دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الأول 1431هـ/6-03-2010م, 03:15 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي مجلس مذاكرة دروس البلاغة

إخواني الطلاب وأخواتي الطالبات هذا المجلس مخصص لاستقبال مشاركاتكم في تلخيص ومراجعة موضوعات دروس البلاغة

  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1431هـ/16-03-2010م, 12:26 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

تلخيص للمبادئ العشرة التي ذكرها الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله في شرح دروس البلاغة

قال بعض أهل العلم :


إنّ مبــادئ كل فن عشرة = الحد والموضوع ثم الثمـــرة
وفضــله ونسبة والواضـعْ = الاسم الاستمداد حكم الشارعْ
مسائلٌ والبعض بالبعض اكتفى = ومن درى الجميع حاز الشرفـا



وإدراك هذه المبادئ العشرة في أي علم يعطي الطالب تصوّراً جليا وافياً عنه.

ملخص المبادئ العشرة في علم البلاغة:

o أولا :_الحد وهو التعريف_
§ البلاغة في اللغة: فعالة من بلُغ إذا بُولغ في بلوغه للغاية فبَلَغ بمعنى وصل.
§ وفي الاصطلاح: ملكة يقتدر بها الفصيح على مخاطبة كل الناس على مستوى حالهم

o ثانيا : _واضع هذا العلم_
§ أصل وسائل هذا العلم من إلهام الله تعالى وتعليمه لآدم عليه السلام {وعلم آدم الأسماء كلها}
§ أما وضع قواعده للناس، هو الذي كان من وضع البشر وقد مر بمراحل :
· فكانت العناية بالبلاغة قديمة حيث أن أساليب البلغاء من قديم الزمان تناقلها الناس، لكن هذه الوسائل إنما كانت ملكات, ولكل فرد منهم أسلوبه في التأثير :
o فمنهم من يركز على الألفاظ فيأتي بالسجع المؤثر , كما كان قس بن ساعدة يعتمد في خطبه على ذلك وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم خطبته بسوق عكاظ فقال: (أيها الناس اسمعوا وعوا , وإذا وعيتم فانتفعوا , من عاش مات , ومن مات فات , وكل ما هو آتٍ آت، أقسم قسُّ قسماً لا كاذبا فيه ولا مخلِفا , إن لله لدينا هو خير من دينكم الذي أنتم عليه ) إلى آخر خطبته
o ومنهم من كان يعتمد على الإيجاز؛ ومن هؤلاء أكثم بن صيفي فكان يقول الكلمة الواحدة البليغة فتحوي معاني كثيرة , قال: القتل أنفى للقتل
· لكن لم توضع قواعد لذلك؛ وإنما كان الناس يتناقلونه فيما بينهم، وكانوا يحفظون الخطب
· وأول من اعتنى بجمع قواعد في البلاغة هو عبد الحميد الكاتب، وكان من كتاب دولة بني أمية
· ثم بعده اشتهر عبد الله بن المقفع
· ثم كان بعد هذا الخلفاء والأمراء يتخذون كتاباً من البلغاء والمؤثرين يكتبون لهم رسائلهم وتوقيعاتهم، وكان لهم أساليب في ذلك تدرس في الكتاتيب
· وبعده اعتنى بعض الخلفاء بجمع بعض الأساليب المؤثرة
· ثم بدأ الناس في جمع الأبيات المؤثرة، فألف أبو تمام الحماسة، ثم تبعه آخرون بمثل هذه التأليفات حتى جاء عبد القاهر الجرجاني , فكان أول من وضع كتاباً جامعاً في البلاغة، فكتب إعجاز القرآن، وكتب كتابه الآخر أسرار البلاغة ومن عهده تطور هذا العلم

o ثالثا : _ موضوع علم البلاغة_
§ فكما أن موضوع علم النحو المفردات والألفاظ المفردة عندما تركب، فموضوع علم البلاغة الأساليب العربية
§ فبالنحو تعرف أن الجملة تنقسم إلى قسمين: جملة إسمية وجملة فعلية، وتعرف أن الاسم قد يكون اسما ظاهرا وقد يكون ضميرا , وتعرف أن الفعل يكون ماضياً ويكون مضارعاً ويكون أمراً، لكن لا تعرف لماذا هذا التنويع؛ إنما تعرف ذلك بالبلاغة , فتعرف المقام الذي ينبغي أن يؤتى فيه بالضمير , والمقام الذي ينبغي أن يؤتى فيه بالاسم ظاهر، والمقام الذي يؤتى فيه بالجملة الإسمية، والمقام الذي يؤتى فيه بالجملة الفعلية، وهكذا

o رابعا : _مستمد علم البلاغة_
§ مستمد علم البلاغة من الكتاب والسنة , وآثار الخلفاء الراشدين , والخطباء المشهورين، وأشعار العرب وآدابهم

o خامسا : _فضل هذا العلم_
§ يوصلك إلى إدراك إعجاز كتاب الله تعالى، بالإضافة إلى تقويم لسانك أنت؛ حتى يمكن أن تؤثر في الآخرين

o سادسا : _حكمه_
§ فرض كفاية على الأمة، إذ هو من العلوم النافعة ، وإنما لم يتعلمه الصحابة والتابعون لغناهم عنه بسليقتهم وأصل فطرتهم، وإنما أرسيت قواعده من كلامهم

o سابعا : _اسمه_
§ هو علم البلاغة , وقد يسمى بعلم البيان؛ تسمية للشيء باسم جزئه , كتسمية الإنسان بالرقبة، تحرير رقبة معناه تحرير إنسان فكذلك يسمى هذا العلم في بعض الأحيان علم البيان

o ثامنا : _فائدته_
§ إدراك تفاوت الأساليب , وقدرة الإنسان على أداء المعاني المختلفة من ألفاظ متفاوتة، فيعرف المكان الذي ينبغي فيه التصريح، والمكان الذي تنبغي فيه الكناية، والمكان الذي ينبغي فيه التشبيه، وغيرها من أبواب هذا العلم
§ وأيضا ما ينجم عنه من تحسين الذوق، فالإنسان محتاج إلى التأديب, وتأديبه منه تأديب لسانه، ومنه تهذيب جنانه , فتأديب لسانه هو بتحسين ذوقه في اللغة؛ حتى يعرف الكلمات التي ينبغي أن يتحاشاها , والأساليب التي لا ينبغي أن يقولها، ويعرف أيضا مستوى من يخاطبه
§
o تاسعا :_ مسائل هذا العلم_
§ مسائل هذا العلم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
· الأول علم المعاني
· الثاني علم البيان
· الثالث علم البديع

  #3  
قديم 3 ربيع الثاني 1431هـ/18-03-2010م, 02:38 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

مدخل إلى علم البلاغة يوضح فائدتها بالنسبة للغة العربية من مقدمة فضيلة الدكتور محمد الصامل حفظه الله
لشرح دروس البلاغة الكبرى




مراحل تكوين التراكيب العربية ونسبة البلاغة إلى العلوم الأخرى في التأثير في تلك التراكيب :

1- المرحلة الأولى :
a. علم الأصوات : هو العلم الذي يخرج لنا ما لا يدخل في اللغة العربية من أصوات :
i. لغات الدنيا مكونة من أصوات محددة ومن تلك اللغات العربية
ii. الأصوات التي تسمع في الأذن هي الحروف التي تكتب باليد وهذه الحروف هي التي ترمز إلى هذه الأصوات التي يسمعها المتلقي في أذنه
iii. اللغة العربية منحصر فيها ثمانية وعشرين صوتا كل صوت له رمز يخصه لو جاء صوت آخر ليس داخلاً فيها يقال حينئذٍ ليس صوتاً عربياً
iv. التعامل مع هذه الأصوات لا يكون بشكل منفصل بل لابد أن تتركب هذه الأصوات لتشكل وحدات لغوية منفصلةكل مجموعة منهاتلتحم لتمثل بناءً لغوياً مفرداً وهو ما نسميه الكلمة
2- المرحلة الثانية :
a. علم اللغة :أو ما يسمونه الآن العلم المعجمي هو العلم الذي يرشدك إلى هذه الكلمة أهي مستعملة عند العرب تذكر في معاجم اللغة أم لا :
i. بعد التحام الأصوات تتكون لنا مجموعة من الكلمات
ii. إذا أخذنا بعين الإعتبار أن اللغة العربية فيها خمس أبنية ثنائي ، وثلاثي ، ورباعي ، وخماسي وسداسي فيمكن بذالك تكوين مجموعات كبيرة من الكلمات
iii. هذه الكلمات أو الوحدات اللغوية بعضها يكون واضحاً مفهوماً مستعملاً له معنى وبعضها لا يكون مفهوماً ولا معروفا والعرب أهملتها ولم تستعملها؛ لأنها لا تحتمل معنىً محدداً
3- المرحلة الثالثة :
a. علم الصرف : هو علم يهتم بجانب البناء الخاص بالكلمة وهو ما يسمونه بالميزان الصرفي :
i. بعد أن نتعرف على الكلمات المستعملة عند العرب تأتي مرحلة انضباط هذه الكلمات بمعيار اللسان العربي بمعنى أن الكلمات يطرأ عليها بعض التعديل إذا تغيرت بعض مواقع الحروف فيها
4- المرحلة الرابعة :
a. علم النحو : أو ما يمكن تسميته علم صياغة الجملة وهو علم يتهم بحركة الكلمات في الجملة:
i. وحيث أن الناس لا يتخاطبون مع بعضهم بكلمات مفردة بل لابد من جمع هذه الكلمات إلى بعض كان لابد من نظام يسير حركات الكلمات في تراكيبها وهذا ما يسمونه بنظام الجملة
ii. ونظام الجملة هو عبارة عن جمع بعض المفردات إلى بعض وتركيبها بطريقة معينة
iii. إلى هذا الحد تكون علوم العربية قد اكتملتفي إعطاء المتكلم القدرة على صياغة الجمل والتراكيب التي يمكن أن يتفاهم ويتخاطب بها مع غيره
iv. العلوم الأربعة السابقة تسمى علوم الصحة فلابد أن تتوافر في الكلام حتى يكون صحيحاً
5- المرحلة الخامسة :
a. علم البلاغة بعلومه الثلاثة :
i. بعد ذلك تأتي مرحلة أخرى وهي مرحلة ما فوق الصحة ، ومرحلة التفاضل في الكلام والجودة ، فيجتمع كلامان صحيحان وأحدهما أحسن من الآخر ما المعيار للحكم بالأفضلية وبالأحسنية على أحدهما؟ هذا ما يبحثه علم البلاغة
ii. علم البلاغة هو علم يمثل مرحلة عليا من علوم العربية فهو لا يبحث في قضية الصحة والخطأ حيث أنها تسبقه ولما لا يمكن الاستغناء عنها فإن البلاغيين يقدمون بما سموها الحديث عن الفصاحة والبلاغة وهي اختصار لعلوم الصحة السابقة ، تتناول بعض الجزئيات التي تهيئ الكلام ليدخل في ساحة البلاغة
iii. علومه ثلاثة علم المعانى وعلم البيان وعلم البديع :
1. إذا كانت القضية تتصل بتركيب الكلامفهذا يدخل في علم المعاني
2. وأما إن كان الموضع يتصل بطريقة تأدية المعنى :
a. فإذا كان عن طريق التأدية المباشرة، الوصف المباشر، التشبيه بالاستعارة ، الكناية فهذا من اختصاص علم البيان
b. أما إن كان عن طريق تحسين الكلام التحسين اللفظي أو التحسين المعنوي فهذا ما يختص به علم البديع

  #4  
قديم 8 ربيع الثاني 1431هـ/23-03-2010م, 02:50 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

ü مقدمة في الفصاحة والبلاغة :

o المراد بالمقدمة هنا ما يذكر قبل المقصود ويرتبط به ذالك المقصود لينتفع به الطالب فيه
o الفصاحة :
§ في اللغة ترجع إلى البيان والظهور وإن لم يكن نفسه لكن يؤول إليه بنوع من الاستلزام
§ وفي الاصطلاح تعرف باعتبار موصوفها فتكون وصفا للكلمة والكلام والمتكلم :
· فصاحة الكلمة :
o سلامتها من التنافر والغرابة ومخالفة القياس
o وانحصر فصاحة الكلمة في السلامة من هذه الثلاثة لأن المخل بفصاحتها إما :
§ عيب في مادتها وحروفها وهو التنافر
§ أو في صورتها وصيغتها وهو مخالفة القياس
§ أو في دلالتها على معناها وهو الغرابة
o التنافر في الكلمة :
§ ويكون بتنافر الحروف وهو وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها
§ وهذا التنافرمنه :
· ماهو شديد كـ هعخع بمعنى نبات ترعاه الإبل
· ومنه ما هو أقل شدة كـ مستشزر بمعنى مفتول
o مخالفة القياس :
§ ويكون بكون الكلمة غير جارية على القانون الصرفي أي ألا تكون مندرجة فيه وألا تكون في حكم المستثناة منه وبيان شذوذها عقب كل قانون :
· مثال ما يستثنى عقب كل قانون أبى يأبَى فهي من الشواذ الثابتة في اللغة الواقعة في كلام الفصحاء وليست من المخالفة في شيء فالقانون أن تأتي على وزن يأبِي لكنها استثنيت لكون العرب نطقوا بها هكذا
· مثال مخالفة القياس جمع بوق على بوقات في قول المتنبي والقياس أن تجمع على أبواق في جمع القلة وعلى بوائق في جمع الكثرة
o الغرابة :
§ كون الكلمة غير ظاهرة الدلالة على المعنى الموضوع له لعدم تداولها فيما بين العرب العرباء فيحتاج في ذالك إلى التنقيب عنها في كتب اللغة
· مثاله افرنقع بمعنى انصرف وتكأكأ بمعنى جتمع
· فصاحة الكلام :
o سلامته من تنافر الكلمات مجتمعة ومن ضعف التأليف ومن التعقيد معَ فصاحةِ كلماتِه
o وانحصار العيوب في هذه الثلاثة لأن الخلل إما أن يرجع :
§ إلى مادة الكلام وهذا هو تنافر الكلمات
§ أو يرجع إلى صورته وهذا ضعف التأليف
§ أو إلى دلالته على معناه وهذا هو التعقيد
o التنافر في الكلام :
§ هو وصْفٌ في الكلامِ يُوجِبُ ثِقَلَه على اللسانِ، وعُسْرَ النطْقِ بهِ :
· سواءٌ كان مَنْشَأُ الثِّقَلِ وعُسْرِ النطْقِ اجتماعَ مجموعِ كلمةٍ معَ أُخرى مثل :
o في رَفْعِ عَرْشِ الشرْعِ مثلُك يَشْرَعُ = وليسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ
· أو اجتماعِ بعضِ حروفِ كلمةٍ معَ بعضِ حروفٍ من الأخرى مثل :
o كريمٌ متى أَمْدَحْهُ أَمْدَحْهُ والْوَرَى = مَعِي وإذا ما لُمْتُه لُمْتُه وَحْدِي
o ضعف التأليف :
§ أي ضعف التركيب بأن يكون الكلامِ غيرَ جارٍ على القانونِ النحويِّ المشهورِ ؛ فإن كان الكلام ضعيف التركيب فهو غير فصيح كعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة مثاله :
· جفوني ولم أجف الأخلاء إنني = لغير جميل من خليلي مهمل
· فالضمير في جفوني يعود على الأخلاء وقد جاء متأخر على عكس القانون المشهور
o التعقيد :
§ أنْ يكونَ الكلامُ خَفِيَّ الدلالةِ على المعنى المرادِ مما يقتضي صعوبة الفهم ويكون هذا الخفاء :
· لِخَلَلٍ منْ جهةِ اللفظِ بسببِ التقديمِ والتأخيرِ والفَصْلِ مثاله :
o وما مثله في الناس إلا مملكاً = أبو أمه حي أبوه يقاربه
o هذا البيت فيه تقديم وتأخير يجعله معقدا وتقدير الكلام : وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملكا أبو أمه أبوه
· وإمَّا منْ جهةِ المعنى بسببِ استعمالِ مَجازَات وكنايات لا يُفْهَمُ المرادُ بها لِخَفَاءِ القرائنِ الدالَّةِ على المرادِ بها مثاله :
o قولهم :نشر الملك ألسنته في المدينة يريد بذالك الجواسيس، والصواب نشر عيونه
o فكلمة ألسنة كني بها عن الجواسيس وهذا ليس صحيحاً؛ لأن الذي يكنى به عند العرب عن الجواسيس هي العيون ولذلك يقولون: نشر عيونه
o أما إذا أريد بها التعبير أن الملك نشر أناس يتحدثون بلسانه ينقلون أخباره للناس فيكون الكلام صحيحا فصيحا
o فصاحة كلماتِ الكلام :
§ إضافة إلى خلو الكلام من هذه العيوب الثلاثة لابد لكلماته أيضا من سلامتها من العيوب المذكورة في مبحث فصاحة الكلمة فإذا اختل أحد هذه الشروط فلا يكون الكلام فصيحا
· فصاحة المتكلم :
o هي ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أي غرض كان ومعناه أن يستطيع اللسان التعبير عن المعاني المختلفة بالأساليب المختلفة بحسب اختلاف الأحوال فلا يصح وصف المتكلم بأنه فصيح إلاّ حينما تتحقق فيه هذه الموهبة وهي القدرة على التعبير عن أي معنى كان بكلام فصيح


  #5  
قديم 10 ربيع الثاني 1431هـ/25-03-2010م, 02:19 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

o البلاغة :

§ البلاغةُ في اللغةِ: الوصولُ والانتهاءُ ونُقِلَ عن التَّاجِ والقاموسِ: بَلَغَ الرجلُ بلاغةً، إذا كان يَبْلُغُ بعبارتِه كُنْهَ مُرادِه فعلى هذا أيضًا يكونُ معناها الوصولَ، وإنْ كانَ وُصولًا مخصوصًا
§ وأما في الاصطلاحِ فتعرف باعتبار موصوفها فتكون وصْفًا للكلامِ والمتكلِّمِ لا للكلمةِ :
· الكلمة :
o أما كون البلاغة لا تكون وصفا للكلمة المفردة فلأنَّ هذا أمْرٌ يَتَعَلَّقُ بالسَّمَاعِ، ولم يُسْمَعْ من العربِ وصف الكلمةِ بالبلاغةِ
o لكن قد يقال كلمة بليغة إذا أطلق الكلمة ويراد بها النص مثل أن تقول كلمة فلان في مناسبة كذا كانت بليغة ويقصد الكلام الذي قاله في كلمته.
· بلاغة الكلام :
o هي مطابقتُه لِمُقْتَضى الحالِ، معَ فصاحتِه :
§ الحال هي المقام الذي يتطلب شيئاً معيناً ، مقام حزن، مقام فرح، مقام حث على أمر خيـّر نهي عن أمر سيئ، هذا هو المقام
§ أما المقتضى فهو العملية التي يتطلبها الكلام ليكون موافقاً لتلك الحال
§ وأدخلوا في حد البلاغة قولهم _مع فصاحته_ حتى يجعلوا كلما قيل عن الفصاحة سواء كانت على مستوى الكلمة أو على مستوى الكلام أو على مستوى المتكلم داخلة أيضاً في تعريف البلاغة
· بلاغة المتكلم :
o وهي ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام بليغ في أي مقام كان، في أي غرض كان , فإذا كان الإنسان لديه ملكة راسخة يستطيع بها التعبير في كل موقف على مقتضى ذلك الموقف، تختلف عليه المواقف , وكل موقف يأتي فيه بما يناسبه فهذا الإنسان بليغ
o بيانُ ما يُحتاجُ إليه في حُصولِ البلاغةِ من العلومِ وغيرِها :
§ لا بدَّ في حُصولِ البلاغةِ منْ شَيْئَيْنِ:
· أحدُهما معرفةُ الأسبابِ الْمُخِلَّةِ بالفصاحةِ ومن ذالك :
o التنافُرُ ويعرف بالذوْقِ وهو قُوَّةٌ للنفْسِ بها يُدْرَكُ لَطَائِفُ الكلامِ ووجوهُ تحسينِه وهوَ إما :
§ سَلِيقِيٌّ كما للعربِ العُرَبَاءِ
§ أوكَسْبِيٌّ كما لِلْمُوَلَّدِينَ الْمُمارِسِينَ كلامَ بُلَغَاءِ العربِ الْمُزَاوِلِينَ بنِكَاتِهِمْ وأسرارِهم
o ومخالَفةُ القياسِ يُعرَفُ بالصرْفِ والنحو
o وضَعْفُ التأليفِ والتعقيدُ اللفظيِّ يُعْرَفُ كلٌّ منهما بالنحْوِ:
§ أَمَّا الأوَّلُ فظَاهِرٌ.
§ وأمَّا الثاني؛ فلأنَّ سببَه إِمَّا ضَعْفُ التأليفِ أو اجتماعُ أمورٍ مخالِفَةٍ للأصْلِ، والنحوُ يُبَيِّنُ ما هوَ الأصْلُ، وما هوَ خِلافُه
o والغرابةُ يُعْرَفُ بكثرةِ الاطِّلاعِ على كلامِ العَرَبِ؛ لأنَّ مَنْ تَيَسَّرَ لهُ كثرةُ الاطِّلاعِ على كلامِهم حَصَلَ لهُ الإحاطةُ بالألفاظِ الْمَأْنُوسَةِ، وعَلِمَ أنَّ ما عدَاها مِمَّا هوَ غيرُ ظاهِرِ الدَّلالةِ على المعنى الموضوعِ لهُ فهوَ غريب
o والتعقيدُ المعنويُّ يُعْرَفُ بالبيانِ وهو أحد علوم البلاغة الثلاثة إذ به يتميزُ السالِمِ عن التعقيدِ المعنويِّ من المشتَمِلِ عليهِ
· والثاني: معرفةُ الأحوالِ ومقتضياتِها
o وهذا يُعْرَفُ بالمعانِي وهو أحد علوم البلاغة كما سيأتي
· فوجب على طالب البلاغة معرفة اللغة والصرف والنحو، والمعاني والبيان , مع كونه سليم الذوق , كثير الاطلاع على كلام العرب
o السبب الذي من أجله جعل البلاغيون الفصاحة والبلاغة مقدمة للعلوم وليس داخلة في واحد منها أنهم أرادوا أن يربطوا علوم العربية ببعضها

o الوسيلة المثلى التي يمكن للإنسان أن يكتسب فيها صفة الفصاحة والبلاغة :
§ هي الدربة وتعويد النفس والثروة اللغوية الضخمة
§ ومن أهم ما يكسب هذه الثروة حفظ :
· النصوص الشرعية من كلام الله جل وعلا في كتابه العزيز
· ومما صح من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ
· وشعر العرب ونثرهم مما يحمل من المعاني التي يمكن أن ترشد والقوالب اللفظية التي تعين الإنسان على أن يعبر عما يشاء بقدرة فائقة

  #6  
قديم 10 ربيع الثاني 1431هـ/25-03-2010م, 06:50 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

o علم المعاني :

§ هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال أي إنه علم يختص بتركيب الكلام كيف يكون هذا التركيب مطابقاً لمقتضى الحال
§ ذكرأبواب علم المعاني بإيجاز:
· لما كان علم المعاني يختص بأحوال اللفظ العربي نظر علماء البلاغة إلى تلك الأحوال من جهات عدة وبناءا عليه قسموه إلى ثمانية أبواب :
o فنظروا إلى الكلام وقالو :
§ إما خبر أو إنشاء فجعلوه بابا
o ونظروا إلى الجملة من حيث تكونها من المسند إليه والمسند والمتعلقات من ثلاث زوايا :
§ الأولى من حيث الذكر والحذف .
§ الثانية من حيث التعريف والتنكير وهو في الأسماء دون الأفعال .
§ الثالثة من حيث التقديم والتأخير
§ فجعلو لكل واحد بابا
o ونظروا إلى الجملة من حيث المعنى :
§ هل هي مقيدة في هذا المعنى أم مطلقة فيكون المعنى أوسع مما ذكر فجعلوه بابا وسموه باب القصر
o ونظروا إلى علاقة الجمل فيما بينها :
§ هل بينهما وصل أم هما مفصولتان ؟ فجعلوا له بابا هو باب الفصل والوصل
o ونظروا إلى علاقة اللفظ بالمعنى :
§ هل تكون الألفاظ اقل من المعاني أوأكثر أو بينهما مساواة ؟ فبحثوه تحت باب الإيجاز والإطناب والمساواة

  #7  
قديم 14 ربيع الثاني 1431هـ/29-03-2010م, 06:49 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

o الخبر والإنشاء :

§ ودليل حصر الكلام في الخبر والإنشاء الاستقراء لأن العرب حينما تتبعوا الكلام وجدوا أنه لا يخرج عن هذين القسمين بهذا الاعتبار الذي أشاروا إليه ، وهي قضية احتمال الصدق والكذب
§ والمرادُ بصِدْقِ الخبَرِ مطابقتُه للواقعِ، وبكذِبِه عدمُ مطابقتِه له
§ وقد اختلف البلاغيون على ثلاثة أقوال في تحديد الصدق وبناءا عليه يتحدد الكذب قالوا هل الصدق :
· هو مطابقة الخبر للواقع في نفس الأمر ؟ وهذا هو مذهب جماهير أهل العلم
· أو هو مطابقة الخبر للاعتقاد ؟
· أو هو مطابقة الخبر للاعتقاد والواقع معاً ؟
§ الخبر :
· الخبر معناه الإخبار بأمر قد حصل وهو ما يقبل الصدق والكذب
· والذي يتحقق في الخبر هو الصياغة دون المعنى ؛ لأن المعنى كان موجوداً قبل ذلك أو يدعي أنه كان موجود أو سيوجد
· وبعبارة أخرى الخبر هو الكلام الذي يصف معنىً واقعاً قبل تكلم المتكلم أو يصف شيئاً يتوقع أن يقع
§ الإنشاء :
· الإنشاء هو إيقاع معنى بلفظ يقارنه في الوجود , فلا يحتمل الصدق ولا الكذب
· ويتحقق فيه أمران الصياغة والمعنى .
· والمعنى الذي اشتملت عليه جملة الإنشاء لم يكن موجوداً قبل تلفظ المتكلم
o أركان الجملة :
§ لا يمكن أن يوصف كلامٌ بأنه يكون جملة إلا بعد أن يشمل على ركنين يسميان بالعمدة :
· الركن الأول هو المحكوم عليه ويسمى مسنداً إليه
· والركن الثاني هو المحكوم به ويسمى المسند
· والعمدة هو ما لا يسوغ حذفه من الكلام إلا لدليل
§ بسبب أن الزاوية التي ينظر إليها البلاغيون هي زاوية المعنى لذلك قصروا الجملة على ركنين فقط
o الكلام على الخبر :
§ الخبر إما أن يكون جملة فعلية أو اسمية :
o الجملة الفعلية موضوعة لإفادة الحدوث في زمن مخصوص مع الاختصار :
§ وذالك أن الفعل يدل على الحدوث والتجدد
§ وإذا احتفت الجملة الفعلية التي فعلها مضارعا بالقرائن فاقترنت بما يدل على الاستمرار , فإنها حينئذ تفيد الاستمرار , لكن ذلك الاستمرار تجددياً , أي أنه يأتي فترة بعد أخرى
§ وقوله مع الاختصار : لأن الجملة الاسمية قد تدل أيضا على التجدد , وقد تدل على الارتباط بالزمن , لكن ذلك يُحتاج فيه إلى الإتيان بظرف مثل زيد قادم غدا , فالجملة الاسمية هنا دلت علي التجدد وعلى أن القدوم سيكون غدا , لكن ليس مع الاختصار
o الجملة الاسمية موضوعة لمجرد ثبوت المسند للمسند إليه وقد تفيد الاستمرار بالقرائن إذا لم يكن في خبرها فعل :
§ وذالك أن الاسم يدل على الثبوت والاستمرار
§ والمقصود بها في الأصل حصول الحكم بغض النظر عن الزمان وبغض النظر عن التجدد أو عدمه
§ وكونها تفيد الاستمرار بالقرائن إذا لم يكن في خبرها فعل؛ لأنه إذا كان في خبرها فعل رجعنا إلى الجملة الفعلية التي تفيد التجدد
§ الغرض الأصلي من الخبر :
· الأصل في الخبر أن يلقى لأحد أمرين :
o إما إفادة المخاطب بمضمونه وهذا إذا ألقي عليه خبر لم يعرفه من قبل .
o الثانـي لازم الفائدة ، والغاية من الخبر في هذه الحالة يكون إفادة المخاطب بأن المتكلم يعرف مضمون الخبر
§ الأغراض البلاغية للخبر :
· قد يلقى الخبرلأغراض أخرى وهنا يأتي الجانب البلاغي في دراسة الخبر
· يقول البلاغيون إن إفادة الخبر للفائدة ولازمها ليس فيها كبير معنى وإنما المعنى يتجلى في معرفة ما وراء إلقاء الخبر وهو ما يتضمنه من معانٍ أخرى والتى تسمى الأغراض البلاغية للخبر
§ من الأغراض التي ذكرها المؤلفون :
· الاسترحام مثاله :
o قول موسى عليه السلام { إني لما أنزلت إليّ من خير فقيـر } بعد دعاءه لله بقوله{ رب ...... }. فكأنه يستعطف الله جل وعلا أن يزيد في الإنـزال ما كان فيه خير له فهو فقير إليه وإلى رحمة الله جل وعلا
· وإظهار الضعف مثاله :
o قول زكريا عليه السلام : { إني وهن العظم مني } بعد دعاءه لله بقوله{ رب ...... } الحالة التي عليها زكريا عليه السلام يعبر عنها هذا الأسلوب تعبيـراً صادقاً وهو قضية حالة الضعف التي هو عليها
· وإظهار التحسر مثاله :
o قول امرأة عمران : { إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت } بعد دعاءه لله بقوله{ رب ...... } ليس الغرض من هذا إفادته الخبر أو لازم الفائدة وإنما تبين أنها متحسرة حيث اختلف المولود عما كانت تُؤمِّل بأن يكون ذكراً حتى تجعله قيماً على دار العبادة لذلك جاء في آخر الآية { والله أعلم بما وضعت }
o وهنا ملحظ وهوأنه أحياناً يكون الغرض من الخبر المقصود به المتكلم نفسه ، وليس المخاطب لأن الله عز وجل يقول : { والله أعلم بما وضعت }
· وإظهار الفرح بمقبل وإظهار الشماتة بمدبر كقولك :
o { جاء الحق وزهق الباطل } أيضاً هذا من أغراض الخبر أن يكون الخبر يلقى لا لإفادته للخبر وإنما لإظهار الفرح
· وإظهار السرور لمن يعلم ذلك في قولك :
o ( أخذت جائزة التقدم ) وقيد الخبر بإلقاءه إلى من يعلم لأنه لو أُلقي الخبر على من لا يعلم لكان فائدة الخبر فقط هي التي تحصل
· والتوبيخ كقولك للعاثر:
o ( الشمس طالعة ) فإنَّ كوْنَ الشمسِ طَالِعَةً مِمَّا يَعْلَمُهُ كلُّ أحَدٍ، فلا يكونُ المرادُ بهِ الإفادةَ، بل الغَرَضُ التوبيخُ على عَثْرَتِه وزَلَّتِهِ ومعناه أن هذا حصل منه أمر لم يكن ينبغي أن يحصل له . لأنه لو كان في الظلام وأعثر سيعذر لأنه ربما لا يشاهد طريقه أما والشمس وضحة فلا
o وكل هذه الأغراض إنما تعرف بالسياق
· أنواع الخبر من حيث اشتماله على ما يحتاج إليه المخاطب :
o الخبر الابتدائي :
§ هو الذي يكون فيه المخاطب جاهلا بالأمر خالي الذهن , ليس لديه إنكار ولا مكابرة ولا تردد
§ وسبب إلقاء الخبر خاليا من التأكيد أنه ينبغي على المتكلم أن يقتصر في الكلام على قدر الحاجة حذرا من اللغو ,ولا يأتي الإنسان إلا بما هو مفيد؛ لأن اللغو منهي عنه أصلا , وأفعال العقلاء مصونة عن العبث
o الخبر الطلبي :
§ هو الذي يكون فيه المخاطب مترددا في الأمر , هل حصل أو لم يحصل؟ فيحتاج إلى تأكيد يزيل عنه التردد , فشك الإنسان كأنه يطلب أن تؤكد له هذا وإطلاق كلمة طلبي كأن المخاطب يطلب ما يزيل الشك أو التردد عنده
§ وهذا المقام يحسن فيه التوكيد ولا يجب
o الخبر الإنكاري :
§ هو أن يكون المخاطب منكرا للأمر أصلا فيحتاج هذا الإنكار إلى أن تزيله ، بوسائل من وسائل التوكيد المتعددة
§ في هذا المقام يجب توكيد الكلام بمؤكد أو أكثر حسب درجة الإنكار
· المؤكدات التي تسهم في إزالة الإنكار أو إزالة التردد والشك :
o (إنَّ)، و(أنَّ)، ولامِ الابتداءِ، وأحرُفِ التنبيهِ
o والقسَمِ ، لكن القسم بحد ذاته هو إنشاء غير طلبي ولذلك المقصود بالقسم مجيئه ليدخل على الجملة الخبرية ليؤكد مضمونها
o ونُونَي التوكيدِ ولا تتصلان إلا بالفعل
o والحروفِ الزائدةِ . إذا قلنا هذا الحرف زائدا في القرآن أو في السنة أو في كلام العرب, فليس معناه أنه لا معنى له بل له معنى , لكن ذلك المعنى ليس من معانيه المعهودة في اللغة؛ إذ يقصد به التوكيد والمبالغة
o والتكريرِ وهو توكيد لفظي
o و(قدْ) التحقيقية وهي تدل على التحقيق وهو تأكيد
o و(أمَّا) الشرطيَّةِ.

  #8  
قديم 22 ربيع الثاني 1431هـ/6-04-2010م, 02:01 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

o الكلام على الإنشاء :

§ الإنشاء في الكلام هو قسيم الخبر
§ العلماء نظروا إلى ما تحت الإنشاء من أساليب فرأوا أنه ينقسم إلى قسمين :

· إنشاء طلبي :
o هو الذي يتكلم عنه البلاغيون حقيقة
o وهو الذي يستدعي به المتكلم مطلوبا يرغب فيه ،غير حاصل وقت الطلب؛ لأن الحاصل لا يطلب تحصيله فهو تحصيل حاصل
o ويمكن أن يقال أن الإنشاء الطلبي لابدّ أن يتبعه ما يمكن التعبير عنه بطلب تنفيذ شيء ما
· إنشاء غير طلبي :
o هو الإنشاءات الأخرى التي تسمى بالإيقاعات , كالبيوع والعقود , أعطيتك ,وهبت لك ,اشتريت منك
o وهو إنشاء لمعنى لم يكن موجوداً قبل التلفظ بالكلام، ولكنه لا يتضمن طلباً ينبغي أن ينفذ بعد انتهاء الكلام
§ أقسام الإنشاء الطلبي :
· الإنشاء الطلبي ينحصر في خمسة أشياء ولا يزيد عليها :
o الأمر.
o النهي.
o الاستفهام.
o التمني.
o النداء
· إذا عرفت الأشياء الخمسة فما تجاوزها مما أمكن أن يكون إنشاء لمعنى لم يكون موجوداً قبل الكلام فهو إنشاء غير طلبي
§ الأمر :
· هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء ويكون من الأعلى للأدنى
§ صيغ الأمر :
· الصيغ التي يتحقق من خلالها الأمر هي الوسائل التي يمكن لمستخدمها أن يتحقق له استخدام هذا الأسلوب وهي أربعة :
o الصيغة الأولى فعل الأمر :
§ وهو أكثره انتشاراً واستعمالاً ، وفعل الأمر هو أحد الأفعال الثلاثة التي يقسم اللغويون الأفعال إليها . مثاله : قول الله جل وعلا { خذ الكتاب بقوة }.
o الصيغة الثانية المضارع المقرون بلام الأمر :
§ ويأتي في الدرجة الثانية من حيث كثرة الاستعمال بعد فعل الأمر. مثاله : قول الله جل وعلا (لينفق ذو سعة من سعته).
§ لينفق: هذه اللام دخلت على الفعل المضارع وحولته من دلالته على الزمن فقط إلى دلالته على طلب التنفيذ أيضاً
o الصيغة الثالثة اسم فعل الأمر :
§ كذلك يدل على الطلب؛ لأن معناه فعل أمر فهو فيه جانب من الأسماء ، وفيه جانب من الأفعال؛ لذلك هو مشترك بين هذين فصار اسم فعل؛ مثاله : (حيّ) في قولك: (حيّ على الفلاح)
§ وحينما نتتبع أسماء الأفعال فهي موجودة بكثرة: (صه، هيهات) إلى آخر ما ذكر في كتب النحو.
o الصيغة الرابعة المصدر النائب عن فعل الأمر :
§ هذا لون من الألوان التي يتحقق من خلالها الأمر بطريقة قياسية.
§ فإذا كان للفعل مصدراً وأُريد أن ينوب المصدر عن فعل الأمر يمكن أن يتحقق، حينما تقول: (سعياً في الخير) بدل: (اسع للخير)
§ معاني صيغ الأمر :
· هذا المبحث هو الذي يبدأ فيه النظر البلاغي في أساليب الأمر
· واعلم أن صيغ الأمر قد تخرج عن معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من سياقِ الكلامِ وقرائنِ الأحوالِ ولا تلتزم بما ورد في تعريف الأمر الذى هو (طلب الفعل على وجه الاستعلاء) لأنه ليس كل صيغة أمر يمكن أن تتحول إلى طلب فعل على وجه الاستعلاء :
o والذي يعين على معرفة هذه الألوان الأخرى وهذه المعاني الأخرى هو السياق الذي ترد فيه صيغة الأمر
o وأيضا قرائن الأحوال سواء كانت لفظية أو معنوية
· الأغراض التي يخرج لها الأمر كثيرة جداً :
o ورد في بعض كتب الأصول وبعض كتب البلاغة :
§ من اجتهد في تحديد العدد فأوصلها إلى ست وعشرين
§ ومنهم من قال أنها ثلاثة وثلاثون غرضاً
§ وهذا التحديد فيه شيء من التكلف؛ لأنه ربما يكون أكثر من ذلك، والأمر يتوقف على الحال والمقام، ومادام الحال والمقام يختلف ،فيحمل معه الاختلاف أيضاً في الغرض
· ومن المعاني التي يخرج إليها الأمر :
o الدعاء :
§ مثاله : قول الله عز وجل { أوزعني أن أشكر نعمتك }
§ ضابطه : إذا كان المتكلم أدنى درجة من المخاطب :
· فإن كان المخاطب هو الله جل وعلا فهذا الذى يسمى دعاءً
· وإن كان المخاطب غير الله جل وعلا هنا لا يسمى دعاءً، وإنما يكون رجاءً، ويمكن أن يكون رغبة لأن الدعاء عبادة ولا ينبغي التسامح في هذا الجانب كما يمثل به كثير من البلاغيين
o الالتماس :
§ مثاله : قولك لمن يساويك أعطني الكتاب.
§ ضابطه : أن يكون المتكلم مساويا للمخاطب بحيث يكون الاثنان على درجة واحدة
o التمني :
§ مثاله : ألا أيها الليل الـطـويـل ألا انـجلـي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
· (انجلي) هو فعل الأمر المعني بالتمني
§ ضابطه : إن كان المخاطب من الجمادات التي لا تعقل فغالباً ما يكون الغرض هو التمني فالجماد لا يمكن أن يرد عليه ولا يمكن أن ينفذ طلبه، ولكن هي أمنية كشف عنها أسلوب الأمر في هذا الجانب.
o الارشاد :
§ مثاله : قول الله عز وجل { إذا تداينتم بدين إلى أجلٍ مسمىًّ فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل }. الغرض من الأمر هنا هو الارشاد
· الشاهد الأول في الآية قول الله وجل وعلا: { فاكتبوه }. وهو فعل أمر
· والشاهد الثاني: { وليكتب }. وهو فعل مضارع اقترن بلام الأمر
§ ضابطه : إذا كان الأمر لما فيه مصلحة في الدنيا فيطلق عليه الارشاد وربما أيضاً يكون في الجانب الأخروي ,لكن بعضهم خصّ الجانب الأخروي بما يسمى الندب . والأمر فيه سعة في هذا الجانب
o التهديد :
§ مثاله : { اعملوا ما شئتم } لأن المخاطبون بهذا من المشركين، الذين ألحدوا في آيات الله وسياق الآية قبله يدل عليه وهو قول الله عز وجل: { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير }.
§ وإنما كان هذا تهديدا لظهور أنه ليس المراد أمرهم بكل عمل شاءوا أو لأن قرائن الأحوال دالة على ان المراد الوعيد
o التعجيز :
§ مثاله : يا لبـكر انشــروا لــي كليـباً يا لبـكر أيـن أيـن الفــرار
· والأمر المقصود هنا هو (انشروا لي كليباً) أي أعيدوا حياته
§ ضابطه : أن يكون الغرض من الأمر إظهار عجز المخاطب أو تعجيزه عن الإتيان بهذا الأمر
o الإهانة :
§ مثاله : قوله تعالى { كونوا حجارة أو حديداً }.
· هذه الآية ينبغي أن يستصحب فيها السياق ليتبين معنى الأمر فيها
· هذا الأمر من الله عز وجل لإهانتهم ولمزيد من إذلالهم نتيجة ما اقترفت أيديهم في دنياهم
· المؤلفون رحمهم الله استشهدوا بهذه الآية في معنى الإهانة بدل التعجيز وهذا جيد لا كما هو صنيع كثير من البلاغيين ولو أنهم بدلوا كلمة التعجيز بقول إظهار العجز لكان أولى لأن الله عز وجل لا يأمر بشيء وهو يعرف أن المأمور به لا يستطيع أن يُفعل ,لعدله جل وعلا
o الإباحة :
§ مثاله : { كلوا واشربوا }
· لو أننا أخذنا هذا الأمر على ظاهره وأن الأمر فيه لطلب تنفيذ الأكل والشرب لكان الإنسان مطالباً أن يأكل أو يشرب في كل وقته، ولهذا لا ينبغي أن يؤخذ مثل هذا الأمر على ظاهره ,وإنما يقال هذا إباحة لكنه لا يلزمك بالاستمرار عليهما
o الامتنان :
§ مثاله : { كلوا مما رزقكم الله }.
· فكون المأكول مما رزقه الله عز وجل للناس, وكون الله عز وجل يطلب من الناس أن يأكلوا مما رزقهم إياه , فهذا لون من الامتنان.
· السياق الذي ورد { مما رزقكم الله } هو الذي دعا لأن يكون الغرض هو الامتنان.
o التخيير:
§ نحو: (خذ هذا أو ذاك).
· وفرق بين التخيير والإباحة :
o أن الإباحة يجوز للإنسان أن يجمع بين الشيئين المذكورين أو الأشياء المذكورة.
o أما التخيير فهو يختار أحد الأشياء المذكورة ولا يصح الجمع بينهما كقولك (خذ هذا أو ذاك)
o التسوية :
§ نحو { اصبروا أو لا تصبروا }.
· وهذ واضح من خلال سياق الآية التي وردت بها هذه العبارة { اصبروا أو لا تصبروا } أنهم إن صبروا أو لم يصبروا فهم سواء فيما سيكون مصيرهم ولذلك لابد من استصحاب السياق العام .
o الإكرام :
§ نحو: { ادخلوها بسلام آمينن }.
· لفظ آمنين شاهداً على الإكرام ففعل ادخل قد يكون أمر تعنيف، لكن حينما تقول ادخل بسلام آمن، هنا هذا فيه لون من التكريم
· وآمنين أيضاً فيها جمع بين السلامة والأمن وهذا غاية الإكرام
· ولذلك ادخل هو فعل الأمر، والسياق الذي يدل على الإكرام هو كلمة (بسلام) و (آمنين).

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأسئلة المتعلقة بمقرر (دروس البلاغة) عبد العزيز الداخل أسئلة علوم اللغة العربية 0 21 ربيع الأول 1431هـ/6-03-2010م 03:13 PM


الساعة الآن 04:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir