«سورة يونس»
ويونس غير الشام قد طال والصدو
ر والدين دن والشاكرين فدع دهري
اللغة: طال يستعمل من الطول بضم الطاء بمعنى امتد، ومن الطول بفتح الطاء بمعنى الفضل والسعة والغنى. ودن أمر من الدين بكسر الدال وله عدة معان والمناسب هنا معنى الطاعة والدهر الزمن.
الإعراب: ويونس مرفوع على الابتداء غير الشام مبتدأ ثان بتقدير مضاف أي عد وجملة قد طال خبر الثاني والجملة خبر الأول، والعائد مقدر أي قد طال فيها، أي فضل فيها وصار ذا غنى والصدور مفعول مقدم لدن والدين عطف عليه، ودن أمرية. والشاكرين مفعول مقدم لدع، والفاء فيه زائدة، ودهري ظرف زمان لدع.
المعنى: أخبر الناظم أن عددها لغير الشامي مائة وتسع آيات كما دل على ذلك القاف والطاء وهي عند الشامي مائة وعشر. فهذا مما أخذ فيه ما بعد أخرى الذكر وقرينة لك ما بينه للشامي بعد من أنه يزيد على الجماعة اثنتين، ويسقط واحدة مما عده الجماعة فيكون العدد عنده مائة وعشر آيات، كما بينه بقوله «والصدور والدين دن» يعني أن المرموز له بالدال من دن وهو الشامي يعد {وشفاء لما في الصدور} و{مخلصين له الدين} ويتركهما غيره. وفي قوله «والصدور والدين دن» لطيفة إذ فيه الأمر بطاعة الدين والصدور وهم المقدمون من العلماء. وقوله «والشاكرين فدع دهري» معناه أن لنكونن من الشاكرين متروك لمرموز الدال من دهري وهو الشامي ومعدود لغيره. فتكون الفواصل المختلف فيها ثلاثة، فغير الشامي يعد منها واحدة وهي من الشاكرين، والشامي يعد اثنتين وهما وشفاء لما في الصدور، ومخلصين له الدين، ولذا كانت في عده مائة وعشرا، وفي عد غيره مائة وتسعا.
وجه من عد الصدور المشاكلة والإجماع على عد مثله في القرآن. ووجه
[معالم اليسر: 102]
من لم يعده عدم الموازنة لفواصل السورة وتعلق ما بعده بما قبله، ووجه من عد الدين المشاكلة ووجه من تركه عدم الموازنة، ووجه من عد من الشاكرين المشاكلة وتمام الكلام، ووجه من تركه وهو الشامي عدم المساواة لقصرها عما قبلها وما بعدها لأنه يعد الدين قبله، وفيها من شبه الفواصل المتروك {إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} {ولقد بوأنا بني إسرائيل} وترك المصنف التنبيه عليهما اكتفاء بما سبق له في سورة آل عمران. والله أعلم.
[معالم اليسر: 103]