سيرة أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري (ت:344هـ)

[علاء عبد الفتاح محمد]

سيرة أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري (ت:344هـ)

● اسمه ونسبه
= هو بكر بن محمد بن العلاء بن محمد بن زياد بن الوليد بن الحميم بن ملك بن ضمرة بن عروة بن شنوءة بن سلمة الخير بن بشير بن كعب القشيري. كذا نسبه غير واحد.
= كنيته أبو الفضل.
= وأمه من ولد عمران بن حُصَين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذا حكى عنه محمد بن عمر بن عيشون الطيطلي. (1)

● مولده ونشأته
= ولد عام 264 هـ. ويظهر أنه استنتاج لأن المعلوم وفاة (344هـ ) وأنه وقتها كان قد تعدي الثمانين بأشهر (2)
= هو من أهل البصرة ، وانتقل الى مصر وتوفي بها . (3)

● شيوخه
= سَمِعَ (المُوَطَّأ) مِنْ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى السَّامِي، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُسْلِم الكَجِّيّ، وَحَكَى عَنْ سهل التُّسْتَرِيِّ.
= سمع من كبار أصحاب اسماعيل وغيرهم، كابن حسام، والبرنكاني، والقاضي أبي عمر وابراهيم بن حماد، وجعفر بن محمد الفريابي، وروى عن أحمد بن ابراهيم بن عبد،
وسعيد بن عبد الرحمان الكرابيسي، ومحمد بن صالح الطبري، وأبي خليفة الجمحي، وغيرهم، من أئمة الفقه والحديث (4)

● تلاميذه
= حَدَّثَ عَنْهُ: الحَسَنُ بنُ رَشِيق، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد القُرْطُبِيّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحَّاسِ،وَآخَرُوْنَ.(5)
= حدث عنه من لا يعد، من المصريين والأندلسيين والقرويين، وغيرهم. بل ممن حدث عنه أبو عراك، والنعال، وأبو محمد النحاس،
وابن مفرج وابن عيشون، وأحمد بن ثابت، وابن عون الله، وأبو زيد بن أبي عامر البستي (6)

● أقوال العلماء فيه
= قال الفرغاني: كان بكر من كبار الفقهاء المالكيين بمصر. وتقلّد أعمالاً للقضاء. وكان راوية للحديث ،
= وعده أبو القاسم الشافعي في شيوخ المالكية الذين لقيهم، وأثنى عليه ،
= وذكره أبو إسحاق الشيرازي في أصحاب إسماعيل. (7)
= ويقول القرطبي عند ترجيحه لمعنى من المعاني في تفسير آية من سورة الأحزاب : قال علماؤنا رحمة الله عليهم وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية ، وهو الذي عليه أهل التحقيق
من المفسرين والعلماء الراسخين ، كالزهري ، والقاضي بكر بن العلاء القشيري ، والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم . (8)
= ويقول الذهبي:بكر بن محمد بن العلاء العلامة أبو الفضل القشيري البصري المالكي ،صاحب التصانيف في الأصول والفروع .(9)
= ويقول الشيخ محمد مخلوف : الإمام الفقيه النظار المحدث الراوية . (10)

● طلبه للعلم
= أما نشأته فالذي يظهر أنه قد نشأ من صغره في طلب العلم ، والجلوس إلى العلماء ، والأخذ عنهم ، ويدل على هذا أنه حدث في مقتبل عمره ،
حيث حدث عن القاضي إسماعيل ( ت 282 هـ ) ، وسمع من زياد بن الخليل التستري ( ت 290هـ ) ، وأبي مسلم الكجي ( ت 292هـ ) . (11)
= وهو من كبار فقهاء المالكيين، رواية للحديث. وذكره أبو إسحاق الشيرازي في أصحاب إسماعيل. وقال الفرغاني وغيره: إنه لم يدرك اسماعيل، ولا سمع منه. وقد ذكر بكر، اسماعيل في كتبه بالإجازة.
ولا يبعد سماعه من اسماعيل. إذ قد أدركه بالسن، كما تراه في وفاته، وسنّه (12)

● نبذة من أخباره
= قال الفرغاني: كان بكر من كبار الفقهاء المالكيين بمصر. وتقلّد أعمالاً للقضاء. وكان راوية للحديث.
= وأوله من البصرة. ثم خرج من العراق لأمر اضطره. فنزل مصر، قبل الثلاثين والثلاثمائة وأدرك فيها رياسة عظيمة.
= وكان قد ولي القضاء ببعض نواحي العراق،
= وعده أبو القاسم الشافعي في شيوخ المالكية الذين لقيهم، وأثنى عليه،
= وذكر أبو مروان بن مالك الفقيه، القرطبي: أن بكر قال: احتبس بولي، وأنا صبي نحو سبعة أيام، فأتى بي والدي، الى سهل. يعني: التستري، ليدعو لي، فمسح يده على بطني.
فما هو إلا أن خرجنا بلت على عنق الغلام. (13)

● من آرائه الأصولية
= يحمل الأمر المجرد عن القرينة علي الوجوب . (14)
= ليس لأحد أن يختار بعد التابعين من التاريخ ( يعني سد باب الاجتهاد) ، وقال أيضاً :
= لا يجوز الاختيار بعد المائتين الأولي ورد عليه ابن حزم في الإحكام . (15)
= وَقَالَ ابْنُ الْمُنِيرِ فِي شَرْحِهِ "ذَكَرَ الْقَاضِي بَكْرُ بْنُ الْعَلَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ الْقَاضِيَ إسْمَاعِيلَ أَمَرَ بِدَاوُد مُنْكِرِ الْقِيَاسِ فَصُفِعَ فِي مَجْلِسِهِ بِالنِّعَالِ وَحَمَلَهُ إلَى الْمُوَفَّقِ بِالْبَصْرَةِ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ،
لِأَنَّهُ رَأَى أَنَّهُ جَحَدَ أَمْرًا ضَرُورِيًّا مِنْ الشَّرِيعَةِ فِي رِعَايَةِ مَصَالِحِ الْخَلْقِ وَالْجَلَّادُ فِي هَؤُلَاءِ أَنْفَعُ مِنْ الْجِدَالِ. انْتَهَى. (16)

●مؤلفاته
= من مؤلفاته: كتاب في الاحكام، اصول الفقه، وكتاب القياس، وكتاب في مسائل الخلاف ، واحكام القرآن ،الرد على القدرية ،
وَأَلَّف فِي الردِّ عَلَى الشَّافِعِيّ(في وجوب الصلاة علي النبي)، وَالطَّحَاوِيّ(في كتابه الأشربة) و المزني .
= وكتاب الرد على من غلط في التفسير، والحد، ومسألة الرضاع، ومسألة بسم الله الرحمن الرحيم. ورسالة الى من جهل محل مالك بن أنس من العلم.
و له كتاب أحد الأصول، وكتاب تنزيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وكتاب ما في القرآن من دلائل النبوة، وغير ذلك (17)

● نماذج من تفسيره
== تفسير الآية رقم 185 من سورة البقرة
= قال الله تبارك وتعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (البقرة 185 )
وإكمال العدة أن يصوم ما أفطر من رمضان في سفر أو مرض ، فإذا قضاه فقد أكمل العدة ،
وإنما قوله : وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ قال ابن عباس : حق على من رأى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم ،
وذلك لأن الله يقول : وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ،
وقال ابن زيد بن أسلم : ينبغي لهم إذا غدوا إلى المصلى كبروا ، وإذا جلسوا كبروا حتى إذا خرج الإمام صمتوا ، فإذا كبر الإمام كبروا ، فإذا انقضت الصلاة فقد انقضى العيد ،
والجماعة تغدوا بالتكبير إلى المصلى ، وقد روي عن جماعة من الصحابة وكثير من التابعين ، وكذلك أيام النحر يكبر فيها في إثر الصلاة
لقول الله تعالى : لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) [سورة الحج 28]
، وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : إنها أيام أكل وشرب وذكر لله ، وقال الزهري : إن النبي  كان يكبر يوم الفطر إذا خرج إلى المصلى ، قال الزهري : وذلك من السنة ،
وكان علي وابن عباس وجماعة من الصحابة إذا خرجوا إلى المصلى يوم * الفطر كبروا حتى يفرغ الإمام من الخطبة بالروايات الصحاح ، وكان سعيد بن
المسيب وأكثر التابعين ممن بلغنا يفعله ، ولم يُرو خلافه عن أحد علمناه.
وكانوا يرونه في الغدو إلى الفطر أوجب منه في الأضحى ، إلا علي وابن مسعود فإنهما كانا يريانه في الغدو سواء ، ويريان التكبير في الأضحى منذ يوم عرفة. (18)
== تفسير الآية 195 من سورة البقرة :
قال الله تبارك وتعالى : وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
[سورة البقرة 195] قال حذيفة : هذا في النفقة . يريد : لا تمتنع من الإنفاق في الجهاد ، وقال ابن عباس : إن لم تجد شيئاً إلا مشقصاً تجهز به في سبيل الله ، ولا تقولن لا أجد شيئاً ، قد هلكت ،
وحكى الضحاك : أن الأنصار أمسكوا عن الصدقة لسَنة أصابتهم فنزلت هذه الآية .
وقال البراء بن عازب : وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) الرجل يذنب فيلقي بيده ويقول : لا توبة ،
وقال النعمان بن بشير نحو ذلك وزاد : ولكن يستغفر الله ويتوب فإن الله غفور رحيم ، وقد روي هذا القول عن عبيدة ومحمد بن سيرين.
وقال شبل بن عوف قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن مدرك بن عوف شرى نفسه
يوم نهاوند ، فقلت : يا أمير المؤمنين ذلك خالي ، وناس يزعمون أنه ألقى بيده إلى التهلكة ، فقال عمر : كذب أولئك ، ولكنه من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا .
قال القاضي : والآية تحتمل جميع ذلك والله أعلم بما أراد (18)

● وفاته
= توفي بمصر ليلة السبت لسبع بقين من ربيع الأولى عام 344 ه وقد جاوز الثمانين بأشهر . (19)





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ترتيب المدارك وتقريب المسالك ط1 مطبعة فضاله - المغرب(5 /270 -271)
(2) شذرات الذهب (4/235)، معجم المؤلفين (3/74).
(3)ترتيب المدارك وتقريب المسالك ط1 مطبعة فضاله – المغرب (5 /270 )
(4) المرجع السابق (5 /271 )
(5) سير اعلام النبلاء ط الرسالة (15/538-537 ) ، شذرات الذهب (4/235)
(6) ترتيب المدارك وتقريب المسالك ط1 مطبعة فضاله – المغرب (5 /271 )
(7) المرجع السابق (5 /271 )
(8) الجامع لأحكام القرآن : 14/190 ، 191
(9) العبر : 2/67 .
(0 ) شجرة النور : 1/79 .
(1 ) ناصر آل عشوان الدوسري وناصر الماجد، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. [رسائل علمية]
(12) ترتيب المدارك وتقريب المسالك ط1 مطبعة فضاله – المغرب (5 /271 )
(13) المرجع السابق (5 /271 )
(14) ايضاح المحصول للمازري (ص202)
(15) الإحكام تحقيق أحمد شاكر. (4/225-229).
(16) البحر المحيط للزركشي ط1 . (7/ 28 )

(17) معجم المؤلفين (3/74).
سير اعلام النبلاء ط الرسالة (15/538-537 )،
إيضاح المكنون (3/36)
، ترتيب المدارك وتقريب المسالك ط1 مطبعة فضاله – المغرب (5 /271 )

(18) المتن من تحقيق: ناصر آل عشوان الدوسري وناصر الماجد، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. [رسائل علمية]

(19) شذرات الذهب (4/235) ،
سير اعلام النبلاء ط الرسالة (15/538-537 ) ،
معجم المؤلفين (3/74)،
إيضاح المكنون (3/36)،
ترتيب المدارك وتقريب المسالك ط1 مطبعة فضاله – المغرب (5 /271 ).

[صفية الشقيفي]

تم تصحيح بحثكم في صفحتكم الخاصة بالاختبارات.
بارك الله فيكم ونفع بكم.