دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 13 صفر 1436هـ/5-12-2014م, 09:05 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات اسئلة تاريخ التفسير


السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرءان بالقرءان وله انواع كثيرة يصعب حصرها فمنها ما هو صريحلاالدلالة على معنى الاية ومنه ما هو محل اجتهاد وهذا قد يصيب فيه المفسر وقد يخطىء وقد يصيب جزءا من المعنى ويغفل عن البعض
النوع الثاني: تفسير القرءان بالحديث القدسى كما فى حديث انس رضى الله عنه فى قول الله تعالى هو اهل التقوى واهل المغفرة قال الله انا اهل التقوى واهل المغفرة فمن اتقانى فانا اهل ان اغفر له
النوع الثالث: وهو تفسير القرءان بالوحى ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر نبيه بما لا يعلمه ويبين له من طريق الوحى

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:الاحاديث التفسيرية التى فيها النص على معنى الاية . ومثاله تفسير قول الله تعالى يوم يكشف عن ساق -فالاية فيها قولان لكن صح تفسير النبى للمراد من كشف الساق من حديث ابى هريرة رواه الدارمى فى سننه يقول اذا جمع الله العباد فى صعيد واحد نادى ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى قوم يقولون ننتظر الهنا فيكشف لهم عن ساقه فيقعوا له سجودا ويبقى كل منافق لا يستطيع ان يسجد ---وهذا هو محل الشاهد من الحديث
وهذا الحديث ايضا صح من حديث ابى موسى رضى الله عنه:
النوع الثاني: .الاحاديث التى يؤخذ منها معنى التفسير بنوع الاجتهاد بمعنى لا يكون الحديث نصا فى معنى الاية وانما يستدل به المفسر على المعنى المراد بيانه ومثاله حديث بن عباس رضى الله عنهما فى تفسير اللمم فسره بحديث ابى هريرة رضى الله عنه العين تزنى وزناها النظر واليد تزنى وزناها اللمس والاذن تزنى وزناها السمع والرجل تزنى وزناها المشى --وهذا الحديث ليس فيه ذكر للمم ولكن فسره به لانه اقرب شىء لمعنى اللمم عند بن عباس وهو بيان لبعض اللمم:
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - -يقول عرضت القرءان على بن عباس ثلاث مرات اوقفه عند كل اية مجاهد بن جبر
2- سعيد بن جبير كان يكتب عنه وربما ملأ الصحيفة فيكتب فى نعله
3- أربدة التميمى ويقال له أربد وكان يجالس بن عباس ويكتب عنه وله صحيفة رواها بن جرير وبن ابى حاتم مفرقة
وهو الذى قال عن نفسه ما سمعت بأرض فيها علم الا أتيتها

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب بن ماتع الحميرى المعروف بكعب الاحبار كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبى واتى المدينة زمان عمر رضى الله عنه وممن روى عنهالاسرائيليات :اسلم مولى عمر وجبير الحميرى وعطاء بن يسار وابو سلام الاسود وعبيد الله بن عدى بن الخيار
2-قتادة بن دعامة السدوسى وقد اخذ قتادة عن نوف البكالى بن امرأة كعب الاحبار ونوف ممن عرف برواية الاسرائيليات لمكانه من كعب الاحبار
3-ومنهم سعيد بن جبير يروى عن نوف وهو معدود فى شيوخه ومنهم محمد بن اسحق معروف برواية الاسرائيليات بلا تمييز
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (ت: 774هـ)، تحقيق: سامي بن محمد سلامة،
2: تفسير آيات أشكلت، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ)، تحقيق: عبد العزيز الخليفة،
3: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري (ت: 728هـ)، تحقيق: إبراهيم عطوة، مصطفى البابى الحلبى
4-البحر المحيط في التفسير، أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت: 745هـ)، تحقيق: د. عبد الرزاق المهدي
.
السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
-كل ما يتضمن معنى باطل فى نفسه فهو تفسير باطل وان ادعى صاحبه انه يفسر القرءان بالقرءان
كأن يخالف الاصل الصحيح من القرءان والسنة او يخالف اجماع العلماء فيما سبيله الاجتهاد

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1- منه ما بيانه تلاوته لأنه يتلوه على قوم عرفوا بالفصاحة ويعرفون معانى المفردات والاساليبودلائل الخطاب فكان النبى صلى الله عليه وسلم يخاطبهم بما يعرفون
2- بيانه بسيرته ودعوته ومحاجته لقومه كله يصدق بعضه بعضا - يعلم بيانه ولهذا كان الصحابة رضى الله عنهم اعلم الناس بمعناه لانهم عايشوا النبى كيف كان يدعو به ويعمل به
3- ومنه بيانه بفعله صلى الله عليه وسلم وتفاصيل ذلك فى السنة النبوية ومن ذلك اقامة الصلاة وايتاء الزكاة فقد قال النبى صلوا كما رأيتمونى اصلى وكذلك ايتاء الزكاة ومقاديرها فصله النبى فالسنة وحى من الله لكنه لا يتلى كما يتلى القرءان
4- ومنه ما يكون بيانه وحى كالاخبار التى لا تدرك بدلالة اللغة مثل الاخبار عن المغيبات وتفاصيل ما يكون فى القبر وبدء الخلق ويوم القيامة وغير ذلك مما لا يعلم الا من طريق الوحى ومما يختص به التفسير النبوى انه قد يقع فى بيان النبى زيادة معنى لا يملك غيره من المفسرين ان يذكره لانه لا يكون الا بالوحى
5-ومنه ما ينشأ عن التبليغ وتلاوة القرءان فيسأل عن امور فيجيب وقد كان يسأل من المؤمنين والمشركين والمنافقين واهل الكتاب والعالم والجاهل والصغير والكبير وكان يجيب كل سائل
6-وقد يبتدىء النبى فيبين بعض مراد الله تعالى
7-وهناك نوع من التفسير النبوى بالتنبيه على العلة وتعميم المراد
مثل تفسيره لقوله تعالى لما سئل اى مسجد هو المعنى بقوله تعالى لمسجد أسس على التقوى-فقال مسجدى هذا مع ان الايات نزلت فى مسجد قباء لكن لما نبه النبى صلى الله عليه وسلم على العلة وهى قوله تعالى اسس على التقوى علم ان المسجد النبوى اولى بهذا الفضل مع ان مسجد قباء داخل فيه قطعا

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
سبب هذه المقولة من الامام احمد :انه قد شاع فى عصره كتب فى التفاسير والملاحم والمغازى كتبها الضعفاء والكذابين ومن ليس لهم تمييز للحديث الصحيح من الضعيف مثل مقاتل بن سليمان والكلبى والضحاك فى بعض ما يرويه باسانيد منقطعة فهذه الكتب وغيرها من كتب الضعفاء شاعت فى عصر الامام احمد وقال بن حجر ينبغى ان يضاف اليها الفضائل لان المروى فى الفضائل لا يحصى فيه عدد الموضوعات
وقد حمل الخطيب البغدادى كلام الامام على ان المراد بهذا الكلام كتب مخصوصة مما كتب فى هذه المعانى الثلاثة فهى غير معتمد عليها لسوء احوال مصنفيها وعدم عدالة ناقليها ولزيادة القصاص فيها وقد روى الخطيب باسناده ان الامام احمد سئل عن تفسير الكلبى فقال من اوله الى اخره كذب فكلام اامام محمول على اتهام الكذابين وغير الثقات وليس مراده ان هذه الامور الثلاث لم يصح فيها شىء بل قد فيها شىء كثير لكنه متفرق فى مصنفات عدة وقد روى هو فى مسندهىى اثار صحيحة من ذلك ومسندة فى هذه العلوم الثلاثة
-فلا ينصرف الذهن ان الامام احمد اراد بن جرير والكتب الستة فان الامام توفى 241 قبل ظهور هذه الكتب عدا صحيح البخارى فقد عرضه على الامام احمد فى اخر حياته

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
كان مر رضى الله عنه يمنع ان يتكلم من لا علم له فى التفسير فيه ويشدد على ذلك حماية لحمى القرءان وان لا يتقحم تفسيره من لا يحسنه
لم ظهر بعد عمر فى العصور المتأخرة الكلام فى التفسير والروايات الباطلة والاقوال الخاطئة التى نشأت من تصدى غير اهل العلم بالتفسير والفهم والتمييز للصحيح من الضعيف من الروايات فكتب الوعاظ فى تفسير القرءان وكتب القصاص وكتب بعض اهل البدع فظهرت هذه الأخطاء وشاعت فى كتب التفسير فكان على اهل العلم ان يبحثوا فى المرويات ويردوا الضعيف
وقد قال على بن ابى طالب رضى الله عنه لو سكت الجاهلون لقل الخلاف

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

-الصحابة اعلم الناس بالقرءان فقد عاصروا التنزيل وعايشوا النبى وتنوعت معارفهم فى احوال النبى حتى شملت شئونه العامة والخاصة فمن اصحابه من لازمه سنينا كابى بكر وعمر وعلى وصحبوه فى مكة والمدينة وفى زواته وجهاده وهذه المعرفة الحاضرة لا تقاس ابدا بما نتعلمه من معانيه فان الخبر ليس كالمعاينة
-وممن نقل عنه ايضا ازواجه نقلن امورا لم يبلغها علم غيرهم وما نزل فى حجره من الوحى من الايات والحكمة
-وكذلك من خدم النبى كأنس وبلال وسفينة أبى ريحانة وكلهم اطلعوا على امور ونقلوها من هديه وشئونه ما لا يدركه غيرهم
-وما كان يعرض للصحابة من امور فيسألون ويجيب النبى صلى الله عليه وسلم على ما اشكل عليهم فى تفسير القرءان وبيان معانيه
-ومما جعل لهم الفضل فى التفسير والسبق على غيرهم صحة لسانهم العربى من اللحن والعجمة وفصاحتهم وهذا أمر مهم فى معرفة معانى الفاظ القرءان ومعانى اساليبه فان القرءان نزل بلسانهم
-ولما لهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح فانهم اهل استجابة لدعوة الله ونبيه وكانوا اهل خشية وانابة وقد وعد الله اهل الخشية والانابة ان يتذكروا وينتفعوا بالذكرى وان يفهمهم من القرءان ما لا يفهمه غيرهم وقد جعل الله لهم فى القرءان خطابا خاصا لا يفهمه غيرهم فيفهمون من الاية ما لا يفهمه غير صاحب الخشية والانابة والمقصود ان خشيتهم وانابتهم وعملهم احسن من غيرهم ففهمهم للقرءان احسن من فهم غيرهم
-ومن اوجه تفضيلهم ان النبى صلى الله عليه وسلم هو الذى علمهم وادبهم وزكاهم وكان لهذه التزكية اثرا اذ قال الله تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفى ضلال مبين
فقد علمهم النبى وادبهم ورباهم ففهموا من العلم شيئا كثيرا حتى اكملوا المسيرة بعده وفتحوا البلدان
-وكان لقراء الصحابة منهم مزيد فضل وعناية يتعلمون من النبى الوقوف وعدد الآى ويتعلمون منه التفسير فكان لهم عناية وتيقظ بمعرفة التفسير والخطاب حتى مما يخفى على كثير ممن يسمع القرءان مما لا يدل عليه اللفظ دلالة مباشرة انما بالايماء
-علم الصحابة بالقراءات والاحرف السبعة وما نسخت تلاوته وقد حوى ذلك علما كثيرا غزيرا لم يبلغنا الا ما صح سنده ومن ذلك القرءان الذى نسخت تلاوته وكان فى بعضه تفسيرا بالقرءان لم يبلغنا منه الا شيئا يسيرا وكذلك الاحرف السبع ان تقرأ الكلمة على اكثر من وجه ولم ينقل لنا الا ما اجتمع عليه الصحابة واما ما قبل ذلك وما كان بعده وما فى مصاحف الصحابة فيه امور لم تبلغنا وما بلغنا شىء يسير لما لم يبلغنا
-ثم ان لكبراء الصحابة فضلا وتميزا عن غيرهم فقد قال مسروق بن الاجدع وجدت اصحاب النبى كالاخاد اخاد يروى الرجل والرجلين واخاد يروى جماعة واخاد يصدر قد يصدر الناس جميعا والمقصود ان علم الصحابة متفاوت كالبحر كثير الماء والبركة كابن مسعود وبن عباس


2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
لم يكن للصحابة كتبا للتفسير يتدارسون منها وانما كانت لهم طرق فى المدارسة:
1- طريقة السؤال والجواب
ان يطرح العالم سؤالا على جلسائه فيسمع جوابا ويصوب لمن اخطأ وهذه طريقة حسنة فى التعليم ومن ذلك ما رواه بن جرير باسناده عن المحاربى قال ابو بكر ما تقولون فى هذه الاية ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا -قالو :قالوا ربنا الله ثم استقاموا من ذنب فقال لهم لقد حملتم على غير محمل قالوا :قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا الى اله غيره
2-ومن طرق مدارستهم للتفسير ان يسأل الصحابة من هو عالم بالتفسير امثال الخلفاء الاربعة فيجيبهم
3-او ان يقرأ العالم الاية ثم يفسر معناها وما تدل عليه مباشرة كما فعل بن عباس فى الحج خطبهم فقرأ عليهم البقرة وفسرها احسن ما يكون وقيل سورة النور فى مرة اخرى ايضا قراها وفسرها فى خطبته
وقد روى عن ابى مدينة الدارمى ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا اذا اجتمعوا يقرا بعضهم على بعض سورة العصر يتذكرون بها وهذا من اوجه مدارستهم للقرءان
4-ومن طرق المدارسة تصحيح خطأ شائع فى التفسي فيصوبه العالم مثلما فعل ابو بكر رضى الله عنه على المنبر فقال ايها الناس انكم تقرءون هذه الاية وتضعونها فى غير ما وضعها الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس اذا راوا المنكر بينهم فلم يبينوه يوشك ان يعمهم الله بعقابه
5-ومن ذلك ان بعض الصحابة قد يجتهد فى التفسير فيخطىء فاذا عرف ذلك بعض الصحابة صوبوا له الخطأ ومن ذلك ان قدامة بن مظعون شرب الخمر بالبحرين وكان واليا عليها وكان من المهاجرين الاوائل فشهد عليه ثم سئل فأقر فقال له عمر ما حملك على هذا قال لان الله يقول ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات -- فقال عمر للقوم اجيبوه فسكت القوم فقال لابن عباس اجبه فقال انما انزلها الله فى من شربها ثم مات قبل ان تحرم
3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
1- قتادة بن دعامة السدوسى
2-وعلقمة والاسود
3- الشعبى
4-ابى دهم السمانى ومسروق والحافظ بن قيس وعمرو بن شرحبيل

السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
-ليس لأحد من مفسّري القرن الأول من الصحابة والتابعين كتاب في التفسير يُروى عنه إلا ما ذكر من مسائل نافع بن الأزرق، وقد رويت مسائله متفرّقة في بعض كتب السنة على خلاف في صحّتها لكن
-كتب تلاميذ عبد الله بن عباس التفسير عنه منهم مجاهد وسعيد بن جبير وأربد التميمى وكانت عبارة عن صحف قليلة وليس مجلدات لان كثيرا من مسائل التفسير لم يكن يشكل عليهم
-اتى بعده الضحاك بن مزاحم وهو معاصر لمجاهد وليس بالمجود لكنه صدوق فى نفسه وقد كتب تفسيرا فى وقت لم تكن فيه تفاسير مدونة ولعل هذا سبب شهرته
- تفسير عطاء الخراساني، أبو عثمان عطاء بن أبي مسلم الخراساني(ت:135هـ
- تفسير مقاتل بن سليمان، مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ)
-: تفسير الثوري، سفيان بن سعيد الثوري (ت: 161ه
- تفسير نافع بن أبي نعيم
مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179هـ)
-- تفسير يحيى بن اليمان
-الجامع في تفسير القرآن، عبد الله بن وهب المصري (ت: 197هـ
-1: تفسير الضحاك بن مزاحم البلخي (ت: 105هـ)
- تفسير الحسن بن أبي الحسن البصري (ت: 110هـ)
-صحيفة علي بن أبي طلحة (ت: 143هـ)
- تفسير عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت: 151هـ)
- تفسير محمد بن إسحاق بن يسار (ت: 151هـ
-مرويات الإمام مالك في التفسير
-معاني القرآن لعلي بن حمزة الكسائي (ت: 189هـ)
-تفسير سفيان بن عيينة المكي (ت: 198هـ
-أحكام القرآن،محمد بن إدريس الشافعي (ت: 204هـ)
-معاني القرآن، يحيى بن زياد الفراء (ت: 207هـ)
-مجاز القرآن، أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي (ت: 210هـ)
-: تفسير القرآن العزيز، عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211هـ)
- معاني القرآن، سعيد بن مسعدة البلخي (الأخفش الأوسط) (ت: 215هـ)
- أحكام القرآن، إسماعيل بن إسحاق المالكي (ت:282هـ)
-تفسير القرآن العظيم، سهل بن عبد الله التستري (ت: 283ه
-تفسير الكتاب العزيز، هود بن محكم الهواري (ت: 299هـ)
-تفسير النسائي، أحمد بن شعيب النسائي (ت: 303ه
- الواضح في تفسير القرآن الكريم، عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري (ت: 308ه
-جامع البيان عن تأويل آي القرآن، محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ)


السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
- كانت التفاسير قبل بن جرير كثيرة ومتفرقة منها صحائف المحدثين وتفاسير القصاص والضعفاء امثال السدى الصغير ومقاتل والكلبى وغيرهم وكتب اخرى لاندرى هل اطلع عليها بن جرير ام لا مثل تفسير بقى بن مخلد المفقود وحسين بن الفضل البجلى
-فجاء بن جرير وجمع طلابه ورأى الحاجة لتأليف كتاب جامع وهذه الصحف المتفرقة والمدارس المختلفة والمحدثون لهم اجزاء كثيرة متفرقة واللغويون كذلك لهم كتب والقصاص وقد كان يشيع من ذلك شىء كثير لا يصح فاتى بن جرير فجمعها وقسمها على السور والايات وحررها وناقش الاقوال ووازن بينها
فكان منهجه فى كتابه:
-يأخذ الايات ثم ذكر المسائل واقوال اهل العلم فيها
-ولوذكر خلافا يذكر الاقوال والادلة المتعلقة بكل قول
-ثم يفسر الاية بخلاصة ما ذكره من الاقوال
-وقد كانت له موازنة حسنة فى الترجيح بين الاقوال
-وقد كان عالما باصول التفسير واللغةوالحديث والفقه والعربية
-وكتابه فى التفسير فى مقدمة التفاسير التى تروى بالمأثور فقد كان يروى من صحف متفرقة بل يلقب بشيخ المفسرين

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي
وكان ابوه صاحب فكرة تأليف التفسير وقد اعان ابنه على ذلك
وقد تميز تفسيره فى باب اصول التفسير وفى نقد الاقوال والترجيح بينها له براعة فى ذلك رغم ان فيه اشعرية لكنه ليس بتأثر بعض الاشاعرة الذين يظهر منهم سلاطة لسان على اهل السنة.
(3) معاني القرآن للزجاج.
وهو اوسع من كتب من علماء اللغة فى القرن الرابع الهجرى وهو تلميذ المبرد وهو من كبار اللغويين وانتفع به الزجاج والف كتابه فى خمس مجلدات
وقد توسع فيه كثيرا حيث ان كتابه جامع لكثير من تفاسير اللغويين
(4) تفسير الثعلبي.
كتاب جليل وقيمته ليست فى تحريره العلمى بل هو منتقد فى تحريره العلمى للمسائل ولكن قيمته فى كثرة مصادره
وقد بنى الثعلبى تفسيره على كتب كثيرة ومنها موجود وكثير منها مفقود
ولديه تلخيص حسن
ومما يدل على اهمية تفسير الثعلبى ان كثير من تفسيره والنقل عنه وهو من الرمراجع المهمة فى التفسير لكثرة مراجعه التى رجع اليها
(5) أضواء البيان للشنقيطي
وهو من المتأخرين لكن كتابه من اجل الكتب التى الفت فى التفسير بالمأثور حيث اعتمد كتابه على تفسير القرءان بالقرءان ولذا لم يفسر القرءان كاملا بكل اياته ووصل فى تفسيره الى سورة المجادلة
وله مقدمة نافعة تكلم فيها عن تفسير القرءان بالقرءان وانواعه المختلفة وهو منهج الكتاب
وقد ذكر فى كتابه مسائل مفيدة جدا فى التفسير

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
-مؤلفه معتزلى جلد معلن باعتزاله مفتخر به وفى تفسيره اعتزاليات ظاهرة وخفيه
-وهو سليط اللسان على اهل السنة وله أبيات فى ذمهم وله اعتزاليات خفية حتى قيل فيه انها تستخرج بالمناقيش من دقتها وغموضها حتى انها خفيت على بعض اهل السنة ومن ذلك نفيه لاستواء الله عزوجل على العرش ونفى صفة العلو لله تعالى
-ومن تتبع الاقوال الخاطئة فى التفسير يتبن ان منشؤها من تفسير الكشاف
-له عناية جيدة بالفوائد البلاغية واللغوية العجيبة وان كان فى بعضها اخطاء
(2) التفسير الكبير للرازي.
-مؤلفه من نظار الاشاعرة وكبار المتكلمين وندم على ذلك اخر حياته
-اعتمد فى تفسيره على عدد من كتب المعتزلة اشهرها الزمخشرى وبن حاتم الأصم
-وافق المعتزلة فى بعض اقوالهم ورد بعضها ونقد بعض اقوال السلف
-اعتمد طريقة فى تفسيره تتلخص فى انه يقسم الكلام فى الاية الى مسائل وتفريعات كثيرة ويكثر من ايراد الشبه و الاعتراضات ويجيب عليها ويكثر من الاستطرادات جدا وتوسع وتكلف فى ذلك ودخل كلامه كثير من الغلط
-ومما ينتقد عليه :-انتهاجه طريقة المتكلمين
-ضعف معرفته بالحديث
-وضعف معرفته بالقراءات
ثم ان مؤلفه لم يتمه فليس كله من تأليف الرازى فبعضه منه وبعضه من اكمال تلميذه احمد بن خليل الخوبى
(3) النكت والعيون للماوردي.
-هذا التفسير اراد مؤلفه لما كثرت التفاسير والاقوال فيهاان يكتب مختصرا ملخصا فى التفسير فيأتى بالاية ثم يذكر المسألة ويذكر الاقوال وينسب كل قول لفلان لكنه اخطأ من وجهين:
-الاول انه يذكر الاقوال مجردة من اسانيدها وينسبها الى من رويت عنه بصيغة الجزم فمثلا يروى بن جرير باسناد ضعيف عن بن عباس فيذكر القول بدون اسناد ويقول قال بن عباس بصيغة الجزم فيأتى من بعده من المفسرين كابن عطية وغيره ينقلون عنه وينسبون الاقوال كما فى الماوردى
-الثانى :انه يزي فى التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال يكون فيها شيئا من التكلف ومن الأوجه ما هو بعيد والاولى الا يذكر
-ويؤخذ عليه تأثره بالمعتزلة ولديه بعض الاصول التى توافق المعتزلة وليس معتزليا صرفا
(4) تفسير الثعلبي.
-منتقد فى تحريره العلمى للمسائل
-يروى الاحاديث باسناده وليس هو بالمتين فى الرواية وان كان موثقا فى نفسه
-ينتقد عليه الاكثار من الاسرائيليات احيانا وربما يجمع بين حديث صحيح وحديث ضعيف ويسوقها مساق واحد بلفظ واحد يجمع بينها بالفاظ الحديث الصحيح والحديث الضعيف كما فعل فى قصة سحر النبى فقد جمع حديث عائشة وبن عباس بلفظ واحد وساقهما مساق واحد وتناقله كثير من المفسرين ومنشأالخطأمن الثعلبى
-ذكر الاسرائيليات بلا تمييز ولا تنبيه
-ايضا عدم توقيه رواية بعض الموضوعات بلا تمييز
-اورد كتبا اخرى غير التفسير مثل قصص الانبياء وقيل عنه حقه ان يحرق
(5) تنوير المقباس.
-بنى الفيروز ابادى تفسيره على روايات السدى الصغير عن بن عباس
والسدى الصغير هو محمد بن مروان غير ثقة فى نفسه وقال عنه يحيى بن معين هو ضعيف يروى باسناد واهى وضعيف عن الكلبى عن ابى صالح عن بن عباس
وكل ما يرويه الكلبى عن ابى صالح عن بن عباس كذب لان الكلبى أقر فى اخر حياته قال كل ما حدثتكم به عن ابى صالح فهو كذب
والكلبى متهم بالكذب وكان ربما ظهر له وجه فى التفسير فينسبه لابن عباس والسدى الصغير يروى عنه وهو متهم بالكذب ايضا وقد جمع الفيروزابادى فى كتابه تنوير المقباس هذه الطريق الواهية فليحذر منها

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 14 صفر 1436هـ/6-12-2014م, 05:04 AM
هيئة التصحيح 5 هيئة التصحيح 5 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 476
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
لكتابة القرءان وجمعه ثلاث مراحل..
--------------------
الاولى:جمعه فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم--وهو جمع فى الصدور حفظا اكثر منه جمع فى السطور كتابة لاسباب:
------------------------------------------------------------------
قوة الذاكرة -سرعة الحفظ-قلة الكاتبين وادوات الكتابة
لذلك لم يجمع فى مصحف بل كان كل من سمع اية حفظها او كتبها فيما تيسر له من عسب النخل او كسر الاكتاف او رقاع الجلود او فى لخاف الحجارة
وكان القراء عددا كبيرا--ففىصحيح البخارى عن انس بن مالك رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلا يقال لهم القراء فخرض لهم حيان من بنى سليم رعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم

المرحلة الثانية:فى عهد ابى بكر الصديق فى السنة الثانية عشرة للهجرة
السبب فى هذا الجمع:
-----------
قتل عدد كبير من القراء فى معركة اليمامة منهم سالم مولى ابى حذيفة احد من امر النبى باخذ القرءان عنهم
اشار عمر رضى الله عنه على ابى بكر بجمع القرءان وتقييده لئلا يضيع فتوقف
لم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدره لذلك
وكلف زيد بن ثابت بذلك وكان رجلا شابا عاقلا كان يكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير متهم عندهم
فاخذ زيد يتتبعه اى القران يجمعه من صدور الرجال وعسب النخل واللخاف فكانت الصحف عند ابى بكر ثم عند عمر ثم عند حفصة بنت عمر
ويعد هذا العمل من ابى بكر من حسناته حتى قال على رضى الله عنه اعظم الناس اجرا فى المصاحف ابو بكر
أين الشاهد؟ الحديث؟

المرحلة الثالثة:
-----------
جمعه فى عهد امير المؤمنين عثمان بن عفان فى السنة الخامسة والعشرين للهجرة
السبب فى ذلك:
--------------
اختلاف الناس فى القراءة بسبب اختلاف الصحف التى فى ايدى الصحابة
فخيفت الفتنة فامر عثمان ان تجمع هذه الصحف فى مصحف واحد لئلا يختلف الناس فيتنازعون فى كتاب الله فيتفرقون
ففي صحيح البخاري " أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة، فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، ففعلت، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد، وهو من حسنان أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي وافقه المسلمون عليها، وكانت مكملة لجمع خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر رضي الله عنه.
والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما:
----------------------------
أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.

وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة، واتفاق الكلمة، وحلول الألفة.
شكر الله لك وبارك فيك
* تلوين عناوين المسائل بلون مخالف أمر مهم في التلخيص لتسهل قراءته ويسهل حصر المسائل
* التلخيص يكون بوضع الدرس على شكل مسائل معنونة
مثلا: جمع أبي بكر
- سنة الجمع
- سبب الجمع
- المكلف بالجمع
ثم تذكرين الحديث الوارد في ذلك
وهكذا
*مراعاة همزة القطع

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 12/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14/ 15
_______________
100/95
الدرجة النهائية:10/9.5


وفقك الله وسددك

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 14 صفر 1436هـ/6-12-2014م, 05:17 AM
هيئة التصحيح 5 هيئة التصحيح 5 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 476
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المشتهرون بالتفسير من الصحابة
اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة منهم الخلفاء الاربعة ابا بكر وعمر وعثمان وعلىا الا ان الرواية عن الثلاثة الاولين لم تكن كثيرة لاشتغالهم بالخلافة وقلة الحاجة الى النقل لكثرة العالمين بالتفسير
ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة ايضا عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس
1-ترجمة على بن ابى طالب رضى الله عنه
هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "، نقل له من المناقب والفضائل ما لم ينقل لغيره،
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها، وروى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب
وفاته؟

2- عبد الله بن مسعود:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد، تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم "، وقال: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد "، وفي صحيح البخاري أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه، وكان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم" ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
وفاته؟
3- عبد الله بن عباس:
هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم، وضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب" ، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله، فنال بذلك مكانا عاليا حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ ! فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر اللّه والفتح} [النصر: 1] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس: أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم
وفاته؟
* تلوين عناوين المسائل بلون مخالف أمر مهم في التلخيص لتسهل قراءته ويسهل حصر المسائل
*التلخيص يكون بوضع الدرس على شكل مسائل معنونة
مثلا: علي بن أبي طالب:
- مولده
- نسبه
- منقبه وفضائله وصفاته
- الشاهد على تميزه في التفسير (وهذه أهم مسائل هذا الدرس)
- وفاته (وهذه النقطة لم تذكريها ، ومعرفة تاريخ وفاة المفسرين مهم)
وهكذا
* مراعاة الهمزات

شكر الله لك وبارك فيك
بعض الملاحظات مدمجة مع التلخيص بلونٍ أحمر


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 27/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 12/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13/ 15
_______________
100/94
الدرجة النهائية:10/9.5


وفقك الله وسددك

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 08:34 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات اسئلة المؤلفات فى علوم القرءان

السؤال الأول : أكمل ما يلي
1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :وهو كل علم له تعلق بالقرءان سواء كان خادما له أو مستنبطا منه فهو من علوم القرءان
المعنى الخاص :ابحاث كلية تتعلق بالقرءان من نواح شتى يصلح كل مبحث منها ان يكون علما مستقلا

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
القسم الاول:كتب مؤلفة فى علوم اخرى تضمنت علوم القرءان مثل
أ: وكتب التفسير واللغة والبلاغة والاساليب وكتب اصول الفقه وكتب العقيدة خاصة كتب الحديث متونا وشروحا
القسم الثانى:
ب:الكتب المؤلفة تأليفا خاصا فى هذا العلم مع جمع موضوعاته وهى الكتب الموسوعية أى ألفت فى علوم القرءان خاصة
القسم الثالث:
ج :الكتب التى افردت نوع واحد من أنواع علوم القرءان مثل كتب الفت فى اسباب النزول وكتب الفت فى الناسخ والمنسوخ وكتب ألفت فى جمع القرءان


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب فنون الأفنان فى عجائب علوم القرءان لـلامام بن الجوزى ت597.
او البرهان فى علوم القرءان للامام بدر الدين الزركشى ت794

4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ فى القرءان لأبى القاسم عبيدة بن سلام
ب:الناسخ والمنسوخ فى كتاب الله للامام أبى جعفر النحاس
ج:كتاب الايضاح للناسخ والمنسوخ لمكى بن ابى طالب
والناسخ فى القرءان لمصطفى زيد واقتصر على ست مواضع فى النسخ فى القرءان
كتاب للامام عبد الله بن الامام الشنقيطى


السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
تعرف الطالب على الكتب من مهمات طالب العلم ان يتعرف على الكتب والمامه بها وبانواعها وما تضمنته وهو بحاجة لذلك فى كل علم يريد ان يتقنه ولو معرفة عامة تفيده فى اختيار الامثل منها والأنسب لمستواه وحاجته لان الكتب كثيرة والاعمار قليلة ولا يمكن لطالب العلم ان يقرا كل الكتب فمعرفته بالكتب ولو معرفة عامة تفيده من جهتين:
-من جهة القراءة والتحصيل فهذه التى يختار لها الكتب المناسبة وهى التى يختارها اهل العلم وينصحون بها فاختيار الكتاب الذى يناسب المرحلة التى تناسب مستواه وتفيده فى حاجته وقد يكون فى بعض الكتب من الشبه والانحرافات ما يؤثر على تكوينه العلمى فلابد من اختيارها بعناية تجمع بين المادة العلمية الصحيحة المحررة ومناسبة لمستوى الطالب وان تكون متوفرة ولا يشترط ان تكون كثيرة بل ان تكون اصلا او مرجع رئيس فى العلم الذى يحتاج اليه
-ومن جهة أخرى ما يحتاجه الطالب فى البحث العلمى فهو بحاجة ماسة الى المكتبة العلمية ليعرف أمات المصادر وكتب كثير للتوثيق والاطلاع لان من خصائص الباحث الجاد الا يكتب فى مسألة حتى يتصورها تصورا كاملا ولا يمكن ان يتصورها حتى يلم بكل ما كتب فيها
2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1-حقيقة القرءان ويدخل تحتها التعريف به واسماءه واوصافه وخصائصه وفضائله واعجازه
2-مصدر القرءان:الوحى
3-نزول القرءان:يدخل فيه كيفية انزاله واول ما نزل واخر ما نزل واسباب النزول والمكى والمدنى
4- حفظ القرءان:يتعلق به جمعه وترتيبه وتسويره وقد يدخل بعضهم الايات والسور تحت حقيقته
5-نقله:القراءات والقراء لانه نقل بذلك وما يتعلق بكيف نقل الينا
6-بيانه وتفسيره:التفسير ومصادره وكل المباحث المتعلقة بالتفسير كمناهج التفسير والاختلاف فى التفسير والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخا
7-لغته وأساليبه:اللغة والقصص والامثال والاطناب وهو باب واسع
8-أحكامه:ما يتعلق باحكام المصحف ومسه وقراءته واداب قراءته

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
ازدهرت علوم القرءان فى القرن الرابع عشر والخامس عشر وكثرت فيه التأليف خاصة لما صار علم علوم القرءان مقررا مستقلا فى الجامعات ابتداء بجامعة الازهر والجامعات الاخرى المعنية بالدراسات الاسلامية والقرءانية فكثرت المؤلفات جدا


السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أحسن الكتب تحريرا وتوثيقا وترتيبا على ست مقدمات فى حقيقة القرءان ثم مقدمة فى نزوله والنسخ وأحكام القرءان وجمعه والقراءات والتفسير وما يتعلق به وهو كتاب جمع صاحبه بين حسن الترتيب والتحقيق للمسائل التى فيها اشكالات مع حرصه على تخريج الآثار والروايات والاحاديث التى وردت فى علوم القرءان ويحكم على الاثار ولا يكاد يذكر الا الروايات الصحيحة ويعلق عليها وفيه من التحقيقات والتحريرات والنفائس ما لا يوجد فى غيره وهو كتاب للمتوسطين فى طلب العلم

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
وهذا الكتاب قد جمع فى عنوانه بين اشهر كتابين الاتقان والبرهان وامتاز بحسن التحرير ومناقشة الاقوال التى يوردها اهل العلم وتحريرها والرد على ما فيه ضعف وينبه على ما هو جيد ويرد على الاقوال الضعيفة وهو ليس مجرد نقل بل شخصية المؤلف حاضرة فيه ينقد ويرد يحاور ويتساءل ويذكر الكتب التى الفت فى كل نوع ويستعرض المؤلفات مع التعليق عليها ويذكر فى ختام كل موضوع الشبهات التى تعرض والرد عليها كما فعل فى موضوع حقيقة القرءان
وقدم محقق الكتاب له بمقدمة وقال ان كتاب البرهان كان فتحا وجاء الاتقان فتحا بعد فتح ثم جاء الزرقانى لكنه شغل بالجمع ولم يشغل بالتمحيص وزاد ما لم يكن موجودا فكان الامل باقيا لاماطة اللثام عن متطلبات طلبة العلم وما يعرض من الشبهات فجاء مؤلف الكتاب وسمى كتابه بهذا الاسم تجد التحقيق العلمى فما من مسألة او مبحث الا فيه تحقيقا وتمحيصا وعرج على اباطيل الادعياء ورد على الشبهات من الاعداء بلغة علمية حوارية مقنعة الى اخر كلامه



السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
هذا الكتاب مع انه كتابا جامعا الا أنه كتاب غير محرر والتحقيق فيه قليل مؤلفه يجمع بدون تحقيق او تحرير ولذلك ليس هذا الكتاب بذى بال عند المتخصصين من ناحية قيمته العلمية لكنه يعتبر مرجعا واسعا وفيه مادة علمية كثيرة وتبويب جيد
وما يؤخذ عليه انه اعتمد على كتاب السيوطى ونقل انواعا بنصها ولا يضيف شيئا جديدا ويذكر الروايات ولا يحكم عليها يذكر روايات ضعيفة وباطلة ولا يبين رأيه فى أى مسألة سواء خلافية او غير خلافية
-ويذكر فى بعض الانواع المتعلقة بخواص القرءان ذكر اشياء بدعية ولا تجوز نقلها من كتب غلاة الصوفيه نقلها كما هى ولم يعلق عليها بل ذكرها كما هى لذا هذا الكتاب لا ينصح به وما فى الاتقان والبرهان يغنى عنه

2: أسباب النزول للواحدي.
هو من أول ما ألف فى أسباب النزول ويعتبركتاب عمدة فى ذلك الا أنه أورد كثيرا من الأسانيد المنقطعة والضعيفة فى الروايات ولم يمحص كل الروايات


السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي794 وكتاب الإتقان للسيوطي911 مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

كتاب السيوطى يعتبر أجمع كتاب ويمكن ان يكون هو الوسوعة ولم يأت بعده ما يغنى عنه وهو الأصل فى علوم القرءان
رسالة علمية بالجامعة الاسلامية للدكتور حازم سعيد حيدر عنوانها علوم القرءان بين الاتقان والبرهان دراسة وموازنة: ذكر الموضوعات المشتركة بين الكتابين وما انفرد به كل كتاب
فمن الموضوعات المشتركة:-معرفة أسباب النزول ومعرفة المناسبات بين الايات وعلم المتشابه وعلم المبهم وعلم الفواصل ورؤوس الآى وعلم الوجوه والنظائر ووعلم الفضائل وأسرار فواتح السور وخواتمها وضوابطها ومعرفة المكى والمدنى ومعرفة اول ما نزل واخر ما نزل وعرفة بيانه وكيفية جمعه ومن حفظه من الصحابة رضى الله عنهم وعرفة تقسيمه بحسب ترتيبه وترتيب السور والايات وعددها معرفة اسمائه واشتقاقاتها ومعرفة ما وقع فيه من غير لغة الحجاز ولغة العرب وما وقع فيه من غير لغة العرب ومعرفة غريبه والاحكام والاعراب والقراءات والوقف والابتداء وخواصه وفضائله وهل فى القرءان شىء افضل من شىء وحق المصحف وعلم مرسوم الخط واداب تلاوته وكيفيتها ومعرفة الأمثال الكائنة فيه ومعرفة جدله ومعرفة ناسخه ومنسوخه والمحكم والمتشابه وموهم التعارض فيه ومعرفة تواتره ووجوب تواتره ومعرفة تفسيره وبيانه ومعرفة وجوه الخطاب فى بيان حقيقته ومجازه ومعرفة اقسام الكلام ومعرفة اعجازه والكلام عن المفردات ومعانى الادوات ---نحو تسعة وثلاثون نوعا مشتركة
--وأما ما انفرد به الزركشى :
فمعرفة على كم لغة نزل-
معرفة التصريف-
- بلاغة القرءان كمعرفة كون واللفظ والتركيب أحسن وافصح
- معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب اليه كل قارىء
- انه هل يجوز استعمال بعض ايات القرءان فى الخطب والرسائل وهو ما يسمى بالاقتباس
- معرفة احكامه وبيان حكم الايات المتشابهة الواردة فى الصفات
- وبيان معاضد ة السنة للقرءان

ثم تكلم على ما انفرد به السيوطى وهو انواع:
اولا-ما انفرد به السيوطى واصله فى البرهان:
معرفة السفرى والحضرى والليلى والنهارى وما تكرر نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه وما تأخر حكمه عن نزوله وما نزل مفردا وما نزل مشيعا وبيان المفصول لفظا والموصول معنى وفى الامالة والفتح وما بينهما وتخفيف الهمزة وفى كيفية تحمله والمد والقصر ومنطوقه ومفهومه والعام والخاص والمجمل والمبين والمطلق والمقيد والعلوم المستنبطة من القرءان وفى مفردات القرءان وفى أسماء من نزل فيهم القرءان وفى طبقات المفسرين
الثانى:انواع أضافها السيوطى على البرهان مع كونه مسبوقا بها:
-الصيفى والشتائى والنومى والفراشى وما نزل مفرقا وما نزل جمعا ومعرفة العالى والنازل من أسانيده ومعرفة الآحاد والمشهوروالمدرج كالاقلاب والادراج والاخفاء
الثالث:الانواع المبتكرة فى الاتقان
الارضى والسمائى وما نزل من القرءان على بعض الصحابة وما انزل من القرءان على بعض الانبياء وما لم ينزل منه على احد غير النبى صلى الله عليه وسلم
وعليه فجل ما ذكر فى الاتقان ذكر فى البرهان وما عداه قضايا فرعية
والانواع التى ذكرها فى الاتقان يمكن ادماج بعضها فى بعض مثل الادغام والاخفاء وغيره يمكن الاستغناء عنه لانه من علوم التجويد او ان تدمج معا ولا تفرد وحدها


2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
-هذا الكتاب هو من افضل ما ألف فى القرن الرابع عشر والعصر الحديث فقد كتبه بأسلوب شيق ورائق وحرره تحريرا فائقا للمسائل التى اشتمل عليها
-ويعد مرجعا لطلاب العلم يصدرون عنه وينهلون منه
-وقد تميز باقتصارره على الموضوعات الرئيسية لعلوم القرءان ومن ذلك:
*بعد ان كتب مقدمة فى القراءن وعلومه اشتمل على معنى علوم القرءان
ثم تاريخ علوم القرءان
والمبحث الثالث: لنزول القرءان والوحى
والمبحث الرابع: فى اول واخر ما نزل من القرءان
المبحث الخامس: اسباب النزول
المبحث السادس نزول القرءان على سبعة أحرف
السابع فى المكى والمدنى
الثامن فى جمع القرءان وما يتعلق به
التاسع ترتيب القرءان واياته وسوره
العاشر فى كتابة القرءان ورسمه فى المصاحف
الحادى عشر فى القراءات والقراء والشبهات فيها
الجزء الثانى عشر فى التفسير والمفسرين ومناهجهم وما يتعلق بهم وأطال فى هذا المبحث
المبحث الثالث عشر فى ترجمة القرءان وحكمها تفصيلا وهو من أنفس ما كتب فى هذا الموضوع
المبحث الرابع عشر فى النسخ
المبحث الخامس عشر فى محكم القرءان ومتشابهه وهذا المبحث تورط فيه ووقع فى أخطاء منهجية عقدية
المبحث السادس عشر فى اسلوب القرءان الكريم
السابع عشر فى اعجاز القرءان وما يتعلق به
وهذا الكتاب أفضل ما ألف فى القرءان الماضى نفيس محرر ومتقن غير أن فيه شطحات فى بعض المسائل العلمية
قام الدكتور خالد السبت بدراسة هذا الكتاب فى رسالة الماجستير كتاب مناهل العرفان فى علوم القرءان دراسة وتطوير وذكر مزاياه وما فيه من اخطاء وزلات فاذا جمعنا بين الكتابين حصل نفع كبير
وقد ركز فيه كثيرا على الشبهات التى وقعت بتوسع بعد ما ينتهى الموضوع يتناول الشبهات التى أثارها المستشرقون والرد عليها

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 20 صفر 1436هـ/12-12-2014م, 04:45 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إجمالي الدرجات = 100/100

اجابات اسئلة المؤلفات فى علوم القرءان

(24 / 24 ) السؤال الأول : أكمل ما يلي
1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :وهو كل علم له تعلق بالقرءان سواء كان خادما له أو مستنبطا منه فهو من علوم القرءان
المعنى الخاص :ابحاث كلية تتعلق بالقرءان من نواح شتى يصلح كل مبحث منها ان يكون علما مستقلا

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
القسم الاول:كتب مؤلفة فى علوم اخرى تضمنت علوم القرءان مثل
أ: وكتب التفسير واللغة والبلاغة والاساليب وكتب اصول الفقه وكتب العقيدة خاصة كتب الحديث متونا وشروحا
القسم الثانى:
ب:الكتب المؤلفة تأليفا خاصا فى هذا العلم مع جمع موضوعاته وهى الكتب الموسوعية أى ألفت فى علوم القرءان خاصة
القسم الثالث:
ج :الكتب التى افردت نوع واحد من أنواع علوم القرءان مثل كتب الفت فى اسباب النزول وكتب الفت فى الناسخ والمنسوخ وكتب ألفت فى جمع القرءان [يرجى الاهتمام بالهمزات والأخطاء الكتابية] .


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب فنون الأفنان فى عجائب علوم القرءان لـلامام بن الجوزى ت597.
او البرهان فى علوم القرءان للامام بدر الدين الزركشى ت794

4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ فى القرءان لأبى القاسم عبيدة بن سلام
ب:الناسخ والمنسوخ فى كتاب الله للامام أبى جعفر النحاس
ج:كتاب الايضاح للناسخ والمنسوخ لمكى بن ابى طالب
والناسخ فى القرءان لمصطفى زيد واقتصر على ست مواضع فى النسخ فى القرءان
كتاب للامام عبد الله بن الامام الشنقيطى


(24 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
تعرف الطالب على الكتب من مهمات طالب العلم ان يتعرف على الكتب والمامه بها وبانواعها وما تضمنته وهو بحاجة لذلك فى كل علم يريد ان يتقنه ولو معرفة عامة تفيده فى اختيار الامثل منها والأنسب لمستواه وحاجته لان الكتب كثيرة والاعمار قليلة ولا يمكن لطالب العلم ان يقرا كل الكتب فمعرفته بالكتب ولو معرفة عامة تفيده من جهتين:
-من جهة القراءة والتحصيل فهذه التى يختار لها الكتب المناسبة وهى التى يختارها اهل العلم وينصحون بها فاختيار الكتاب الذى يناسب المرحلة التى تناسب مستواه وتفيده فى حاجته وقد يكون فى بعض الكتب من الشبه والانحرافات ما يؤثر على تكوينه العلمى فلابد من اختيارها بعناية تجمع بين المادة العلمية الصحيحة المحررة ومناسبة لمستوى الطالب وان تكون متوفرة ولا يشترط ان تكون كثيرة بل ان تكون اصلا او مرجع رئيس فى العلم الذى يحتاج اليه
-ومن جهة أخرى ما يحتاجه الطالب فى البحث العلمى فهو بحاجة ماسة الى المكتبة العلمية ليعرف أمات المصادر وكتب كثير للتوثيق والاطلاع لان من خصائص الباحث الجاد الا يكتب فى مسألة حتى يتصورها تصورا كاملا ولا يمكن ان يتصورها حتى يلم بكل ما كتب فيها
2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1-حقيقة القرءان ويدخل تحتها التعريف به واسماءه واوصافه وخصائصه وفضائله واعجازه
2-مصدر القرءان:الوحى
3-نزول القرءان:يدخل فيه كيفية انزاله واول ما نزل واخر ما نزل واسباب النزول والمكى والمدنى
4- حفظ القرءان:يتعلق به جمعه وترتيبه وتسويره وقد يدخل بعضهم الايات والسور تحت حقيقته
5-نقله:القراءات والقراء لانه نقل بذلك وما يتعلق بكيف نقل الينا
6-بيانه وتفسيره:التفسير ومصادره وكل المباحث المتعلقة بالتفسير كمناهج التفسير والاختلاف فى التفسير والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخا
7-لغته وأساليبه:اللغة والقصص والامثال والاطناب وهو باب واسع
8-أحكامه:ما يتعلق باحكام المصحف ومسه وقراءته واداب قراءته

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
ازدهرت علوم القرءان فى القرن الرابع عشر والخامس عشر وكثرت فيه التأليف خاصة لما صار علم علوم القرءان مقررا مستقلا فى الجامعات ابتداء بجامعة الازهر والجامعات الاخرى المعنية بالدراسات الاسلامية والقرءانية فكثرت المؤلفات جدا


(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أحسن الكتب تحريرا وتوثيقا وترتيبا على ست مقدمات فى حقيقة القرءان ثم مقدمة فى نزوله والنسخ وأحكام القرءان وجمعه والقراءات والتفسير وما يتعلق به وهو كتاب جمع صاحبه بين حسن الترتيب والتحقيق للمسائل التى فيها اشكالات مع حرصه على تخريج الآثار والروايات والاحاديث التى وردت فى علوم القرءان ويحكم على الاثار ولا يكاد يذكر الا الروايات الصحيحة ويعلق عليها وفيه من التحقيقات والتحريرات والنفائس ما لا يوجد فى غيره وهو كتاب للمتوسطين فى طلب العلم

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
وهذا الكتاب قد جمع فى عنوانه بين اشهر كتابين الاتقان والبرهان وامتاز بحسن التحرير ومناقشة الاقوال التى يوردها اهل العلم وتحريرها والرد على ما فيه ضعف وينبه على ما هو جيد ويرد على الاقوال الضعيفة وهو ليس مجرد نقل بل شخصية المؤلف حاضرة فيه ينقد ويرد يحاور ويتساءل ويذكر الكتب التى الفت فى كل نوع ويستعرض المؤلفات مع التعليق عليها ويذكر فى ختام كل موضوع الشبهات التى تعرض والرد عليها كما فعل فى موضوع حقيقة القرءان
وقدم محقق الكتاب له بمقدمة وقال ان كتاب البرهان كان فتحا وجاء الاتقان فتحا بعد فتح ثم جاء الزرقانى لكنه شغل بالجمع ولم يشغل بالتمحيص وزاد ما لم يكن موجودا فكان الامل باقيا لاماطة اللثام عن متطلبات طلبة العلم وما يعرض من الشبهات فجاء مؤلف الكتاب وسمى كتابه بهذا الاسم تجد التحقيق العلمى فما من مسألة او مبحث الا فيه تحقيقا وتمحيصا وعرج على اباطيل الادعياء ورد على الشبهات من الاعداء بلغة علمية حوارية مقنعة الى اخر كلامه



(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
هذا الكتاب مع انه كتابا جامعا الا أنه كتاب غير محرر والتحقيق فيه قليل مؤلفه يجمع بدون تحقيق او تحرير ولذلك ليس هذا الكتاب بذى بال عند المتخصصين من ناحية قيمته العلمية لكنه يعتبر مرجعا واسعا وفيه مادة علمية كثيرة وتبويب جيد
وما يؤخذ عليه انه اعتمد على كتاب السيوطى ونقل انواعا بنصها ولا يضيف شيئا جديدا ويذكر الروايات ولا يحكم عليها يذكر روايات ضعيفة وباطلة ولا يبين رأيه فى أى مسألة سواء خلافية او غير خلافية
-ويذكر فى بعض الانواع المتعلقة بخواص القرءان ذكر اشياء بدعية ولا تجوز نقلها من كتب غلاة الصوفيه نقلها كما هى ولم يعلق عليها بل ذكرها كما هى لذا هذا الكتاب لا ينصح به وما فى الاتقان والبرهان يغنى عنه

2: أسباب النزول للواحدي.
هو من أول ما ألف فى أسباب النزول ويعتبر كتاب عمدة فى ذلك الا أنه أورد كثيرا من الأسانيد المنقطعة والضعيفة فى الروايات ولم يمحص كل الروايات


( 20 / 20 ) السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي794 وكتاب الإتقان للسيوطي911 مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

كتاب السيوطى يعتبر أجمع كتاب ويمكن ان يكون هو الوسوعة ولم يأت بعده ما يغنى عنه وهو الأصل فى علوم القرءان
رسالة علمية بالجامعة الاسلامية للدكتور حازم سعيد حيدر عنوانها علوم القرءان بين الاتقان والبرهان دراسة وموازنة: ذكر الموضوعات المشتركة بين الكتابين وما انفرد به كل كتاب
فمن الموضوعات المشتركة:-معرفة أسباب النزول ومعرفة المناسبات بين الايات وعلم المتشابه وعلم المبهم وعلم الفواصل ورؤوس الآى وعلم الوجوه والنظائر ووعلم الفضائل وأسرار فواتح السور وخواتمها وضوابطها ومعرفة المكى والمدنى ومعرفة اول ما نزل واخر ما نزل وعرفة بيانه وكيفية جمعه ومن حفظه من الصحابة رضى الله عنهم وعرفة تقسيمه بحسب ترتيبه وترتيب السور والايات وعددها معرفة اسمائه واشتقاقاتها ومعرفة ما وقع فيه من غير لغة الحجاز ولغة العرب وما وقع فيه من غير لغة العرب ومعرفة غريبه والاحكام والاعراب والقراءات والوقف والابتداء وخواصه وفضائله وهل فى القرءان شىء افضل من شىء وحق المصحف وعلم مرسوم الخط واداب تلاوته وكيفيتها ومعرفة الأمثال الكائنة فيه ومعرفة جدله ومعرفة ناسخه ومنسوخه والمحكم والمتشابه وموهم التعارض فيه ومعرفة تواتره ووجوب تواتره ومعرفة تفسيره وبيانه ومعرفة وجوه الخطاب فى بيان حقيقته ومجازه ومعرفة اقسام الكلام ومعرفة اعجازه والكلام عن المفردات ومعانى الادوات ---نحو تسعة وثلاثون نوعا مشتركة
--وأما ما انفرد به الزركشى :
فمعرفة على كم لغة نزل-
معرفة التصريف-
- بلاغة القرءان كمعرفة كون واللفظ والتركيب أحسن وافصح
- معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب اليه كل قارىء
- انه هل يجوز استعمال بعض ايات القرءان فى الخطب والرسائل وهو ما يسمى بالاقتباس
- معرفة احكامه وبيان حكم الايات المتشابهة الواردة فى الصفات
- وبيان معاضد ة السنة للقرءان

ثم تكلم على ما انفرد به السيوطى وهو انواع:
اولا-ما انفرد به السيوطى واصله فى البرهان:
معرفة السفرى والحضرى والليلى والنهارى وما تكرر نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه وما تأخر حكمه عن نزوله وما نزل مفردا وما نزل مشيعا وبيان المفصول لفظا والموصول معنى وفى الامالة والفتح وما بينهما وتخفيف الهمزة وفى كيفية تحمله والمد والقصر ومنطوقه ومفهومه والعام والخاص والمجمل والمبين والمطلق والمقيد والعلوم المستنبطة من القرءان وفى مفردات القرءان وفى أسماء من نزل فيهم القرءان وفى طبقات المفسرين
الثانى:انواع أضافها السيوطى على البرهان مع كونه مسبوقا بها:
-الصيفى والشتائى والنومى والفراشى وما نزل مفرقا وما نزل جمعا ومعرفة العالى والنازل من أسانيده ومعرفة الآحاد والمشهوروالمدرج كالاقلاب والادراج والاخفاء
الثالث:الانواع المبتكرة فى الاتقان
الارضى والسمائى وما نزل من القرءان على بعض الصحابة وما انزل من القرءان على بعض الانبياء وما لم ينزل منه على احد غير النبى صلى الله عليه وسلم
وعليه فجل ما ذكر فى الاتقان ذكر فى البرهان وما عداه قضايا فرعية
والانواع التى ذكرها فى الاتقان يمكن ادماج بعضها فى بعض مثل الادغام والاخفاء وغيره يمكن الاستغناء عنه لانه من علوم التجويد او ان تدمج معا ولا تفرد وحدها


2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
-هذا الكتاب هو من افضل ما ألف فى القرن الرابع عشر والعصر الحديث فقد كتبه بأسلوب شيق ورائق وحرره تحريرا فائقا للمسائل التى اشتمل عليها
-ويعد مرجعا لطلاب العلم يصدرون عنه وينهلون منه
-وقد تميز باقتصارره على الموضوعات الرئيسية لعلوم القرءان ومن ذلك:
*بعد ان كتب مقدمة فى القراءن وعلومه اشتمل على معنى علوم القرءان
ثم تاريخ علوم القرءان
والمبحث الثالث: لنزول القرءان والوحى
والمبحث الرابع: فى اول واخر ما نزل من القرءان
المبحث الخامس: اسباب النزول
المبحث السادس نزول القرءان على سبعة أحرف
السابع فى المكى والمدنى
الثامن فى جمع القرءان وما يتعلق به
التاسع ترتيب القرءان واياته وسوره
العاشر فى كتابة القرءان ورسمه فى المصاحف
الحادى عشر فى القراءات والقراء والشبهات فيها
الجزء الثانى عشر فى التفسير والمفسرين ومناهجهم وما يتعلق بهم وأطال فى هذا المبحث
المبحث الثالث عشر فى ترجمة القرءان وحكمها تفصيلا وهو من أنفس ما كتب فى هذا الموضوع
المبحث الرابع عشر فى النسخ
المبحث الخامس عشر فى محكم القرءان ومتشابهه وهذا المبحث تورط فيه ووقع فى أخطاء منهجية عقدية [كان يجب إبراز هذه النقطة لأنه المطلب الثاني في السؤال] .
المبحث السادس عشر فى اسلوب القرءان الكريم
السابع عشر فى اعجاز القرءان وما يتعلق به
وهذا الكتاب أفضل ما ألف فى القرءان الماضى نفيس محرر ومتقن غير أن فيه شطحات فى بعض المسائل العلمية
قام الدكتور خالد السبت بدراسة هذا الكتاب فى رسالة الماجستير كتاب مناهل العرفان فى علوم القرءان دراسة وتطوير وذكر مزاياه وما فيه من اخطاء وزلات فاذا جمعنا بين الكتابين حصل نفع كبير
وقد ركز فيه كثيرا على الشبهات التى وقعت بتوسع بعد ما ينتهى الموضوع يتناول الشبهات التى أثارها المستشرقون والرد عليها

إجمالي الدرجات = 100/100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .
[رجــــــــــــاء : الاهتمام بالكتابة وتصحيحها ، فالأداء جيد ، لولا التسرع وعدم إعطاء الكتابة حقها]

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م, 06:25 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
اجابة اسئلة اداب التلاو
ة
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ،
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار
عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعجميّ والأعرابيّ، قال: فاستمع، فقال:
«اقرءوا، فكلٌّ حسنٌ، وسيأتي قومٌ يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه».).
عن أبي فراس قال : خطبنا عمر بن الخطاب فقال : "
أيها الناس ؛ إنما كنا نعرفكم إذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، والوحي ينزل عليه ، وإذ ينبئنا الله من أخباركم ، وقد انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانقطع الوحي ، وإنما نعرفكم الآن بما أقول لكم من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا ، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا واجتنبناه عليه ، سرائركم بينكم وبين ربكم ، ألا وإنه إنا على زمان ، وأنا أدري كل من قرأ القرآن إنما يريد الله وما عنده ، وقد خيل إلي بأخرة أن رجالا يريدون به ما عند الناس ، فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم
وهذه الاحاديث فيها التحذير الشديد والنهى عن تلاوة القرءان لغير الله تعالى والدار الاخرة وذم من ابتغى به عرضا او غرضا من الدنيا "
.
يحسن بك التعرض لما قاله الآجري عن الآثار الحسنة للإخلاص على صاحبه في الدنيا، والآثار السيئة على تاركه
10/10

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :اما في النفل ، ولا سيما في صلاة الليل ، فإنه يسن أن يتعوذ عند آية الوعيد ، ويسأل عند آية الرحمة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن ذلك أحضر للقلب ، وأبلغ في التدبر ، وصلاة الليل يسن فيها التطويل ، وكثرة القراءة والركوع والسجود ، وما أشبه ذلك والدليل على هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، يصلي في كل يوم وليلة ثلاث صلوات ، كلها فيها جهر بالقراءة ، ويقرأ آيات فيها وعيد ، وآيات فيها رحمة ، ولم ينقل الصحابة الذين نقلوا صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يفعل ذلك في الفرض ، ولو كان سنة لفعله ، ولو فعله لنقل ؛ فلما لم ينقل علمنا أنه لم يفعله ، ولما لم يفعله علمنا أنه ليس بسنة ، والصحابة رضي الله عنهم حريصون على تتبع حركات النبي صلى الله عليه وسلم ، وسكناته ، حتى إنهم يستدلون على قراءته في السرية باضطراب لحيته ، ولما سكت بين التكبير والقراءة سأله أبو هريرة ماذا يقول ، ولو سكت عند آية الوعيد من أجل أن يتعوذ ، أو آية الرحمة من أجل أن يسأل لنقلوا ذلك بلا شك وترك النبي صلى الله عليه وسلم له لا يدل على تحريمه ، لأنه أعطانا عليه الصلاة والسلام قاعدة : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن .. ) ، والدعاء ليس من كلام الناس ، فلا يبطل الصلاة ، فيكون الأصل فيه الجواز ، لكننا لا نندب الإنسان أن يفعل ذلك في صلاة الفريضة ، لما تقدم تقريره
. ومن الادلة على ذلك/
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ (ت: 1316هـ):
وفي الحديثِ
مَنْ قَرَأَ (وَالتِّينِ) إلى آخِرِهَا فَلْيَقُلْ: بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ)).
أيْ: سَوَاءٌ كَانَ فِي الصَّلاةِ أوْ خَارِجَهَا
عن ابن عباس، أنه قرأ في الصلاة : {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى},فقال: سبحانك وبلى
قال أبو هريرة:من قرأ {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}
فليقل: بلى وإذا قرأ والمرسلات فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها :{فبأي حديث بعده يؤمنون} فليقل: آمنت بالله وما أنزل،ومن قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها : {أليس الله بأحكم الحاكمين}, فليقل: بلى)

لا ينبغي أن ننسخ النصوص نسخا، بل نصنف الأقوال ونرتبها، والكلام عن المسألة يكون كالآتي:
الأدلة الواردة في الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
حكمها خارج الصلاة
حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
* من استحبها في النفل دون الفرض
* من استحبها في الصلاة عموما نفلا كانت أو فرضا

* حكمها للمأموم
- من قال بالمنع
من هنا يتضح لك فوات جزء كبير من الإجابة لأنك اقتصرت على كلام ابن عثيمين فقط، والصحيح أن أجمع كل أقوال أهل العلم في المسألة
7/10
.
س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
إذا كان يقرأ ماشيا فمر على قوم يستحب أن يقطع القراءة ويسلم عليهم ثم يرجع إلى القراءة ولو أعاد التعوذ كان حسنا (لكن ليس له تعلق بالمسألة)
ولو كان يقرأ جالسا فمر عليه غيره فقد قال الإمام أبو الحسن الواحدي الأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قال فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم -قاله النووى
9,5/10
الدرجة: 26,5/30
بارك الله فيك وأحسن إليك

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م, 06:40 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة مسائل الادب مع القرءان

-النصيحة للدين
-عن تميم الدارى ان النبى صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم
-النصيحة لكتاب الله هى الايمان بانه كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شىء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله الخلق باسرهم
ومن النصيحة لكتاب الله تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها واقامة حروفه فى التلاوة
-والذب عن تاويل المحرفين وتعرض الطاغين والتصديق بما فيه والوقوف مع احكامه وتفهم علومه وامثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر فى عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء الىيه
والشاهد في الحديث أن تعظيم القرآن من النصيحة له

-كراهة بعض الاقوال المتعلقة بالقرءان وسوره :
1--من كره ان يقول اذا قرأ القرءان ليس كذا او يقول اخطأت:
-قال عبد الله :ليس الخطأ ان يدخل بعض السورة فى الاخرى ولا ان يختم الاية بحكيم عليم او عليم حكيم او غفور رحيم ولكن الخطأ ان يجعل فيه ما ليس منه او ان يختم اية رحمة باية عذاب او اية عذاب باية رحمة
-وسبب عدم الجواز انه اذا قرأ الحروف من نعت الله فلا يقول اخطأت لانها كلها من نعوت الله ولكن يقول هو كذا وكذا
ولكن اذا ختم اية رحمة باية عذاب او العكس فهناك يجوز ان يقول اخطأت لانه خلاف الحكاية عن الله عزوجل
يجب إيراد الدليل وهو أثر ابن مسعود لأن الكلام يستند إليه
-كان ابو العالية يقرىء الناس القرءان فاذا اراد ان يغير على الرجل لم يقل ليس كذا وكذا ولكنه يقول اقرأ اية كذا
-عن علقمة قال امسكت على عبد الله فى المصحف فقال كيف رايت ؟قلت قرأتها كما هى فى المصحف الا حرف كذا قرأته كذا وكذا
- قال الاعمش كنت اقرا على ابراهيم فاذا مررت بحرف ينكره لم يقل لى ليس كذا وكذا ويقول كان علقمة يقرؤه كذا وكذا

2-كراهة ان يقول قرات سورة كذا حتى ادبرتها
-عن حسان بن عطية، قال: صحب رجل أم الدرداء , فقالت له: "هل تحسن من القرآن شيئا ؟"
قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها
فقالت: "وإن القرآن ليدبر ؟" ، فكفت دابتها، وقالت:"خذ أي طريق شئت
3-كراهية تلاوة الاية عند الشىء يعرض من امر الدنيا
-قال بن شهاب : لا تناظر بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
-قال ابو عبيد : يقول لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل
-قال السخاوى :وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه او يهم بالحاجة فتأتيه من غير طلبه فيقول كالمازح جئت على قدر يا موسى وهذا من الاستخفاف بالقرءان
-عن ابراهيم كانوا يكرهون ان يتلو الاية عند الشىء يعرض من امر الدنيا
-جاء عن هشام بن عروة قال كان ابى اذا راى شيئا من امر الدنيا يعجبه قال لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم -الاية

4- من كره ان يقول قرأت القرءان كله
-عن نافع عن بن عمر انه كان يكره ان يقول قرأت القرءان كله
-قال رجل لحبة بن سلمة وكان من اصحاب عبد الله قرأت القرءان كله قال وما ادركت منه
5-من كره ان يقول المفصل
-كره بن عمر ان يقول المفصل ويقول القرءان كله مفصل ولكن قولوا قصار السور
-عن سالم عن بن عمرقال: (سألني عمر، كم معك من القرآن ؟ قلت: عشر سورٍ، فقال لعبيد الله بن عمر: كم معك من القرآن ؟ قال: سورةٌ، قال عبد الله: فلم ينهنا ولم يأمرنا غير، أنّه قال: فإن كنتم متعلّمين منه بشيءٍ فعليكم بهذا المفصّل فإنّه أحفظ
هناك من استعمل لفظ "المفصل" على قصار السور
6- كراهة قول سورة صغيرة او قصيرة ولكن يسيرة
-عن بن سيرين وابى العالية قالا لا يقال سورة خفيفة فان الله تعالى يقول انا سنلقى عليك قولا ثقيلا -ولكن يقول سورة يسيرة فان الله تعالى يقول ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر
أين الآثار الواردة في: قصيرة، وصغيرة؟
--ما جاء فى الرخصة فى ان يقول سورة قصيرة:
-قال بن ابى مليكة اخبرنى عروة بن الزبير ان مروان اخبره قال قال لى زيد بن ثابت مالك لا تقرأ فى المغرب بقصار المفصل لقد كان رسول الله يقرأ فى المغرب بطولى الطو ليين فقلت لعروة وما طولى الطوليين قال الانعام والاعراف
-عن ابى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقفرأ فى الفجر باول المفصل فقرا ذات يوم بقصار المفصل فقيل له فقال انى سمعت بكاء صبى فاحببت ان افرغ له امه
-عن ابى سعيد قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باقصر سورتين فى المفصل
-وعن الخرشة بن الحر قال كان عمر يغلس بالفجر وينور ويقرا سورة يوسف ويونس ومن قصار المثانى المفصل
-عن الحسن قال كتب عمر الى ابى موسى الاشعرى ان اقرأ فى المغرب بقصار المفصل وفى العشاء بوسط المفصل وفى الفجر بطوال المفصل

7- التادب فى السؤال عن شىء من القرءان:
-ينبغى لمن اراد السؤال عن تقديم اية على اية فى المصحف او مناسبة هذه الاية فى هذا الموضع ان يقول ما الحكمة فى كذا؟ من أورد القول؟

-لا يكتب القرءان الا على شىء طاهر والنهى عن كتابته على الارض ولعن من فعل ذلك:
-حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكتب القرءان على الارض
-مر عمر بن عبد العزيز على رجل قد كتب فى الارض يعنى قرءانا او شيئا من ذكر الله فقال لعن الله من كتبه ضعوا كتاب الله مواضعه
-وقال لا تكتبوا القرءان حيث يوطا
مرسل عمر بن عبد العزيز قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكتبوا القرءان الا فى شىء طاهر
يجب الإشارة إلى راوي الحديث ومن خرجه

-لا يمحى اسم الله تعالى او القرءان من اللوح بالبصاق او الريق او الرجل
-عن خمسة من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مرفوعا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يمحى اسم الله بالبصاق
-عن مكحول عن بن عباس انه راى رجلا يمحو لوحا برجله فنهاه وقال لا تمح القرءان برجلك
-وقال بن مخلد حدثنا عمر قال سمعت بشرا يقول اكره ان يمحو الصبيان الواحهم بارجلهم فى الكتاب وينبغى للمعلم ان يؤدبهم على هذا
-قال ابو عبد الله العكبرى الحنبلى فتفهموا رحمكم الله ما روى عن هؤلاء الائمة العلماء رحمهم الله من اعظام القرءان واجلاله وتنزيهه ولو كان حكاية القرءان لما احتاجوا الى هذا التشديد
-كراهة ان يمحو اللوح بالبزاق ويمحوه بالماء
-عن يحيى بن الصامت قال سألت بن المبارك عن الالواح يكون فيها مكتوب القرءان ايكره للرجل ان يمحوه بالبزاق قال نعم اكرهه ليمسحها بالماء
-وكان بن المبارك يغسل الواحه بالماء ولا يمحوها بريقه

-كراهية اتيان الملوك
-قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له لو أتيته فكلمته فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك
أحسنت شكر الله جهدك وتقبل عملك
استخلاص المسائل أهم مهارات التلخيص، وقد أحسنت فيها، واجتهدت أيضا في شيء مهم جدا بعد استخلاص المسائل، وهو حسن تصنيفها وترتيبها ترتيبا موضوعيا، وكل ه
ذه الخطوات تنصب في إطار تيسير دراسة هذه المسائل وسهولة استيعابها
و يمكننا تصنيف المسائل على ستة عناصر رئيسية، مع إعادة ترتيبها كالآتي:

اقتباس:

1- الأدب مع القرآن من معاني النصيحة له
2- من إكرام القرآن ألا يؤتى به أبواب الملوك
3- من التأدب مع القرآن عدم المناظرة به على شيء من أمور الدنيا
4- أدب السؤال عن شيء في القرآن
5- أدب الحديث عن القرآن وسوره وآياته وتلاوته
كراهة قول: "أخطأت" للقاريء إ
ذا أبدل حرفا مكان حرف في تلاوته.
كراهة أن يقال لمن يعرض القرآن: "ليس كذا"
إذا أبدل حرفا مكان حرف
كراهة نعت السور بالصغيرة أو الكبيرة أو الخفيفة
- من خالف هذا الرأي من السلف
كراهة أن يقال: أدبرت سورة كذا
كراهة قول: "المفصل"
- من خالف هذا الرأي من السلف
كراهة أن يقال: قرأت القرآن كله

6-أدب كتابة القرآن

لا يكتب القرآن إلا في شيء طاهر
النهي عن كتابته على الأرض
عدم محوه من اللوح بالبصاق أو الريق أو الرجل

وتسمية المسائل وتصنيفها أمر اجتهادي يسدد فيه الطالب ويقارب ما استطاع
رابط له صلة:
مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 14 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 19 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 68/70
بارك الله فيك وأحسن إليك


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م, 06:47 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
اجابة اسئلة احكام المصاحف
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
اى الجامع للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن اى جمع بعضه الى بعض
والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى
الرَصِيع: زِرّ عُرْوة الْمُصحف

يفضل الإشارة إلى مصادر الكلام
10/10

2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟
قال أحمد بن عبد الحليم ابن تيميّة الحراني(ت:728هـ
اتفق المسلمون على أن من استخف بالمصحف، مثل أن يلقيه في الحش أو يركضه برجله، إهانة له، أنه كافر مباح الدم
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ
أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه قال أصحابنا وغيرهم ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا

10/10

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
أثر إبراهيم النخعي رحمه الله : {وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن
كلام الزركشى وإذا احتيج لتعطيل بعض أوراق المصحف لبلاء ونحوه فلا يجوز وضعه في شق أو غيره ليحفظ لأنه قد يسقط ويوطأ ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقه الكلم وفي ذلك إزراء بالمكتوب
وله غسلها بالماء وإن أحرقها بالنار فلا بأس أحرق عثمان مصاحف فيها آيات وقراءات منسوخة ولم ينكر عليه.
وذكر غيره أن الإحراق أولى من الغسل لأن الغسالة قد تقع على الأرض وجزم القاضي الحسين في تعليقه بامتناع الإحراق وأنه خلاف الاحترام والنووي بالكراهة فحصل ثلاثة أوجه.
وفي الواقعات من كتب الحنفية أن المصحف إذا بلى لا يحرق بل تحفر له في الأرض ويدفن.
نقل عن الإمام أحمد أيضا وقد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام
يجب أن تنظم الأقوال وترتب وتصنف، فلا ننسخ النص نسخا، وعند الكلام عن المسألة يمكننا عرضها كالتالي:

فيه ثلاثة أقوال:
1- أنها تدفن
نقله الهروي في فضائل القرآن عن إبراهيم النخعي،
أنه قال: "وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن".
ونقله الزركشي في البرهان
والسيوطي في الإتقان عن بعض الأحناف.
من ضعف هذا القول:
نقل الزركشي عن الإمام أحمد أنه قال: وقد يتوقف فيه لأنها قد توطأ بالأقدام.

2- أنها تغسل
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي
من ضعف هذا القول: قال الزركشي والسيوطي: ذكر غيره أن الإحراق أولى لأن الغسالة قد تقع على الأرض وتوطأ

3- أنها تحرق

أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي، قياسا على فعل عثمان رضي الله عنه في حرق المصاحف ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.
من ضعف
هذا القول: قال الزركشي والسيوطي: وقد كرهه النووي وجزم القاضي حسين في تعليقه بالمنع لأنه خلاف الاحترام، وكذا في الواقعات من كتب الحنفية أنها تدفن ولا تحرق.

ويمنع:
1- تقطيعها وتمزيقها، لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب.
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي

2- وضعها في شق أو غيره، لأنه قد يسقط ويوطأ
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي .

7/10
الدرجة: 27/30
بارك الله فيك وأحسن إليك


رد مع اقتباس
  #34  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 11:48 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات اسئلة تاريخ التفسير
إجمالي الدرجات = 92 / 100


(15 / 16) يرجى الانتباه للهمزات والأخطاء الكتابية
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرءان بالقرءان وله انواع كثيرة يصعب حصرها فمنها ما هو صريحلاالدلالة على معنى الاية ومنه ما هو محل اجتهاد وهذا قد يصيب فيه المفسر وقد يخطىء وقد يصيب جزءا من المعنى ويغفل عن البعض [والذي يعدّ من التفسير الإلهي هو الصريح]
النوع الثاني: تفسير القرءان بالحديث القدسى كما فى حديث انس رضى الله عنه فى قول الله تعالى هو اهل التقوى واهل المغفرة قال الله انا اهل التقوى واهل المغفرة فمن اتقانى فانا اهل ان اغفر له
النوع الثالث: وهو تفسير القرءان بالوحى ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر نبيه بما لا يعلمه ويبين له من طريق الوحى

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:الاحاديث التفسيرية التى فيها النص على معنى الاية . ومثاله تفسير قول الله تعالى يوم يكشف عن ساق -فالاية فيها قولان لكن صح تفسير النبى للمراد من كشف الساق من حديث ابى هريرة رواه الدارمى فى سننه يقول اذا جمع الله العباد فى صعيد واحد نادى ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى قوم يقولون ننتظر الهنا فيكشف لهم عن ساقه فيقعوا له سجودا ويبقى كل منافق لا يستطيع ان يسجد ---وهذا هو محل الشاهد من الحديث
وهذا الحديث ايضا صح من حديث ابى موسى رضى الله عنه:
النوع الثاني: .الاحاديث التى يؤخذ منها معنى التفسير بنوع الاجتهاد بمعنى لا يكون الحديث نصا فى معنى الاية وانما يستدل به المفسر على المعنى المراد بيانه ومثاله حديث بن عباس رضى الله عنهما فى تفسير اللمم فسره بحديث ابى هريرة رضى الله عنه العين تزنى وزناها النظر واليد تزنى وزناها اللمس والاذن تزنى وزناها السمع والرجل تزنى وزناها المشى --وهذا الحديث ليس فيه ذكر للمم ولكن فسره به لانه اقرب شىء لمعنى اللمم عند بن عباس وهو بيان لبعض اللمم:
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - -يقول عرضت القرءان على بن عباس ثلاث مرات اوقفه عند كل اية مجاهد بن جبر
2- سعيد بن جبير كان يكتب عنه وربما ملأ الصحيفة فيكتب فى نعله
3- أربدة التميمى ويقال له أربد وكان يجالس بن عباس ويكتب عنه وله صحيفة رواها بن جرير وبن ابى حاتم مفرقة
وهو الذى قال عن نفسه ما سمعت بأرض فيها علم الا أتيتها

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب بن ماتع الحميرى المعروف بكعب الاحبار كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبى واتى المدينة زمان عمر رضى الله عنه وممن روى عنهالاسرائيليات :اسلم مولى عمر وجبير الحميرى وعطاء بن يسار وابو سلام الاسود وعبيد الله بن عدى بن الخيار
2-قتادة بن دعامة السدوسى وقد اخذ قتادة عن نوف البكالى بن امرأة كعب الاحبار ونوف ممن عرف برواية الاسرائيليات لمكانه من كعب الاحبار
3-ومنهم سعيد بن جبير يروى عن نوف وهو معدود فى شيوخه ومنهم محمد بن اسحق معروف برواية الاسرائيليات بلا تمييز
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (ت: 774هـ)، تحقيق: سامي بن محمد سلامة،
2: تفسير آيات أشكلت، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ)، تحقيق: عبد العزيز الخليفة،
3: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري (ت: 728هـ)، تحقيق: إبراهيم عطوة، مصطفى البابى الحلبى
4-البحر المحيط في التفسير، أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت: 745هـ)، تحقيق: د. عبد الرزاق المهدي
.
(12 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
-كل ما يتضمن معنى باطل فى نفسه فهو تفسير باطل وان ادعى صاحبه انه يفسر القرءان بالقرءان
كأن يخالف الاصل الصحيح من القرءان والسنة او يخالف اجماع العلماء فيما سبيله الاجتهاد

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1- منه ما بيانه تلاوته لأنه يتلوه على قوم عرفوا بالفصاحة ويعرفون معانى المفردات والاساليبودلائل الخطاب فكان النبى صلى الله عليه وسلم يخاطبهم بما يعرفون
2- بيانه بسيرته ودعوته ومحاجته لقومه كله يصدق بعضه بعضا - يعلم بيانه ولهذا كان الصحابة رضى الله عنهم اعلم الناس بمعناه لانهم عايشوا النبى كيف كان يدعو به ويعمل به
3- ومنه بيانه بفعله صلى الله عليه وسلم وتفاصيل ذلك فى السنة النبوية ومن ذلك اقامة الصلاة وايتاء الزكاة فقد قال النبى صلوا كما رأيتمونى اصلى وكذلك ايتاء الزكاة ومقاديرها فصله النبى فالسنة وحى من الله لكنه لا يتلى كما يتلى القرءان
4- ومنه ما يكون بيانه وحى كالاخبار التى لا تدرك بدلالة اللغة مثل الاخبار عن المغيبات وتفاصيل ما يكون فى القبر وبدء الخلق ويوم القيامة وغير ذلك مما لا يعلم الا من طريق الوحى ومما يختص به التفسير النبوى انه قد يقع فى بيان النبى زيادة معنى لا يملك غيره من المفسرين ان يذكره لانه لا يكون الا بالوحى
5-ومنه ما ينشأ عن التبليغ وتلاوة القرءان فيسأل عن امور فيجيب وقد كان يسأل من المؤمنين والمشركين والمنافقين واهل الكتاب والعالم والجاهل والصغير والكبير وكان يجيب كل سائل
6-وقد يبتدىء النبى فيبين بعض مراد الله تعالى
7-وهناك نوع من التفسير النبوى بالتنبيه على العلة وتعميم المراد
مثل تفسيره لقوله تعالى لما سئل اى مسجد هو المعنى بقوله تعالى لمسجد أسس على التقوى-فقال مسجدى هذا مع ان الايات نزلت فى مسجد قباء لكن لما نبه النبى صلى الله عليه وسلم على العلة وهى قوله تعالى اسس على التقوى علم ان المسجد النبوى اولى بهذا الفضل مع ان مسجد قباء داخل فيه قطعا

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
سبب هذه المقولة من الامام احمد :انه قد شاع فى عصره كتب فى التفاسير والملاحم والمغازى كتبها الضعفاء والكذابين ومن ليس لهم تمييز للحديث الصحيح من الضعيف مثل مقاتل بن سليمان والكلبى والضحاك فى بعض ما يرويه باسانيد منقطعة فهذه الكتب وغيرها من كتب الضعفاء شاعت فى عصر الامام احمد وقال بن حجر ينبغى ان يضاف اليها الفضائل لان المروى فى الفضائل لا يحصى فيه عدد الموضوعات
وقد حمل الخطيب البغدادى كلام الامام على ان المراد بهذا الكلام كتب مخصوصة مما كتب فى هذه المعانى الثلاثة فهى غير معتمد عليها لسوء احوال مصنفيها وعدم عدالة ناقليها ولزيادة القصاص فيها وقد روى الخطيب باسناده ان الامام احمد سئل عن تفسير الكلبى فقال من اوله الى اخره كذب فكلام اامام محمول على اتهام الكذابين وغير الثقات وليس مراده ان هذه الامور الثلاث لم يصح فيها شىء بل قد فيها شىء كثير لكنه متفرق فى مصنفات عدة وقد روى هو فى مسندهىى اثار صحيحة من ذلك ومسندة فى هذه العلوم الثلاثة
-فلا ينصرف الذهن ان الامام احمد اراد بن جرير والكتب الستة فان الامام توفى 241 قبل ظهور هذه الكتب عدا صحيح البخارى فقد عرضه على الامام احمد فى اخر حياته

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
كان مر رضى الله عنه يمنع ان يتكلم من لا علم له فى التفسير فيه ويشدد على ذلك حماية لحمى القرءان وان لا يتقحم تفسيره من لا يحسنه
لم ظهر بعد عمر فى العصور المتأخرة الكلام فى التفسير والروايات الباطلة والاقوال الخاطئة التى نشأت من تصدى غير اهل العلم بالتفسير والفهم والتمييز للصحيح من الضعيف من الروايات فكتب الوعاظ فى تفسير القرءان وكتب القصاص وكتب بعض اهل البدع فظهرت هذه الأخطاء وشاعت فى كتب التفسير فكان على اهل العلم ان يبحثوا فى المرويات ويردوا الضعيف
وقد قال على بن ابى طالب رضى الله عنه لو سكت الجاهلون لقل الخلاف
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.

(9 / 9)السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

-الصحابة اعلم الناس بالقرءان فقد عاصروا التنزيل وعايشوا النبى وتنوعت معارفهم فى احوال النبى حتى شملت شئونه العامة والخاصة فمن اصحابه من لازمه سنينا كابى بكر وعمر وعلى وصحبوه فى مكة والمدينة وفى زواته وجهاده وهذه المعرفة الحاضرة لا تقاس ابدا بما نتعلمه من معانيه فان الخبر ليس كالمعاينة
-وممن نقل عنه ايضا ازواجه نقلن امورا لم يبلغها علم غيرهم وما نزل فى حجره من الوحى من الايات والحكمة
-وكذلك من خدم النبى كأنس وبلال وسفينة أبى ريحانة وكلهم اطلعوا على امور ونقلوها من هديه وشئونه ما لا يدركه غيرهم
-وما كان يعرض للصحابة من امور فيسألون ويجيب النبى صلى الله عليه وسلم على ما اشكل عليهم فى تفسير القرءان وبيان معانيه
-ومما جعل لهم الفضل فى التفسير والسبق على غيرهم صحة لسانهم العربى من اللحن والعجمة وفصاحتهم وهذا أمر مهم فى معرفة معانى الفاظ القرءان ومعانى اساليبه فان القرءان نزل بلسانهم
-ولما لهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح فانهم اهل استجابة لدعوة الله ونبيه وكانوا اهل خشية وانابة وقد وعد الله اهل الخشية والانابة ان يتذكروا وينتفعوا بالذكرى وان يفهمهم من القرءان ما لا يفهمه غيرهم وقد جعل الله لهم فى القرءان خطابا خاصا لا يفهمه غيرهم فيفهمون من الاية ما لا يفهمه غير صاحب الخشية والانابة والمقصود ان خشيتهم وانابتهم وعملهم احسن من غيرهم ففهمهم للقرءان احسن من فهم غيرهم
-ومن اوجه تفضيلهم ان النبى صلى الله عليه وسلم هو الذى علمهم وادبهم وزكاهم وكان لهذه التزكية اثرا اذ قال الله تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفى ضلال مبين
فقد علمهم النبى وادبهم ورباهم ففهموا من العلم شيئا كثيرا حتى اكملوا المسيرة بعده وفتحوا البلدان
-وكان لقراء الصحابة منهم مزيد فضل وعناية يتعلمون من النبى الوقوف وعدد الآى ويتعلمون منه التفسير فكان لهم عناية وتيقظ بمعرفة التفسير والخطاب حتى مما يخفى على كثير ممن يسمع القرءان مما لا يدل عليه اللفظ دلالة مباشرة انما بالايماء
-علم الصحابة بالقراءات والاحرف السبعة وما نسخت تلاوته وقد حوى ذلك علما كثيرا غزيرا لم يبلغنا الا ما صح سنده ومن ذلك القرءان الذى نسخت تلاوته وكان فى بعضه تفسيرا بالقرءان لم يبلغنا منه الا شيئا يسيرا وكذلك الاحرف السبع ان تقرأ الكلمة على اكثر من وجه ولم ينقل لنا الا ما اجتمع عليه الصحابة واما ما قبل ذلك وما كان بعده وما فى مصاحف الصحابة فيه امور لم تبلغنا وما بلغنا شىء يسير لما لم يبلغنا
-ثم ان لكبراء الصحابة فضلا وتميزا عن غيرهم فقد قال مسروق بن الاجدع وجدت اصحاب النبى كالاخاد اخاد يروى الرجل والرجلين واخاد يروى جماعة واخاد يصدر قد يصدر الناس جميعا والمقصود ان علم الصحابة متفاوت كالبحر كثير الماء والبركة كابن مسعود وبن عباس


2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
لم يكن للصحابة كتبا للتفسير يتدارسون منها وانما كانت لهم طرق فى المدارسة:
1- طريقة السؤال والجواب
ان يطرح العالم سؤالا على جلسائه فيسمع جوابا ويصوب لمن اخطأ وهذه طريقة حسنة فى التعليم ومن ذلك ما رواه بن جرير باسناده عن المحاربى قال ابو بكر ما تقولون فى هذه الاية ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا -قالو :قالوا ربنا الله ثم استقاموا من ذنب فقال لهم لقد حملتم على غير محمل قالوا :قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا الى اله غيره
2-ومن طرق مدارستهم للتفسير ان يسأل الصحابة من هو عالم بالتفسير امثال الخلفاء الاربعة فيجيبهم
3-او ان يقرأ العالم الاية ثم يفسر معناها وما تدل عليه مباشرة كما فعل بن عباس فى الحج خطبهم فقرأ عليهم البقرة وفسرها احسن ما يكون وقيل سورة النور فى مرة اخرى ايضا قراها وفسرها فى خطبته
وقد روى عن ابى مدينة الدارمى ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا اذا اجتمعوا يقرا بعضهم على بعض سورة العصر يتذكرون بها وهذا من اوجه مدارستهم للقرءان
4-ومن طرق المدارسة تصحيح خطأ شائع فى التفسي فيصوبه العالم مثلما فعل ابو بكر رضى الله عنه على المنبر فقال ايها الناس انكم تقرءون هذه الاية وتضعونها فى غير ما وضعها الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس اذا راوا المنكر بينهم فلم يبينوه يوشك ان يعمهم الله بعقابه
5-ومن ذلك ان بعض الصحابة قد يجتهد فى التفسير فيخطىء فاذا عرف ذلك بعض الصحابة صوبوا له الخطأ ومن ذلك ان قدامة بن مظعون شرب الخمر بالبحرين وكان واليا عليها وكان من المهاجرين الاوائل فشهد عليه ثم سئل فأقر فقال له عمر ما حملك على هذا قال لان الله يقول ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات -- فقال عمر للقوم اجيبوه فسكت القوم فقال لابن عباس اجبه فقال انما انزلها الله فى من شربها ثم مات قبل ان تحرم
3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
1- قتادة بن دعامة السدوسى
2-وعلقمة والاسود
3- الشعبى
4-ابى دهم السمانى ومسروق والحافظ بن قيس وعمرو بن شرحبيل

(7 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري. [هذا سرد مختصر لأسماء ما صنف في التفاسير بلا بيان لكونها تفاسير كاملة أم مجرد مرويات أم من عمل القصاص أم آيات للأحكام]
-ليس لأحد من مفسّري القرن الأول من الصحابة والتابعين كتاب في التفسير يُروى عنه إلا ما ذكر من مسائل نافع بن الأزرق، وقد رويت مسائله متفرّقة في بعض كتب السنة على خلاف في صحّتها لكن
-كتب تلاميذ عبد الله بن عباس التفسير عنه منهم مجاهد وسعيد بن جبير وأربد التميمى وكانت عبارة عن صحف قليلة وليس مجلدات لان كثيرا من مسائل التفسير لم يكن يشكل عليهم
-اتى بعده الضحاك بن مزاحم وهو معاصر لمجاهد وليس بالمجود لكنه صدوق فى نفسه وقد كتب تفسيرا فى وقت لم تكن فيه تفاسير مدونة ولعل هذا سبب شهرته
- تفسير عطاء الخراساني، أبو عثمان عطاء بن أبي مسلم الخراساني(ت:135هـ
- تفسير مقاتل بن سليمان، مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ)
-: تفسير الثوري، سفيان بن سعيد الثوري (ت: 161ه
- تفسير نافع بن أبي نعيم
مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179هـ)
-- تفسير يحيى بن اليمان
-الجامع في تفسير القرآن، عبد الله بن وهب المصري (ت: 197هـ
-1: تفسير الضحاك بن مزاحم البلخي (ت: 105هـ)
- تفسير الحسن بن أبي الحسن البصري (ت: 110هـ)
-صحيفة علي بن أبي طلحة (ت: 143هـ)
- تفسير عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت: 151هـ)
- تفسير محمد بن إسحاق بن يسار (ت: 151هـ
-مرويات الإمام مالك في التفسير
-معاني القرآن لعلي بن حمزة الكسائي (ت: 189هـ)
-تفسير سفيان بن عيينة المكي (ت: 198هـ
-أحكام القرآن،محمد بن إدريس الشافعي (ت: 204هـ)
-معاني القرآن، يحيى بن زياد الفراء (ت: 207هـ)
-مجاز القرآن، أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي (ت: 210هـ)
-: تفسير القرآن العزيز، عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211هـ)
- معاني القرآن، سعيد بن مسعدة البلخي (الأخفش الأوسط) (ت: 215هـ)
- أحكام القرآن، إسماعيل بن إسحاق المالكي (ت:282هـ)
-تفسير القرآن العظيم، سهل بن عبد الله التستري (ت: 283ه
-تفسير الكتاب العزيز، هود بن محكم الهواري (ت: 299هـ)
-تفسير النسائي، أحمد بن شعيب النسائي (ت: 303ه
- الواضح في تفسير القرآن الكريم، عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري (ت: 308ه
-جامع البيان عن تأويل آي القرآن، محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ)

(25 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
- كانت التفاسير قبل بن جرير كثيرة ومتفرقة منها صحائف المحدثين وتفاسير القصاص والضعفاء امثال السدى الصغير ومقاتل والكلبى وغيرهم وكتب اخرى لاندرى هل اطلع عليها بن جرير ام لا مثل تفسير بقى بن مخلد المفقود وحسين بن الفضل البجلى
-فجاء بن جرير وجمع طلابه ورأى الحاجة لتأليف كتاب جامع وهذه الصحف المتفرقة والمدارس المختلفة والمحدثون لهم اجزاء كثيرة متفرقة واللغويون كذلك لهم كتب والقصاص وقد كان يشيع من ذلك شىء كثير لا يصح فاتى بن جرير فجمعها وقسمها على السور والايات وحررها وناقش الاقوال ووازن بينها
فكان منهجه فى كتابه:
-يأخذ الايات ثم ذكر المسائل واقوال اهل العلم فيها
-ولوذكر خلافا يذكر الاقوال والادلة المتعلقة بكل قول
-ثم يفسر الاية بخلاصة ما ذكره من الاقوال
-وقد كانت له موازنة حسنة فى الترجيح بين الاقوال
-وقد كان عالما باصول التفسير واللغةوالحديث والفقه والعربية
-وكتابه فى التفسير فى مقدمة التفاسير التى تروى بالمأثور فقد كان يروى من صحف متفرقة بل يلقب بشيخ المفسرين

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي
وكان ابوه صاحب فكرة تأليف التفسير وقد اعان ابنه على ذلك
وقد تميز تفسيره فى باب اصول التفسير وفى نقد الاقوال والترجيح بينها له براعة فى ذلك رغم ان فيه اشعرية لكنه ليس بتأثر بعض الاشاعرة الذين يظهر منهم سلاطة لسان على اهل السنة.
(3) معاني القرآن للزجاج.
وهو اوسع من كتب من علماء اللغة فى القرن الرابع الهجرى وهو تلميذ المبرد وهو من كبار اللغويين وانتفع به الزجاج والف كتابه فى خمس مجلدات
وقد توسع فيه كثيرا حيث ان كتابه جامع لكثير من تفاسير اللغويين
(4) تفسير الثعلبي.
كتاب جليل وقيمته ليست فى تحريره العلمى بل هو منتقد فى تحريره العلمى للمسائل ولكن قيمته فى كثرة مصادره
وقد بنى الثعلبى تفسيره على كتب كثيرة ومنها موجود وكثير منها مفقود
ولديه تلخيص حسن
ومما يدل على اهمية تفسير الثعلبى ان كثير من تفسيره والنقل عنه وهو من الرمراجع المهمة فى التفسير لكثرة مراجعه التى رجع اليها
(5) أضواء البيان للشنقيطي
وهو من المتأخرين لكن كتابه من اجل الكتب التى الفت فى التفسير بالمأثور حيث اعتمد كتابه على تفسير القرءان بالقرءان ولذا لم يفسر القرءان كاملا بكل اياته ووصل فى تفسيره الى سورة المجادلة
وله مقدمة نافعة تكلم فيها عن تفسير القرءان بالقرءان وانواعه المختلفة وهو منهج الكتاب
وقد ذكر فى كتابه مسائل مفيدة جدا فى التفسير
(24 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
-مؤلفه معتزلى جلد معلن باعتزاله مفتخر به وفى تفسيره اعتزاليات ظاهرة وخفيه
-وهو سليط اللسان على اهل السنة وله أبيات فى ذمهم وله اعتزاليات خفية حتى قيل فيه انها تستخرج بالمناقيش من دقتها وغموضها حتى انها خفيت على بعض اهل السنة ومن ذلك نفيه لاستواء الله عزوجل على العرش ونفى صفة العلو لله تعالى
-ومن تتبع الاقوال الخاطئة فى التفسير يتبن ان منشؤها من تفسير الكشاف
-له عناية جيدة بالفوائد البلاغية واللغوية العجيبة وان كان فى بعضها اخطاء [هل هذه مؤاخذات؟]
(2) التفسير الكبير للرازي.
-مؤلفه من نظار الاشاعرة وكبار المتكلمين وندم على ذلك اخر حياته
-اعتمد فى تفسيره على عدد من كتب المعتزلة اشهرها الزمخشرى وبن حاتم الأصم
-وافق المعتزلة فى بعض اقوالهم ورد بعضها ونقد بعض اقوال السلف
-اعتمد طريقة فى تفسيره تتلخص فى انه يقسم الكلام فى الاية الى مسائل وتفريعات كثيرة ويكثر من ايراد الشبه و الاعتراضات ويجيب عليها ويكثر من الاستطرادات جدا وتوسع وتكلف فى ذلك ودخل كلامه كثير من الغلط
-ومما ينتقد عليه :-انتهاجه طريقة المتكلمين
-ضعف معرفته بالحديث
-وضعف معرفته بالقراءات
ثم ان مؤلفه لم يتمه فليس كله من تأليف الرازى فبعضه منه وبعضه من اكمال تلميذه احمد بن خليل الخوبى
(3) النكت والعيون للماوردي.
-هذا التفسير اراد مؤلفه لما كثرت التفاسير والاقوال فيهاان يكتب مختصرا ملخصا فى التفسير فيأتى بالاية ثم يذكر المسألة ويذكر الاقوال وينسب كل قول لفلان لكنه اخطأ من وجهين:
-الاول انه يذكر الاقوال مجردة من اسانيدها وينسبها الى من رويت عنه بصيغة الجزم فمثلا يروى بن جرير باسناد ضعيف عن بن عباس فيذكر القول بدون اسناد ويقول قال بن عباس بصيغة الجزم فيأتى من بعده من المفسرين كابن عطية وغيره ينقلون عنه وينسبون الاقوال كما فى الماوردى
-الثانى :انه يزي فى التفسير أوجها من عنده من باب الاحتمال يكون فيها شيئا من التكلف ومن الأوجه ما هو بعيد والاولى الا يذكر
-ويؤخذ عليه تأثره بالمعتزلة ولديه بعض الاصول التى توافق المعتزلة وليس معتزليا صرفا
(4) تفسير الثعلبي.
-منتقد فى تحريره العلمى للمسائل
-يروى الاحاديث باسناده وليس هو بالمتين فى الرواية وان كان موثقا فى نفسه
-ينتقد عليه الاكثار من الاسرائيليات احيانا وربما يجمع بين حديث صحيح وحديث ضعيف ويسوقها مساق واحد بلفظ واحد يجمع بينها بالفاظ الحديث الصحيح والحديث الضعيف كما فعل فى قصة سحر النبى فقد جمع حديث عائشة وبن عباس بلفظ واحد وساقهما مساق واحد وتناقله كثير من المفسرين ومنشأالخطأمن الثعلبى
-ذكر الاسرائيليات بلا تمييز ولا تنبيه
-ايضا عدم توقيه رواية بعض الموضوعات بلا تمييز
-اورد كتبا اخرى غير التفسير مثل قصص الانبياء وقيل عنه حقه ان يحرق
(5) تنوير المقباس.
-بنى الفيروز ابادى تفسيره على روايات السدى الصغير عن بن عباس
والسدى الصغير هو محمد بن مروان غير ثقة فى نفسه وقال عنه يحيى بن معين هو ضعيف يروى باسناد واهى وضعيف عن الكلبى عن ابى صالح عن بن عباس
وكل ما يرويه الكلبى عن ابى صالح عن بن عباس كذب لان الكلبى أقر فى اخر حياته قال كل ما حدثتكم به عن ابى صالح فهو كذب
والكلبى متهم بالكذب وكان ربما ظهر له وجه فى التفسير فينسبه لابن عباس والسدى الصغير يروى عنه وهو متهم بالكذب ايضا وقد جمع الفيروزابادى فى كتابه تنوير المقباس هذه الطريق الواهية فليحذر منها
إجمالي الدرجات = 96 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بك .

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 7 ربيع الأول 1436هـ/28-12-2014م, 10:54 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل احكام المصاحف
ترتيب المصحف
1- ترتيب اﻻيات:
-اﻻجماع والنصوص المترادفة على ان ترتيب اﻻيات توقيفى ﻻ شبه فى ذلك
-نقل اﻻجماع الزركشى فى البرهان وبن الزبير فى منا سباته
معنى توقيفى اى من النبى صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى وانه ﻻ مجال للراى واﻻجتهاد فيه
-كان جبريل ينزل باﻻيات على رسول الله ويرشده الى موضع كل اية من سورتها ثم يقرؤها النبى على اصحابه
-يامر النبى كتاب الوحى بكتابتها معينا لهم السورة التى تكون فيها اﻻية وموضع اﻻية من السورة
-كان يتلوه عليهم مرارا وتكرارا فى صﻼته وعظاته وحكمه واحكامه
-كان يعارض به جبريل كل عام مرة وفى العام اﻻخير مرتين كل ذلك على الترتيب المعروف لنا فى المصاحف
-وكذلك من حفظ من الصحابة من القرءان شيئا حفظه على هذا النمط يتدارسونه فيما بينهم ويقرؤونه فى صﻼتهم وياخذه بعضهم عن
بعض بالترتيب القائم اﻻن
- ليس لواحد من الصحابة وﻻ الخلفاء يد وﻻ تصرف فى ترتيب شىء من ايات القرءان
-كتابة اﻻيات فى المصاحف على هذا الترتيب امر متعين ﻻ تحل مخالفته وﻻ يجوز العدول عنه ﻻن فى ذلك افسادا لنظم القرءان
-قال اﻻنبارى ومن افسد نظم القرءان فقد كفر بما انزل على محمد ما حكاه عن ربه عزوجل
-الجمع الذى كان على عهد ابى بكر لم يتجاوز نقل القرءان من العسب واللخاف وغيرها فى صحف
-الجمع فى عهد عثمان لم يتجاوز نقله من الصحف فى مصاحف وكﻼهما وفق الترتيب المحفوظ عن النبى عن الله تعالى
-مستند اﻻجماع على كون ترتيب اﻻيات توقيفيا طائفة من اﻻحاديث القولية والفعلية
اوﻻ :اﻻحاديث القولية
-حديث عمر وسؤاله النبى صلى الله عليه وسلم عن الكﻼلة وفيه :تكفيك اية الصيف التى فى اخر سورة النساء
-عن بن عباس قال اخر ما نزل من القرءان واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم ﻻ يظلمون اﻻية فقال
جبريل يا محمد ضعها فى راس ثمانين ومائتين من البقرة
-حديث بن مسعود عن النبى قال من قرا اﻻيتين من اخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه
ثانيا:اﻻحاديث الفعلية
-ما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم وقراءته لسور عديدة كسورة البقرة وال عمران والنساء فى حديث حذيفة واﻻعراف فى البخارى
انه قراها فى المغرب وروى النسائى انه قراها فى الصبح
-والم تنزيل السجدة وهل اتى على اﻻنسان روى الشيخان انه كان يقرؤهما فى صبح الجمعة-ق فى الخطبة والرحمن قراها على الجن والنجم قراها بمكة على الكفار وسجد فى اخرها
ثالثا:ما اثر عن الصحابة ان ترتيب اﻻيات توقيفى:
-عن زيد بن ثابت فى قصة جمع القرءان قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرءان من الرقاع
-اخرج البخارى عن بن الزبير قال قلت لعثمان والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا اﻻية قد نسختها اﻻية اﻻخرى فلم تكتبها او
تدعها؟قال يا بن اخى ﻻ اغير شيئا من مكانه
وجواب عثمان رضى الله عنه دليل ان ترتيب اﻻى توقيفى
شبهة وتفنيدها:
-قال السيوطى فى اﻻتقان يشكل ذلك ما اخرجه بن ابى داود فى المصاحف عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال اتى
الحارث بن خزيمة بهاتين اﻻيتين من اخر سورة براءة فقال اشهد انى سمعتها من رسول الله ووعيتهما فقال عمر وانا اشهد لقد
سمعتها ثم قال لو كانت ثﻼث ايات لجعلتها سورة على حدة فانظروا اخر سورة فى القرءان فالحقوها بها
-قال بن حجر ظاهر هذا انهم كانوا يؤلفون ايات السور باجتهادهم
الرد على الشبهة
-يعارض هذا الحد يث ما اخرجه بن ابى داود عن ابى بن كعب انهم جمعوا القرءان فلما انتهوا الى اﻻية التى فى سورة براءة قوله تعالى

(ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بانهم قوم ﻻ يفقهون) --ظنوا ان هذا اخر ما نزل فقال ابى ان رسول الله اقرانى بعد هذا ايتين --وهذا
اﻻثر نص على كون اﻻيتين المذكورتين وضعتا مكانهما من سورة براءة وان هذا الوضع توقيفا ﻻ اجتهادا
وان ما عارض اﻻجماع معارض للقاطع وما عارض القاطع فهو ساقط
تنبيه
-بث المستشرقون دعوة الى اعادة ترتيب القرءان حسب نزول اﻻيات كخطوة منهم فى سبيل افساد النظم القرءانى ورغبة منهم فى طمس
معالم اعجازه
2- ترتيب السور
-ﻻهل العلم فى ترتيب السور على ما هى عليه اليوم فى المصاحف ثﻼثة اقوال فى الجملة
القول اﻻول:ترتيب السور لم يكن بتوقيف من النبى انما كان باجتهاد الصحابة وقالوا ان ترتيب اﻻيات واجب لانه بالنص وترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص
-القول الثانى :ترتيب السور كلها توقيفى بتعليم الرسول كترتيب الايات وانه لم توضع سورة فى مكانها الا بامر منه بالوحى
-الثالث:ان ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبى وترتيب بعضها كان باجتهاد من الصحابةوان هذا البعض اما انه منحصر فى براءة والانفال واما انه فى الاقل من سور القرءان واما انه خص بما دون السبع الطوال والحواميم والمفصل على اقوال مختلفة
تسمية القائلين بالقول الاول:
-جمهور اهل العلم منهم المالكية والشافعية ومن الحنابلة بن تيمية ومنهم بن فارس والباقلانى وبن حجر والقاضى بن عياض والنووى
تسمية القائلين بالقول الثانى :
-هو اختيار الحسن ومحمدوابى عبيد وبن الانبارى والقرطبى والسيوطى والكرمانى وابو جعفر النحاس وبن الزبير الغرناطى
حجة كل قول من هذه الاقوال والترجيح بينها:
-حجة القول الاول
-ان مصاحف الصحابة كانت مختلفة فى ترتيب السور قبل ان يجمع القرءان عهد عثمان فلو كان الترتيب توقيفيا عن النبى لما ساغ لهم ان يهملوه
-عن ابى محمد القرشى قال امرهم عثمان ان يتابعوا الطوال فجعل سورة الانفال والتوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم
حجة القول الثالث : التزمي الترتيب الذي وضعتيه: الأول فالثاني فالثالث، ولا بأس من طول الكلام في القول الثاني
-بحديث عثمان , فقد أخرج أبو عبيد والإمام أحمد وأصحاب وأصحاب السنن وغيرهم عن يزيد الفارسى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المئين ففرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها فى السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة فى الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها سبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطول )

-حجة القول الثانى:
1-حديث واثلة بن الاسقع انه عليه الصلاة والسلام قال:اعطيت مكان التوراة السبع الطوال واعطيت مكان الانجيل المثانى وفضلت بالمفصل
2-حديث حذيفة الثقفى فى تحزيب القرءان قال كنت فى وفد ثقيف فقال الرسول طرأ على حزبى من القرءان فاردت الا اخرج حتى اقضيه قال بن حجر فى اثر هذا الحديث هذا يدل على ان ترتيب السور على ما هو عليه الان كان على عهد النبى
3-حديث معبد بن خالد انه صلى الله عليه وسلم صلى بالسبع الطوال فى ركعة وانه كان يجمع المفصل فى ركعة
4- حديث عائشة رضى الله عنها انه كان اا اوى الى فراشه قرأ قل هو الله احد والمعوذتين
5-سئل ربيعة لم قدمت البقرة وال عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة قال قد قدمتا والف القرءان على علم ممن الفه وقد اجمعوا على العلم بذلك فهذا مما ننتهى اليه ولا نسأل عنه
6-ما روى عن بن مسعو وبن عمر انهما كرها ان يقرأ القرءان منكوسا وقالا ذلك منكوس القلب
7- استدلوا بتوالى الحواميم وذوات الر والفصل بين المسبحات وتقديم طس على القصص مفصولا بين النظيرتين فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين وهما نظيرتان فى المطلع والمقصد
8-ان التوقيف فى ترتيب المصحف مقتضى لنظم القرءان ومخالفة الترتيب تفضى الى افساد ذلك النظم
-قال الانبارى فاتساق السور كاتساق الايات والحروف فكله عن محمد خاتم النبيين عن رب العالمين فمن اخر سورة مقدمة او قدم سورة مؤخرة فهو كمن افسد نظم الايات وغير الحروف والكلمات
9-عدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا ولا دليل على ان الترتيب غير توقيفى وان مستند المذهبين الاخريين اما غير محفوظ ومنه ما فى سنده مجهول لا يجوز التعويل عليه
10-احترام ترتيب المصحف الامام امرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجميع
-قال بن حجر ولا شك ان تاليف المصحف العثمانى اكثر وفاقا من غيره وهو امر حصل عليه من الصحابة اجماع او شبه اجماع فصار مما سنه الخلفاء الراشدون مما يجب اتباعه
مآل الخلاف فى راى الزركشى
-يرى الزركشى ان الخلاف يرجع الى اللفظ لان القول بان الترتيب اجتهادى بسبب علمهم باسباب نزوله ومواقع كلماته ولذا قال الامام مالك انما الفوا القرءان على ما كانوا يسمعونه من النبى فآل الخلاف إلى أن الترتيب هل كان بتوقيف قولي أم مستند فعلي، فإن كانوا رتبوا المصحف على ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يقول أحد بالاجتهاد.
وقيل أن اجتهادهم في المسألة هو استقرارهم على ما كان من فعله الأكثر صلى الله عليه وسلم وهو ما عليه الترتيب الحالي، حيث وردت قراءته على غير الترتيب المعتاد كما أتى في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران

-واما ما ورد بان النبى صلى فافتتح بالبقرة ثم النساء ثم ال عمران قيل فعل ذلك النبى توسعة على الامة فاستقر النظر على راى ما كان من فعله الاكثر وهذا محل اجتهادهم فى المسالة
-ومآل الخلاف ان هل ذلك بتوقيف قولى ام بمجرد استناد فعلى
مناقشة الادلة :
-الرد على القول الاول :ان الاختلاف فى مصاحف الصحابة محمول على ما كان مكتوبا قبل ان يستقر الترتيب فى العرضة الاخيرة
-قال السيوطى: ان القرءان وقع فيه النسخ كثيرا للرسم حتى لسور كاملة وايات كثيرة فلا بدع ان يكون الترتيب العثمانى هو الترتيب الذى استقر فى العرضة الاخيرة كالقراءات التى فى مصحف ابى وبن مسعود ولم يبلغ ذلك ابيا ولا بن مسعود كما لم يبلغهما نسخ ما وضعاه فى مصاحفهما من القراءات التى تخالف المصحف العثمانى
-الرد على المذهب الثالث بان الاثر المذكور عن عثمان فى طريقه كلام وعلى تقدير صحته فان عثمان لم يقل ذلك رأيا وانما قاله توقيفا لان مثله لا يؤخذ الا بتوقيف

الترتيب حال القراءة وحكم التنكيس
تجب الإشارة أولا إلى أقوال العلماء في المراد بالتنكيس، لأن هناك من فسره بأنه تنكيس السور فحسب
-لا خلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الايات فى الكتابة والقراءة وان تنكيسها امر محرم
-جاء النص بترتيب الايات فصار ذلك الترتيب توقيفيا
-ومن صيانة حرمة القرءان ان لا يتلى منكوسا فان فيه اخراج القرءان عن موضعه ونظمه وابطالا لاعجازه
-قال الانبارى ومن افسد نظم القرءان فقد كفر به ورد على محمد ما حكاه عن ربه
-ذكر بن تيمية ان كتابة الايات او السورة مقلوبة الحروف انما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين
الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكيسها
هناك قولان يجب إيضاحهما، من قال بالجواز ومن قال بالكراهة مع تسمية القائلين بكل قول وحجتهم، ولا بأس أن تشيري إلى الأولى بعد ذلك
-اتفق العلماء على اولوية مراعاة ترتيب المصحف حال الصلاة والقراءة على الترتيب المذكور لكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم ومواظبته على ذلك
-وهكذا كانت قراءة اصحابه رضوان الله عليهم فى الغالب الاعم من احوالهم
-وما روى خلاف ذلم من حاله صلى الله عليه وسلم فمحمول على بيان الجواز ومما قد يستدل به على نفى كراهة التنكيس بين السور
-لهذا قال فريق من اهل العلم بسنية القراءة على ترتيب المصحف وقيل الاستحباب وما هذا سبيله فلا ينبغى العدول عنه
أحسنت أختي بارك الله فيك ونفع بك
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 17 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 67/70
وفقك الله

أرجو أن يفيدك هذا الموضوع

مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية
بارك الله فيك وأحسن إليك

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 15 ربيع الأول 1436هـ/5-01-2015م, 07:00 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص مقاصد كتاب التبيان
ملحوظة:بدأت بالباب الثانى لانى وجدت الباب الاول قد تم انجازه على الموقع
الباب الثانى
المقصد الكلى:فى ترجيح القراءة والقارىء
المقاصد الفرعية:

-قارىء القرءان اولى بالامامة من غيره
-قراءة القرءان أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الاذكار
-القراء هم اصحاب مجلس الشورى كهولا كانوا او شبانا
[يرجى الانتباه للأخطاء الكتابية (الهمزات) ويرجى مراعاة علامات الترقيم ((.)) ، ((،)) ، ... ] .
الباب الثالث:


لمقصد الكلى:فى اكرام اهل القرءان والنهى عن ايذائهم: المقاصد الفرعية:
-من تعظيم شعائر الله اكرام اهل القرءان
-من تعظيم حرمات الله عدم ايذاء اهل القرءان
-من اكرام اهل القرءان خفض الجناح لهم
-من اجلال الله تعالى اكرام حامل القرءان غير الغالى فيه والجافى عنه
-من صلى الصبح فهو فى ذمة الله والنهى عن التفريط فى هذه الذمة
-الامر بانزال الناس منازلهم
-يقدم فى اللحد الذى يدفن فيه اكثر من واحد اكثرهم اخذا للقرءان
-العلماء هم اولياء الله
-جزاء من يؤذى المؤمنين بغير حق
-توعد الله من آذى اولياءه بالحرب
-لحوم العلماء مسمومة فالحذر من انتقاصهم واطلاق اللسان عليهم
-من اطلق لسانه فيهم ابتلاه الله بموت القلب قبل موته

الباب الرابع:
المقصد الكلى:فى آداب معلم القرءان فى نفسه ومع من يعلمه واداب المتعلم فى نفسه ومع شيخه وحكم تعليم المتعلمين وشروط من يتعلم عنه:
المقاصد الفرعية
1-اداب تخص المعلم والمتعلم للقرءان:
أ-الاخلاص تعريفه وعلاماته:
-انما الاعمال بالنيات
-يحفظ الرجل على قدر نيته ويعطى الناس على قدر نياتهم
-الاخلاص هو افراد الحق بالقصد فى الطاعة دون اى شىء اخر من اكتساب محمدة او تصنع لمخلوق
الاخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين
-الاخلاص استواء افعال العبد فى الظاهر والباطن وهو اقل الصدق
-ثلاث من علامات الاخلاص:*استواء المدح والذم من العامة
*نسيان رؤية الاعمال فى الاعمال
*اقتضاء ثواب الاعمال فى الاخرة
-ترك العمل لاجل الناس رياء والعمل لاجل الناس شرك
-الاخلاص ان تكون حركته وسكونه فى سره وعلانيته لله وحده
-من طلب الله بالصدق اعطاه مرآة يبصر فيها كل شىء من عجائب الدنيا والاخرة
من اخلاق الصديقين انه لا يبالى لو خرج عن كل قدر له فى قلوب الخلق لصلاح قلبه ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من عمله ولا يكره اطلاعهم على سيىء عمله
-لا يقصد بقراءته او اقرائه توصلا لعرض من الدنيا او ارتفاع على اقرانه
-لا يشين المقرىء اقراؤه بطمع فى رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه وان قل من مال او خدمة
- من تعلم العلم الشرعى لدنيا لم يجد عرف الجنة
- من طلب العلم ليمارى به السفهاء او يكاثر به العلماء فليتبوأ مقعده من النار
-قال على رضى الله عنه ياحملة العلم اعملوا به
-قال الشافعى وددت ان الخلق تعلموا هذا العلم ولم ينسب الى منه حرف
2- من اداب معلم القرءان فى نفسه :
-ينبغى للمعلم ان يتحلى بمحاسن الاخلاق والخلال الحميدة مثل الزهادة فى الدنيا والسخاء والجود والحلم والصبر وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار وطلاقة الوجه
-اجتناب كثرة الضحك والمزاح والتحلى بالوقار والسكينة
-الحذر من قصد التكبر بكثرة المشتغلين عليه
-الحذر من كراهته قراءة اصحابه على غيره ممن ينتفع به ففيه دلالة على سوء نيته وفساد طويته
الحذر من الحسد والعجب والرياء واحتقار الغير ولو دونه
-التنظف بازالة الاوساخ والشعور كقص الشارب وتقليم الاظفار وتسريح اللحية وازالة الروائح الكريهة
-ان يستعمل الاحاديث الواردة فى التسبيح والتهليل
-ان يراقب الله فى سره وعلانيته
-ان يكون تعويله فى جميع اموره على الله تعالى
- قال ايوب السختيانى ينبغى للعالم ان يضع التراب على راسه تواضعا لله تعالى
اداب المعلم مع من يعلمه القرءان:
-ينبغى ان يرفق بمن يقرأ عليه ويرحب به ويحسن اليه لانه وصية رسول الله وقد جاء الامر من الرسول باللين لهم
-يبذل لهم النصيحة لله ولكتابه
-يرشده الى مصالحه ويرفق به ويتألف قلبه ويحرضه على التعلم ويذكره فضيلة ذلك
- يزهده فى الدنيا ويصرفه عن الاغترار بها ويذكره ان الاشتغال بالقرءان وسائر العلوم الشرعية طريقة الحازمين ورتبة الانبياء
- ان يحنو على الطالب ويجرى المتعلم مجرى ولده
-ينبغى للعالم ان يؤدب المتعلم على التدريج بالاداب السنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية
-يعرفه فضل الصدق والاخلاص والمراقبة
-يحب له ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه من النقائص مطلقا
- يستحب ان يؤثر المتعلمين على مصالح نفسه الدنيوية غير الضرورية
-يفرغ نفسه من الشواغل حال جلوسه لاقرائهم
-ان يكون حريصا على تفهيمهم ويعطى كل انسان ما يليق به من اكثار او قلة
-يأمرهم باعادة محفوظهم ويثنى على من ظهرت نجابته ما لم يخش فتنة ويعنف من يقصر بلطف ما لم يخش تنفيره
-يقم فى تعليمهم اذا ازدحموا الاول فالاول الا ان يرضى الاول بتقديم غيره عليه
- لا يمتنع من تعليم احد لكونه غير صحيح النية
- يتفقد من غاب منهم ويظهر البشاشة فى وجوههم
حال المعلم عند الاقراء:
-يصون يديه عن العبث وعينيه عن تفريق نظرهما من غير حاجة
-يقعد على طهارة مستقبل القبلة ويجلس بوقار
-تكون ثيلبه بيضاء نظيفة
- اذا وصل موضع جلوسه صلى ركعتين قبل الجلوس سواء مسجد او غيره
-يجلس متربعا ان شاء او غير متربع وكان بن مسعود يقرىء الناس فى المسجد جاثيا على ركبتيه
-لا يذل العلم فيذهب به الى مكان الى من يتعلم منه وان المتعلم خليفة فمن دونه
-ينبغى ان يكون المجلس واسعا ليتمكن جلساؤه فيه
حكم تعليم المتعلمين:
فرض كفاية فان لم يكن من يصلح له الا واحد تعين عليه
-ان كان هناك جماعة وامتنعوا اثموا كلهم
-وان قام بعضهم سقط الحرج عن الباقين ومن امتنه [!!] فالاظهر انه لا ياثم لكن يكره له

اداب المتعلم فى نفسه:
-يطهر قلبه من الادناس ليصلح لقبول القرءان وحفظه واستثماره(يطيب القلب للعلم كما تطيب الارض للزراعة)
-يصلح نيته ويقصد بقراءته رضا الله تعالى والقربى اليه
-يدخل على شيخه متطهرا متسوكا فارغ القلب من الشواغل
-ان يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه فى جميع الاوقات
-لا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير
-بتواضعه للعلم يدرك العلم
-لا يحمل نفسه ما لا تطيق مخافة الملل وضياع ما حصل
- ينبغى ان ياخذ نفسه بالاجتهاد فى التحصيل وقت الفراغ والنشاط وقوة البدن ونباهة الخاطر
-ولا يعجب بنفسه بما حصله
-طريقه فى نفى العجب ان يذكر نفسه انه لم يحصل ما حصله بحوله وقوته انما بفضل الله تعالى
-طريقة فى نفى الحسد ان يعلم ان حكمة الله اقتضت جعل هذه الفضيلة فى هذا فينبغى الا يعترض عليها ولا يكره حكمة ارادها الله
شروط فى من يتعلم منه:
-لا يتعلم الا ممن كملت اهليته وظهرت يانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته
اداب المتعلم مع شيخه:
-يتواضع لمعلمه ويتأدب معه وان كان اصغر سنا منه واقل شهرة وصلاحا ونسبا
-ينقاد لمعلمه ويشاوره فى اموره ويقبل قوله
-ينظر لمعلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال اهليته ورجحانه على طبقته
-يدعو الله ان تناله بركة علم معلمه وان يستر عيب معلمه عنه
-الحياء من ان يشرب وهو ينظر اليه
-يخصه بالتحية ويجلس امامه ولا يشير عنده بيده ولا يغمز بعينه
-لا يقول فلان قال خلافا لقوله
- ولا يغتاب عنده احدا ولا تشاور جليسك فى مجلسه
-لا تاخذ بثوبه اذا قام ولا تلح عليه اذا كسل
-ولا يشبع من طول صحبته
- ان يرد غيبة شيخه ان قدر فان تعذر فارق المجلس
-لا يدخل بغير استئذان
- لا يتخطر رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهى به المجلس الا ان ياذن له الشيخ
-لا يقيم احدا من موضعه
-ان اثره غيره لم يقبل اقتداء بابن عمر الا ان يكون فى تقدمه مصلحة للحاضرين او امره شيخه
-لا يجلس وسط الحلقة لضرورة
-ولا يجلس وسط الحلقة الا لضرورة ولا يجلس بين اثنين الا باذنهما وان فسحا له قعد وضم نفسه
-يقعد قعدة المتعلميت لا المعلمين بين يدى الشيخ
-لا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة
-لا يضحك ولا يكثر من الكلام من غير حاجة ولا يعبث بيده ولا غيرهما
-ولا يلتفت يمينا وشمالا من غير حاجة بل متوجها للشيخ مصغيا له
-يتأدب مع رفقته فى حضرة شيخه صيانة لمجلسه
- لا يقرا على شيخه حال شغل قلبه وملله وروعه وغمه وفرحه وجوعه وعطشه ونعاسه وقلقه وان يغتنم اوقات نشاط شيخه
-يحتمل جفوة شيخه وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته
-يتأول لاقواله وافعاله التى ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة
-واذا جفاه شيخه ابتدأ بالاعتذار واظهر له ان الذنب عليه
-اذا حضر ولم يجد الشيخ انتظر ولازم بابه
-لا يفوت وظيفته الا ان يخاف كراهة الشيخ لذلك واذا وجد الشيخ نائما او مشتغلا بمهم لم يستأذن عليه بل يصبر الى استيقاظه وفراغه او ينصرف والصبر اولى
-يحافظ على قراءة محفوظه ولا يؤثر بنوبته غيره وان راى الشيخ احيانا المصلحة فى الايثار فيمتثل امره
[u][b][color="seagreen"]
الباب الخامس:
المقصد الكلى للباب:اداب حامل القرءان مع القرءان
المقاصد الفرعية:

ان يكون متحليا باكرم الشمائل ويرفع نفسه عن كل ما نهى القرءان عنه اجلالا للقرءان
-مصونا عن دنى الاكتساب عزيز النفس والا يكون عالة على الناس
مترفعا على الجبابرة والجفاة من اهل الدنيا متواضعا للصالحين واهل الخير والمساكين
-متخشعا ذا سكينة ووقار يسابق الى الخيرات
-يعرف بليله اذ الناس نائمون وبنهاره اذ الناس مفطرون
- يرى القرءان رسائل من ربه يتدبرها بالليل وينفذها بالنهار
-لا ينبغى له ان يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرءان
- الحذر من اتخاذ القرءان معيشة يكتسب منها ويتأكل منها
-لا يطلب بالقرءان الاجر العاجل اما بمال او بسمعة
-ينبغى ان يحافظ على تلاوته ويكثر منها
2-فى كم يختم القرءان:
هذا سؤال ، وهنا ملاحظتان :
الأولى : لا توجد علامة الاستفهام (؟) .
الثانية : الإشارة إلى أن الأولى في صياغة المقاصد ألا تكون بصيغة استفهامية .


-كان للسلف عادات مختلفة فى قدر ما يختمون فجاء عن بعضهم كل شهرين --وكل شهر -- وكل عشر ليال --وكل ثمان
وعن الاكثرين كل سبع ليال الى اربع ختمات بالليل واربع ختمات بالنهار
-كان مجاهد يختم القرءان فى رمضان بين المغرب والعشاء
-واما الذين ختموا القرءان فى ركعة فلا يحصون لكثرتهم منهم عثمان وسعيد بن جبير تميم الدارى
-قال النووى والاختياران ذلك يختلف باختلاف الاشخاص
-من كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له به كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر علم او غيره من مصالح المسلمين ومهمات الدين فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه اخلال
-وان لم يكن من هؤلاء فليستكثر ما امكنه من غير خروج الى حد الملل والهذرمة
-كراهة جماعة من المتقدمين الختم فى يوم وليلة
- اداب الختم وما يتعلق به
-يستحب للقارىء وحده ان يختم فى الصلاة
-الجماعة الذين يختمون مجتمعين فى غير الصلاة يستحب ان يكون ختمهم اول النهار او اول الليل
-يستحب صيام يوم الختم الا ان يصادف يوما نهى الشرع عن صيامه
-يستحب حضور مجلس الختم استحبابا مؤكدا
-اذا ختم القرءان جمع اهله وعا ويقال ان الرحمة تنزل عند خاتمة القرءان
--يستحب الدعاء عقيب الختم
- ينبغى ان يلح فى الدعاء وان يدعو بامور مهمة مثل صلاح المسلمين وولاة امورهم ويختار الدعوات الجامعة
-يفتتح دعاءه ويختمه بقوله الحمد لله رب العالمين حمدا يوافى نعمه ويكافىء مزيده ويصلى الصلاة الابراهيمية
-يستحب اذا فرغ من الختمة ان يشرع فى اخرى عقيب الختم لحديث خير الاعمال الحل والرحلة
3-وقت الابتداء والختم:
-روى ان عثمان كان يفتتح القرءان ليلة الجمعة ويختمه ليلة الخميس
-قال الغزالى الافضل ان يختم ختمة بالليل وختمة بالنهار ويجعل ختمة النهار يوم الاثنين فى ركعتى الفجر ويجعل ختمة الليل ليلة الجمعة فى ركعتى المغرب او بعدهما ليستقبل اول النهار واخره
-اذا وافق ختم القرءان اول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح واذا وافق ختمه اخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسى
4- من اداب حامل القرءان المحافظة على القراءة بالليل
-ينبغى ان يكون اعتناؤه بالقراءة فى الليل اكثر وفى صلاة الليل اكثر
-مدح النبى من كان يقوم الليل يواظب عليه وذم من كان يقوم الليل ثم تركه
-شرف المؤمن قيام الليل
-صلاة الليل تدل على الخوف ويقظة القلب
-الحث على قراءة الليل ولو بقدر حلب شاة
-رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها اجمع للقلب وابعد من الشاغلات والملهيات والتصرف فى الحاجات واصون من الرياء
-نزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يمضى شطر الليل
-فى الليل ساعة يستجيب الله فيها الدعاء كل ليلة
-فضيلة القيام بالليل والقراءة فيه تحصل بالقليل والكثير وكلما كثر افضل
-يكره الدوام على استيعاب الليل كله وان يضر بنفسه
-من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة اية كتب من القانتين ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين
-من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجدا وقائم
-من نام عن حزبه من الليل قراه بالنهار ما بين الفجر والظهر
5- الامر بتعهد القرءان والحذر من تعريضه للنسيان:
- القرءان اشد تفلتا من الابل فى عقلها ويحتاج معاهدة
-عقوبة من قرا القرءان ثم نسيه

الباب السادس
المقصد الكلى :الاداب التى يفعلها القارىء حال قراءته للقرءان
المقاصد الفرعية:

1- الطهارة
-اذا اراد القراءة ينظف فاه بالسواك
-يستحب ان يقرا القرءان على طهارة فان لم يجد الماء تيمم
-ان قرا محدثا فقد ترك الافضل
-يستحب ان تكون القراءة فى موضع نظيف مختار ويستحب المسجد لكونه جامع بين النظافة وشرف البقعة
-المستحاضة حكمها حكم المحدث
- الجنب والحائض يحرم عليهما قراءة القرءان ويجوز التسبيح والتهليل والاذكار للجنب والحائض بغير قصد القراءة
-يجوز لهما قراءة ما نسخت تلاوته
-الخلاف فى جواز القراءة فى الحمام وفى الطرق وفى من فى فمه نجاسة
-تكره القراءة فى ثلاثة مواضع فى الحمامات وفى الحشوش وبيت الرحى وهى تدور فلا يذكر الله الا فى مكان طيب
2-حال القارىء عند القراءة
-يجوز القراءة فى الطريق لكن تكره اذا التهى صاحبها كما كره النبى قراءة الناعس مخافة الغلط والمسألة محل خلاف
-لا تكره القراءة فى الطواف وفيه خلاف
-يستحب للقارىء فى غير الصلاة ان يستقبل القبلة ويجلس متخشعا بسكينة ووقار مطرقا راسه ويكون جلوسه وحده كجلوسه بين يدى معلمه
-يجوز له ان يقرأ قائما او مضطجعا او فى فراشه وغير ذلك وله اجر دون الاول
-كان النبى يقرأ القرءان فى حجر عائشة وهى حائض
3=حكم الاستعاذة والبسملة
-اذا اراد الشروع فى القراءة يستحب له ان يستعيذ فيقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وكان جماعات من السلف يقولون اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
-قال بعض العلماء يتعوذ بعد القراءة والاول اصح
- ينبغى ان يحافظ على قراءة بسم الله اول كل سورة الا براءة فان اكثر العلماء على انها اية
ان
كانت القراءة فى وظيفة عليها جعل كان الاعتناء بالبسملة اشد ليستحق ما ياخذه يقينا

[3-استحباب ترديد الاية للتدبر:
قام النبى باية يرددها حتى اصبحوهى قوله تعالى ان تعذبهم فانهم عبادك -الاية
-وورد عن تميم الدارى واسماء بنت ابى بكر وعن عائشة وبن مسعود وسعيد بن جبير
-كان جماعات من السلف يبيتون يرددون اية واحدة يتدبرونها الى الصباح
4-البكاء عند قراءة القرءان
-البكاء فى حال القراءة صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين
-امر النبى بالبكاء عند قراءة القرءان او التباكى
-ورد ذلك عن عمر بن الخطاب وبن عباس واهل اليمن لما قدموا على ابى بكر وقوله هكذا كنا [هل هذه صياغة صحيحة ، وأفادت الجملة معنىً تاماً يحسن السكوت عليه ؟ ] .
--اذا شرع فى القراءة فليكن شانه الخشوع والتدبر عند القراءة
-طريق البكاء عند القراءة ان يحضرفى قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود ثم يتأمل تقصيره فى ذلك
-فان لم يحضره حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك فانه من اعظم المصائب
-صعق جماعات من السلف عند القراءة ومات جماعات منهم
-انكر بعض السلف ذلك والصواب عدم الانكار الا على من اعترف بانه يفعله تصنعا
5-دواء القلب خمسة اشياء
قراءة القرءان بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين
6-كيفية القراءة او ضوابط القراءة:
-ينبغى له ان يرتل فى قراءته استحبابا من اجل التدبر ولتقع معانيه فى القلب فترسخ
-نعتت ام سلمة قراءة النبى انها كانت مفسرة حرفا حرفا
-النهى عن الافراط فى الاسراع فى القراءة (الهذ)
-يستحب الترتيل للعجمى الذى لا يفهم معناه لان ذلك اقرب للتوقير والاحترام واشد تاثيرا فى القلب
-يستحب اذا مر باية رحمة ان يسال اللهمن فضله واذا مر باية عذاب ان يستعيذ بالله من الشر او يسال الله العافية واذا مر باية تنزيه نزه واذا مر باية تامر بالصلاة على النبى صلى عليه
-لا تجوز قراءة القرءان بالعجمية سواء احسن العربية ام لا وسواء كان فى صلاة او غيرها على خلاف
-7-تعظيم القرءان واحترامه بامور منها:
-اجتناب الضحك واللغط والحديث خلال القراءة الا لضرورة ومن ذلك العبث باليد وغيرها
-اجتناب النظر الى ما يلهى ويبدد الذهن واقبح من ذلك النظر الى ما لا يجوز النظر اليه كالامرد
-على الحاضرين مجلس القراءة اذا راو هذه المنكرات او غيرها ان ينهوا بحسب الامكان
-اذا كان يقرأ فعرض له ريح يمسك عن القراءة حتى يتكامل خروجها ثم يعود للقراءة
-اذا تثاءب امسك حتى ينقضى التثاؤب ثم يقرأ
-اذا قرا الايات التى فيها اقوال اليهود او المشركين التى فيه تنقص من جناب الله تعالى ان يخفض صوته
-اذا قرا قوله تعالى اليس الله باحكم الحاكمين ان يقول بلى وانا على ذلك من الشاهدين وغيرها من المواطن التى فى نفس معناها
8-حكم قراءة القرءان بالقراءات السبع والقراءات الشاذة:
-تجوز قراءة القرءان بالقراءات السبع المجمع عليها ولا تجوز بغير السبع ولا بالروايات الشاذة المنقولة عن القراء السبعة ولا يصلى خلف من يقرأ بها
- من قرا بالشاذ جاهلا به وبتحريمه عرف ذلك فان عاد اليه او كان عالما عزر تعزيرا بليغا الى ان ينتهى عن ذلك
-اذا ابتدأ بقراءة احد القراء فينبغى الا يزال على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطا فاذا انقضى له ان يقرأ بغيرها والاولى دوامه على الاولى فى هذا المجلس
-يستتاب من قرااو اقرا بالشواذ من الحروف مما ليس فى المصحف
-لا يكره ان يقال قراءة ابى عمرو او قراءة نافع
9-القراءة على ترتيب المصحف
-الاولى ان يقرا على ترتيب المصحف لان ترتيب المصحف انما جعل هكذا لحكمة الا ماورد الشرع باستثنائه كصلاة الصبح يوم الجمعة وصلاة العيد وركعات الوتر
-لو خالف الترتيب جاز وكرهه جماعة من السلف وسموه منكوس القلب(قول بن مسعود)
تعليم الصبيان من اخر المصحف الى اوله حسن لما فيه من تسهيل الحفظ عليهم
[10-قراءة القرءان من المصحف افضل من القراءة عن ظهر قلب لان النظر فى المصحف عبادة وقيل يختلف الافضلية باختلاف الاشخاص واحوالهم عند القراءة من الخشوع والتدبر
[هذه مسألة وبيان للأقوال فيها ، وليست صياغة مقصد]

11-فضل القراءة حال الاجتماع

-استحباب قراءة الجماعة مجتمعين كما دل الدليل من السنة وافعال السلف والخلف
-ثبوت نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة وذكر الله لهم لمن اجتمعوا لتلاوة كتاب الله ومدارسته
- مباهاة الله عزوجل ملائكته بمن اجتمعوا يذكرون الله ويحمدونه
الادلة على فضيلة من يجمعهم للقراءة
-ذكر كراهة بعض السلف لهذه الحال
- للقراءة حال الاجتماع شروط ينبغى الاعتناء بها
-جواز الادارة بالقرءان وهو ان يجتمع جماعة يقرا بعضهم عشرا او جزء ثم يسكت ويقرا الاخر حيث انتهى الاول
[12-رفع الصوت بالقراءة

-استحباب رفع الصوت بالقراءة وهناك اثار دالة على استحباب الاخفاء وخفض الصوت
-الجمع بين القولين انه:ان كان الاسرار ابعد من الرياء فهو افضل فى حق من يخاف الرياء والا فالجهر ورفع الصوت افضل لان العمل فيه اكثر والنفع متعدى
-فوائد الجهر بالقراءة منها
*يوقظ قلب القارىء
*يجمع همه الى الفكر فيه
*يصرف سمعه اليه
*يطرد النوم ويزيد النشاط
-ما جاء فى ان الله تبارك وتعالى يستمع لقراءة القارىء حسن الصوت بالقرءان
13- تحسين الصوت بالقرءان
-الامر بتزيين القرءان بالاصوات الحسنة
- قول النبى من لم يتغن بالقرءان ليس منا
-شرط الا يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فان فرط حتى زاد حرفا او اخفاه فهو حرام
-القراءة بالالحان الموضوعة ان اخرجت القرءان عن صيغته فهو حرام ومعصية يفسق بها القارىء ويأثم المستمع لانه عدول بالقرءان عن نهجه القويم الى الاعوجاج
-اذا لم يخرجه اللحن عن لفظه كان مباحا
-قراءة القراءن على الجنائز وفى المحافل بدعة محرمة ياثم كل مستمع لها وكل قادر على ازالتها او النهى عنها ولم يفعل
- اذا لم يكن حسن الصوت فليحسنه ما استطاع
-استحباب طلب القراءة الطيبة من حسن الصوت وهو سنة عن رسول الله
-قال الشافعى احب ما يقرأ حدرا وتحزينا حدرا اى لم يمطط القراءة وتحزينا اذا ارق صوته
-استحب بعض العلماء ان يستفتح مجلس رسول الله بقراءة قارىء حسن الصوت ما تيسر من القرءان
14-الوقف والابتداء:
اذا ابتدأ القارىء من وسط السورة او وقف على غير اخرها ان يبتدىء من اول الكلام المرتبط ببعضه وكذلك اذا وقف
-لا يتقيد فى الوقف والابتداء بالاجزاء والاحزاب والاعشار فانها قد تكون وسط الكلام متعلق بما قبله
-لا يغتر بكثرة الفاعلين له من القراء الذين لا يراعون هذه الاداب ولا يفكرون فى هذه المعانى
- كان السلف يكرهون قراءة بعض الاية وترك بعضها
-15-احوال تكره فيها القراءة
-حال الركوع والسجود والتشهد من احوال الصلاة
-للمأموم فى الصلاة الجهرية اذا سمع قراءة الامام
-حال القعود على الخلاء
-حال النعاس واذا استعجم عليه القرءان
-حال الخطبة لمن يسمعها ولا يكره لمن لا يسمعها بل يستحب
فائدة
من البدع المنكرة قراءة سورة الانعام فى الركعة الاخيرة فى التراويح فى الليلة السابعة معتقدين انها مستحبة
ومن البدع قراءة سجدة صبح يوم الجمعة غير سجدة الم تنزيل قاصدا ذلك وترك السنة
16-احوال تعرض للقارىء حال قراءته
-اذا كان يقرأ ماشيا فمر على قوم فيستحب ان يقطع القراءة ويسلم ثم يرجع للقراءة ويحسن ان يعيد التعوذ
-الاولى ترك السلام على القارىء لاشتغاله بالتلاوة
-ان سلم عليه انسان وهو يقرأ هل يرد لفظا او يشير؟فيه خلاف والاصح ان يرد لفظا ثم يستأنف الاستعاذة
-اذا عطس حال القراءة يستحب ان يقول الحمد لله وكذا فى الصلاة
-اذا سمع القارىء من يعطس ويقول الحمد لله يستحب للقارىء ان يشمته
-لو سمع القارىء المؤذن يقطع القراءة ويجيب بمتابعة المؤذن فى الفاظ الاذان والاقامة ثم يعود لقراءته
-اذا طلب منه حاجة اثناء القراءة وامكنه جواب السائل بالاشارة المفهمة وعلم انه لا ينكسر قلب السائل الاولى ان يشير ولا يقطع قراءته وان قطع جاز
-اذا ورد على القارىء من فيه فضيلة من علم او صلاح او شرف او سن او له حرمة بولاية او ولادة فلا بأس بالقيام له اكراما واحتراما لا للرياء والاعظام بل ذلك مستحب وقد ثبت القيام للاكرام من فعل رسول الله وفعل اصحابه بحضرته وبامره ومن فعل التابعين ومن بعدهم من العلماء
17-قراءة القرءان يراد بها الكلام
-فيه خلاف فقيل يكره ان يتاوا القرءان بشىء يعرض من امور الدنيا
-ورد عن السلف مثل عمر وعلى رضى الله عنهما انهما كانا يفعلان ذلك
-اذا تأول القرءان فى الصلاة يريد الاعلام والتلاوة لم تبطل صلاته
18- الاوقات المختارة للقراءة
-افضل القراءة ما كان فى الصلاة
- افضل القراءة فى غير الصلاة قراءة الليل والنصف الاخير من الليل افضل
-القراءة بين المغرب والعشاء محبوبة
-افضل قراءة النهار بعد صلاة الصبح ولا كراهة لوقت من الاوقات لمعنى فيه
-يختار من الايام يوم الجمعة والاثنين والخميس ويوم عرفة ومن الاعشار العشر الاخير من رمضان والعشر الاول من ذى الحجة ومن الشهور رمضان
19-احكام تتعلق بالقراءة فى الصلاة
-تجب القراءة فى الصلاة المفروضة
-يستحب قراءة السورة بعد الفاتحة فى ركعتى الصبح والاوليين من باقى الصلوات
-لاباس بالجمع بين سور فى ركعة واحدة
-الاسرار فى القراءة هو ان يقوله بحيث يسمع نفسه ولابد من نطقه بحيث يسمع نفسه ان كان صحيح السمع ولا عارض له فان لم يسمع لم تصح قراءته
20- السنة فى القراءة فى الصلوات
-صلاة الصبح يقرا فى الركعة الاولى من النافلة تنزيل السجدة والثانية الانسان بكمالهما
-صلاة الجمعة يقرا فى الاولى سورة الجمعة وفى الثانية سورة المنافقون بكمالهما او الاعلى والغاشية
-صلاة العيد الاولى سورةق والثانية القمر بكمالهما او الاعلى والغاشية
-سنة الصبح فى الاولى الكافرون وفى الثانية الاخلاص او قوله تعالى قولوا ءامنا بالله وما انزل الينا -الاية وفى الثانية قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم-الاية
-سنة المغرب مثله
-وكذلك يقرؤهما فى ركعتى الطواف والاستخارة
-من اوتر بثلاث يقرا فى الاولى سورة الاعلى والثانية الكافرون والثالثة الاخلاص والمعوذتين
21- الايات والسور المستحب قراءتها فى اوقات واحوال مخصوصة
-يستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة او ليلة الجمعة
-قيل باستحباب قراءة سورة هود وال عمران يوم الجمعة
-يستحب الاكثار من تلاوة اية الكرسى فى جميع المواطن وكل ليلة اذا اوى الى فراشه وكذلك المعوذتين عقيب كل صلاة
-اذا اوى الى فراشه يستحب قراءة الكرسى -والمعوذتين والاخلاص ثلاث مرات- واخر سورة البقرة
-كان النبى لا ينام حتى يقرا الزمر وبنى اسرائيل
-يستحب ان يقرأ اذا استيقظ من نومه كل ليلة اخر ال عمران من قوله ان فى خلق السموات والارض --الاية
- ينبغى ان يحافظ على قراءة يس والواقعة والملك
22-سجود التلاوة
-جاء الخلاف فى ما اذا كان سجود التلاوة واجب او مستحب والجمهور على انه مستحب
-عدد السجدات اربع عشرة سجدة على الصحيح واما سجدة ص فمستحبة وفيها خلاف
-لا خلاف يعتد به فى شىء من مواضع السجدات الا التى فى حم فصلت وسورة النمل
-حكم سجود التلاوة هو حكم صلاة النافلة من حيث اشتراط الطهارة عن الحدث وعن النجاسة
-استقبال القبلة وستر العورة ويحرم الى غير القبلة الا فى السفر
-اذا قرأ سجدة ص فمن قال انها من العزائم يسجد سواء فى الصلاة او خارجها
-ومن قال انها ليست من العزائم فمن قراها خارج الصلاة استحب له السجود لفعل النبى واما فى الصلاة فلم يسجد
-ان سجد وهو جاهل او ناسى لم تبطل صلاته ويسجد للسهو
-ان سجد وهو عالم ففيه خلاف هل تبطل صلاته ام لا
-ان صلى ماموم لا يعتقد انها من العزائم خلف امام يعتقد انها من العزائم فلا يتابع الامام بل يفارقه وينتظر
-يسن السجود للقارىء المتطهر سواء كان فى الصلاة او خارجها
-يسن السجود للمستمع وللسامع غير المستمع على خلاف سواء سجد القارىء ام لا وقيل لا يسن السجود الا ان يسجد القارىء والاول هو الصواب
-لافرق بين ان يكون القارىء مسلما بالغا متطهرا رجلا وبين ان يكون كافرا او صبيا او محدثا او امراة على خلاف
-كره جماعة من السلف اختصار السجود وهو ان يقرا اية او ايتين ثم يسجد وبعضهم قال لا باس به
-المصلى منفردا يسجد لقراءة نفسه
-لو ركع ثم اراد ان يسجد للتلاوة لم يجز فان فعل مع علمه بطلت صلاته
-لو هوى الى الركوع ولم يصل الى حد الراكعين جاز ان يسجد للتلاوة
- يجوز الرجوع من سجود التلاوة الى القيام
-لا يجوز سجود المصلى المنفرد لقراءة قارىء فى الصلاة او غيرها والا بطلت صلاته
-اذا كان الذى يسجد اماما وجب على الماموم متابعته والا بطلت صلاته
-ان لم يسجد الامام لم يجز للماموم ان يسجد فان فعل بطلت صلاته
-اذا سجد الامام ولم يعلم الماموم حتى رفع فهو معذور
-لا يجوز ان يسجد الماموم لقراءة نفسه ولا قراءة غير امامه والا بطلت صلاته
-ينبغى ان يقع السجود عقيب اية السجدة التى قراها او سمعها فان اخر ولم يطل الفصل سجد والا فقد فات السجود ولا يقضى السجود على الصحيح
- اذا كان القارىء او المستمع محدثا عند تلاوة السجدة فان تطهر عن قرب سجد والا فلا يسجد وقيل بل يسجد
-ان كرراية السجدة فى مجلس واحد كفاه سجدة واحدة عن الجميع ان لم يسجد للمرة الاولى وان سجد للمرة الاولى ففيه ثلاثة اوجه
-اذا قرا السجدة وهو راكب على دابة فى السفر سجد بالايماء على الصحيح
-اما الراكب فى الحضر فلا يجوز ان يسجد بالايماء
-اذا سجد المستمع مع القارىء لا يرتبط ولا ينوى الاقتداء به وله الرفع من السجود قبله
-لا يكره سجود التلاوة فى الاوقات المنهى عن الصلاة فيها على مذهب الشافعى
-لا يقوم الركوع مقام سجود التلاوة حال الاختيار والعاجز يومىء
مسائل استطرادية كثيرة في سجود التلاوة لو أجملتيها لكان في إجمالها خير كثير جدا

23-صفة السجود
-اذا اراد السجود من خارج الصلاة ينوى السجود ويكبر للاحرام ويرفع يديه حذو منكبيه ثم يكبر للهوى الى السجود بدون رفع اليد وهى مستحبة ليست بشرط
-يكبر قائما للاحرام ثم يكبر للسجود فى انحطاطه للسجود ان كان قائما
-ان كان جالسا يستحب له ان يقوم يكبر للاحرام ثم يهوى للسجود وهذا لم يثبت فيه شىء عن النبى
-عند السجود يضع يديه حذو منكبيه على الارض ويضم اصابعه وينشرها جهة القبلة
-يسبح كما يسبح فى سجود الصلاة ويقول اللهم لك سجدت --من الادعية الواردة فى السنة المخصوصة بهذه السجدة
-يستحب ان يجمع بين الاذكار كلها ويدعو معها بما يريد من امور الدنيا والاخرة
-فان لم يسبح بشىء اصلا حصل السجود كسجود الصلاة
-اذا فرغ من التسبيح والدعاء رفع راسه مكبرا على خلاف هل يكبر ام لا [يرجى الاهتمام بعلامات الترقيم] .
-خلاف هل يتشهد ويسلم بعد الرفع ام لا [يرجى الاهتمام بعلامات الترقيم] .
-اذا رفع من السجود فى الصلاة قام ولا يجلس للاستراحة
-اذا رفع ينتصب قائما ويستحب ان يقرا شيئا ثم يركع والا جاز

الباب السابع
المقصد الكلى :اداب الناس كلهم مع القرءان وحكم تفسير القرءان بالراى وحكم المراء فى القرءان والاستشفاء بالقرءان وادب السؤال عن القرءان
المقاصد الفرعية

1-النصيحة لكتاب الله
-الواجب على كل مسلم النصيحة لكتاب الله
-النصيحة لكتاب الله هى الايمان بانه كلام الله وتنزيله لا يشبهه شىء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله الخلق وهو المكتوب فى المصحف مما جمعه الدفتان من اول الحمد لله الى اخر سورة الناس وان جميع ما فيه حق
-تعظيمه وتلاوته حق تلاوته
-التصديق بما فيه والوقوف مع احكامه وتفهم علومه وامثاله والاعتبار بمواعظه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه والتفكر فى عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه
-2-تعظيم القرءان وصيانته
-من جحد حرفا مما اجمع عليه او نقص او بدل حرفا اوزاد وهو عالم عامد فهو كافر
-من استخف بالقرءان او بالمصحف او سبهما او غير ذلك وهو عالم بذلك فهو كافر
- من جحد التوراة والانجيل والكتب المنزلة او سبها او استخف بها فهو كافر
-من لعن المصحف فانه يقتل
[3-حكم تفسير القرءان بالرأى:/
-يحرم تفسيره بغير علم والكلام فى معانيه لمن ليس من اهلها
-من كان اهلا للتفسير جامعا للادوات التى يعرف بها معناه وغلب على ظنه المرا فسره ان كان مما يدرك بالاجتهاد كالمعانى والاحكام الخفية والجلية
-ان كان من الامور التى طريقها النقل وتفسير الالفاظ اللغوية فلا يجوز الكلام الا بنقل صحيح من المعتمدين من اهله
-ومن كان ليس من اهل التفسير لكونه غير جامع لادواته حرام عليه التفسير لكن له ان ينقل عن المعتمدين من اهله
-المفسرون برأيهم من غير دليل صحيح اقسام:
*منهم من يحتج باية على تصحيح مذهبه لغرض فاسد ومنهم من يقصد الدعاء الى خير ويحتج بغير دلالة
-ومنهم من يفسر الفاظه العربية من غير الوقوف على معانيها عند اهلها ومعرفة ما قاله اهل التفسير فيها وهذا كله تفسير بالراى وهو حرام
4- حكم المراء فى القرءان
-يحرم الجدال والمراء فيه بغير حق والمراد بالمراء الشك وقيل الجدال المشكلة فيهوقيل هو الجدال الذى يفعله اهل الاهواء فى ايات القدر ونحوها
[5- ادب السؤال عن القرءان
-ينبغى لمن اراد ان يسال عن تقديم اية على اية او مناسبة اية لاية ان يقول ما الحكمة فى ذلك؟
-اذا ارتج على القارىء ما بعد الموضع الذى انتهى اليه فسأل عنه غيره فليقرأ ما قبلها ثم يسكتولا يقول كذا وكذا فانه يلتبس عليه
-اذا اراد ان يستدل باية فله ان يقول قال الله تعالى كذا او يقول الله تعالى كذا
6- من نسى شيئا من القرءان
-يكره ان يقول نسيت اية كذا بل يقول انسيتها او اسقطتها
7-يجوز
ان يقال سورة البقرة وسورة ال عمران ولا كراهة فى ذلك كما ثبت عن رسول الله عن الصحابة
[ 8- لا يمنع الكافر من سماع القرءان ويمنع من مس المصحف
-لا يجوز تعليمه القرءان اذا لم يرج اسلامه وان رجى اسلامه ففيه خلاف فى تعليمه
[9- الاستشفاء بالقرءان وما يقرا عند المريض
-لا باس بكتابة القرءان فى اناء ثم يغسل ويسقاه المريض
-النفث مع القرءان للرقية سنة مستحبة وليس بمكروه كما ثبت عن النبى من فعله
-كان النبى اذا اشتكى يقرا على نفسه المعوذات وينفث
-النفث نفخ لطيف بلا ريق
-يستحب ان يقرا عند المريض الفاتحة والاخلاص والمعوذتين مع النفث فى اليدين كما ثبت من فعل رسول الله
-ان المريض اذا قرىء عنده القرءان وجد لذلك خفة
[10- ما يقرا عند الميت
- يقرا عنده يس (حديث ضعيف)
-وقيل البقرة (حديث ضعيف)
الباب الثامن
تم نقل محتويات هذا الباب
الى مواضعها المتعلقة بها من الابواب الاخرى الباب التاسع
المقصد الكلى للباب:كتابة القرءان وجمعه وكتابة المصاحف وما يتعلق بها من الاحكام مثل صيانتها واحترامها وما يكتب به
المقاصد الفرعية

1-جمع القرءان
-القرءان العزيز كان مؤلفا زمن النبى على ما هو عليه فى المصاحف اليوم
-لم يكن مجموعا فى مصحف واحد بل كان محفوظا فى صدور الرجال
-كان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون بعضه
-لم يجمعه النبى فى مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادة ونسخ بعض المتلو ولم يزل ذلك التوقع الى وفاته
-لما كان زمن ابى بكر الصديق وقتل كثير من حملة القرءان استشار الصحابة فى جمعه فى مصحف فاشاروا بذلك فكتبه فى مصحف خاصة وقد امنوا ذلك التوقع واقتضت المصلحة ذلك اى جمعه
-لما كان زمن عثمان وانتشر الاسلام والفتوحات خاف عثمان وقوع الاختلاف المؤدى لترك شىء من القرءان او الزيادة فيه
-نسخ من ذلك المجموع عند حفصة الذى اجمعت عليه الصحابة مصاحف وبعث بها الى البلدان
-امر باتلاف ما خالفها وكان فعله باتفاق منه ومن على وسائر الصحابة رضى الله عنهم
-اختلف فى عدد المصاحف التى بعث بها فقال اكثر العلماء ان عثمان كتب اربع نسخ وقيل سبعة واحتبس عنده واحدة
-وفى المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها
[2-كتابة المصاحف ما يجوز منها وما لا يجوز/
-اتفق العلماء على استحباب كتابة المصحف وتحسين كتابتها وتثبيتها وايضاحها
-يستحب نقط المصحف وشكله فانه صيانة من اللحن فيه والتصحيف
-كراهة الشعبى والنخعى النقط ذلك الزمان خوفا من التغيير فيه وقد امن ذلك اليوم فلا مانع
-لا يمنع من كتابته لكونه من المحدثات فانه من المحدثات الحسنة كبناء المدارس وتصنيف العلم
3- بم يكتب القرءان واين يكتب [علامات الترقيم] .
-لا تجوز كتابة القرءان بشىء نجس
-تكره كتابته على الجدران ونقش الحيطان والثياب بالقرءان واسماء الله
-لا باس بكتابة القرءان فى قبلة المسجد
-لوكتب على خشبة كره احراقها
لا باس بكتابة حروف من القرءان اذا كان فى قصبة او جلد وخرز عليه والاولى تركه
-لوكتب القرءان على الحلوى والاطعمة لا باس باكلها
[4- وجوب صيانة المصحف واحترامه

-لو القاه مسلم فى القاذورات والعياذ بالله صار كافرا
-يحرم توسده بل توسد احاد كتب العلم حرام
-يستحب ان يقوم للمصحف اذا قدم به عليه
-تحرم المسافرة بالمصحف الى ارض العدو اذا خيف وقوعه فى ايديهم
-يحرم بيع المصحف من الذمى
-يصح بيع المصحف وشراؤه ولاكراهة فى شراؤه وفى بيعه خلاف
-يمنع المجنون و الصبى الذى لايميز من حمل المصحف وحمله سواء حمله بعلاقته او غيرها
-لوكتب القرءان فى لوح فحكمه حكم المصحف سواء قل المكتوب او كثر
[5- حكم مس المصحف وكتب العلم التى فيها قرءان
يجوز تصفح المحدث والجنب والحائض اوراق المصحف بعود وشبهه-
-اذا لف كمه على يده وقلب الورقة فحرام بلا خلاف
-اذا كتب المحدث او الجنب مصحفا ان كان يحمل الورقة او يمسها حال الكتابة فهو حرام
-لا يمس المصحف بموضع نجاسة غير معفو عنها ببدن المتطهر
-من لم يجد الماء ولا التراب لا يجوز له مس المصحف
-ان خاف على المصحف من حرق او غرق او وقوعه فى نجاسة او حصوله فى يد كافر وهو محدث فانه ياخذه للضرورة
-لا يجب على الولى والمعلم تكليف الصبى المميز الطهارة لحمل المصحف دفعا للمشقة
المنسوخ تلاوته لا يحرم مسه ولا حمله وكذلك التوراة والانجيل
-كتب الفقه او غيره من العلوم وفيه ايات من القرءان او لمس جدارا او حلوى او خبز منقوش به يجوز لانه ليس بمصحف
-كتب التفسير ان كان القرءان فيها اكثر من غيره حرم مسها وحملها وان كان الغالب التفسير ففيه خلاف ويحرم اذا استويا
-كتب الحديث ان لم يكن فيها ايات لم يحرم مسها والاولى العدم الا على طهارة

تم بحمد الله تعالى

اقتباس:
المقصد الكلى للكتاب
فضيلة تلاوة القرءان وحملته واداب معلم القرءان ومتعلمه واداب حامل القرءان وثوابه واداب قراءة القرءان فى الصلاة وخارج الصلاة واحوال تعرض للقارىء حال تلاوته وتعظيم القرءان واحترام المصحف واحكام المصاحف من حيث الكتابة وما هى الايات والسور المستحبة فى اوقات واحوال مخصوصة والاستشفاء بالقرءان والتادب فى السؤال

عنه والتحذير من المراء فيه واداب الناس كلهم مع القرءان



أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، مجهود طيب ، وكبير ، وخاصة أنكِ أسهبت في الكتابة ، وكلفتِ نفسك فوق المطلوب ، فما قمت به أشبه ما يكون بتلخيص واختصار للكتاب ، وإن ذكرت أيضا مقاصد الكتاب خلال عرضك للتلخيص .
كان المطلوب : تلخيص مقاصد الكتاب ، والتساؤل : كيف السبيل إليه ؟ من خلال خطوات :

  1. استخلاص مسائل الأبواب .
  2. جمع المتقارب والمتشابه منها تحت مقصد فرعي .
  3. صياغة مقصد للباب يتم استنتاجه من خلال المقاصد الفرعية .
  4. صياغة مقصد للكتاب كاملا يتم استنتاجه من خلال مقاصد الأبواب .
أما أنتِ ، فقد أطنبتِ في ذكر المسائل والمقاصد الفرعية وكثير منها استطرادي ، ولو اقتصرت على المطلوب فقط ، لانتهى التلخيص على ربع هذا الحجم تقريبا .
جهدٌ جيد ، خاصة ، وأنكِ لم تنسخي بل قمت بالكتابة ، إلا أن ذلك أدى بك إلى بعض الأمور التي يجب عليك مراعاتها :
  • الأخطاء الكتابية كثيرة جدا ، ولعل للكتابة والسرعة فيها سببا رئيسيا في ذلك .
  • علامات الترقيم لا تتم مراعاتها .
  • في هذه الأبواب أحكام فقهية كثيرة جدا عمدت إلى السرد فيها ، فلو أجملتِ تحت مقصد فرعي للباب كان ذلك أفضل .
تقييم التلخيص :
الشمول : 10 / 10
الترتيب : 10 / 10
التحرير العلمي : 8 / 10
الصياغة : 3 / 5
العرض : 4 / 5
استخلاص المقاصد الفرعية : 9 / 10
استخلاص المقصد الكلي للكتاب : 9 / 10
إجمالي الدرجات = 53 / 60

بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 15 ربيع الأول 1436هـ/5-01-2015م, 07:17 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

تلخيص الباب الثالث
المقصد الكلى للباب:فى اكرام اهل القرءان والنهى عن ايذائهم

المقاصد الفرعية
1-من تعظيم شعائر الله اكرام اهل القرءان و من اجلال الله تعالى اكرام من يحمل كلامه تعالى
قال تعالى ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب [لو جعلت للآيات والأحاديث تنسيقا خاصا كان ذلك من حسن العرض] .
عن ابى موسى الاشعرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اجلال الله تعالى اكرام ذى الشيبة المسلم وحامل القرءان غير الغالى فيه والجافى واكرام ذى السلطان المقسط


2-من تعظيم حرمات الله عدم ايذاء اهل القرءان
قال تعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
وقال الامام الحافظ بن عساكر اعلم يا اخى وفقنا الله واياك لمرضاته وجعلنا مما يخشاه ويتقيه حق تقاته ان لحوم العلماء مسمومة وعادة الله فى حق هتك استار متنقصيهم معلومة وان من اطلق لسانه فى العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب
قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم

3-ادب التعامل مع المؤمنين الذين منهم اهل القرءان وان تحفظ مكانتهم
قال تعالى واخفض جناحك للمؤمنين
عن عائشة رضى الله عنها قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم
عن ابى مسعود الانصارى البدرى عن رسول الله قال يؤم الناس اقرؤهم لكتاب الله تعالى

4-عقوبة من يؤذى المؤمنين والمؤمنات ويتهمهم بالباطل و-ايذان الله بالحرب من عادى اولياءه وحملة القرءان من اوليئه
قال تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا
عن ابى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله ان الله قال من عادى لى وليا فقد اذنته بالحرب
وعن الامامين الجليلين ابى حنيفة والشافعى رحمهما الله تعالى قالا ان لم يكن العلماء اولياء الله فليس لله ولى


فاتك ذكر هذه المسألة : من صلى الصبح فهو في ذمة الله


5- اهل القرءان هم اهل الصدارة فى مجالس الشورى ونحوها من المجالس المهمة حتى فى القبور
عن بن عباس قال كان القراء اصحاب مجلس عمر ومشاوريه كهولا كانوا او شبانا
عن جابر بن عبد الله ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى احد ثم يقول ايهما اكثر اخذا للقرءان فان اشير الى احدهما قدمه فى اللحد

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ ، يرجى الانتباه للملاحظات المشار إليها أثناء التصحيح ، ومنها :

  • الاهتمام بالتنسيق الخاص للآيات والأحاديث .
  • مراعاة علامات الترقيم .
  • الانتباه للأخطاء الكتابية .
تقييم تلخيص الباب الثالث :
الشمول : 9 / 10
الترتيب : 5 / 5
التحرير العلمي : 5 / 5
الصياغة : 3 / 5
العرض : 4 / 5
استخلاص مقصد الباب : 10 / 10

إجمالي الدرجات = 36 / 40

بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 11 ربيع الثاني 1436هـ/31-01-2015م, 08:22 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به
البناء العلمى هو أهم مرحلة فى مراحل طلب العلم ففى هذه المرحلة التى هى بعد مرحلة التأسيس العلمى يتمكن الطالب من بناء أصل علمى له يكثر النظر فيه خاصة إذا كان فيه مسائل كثيرة ومحررة فإنه يرسخ لديه العلم بإذن الله تعالى وذلك بان يكون الطالب: 1-لديه القدرة على التصنيف العلمى السليم لمسائل العلم التى يدرسها فيعرف كيف يلحق كل مسألة فى بابهاوأيضا يكون -لديه سرعة فى استخلاص المسائل العلمية فيكون هناك سرعة فى التحصيل العلمى-2
3-أن كثيرا من المسائل التى درسها الطالب فى مرحلة التأسيس باقتضاب سيدرسها فى هذه المرحلة بزيادة تفصيل وبيان
أمثلة لعناية العلماء بهذه المرحلة :
قال الإمام احمد انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث
فلما أراد أن يكتب المسند استخرج من هذا الاصل الذى لديه وكتب مسند فى نحو ثلاثين الف حديث
الإمام إسحاق بن اهوية يقول كانى انظر إلى مائة ألف حديث فى كتبى وثلاثين ألفا اسردها
الإمام مسلم صنف كتابه الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة سمعها من شيوخه
الإمام الدار قطنى صاحب كتاب العلل المصنف فى عشرين مجلدا إذا سئل عن حديث قال فلان وفلان كأنه يحصر الاسانيد التى روى بها هذا الطريق وهذا لا يحصل إلا من أصل جامع درسه وخرج منه بخلاصة
س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال
النوع الأول:أن يتخذ الطالب أصلا فى العلم الذى يدرسه يدمن قراءته ويتقن مسائله
مثلا فى الفقه يختار كتابا فقهيا جامعا من الكتب التى تمتاز بكثرة المسائل وحسن التحرير ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه من كثرة مراجعته والتعليق عليه وإضافة زيادة أو إيضاح لمسائله
وهذه الطريقة سلكها بعض العلماء كابن فرحون المالكى قال لازمت تفسير بن عطية حتى كدت أحفظه
ونقل القاضى عياض عن بن التبان أنه قرأ المدونة ألف مرة
النوع الثانى:ينشىء الطالب لنفسه أصلا وهذا النوع ينشأ منه أنواع:
فيمكن أن يبنى الطالب أصله من كتب عالم من العلماء واسع الإطلاع والفهم يلخص كتبه وما فيها من المسائل فيستفيد من طريقة هذا العالم فى دراسته للمسائل ويطبقها على نظائرها من المسائل
مثاله مافعله الإمام محمد بن عبد الوهاب والشيخ السعدى حيث أقبلا على كتب بن القيم وبن تيمية ودرسوا مقاصدها دراسة حسنة حتى إن الإمام محمد بن عبد الوهاب قبل أن يصدع بدعوته لخص بعض كتب بن تيمية فأفادته
ومن المعاصرين من أقبل على كتب الشيخ العثيمين ودرسوها وحفظوها فلا يكادون يسألوا عن مسألة إلا أفتوا فيها
ولكن هذه الطريقة لا تؤتى ثمارها حتى يصبر الطالب مدة من الزمن وهو يقرأ حتى يستظهر المسائل.
س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
المرحلة الأولى:دراسة مختصر فى العلم الذى يعلمه غرض ذلك المختصر أن يتعرف على كيفية دراسة المسائل العلمية والإلمام بها مجملا
المرحلة الثانية:الزياة على الأصل المختصر الذى تم دراسته بدراسة كتاب أوسع منه قليلا حتى يستفيد فائدتين:أ-مراجعة الأصل الذى درسه مختصرا
ب-زيادة تفصيل وبيان للمسائل التى سبق دراستها
المرحلة الثالثة :تكميل جوانب التأسيس بعد دراسة المختصر والزيادة عليه فيكمل ما لديه من ضعف فى بعض جوانب العلم مثلا أن يكون لديه ضعف فى البلاغة أو معرفة حروف المعانى أو ضعف فى مسائل الإشتقاق فيدرس مختصرا فيها بحيث يخرج من مرحلة المبتدئين إلى مرحلة المتوسطين
المرحلة الرابعة:قراءة كتاب جامع أو إتخاذ أصل مرجعى والزيادة عليه بعد إنهاء المراحل السابقة
فمثلا لو قرأ الإتقان او البرهان أو جمع بينهما ويلخص مسائله فيكون درسه دراسة حسنة
المرحلة الخامسة:القراءة المبوبة:أن الطالب سيجد فى العلم الذى يدرسه أبوابا فقد يجد كتابا قيما يعتبر عمدة بالنسبة له فيقرأه ويلخص مسائله ويضعه فى أصله كالموسوعات العلمية وهذه توفر وقتا وجهدا
مثاله الإستفادة من الدراسة الموسوعية للمؤلف محمد عبد الخالق عضيمة الذى صنف كتابه الموسوعى أساليب القرءان فى اثنى عشر مجلدا منها أربعة فى حروف المعانى
المرحلة السادسة:مرحلة المراجعة للأصل العلمى والحرص على فهرسته لتسهيل الوصول إلى المسائل ويمكن إستخدام الوسائل التقنية المتوفرة فى هذا العصر والإنتفاع بها فيجعل فى كل علم أبوابا وتحت كل باب ما لخصه وحرره وما إطلع عليه من مطالعة الكتب الموسوعية المتعلقة بهذا الباب
ففى هذه المرحلة يغذى أصله العلمى بثلاث أمور:
أ-حصيلته العلمية السابقة
ب- قراءة كتاب قيم فى كل علم وتلخيص مسائله
ج-الإستفادة من الدراسة الموسوعية

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م, 01:01 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به
البناء العلمى هو أهم مرحلة فى مراحل طلب العلم ففى هذه المرحلة التى هى بعد مرحلة التأسيس العلمى يتمكن الطالب من بناء أصل علمى له يكثر النظر فيه خاصة إذا كان فيه مسائل كثيرة ومحررة فإنه يرسخ لديه العلم بإذن الله تعالى وذلك بان يكون الطالب: 1-لديه القدرة على التصنيف العلمى السليم لمسائل العلم التى يدرسها فيعرف كيف يلحق كل مسألة فى بابهاوأيضا يكون -لديه سرعة فى استخلاص المسائل العلمية فيكون هناك سرعة فى التحصيل العلمى-2
3-أن كثيرا من المسائل التى درسها الطالب فى مرحلة التأسيس باقتضاب سيدرسها فى هذه المرحلة بزيادة تفصيل وبيان .
أمثلة لعناية العلماء بهذه المرحلة :
قال الإمام احمد انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث
فلما أراد أن يكتب المسند استخرج من هذا الاصل الذى لديه وكتب مسند فى نحو ثلاثين الف حديث
الإمام إسحاق بن اهوية يقول كانى انظر إلى مائة ألف حديث فى كتبى وثلاثين ألفا اسردها
الإمام مسلم صنف كتابه الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة سمعها من شيوخه
الإمام الدار قطنى صاحب كتاب العلل المصنف فى عشرين مجلدا إذا سئل عن حديث قال فلان وفلان كأنه يحصر الاسانيد التى روى بها هذا الطريق وهذا لا يحصل إلا من أصل جامع درسه وخرج منه بخلاصة
س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال
النوع الأول:أن يتخذ الطالب أصلا فى العلم الذى يدرسه يدمن قراءته ويتقن مسائله
مثلا فى الفقه يختار كتابا فقهيا جامعا من الكتب التى تمتاز بكثرة المسائل وحسن التحرير ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه من كثرة مراجعته والتعليق عليه وإضافة زيادة أو إيضاح لمسائله
وهذه الطريقة سلكها بعض العلماء كابن فرحون المالكى قال لازمت تفسير بن عطية حتى كدت أحفظه
ونقل القاضى عياض عن بن التبان أنه قرأ المدونة ألف مرة
النوع الثانى:ينشىء الطالب لنفسه أصلا وهذا النوع ينشأ منه أنواع:
فيمكن أن يبنى الطالب أصله من كتب عالم من العلماء واسع الإطلاع والفهم يلخص كتبه وما فيها من المسائل فيستفيد من طريقة هذا العالم فى دراسته للمسائل ويطبقها على نظائرها من المسائل
مثاله مافعله الإمام محمد بن عبد الوهاب والشيخ السعدى حيث أقبلا على كتب بن القيم وبن تيمية ودرسوا مقاصدها دراسة حسنة حتى إن الإمام محمد بن عبد الوهاب قبل أن يصدع بدعوته لخص بعض كتب بن تيمية فأفادته
ومن المعاصرين من أقبل على كتب الشيخ العثيمين ودرسوها وحفظوها فلا يكادون يسألوا عن مسألة إلا أفتوا فيها
ولكن هذه الطريقة لا تؤتى ثمارها حتى يصبر الطالب مدة من الزمن وهو يقرأ حتى يستظهر المسائل.
ذكرتِ أن هذا النوع ينشأ منه أنواع ، ثم ذكرتِ واحدا .
كما فاتك ذكر التأليف كما فعل الإمام السيوطي في التحبير ثم الإتقان .

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
المرحلة الأولى:دراسة مختصر فى العلم الذى يعلمه غرض ذلك المختصر أن يتعرف على كيفية دراسة المسائل العلمية والإلمام بها مجملا .
المرحلة الثانية:الزياة على الأصل المختصر الذى تم دراسته بدراسة كتاب أوسع منه قليلا حتى يستفيد فائدتين:أ-مراجعة الأصل الذى درسه مختصرا .
ب-زيادة تفصيل وبيان للمسائل التى سبق دراستها
المرحلة الثالثة :تكميل جوانب التأسيس بعد دراسة المختصر والزيادة عليه فيكمل ما لديه من ضعف فى بعض جوانب العلم مثلا أن يكون لديه ضعف فى البلاغة أو معرفة حروف المعانى أو ضعف فى مسائل الإشتقاق فيدرس مختصرا فيها بحيث يخرج من مرحلة المبتدئين إلى مرحلة المتوسطين
المرحلة الرابعة:قراءة كتاب جامع أو إتخاذ أصل مرجعى والزيادة عليه بعد إنهاء المراحل السابقة
فمثلا لو قرأ الإتقان او البرهان أو جمع بينهما ويلخص مسائله فيكون درسه دراسة حسنة
المرحلة الخامسة : القراءة المبوبة : أن الطالب سيجد فى العلم الذى يدرسه أبوابا فقد يجد كتابا قيما يعتبر عمدة بالنسبة له فيقرأه ويلخص مسائله ويضعه فى أصله كالموسوعات العلمية وهذه توفر وقتا وجهدا
مثاله الإستفادة من الدراسة الموسوعية للمؤلف محمد عبد الخالق عضيمة الذى صنف كتابه الموسوعى أساليب القرءان فى اثنى عشر مجلدا منها أربعة فى حروف المعانى
المرحلة السادسة:مرحلة المراجعة للأصل العلمى والحرص على فهرسته لتسهيل الوصول إلى المسائل ويمكن إستخدام الوسائل التقنية المتوفرة فى هذا العصر والإنتفاع بها فيجعل فى كل علم أبوابا وتحت كل باب ما لخصه وحرره وما إطلع عليه من مطالعة الكتب الموسوعية المتعلقة بهذا الباب
ففى هذه المرحلة يغذى أصله العلمى بثلاث أمور:
أ-حصيلته العلمية السابقة
ب- قراءة كتاب قيم فى كل علم وتلخيص مسائله
ج-الإستفادة من الدراسة الموسوعية
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابتكِ جيدة ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
فاتكِ بعض الأمور تم التنبيه إليها ، كما يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - ، ولمراعاة علامات الترقيم .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 9 جمادى الأولى 1436هـ/27-02-2015م, 08:10 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الر حمن الرحيم
تلخيص درس أنواع الإختلاف فى التفسير
المسائل التى وردت فى الشرح:
-اختلاف السلف من الصحابة والتابعين فى التفسير قليل
-الاختلاف فى التفسير على نوعين
-اختلاف التنوع على قسمين
-تنبيه خاص بتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم
-ما يلحق بالنوع الثانى من أنواع الإختلاف
-معنى قول السلف نزلت فى كذا
-كيفية النظر الصحيح فى الاختلاف الوارد عن السلف فى تفسير آية او كلمة

تلخيص المسائل:
-اختلاف السلف من الصحابة والتابعين فى التفسير قليل
قد يكون كلام السلف من الصحابة والتابعين فى التفسير مختلفا ولكن اختلافهم قليل بالنسبة لاختلافهم فى الأحكام الفقهية ولكن قد يعترض معترض بان الخلاف فى كل آية موجود عن السلف فى تفسير الكلمات والآيات ويرد على هذا بقاعدة أصولية بأن الاختلاف نوعان
الاختلاف فى التفسير على نوعين:
النوع الأول :اختلاف تضاد:وهو أن يرد قولان لا يمكن اجتماعهما فى المفسر فإذا قيل باحدهما انتفى الآخر
وهذا النوع كما ذكر المصنف قليل
ومثاله كما فى قوله تعالى :"فناداها من تحتها"
فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
النوع الثانى :اختلاف تنوع
وهو أن يرد قولان يمكن اجتماعهما فى المفسربلا تعارض ولا تضاد إما :
لرجوع الاقوال إلى معنى واحد
وإما لتنوع الأقوال وتعددها من غير معارض
واختلاف التنوع على قسمين:
القسم الأول:وهو أن يكون الخلاف فيه راجعا إلى معنى واحد وهو ان يعبر كل واحد من السلف عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى بمنزلة الأسماء المتكافئةالتى بين المترادفة والمتباينة التى تتفق فى الذات (أى من جهة الدلالة على المسمى) وتختلف فى المعنى (أى من جهة دلالتها على الوصف) وله أسباب منها:
-النظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شىء معين
-او لحاجته التى فيها إصلاحه من جهة الهداية
-أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله
فائدةٌ مُهِمَّةٌ في التفسيرِ وفي غيرِه، وهي أن نعرفَ أن السَّلفَ كثيرًا مـا يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى
مثال ذلك القسم :
قوله تعالى{من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر ما هو؟ هل هو القرآن؟ هل هو السنة؟ هل هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم؟ هل هو ذكر الله؟ يعني التسبيح والتحميد هذه كلها متلازمة، ظاهرها مختلفة، أناس فسروها بالقرآن، وناس فسروها بالسنة، وناس فسروها بكذا، لكن من حيث الدلالة فإنها متلازمة لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.
. كما قيل في اسم السيف: الصارم والمهند.
وذلك مثل أسماء الله الحسنى، وأسماء رسوله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم، وأسماء القرآن فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضاداً لدعائه باسم آخر، بل الأمر كما قال تعالى: {قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم كالعليم يدل على الذات والعلم، والقدير يدل على الذات والقدرة، والرحيم يدل على الذات والرحمة
قضية تتعلق بمقصود السائل:
-إن كان مقصوده تعيين المسمى فيعبر له بأى عبارة تدل عليه ومثاله:كما فى قوله تعالى :"من اعرض عن ذكرى"يقال ذكره كتابه وكلامه وهداه--تعبير عن الذات بشىء من اوصافه
-وإن كان مقصوده معرفة ما فى الإسم من صفة فهذا لابد من تعريفه بالمعنى الذى تتضمنه هذه الصفة ونظيره قوله تعالى" اهدنا الصراط المستقيم"
تفسير الصراط أقوال منها القرآن والإسلام وبينهما تلازم فالإسلام كتابه القرءان والقرءان يتضمن شريعة الإسلام

القسم الثانى من اختلاف التنوع الراجع إلى التفسير بالمثال:
أن يكون الخلاف راجعا إلى أكثر من معنى وهو أن يذكر للمعنى العام أقوال على سبيل التمثيل لا التخصيص
قاعدة:ان الاصل فى تفسير السلف للعموم انه على سبيل التمثيل لا التخصيص
- فائدة:التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق تمامالأن طلب الحد المطابق نوع من التعجيز
مثال القسم الثانى: قوله تعالى:"ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا "
ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ. فمَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ , وهو الصلاةُ المفروضةُ , وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.
ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك
و مثاله أيضا :في قوله تعالى: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} في سورة النحل: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } هذه الحسنة ما هي؟
قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} يعني لنعطينهم ولننـزلنهم في هذه الدنيا مالاً ونعطيهم مالاً جزيلاً، قال آخرون: هي الزوجات والجواري، قال آخرون: هي الإمارة حيث ينفذ أمرهم ونهيهم هذه كلها تفاسير نعم ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.
إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد لا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة
إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يسوغ تخصيصه، مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً. .
"التَّنبيهُ" إلى أنه إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)) فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.

-ما يلحق بالنوع الثانى من أنواع الإختلاف:(أسباب النزول)
قد يجئ السبب الواحد للآية مختلفاً، وقد يجئ ذكر السبب واحداً فإذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت، وهذا يدل له دلالة واضحة ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

إذا وجَدْتَ آيةً حـُكِيَ أنها نَزلتْ في فلانٍ، وحكى ثانٍ أنها نزلَتْ في فلانٍ , وحَكَى ثالثٌ أنها نزَلَتْ في فلانٍ؛ فإنَّ هذا الخلافَ يُعتبرُ اختلافَ تنوُّعٍ , ولا يُعتَبَرُ اختلافَ تناقُضٍ. وهذه فائدةٌ مهِمَّةٌ ينبغي التركيزُ عليها.
وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ
قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
معنى قول السلف نزلت فى كذا
الذين قالوا بالنـزولِ لم يَقصِدُوا أنَّ حكمَ الآيةِ مختصٌّ بأولئكَ الأعيانِ دونَ غيرِهِم " لأنَّكَ لو قُلتَ: إنها مختصَّةٌ بأولئكَ الأعيانِ، فإنَّ العبرةَ عندَكَ هنا تكونُ بخصوصِ السَّببِ، ومِن ثَمَّ فإنَّه لا يدخُلُ في عمومِ اللفظِ أحدٌ غيرُ مَن وردتْ في شأنِه.
قال المصنِّفُ: " فإنَّ هذا لا يقولُه مسلمٌ ولا عاقلٌ على الإطلاقِ ". يعني: أنَّ كونَ الآيةِ نَزلَتْ في فلانٍ , ولا تتعدَّاهُ، فيقولُ مثلًا: إنَّ آيةَ الظِّهارِ نزلَتْ في أوسِ بنِ الصامِتِ , فهي تختصُّ بأوسِ بنِ الصامِتِ , ولا تتعدَّاهُ. فيَنقَطِعُ الحكمُ، هذا لا يقولُه أحدٌ، بل الصوابُ أنَّ أوسَ بنَ الصامِتِ هو سببُ النـزولِ , لكنه يُعتبرُ مثالًا للعمومِ الواردِ في الآيةِ. وسيأتي إن شاءَ اللَّهُ تعالى في التطبيقِ أمثلةٌ من هذا النوعِ، وسوف يَظهرُ من نِقاشِها أنها من بابِ التمثيلِ
فائدة:
أنه قد تذكر أكثر من حادثة نزلت في كذا أو في كذا وهذه كلها أفراد للعام لا يعني تخصيصها أو إلغاء معنى الآية لأجل الاختلاف في سبب النـزول
. أنهم قد لا يقولون نزلت في كذا ولا يعنون سبب نزولها أول مرة ولكن يعنون أن الآية صالحة لتناول هذا الذي حصل حيث تلا النبي عليه الصلاة والسلام عليهم تلك الآيات
-كيفية النظر الصحيح فى الاختلاف الوارد عن السلف فى تفسير آية او كلمة
-أولا النظر إلى المسمى الذى يجمع هذا الاختلاف
-النظر إلى المسمى من جهة صفاته أى :معانيه المختلفة -هل بين هذه المعانى تلازم؟
-فإن كان بينها تلازم وأن الواحد يؤول إلى الآخر أو مرتبط به لا يقوم هذا إلا بهذا او يكون صفات مختلفة لمسمى واحد كل واحد ينظر إلى جهة فهذا لا يسمى اختلاف بل نقول:
فسرها بعضهم بكذا وبعضهم بكذا ثم تقول بأن هذه الاقوال مؤداها واحد كما يفعل بن جرير وبن كثير وجماعات من أهل العلم


رد مع اقتباس
  #41  
قديم 9 جمادى الأولى 1436هـ/27-02-2015م, 08:10 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

التلخيص الثاني: احتمال اللفظ لأكثر من معنى

بسم الله الرحمن الرحيم
عناصر الدرس:
-من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:

مسائل العناصر
من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
أمثلة
حكم هذا النوع من الخلاف

من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك
الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع "
فائدة
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر

أمثلة
الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
أمثلة
مآل هذا النوع من الخلاف

-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
التعقيب على كلام المصنف
2-الالفاظ المشتركة
3-الالفاظ المتواطئة
فائدة
تلخيص المسائل:

من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
بعض الخلاف المنقول عن السلف راجع إلى اللغة فيكون اللفظ الذي اختلفوا فيه في اللغة محتملاً، احتماله من لا جهة الحقيقة والمجاز كما يدعيه المتأخرون، لكن من جهة أنه مشترك يطلق على هذا وهذاوإما لكون اللفظ متواطئاً، فيكون عاماً إذا لم يكن لتخصيصه موجب
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
والمشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى
أمثلة
كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس وقسورة والصريمِ
ونحوِ ذلك فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.
كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي.
كذلك لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ
حكم هذا النوع من الخلاف
ففى هذه الحال السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا فمِثلُ هذا يجوزُ أن يُرادَ به كلُّ المعاني فنُفَسِّرَ عليها.
من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
وذلك كما فى التنازُعِ الوارِدِ مثاله في (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.

الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك

بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ،ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً

الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع
"شيخَ الإسلامِ رحمه اللَّهُ لمَّا ذَكرَ النوعَ الأولَ من اختلافِ التنوُّعِ جعلَ الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني , كما سبَق له في تفسيرِ قولِه تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} بكلامي أو كتابي أو هُداي، فهذه كلُّها تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي القرآنُ.
ولكن هنا في النَّوعِ الثاني من الاختلافِ يلاحَظُ أنَّ المعانيَ مختلفةٌ , وترجعُ إلى أكثرَ مِن ذاتٍ , كما في المشترَكِ والمتواطِئِ
فائدة
إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ
ومن أشْهَرِ الأمثلةِ عليه أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر
أمثلة
قولِه تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى}
السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟
فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ، ومعنى هذا أنَّ أيَّ خلافٍ في مرجعِ الضميرِ فإنَّ سببَه هو التواطؤُ

مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا.

الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
فأيُّ وصفٍ وردَ , وموصوفُه محذوفٌ، واختُلِفَ في هذا المحذوفِ؛ فإنَّ سببَ هذا الخلافِ هو التواطؤُ
أمثلة
قولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ
أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ
أيضًا قولُه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ} قيل: الخُنَّسُ النجومُ والكواكبُ، وقيل: الخُنَّسُ بَقرُ الوحشِ والظِّباءُ، فالخُنَّسُ مشتَقٌّ من الخُنوسِ وهو التأخُّرُ، وسمِّيت النجومُ خُنَّسًا؛ لأنها تتأخَّرُ فلا تَظهرُ مباشرةً مع الليلِ , وكذلك بقرُ الوحشِ والظِّباءُ إذا رأتْ إنسيًّا تأخَّرَتْ وهرَبَتْ، فوَصْفُ الخُنَّسِ مشترَكٌ بينَهما كوصفٍ كُلِّيٍّ، وإن كان خنوسُ هذه يختلفُ عن خنوسِ هذه،
فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ ،
مآل هذا النوع من الخلاف
مِثلُ هذا الاختلافِ يمكنُ أن يُرادَ به المعنيان المذكوران ما دام أنَّ اللفظَ يحتملُ كِلا المعنيَين، وأنَّ كِلاهما مرويٌّ عن السَّلفِ، وإن كان السياقُ قد يُرجِّحُ أحدَهما على الآخَرِ
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
كَوْنِ الآيةِ نَزَلَتْ مَرَّتينِ فَأُرِيدَ بِهَا هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً
التعقيب على كلام المصنف
وقولُ المصنِّفِ: " إمَّا لكونِ الآيةِ نَزلتْ مرَّتين " هو احتمالٌ عقليٌّ؛ لأنَّ الأصلَ في نزولِ الآياتِ أن تنزلَ مرَّةً واحدة
2-الالفاظ المشتركة:إذا لم يكن بين المعنيين تضاد ولا يمكن الجمع بينهما مثل القرء
3-الالفاظ المتواطئة
الضابط
اللفظِ المتواطِئ يكونُ عامًّا إذا لم يكن لتخصيصه موجبٌ
مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ

ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ.
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ
فائدة
يُفهَمَ مما تقدَّمَ أنَّ المتواطِئَ – خصوصًا في الأوصافِ – يدخُلُ في القِسمِ الثاني من أقسامِ اختلافِ التنوُّعِ الذي هو العامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ


رد مع اقتباس
  #42  
قديم 21 جمادى الأولى 1436هـ/11-03-2015م, 09:54 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الر حمن الرحيم
تلخيص درس أنواع الإختلاف فى التفسير
المسائل التى وردت فى الشرح:
-اختلاف السلف من الصحابة والتابعين فى التفسير قليل
-الاختلاف فى التفسير على نوعين
-اختلاف التنوع على قسمين
-تنبيه خاص بتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم
-ما يلحق بالنوع الثانى من أنواع الإختلاف
-معنى قول السلف نزلت فى كذا
-كيفية النظر الصحيح فى الاختلاف الوارد عن السلف فى تفسير آية او كلمة
أحسنت، بارك الله فيك، ولإتقان أكثر لعمل قائمة عناصر الدرس فيرجى مراجعة نموذج الإجابة مع الشرح في آخر الملخص.
تلخيص المسائل:
-اختلاف السلف من الصحابة والتابعين فى التفسير قليل
قد يكون كلام السلف من الصحابة والتابعين فى التفسير مختلفا ولكن اختلافهم قليل بالنسبة لاختلافهم فى الأحكام الفقهية ولكن قد يعترض معترض بان الخلاف فى كل آية موجود عن السلف فى تفسير الكلمات والآيات ويرد على هذا بقاعدة أصولية بأن الاختلاف نوعان
الاختلاف فى التفسير على نوعين:
النوع الأول :اختلاف تضاد:وهو أن يرد قولان لا يمكن اجتماعهما فى المفسر فإذا قيل باحدهما انتفى الآخر
وهذا النوع كما ذكر المصنف قليل
ومثاله كما فى قوله تعالى :"فناداها من تحتها"
فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
النوع الثانى :اختلاف تنوع
وهو أن يرد قولان يمكن اجتماعهما فى المفسربلا تعارض ولا تضاد إما :
لرجوع الاقوال إلى معنى واحد
وإما لتنوع الأقوال وتعددها من غير معارض
واختلاف التنوع على قسمين:
القسم الأول:وهو أن يكون الخلاف فيه راجعا إلى معنى واحد (بل إلى أكثر من معنى)
وهو ان يعبر كل واحد من السلف عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى بمنزلة الأسماء المتكافئةالتى بين المترادفة والمتباينة التى تتفق فى الذات (أى من جهة الدلالة على المسمى) وتختلف فى المعنى (أى من جهة دلالتها على الوصف)
(في هذا النوع تعود الأقوال إلى أكثر من معنى كالقرآن، والإسلام، والسنة، وتعود أيضا إلى ذات واحدة، فننتبه إلى الفرق بين المعنى والذات)
وله أسباب منها:

-النظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شىء معين
-او لحاجته التى فيها إصلاحه من جهة الهداية
-أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله
هذه أسباب لوجود اختلاف التنوع عموما، ومن المناسب أن يوضع هذا الكلام كتمهيد للدرس وقبل الدخول في الأنواع (تابعي نموذج الإجابة).

فائدةٌ مُهِمَّةٌ في التفسيرِ وفي غيرِه،
وهي أن نعرفَ أن السَّلفَ كثيرًا مـا يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى من المناسب تأخير ذكر هذه الفائدة بعد الكلام عن أثر فهم مقصود السائل في عبارة المفسر حتى تتضح بالمثال.
مثال ذلك القسم :
قوله تعالى{من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر ما هو؟ هل هو القرآن؟ هل هو السنة؟ هل هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم؟ هل هو ذكر الله؟ يعني التسبيح والتحميد هذه كلها متلازمة، ظاهرها مختلفة، أناس فسروها بالقرآن، وناس فسروها بالسنة، وناس فسروها بكذا، لكن من حيث الدلالة فإنها متلازمة لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.
. كما قيل في اسم السيف: الصارم والمهند. في ذكر كلام المفسرين نورد أمثلة قرآنية، والمثال الذي أوردتيه يمكن ذكره في أنواع الألفاظ كمدخل للدرس.
وذلك مثل أسماء الله الحسنى، وأسماء رسوله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم، وأسماء القرآن فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضاداً لدعائه باسم آخر، بل الأمر كما قال تعالى: {قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم كالعليم يدل على الذات والعلم، والقدير يدل على الذات والقدرة، والرحيم يدل على الذات والرحمة
قضية تتعلق بمقصود السائل:
-إن كان مقصوده تعيين المسمى فيعبر له بأى عبارة تدل عليه ومثاله:كما فى قوله تعالى :"من اعرض عن ذكرى"يقال ذكره كتابه وكلامه وهداه--تعبير عن الذات بشىء من اوصافه
-وإن كان مقصوده معرفة ما فى الإسم من صفة فهذا لابد من تعريفه بالمعنى الذى تتضمنه هذه الصفة ونظيره قوله تعالى" اهدنا الصراط المستقيم"
تفسير الصراط أقوال منها القرآن والإسلام وبينهما تلازم فالإسلام كتابه القرءان والقرءان يتضمن شريعة الإسلام

القسم الثانى من اختلاف التنوع الراجع إلى التفسير بالمثال:
أن يكون الخلاف راجعا إلى أكثر من معنى وهو أن يذكر للمعنى العام أقوال على سبيل التمثيل لا التخصيص هنا الأقوال ترجع كلها إلى معنى واحد وهو الاسم العام كلفظ الظلم، أو الحسنة ونحو ذلك مما جاء في أمثلة الدرس.
قاعدة:ان الاصل فى تفسير السلف للعموم انه على سبيل التمثيل لا التخصيص
- فائدة:التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق تمامالأن طلب الحد المطابق نوع من التعجيز
مثال القسم الثانى: قوله تعالى:"ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا "
ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ. فمَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ , وهو الصلاةُ المفروضةُ , وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.
ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك
و مثاله أيضا :في قوله تعالى: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} في سورة النحل: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } هذه الحسنة ما هي؟
قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} يعني لنعطينهم ولننـزلنهم في هذه الدنيا مالاً ونعطيهم مالاً جزيلاً، قال آخرون: هي الزوجات والجواري، قال آخرون: هي الإمارة حيث ينفذ أمرهم ونهيهم هذه كلها تفاسير نعم ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.
إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد لا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة
إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يسوغ تخصيصه، مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً. .
"التَّنبيهُ" إلى أنه إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)) فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.

-ما يلحق بالنوع الثانى من أنواع الإختلاف:(أسباب النزول) أسباب النزول إذا تعددت فهي بمثابة أمثلة للعموم الوارد في الآية
قد يجئ السبب الواحد للآية مختلفاً، وقد يجئ ذكر السبب واحداً فإذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت، وهذا يدل له دلالة واضحة ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.
هذا الكلام يجب أن يفصل فيشرح معنى القاعدة، ثم يستدل لها، ثم تذكر الأمثلة على اختلاف أسباب النزول الواردة عن بعض السلف.

إذا وجَدْتَ آيةً حـُكِيَ أنها نَزلتْ في فلانٍ، وحكى ثانٍ أنها نزلَتْ في فلانٍ , وحَكَى ثالثٌ أنها نزَلَتْ في فلانٍ؛ فإنَّ هذا الخلافَ يُعتبرُ اختلافَ تنوُّعٍ , ولا يُعتَبَرُ اختلافَ تناقُضٍ. وهذه فائدةٌ مهِمَّةٌ ينبغي التركيزُ عليها.
وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ
قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
معنى قول السلف نزلت فى كذا
الذين قالوا بالنـزولِ لم يَقصِدُوا أنَّ حكمَ الآيةِ مختصٌّ بأولئكَ الأعيانِ دونَ غيرِهِم " لأنَّكَ لو قُلتَ: إنها مختصَّةٌ بأولئكَ الأعيانِ، فإنَّ العبرةَ عندَكَ هنا تكونُ بخصوصِ السَّببِ، ومِن ثَمَّ فإنَّه لا يدخُلُ في عمومِ اللفظِ أحدٌ غيرُ مَن وردتْ في شأنِه.
قال المصنِّفُ: " فإنَّ هذا لا يقولُه مسلمٌ ولا عاقلٌ على الإطلاقِ ". يعني: أنَّ كونَ الآيةِ نَزلَتْ في فلانٍ , ولا تتعدَّاهُ، فيقولُ مثلًا: إنَّ آيةَ الظِّهارِ نزلَتْ في أوسِ بنِ الصامِتِ , فهي تختصُّ بأوسِ بنِ الصامِتِ , ولا تتعدَّاهُ. فيَنقَطِعُ الحكمُ، هذا لا يقولُه أحدٌ، بل الصوابُ أنَّ أوسَ بنَ الصامِتِ هو سببُ النـزولِ , لكنه يُعتبرُ مثالًا للعمومِ الواردِ في الآيةِ. وسيأتي إن شاءَ اللَّهُ تعالى في التطبيقِ أمثلةٌ من هذا النوعِ، وسوف يَظهرُ من نِقاشِها أنها من بابِ التمثيلِ
فائدة:
أنه قد تذكر أكثر من حادثة نزلت في كذا أو في كذا وهذه كلها أفراد للعام لا يعني تخصيصها أو إلغاء معنى الآية لأجل الاختلاف في سبب النـزول
. أنهم قد لا يقولون نزلت في كذا ولا يعنون سبب نزولها أول مرة ولكن يعنون أن الآية صالحة لتناول هذا الذي حصل حيث تلا النبي عليه الصلاة والسلام عليهم تلك الآيات
كلامك الأخير فيما يتعلق بتعدد أسباب النزول قد أكثرت فيه من النسخ وخرج الكلام عن كونه تلخيصا، فتأملي
-كيفية النظر الصحيح فى الاختلاف الوارد عن السلف فى تفسير آية او كلمة
-أولا النظر إلى المسمى الذى يجمع هذا الاختلاف
-النظر إلى المسمى من جهة صفاته أى :معانيه المختلفة -هل بين هذه المعانى تلازم؟
-فإن كان بينها تلازم وأن الواحد يؤول إلى الآخر أو مرتبط به لا يقوم هذا إلا بهذا او يكون صفات مختلفة لمسمى واحد كل واحد ينظر إلى جهة فهذا لا يسمى اختلاف بل نقول:
فسرها بعضهم بكذا وبعضهم بكذا ثم تقول بأن هذه الاقوال مؤداها واحد كما يفعل بن جرير وبن كثير وجماعات من أهل العلم
ممتازة يا أمل، بارك الله فيك ونفع بك
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 97 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 04:27 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
التلخيص الثاني: احتمال اللفظ لأكثر من معنى

بسم الله الرحمن الرحيم
عناصر الدرس:
-من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:

مسائل العناصر
من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
أمثلة
حكم هذا النوع من الخلاف

من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك
الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع "
فائدة
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر

أمثلة
الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
أمثلة
مآل هذا النوع من الخلاف

-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
التعقيب على كلام المصنف
2-الالفاظ المشتركة
3-الالفاظ المتواطئة
فائدة



تلخيص المسائل:

من أسباب اختلاف التنوع :اللغة
بعض الخلاف المنقول عن السلف راجع إلى اللغة فيكون اللفظ الذي اختلفوا فيه في اللغة محتملاً، احتماله من لا جهة الحقيقة والمجاز كما يدعيه المتأخرون، لكن من جهة أنه مشترك يطلق على هذا وهذاوإما لكون اللفظ متواطئاً، فيكون عاماً إذا لم يكن لتخصيصه موجب
أ-الألفاظ المشتركة:
التعريف
والمشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى
أمثلة
كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس وقسورة والصريمِ
ونحوِ ذلك فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.
كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي.
كذلك لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ
حكم هذا النوع من الخلاف
ففى هذه الحال السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا فمِثلُ هذا يجوزُ أن يُرادَ به كلُّ المعاني فنُفَسِّرَ عليها.
من الألفاظ المشتركة ما يكون الخلاف فيه من نوع التضاد
وذلك كما فى التنازُعِ الوارِدِ مثاله في (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.

الخلاف بين اهل العلم فى المراد بالمشترك الخلاف في جواز حمل الآية على كلا معنيي المشترك

بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ،ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً

الفرق بين هذا النوع من الخلاف والنوع الأول من اختلاف التنوع لا داعي لجعلها مسألة يكفيك أن تذكريه عند التقسيم بأنه من اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى.
"شيخَ الإسلامِ رحمه اللَّهُ لمَّا ذَكرَ النوعَ الأولَ من اختلافِ التنوُّعِ جعلَ الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني , كما سبَق له في تفسيرِ قولِه تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} بكلامي أو كتابي أو هُداي، فهذه كلُّها تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي القرآنُ.
ولكن هنا في النَّوعِ الثاني من الاختلافِ يلاحَظُ أنَّ المعانيَ مختلفةٌ , وترجعُ إلى أكثرَ مِن ذاتٍ , كما في المشترَكِ والمتواطِئِ
فائدة
إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ
ب-الألفاظ المتواطئة:
التعريف
اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ
ومن أشْهَرِ الأمثلةِ عليه أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

المتواطىء على نوعين:
الأول:الضمائر
أمثلة
قولِه تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى}
السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟
فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ، ومعنى هذا أنَّ أيَّ خلافٍ في مرجعِ الضميرِ فإنَّ سببَه هو التواطؤُ

مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا.

الثانى :الاوصاف التى حذفت موصوفاتها
فأيُّ وصفٍ وردَ , وموصوفُه محذوفٌ، واختُلِفَ في هذا المحذوفِ؛ فإنَّ سببَ هذا الخلافِ هو التواطؤُ
أمثلة
قولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ
أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ
أيضًا قولُه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ} قيل: الخُنَّسُ النجومُ والكواكبُ، وقيل: الخُنَّسُ بَقرُ الوحشِ والظِّباءُ، فالخُنَّسُ مشتَقٌّ من الخُنوسِ وهو التأخُّرُ، وسمِّيت النجومُ خُنَّسًا؛ لأنها تتأخَّرُ فلا تَظهرُ مباشرةً مع الليلِ , وكذلك بقرُ الوحشِ والظِّباءُ إذا رأتْ إنسيًّا تأخَّرَتْ وهرَبَتْ، فوَصْفُ الخُنَّسِ مشترَكٌ بينَهما كوصفٍ كُلِّيٍّ، وإن كان خنوسُ هذه يختلفُ عن خنوسِ هذه،
فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ ،
مآل هذا النوع من الخلاف حكم حمل الآية على جميع هذه المعاني
مِثلُ هذا الاختلافِ يمكنُ أن يُرادَ به المعنيان المذكوران ما دام أنَّ اللفظَ يحتملُ كِلا المعنيَين، وأنَّ كِلاهما مرويٌّ عن السَّلفِ، وإن كان السياقُ قد يُرجِّحُ أحدَهما على الآخَرِ
-الاحوال التى يمكن حمل اللفظ فيها على جميع معانيه:
1-كون الآية نزلت مرتين:
كَوْنِ الآيةِ نَزَلَتْ مَرَّتينِ فَأُرِيدَ بِهَا هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً
التعقيب على كلام المصنف
وقولُ المصنِّفِ: " إمَّا لكونِ الآيةِ نَزلتْ مرَّتين " هو احتمالٌ عقليٌّ؛ لأنَّ الأصلَ في نزولِ الآياتِ أن تنزلَ مرَّةً واحدة
2-الالفاظ المشتركة:إذا لم يكن بين المعنيين تضاد ولا يمكن الجمع بينهما مثل القرء
3-الالفاظ المتواطئة
الضابط
اللفظِ المتواطِئ يكونُ عامًّا إذا لم يكن لتخصيصه موجبٌ
مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ

ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ.
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ
فائدة
يُفهَمَ مما تقدَّمَ أنَّ المتواطِئَ – خصوصًا في الأوصافِ – يدخُلُ في القِسمِ الثاني من أقسامِ اختلافِ التنوُّعِ الذي هو العامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ
بارك الله فيك وأحسن إليك يا أمل
يلاحظ تشقيقك لبعض المسائل وليس هناك داع، وملاحظات يسيرة على صياغة عناوينها.
أما ما يتعلق بالتحرير العلمي فراجعي طريقة عرض الأمثلة في درس اختلاف التنوع، وقارنيها بعرضها هنا يتضح لك أننا نفصل الكلام على المثال في جمل مركزة كل جملة في سطر ولا نعتمد طريقة النسخ والسرد فهذا أدعى لبيان المسألة بيانا جيدا.
وهذا تقسيم أيسر لمسائل الدرس أرجو أن يفيدك، وتأملي صياغة عناوين كل عنصر ومسألة، وطريقة تحرير الأمثلة على وجه الخصوص.
وبالنسبة لأمر تشقيق المسائل فيمكنك تحت المسألة الواحدة عرض أقوال، مثل حكم حمل الآية على معنيي المشترك تعرضين فيها الحال الذي يمكن حملها عليهما معا، والحال الذي نحتاج فيه للترجيح وهكذا دون الحاجة إلى إفراد كل حكم بمسألة مستقلة.
وأذكرك بأنه يحسن فصل المسائل التي لا تتصل بالدرس مباشرة كتمهيد للملخص، مثل تعريف المشترك والمتواطيء لغة وأمثلتهما من اللغة عموما، ثم الانطلاق إلى ما يتعلق منهما باختلاف التنوع.

احتمال اللفظ لأكثر من معنى

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - مفهوم الاشتراك اللغوي.

.. - مفهوم التواطؤ.
النوع الثالث من اختلاف التنوع مما يرجع إلى أكثر من معنى.
أولا: ما كان بسبب الاشتراك.
. - مثاله
. - حكم حمل الآية على كلا معنييه
ثانيا: ما كان بسبب التواطؤ.
. أ: الضمائر
. . - مثاله
..
- حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في مفسّر الضمير
ب: الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.
... - مثاله
.. - حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في تحديد الموصوف.

● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 12
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #44  
قديم 10 رجب 1436هـ/28-04-2015م, 06:00 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المسائل
معنى المراسيل
التعامل مع مرويات التفسير ليس من جنس التعامل مع مرويات الحديث والاحكام
الضابط فى صدق النقل
المراسيلِ إذا تعدَّدت طرُقُها وخلَتْ عن المواطأةِ قصدًا، كانت صحيحةً قَطعًا
أمثلة تبين المُقَايَسَةِ بينَ المراسيلِ، وكيفيةِ جَمعِ ما اتَّفقتْ عليه هذه المراسيلُ، وتَركِ ما اختلفتْ فيه
مرويات السلف إذا اجمعوا على امر كلى يصير عمدة فى تفسير الآية
التلخيص
معنى المراسيل
ما رواه من بعد التابعى مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم أو ما رواه التابعى من قوله
التعامل مع مرويات التفسير ليس من جنس التعامل مع مرويات الحديث والاحكام
أسانيد التفسير أغلبها ضعيفة و مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب
مثلارواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذ
الضابط فى صدق النقل
الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.

المراسيلِ إذا تعدَّدت طرُقُها وخلَتْ عن المواطأةِ قصدًا، كانت صحيحةً قَطعًا
إذا وجدتَ خبرًا وَردَ عن عشرةِ أشخاصٍ في عصرٍ معيَّنٍ يُعرفُ أنهم غيرُ متواطِئين على الكذبِ,
وليس بينَهم اتصالٌ في مسألةٍ معيَّنةٍ،
فلا شكَّ أنَّ أصلَ المسألةِ يكونُ ثابتًا وواقعًا، وإن اختلفتِ التفاصيلُ فيما بينَهم
مثال حديث جابر رضى الله عنه
مِثْلَ حَدِيثِ اشْتِرَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ البَعِيرَ مِنْ جَابِرٍ؛ فَإِنَّ مَنْ تَأَمَّلَ طُرُقَهُ عَلِمَ قَطْعًا أَنَّ الْحَدِيثَ صَحِيحٌ، وَإِنْْ كَانُوا قَد اخْتَلَفُوا فِي مِقْدَارِ الثَّمَنِ.
،فقد باع جابرٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ جَملًا, واشترطَ أن يَحمِلَه الجَملُ إلى أهلِه ثم يُعطِيهِ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، واختلَفوا في مقدارِ الثَّمنِ في هذا البيعِ, هل هو أوقيةٌ أو غيرُ ذلك؟
فهذا الاختلافُ في مقدارِ الثَّمنِ لا يَجعلُ الحديثَ باطلًا؛ لأنَّ هذا من التفاصيلِ التي يَتوهَّمُ أو يَغلَطُ فيها الواحدُ من الرواةِ.
وقَطعًا إنَّ جابرًا باعَه بثَمنٍ معيَّنٍ، لكنَّ بعضَ الرواةِ لم يضبطْ هذا الثَّمنَ فحَكى في الثَّمنِ قولًا آخَرَ.
فنأخُذُ من هذا أنَّ حديثَ جابرٍ وبيعَه الجَملَ للنبيِّ صلى اللَّه وعليه وسلم صحيحٌ بلا إشكالٍ. وأن الاختلافَ الوارِدَ في الرواياتِ الصحيحةِ لا يَطعَنُ في صحَّةِ الحديثِ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به.
إذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ
أمثلة تبين المُقَايَسَةِ بينَ المراسيلِ، وكيفيةِ جَمعِ ما اتَّفقتْ عليه هذه المراسيلُ، وتَركِ ما اختلفتْ فيه:
ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ:
، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ.
وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه.
وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ
سبب الخلاف فى هذه المرويات هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ
هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك الحديثُ الذي ذَكرَ فيه أنه صلى الله عليه وسلم رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه وهو حديثٌ صحيحٌ
.أما الأوصافُ التي ذكرَها السَّلفُ فيه:
أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ
وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.

مرويات السلف إذا اجمعوا على امر كلى يصير عمدة فى تفسير الآية
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ
قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}. في وصفِ هذه الخيامِ أقوالٌ عن السَّلفِ
فقال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ
.وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ
وكذلك ورَدَ عن أبي الأحوصِ أنه قال: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ.
وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ
ووَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ
تحرير القول:
الخيامَ من دُرٍّ مجوَّفٍ؛ لأن هذه الرواياتِ كلَّها اتَّفقتْ على هذا التفسير
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ
فتكون اختلفت التفاصيل هنا:فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 10 رجب 1436هـ/28-04-2015م, 06:05 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
عناصر الدرس:
-سبب الخطأ الواقع فى تفاسير المتأخرين من جهتين:
أ-قوم اعتقَدوا معانِيَ , ثم أرادوا حَملَ ألفاظِ القرآنِ عليها
ب-قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ،
-سبب قلة أو ندرة هاتين الجهتين فى تفاسير السلف
-أمثلة
-التفسير بالرأى وأنواعه
-حكم كل نوع
-ضوابط التفسير بالرأى

تلخيص المسائل:
-سبب الخطأ الواقع فى تفاسير المتأخرين من جهتين:
أ-قوم اعتقَدوا معانِيَ , ثم أرادوا حَملَ ألفاظِ القرآنِ عليها
أي: إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم
.فالذين راعَوا المعانيَ لم يَنظروا إلى ما تَستحِقُّه ألفاظُ القرآنِ من الدلالةِ والبيانِ،
فهؤلاء الذين راعوا المعانى يَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به تارةً و تارة يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
مثال الأول:"قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ
المثالُ الثاني: وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ .
ب-قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ
ففسَّروه على هذا النحوِ دون النظَرِ إلى ما يمكنُ أن يقالَ عنه: إنه ملابساتُ نـزولِ القرآنِ، وكونِ المتكلِّمِ به اللَّهَ سبحانه والمخاطَبِ به هو الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابَه , فلم يُراعِ ذلك عندَ تفسيرِه للقرآنِ فوقَعَ في الخطأِ فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلامِ
وفسروا بمجرد احتمال اللفظ في اللغة، واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها
فمثلاً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
فائدة هذا العلم"استعمالات القرءان للالفاظ"
معرفة استعمال القرآن للألفاظ التي لها في العربية معانٍ كثيرة هذا من أعظم العلم في التفسير، وهذا لا يؤتـى إلا للحافظ للقرآن، المتدبر له الذي يعلم تفاسير السلف؛ لأنه تأتـي الكلمة ويشكل تفسيرها فيوردها المفسر على نظائر هذا اللفظ في القرآن بعد ذلك يظهر له تفسير ذلك. وهذه كانت طريقة تفسير الصحابة – رضوان الله عليهم – فيما اجتهدوا في ذلك. أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين
مثال ذلك
: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة.
-سبب قلة أو ندرة هاتين الجهتين فى تفاسير السلف
من مميزات تفسير الصحابة أنهم رعوا حال المخاطب به وراعوا في تفاسيرهم أسباب النـزول وراعوا في تفاسيرهم ما يعلمون من السنة وراعوا في تفاسيرهم أيضاً اللغة.
فإذاً هم حين يفسرون لا يفسرون بمجرد اللفظ بدلالة اللفظ فقط بل يفسرون بدلالة اللفظ مع العلم الذي معهم فيما ذكرت ولهذا تجد أن تفاسيرهم في الغالب لا يكون فيها اختلاف أعني اختلاف تضاد بل هي متفقة لأنهم يرعون ذلك الأصل.

-التفسير بالرأى
الأصل أن التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط
وأنواعه
تفسير محمود:وهوالذى كان عليه اجتهاد الصحابة والتابعين يجتهدون ويفسرون ويكون غالب اجتهادهم صواباوذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى
حكمه:
والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة
-التفسير المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه
مثاله:أن يفسر القرآن على وفق ما يعتقد :
يأتـي الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة. .
-حكمه
جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
-ضوابط التفسير بالرأى
أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 12 رجب 1436هـ/30-04-2015م, 06:47 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل أسباب النزول:

المؤلفات في أسباب النزول
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ
أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري
ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز وقد اختصره الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا.
وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسودة فلم نقف عليه كاملا.
وقد ألفت فيه كتابا حافلا موجزا محررا لم يؤلف مثله في هذا النوع سميته: لباب النقول في أسباب النزول). [الإتقان في علوم القرآن
وكتابي هذا يتميز عليه بأمور:
أحدها: الاختصار.
ثانيها: الجمع الكثير فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي وقد ميزتها بصورة (ك) رمزا عليها.
ثالثها: عزوه كل حديث إلى من خرجه من أصحاب الكتب المعتبرة؛ كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان، وسنن البيهقي، والدارقطني، ومسانيد أحمد والبزار وأبي يعلي، ومعاجم الطبراني، وتفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وابن المنذر وغيرهم.
أما الواحدي فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث؛ فلا شك أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أولى من عزوه إلى تخريج الواحدي لشهرتها واعتمادها وركون الأنفس إليها.
وتارة يورده مقطوعا فلا يدرى هل له إسناد أو لا؟.
رابعها: تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود.
خامسها: الجمع بين الروايات المتعددة.
سادسها: تنحية ما ليس من أسباب النزول). [لباب النقول

سبب إفراد مصنفات لهذا العلم:

قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ (ت:1423هـ): (اخترت أن يكون بحثي الذي أقدمه للجامعة الإسلامية في الصحيح المسند من أسباب النزول وذلك لأمور منها:
- 1-ارتباطه بفنين عظيمين وهما تفسير كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللذان هما أساس ديننا.
2-أن أسباب النزول قد دخلها الدخيل كغيرها من سائر الفنون فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ملقيا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب الآية، وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلمون في نزول القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب" إلى آخر كلامه رحمه الله
قال الواحدي رحمه الله في مقدمة كتاب أسباب النزول بعد ذكره كلام عبيدة السلماني لما سئل عن آية من القرآن فقال: اتق الله فقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن:

3-ومنها رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف). [الصحيح المسند في أسباب النزول:13]
.
فوائد معرفة أسباب النزول
إن من أسباب النزول ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز، ومنها ما يكون وحده تفسيرا. ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية أو نحو ذلك
1-منها: وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم والتعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي، وذلك كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين.
2-ومنها: تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب.
3-قال الشيخ أبو الفتح القشيري: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا.
4-أن اللفظ قد يكون عاما ويقوم الدليل على تخصصه، فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته فإن دخول صورة السبب قطعي، وإخراجها بالاجتهاد ممنوع، كما حكى الإجماع عليه القاضي أبو بكر في "التقريب"، ولا التفات إلى من شذ فجوز ذلك
قال بن عاشور هذا وإن القرآن كتاب جاء لهدي أمة والتشريع لها، وهذا الهدي قد يكون واردا قبل الحاجة، وقد يكون مخاطبا به قوم على وجه الزجر أو الثناء أو غيرهما، وقد يكون مخاطبا به جميع من يصلح لخطابه، وهو في جميع ذلك قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية، والحكمة في ذلك أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليهافكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛ لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله، وقد اغتر بعض الفرق بذلك. قال ابن سيرين في الخوارج: إنهم عمدوا إلى آيات الوعيد النازلة في المشركين فوضعوها على المسلمين فجاءوا ببدعة القول بالتكفير بالذنب، وقد قال الحرورية لعلي رضي الله عنه يوم التحكيم: {إن الحكم إلا لله} فقال علي كلمة حق أريد بها باطل وفسرها في خطبة له في "نهج البلاغة.
5-دفع توهم الحصر، قال الشافعي ما معناه في معنى قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً} الآية: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه نازلا منزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل
6- الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال:
قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.
وقال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
وقال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبَّب
فقد أشكلت بعض الآيات على بعض الصحابة فمن بعدهم حتى عرفوا سبب نزولها فمما أشكل عليهم {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} حتى أخبرهم أبو أيوب
الأنصاري رضي الله عنه بسبب نزولها
فظهر لهم معناها. ومما أشكل عليهم قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} حتى نزل علي رواية كما سيأتي إن شاء الله تعالى {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
وقد أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} الآية ، وقال: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه. أخرجه الشيخان
وحكي عن عثمان بن مظعون وعمرو بن معد يكرب أنهما كانا يقولان: (الخمر مباحة ويحتجان بقوله تعالى:{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}الآية [المائدة: 93])، ولو علما سبب نزولها لم يقولا ذلك، وهو أن ناسا قالوا: (لما حرمت الخمر كيف بمن قتلوا في سبيل الله وماتوا وكانوا يشربون الخمر وهي رجس فنزلت). أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما.
ومن ذلك قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر} الآية [الطلاق: 4]، فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة، حتى قال الظاهرية: بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب.
وقد بين ذلك سبب النزول، وهو أنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا: (قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار فنزلت). أخرجه الحاكم عن أبي.
فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة وارتاب هل عليهن عدة أو لا وهل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أو لا فمعنى: {إن ارتبتم} إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتدون فهذا حكمهن
ومن ذلك قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} الآية [البقرة: 115]، فإنا لو تركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا وهو خلاف الإجماع فلما عرف سبب نزولها علم أنها في نافلة السفر أو فيمن صلى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك.
ومن ذلك قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية [البقرة: 158]، فإن ظاهر لفظها لا يقتضي أن السعي فرض وقد ذهب بعضهم إلى عدم فرضيته تمسكا بذلك وقد ردت عائشة على عروة في فهمه ذلك بسبب نزولها: (وهو أن الصحابة تأثموا من السعي بينهما؛ لأنه من عمل الجاهلية فنزلت
7-ما ذكره بن عاشور:
- وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين)
أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول
في سورة البقرة فيها ما رواه البخاري في "الصحيح" في باب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} الآية
عن أنس قال: (قال عمر رضي الله عنه: (وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث؛ قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية [البقرة: 125]، وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فنزلت آية الحجاب.
وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن فقلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن؟ فأنزل الله:
{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن} الآية

{ومنها ما رواه البخاري في الصحيح في قوله تعالى:" إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية [ عن عائشة رضي الله عنها: (أنها إنما نزلت في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا. بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله– تعالى -:{إن الصفا والمروة من شعائر الله
ومنها ما رواه البخاري، في "الصحيح" من طريق البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله – سبحانه-:
{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم
ومنها ما رواه البخاري في "الصحيح" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت:
فى مواسم الحج{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
قال بن عاشور أسباب النزول التي صحت أسانيدها خمسة أقسام:
: الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}ونحو {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} ومثل بعض الآيات التي فيها {ومن الناس}.
:
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها، ولا يخشى توهم تخصيص الحكم بتلك الحادثة، إذ قد اتفق العلماء أو كادوا على أن سبب النزول في مثل هذا لا يخصص، واتفقوا على أن أصل التشريع أن لا يكون خاصا
مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة،
والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها،
ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: ((من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان)) فأنزل الله تصديق ذلك {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض ابن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال: في أنزلت بصيغة الحصر
وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات.
. والرابع: هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية ويدل لهذا النوع وجود اختلاف كثير بين الصحابة في كثير من أسباب النزول
وفي "صحيح البخاري" في سورة النساء أن ابن عباس قرأ قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} وقال: كان رجل في غنيمة له تصغير غنم فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه أي ظنوه مشركا يريد أن يتقي منهم بالسلام وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام} الآية. فالقصة لا بد أن تكون قد وقعت لأن ابن عباس رواها لكن الآية ليست نازلة فيها بخصوصها ولكن نزلت في أحكام الجهاد بدليل ما قبلها وما بعدها فإن قبلها: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} وبعدها {فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل
والخامس: قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد. وكذلك حديث عبد الله بن مسعود قال لما نزل قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ظنوا أن الظلم هو المعصية. فقال رسول الله: ((إنه ليس بذلك? ألا تسمع لقول لقمان لابنه {إن الشرك لظلم عظيم})).
ويلحق بهذا القسم:
ما يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض لكنه لا يبين مجملا ولا يؤول متشابها كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن
بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول
ووقع البحث أيهما أولى البداءة به؟
والتحقيق:
التفصيل بين أن: يكون وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول كالآية السابقة في {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} الآية] فهذا ينبغي فيه تقديم ذكر السبب؛ لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد،
وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة:لأنها المصححة لنظم الكلام وهي سابقة على النزول
أنواع مسائل نزول القرآن
نزول القرءان على نوعين:
ابتدائى:ما نزل ابتداء بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك من التشريع
سببى:وهو مانزل عقب واقعة أو سؤال
أسباب النزول على نوعين:

أحدهما: أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} .
الثاني: أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم فيه كما في سبب نزول آية اللعان
تنبيه: قد يكون النزول سابقا على الحكم
وهذا كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[الأعلى: 14] فإنه يستدل بها على زكاة الفطر.
روى البيهقي بسنده إلى ابن عمر: (أنها نزلت في زكاة رمضان) ثم أسند مرفوعا نحوه.
وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؛ لأن هذه السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة.
وأجاب البغوي في تفسيره: أنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} الآية [البلد: 1-2] فالسورة مكية، وظهور أثر الحل يوم فتح مكة حتى: قال عليه السلام: ((أحلت لي ساعة من نهار)).
وكذلك نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ})
الآثار الواردة فى أسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف
فالمشهور منه الصحيحصحيح كقصة الإفك وآية السعي والتيمم والعرنيين وموافقات عمر
وضعيف كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الآية
وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع،
والغريب أيضا قسمان صحيح وضعيف

ذمّ الاستكثار من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
قال الواحدي في أول كتابه في أسباب النزول: (أما اليوم فكلّ أحد يخترع للآية سببا، ويختلق إفكا وكذبا، ملقيا زمامه إلى الجهالة، غير مفكر في الوعيد)
وقال: (لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل)ا.هـ.
وقال السيوطي في [الإتقان :2/190] بعد ذكره جماعة ممن يذكرون التفسير بالأسانيد كابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما: (ثم ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير
وقد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسيرومثاله:
قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها

وإنما مثلت بهذه القصة لشهرتها في كتب التفاسير ولأن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والإرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه
القول في أسباب النزول موقوف على السماع
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدًا فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
والسلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية
معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم فقال: (أحسب هذه الآية نزلت في كذا)، كما أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال: (خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك))فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه . . ) الحديث
قال الزبير: (فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم..}
(طريقة معرفة أسباب النزول
فالعلماء يعتمدون في معرفة سبب النزول على صحة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو عن الصحابي فإن إخبار الصحابي عن مثل هذا له حكم الرفع)
هل يُحمل قول الصحابي في سبب النزول على الرفع؟
قال بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي:إذا أخبر الصحابي عن سبب وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو أخبر عن نزول آية فيه فذلك مسند
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (ت: 824هـ): (وما كان من أسباب النزول مرويا عن صحابي بإسنادٍ صحيحٍ: فمرفوعٌ؛ إذ قول الصحابي فيما لا مجال للاجتهاد فيه في حكم المرفوع، وما كان عن صحابي بغير إسناد فهو منقطع(وهذا شرطه)
قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ (ت:1423هـ): (إخبار الصحابي عن مثل هذا له حكم الرفع، قال ابن الصلاح رحمه الله في كتابه علوم الحديث: (ما قيل إن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذلك في تفسير يتعلق بسبب نزول الآية يخبر به الصحابي أو نحو ذلك كقول جابر رضي الله عنه: كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية
حكم ما روي عن التابعين في أسباب النزول
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيّ :فأما المنقول عن التابعي بسنده فهو مرسل، وما كان بغير سند فلا يقبل
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ: إذا وقع من تابعي فهو مرفوع أيضا لكنه مرسل، فقد يقبل إذا صح السند إليه، وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير، أو اعتضد بمرسل آخر ونحو ذلك)
معنى قول بعض السلف: (نزلت الآية في كذا
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (وقد عُرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا فإنه يريد بذلك أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية، لا من جنس النقل لما وقع. .
وقال ابن تيمية: قولهم نزلت هذه الآية في كذا، يراد به تارة سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب،لاسيما إن كان المذكور شخصا كقولهم إن آية الظهار نزلت في امرأة ثابت بن قيس، وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله وإن قوله: {وأن احكم بينهم} الآية [المائدة: 49] نزلت في بني قريظة والنضير، ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أو في قوم من اليهود والنصارى أو في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق، والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه؟ فلم يقل أحد: إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التي لها سبب معين: إن كانت أمرا ونهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته
صيغة أسباب النزول:
قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ :صيغة سبب النزول إما أن تكون صريحة في السببية وإما أن تكون محتملة
فالصريحة: إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا
أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا فنزلت الآية.
. وأما المحتملة: إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.وإذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فإن الراوي بهذه الصيغة لا يقطع بالسبب

قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا.
هل يجري مجرى المسند، كما لو ذكر السبب الذي أنزلت لأجله، أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند
فالبخاري يدخله في المسند، وغيره لا يدخله فيه وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره، بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه، فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند. انتهى.
.أحوال الاختلاف في سبب النزول:
الحالة الاولى:أن يعبر احدهم نزلت فى كذا والآخر نزلت فى كذا فهذا لايراد به سبب النزول ولكن يراد به التفسير فلا تعارض بين القولين إذا كان اللفظ يحتملهما-(ذكره السيوطى)
الحالة الثانية:أن يعبر واحد بقوله نزلت فى كذا وصرح الىخر بذكر سبب خلافه فالذى صرح هو المعتمد
ومثاله ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبله بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله:{فولوا وجوهكم شطره} الآية [البقرة: 144] فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب}الآية [البقرة: 142] وقال:{فأينما تولوا فثم وجه الله} الآية [البقرة: 115]).
وأخرج الحاكم وغيره، عن ابن عمر، قال: (نزلت:{فأينما تولوا فثم وجه الله} الآية [البقرة: 115] أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع).
وأخرج الترمذي وضعفه من حديث عامر بن ربيعة، قال: (كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت).
وأخرج الدارقطني نحوه من حديث جابر بسند ضعيف أيضا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد، قال لما نزلت: {ادعوني أستجب لكم} الآية [غافر: 60]، قالوا: (إلى أين فنزلت) مرسل.
وأخرج عن قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه)) فقالوا: إنه كان لا يصلي إلى القبلة فنزلت). معضل غريب جدا.
فهذه خمسة أسباب مختلفة، وأضعفها الأخير؛ لإعضاله ثم ما قبله؛ لإرساله ثم ما قبله؛ لضعف رواته، والثاني صحيح، لكنه قال: قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب، والأول صحيح الإسناد/ وصرح فيه بذكر السبب فهو المعتمد
الحالة الثالثة:أن يتعارض حديثان ثبتا فى سبب النزول وقد أمكن الجمع بينهما
كآية اللعان ثبت في الصحيح من طريق سهل بن سعد الساعدي أنها نزلت في قصة عويمر العجلاني.
وثبت – أيضا – في الصحيح أنها نزلت في هلال بن أمية.
ويمكن الجمع بينهما بأنها نزلت في حقهما).
الحالة الرابعة:أن يذكر أحدهما سبب غير ماذكره الآخر وأحدهما أصح سندا من الآخر فيقدم الصحيح على الضعيف
مثاله ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: (اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}[الضحى: 1-3]).
وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال:((يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني؟))فقلت: في نفسي لو هيأت البيت، وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:{والضحى}إلى قوله:{فترضى}[الضحى: 1-3]).
وقال ابن حجر في "شرح البخاري": قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة، لكن كونها سبب نزول الآية غريب، وفي إسناده من لا يعرف، فالمعتمد ما في الصحيح
وهنا يظهر أهمية جمع الطرق وفحص المرويات قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ :فيه من الفوائد من معرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا وقد قال ابن الصلاح في [علوم الحديث :82]: وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه .
الحالة الخامسة:أن يتساوى الإسنادان من جهة الصحة ولا يمكن الجمع فبالترجيح بينهما بكون الراوى لأحد السببين حاضر القصة أو من علماء التفسير كابن عباس وبن مسعود
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود: (قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه فقالوا: حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال:(({قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} الآية [الإسراء: 85]))).
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا: سألوه عن الروح قال: فسألوه، فأنزل الله:{ويسألونك عن الروح} الآية [الإسراء: 85])، فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره، وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة
الحالة السادسة:أن يمكن نزول الا ية عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد كما في الآيات السابقة فيحمل على ذلك فقدتتعدد الأسباب والنازل واحد.
ومثاله: ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: (أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((البينة أو حد في ظهرك))، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين} الآية [النور: 6-9]).
وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال: (جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب المسائل فأخبر عاصم عويمرا فقال: والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتاه فقال:((إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآنا . . .)) الحديث.
جمع بينهما بأن أول ما وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا، وإلى هذا جنح النووي وسبقه الخطيب فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
وأخرج البزار عن حذيفة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟))قال: شرا، قال:((فأنت يا عمر؟))قال:((كنت أقول لعن الله الأعجز وإنه لخبيث))فنزلت
.الحالة السابعة:قد يكون في إحدى القصتين" فتلا "فوهم الراوي فقال" فنزل"
مثاله: ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله:{وما قدروا الله حق قدره} الآية [الأنعام: 91])، والحديث في الصحيح بلفظ: (فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصواب فإن الآية مكية).
ومن أمثلته: أيضا ما أخرجه البخاري عن أنس قال: (سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال:((أخبرني بهن جبريل آنفا)) قال: جبريل؟ قال:((نعم))قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية{من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك} الآية [البقرة: 97]).
قال ابن حجر في "شرح البخاري": ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على قول اليهود، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ، قال: وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام
الحالة الثامنة:ألا يمكن حمله على أحد الأحوال السابقة فيحمل على تعدد النزول وتكررها.
مثاله: ما أخرجه الشيخان عن المسيب قال: (لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله)) فقال أبو جهل: وعبد الله يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك))، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية [التوبة: 113]).
وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال: (سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت).
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فقال: ((إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية [التوبة: 113]))).
فنجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ:
(تنبيه: عكس ما تقدم أن يذكر سبب واحد في نزول آيات متفرقة، ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى.
مثاله: ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت: (يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله:{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع} إلى آخر الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج الحاكم عنها أيضا، قالت: (قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء، فأنزلت:{إن المسلمين والمسلمات}والآية [الأحزاب: 35]، أنزلت:{أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج أيضا عنها، أنها قالت: (يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية [النساء: 32]، وأنزل:{إن المسلمين والمسلمات}الآية
ومن أمثلته ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرة، فقال:((إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان))فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((علام تشتمني أنت وأصحابك؟))فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا: حتى تجاوز عنهم فأنزل الله:{يحلفون بالله ما قالوا} الآية [التوبة: 74]).
وأخرجه الحاكم وأحمد بهذا اللفظ وآخره: (فأنزل الله:{يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم} الآية .

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م, 04:06 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي إعادة الفهرسة

بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل أسباب النزول

أنواع مسائل نزول القرآن
أسباب النزول على نوعين
قد يكون النزول سابقا على الحكم
المؤلفات فى أسباب النزول
أسباب إفراد مصنفات فى هذا العلم
فوائد معرفة أسباب النزول
صيغة أسباب النزول
معنى قول الصحابى نزلت هذه الآية فى كذا
معنى قول بعض السلف نزلت الآية فى كذا
الآثار الواردة فى أسباب النزول منها المشهور ومنها الغريب ومنها الصحيح ومنها الضعيف
ذم الاستكثار من الاخبار الضعيفة والواعية فى أسباب النزول
هل يحمل قول الصحابى فى أسباب النزول على الرفع؟
حكم ما روى عن التابعين فى أسباب النزول
أمثلة لبعض ما صح من أسباب النزول
بأيهما يبدأ المفسر ببيان معنى الآية أم بسبب نزولها؟
أحوال الإختلاف فى أسباب النزول
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

أنواع مسائل نزول القرآن
نزول القرءان على نوعين:
ابتدائى:ما نزل ابتداء بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك من التشريع
سببى:وهو مانزل عقب واقعة أو سؤال

أسباب النزول على نوعين
أحدهما: أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ .
الثاني: أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم فيه كما في سبب نزول آية اللعان

قد يكون النزول سابقا على الحكم
-وهذا كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[ فإنه يستدل بها على زكاة الفطر رغم أن السورة مكية ولم تفرض الزكاة إلا بالمدينة.
-قال البغوي في تفسيره: أنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} الآية [البلد: 1-2] فالسورة مكية، وظهور أثر الحل يوم فتح مكة حتى: قال عليه السلام: ((أحلت لي ساعة من نهار)).
-وكذلك نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ



:
المؤلفات في أسباب النزول
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ
أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري
ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز وقد اختصره الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا.
وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسودة فلم نقف عليه كاملا.
وقد ألف فيه السيوطى كتابا حافلا موجزا محررا سماه: لباب النقول في أسباب النزول

سبب إفراد مصنفات لهذا العلم:

قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ (ت:1423هـ): (اخترت أن يكون بحثي الذي أقدمه للجامعة الإسلامية في الصحيح المسند من أسباب النزول وذلك لأمور منها:
- 1-ارتباطه بفنين عظيمين وهما تفسير كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللذان هما أساس ديننا.
2-أن أسباب النزول قد دخلها الدخيل كغيرها من سائر الفنون فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ملقيا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب الآية،

3-ومنها رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف). [الصحيح المسند في أسباب النزول:13]
.
فوائد معرفة أسباب النزول
1-إن من أسباب النزول ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز، ومنها ما يكون وحده تفسيرا. ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية أو نحو ذلك
2--معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم والتعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي، وذلك كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين.

3-ومنها: تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب.

4-أن اللفظ قد يكون عاما ويقوم الدليل على تخصصه، فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته فإن دخول صورة السبب قطعي، وإخراجها بالاجتهاد ممنوع، كما حكى الإجماع عليه القاضي أبو بكر في "التقريب"، ولا التفات إلى من شذ فجوز ذلك
قال بن عاشور:فكما لا يجوز حمل كلمات القرءان على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛ لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله، وقد اغتر بعض الفرق بذلك: كما فعل الخوارج الذين عمدوا إلى آيات الوعيد النازلة فى المشركين فوضعوها على المسلمين فجاءوا ببدعة التكفير بالذنب

5-دفع توهم الحصر، قال الشافعي ما معناه في معنى قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً} الآية: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل

6- الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال:
قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.
وقال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
وقال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبَّب
فقد أشكلت بعض الآيات على بعض الصحابة فمن بعدهم حتى عرفوا سبب نزولها فمما أشكل عليهم {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} حتى أخبرهم أبو أيوب الأنصارى رضى الله عنه بسبب نزولها فظهر لهم معناها
ومما أشكل عليهم قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} حتى نزل علي رواية {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
وقد أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} الآية ، وقال: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون- حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه. أخرجه الشيخان
وحكي عن عثمان بن مظعون وعمرو بن معد يكرب أنهما كانا يقولان: (الخمر مباحة ويحتجان بقوله تعالى:{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا"ولو علما سبب نزولها لم يقولا ذلك، وهو أن ناسا قالوا: (لما حرمت الخمر كيف بمن قتلوا في سبيل الله وماتوا وكانوا يشربون الخمر وهي رجس فنزلت). أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما.
ومن ذلك قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر} فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة، حتى قال الظاهرية: بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب.
وقد بين ذلك سبب النزول، وهو أنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا: (قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار فنزلت). أخرجه الحاكم .
فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة وارتاب هل عليهن عدة أو لا وهل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أو لا فمعنى: {إن ارتبتم} إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتدون فهذا حكمهن
ومن ذلك قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} الآية فإنا لو تركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا وهو خلاف الإجماع فلما عرف سبب نزولها علم أنها في نافلة السفر أو فيمن صلى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك.
ومن ذلك قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية [البقرة: 158]، فإن ظاهر لفظها لا يقتضي أن السعي فرض وقد ذهب بعضهم إلى عدم فرضيته تمسكا بذلك وقد ردت عائشة على عروة في فهمه ذلك بسبب نزولها: (وهو أن الصحابة تأثموا من السعي بينهما؛ لأنه من عمل الجاهلية فنزلت

7-ما ذكره بن عاشور:- أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث يقطع دعوى من ادعى أنه أساطير الأولين
صيغة أسباب النزول:
قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ :صيغة سبب النزول إما أن تكون صريحة في السببية وإما أن تكون محتملة
فالصريحة: إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا
أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا فنزلت الآية.
. وأما المحتملة: إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.وإذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فإن الراوي بهذه الصيغة لا يقطع بالسبب

الذي يتحرر في سبب النزول: أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه،
ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل: من أن سببها قصة قدوم الحبشة به، فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء، بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية، كذكر قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك، وكذلك ذكره في قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} الآية [النساء: 125] سبب اتخاذه خليلا ليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى
قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا.هل يجري مجرى المسند، كما لو ذكر السبب الذي أنزلت لأجله، أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند?
فالبخاري يدخله في المسند، وغيره لا يدخله فيه وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره، بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه، فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند.
.
معنى قول بعض السلف: (نزلت الآية في كذا
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (وقد عُرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا فإنه يريد بذلك أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية، لا من جنس النقل لما وقع. .
وقال ابن تيمية: قولهم نزلت هذه الآية في كذا، يراد به تارة سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب،لاسيما إن كان المذكور شخصا كقولهم إن آية الظهار نزلت في امرأة ثابت بن قيس، وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله وإن قوله: {وأن احكم بينهم} الآية [المائدة: 49] نزلت في بني قريظة والنضير، ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أو في قوم من اليهود والنصارى أو في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق، والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه؟ فلم يقل أحد: إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التي لها سبب معين: إن كانت أمرا ونهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته
الآثار الواردة فى أسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف
فالمشهور منه الصحيحصحيح كقصة الإفك وآية السعي والتيمم والعرنيين وموافقات عمر
وضعيف كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الآية
وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع،
والغريب أيضا قسمان صحيح وضعيف
ذمّ الاستكثار من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدًا فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار""
والسلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية
قا ل الواحدى : (لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل.
وقال السيوطي في الإتقان: بعد ذكره جماعة ممن يذكرون التفسير بالأسانيد كابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما: (ثم ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير
وقد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسيرومثاله:
قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها
وهى مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه

طريقة معرفة أسباب النزول
قال الواحدي: لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها، وقد قال محمد بن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال: اتق الله وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيم أنزل الله القرآن
فالعلماء يعتمدون في معرفة سبب النزول على صحة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو عن الصحابي فإن إخبار الصحابي عن مثل هذا له حكم الرفع
معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم فقال: (أحسب هذه الآية نزلت في كذا)، كما أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال: (خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك))فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه . . ) الحديث).
قال الزبير: (فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم..
هل يُحمل قول الصحابي في سبب النزول على الرفع؟
قال بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي:إذا أخبر الصحابي عن سبب وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو أخبر عن نزول آية فيه فذلك مسند
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (وما كان من أسباب النزول مرويا عن صحابي بإسنادٍ صحيحٍ: فمرفوعٌ؛ إذ قول الصحابي فيما لا مجال للاجتهاد فيه في حكم المرفوع، وما كان عن صحابي بغير إسناد فهو منقطع)
قال ابن الصلاح رحمه الله في كتابه علوم الحديث: (ما قيل إن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذلك في تفسير يتعلق بسبب نزول الآية يخبر به الصحابي أو نحو ذلك كقول جابر رضي الله عنه: كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية

حكم ما روي عن التابعين في أسباب النزول
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيّ :فأما المنقول عن التابعي بسنده فهو مرسل، وما كان بغير سند فلا يقبل
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ: إذا وقع من تابعي فهو مرفوع أيضا لكنه مرسل، فقد يقبل إذا صح السند إليه، وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير، أو اعتضد بمرسل آخر ونحو ذلك)
.

أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول
في سورة البقرة فيها ما رواه البخاري في "الصحيح" في باب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} الآية
عن أنس قال :قال عمر رضي الله عنه: (وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث؛ قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية
وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فنزلت آية الحجاب.
وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن فقلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن؟ فأنزل الله"عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن":
ومنها ما رواه البخاري في الصحيح في قوله تعالى:" إن الصفا والمروة من شعائر الله} عن عائشة رضي الله عنهاأنها إنما نزلت في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا. بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله "إن الصفا والمروة من شعائر الله"
ومن ذلك الوقائع المشهورة مثل قصة الإفك، وقصة التيمم، وقصة المتخلفين عن غزوة تبوك ونحو ذلك)
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
قال بن عاشور أسباب النزول التي صحت أسانيدها خمسة أقسام:
: الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}ونحو {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} ومثل بعض الآيات التي فيها {ومن الناس}.
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها،
مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة،
والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها،
ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: ((من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان)) فأنزل الله تصديق ذلك {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض ابن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال: في أنزلت بصيغة الحصر
وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات.
. والرابع: هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية ويدل لهذا النوع وجود اختلاف كثير بين الصحابة في كثير من أسباب النزول
وفي "صحيح البخاري" في سورة النساء أن ابن عباس قرأ قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} وقال: كان رجل في غنيمة له تصغير غنم فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه أي ظنوه مشركا يريد أن يتقي منهم بالسلام وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام} الآية. فالقصة لا بد أن تكون قد وقعت لأن ابن عباس رواها لكن الآية ليست نازلة فيها بخصوصها ولكن نزلت في أحكام الجهاد بدليل ما قبلها وما بعدها فإن قبلها: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} وبعدها {فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل)
والخامس: قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد.
ويلحق بهذا القسم:
ما يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض لكنه لا يبين مجملا ولا يؤول متشابها كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في مالها فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن

بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول
والتحقيق:
التفصيل :إن كان وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول كما في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فهذا ينبغي فيه تقديم ذكر السبب؛ لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد،
وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة:لأنها المصححة لنظم الكلام وهي سابقة على النزول

.أحوال الاختلاف في سبب النزول:
الحالة الاولى:أن يعبر أحدهم نزلت فى كذا والآخر نزلت فى كذا فهذا لايراد به سبب النزول ولكن يراد به التفسير فلا تعارض بين القولين إذا كان اللفظ يحتملهما-(ذكره السيوطى)
الحالة الثانية:أن يعبر واحد بقوله نزلت فى كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فالذى صرح هو المعتمد
ومثاله :ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبله بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله:{فولوا وجوهكم شطره} الآية فارتاب من ذلك اليهود وقالوا" ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب"وقال:{فأينما تولوا فثم وجه الله} .
وأخرج الحاكم وغيره، عن ابن عمر، قال: (نزلت:{فأينما تولوا فثم وجه الله} أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع).
وأخرج الترمذي وضعفه من حديث عامر بن ربيعة، قال: (كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت). .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد، قال لما نزلت: {ادعوني أستجب لكم} قالوا: (إلى أين فنزلت) مرسل.
وأخرج عن قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه)) فقالوا: إنه كان لا يصلي إلى القبلة فنزلت). معضل غريب جدا.
فهذه خمسة أسباب مختلفة، وأضعفها الأخير؛ لإعضاله ثم ما قبله؛ لإرساله ثم ما قبله؛ لضعف رواته، والثاني صحيح، لكنه قال: قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب، والأول صحيح الإسناد/ وصرح فيه بذكر السبب فهو المعتمد
الحالة الثالثة:أن يتعارض حديثان ثبتا فى سبب النزول وقد أمكن الجمع بينهما
كآية اللعان ثبت في الصحيح من طريق سهل بن سعد الساعدي أنها نزلت في قصة عويمر العجلاني.
وثبت – أيضا – في الصحيح أنها نزلت في هلال بن أمية.
ويمكن الجمع بينهما بأنها نزلت في حقهما).
الحالة الرابعة:أن يذكر أحدهما سبب غير ماذكره الآخر وأحدهما أصح سندا من الآخر فيقدم الصحيح على الضعيف
مثاله ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: (اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}[الضحى: 1-3]).
وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال:((يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني؟))فقلت: في نفسي لو هيأت البيت، وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:{والضحى}إلى قوله:{فترضى}[الضحى: 1-3]).
وقال ابن حجر في "شرح البخاري": قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة، لكن كونها سبب نزول الآية غريب، وفي إسناده من لا يعرف، فالمعتمد ما في الصحيح
وهنا يظهر أهمية جمع الطرق وفحص المرويات قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ :فيه من الفوائد من معرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا وقد قال ابن الصلاح في [علوم الحديث :82]: وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه .
الحالة الخامسة:أن يتساوى الإسنادان من جهة الصحة ولا يمكن الجمع فبالترجيح بينهما بكون الراوى لأحد السببين حاضر القصة أو من علماء التفسير كابن عباس وبن مسعود
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود: (قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه فقالوا: حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال{قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} الآية [الإسراء: 85.
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا: سألوه عن الروح قال: فسألوه، فأنزل الله:{ويسألونك عن الروح} الآية فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره، وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة
الحالة السادسة:أن يمكن نزول الا ية عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد كما في الآيات السابقة فيحمل على ذلك فقدتتعدد الأسباب والنازل واحد.
ومثاله: ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: (أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((البينة أو حد في ظهرك))، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين} الآية [النور: 6-9]).
وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال: (جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب المسائل فأخبر عاصم عويمرا فقال: والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتاه فقال:((إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآنا . . .)) الحديث.
جمع بينهما بأن أول ما وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا، وإلى هذا جنح النووي وسبقه الخطيب فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
وأخرج البزار عن حذيفة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟))قال: شرا، قال:((فأنت يا عمر؟))قال:((كنت أقول لعن الله الأعجز وإنه لخبيث))فنزلت
.الحالة السابعة:قد يكون في إحدى القصتين" فتلا "فوهم الراوي فقال" فنزل"
مثاله: ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله:{وما قدروا الله حق قدره} الآية [الأنعام: 91])، والحديث في الصحيح بلفظ: (فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصواب فإن الآية مكية).
ومن أمثلته: أيضا ما أخرجه البخاري عن أنس قال: (سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال:((أخبرني بهن جبريل آنفا)) قال: جبريل؟ قال:((نعم))قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية{من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك} الآية [البقرة: 97]).
قال ابن حجر في "شرح البخاري": ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على قول اليهود، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ، قال: وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام
الحالة الثامنة:ألا يمكن حمله على أحد الأحوال السابقة فيحمل على تعدد النزول وتكررها.
مثاله: ما أخرجه الشيخان عن المسيب قال: (لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله)) فقال أبو جهل: وعبد الله يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك))، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية [التوبة: 113]).
وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال: (سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت).
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فقال: ((إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية [التوبة: 113]))).
فنجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ:
(تنبيه: عكس ما تقدم أن يذكر سبب واحد في نزول آيات متفرقة، ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى.
مثاله: ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت: (يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله:{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع} إلى آخر الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج الحاكم عنها أيضا، قالت: (قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء، فأنزلت:{إن المسلمين والمسلمات}والآية [الأحزاب: 35]، أنزلت:{أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج أيضا عنها، أنها قالت: (يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية [النساء: 32]، وأنزل:{إن المسلمين والمسلمات}الآية
ومن أمثلته ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرة، فقال:((إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان))فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((علام تشتمني أنت وأصحابك؟))فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا: حتى تجاوز عنهم فأنزل الله:{يحلفون بالله ما قالوا} الآية [التوبة: 74]).
وأخرجه الحاكم وأحمد بهذا اللفظ وآخره: (فأنزل الله:{يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم} الآية .
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
والدليل على ذلك أن الأنصاري الذي قبل الأجنبية ونزلت فيه {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} الآية، قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ألِيَ هذا وحدي يا رسول الله؟فأفتاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن العبرة بعموم اللفظ فقال: بل لأمتي كلهم
وقد نزلت آيات في أسباب واتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر وآية اللعان في شأن هلال بن أمية وحد القذف في رماة عائشة ثم تعدى إلى غيرهم
ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعا ذائعا بينهم..
أما صورة السبب فجمهور أهل الأصول أنها قطعية الدخول في العام فلا يجوز إخراجها منه بمخصص
قد تنزل الآيات على الأسباب الخاصة، وتوضع ما يناسبها من الآي العامة، رعاية لنظم القرآن وحسن السياق، فيكون ذلك الخاص قريبا من صورة السبب في كونه قطعي الدخول في العام،
مثاله: قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} الآية [النساء: 51] إلى آخره، فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود، لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر حرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم فسألوهم: من أهدى سبيلا محمد وأصحابه أم نحن؟ فقالوا: أنتم، مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم المنطبق عليه وأخذ المواثيق عليهم ألا يكتموه فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار: أنتم أهدى سبيلا حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول التوعد عليه المفيد للأمر بمقابله المشتمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم بإفادة أنه الموصوف في كتابهم، وذلك مناسب لقوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
قال ابن العربي في تفسيره: وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا فكان ذلك خيانة منهم فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 01:17 AM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي


حياك الله أختي
ليتك تضعين نسخة من المشاركة الخاصة بفهرسة نزول القرآن
في الموضوع المخصص في المنتدى
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3#.VUfv9ZMprAE

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م, 01:33 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل أسباب النزول

أنواع مسائل نزول القرآن
أسباب النزول على نوعين
قد يكون النزول سابقا على الحكم
المؤلفات فى أسباب النزول
أسباب إفراد مصنفات فى هذا العلم
فوائد معرفة أسباب النزول
صيغة أسباب النزول
معنى قول الصحابى نزلت هذه الآية فى كذا
معنى قول بعض السلف نزلت الآية فى كذا
الآثار الواردة فى أسباب النزول منها المشهور ومنها الغريب ومنها الصحيح ومنها الضعيف
ذم الاستكثار من الاخبار الضعيفة والواعية فى أسباب النزول
هل يحمل قول الصحابى فى أسباب النزول على الرفع؟
حكم ما روى عن التابعين فى أسباب النزول
أمثلة لبعض ما صح من أسباب النزول
بأيهما يبدأ المفسر ببيان معنى الآية أم بسبب نزولها؟
أحوال الإختلاف فى أسباب النزول
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

أنواع مسائل نزول القرآن
نزول القرءان على نوعين:
ابتدائى:ما نزل ابتداء بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك من التشريع
سببى:وهو مانزل عقب واقعة أو سؤال

أسباب النزول على نوعين
أحدهما: أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ .
الثاني: أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم فيه كما في سبب نزول آية اللعان

قد يكون النزول سابقا على الحكم
-وهذا كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[ فإنه يستدل بها على زكاة الفطر رغم أن السورة مكية ولم تفرض الزكاة إلا بالمدينة.
-قال البغوي في تفسيره: أنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} الآية [البلد: 1-2] فالسورة مكية، وظهور أثر الحل يوم فتح مكة حتى: قال عليه السلام: ((أحلت لي ساعة من نهار)).
-وكذلك نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ

المؤلفات في أسباب النزول
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ
أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري
ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز وقد اختصره الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا.
وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسودة فلم نقف عليه كاملا. هو مطبوع الآن واسمه: العجاب في بيان الأسباب.
وقد ألف فيه السيوطى كتابا حافلا موجزا محررا سماه: لباب النقول في أسباب النزول ، من المناسب ذكر نبذة عن مصنف السيوطي.
ومن المصنفات المشهورة مصنف الوادعي.
سبب إفراد مصنفات لهذا العلم:

قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ (ت:1423هـ): (اخترت أن يكون بحثي الذي أقدمه للجامعة الإسلامية في الصحيح المسند من أسباب النزول وذلك لأمور منها: هذا الإسهاب وما بعده من كلام الوادعي لا يناسب مقام التلخيص فعبري عنه بأسلوبك باختصار.
كذلك العنوان، إما أن تربطيه بمصنف الوادعي خاصة لأن الكلام عليه، أو تذكري عنوانا عاما كأن نقول: أهمية التصنيف في أسباب النزول.
- 1-ارتباطه بفنين عظيمين وهما تفسير كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اللذان هما أساس ديننا.
2-أن أسباب النزول قد دخلها الدخيل كغيرها من سائر الفنون فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ملقيا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب الآية،

3-ومنها رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف). [الصحيح المسند في أسباب النزول:13]
.
فوائد معرفة أسباب النزول
1-إن من أسباب النزول ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز، ومنها ما يكون وحده تفسيرا. ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية أو نحو ذلك
2--معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم والتعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي، وذلك كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين.

3-ومنها: تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب.

4-أن اللفظ قد يكون عاما ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته فإن دخول صورة السبب قطعي، وإخراجها بالاجتهاد ممنوع، كما حكى الإجماع عليه القاضي أبو بكر في "التقريب"، ولا التفات إلى من شذ فجوز ذلك
قال بن عاشور:فكما لا يجوز حمل كلمات القرءان على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛ لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله، وقد اغتر بعض الفرق بذلك: كما فعل الخوارج الذين عمدوا إلى آيات الوعيد النازلة فى المشركين فوضعوها على المسلمين فجاءوا ببدعة التكفير بالذنب

5-دفع توهم الحصر، قال الشافعي ما معناه في معنى قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً} الآية: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل

6- الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال:
قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.
وقال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
وقال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبَّب
فقد أشكلت بعض الآيات على بعض الصحابة فمن بعدهم حتى عرفوا سبب نزولها فمما أشكل عليهم {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} حتى أخبرهم أبو أيوب الأنصارى رضى الله عنه بسبب نزولها فظهر لهم معناها
ومما أشكل عليهم قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} حتى نزل علي رواية {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
وقد أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} الآية ، وقال: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون- حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه. أخرجه الشيخان
وحكي عن عثمان بن مظعون وعمرو بن معد يكرب أنهما كانا يقولان: (الخمر مباحة ويحتجان بقوله تعالى:{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا"ولو علما سبب نزولها لم يقولا ذلك، وهو أن ناسا قالوا: (لما حرمت الخمر كيف بمن قتلوا في سبيل الله وماتوا وكانوا يشربون الخمر وهي رجس فنزلت). أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما.
ومن ذلك قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر} فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة، حتى قال الظاهرية: بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب.
وقد بين ذلك سبب النزول، وهو أنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا: (قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار فنزلت). أخرجه الحاكم .
فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة وارتاب هل عليهن عدة أو لا وهل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أو لا فمعنى: {إن ارتبتم} إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتدون فهذا حكمهن
ومن ذلك قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} الآية فإنا لو تركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا وهو خلاف الإجماع فلما عرف سبب نزولها علم أنها في نافلة السفر أو فيمن صلى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك.
ومن ذلك قوله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية [البقرة: 158]، فإن ظاهر لفظها لا يقتضي أن السعي فرض وقد ذهب بعضهم إلى عدم فرضيته تمسكا بذلك وقد ردت عائشة على عروة في فهمه ذلك بسبب نزولها: (وهو أن الصحابة تأثموا من السعي بينهما؛ لأنه من عمل الجاهلية فنزلت

7-ما ذكره بن عاشور:- أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث يقطع دعوى من ادعى أنه أساطير الأولين وهو ما يدل على إعجازه من ناحية الارتجال.
صيغة أسباب النزول:
قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ :صيغة سبب النزول إما أن تكون صريحة في السببية وإما أن تكون محتملة
فالصريحة: إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا
أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا فنزلت الآية.
. وأما المحتملة: إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.وإذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فإن الراوي بهذه الصيغة لا يقطع بالسبب

الذي يتحرر في سبب النزول: أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه،
ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل: من أن سببها قصة قدوم الحبشة به، فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء، بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية، كذكر قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك، وكذلك ذكره في قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} الآية [النساء: 125] سبب اتخاذه خليلا ليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى
قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا.هل يجري مجرى المسند، كما لو ذكر السبب الذي أنزلت لأجله، أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند?
فالبخاري يدخله في المسند، وغيره لا يدخله فيه وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره، بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه، فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند. هذه المسألة تابعة لعنصر صيغ أسباب النزول، فالبعض يعتبر قول: (نزلت هذه الآية في كذا) فيعتبرونه من الصريح فيدخلوه في المسند، وغيرهم يعتبرونه من التفسير فلا يدخلونه في المسند.
.
معنى قول بعض السلف: (نزلت الآية في كذا
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (وقد عُرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا فإنه يريد بذلك أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية، لا من جنس النقل لما وقع. .
وقال ابن تيمية: قولهم نزلت هذه الآية في كذا، يراد به تارة سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب،لاسيما إن كان المذكور شخصا كقولهم إن آية الظهار نزلت في امرأة ثابت بن قيس، وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله وإن قوله: {وأن احكم بينهم} الآية [المائدة: 49] نزلت في بني قريظة والنضير، ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أو في قوم من اليهود والنصارى أو في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق، والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه؟ فلم يقل أحد: إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التي لها سبب معين: إن كانت أمرا ونهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته
أيضا ما زلنا مع نفس المسألة، والشاهد فقط في كلام ابن تيمية كله قوله:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
اقتباس:
قولهم نزلت هذه الآية في كذا، يراد به تارة سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب.
أما بقية كلامه فعلى مسائل أخرى متفرقة في الموضوع وليس هذا محل ذكرها.

الآثار الواردة فى أسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف
فالمشهور منه الصحيحصحيح كقصة الإفك وآية السعي والتيمم والعرنيين وموافقات عمر
وضعيف كسبب نزول آية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الآية
وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع،
والغريب أيضا قسمان صحيح وضعيف
ذمّ الاستكثار من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدًا فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار""
والسلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية
قا ل الواحدى : (لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل.
وقال السيوطي في الإتقان: بعد ذكره جماعة ممن يذكرون التفسير بالأسانيد كابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما: (ثم ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير
وقد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسيرومثاله:
قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها
وهى مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه هذا العنصر ما زال بحاجة إلى تفصيل وهو بيان خطأ تتبع سبب نزول لكل آية. (يراجع نموذج الإجابة)

طريقة معرفة أسباب النزول
قال الواحدي: لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها، وقد قال محمد بن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال: اتق الله وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيم أنزل الله القرآن
فالعلماء يعتمدون في معرفة سبب النزول على صحة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو عن الصحابي فإن إخبار الصحابي عن مثل هذا له حكم الرفع
معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم فقال: (أحسب هذه الآية نزلت في كذا)، كما أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال: (خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك))فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه . . ) الحديث).
قال الزبير: (فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم..
هل يُحمل قول الصحابي في سبب النزول على الرفع؟
قال بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي:إذا أخبر الصحابي عن سبب وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو أخبر عن نزول آية فيه فذلك مسند
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيُّ (وما كان من أسباب النزول مرويا عن صحابي بإسنادٍ صحيحٍ: فمرفوعٌ؛ إذ قول الصحابي فيما لا مجال للاجتهاد فيه في حكم المرفوع، وما كان عن صحابي بغير إسناد فهو منقطع) كلام البلقيني والزركشي بمعنى واحد فلا داعي للتكرار، ومسند أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن الصلاح رحمه الله في كتابه علوم الحديث: (ما قيل إن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذلك في تفسير يتعلق بسبب نزول الآية يخبر به الصحابي أو نحو ذلك كقول جابر رضي الله عنه: كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية

حكم ما روي عن التابعين في أسباب النزول
قالَ عبدُ الرَّحمن بنُ عُمَرَ بنِ رَسْلانَ البُلقِينيّ :فأما المنقول عن التابعي بسنده فهو مرسل، وما كان بغير سند فلا يقبل
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ: إذا وقع من تابعي فهو مرفوع أيضا لكنه مرسل، فقد يقبل إذا صح السند إليه، وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير، أو اعتضد بمرسل آخر ونحو ذلك)
.

أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول
في سورة البقرة فيها ما رواه البخاري في "الصحيح" في باب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} الآية
عن أنس قال :قال عمر رضي الله عنه: (وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث؛ قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية
وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فنزلت آية الحجاب.
وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن فقلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن؟ فأنزل الله"عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن":
ومنها ما رواه البخاري في الصحيح في قوله تعالى:" إن الصفا والمروة من شعائر الله} عن عائشة رضي الله عنهاأنها إنما نزلت في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا. بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله "إن الصفا والمروة من شعائر الله"
ومن ذلك الوقائع المشهورة مثل قصة الإفك، وقصة التيمم، وقصة المتخلفين عن غزوة تبوك ونحو ذلك)
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
قال بن عاشور أسباب النزول التي صحت أسانيدها خمسة أقسام:
: الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}ونحو {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} ومثل بعض الآيات التي فيها {ومن الناس}.
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها،
مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة،
والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها،
ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: ((من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان)) فأنزل الله تصديق ذلك {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض ابن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال: في أنزلت بصيغة الحصر
وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات.
. والرابع: هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية ويدل لهذا النوع وجود اختلاف كثير بين الصحابة في كثير من أسباب النزول
وفي "صحيح البخاري" في سورة النساء أن ابن عباس قرأ قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} وقال: كان رجل في غنيمة له تصغير غنم فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه أي ظنوه مشركا يريد أن يتقي منهم بالسلام وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام} الآية. فالقصة لا بد أن تكون قد وقعت لأن ابن عباس رواها لكن الآية ليست نازلة فيها بخصوصها ولكن نزلت في أحكام الجهاد بدليل ما قبلها وما بعدها فإن قبلها: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} وبعدها {فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل) ما زال هذا العنصر يحتاج لتفصيل
والخامس: قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد.
ويلحق بهذا القسم:
ما يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض لكنه لا يبين مجملا ولا يؤول متشابها كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في مالها فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن

بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول
والتحقيق:
التفصيل :إن كان وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول كما في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فهذا ينبغي فيه تقديم ذكر السبب؛ لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد،
وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة:لأنها المصححة لنظم الكلام وهي سابقة على النزول

.أحوال الاختلاف في سبب النزول:
الحالة الاولى:أن يعبر أحدهم نزلت فى كذا والآخر نزلت فى كذا فهذا لايراد به سبب النزول ولكن يراد به التفسير فلا تعارض بين القولين إذا كان اللفظ يحتملهما-(ذكره السيوطى)
الحالة الثانية:أن يعبر واحد بقوله نزلت فى كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فالذى صرح هو المعتمد
ومثاله :ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبله بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله:{فولوا وجوهكم شطره} الآية فارتاب من ذلك اليهود وقالوا" ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب"وقال:{فأينما تولوا فثم وجه الله} .
وأخرج الحاكم وغيره، عن ابن عمر، قال: (نزلت:{فأينما تولوا فثم وجه الله} أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع).
وأخرج الترمذي وضعفه من حديث عامر بن ربيعة، قال: (كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت). .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد، قال لما نزلت: {ادعوني أستجب لكم} قالوا: (إلى أين فنزلت) مرسل.
وأخرج عن قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه)) فقالوا: إنه كان لا يصلي إلى القبلة فنزلت). معضل غريب جدا.
فهذه خمسة أسباب مختلفة، وأضعفها الأخير؛ لإعضاله ثم ما قبله؛ لإرساله ثم ما قبله؛ لضعف رواته، والثاني صحيح، لكنه قال: قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب، والأول صحيح الإسناد/ وصرح فيه بذكر السبب فهو المعتمد
الحالة الثالثة:أن يتعارض حديثان ثبتا فى سبب النزول وقد أمكن الجمع بينهما
كآية اللعان ثبت في الصحيح من طريق سهل بن سعد الساعدي أنها نزلت في قصة عويمر العجلاني.
وثبت – أيضا – في الصحيح أنها نزلت في هلال بن أمية.
ويمكن الجمع بينهما بأنها نزلت في حقهما).
الحالة الرابعة:أن يذكر أحدهما سبب غير ماذكره الآخر وأحدهما أصح سندا من الآخر فيقدم الصحيح على الضعيف
مثاله ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: (اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}[الضحى: 1-3]).
وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال:((يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني؟))فقلت: في نفسي لو هيأت البيت، وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:{والضحى}إلى قوله:{فترضى}[الضحى: 1-3]).
وقال ابن حجر في "شرح البخاري": قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة، لكن كونها سبب نزول الآية غريب، وفي إسناده من لا يعرف، فالمعتمد ما في الصحيح
وهنا يظهر أهمية جمع الطرق وفحص المرويات قالَ مُقبلُ بنُ هادي الوادِعيُّ :فيه من الفوائد من معرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا وقد قال ابن الصلاح في [علوم الحديث :82]: وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه .
الحالة الخامسة:أن يتساوى الإسنادان من جهة الصحة ولا يمكن الجمع فبالترجيح بينهما بكون الراوى لأحد السببين حاضر القصة أو من علماء التفسير كابن عباس وبن مسعود
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود: (قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه فقالوا: حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال{قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} الآية [الإسراء: 85.
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا: سألوه عن الروح قال: فسألوه، فأنزل الله:{ويسألونك عن الروح} الآية فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره، وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة
الحالة السادسة:أن يمكن نزول الا ية عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد كما في الآيات السابقة فيحمل على ذلك فقدتتعدد الأسباب والنازل واحد.
ومثاله: ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: (أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((البينة أو حد في ظهرك))، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين} الآية [النور: 6-9]).
وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال: (جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب المسائل فأخبر عاصم عويمرا فقال: والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتاه فقال:((إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآنا . . .)) الحديث.
جمع بينهما بأن أول ما وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا، وإلى هذا جنح النووي وسبقه الخطيب فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
وأخرج البزار عن حذيفة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟))قال: شرا، قال:((فأنت يا عمر؟))قال:((كنت أقول لعن الله الأعجز وإنه لخبيث))فنزلت
.الحالة السابعة:قد يكون في إحدى القصتين" فتلا "فوهم الراوي فقال" فنزل"
مثاله: ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله:{وما قدروا الله حق قدره} الآية [الأنعام: 91])، والحديث في الصحيح بلفظ: (فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصواب فإن الآية مكية).
ومن أمثلته: أيضا ما أخرجه البخاري عن أنس قال: (سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال:((أخبرني بهن جبريل آنفا)) قال: جبريل؟ قال:((نعم))قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية{من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك} الآية [البقرة: 97]).
قال ابن حجر في "شرح البخاري": ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على قول اليهود، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ، قال: وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام
الحالة الثامنة:ألا يمكن حمله على أحد الأحوال السابقة فيحمل على تعدد النزول وتكررها.
مثاله: ما أخرجه الشيخان عن المسيب قال: (لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله)) فقال أبو جهل: وعبد الله يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك))، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية [التوبة: 113]).
وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال: (سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت).
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فقال: ((إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية [التوبة: 113]))).
فنجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ:
(تنبيه: عكس ما تقدم أن يذكر سبب واحد في نزول آيات متفرقة، ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى.
مثاله: ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت: (يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله:{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع} إلى آخر الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج الحاكم عنها أيضا، قالت: (قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء، فأنزلت:{إن المسلمين والمسلمات}والآية [الأحزاب: 35]، أنزلت:{أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج أيضا عنها، أنها قالت: (يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية [النساء: 32]، وأنزل:{إن المسلمين والمسلمات}الآية
ومن أمثلته ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرة، فقال:((إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان))فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((علام تشتمني أنت وأصحابك؟))فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا: حتى تجاوز عنهم فأنزل الله:{يحلفون بالله ما قالوا} الآية [التوبة: 74]).
وأخرجه الحاكم وأحمد بهذا اللفظ وآخره: (فأنزل الله:{يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم} الآية .
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
والدليل على ذلك أن الأنصاري الذي قبل الأجنبية ونزلت فيه {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} الآية، قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ألِيَ هذا وحدي يا رسول الله؟فأفتاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن العبرة بعموم اللفظ فقال: بل لأمتي كلهم
وقد نزلت آيات في أسباب واتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر وآية اللعان في شأن هلال بن أمية وحد القذف في رماة عائشة ثم تعدى إلى غيرهم
ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعا ذائعا بينهم..
أما صورة السبب فجمهور أهل الأصول أنها قطعية الدخول في العام فلا يجوز إخراجها منه بمخصص
قد تنزل الآيات على الأسباب الخاصة، وتوضع ما يناسبها من الآي العامة، رعاية لنظم القرآن وحسن السياق، فيكون ذلك الخاص قريبا من صورة السبب في كونه قطعي الدخول في العام،
مثاله: قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} الآية [النساء: 51] إلى آخره، فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود، لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر حرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم فسألوهم: من أهدى سبيلا محمد وأصحابه أم نحن؟ فقالوا: أنتم، مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم المنطبق عليه وأخذ المواثيق عليهم ألا يكتموه فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار: أنتم أهدى سبيلا حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول التوعد عليه المفيد للأمر بمقابله المشتمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم بإفادة أنه الموصوف في كتابهم، وذلك مناسب لقوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
قال ابن العربي في تفسيره: وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا فكان ذلك خيانة منهم فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
يلاحظ حصول اختصار في تناول قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ويراجع نموذج الإجابة للفائدة

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 9
= 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 03:06 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المسائل
معنى المراسيل
التعامل مع مرويات التفسير ليس من جنس التعامل مع مرويات الحديث والاحكام
الضابط فى صدق النقل
المراسيلِ إذا تعدَّدت طرُقُها وخلَتْ عن المواطأةِ قصدًا، كانت صحيحةً قَطعًا
أمثلة تبين المُقَايَسَةِ بينَ المراسيلِ، وكيفيةِ جَمعِ ما اتَّفقتْ عليه هذه المراسيلُ، وتَركِ ما اختلفتْ فيه
مرويات السلف إذا اجمعوا على امر كلى يصير عمدة فى تفسير الآية
التلخيص
معنى المراسيل
ما رواه من بعد التابعى مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم أو ما رواه التابعى من قوله
التعامل مع مرويات التفسير ليس من جنس التعامل مع مرويات الحديث والاحكام
أسانيد التفسير أغلبها ضعيفة و مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب
مثلارواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذ هذه المسألة تصلح كتمهيد للملخص، ثم الدخول في موضوعه الرئيس وهو المراسيل.
الضابط فى صدق النقل
الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه. كيف نتثبت منه؟؟
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه. كيف نتثبت منه؟

المراسيلِ إذا تعدَّدت طرُقُها وخلَتْ عن المواطأةِ قصدًا، كانت صحيحةً قَطعًا
إذا وجدتَ خبرًا وَردَ عن عشرةِ أشخاصٍ في عصرٍ معيَّنٍ يُعرفُ أنهم غيرُ متواطِئين على الكذبِ,
وليس بينَهم اتصالٌ في مسألةٍ معيَّنةٍ،
فلا شكَّ أنَّ أصلَ المسألةِ يكونُ ثابتًا وواقعًا، وإن اختلفتِ التفاصيلُ فيما بينَهم
مثال حديث جابر رضى الله عنه
مِثْلَ حَدِيثِ اشْتِرَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ البَعِيرَ مِنْ جَابِرٍ؛ فَإِنَّ مَنْ تَأَمَّلَ طُرُقَهُ عَلِمَ قَطْعًا أَنَّ الْحَدِيثَ صَحِيحٌ، وَإِنْْ كَانُوا قَد اخْتَلَفُوا فِي مِقْدَارِ الثَّمَنِ.
،فقد باع جابرٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ جَملًا, واشترطَ أن يَحمِلَه الجَملُ إلى أهلِه ثم يُعطِيهِ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، واختلَفوا في مقدارِ الثَّمنِ في هذا البيعِ, هل هو أوقيةٌ أو غيرُ ذلك؟
فهذا الاختلافُ في مقدارِ الثَّمنِ لا يَجعلُ الحديثَ باطلًا؛ لأنَّ هذا من التفاصيلِ التي يَتوهَّمُ أو يَغلَطُ فيها الواحدُ من الرواةِ.
وقَطعًا إنَّ جابرًا باعَه بثَمنٍ معيَّنٍ، لكنَّ بعضَ الرواةِ لم يضبطْ هذا الثَّمنَ فحَكى في الثَّمنِ قولًا آخَرَ.
فنأخُذُ من هذا أنَّ حديثَ جابرٍ وبيعَه الجَملَ للنبيِّ صلى اللَّه وعليه وسلم صحيحٌ بلا إشكالٍ. وأن الاختلافَ الوارِدَ في الرواياتِ الصحيحةِ لا يَطعَنُ في صحَّةِ الحديثِ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به.
إذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ
أمثلة تبين المُقَايَسَةِ بينَ المراسيلِ، وكيفيةِ جَمعِ ما اتَّفقتْ عليه هذه المراسيلُ، وتَركِ ما اختلفتْ فيه:
بيان المراد بالبيت المعمور في قوله تعالى: {والبيت المعمور}
ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ:
، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ.
وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه.
وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ
سبب الخلاف فى هذه المرويات هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ
هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك الحديثُ الذي ذَكرَ فيه أنه صلى الله عليه وسلم رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه وهو حديثٌ صحيحٌ
.أما الأوصافُ التي ذكرَها السَّلفُ فيه:
أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ
وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.

مرويات السلف إذا اجمعوا على امر كلى يصير عمدة فى تفسير الآية
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ
قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}. في وصفِ هذه الخيامِ أقوالٌ عن السَّلفِ
فقال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ
.وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ
وكذلك ورَدَ عن أبي الأحوصِ أنه قال: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ.
وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ
ووَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ
تحرير القول:
الخيامَ من دُرٍّ مجوَّفٍ؛ لأن هذه الرواياتِ كلَّها اتَّفقتْ على هذا التفسير
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ
فتكون اختلفت التفاصيل هنا:فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا
بارك الله فيك وأحسن إليك
اختصرت جدا في تفصيل شروط قبول المراسيل
ولعل السير بتمهل مع عناصر هذه القائمة يوضح لك كيف يكون هذا التفصيل، وانتبهي أن هذه عناصر فقط فكل عنصر منها يحتاج إلى شرح.


المراسيل في التفسير


عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصدقه، أما تفاصيلها التي قد يختلف فيها فتحتاج إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.
- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
.. 3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 10
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 80 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir