؤمن البشر من الآيات البينات، ولذلك قال عنهم الله عز وجل {فباءوا} أي استحقوا واحتملوا {بغضب} من الله عز وجل لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، {على غضب} قد باء به أسلافهم وقد استحقوه معهم لرضاهم بأفعالهم، وعدم تبرئهم منه وإنكارهم لها، وقيل أن هذا الغضب هو لعبادتهم العجل، وقيل لقولهم عزير ابن الله، وقيل لكفرهم بعيسى بن مريم، {وللكافرين عذاب مهين} أي بما أن كفرهم كان بسبب استكبارهم المتولد عن عداوتهم وحسدهم للرسل؛ فإن الله عز وجل جازاهم بنقيض ذلك في الآخرة؛ أي بالعذاب المخزي المذل لهم.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.

ذكر ابن كثير في معنى ذلك أقوالا مفادها:
1ـ فقليلٌ من يؤمن منهم [واختاره فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني].
2ـ فقليل إيمانهم؛ ومعناه أنهم آمنوا ببعض ما جاء به موسى؛ ولكن ذلك الإيمان القليل مغمور في كفرهم الكبير بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
3ـ وقيل أنهم كانوا كافرين بكل ما أنزل الله عز وجل، وإنما أخبر عنهم بقوله عز وجل {فقليلا ما يؤمنون}؛ لأن من عادة العرب التعبير بذلك؛ كما تقول العرب: قلّما رأيت مثل هذا قطّ. تريد: ما رأيت مثل هذا قطّ. [وقال الكسائيّ: تقول العرب: من زنى بأرضٍ قلّما تنبت، أي: لا تنبت شيئًا].
وكل هذه الأقوال محتملة.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
ذكر المفسرون في ذلك أقوالا مختلفة:
1ـ {فباءوا بغضب} من أجل كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم. {على غضب} من من قبل؛ بسبب كفرهم بعيسى عليه الصلاة والسلام. ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير عن أبي العالية و عن عكرمة وقتادة مثله.
وقيل في قوله تعالى: {على غضب} بسبب اتخاذهم العجل. ذكره ابن عطية وابن كثير عن السدي. وقيل: لقولهم عزير ابن الله. ذكره ابن عطية. وقيل: لتضييعهم ما في التوراة. ذكره ابن كثير عن ابن عباس.
2ـ وقال ابن عطية: المراد بقوله: {بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين.
3ـ {فباءوا بغضب} أي بإثم استحقوا به النار {على غضب} من من قبل بسبب اثم استحقوا به النار. ذكره الزجاج. ولعل هذا القول هو الأقرب للصواب؛ فالإثم عام يدخل تحته كل ما ذكر من أقوال اليهود.
3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
ذكر ابن كثير أن الفائدة من إطهار اسم الجلالة هي الإقرار والإظهار والإعلام بأن من عادى أولياء الله؛ فقد عادى الله عز وجل؛ ففي الحديث القدسي:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب». وفي الحديث الآخر: «إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب». وفي الحديث الصّحيح: «ومن كنت خصمه خصمته»).
وقال ابن عطية: أظهر اسم الله عز وجل لئلا يشكل عود الضمير إذا قيل: {فإنه عدو للكافرين}.
4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.
قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94)}.
ووجه الدلالة من الآية على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ أن اليهود رفضوا المباهلة بالدعاء بالموت على الفريق الكاذب منهم أو من المسلمين، وذلك لعلمهم بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ومما يدل على أن القرآن من عند الله عز وجل؛ أنه تعالى أخبر بأنهم لن يباهلوه {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم} ؛ فلم يحدث ذلك منهم.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 01:45 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)

يعدد الله تعالى نعمه على بني إسرائيل ويبين مقابلتهم لتلك النعم بالجحود والعصيان ومن أوائل تلك النعم أن بعث لهم رسول الله موسى عليه السلام وأيده بالبينات وهي الدلائل القاطعة والبراهين الواضحة الدالة على أنه رسول من عند الله ومن تلك البينات كتابهم التوراة ومختلف المعجزات كالطّوفان،والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والعصا، واليد، وفلق البحر،وتظليلهم بالغمام، والمنّ والسّلوى، والحجر، وغير ذلك من الآيات التي شاهدوها بأعينهم واضحة بينة ولكنهم قابلوها بالكفر والعياذ بالله
قال تعالى عنهم { ثم اتخذتم العجل} وثم تفيد هنا أنهم فعلوا ذلك بعد مهلة من النظر في الآيات وهذا يدل على عظيم جرمهم وقبح فعلتهم أن اتخذوا إلها من دون الله جل جلاله .
وقوله تعالى { من بعده } عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم إلى مناجاة ربه. ذكره ابن عطية وابن كثير
- ويحتمل أن يكون عائد على المجىء . قاله ابن عطية
وقوله تعالى { وأنتم ظالمون } أي وهم ظالمون لأنفسهم لأنهم خالفوا ما تيقنوه وعلموه بأنه لا إله إلا الله كما قال تعالى: {ولمّا سقط في أيديهم ورأوا أنّهم قد ضلّوا قالوا لئن لم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا لنكوننّ من الخاسرين} الأعراف

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.

وإذ أخذ الله تعالى عليهم الميثاق ورفع فوقهم جبل الطور يأمرهم بأخذ الكتاب بقوة والسمع والطاعة لما أمر ونهى تبارك وتعالى.
{ وما آتيناكم } هم التوراة والشرع { بقوة } أي أي بعزم ونشاط وجدية واسمعوا}معناه هنا: وأطيعوا، وليس معناه الأمر بإدراك القول فقط.ذكره ابن عطية
{ قالوا سمعنا وعصينا }
في حقيقة قولهم قولان :
- قالت طائفة من المفسرين: إنهم قالوا سمعنا وعصينا. ونطقوا بهذه الألفاظ مبالغة في التعنت والمعصية.
- وقالت طائفة: ذلك مجاز ولم ينطقوا بـ(سمعنا وعصينا)، ولكن فعلهم اقتضاه. ذكره ابن عطية
{وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم}
اختلفت الأقوال على حقيقة المعنى " أشربوا ":
القول الأول :
فقيل هو من باب التقدير والتشبيه والمجاز، عبارة عن تمكن أمر العجل في قلوبهم وكأنهم سقوا حبّ العجل وفي هذا المعنى روى عبد الرزاق عن قتادة قال: «أشربوا [في قلوبهم] حبّه، حتّى خلص ذلك إلى قلوبهم». وكذا قال أبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ. خلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثاني :
قال قوم: إن معنى قوله: {وأشربوا في قلوبهم العجل}: شربهم الماء الذي ألقى فيه موسى برادة العجل، وذلك أنه برده بالمبرد ورماهفي الماء، وقيل لبني إسرائيل: اشربوا من ذلك الماء فشرب جميعهم، فمن كانيحب العجل خرجت برادة الذهب على شفتيه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول يرده قوله تعالى: {في قلوبهم}
وذكر ابن كثير عدة روايات في ذلك للسدي وابن أبي حاتم وغيرهم وذكر نقد القرطبي لهذا القول فقال ( وهذاشيءٌ غير ما هاهنا؛ لأنّ المقصود من هذا السّياق، أنّه ظهر النّقير علىشفاههم ووجوههم، والمذكور هاهنا: أنّهم أشربوا في قلوبهم حبّ العجل، يعني: في حال عبادتهم له، ثمّ أنشد قول النّابغة في زوجته عثمة:
تغلغل حبّ عثمة في فؤادي....... فباديه مع الخافي يسير
تغلغل حيث لم يبلغ شرابٌ.......ولا حزنٌ ولم يبلغ سرور
أكاد إذا ذكرت العهد منها.......أطير لو انّ إنسانًا يطير

{قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين (93)} يوبخهم الله تعالى بإيمانهم هذا الذي يدعونه كيف يستقيم مع ذلك الكفران والعصيان البين وهذا في قديم دهركم وحديثه إذكفرتم بخاتم الرّسل وسيّد الأنبياء والمرسلين المبعوث إلى النّاس أجمعين،فكيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة، من نقضكمالمواثيق، وكفركم بآيات الله، وعبادتكم العجل؟

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
القول الأول :
أن " روح القدس": هو جبريل عليه السلام . ذكره الزجاج وكذا ذكره ابن عطية عن السدي والضحاك والربيع وقتادة ورجحه ابن عطية واستدل على ذلك بقوله : وهذا أصح الأقوال. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»،ومرة قال له: «وجبريل معك»،
وكذا رجح ابن كثير واستدل على ذلك بقول ابن عباس وابن مسعود وغيرهم في تفسير الآية : وتأييده بروح القدس -وهو جبريل عليه السّلام - ما يدلّهم على صدقه فيما جاءهم به.

أقوال أخرى لم ترد بأدلة :
- قال ابن عباس رضي الله عنه: «روح القدس هو الاسم الذي به كان يحيي الموتى» ذكره ابن عطية
-
وقال ابن زيد: «هو الإنجيل كما سمى الله تعالى القرآن روحا» ذكره ابن عطية

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
فيه قولان :
1- أن يكون عائد على موسى عليه السلام فيكون المعنى : أي من بعد ذهاب موسى لمناجاة ربه كما قال تعالى: {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ} خلاصة ما ذكره ابن عطية وابن كثير
2- أن يكون عائد على المجىء أي من بعد مجىء موسى بالبينات .ذكره ابن عطية

3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
- قال الزّمخشريّ في قوله: {ففريقًا كذّبتم وفريقًا تقتلون} إنّما لم يقل: وفريقًا قتلتم؛ لأنّه أراد بذلك وصفهم في المستقبل -أيضًا-لأنّهم حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر،وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره . ذكره ابن كثير

4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

أنه في قوله تعالى { ولمّا جاءهم كتابٌ من عند اللّه مصدّقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه على الكافرين (89)}

أورد ابن كثير رحمه الله عدة روايات في تفسير تلك الآية دلت على ذلك ومنها :
- قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا} يقول:«يستنصرون بخروج محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على مشركي العرب-يعني بذلك أهل الكتاب-، فلمّا بعث محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه».
- قال أبو العالية: «كانت اليهود تستنصر بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على مشركي العرب، يقولون: اللّهمّ ابعث هذا النّبيّ الذي نجده مكتوبًا عندنا حتّى نعذّب المشركين ونقتلهم. فلمّا بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، ورأوا أنّه من غيرهم، كفروا به حسدًا للعرب.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 04:52 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.

يخاطب الله تعالى بني إسرائيل ويرد عليهم كذبهم بأنهم آمنوا بما أنزل عليهم من الكتاب فيذكرهم بأنهم اتخذوا العجل من بعد ذهاب موسى لملاقاة ربه وهم ظالمون لأنفسهم بفعلهم هذا وظلالهم بعد معرفة الحق ، ويذكرهم كذلك بالعهد المؤكد والميثاق الذي أخذه عليهم بأن يتبعوا موسى عليه السلاام ويؤمنوا بما جاء به ، ورفع فوقهم الطور تخويفًا لهم ودلالة على صدق دعوة موسى عليه السلام وبيان لقدرة الله ، وقال لهم سبحانه: خذوا ما آتيناكم من التوراة بجد واجتهاد واتباع تام ، واسمعوا لما فيها من الأوامر والنواهي ، وقولوا سمعنا وأطعنا ، وإلا أسقطنا عليكم الجبل تعذيبًا لكم ، فقلتم سمعنا بآذاننا وكفرنا وأعرضنا بقلوبنا والتجأت قلوبهم لعبادة العجل وتمسكت به ، فذم الله فعلهم ودعوتهم وقال : قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ، لأن الإيمان الصادق لا يأمر بمعصية الله والإشراك معه.


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
اختلف في المراد بروح القدس على أقوال:

1-"روح القدس": جبريل عليه السلام، ذكره الزجاج ورواه ابن عطية عن السدي والضحاك والربيع وقتادة ورجحه وقال :وهذا أصح الأقوال. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له: «وجبريل معك»،
ورجحه ابن كثير وزاد في وجه ترجيحه : الدّليل على أنّ روح القدس هو جبريل، كما نصّ عليه ابن مسعودٍ في تفسير هذه الآية، وتابعه على ذلك ابن عبّاسٍ ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ، وإسماعيل بن أبي خالدٍ، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وعطيّة العوفيّ، وقتادة مع قوله تعالى: {نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* [بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ]} [الشّعراء: 193-195] ما قال البخاريّ: وقال ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع لحسّان بن ثابتٍ منبرًا في المسجد، فكان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ أيّد حسّان بروح القدس كما نافح عن نبيّك». وهذا من البخاريّ تعليقٌ.
وفي الصّحيحين عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس»؟ فقال: اللّهمّ نعم.
- [وفي شعر حسّان قوله:
وجبريلٌ رسول اللّه ينادي ....... وروح القدس ليس به خفاء]
- وقال محمّد بن إسحاق: عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم.
- [وفي صحيح ابن حبّان أظنّه عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»].


2-وقال ابن عباس رضي الله عنه: «روح القدس هو الاسم الذي به كان يحيي الموتى»، ذكره ابن عطية وابن كثير.
3-وقال ابن زيد: «هو الإنجيل كما سمى الله تعالى القرآن روحا»، ذكره ابن عطية وابن كثير.
4-وقال الربيع ومجاهد: «القدس: اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس»، والإضافة على هذا إضافة الملك إلى المالك، وتوجهت لما كان جبريل عليه السلام من عباد الله تعالى،ذكره ابن عطية.
5-وقيل: القدس: الطهارة، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
6-وقيل: القدس: البركة. ذكره ابن عطية وابن كثير .
7-وقال ابن أبي نجيح:«الرّوح هو حفظةٌ على الملائكة».
8-وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ: «القدس هو الرّبّ تبارك وتعالى». وهو قول كعبٍ.


ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
مرجع الضمير في قوله: {من بعده} :
1-عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم في المناجاة. كما قال تعالى: {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ} [الأعراف: 148] ذكره ابن عطية وبه قال ابن كثير.
2-ويحتمل أن يعود الضمير في {بعده} على المجيء.
وهذه الآية رد عليهم في أن من آمن بما نزل عليه لا يتخذ العجل، وقد تقدم ذكر أخذ الميثاق ورفع الطور. ذكره ابن عطية وابن كثير.

3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
لأنّه أراد بذلك وصفهم في المستقبل -أيضًا-لأنّهم حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر، وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره. ذكره ابن كثير.

4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
﴿وَلَمّا جاءَهُم كِتابٌ مِن عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُم وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلَى الَّذينَ كَفَروا فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفوا كَفَروا بِهِ فَلَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الكافِرينَ ۝ بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُروا بِما أَنزَلَ اللَّهُ بَغيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضلِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَباءوا بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلكافِرينَ عَذابٌ مُهينٌ﴾
[البقرة: 89-90]

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 06:41 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)
السؤال الأول : الفوائد السلوكية
-الحذر من الإتصاف بصفات اليهود وهي الحسد والكبر والتعالي عن إتباع الحق والمعاندة لأنبياء الله عز وجل مما جعلهم يكذبونهم وقتلوهم بالرغم من وضوح الآيات.
-الحذر من إتباع الهوى إذا خالف أمر الله .
-وجوب الإيمان بجميع الرسل الذين ذكرهم الله عز وجل وعدم التفريق بينهم .
-وجوب اعتقاد نصرة الله لعباده المؤمنين وتأييده لهم .
-المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة.
-«بيس» أصله «بئس» سهلت الهمزة ونقلت إلى الباء حركتها، ويقال في «بئس» «بيس» اتباعا للكسرة، وهي مستوفية للذم كما نعم مستوفية للمدح
-واشْتَرَوْا : بمعنى باعوا، يقال: شرى واشترى بمعنى باع، وبمعنى ابتاع،
-قَالَ مُجَاهِدٌ: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} يهودُ شَرَوُا الحقَّ بِالْبَاطِلِ، وكتمانَ مَا جاءَ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُبَيِّنُوهُ.
-وَقَالَ السُّدِّيُّ: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} يَقُولُ: بَاعُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ، يَعْنِي: بِئْسَمَا اعْتَاضُوا لِأَنْفُسِهِمْ وَرَضُوا بِهِ [وَعَدَلُوا إِلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَصْدِيقِهِ وَمُؤَازَرَتِهِ وَنُصْرَتِهِ] (2)
-وَإِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْبَغْيُ وَالْحَسَدُ وَالْكَرَاهِيَةُ {أَنْ يُنزلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} وَلَا حَسَدَ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا.
-قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنزلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أَيْ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ مِنْ غَيْرِهِ
-وبِما أَنْزَلَ اللَّهُ يعني : به القرآن،
- وقيل التوراة لأنهم إذ كفروا بعيسى ومحمد عليهما السلام فقد كفروا بالتوراة،
- وقيل يراد به الجميع من توراة وإنجيل وقرآن، لأن الكفر بالبعض يلزم الكفر بالكل .
-ومِنْ فَضْلِهِ : يعني من النبوة والرسالة.
-ومَنْ يَشاءُ :يعني به محمدا صلى الله عليه وسلم لأنهم حسدوه لما لم يكن منهم وكان من العرب , ويدخل في المعنى عيسى عليه السلام لأنهم قد كفروا به بغيا، والله قد تفضل عليه.
-«باؤوا» معناه: مضوا متحملين لما يذكر أنهم باؤوا به،
-وقيل اسْتَوْجَبُوا، وَاسْتَحَقُّوا، وَاسْتَقَرُّوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ

-وبِغَضَبٍ :معناه من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم
-على غضب :متقدم من الله تعالى عليهم، قيل لعبادتهم العجل، وقيل لقولهم عزير ابن الله، وقيل لكفرهم بعيسى عليه السلام.
- معنى (فباءوا بغضب على غضب )
- قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فالمعنى على غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها.
- وقال قوم: المراد بقوله بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين.
- (فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ)
- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَالْغَضَبُ عَلَى الْغَضَبِ، فَغَضَبُهُ عَلَيْهِمْ فِيمَا كَانُوا ضَيَّعُوا مِنَ التَّوْرَاةِ وَهِيَ مَعَهُمْ، وَغَضِبَ بِكُفْرِهِمْ بِهَذَا النَّبِيِّ الذِي أَحْدَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ.
- :. وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِكَفْرِهِمْ بِالْإِنْجِيلِ وَعِيسَى، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِمْ بِكُفْرِهِمْ بِمُحَمَّدٍ، وَبِالْقُرْآنِ (3) عَلَيْهِمَا السَّلَامُ
- قَالَ السُّدِّيُّ: أَمَّا الْغَضَبُ الْأَوَّلُ فَهُوَ حِينُ غَضَبِ َعليهم فِي العِجْل، وَأَمَّا الْغَضَبُ الثَّانِي فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ حِينَ كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ]
- ومُهِينٌ : مأخوذ من الهوان وهو ما اقتضى الخلود في النار لأن من لا يخلد من عصاة المسلمين إنما عذابه كعذاب الذي يقام عليه الحد لا هوان فيه بل هو تطهير له
- قَوْلُهُ: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} لَمَّا كَانَ كُفْرُهُمْ سَبَبُهُ الْبَغْيُ وَالْحَسَدُ، وَمَنْشَأُ ذَلِكَ التَّكَبُّرُ، قُوبِلُوا بِالْإِهَانَةِ وَالصَّغَارِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غَافِرٍ: 60] ، [أَيْ: صَاغِرِينَ حَقِيرِينَ ذَلِيلِينَ رَاغِمِينَ]
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
- إما لأن من آمن بمحمد منهم قليل فيقل لقلة الرجال، وعلى هذا التأويل يجيء التقدير فعددا من الرجال قليلا ، [وَاخْتَارَهُ فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ وَحَكَاهُ عَنْ قَتَادَةَ وَالْأَصَمِّ وَأَبِي مُسْلِمٍ الْأَصْبَهَانِي وهو الراجح والله أعلم .
- وإما لأن وقت إيمانهم عند ما كانوا يستفتحون به قبل مبعثه قليل، إذ قد كفروا بعد ذلك،،ويكون التقدير فوقتا قليلا.
- وإما لأنهم لم يبق لهم بعد كفرهم غير التوحيد على غير وجهه، إذ هم مجسمون فقد قللوه بجحدهم الرسل وتكذيبهم التوراة، فإنما يقل من حيث لا ينفعهم كذلك،
-وقيل: فَقَلِيلٌ إِيمَانُهُمْ. بِمَعْنَى أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ مُوسَى مِنْ أَمْرِ الْمَعَادِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَلَكِنَّهُ إِيمَانٌ لَا يَنْفَعُهُمْ، لِأَنَّهُ مَغْمُورٌ بِمَا كَفَرُوا بِهِ مِنَ الذِي جَاءَهُمْ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُمْ كَانُوا غَيْرُ مُؤْمِنِينَ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا قَالَ: {فَقَلِيلا مَا يُؤْمِنُونَ} وَهُمْ بِالْجَمِيعِ كَافِرُونَ، كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ: قَلَّمَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا قَطُّ. تُرِيدُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا قَطُّ. [وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: تَقُولُ الْعَرَبُ: مَنْ زَنَى بِأَرْضٍ قَلَّمَا تُنْبِتُ، أَيْ: لَا تُنْبِتُ شَيْئًا] .
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.

- قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فالمعنى على غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها.
- وقيل: المراد بقوله بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين.
- وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَالْغَضَبُ عَلَى الْغَضَبِ، فَغَضَبُهُ عَلَيْهِمْ فِيمَا كَانُوا ضَيَّعُوا مِنَ التَّوْرَاةِ وَهِيَ مَعَهُمْ، وَغَضِبَ بِكُفْرِهِمْ بِهَذَا النَّبِيِّ الذِي أَحْدَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ.
- وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِكَفْرِهِمْ بِالْإِنْجِيلِ وَعِيسَى، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِمْ بِكُفْرِهِمْ بِمُحَمَّدٍ، وَبِالْقُرْآنِ (3) عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، [وعن عكرمة وقتادة مثله]
- قَالَ السُّدِّيُّ: أَمَّا الْغَضَبُ الْأَوَّلُ فَهُوَ حِينُ غَضَبِ عَلَيْهِمْ فِي العِجْل، وَأَمَّا الْغَضَبُ الثَّانِي فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ حِينَ كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ]
3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
لِمَا يَشْعُرُ بِهِ الظَّاهِرُ هُنَا مِنَ الْقُدْرَةِ الْعَظِيمَةِ كقَوْلِ الْخَلِيفَةِ: «أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُ بِكَذَا» حَثًّا عَلَى الِامْتِثَالِ.
4: استدلّ على صدق النبوة مما درست.
قوله تعالى (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ) (99)
والحمد لله رب العالمين




رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 ذو القعدة 1437هـ/30-08-2016م, 08:44 AM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
· الله سبحانه وتعالى بعلمه المحيط بكل شيء يعلم ما كان قبل أن يكون لو كان كيف يكون ، فيهيئ للعبد ما يكون فيه فلاحه إن صدق مع الله وأصلح نيته وظهر هذا في تأييد الله سبحانه وتعالى لنبيه عيسى عليه السلام بروح القدس لأنه علم أن قومه سيكذبونه فأعطاه ما يقوي حجته ويثبته أمام قومة .
· من رحمة الله سبحانه وتعالى أن خلقنا ولم يتركنا هملا ! فأرسل ما يدلنا ويعيننا على اتباع الحق جعله حجة لمن ابتعد عن الطريق ويظهر هذا جليا بقولة " ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل"
· قد يأتي أمر من الله سبحانه وتعالى بما لا تقبله النفس فيصعب على الإنسان أن يقوم به لكن لو تذكر الإنسان وعلم أن ما جاء به الله هو خير له في دنيه ودنياه وأن الله لا يؤمر إلا بخير بل في اتباعه شهادة على قوة إيمانه ولا يكمل الإيمان إلا بهذا فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " ،فعلى الإنسان أن يسعى لأن يروض نفسه على العمل بما جاء به الله ورسوله ،فقد وبخ الله من قبلنا على اتباع هواهم بقولة " أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون"


المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
- نزلت هذه الآية كما أجمع العلماء ردا على اليهود وجواب على سؤال لهم بسبب افترائهم على الله لأنهم قالوا بأن جبريل عدو لنا و ميكائيل ولي لهم، واختلف في السبب الذي من أجله قالوا ذلك .
فيل فيه قولان :
- لأن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: جبريل عدونا, فلو أتاك ميكائيل، لقبلنا منك، فقال اللّه عزّ وجلّ: {قل من كان عدوّا لجبريل فإنه نزّله على قلبك بإذن اللّه مصدّقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين (97)}
- القول الثاني أن عمر بن الخطاب استحلف اليهود فقال لهم :أتعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم نبي ؟فقالوا :نعم ، ثم ذكروا سبب تكذيبهم له قالوا صاحبه جبريل وهو عدونا لأنه حمى بختنصر حين بعثوا إليه قبل أن يملك من يقتله، فنزلت هذه الآية لقولهم.

أما تفسير الآية :
فقال تعالى :"قل من كان عدوا لجبريل " قل يا محمد بأن من كان عدوا لجبريل " فإنه " الضمير هنا قيل بأنه عائد على الله وقوله " نزله "الضمير عائد على جبريل عليه السلام فيكون المعنى : فإن الله نزل جبريل على قلبك
وقيل بأن الضمير في قوله " فإنه "عائده على جبريل وقوله "نزله" عائده على القرآن ويكون المعنى فإن جبريل نزل القرآن على قلبك .
وقولة "بإذن الله "أي :بعلمه وقدرته وأمره ، وقولة "مصدقا "حال للقرآن ،وقولة "لما بين يديه " أي : من التوراة وما نزل قبله من الكتب هاديا لك ومرشدا لك لطريق الحق
وقولة تعالى :"من كان عدو لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
في الآية ذم ووعيد لمن كان عدو لجبريل وبعداوة الله لمن عاداه ، وقولة تعالى :" من كان عدو لله " العداوة لله تكون بمبارزة الله بالمعاصي والذنوب والآثام وعداوة أولياء الله وأيضا عدم طاعة الله فكل هذا من العداوة لله ، ثم ذكر بعدها "وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل " فذكر الملائكة جميعهم ثم خصص بجبريل وميكائيل وفي هذا تشريف لهما وأيضا لأن الآية نزلت فيهما فلأجل هذا أتى ذكرهما و"ألرسل" يقصد بها كل رسول من البشر أو الملائكة ،ثم قال بعدها "فإن الله عدو للكافرين "وعداوة الله لعبده بأن يظهر عليه أثر معصيته وأيضا يشقيه ويعذبه فيخسر في الدنيا والآخرة .
وفي قولة "فإن الله " ولم يقل "فإنه " فيه إيقاع المظهر مكان المضمر لتأكيد المعنى المراد وتقريره وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي:" من عادى لي وليا فقد آذنته بحرب "

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
على ثلاثة أقوال :
- القول الأول : من قرأ بسكون اللام "غلْف
أ - قيل بأن معناه غشاوة وغطاء وطابع فهي لا تفقه ولا يخلص إليه ما يأتيه من قول . قال به : مجاهد والسدي والعوفي وعكرمة وأبي العالي ذكره ابن كثير والزجاج
واستدل أصحاب هذا القول ب:
1- والدليل :"وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه "
2- وأيضا في الحديث عن حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ». فذكر منها: «وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر».

ب- قيل :«لم تختن» يقصد به : أن قلوبهم ليست طاهره وبعيده عن الخير
"وهذان القولان يرجعان إلى معنى واحد بأن قلوبهم لا تفقه ولا يخلص إليها ما يأتيها من خير" ورجح هذا القول ابن جرير
القول الثاني : من قرأ بضم اللام " غلُف "

أي: جمع غلافٍ، أي: أوعيةٌ، بمعنى أنّهم ادّعوا أنّ قلوبهم مملوءةٌ بعلمٍ لا يحتاجون معه إلى علمٍ آخر قاله الضحاك

ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
"التوبيخ" فهو أمر من الله سبحانه لنبيه أن يوبخهم فإن كان لكم نعيم الآخرة فتمنو الموت
وفي هذا الأمر دليل على صحة حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن في تمني الموت هلاك للفريق المكذب أو قطع حجتهم.
3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
لأن عيسى عليه السلام جاء بمخالفة بعض الأحكام في التوراة فأيده الله بالبينات وروح القدس ليدل على صدق ما جاء به
4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
خصص الظالمين هنا يقصد به : أنه عليم بمجازاتهم وما يستحقونه من معاملة .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 13 ذو الحجة 1437هـ/15-09-2016م, 06:59 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


الفائدة الأولى
الأقبال على أوامر الله تعالى بالعمل بها فإن الله اذا امر بأمر اعان عليه
مستفاد من قول الله تعالى
(وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)
فقد امد الله سبحانه وتعالى عيسى بالبينات وايده اى قواه على ما امره به من البلاغ قال بن عطية فى تفسير الأيه و(أيّدناه) معناه: قويناه، والأيد: القوة
ولما جاء عيسى بمخالفة التوراة فى بعض الاحكام امده بالبينات والمعجزات التى تعيين العباد على الايمان به وبشرعة
قال بن كثير فى تفسيره لللآية
حتّى ختم أنبياء بني إسرائيل بعيسى ابن مريم، فجاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات، وهي: المعجزات.
الفائدة الثانية
أن نحذر من الكبر واسبابة فإن من أهم اسباب الكبر ايثار الحياة الدنيا ومن أهم سبل علاجه جمع الهم على الأخرة
قال الزجاج فى تفسير قوله تعالى
أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)
معنى {استكبرتم}: أنفتم وتعظمتم من أن تكونوا أتباعا، لأنهم كانت لهم رياسة، وكانوا متبوعين فآثروا الدنيا على الآخرة
الفائدة الثالثة
الحذر من هوى النفس ومجاهدته فما كانت المخالفه لشرع الله تعالى والعتو والعناد إلا اتباعاً لأهواء الانفس
مستفاد من قول الله تعالى
(افكلّما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقًا كذّبتم وفريقًا تقتلون (87)}

قال بن كثير فى تفسير الاية
ينعت -تبارك وتعالى- بني إسرائيل بالعتوّ والعناد والمخالفة، والاستكبار على الأنبياء، وأنّهم إنّما يتّبعون أهواءهم

المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة.
ذكر بن كثير نقل الطبرى الآجماع فى أنّ هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل، إذ زعموا أنّ جبريل عدوٌّ لهم، وأن ميكائيل وليٌّ لهم، ثمّ اختلفوا في السّبب الذي من أجله قالوا ذلك
منها : إن يهود فدك قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: نسألك عن أربعة أشياء فإن عرفتها اتبعناك، ومما سألوه من يجيئه من الملائكة، فقال: «جبريل»، فلما ذكره قالوا: ذاك عدونا، لأنه ملك الحرب والشدائد والجدب، ولو كان الذي يجيئك ميكائيل ملك الرحمة والخصب والأمطار لاتبعناك
ومنها : إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتكرر على بيت المدارس، فاستحلفهم يوما بالذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء أتعلمون أن محمدا نبي؟، قالوا: نعم، قال: «فلم تهلكون في تكذيبه؟»، قالوا: صاحبه جبريل وهو عدونا
وذكر أنهم قالوا سبب عداوتهم له أنه حمى بختنصر حين بعثوا إليه قبل أن يملك من يقتله، فنزلت هذه الآية لقولهم.

ومنها : ماذكره عبد الرزاق «قالت اليهود: إنّ جبريل عدوّنا، لأنّه ينزل بالشّدّة والسّنة، وإنّ ميكائيل ينزل بالرّخاء والعافية والخصب، فجبريل عدوّنا. فقال اللّه تعالى:{من كان عدوًّا لجبريل}[الآية]».

و جبريل» اسم أعجمي عربته العرب فلها فيه لغات
وفى معنى اسم جبريل حكى البخاريّ، عن عكرمة أنّه قال: «جبر، وميك، وإسراف: عبيد. وإيل: الله».
وعن ابن عبّاسٍ، قال:«إنّما قوله: "جبريل" كقوله: "عبد اللّه" و "عبد الرّحمن"».
ونزلت الاية من غضب الله عليهم تشريفاً لجبريل عليه السلام وذماً لمعاديه فقد عادوا اولياءه وفرقوا بين رسلة فبين تعالى أن من عادى جبريل فليعلم أنّه الرّوح الأمين الذي نزل بالذّكر الحكيم على قلبك أى قلب محمد عليه الصلاة والسلام وخص القلب بالذكر لانه موضع العقل والعلم وتلقى المعارف ونزل به من اللّه بإذنه له في ذلك بعلم الله تعالى وتمكينه اياه بذلك ، فهو رسولٌ من رسل اللّه ملكي ونزل بالقرأن مصدقاً للكتب المتقدمة وفيه الهداية للعباد والبشرى للمؤمنين بالجنة
وحكم الله تعالى بالكفر على من كفر بجبريل وميكائيل لان من كفر برسول فقد كفر بكل الرسل كما قال فى سورة النساء
قال تعالى: {إنّ الّذين يكفرون باللّه ورسله ويريدون أن يفرّقوا بين اللّه ورسله ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقًّا وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا}[النّساء:150، 151]
وعاداهم الله تعالى كما عادوا الله واولياءه وعداوة العبد لله هي معصيته واجتناب طاعته ومعاداة أوليائه، وعداوة الله للعبد تعذيبه وإظهار أثر العداوة عليه
واختص الملكين الكريمين عليهما السلام {وجبريل وميكال} وهذا من باب عطف الخاصّ على العامّ، فإنّهما دخلا في الملائكة، ثمّ عموم الرّسل، ثمّ خصّصا بالذّكر؛ لأنّ السّياق في الانتصار لجبريل وهو السّفير بين اللّه وأنبيائه،
وقرن معه ميكائيل في اللّفظ؛ لأنّ اليهود زعموا أنّ جبريل عدوّهم وميكائيل وليّهم، فأعلمهم أنّه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر وعادى اللّه أيضًا ومن عادى الله تعالى فقد خسر الدنيا والآخرة


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
فى الاية قولان كما ذكر المفسرون ويرجع ذلك للقرائتين المذكورتين فى غلف
فالقول الاول
على القراءه غلف بتسكين الام
ومعنى (غُلْف): ذوات غلف، الواحد منها أَغْلَف وغُلْف مثل أحمر وحُمْر، فكأنهم قالوا: قلوبنا في أوعية، والدليل على ذلك قوله: {وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}.
ذكره الزجاج وبن كثير
وتنوعت عبارات المفسرين فى هذا المعنى فذكر بن كثير
عن ابن عباس: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: في أكنّةٍ».
عن ابن عباس وابو العالية: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}أي: لا تفقه».
عن ابن عبّاسٍ ومجاهد وعكرمة {وقالوا قلوبنا غلفٌ} [قال:]«هي القلوب المطبوع عليها».
- عن مجاهدٌ: «{وقالوا قلوبنا غلفٌ}عليها غشاوةٌ».ومثله عن السدى
- وقال السّدّيّ: «يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء».
عن الحسن في قوله: {قلوبنا غلفٌ} قال:«لم تختن».

- وعن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، في قوله: {غلفٌ} قال: «يقول: قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول»، قرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}.
وهذا هو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد بحديث حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ». فذكر منها: «وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر
القول الثانى
على القراءة الثانية (غُلُف)بضمّ اللّام، فهو جمع غلاف وغُلُف، مثل: مثال ومُثُل، وحِمار وحُمُر، فيكون معنى هذا: إن قلوبنا أوعية للعلم بمعنى أنّهم ادّعوا أنّ قلوبهم مملوءةٌ بعلمٍ لا يحتاجون معه إلى علمٍ آخر. كما كانوا يمنّون بعلم التّوراة. ولهذا قال تعالى: {بل لّعنهم اللّه بكفرهم فقليلا مّا يؤمنون} أي: ليس الأمر كما ادعوا بل قلوبهم ملعونةٌ مطبوعٌ عليها، كما قال في سورة النّساء: {وقولهم قلوبنا غلفٌ بل طبع اللّه عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}[النّساء: 155].
وذكره الزجاج وبن كثير عن بن عباس وعطية العوفى


ورجح بن كثير القول الأول لان له شاهد من القرآن



ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
الغرض من الأمر أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين أعظم حجة على صحة تثبيت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال لهم: تمنّوا الموت وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبداً, فلم يتمنّه منهم واحد؛ لأنهم لو تمنوه لماتوا من ساعتهم، فالدليل على علمهم بأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم حق؛ أنهم كفوا عن التمني ذكره الزجاج
القول الثانى
الغرض من الأمر أمر لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يوبخهم، والمعنى: إن كان لكم نعيمها وحظوتها وخيرها فذلك يقتضي حرصكم على الوصول إليها فتمنّوا الموت ذكره بن عطية
3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
الحكمة من ذكر تأييد عيسى عليه السلام بروح القدس ما ذكره بن كثير فى تفسير الأية وحاصله أنه لما كان عيسى اخر انبياء بنى اسرائيل وجاء بمخالفة التوراة فى بعض الآحكام فأعطاه الله البينات والمعجزات وايده بروح القدس وذلك ليستدلوا على صدقه فيما جاءهم به
قال بن كثير
ختم أنبياء بني إسرائيل بعيسى ابن مريم، فجاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات، وهي: المعجزات. قال ابن عبّاسٍ:«من إحياء الموتى، وخلقه من الطّين كهيئة الطّير فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن اللّه، وإبرائه الأسقام، وإخباره بالغيوب، وتأييده بروح القدس -وهو جبريل عليه السّلام - ما يدلّهم على صدقه فيما جاءهم به

4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
قوله تعالى: {واللّه عليمٌ بالظّالمين} ظاهرها الخبر ومضمنها الوعيد، لأن الله عليم بالظالمين وغيرهم، ففائدة تخصيصهم حصول الوعيد فالمعنى انه عليم بهم ويجازيهم عليه بالقتل فى الدنيا او بالذله والمسكنة واداء الجزية كما يقول الرجل رجل اتى اليه منكرا انا اعرفك وانا بصير بك تويله انا اعلم ما اعاملك به واستعمله معك
حاصل ما ذكره الزجاج وبن عطية

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 14 ذو الحجة 1437هـ/16-09-2016م, 04:32 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)

قد أحسنتم في هذا المجلس، بارك الله فيكم ونفع بكم.

المجموعة الأولى:
- في سؤال التفسير بإيجاز.
تعرّض بعض الطلاب لمسائل في القراءات لا تتعلّق بالتفسير، والواجب عدم التفصيل فيها.

- في سؤال بيان غرض الأمر
في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
غرض الأمر فيه عدة أقوال
ينبغي للطالب أن يجتهد في استخراجها من الآثار المروية في تفسير هذه الآية، وليس شرطا أن ينصّ على القول مباشرة، ونثني على اجتهاد الأختين مضاوي وعائشة أبو العينين في إجابة هذا السؤال.

والخلاف في غرض الأمر متفرّع عن الخلاف في تفسير متعلّق التمنّي في الآية، والذي هو على قولين:
الأول: أن معنى الآية تمنّوا الموت لأنفسكم.
وبه فسّر ابن عطية والزجّاج الآية، وهذا هو المفهوم من ظاهرها.
وفي غرض الأمر هنا قولان:
القول الأول: أن غرضه التوبيخ، قاله ابن عطية.
وذلك لأن اليهود ادّعوا أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس، ومن كان هذا حاله فإنه سيحرص على إيثار الأفضل والأبقى، ولكنهم أحجموا عن تمنّي الموت فرقا من قبح أعمالهم وحرصا منهم على الحياة، كما قال تعالى: {ولن يتمنّوه أبدا بما قدّمت أيديهم والله عليم بالظالمين * ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة..} الآيات.
القول الثاني: أن غرضه التحدّي وإثبات كذب دعواهم في قولهم {نحن أبناء الله وأحباؤه} وقولهم {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، وهذا القول يفهم من كلام الزجّاج وكلام ابن عطية.
والشاهد على ذلك قوله تعالى في الآية التالية: {ولن يتمنّوه أبدا}.
ولعل الأثر الذي أورده ابن كثير عن الحسن يؤيّد ذلك،
فعن عبّاد بن منصور، عن الحسن، قال: "قول اللّه ما كانوا ليتمنّوه بما قدّمت أيديهم". قلت: أرأيتك لو أنّهم أحبّوا الموت حين قيل لهم: تمنّوا، أتراهم كانوا ميّتين؟ قال: "لا واللّه ما كانوا ليموتوا ولو تمنّوا الموت، وما كانوا ليتمنّوه، وقد قال اللّه ما سمعت: {ولن يتمنّوه أبدًا بما قدّمت أيديهم واللّه عليمٌ بالظّالمين}»، قال ابن كثير: وهذا غريبٌ عن الحسن.

القول الثاني في معنى الآية: تمنّوا الموت للفريق الكاذب من اليهود أو من المسلمين.
ويكون الأمر على حقيقته، وهو نوع من المباهلة لإهلاك الفريق الكاذب ولإثبات المحقّ من المبطل.
وهذا القول ذكره ابن كثير وابن عطية، ورجّحه ابن كثير.
واستدلّ ابن كثير لهذا القول بما رواه ابن جرير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أنّ اليهود تمنّوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النّار، ولو خرج الّذين يباهلون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لرجعوا لا يجدون أهلًا ولا مالًا".
وبقول ابن عبّاس: «لو تمنّى اليهود الموت لماتوا».
وبقوله أيضا: «لو تمنّوا الموت لشرق أحدهم بريقه».
وقد أطال ابن كثير في الانتصار لهذا القول وبيان ضعف حجّة القول الأول، فيراجع كلامه.



1: هلال الجعدار أ
- تراجع الملحوظة الخاصّة بالأقوال في غرض الأمر.

2: منيرة محمد أ
- في بيان مراجع الضمائر في قوله تعالى: {فإنه نزّله} لابد من بيان مرجعي الضميرين معا في قول واحد لأن بينهما اتّصال، فإذا كان الضمير الأول يرجع إلى الله عزّ وجلّ فإن مرجع الثاني هو جبريل حتما، وكذلك في القول الآخر، فلا يصحّ أن نذكر الأقوال في مرجع كل ضمير على حدة.

- تراجع الملحوظة الخاصّة بالأقوال في غرض الأمر.

3: شيماء طه ب
- لم تذكري إلا قولا واحدا في معنى قول: {قلوبنا غلف}، والمطلوب ذكر الخلاف ثم الترجيح.

- تراجع الملحوظة الخاصّة بالأقوال في غرض الأمر.

4: مضاوي الهطلاني ب
- أجوبتك كلها ممتازة بارك الله فيك، لكن ما ذكرتيه في جواب السؤال الأول لا يعتبر فوائد سلوكية، لأن المطلوب بيان الأثر السلوكي للآية، كيف أعانتك هذه الآية على إحسان عملك لله، ما العمل المستفاد من هذه الآية، وأوصيك بمراجعة أجوبة الزملاء.

5: نوف ب
- تراجع الملحوظة الخاصّة بالأقوال في غرض الأمر.
- خصمت نصف درجة على التأخّر.

6: عائشة أبو العينين أ
- خصمت نصف درجة بسبب التأخّر، وأثني على إجاباتك بارك الله فيك.


المجموعة الثانية:
7: مها شتا أ+
- يوجد قول خامس في المراد بروح القدس وهو أنهم حفظة على الملائكة.

8: حنان عبد الله أ+


9: نبيلة الصفدي ب+

- غالب ما ذكرتيه في جواب السؤال الأول لا يعتبر فوائد سلوكية، وأوصيك بالاستفادة من تطبيقات الزملاء.

10: هبة الديب أ+
- القول بأن "القدس" هو الله تعالى لا يعتبر ضمن الأقوال في المراد بروح القدس، فبينهما فرق.

11: هناء هلال أ+

12: الشيماء وهبة أ

- ورد في المراد بروح القدس خمسة أقوال فتراجع، مع التنبيه على ضرورة مناقشة كل قول وبيان صحته من ضعفه.

13: تماضر ج+
- فاتك سؤال الفوائد السلوكية.
- لا ينبغي أن تفسّر الآيات كلها في فقرة واحدة كأنك تذكرين المعنى الإجمالي فقط، بل تقسّم الآيات لجمل قصيرة وتفسّر حتى تتبيّن مسائلها.
- خلطتِ بين الأقوال في المراد بالقدس والأقوال في المراد بروح القدس.


المجموعة الثالثة:
- في معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب} ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنهم - أي اليهود- مضوا متحمّلين غضبا بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على غضب متقدّم واختلف في أسبابه على أقوال:
- فقيل بسبب كفرهم بالتوراة وما جاء فيها.
- وقيل بسبب عبادتهم للعجل.
- وقيل بسبب قولهم عزير ابن الله.
- وقيل بسبب كفرهم بعيسى والإنجيل.
وهذا القول ذكره ابن كثير وابن عطية وذكر الزجّاج أن الغضب المتقدّم بسبب كفرهم بعيسى.
القول الثاني: أنهم باؤوا
بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدّم استحقوا به النار أيضا.
ذكر هذا القول الزجّاج.
[وتفسير الغضب بالإثم من باب تفسير الشيء بسببه، وهو يحتاج إلى تفسير يعيّن به الإثم؛ فرجع هذا القول إلى القول الأول.]
القول الثالث:
أن المراد بقوله: {بغضب على غضب} التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معلّلين بقصتين.
ذكر هذا القول ابن عطية.
ونسوق لكم -للفائدة- كلام ابن القيّم رحمه الله في كتابه "بدائع الفوائد" تعقيبا على القول الأول:

(والصحيح في الآية أن التكرار هنا ليس المراد به التثنية التي تشفع الواحد بل المراد غضب بعد غضب بحسب تكرر كفرهم وإفسادهم وقتلهم الأنبياء وكفرهم بالمسيح وبمحمد صلى الله عليه وسلم ومعاداتهم لرسل الله إلى غير ذلك من الأعمال التي كل عمل منها يقتضي غضبا على حدته وهذا كما في قوله: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِع الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} أي كرة بعد كرة لا مرتين فقط، وقصد التعدد في قوله: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} أظهر، ولا ريب أن تعطيلهم ما عطلوه من شرائع التوراة وتحريفهم وتبديلهم يستدعي غضبا وتكذيبهم الأنبياء يستدعي غضبا آخر وقتلهم إياهم يستدعي غضبا آخر وتكذبيهم المسيح وطلبهم قتله ورميهم أمه بالبهتان العظيم يستدعي غضبا وتكذبيهم النبي صلى الله عليه وسلم يستدعي غضبا ومحاربتهم له وأذاهم لأتباعه يقتضي غضبا وصدهم من أراد الدخول في دينه عنه يقتضي غضبا فهم الأمة الغضبية أعاذنا الله من غضبه، فهي الأمة التي باءت بغضب الله المضاعف المتكرر وكانوا أحق بهذا الاسم والوصف من النصارى.) إلى آخر كلامه رحمه الله.

- في سؤال بيان فائد الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}، هناك موضعان:
الموضع الأول: قوله تعالى: {فإن الله} بدلا من "فإنه"، وفائدة الإظهار:
1: ألا يشكل عود الضمير [حيث قبله أسماء أخرى مفردة وهي جبريل وميكال تحتمل عود الضمير إليها].

2: تأكيد المعنى وتقريره وهو أن من عادى أولياء الله فقد عادى الله ومن عادى الله فإن الله عدوّ له ومن كان الله عدوه خسر الدنيا والآخرة.
الموضع الثاني: قوله تعالى: {للكافرين} بدلا من: "لهم"، وفائدة الإظهار:
1: لأن عود الضمير على {من} يشكل، سواء جمع أو أفرد.
2: لو افترضنا زوال الإشكال وأن المعنى يدلّ السامع على المقصد للزم تعيين قوم بعداوة الله لهم، ويحتمل أن الله تعالى قد علم أن بعضهم يؤمن فلم يلزمهم وصف العداوة وجاء التعبير بعموم الكفار.
3: بيان الحكم وهو أن معاداة أولياء الله كفر.


14: كوثر التايه أ
- من الأقوال في معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}
التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين.
- يلاحظ أنك لا تسندين الأقوال.
- في السؤال الثالث لم تذكري كلام ابن كثير في فائدة الإظهار.

15: فاطمة الزهراء أحمد ب+
- في سؤال فسّر بإيجاز، لخّصي التفسير بأسلوبك.
- الأقوال في معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب} تحتاج إلى تحرير أفضل لأن هناك تكرار كثير.

16: كمال بناوي أ+
- ينتبه للزيادة التي ذكرناها في سؤال فائدة الإظهار في موضع الإضمار.

17: عابدة المحمدي د
- أحسنتِ في سؤال الفوائد بارك الله فيك، لكنك اعتمدتِ النسخ في غالب الإجابات كسؤال التفسير وسؤال ذكر الخلاف مع الترجيح في معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
- يراجع ما ذكرناه في بيان فائدة الإظهار في موضع الإضمار، وما ذكرتيه وإن كان صحيحا إلا إنه من تفسير آخر غير التفاسير المقرّرة وكان الأولى إيراد ما ذكره المفسّرون الثلاثة أولا ثم لا بأس من الزيادة.
- تراجع إجابة السؤال الأخير على أجوبة الزملاء إذ ليس فيما ذكرتيه دلالة على المطلوب.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.
وكل عام وأنتم بخير.


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 ذو الحجة 1437هـ/28-09-2016م, 02:49 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الثانية
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

1-إيتاء الأنبياء الكتاب وتتابع الرسل لتذكير أقوامهم يستوجب منا العناية بالكتاب الذى آتانا الله ومتابعة ما فيه {ولقد آتينا موسى الكتاب}
2-أن الله تعالى من رحمته لما أرسل عيسى عليه السلام بما يخالف بعض الامور فى التوراة جعل له بينات زومعجزات تدل على صدقه ووجوب اتباعه وهذا يفيدنا فى تحرى البينات قبل التصديق والعمل فإذا بلغنا أمر أو خبر تبينا من صدقه وصحته فإذا تبين فليس ثمة إلا التصديق والعمل {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس}
3-فهمت فن قوله تعالى {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس}أن من كان على بينة فإن الله يؤيده إما ظاهرا وإما باطنا فيربط على قلبه والله أعلم
4-الهوى داء لعين فى النفس وسببهالأعظم الجهل وعدم معرفة بالهدى ومن أسبابه الكبر والغرور وأن يظن بنفسه خيرا فالهوى يدفع للتكذيب ورد الحق{أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم}
5-ينبغى الحذر من اتباع الهوى وذلك باتباع الرسل فى كل ما بلغوا به ولو خالف الهوى ومراقبة النفس دائما وسؤالها عن البواعث الحقيقية من وراء الاعمال

:
1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة
يخبر سبحانه وتعالى فى هذه الآية عن حال بنى اسرائيل والرد عليهم فى زعمهم الإيمان بما أنزل عليهم، لما جاءهم نبيهم موسى عليه السلام بالبينات الدالة على صدقه من العصا والحية وانفلاق البحر والآيات السبع من الطوفان والجراد ولقمل والضفادع التى أرسلت على آل فرعون ترهيبا وكذلك التوراة وما فيها من البينات كل ذلك رأوه وما كان منهم إلا أن اتخذوا العجل معبودا لهم من دون الله لما غاب عنهم موسى لميقات ربه لينزل عليه التوراة فعبدوا العجل وقوله{ من بعده}إما يراد به من بعد غياب موسى عنكم لميقات ربه أو من بعد ما جاءتكم البينات على يد موسى انه لا إله إلا الله وهم فى ذلك ظالمون لأنهم وضعوا الشىء فى غير موضعه اللائق به فكيف يكون العجل الجسد الأصم إلها من دون الله والحال ان الله تعالى {وسع كل شىء علما}،ثم قال مذكرا لهم فعل أسلافهم القبيح{وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا} من أخذ الميثاق عليهم وهو العهد عليهم أن يأخذوا بما فى التوراة بجد ونشاط فيدرسونها ويحفظون ما فيها فيعملون به ومن ذلك أمرهم بالإيمان بالنبى صلى الله عليه وسلم الذى جاء وصفه فى التوراة وأمرهم بالإيمان به إذا بعث {واسمعوا} والمقصود من الأمر بالسمع الطاعة والانقيا لا مجرد سمع الإدراك، كل ذلك حتى تحصل لهم التقوى والسلامة من عذاب الله {لعلكم تتقون}ولكنهم تراجعوا وأبوا أن يعطوا الميثاق حتى هددهم الله ورفع فوقهم الجبل إن لم يفعلوا فقالوا {سمعنا وعصينا}أى سمعنا سمع إدراك والحقيقة أنهم لم يطيعوا بسمعهم الذى امروا به بل قالوا{وعصينا}إما أنهم تلفظوا بها على الحقيقة أو أفعالهم دلت على ذلك ،والسبب أن قلوبهم قد امتلأت بحب عبادة العجل{وأشربوا فى قلوبهم العجل}والسبب فى ذلك الذى حصل لهم وأوجب لهم هذا العقاب من الله هو كفرهم {بكفرهم} فيأتى التوبيخ لهم على زعمهم الإيمان بما انزل عليهم والتصريح ببكفرهم إذ كيف يقتضى الإيمان عبادة غير الله فدل على كذبهم وافترائهم فلو كان هذا الذى يدعونه إيمان فبئس الإيمان إيمانهم والحق أنهم ليسوا بمؤمنين ولذا قال {إن كنتم مؤمنين} .
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بروح القدس

-الأول:جبريل عليه السلام
-الثانى:الإنجيل :سماه الله روحا كما سمى القرآن روحا
-الثالث:الاسم الأعظم الذى يحيى به عيسى عليه السلام الموتى
-الرابع:المقدس أ الروح المقدسة لعيسى عليه السلام
-الخامس:روح من حفظة الملائكة
والراجح القول الأول كما ورد فى الحديث{إن روح القدس نفث فى روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب }
وقوله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت {اهجهم وروح القدس معك}أو كما قال
.
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون
قولان:

الاول:من بعد غياب موسى لميقات ربه
الثانى :من بعد مجىء البينات على يد موسى عليه السلام
وكلاهما محتمل والأول أظهر والله أعلم
}.
3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
استعمال الفعل فى المستقبل للتعبير عن الماضى يفيد الاستمرار فهؤلاء المعاصرون للنبى لما كانوا راضين بفعل أسلافهم كان لهم نصيب من الوصف وأيضا قد كان لهم يد فى محاولة قتل النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال {لا زالت أكلة خيبر تعاودنى وهذا اوان انقطاع أبهرى}

4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده}

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 27 ذو الحجة 1437هـ/29-09-2016م, 10:23 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}البقرة.

1- *استشعار رحمة الله وعدله بإرسال الرسل وتعليم الناس ما ينفعهم وما يضرهم {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ} فالله خلق الخلق ولم يتركهم هملا وأمدهم بالفطرة السليمة وأرسل الرسل لتقويم من انحادت فطرته عن الهدى رحمة منه سبحانه وتعالى

2- تأييد الله لدعاة التوحيد { *وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} فهو معهم يؤيدهم ويؤازرهم ويلهمهم ما يقولون ويفعلون.

3- الرضا بتعاليم الدين وتنحية الهوى جانبا لأن في ذلك سعادة الدارين *وعدم التشبه باليهود { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ} والاعتبار بما حدث لهم بسبب اتباع هواهم ورفضهم الحق*

4- خطورة الكبر وأنه السبب في رفض تعاليم الدين { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ استكبرتم}وهو السبب في تكذيب الحق والقتل الذي هو أشد درجات الرفض والتكذيب*




المجموعة الثانية:

1: فسّر*قول الله تعالى:*{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)}

- دلالة الآية

وهذه الآية رد عليهم في أن من آمن بما نزل عليه لا يتخذ العجل.ابن عطية

-المراد *بالبينات:

البينات: التوراة والعصا وفرق البحر،والطوفان والجراد *والقمل*وغير ذلك من آيات موسى عليه السلام التي شاهدوها، ابن عطية، ابن كثير

- معنى قوله تعالى:*{ثمّ }

.***تدل (ثم) على أنهم فعلوا ذلك بعد رؤيتهم لآيات موسى عليه السلام *الواضحة وذلك أعظم في جرمهم، ابن عطية، ابن كثير

- عود الضمير في في قوله:*{من بعده}*فيه أقوال:

*1- عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم في المناجاة،*-المراد بقوله :*{من بعده}*أي: من بعد ما ذهب عنكم إلى الطّور لمناجاة اللّه كما قال تعالى:*{واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ}*[الأعراف: 148]، ك
2-يحتمل أن يعود الضمير في*{بعده}*على المجيء.

-المراد بقوله{وأنتم ظالمون}:

*[أي: وأنتم ظالمون] في هذا الصّنيع الذي صنعتموه من عبادتكم العجل، وأنتم تعلمون أنّه لا إله إلّا اللّه، كما قال تعالى:*{ولمّا سقط في أيديهم ورأوا أنّهم قد ضلّوا قالوا لئن لم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا لنكوننّ من الخاسرين}.*ابن كثير


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)}

- المعنى الاجمالي للآية

يعدّد -تبارك وتعالى- عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوّهم وإعراضهم عنه، حتّى رفع الطّور عليهم حتّى قبلوه ثمّ خالفوه؛ ولهذا قال:*{قالوا سمعنا وعصينا}، ابن كثير

- المراد بقوله عزّ وجلّ*{بكفرهم}*أي: فعل الله ذلك بهم مجازاة لهم على الكفر، كما قال:*{بل طبع اللّه عليها بكفرهم}. الزجاج،ابن عطية

- المراد بقوله:*{بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين}**أي: ما كنتم مؤمنين، فبئس الإيمان يأمركم بالكفر). الزجاج،ابن عطية

*(وقوله تعالى:*{خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ}

عود الضمير في قوله( ما آتيناكم)*

يعني التوراة والشرع،*

- معنى {بقوّةٍ}*أي: بعزم ونشاط وجد.ابن عطية
- معنى {واسمعوا} فيه أقوال

*1- أي وأطيعوا، وليس معناه السمع .فقط ابن عطية
2- إنهم *نطقوا بهذه الألفاظ مبالغة في التعنت والمعصية. *ابن عطية
3_ معنى مجازي فهم لم ينطقوا بـ(سمعنا وعصينا)، ولكن فعلهم اقتضاه، كما قال الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني*.......*... ... ... ...
وهذا رد لقولهم *:*{نؤمن بما أنزل علينا}*

-المراد بقوله تعالى:*{وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم} فيه أقوال

*1- معنى*معنى مجازي*مقدر والتقدير: حب العجل، أي: سقوا حبّ العجل*حتّى خلص ذلك إلى قلوبهم»*،فحذف "حب" وأقيم "العجل" مقامه..*وكذا قال أبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ.

كما قال الشاعر:
وشر المنايا ميّت بين أهله*.......*كهلك الفتى قد أسلم الحيّ حاضره
المعنى: وشر المنايا منيّة ميت....*

- وقال الإمام أحمد: *عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:*«حبّك الشّيء يعمي ويصم».الزجاج،ابن عطية، ابن كثير

2-وقال قوم: إن معنى قوله:*{وأشربوا في قلوبهم العجل}:*شربهم الماء الذي ألقى فيه موسى برادة العجل، وذلك أنه برده بالمبرد ورماه في الماء، وقيل لبني إسرائيل: اشربوا من ذلك الماء فشرب جميعهم، فمن كان يحب العجل خرجت برادة الذهب على شفتيه.وروي أن الذين تبين فيهم حب العجل أصابهم من ذلك الماء الجبن،*

- قال ابن أبي حاتمٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، قال:*«عمد موسى إلى العجل، فوضع عليه المبارد، فبرده بها، وهو على شاطئ نهرٍ، فما شرب أحدٌ من ذلك الماء ممّن كان يعبد العجل إلّا اصفرّ وجهه مثل الذّهب».

الرد على هذا القول:

*يرده قوله تعالى:*{في قلوبهم}،*قاله القاضي أبو محمد رحمه الله ، ابن كثير ، ابن عطية

- معنى حرف الباء في قوله تعالى:*{بكفرهم}*فيه أقوال

1-يحتمل أن تكون باء السبب، ابن كثير

٢-ويحتمل أن تكون بمعنى مع،ابن كثير*
- المراد بقوله تعالى:*{قل بئسما}* أمر لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يوبخهم بأنه بئس *كفركم بآيات الله ونقضكم الميثاق وعبادتكم العجل ومخالفتكم لأنبياءه خاصة محمد صلى الله عليه وسلم*فكيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة ، ابن عطية ، ابن كثير

- اعراب معنى «ما» في قوله تعالى{نؤمن بما أنزل علينا} وتأثيره على المعنى فيه أقوال:

1-في موضع رفع، والتقدير: بئس الشيء قتل واتخاذ عجل وقول سمعنا وعصينا، ابن عطية

*2- *في موضع نصب،ابن عطية

- معنى *الشرط في قوله*(إن كنتم مؤمنين):

القائل يعلم أنهم غير مؤمنين، لكنه إقامة حجة بقياس بيّن،**ليعلم أن الأمر على أحد الجهتين، كما قال الله تعالى عن عيسى عليه السلام:*{إن كنت قلته فقد علمته}،**وقد علم عيسى عليه السلام أنه لم يقله.*

- معنى (إن) :

*نافية بمنزلة «ما» كالتي تقدمت،*
- القراءات

قرأ الحسن ومسلم بن جندب: «يأمركم بهو إيمانكم» برفع الهاء. ابن عطية


2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:

أ: المراد بروح القدس، فيه أقوال:

1-هو*جبريل عليه السلام،والقدس هو*اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس*، والإضافة على هذا إضافة الملك إلى المالك،* وروحه: جبريل**.قاله**مجاهدٍ والحسن البصريّ والسدي والضحاك والربيع وقتادة وغيرهم *. وهذا أصح الأقوال لما يؤيده من الأدلة*

الأدلة على أنّ روح القدس هو جبريل

أ-ماذكر في الروايات من *قول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت:*«اهج قريشا وروح القدس معك»،*ومرة قال له:«وجبريل معك»، وفي *الصّحيحين من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي هريرة: أنّ عمر مرّ بحسّان، وهو ينشد الشّعر في المسجد فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خيرٌ منك. ثمّ التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«أجب عنّي، اللّهمّ أيّده بروح القدس»؟ فقال: اللّهمّ نعم.

ب- *تفسير قوله تعالى:*{نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من*المنذرين} كما فسره ابن مسعود ، وابن عباس والسدي وقتادة وغيرهم أنه جبريل عليه السلام

*ج-ما ذكر في صحيح. ابن حبان ، أن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال:*«إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»

د- شعر حسّان*
وجبريلٌ رسول اللّه ينادي*.......*وروح القدس ليس به خفاء]*

ه- ما رواه *محمّد بن إسحاق عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»،*قالوا: نعم.

و- * ماذكره ابن جرير بأن*اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، في قوله:*{إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل}فلو كان المقصود *أنّه أيّده بالأنجيل ، *لكان قوله:*{إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل}*تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به.

٢- الطهر ، قاله العوفي عن ابن عباس**.

3- *الاسم *الذي به كان يحيي عيسى *الموتى*قاله ابن عباس رضي الله عنه

4-*الإنجيل كما سمى الله تعالى القرآن روحا*قاله ابن زيد*كما ذكر**ابن جريرٍ

7- *البركة.- وقال السّدّيّ:«القدس: البركة».*

8-*وقال ابن أبي نجيحالرّوح هو حفظةٌ على الملائكة».

ابن كثير

سبب وصفه {بروح القدس}*أي بالرّوح المقدّسة، كما يقول: حاتم الجود ورجل صدقٍ، ووصفها بالقدس كما قال:*{وروحٌ منه}*فوصفه بالاختصاص والتّقريب تكرمةٌ، قاله الزمخشري، وقيل**لأنّه لم تضمّه الأصلاب والأرحام الطّوامث،*
*

ب:*مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.

- عود الضمير في في قوله:*{من بعده}*فيه أقوال:

*1- عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم في المناجاة،*-المراد بقوله :*{من بعده}*أي: من بعد ما ذهب عنكم إلى الطّور لمناجاة اللّه كما قال تعالى:*{واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ}*، ابن عطية ، ابن كثير
2-يحتمل أن يعود الضمير في*{بعده}*على مجيء البينات . ابن عطية


3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.

لأنه سبحانه *أراد وصفهم في المستقبل فقد*حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر، وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته:*«ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، ابن كثير*


4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

قوله عزّ وجلّ:*{بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيا أن ينزّل اللّه من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين} هم على يقين أن محمد صلى الله عليه وسلم نبي مرسل لكنهم كفروا به**بغيا وعداوة وحسدا على ما كرمه الله به من النبوة*.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir