دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > أنموذج جليل لابن أبي بكر الرازي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م, 02:46 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي سورة يونس

سورة يونس عليه السلام
فإن قيل: كيف قال تعالى: (يفصّل الآيات لقومٍ يعلمون) والله تعالى يفصل الآيات للعلماء والجهال أيضًا؟
قلنا: لما كان يقع تفصيل الآيات مخصوصا بالعلماء أو لانتفاعهم بالتفصيل أكثر أضاف التفصيل إليهم وخصهم به.
فإن، قيل: كيف قال تعالى: (وآخر دعواهم أن الحمد للّه ربّ العالمين) مع أن أقوال أهل الجنة وأحوالهم لا آخر لها، لأن الجنة دار الخلود؟
قلنا: معناه وآخر دعائهم في كل مجلس دعاء أو ذكر أو تسبيح، فإن أهل الجنة يسبحون ويذكرون للتنعيم والتلذذ بالتسبيح والذكر.
فإن قيل: قد أنكر الله تعالى على الكفار احتجاجهم بمشيئته في قولهم: (لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا)
ولهذا لا يجوز للعاصي أن يحتج في وجود المعصية منه بقوله: لو شاء الله ما فعلت هذه المعصية، فلا تقيموا على حدها، فكيف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو شاء اللّه ما تلوته عليكم)
قلنا: النبي عليه الصلاة والسلام قال هذه الحجة بأمر الله، لأن الله تعالى قال له: (قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم) وللعبد أن يحتج بمشية الله إذا أمره الله أن يحتج بها، أما ما ليس كذلك فليس له أن يحتج بمجرد المشيئة وما أورثتموه كذلك
[أنموذج جليل: 184]
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ) والبغي لا يكون إلا بغير الحق، لأن البغي هو التعدي والفساد، من قولهم: بغى الجرح إذا فسد، كذا قاله الأصمعي فما فائدة التقييد؟
قلنا: قد يكون الفساد بالحق كاستيلاء المسلمين على أرض الكفار.
وهدم دورهم، وإحراق زروعهم، وقطع أشجارهم، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ببني قريظة.
فإن قيل: كيف شبه تعالى الحياة الدنيا بماء السماء، دون ماء الأرض فقال: (إنّما مثل الحياة الدّنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء)؟
قلنا: لأن ماء السماء وهو المطر لا تأثير لكسب العبد فيه، ولا حيلة، كما أن الحياة كذلك لا حيلة للعبد في زيادتها ونقصانها، الثاني: أن ماء السماء يستوي فيه جميع الخلائق الوضيع والشريف والغنى والفقير، وغيرهما أيضًا كالمدد والحجر والشوك والثمر، كما أن الحياة كذلك، فكان تشبيه الحياة بماء السماء أشد مناسبة ومطابقة.
فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (ويوم نحشرهم جميعًا ثمّ نقول للّذين أشركوا مكانكم) وقال في موضع آخر: (ولا يكلّمهم اللّه يوم القيامة)؟
قلنا: يوم القيامة مواقف ومواطن، ففي موقف لا يكلمهم، وفى
[أنموذج جليل: 185]
موقف يكلهم، ونظيره قوله تعالى: (فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ)
وقوله: (فوربّك لنسألنّهم أجمعين (92) عمّا كانوا يعملون)، الثاني: أن المراد أنه لا يكلمهم كلام إكرام بل كلام توبيخ وتقريع.
فإن قيل: قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السّماء والأرض...الآية) يدل على أنهم معترفون بأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر لجميع المخلوقات، فكيف يعترفون بذلك كله ثم يعبدون الأصنام؟
قلنا: كانوا في عبادة الأصنام يتأولون عبادة الله، فطائفة كانت تقول نحن لا نتأهل لعبادة الله تعالى بغير واسطة لعظمته وجلاله ونقصنا وحقارتنا، فجعلوا الأصنام وسائط، كما قالوا: (ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى) وطائفة كانت تقول نتخذ أصنامًا على هيئة الملائكة ونعبدها، لتشفع لنا الملائكة عند الله، وطائفة كانت تقول الأصنام قبلة لنا في عبادة الله، كما أن الكعبة قبلة في عبادته، وطائفة وهي الأكثر كانت تقول على كل صنم شيطان موكل به من عند الله تعالى، فمن عبد الصنم حق عبادته قضى الشيطان حوائجه على وفق مراده بأمر الله، ومن قصر في عبادة الصنم أصابه الشيطان بنكبة بأمر الله، فكل الطوائف من عبدة الأصنام كانوا يعتقدون بعبادتهم الأصنام عبادة الله والتقرب إليه، ولكن بطرق مختلفة
[أنموذج جليل: 186]
فإن قيل: كيف قال تعالى: (قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثمّ يعيده قل اللّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده)
وهم غير معترفين بوجود الإعادة أصلا لا من الله ولا من غيره؟
قلنا: لما كانت الإعادة ظاهرة الوجود لظهور برهانها، وهو القدرة على ابتداء الخلق، والإعادة أهون بالنسبة إلينا لزمهم الاعتراف بها، فصار كأنهم مسلمون وجودها من حيث ظهور الحجة ووضوحها.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فإلينا مرجعهم ثمّ اللّه شهيدٌ على ما يفعلون) رتب كونه شهيدا على أفعالهم على رجوعهم إليه في القيامة، مع أنه شهيد على أفعالهم في الدنيا والآخرة؟
قلنا: ذكر الشهادة وأراد مقتضاها ونتيجتها وهو العقاب والجزاء.
كأنه قال ثم الله معاقب على ما يفعلون أو مجاز على ما يفعلون كما قال: (وما تفعلوا من خيرٍ يعلمه اللّه) ونظائره في القرآن العزيز كثيرة.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (بياتًا أو نهارًا) ولم يقل ليلا أو نهارا وهو أظهر في المطابقة، وأكثر استعمالا مع النهار في القرآن العزيز وغيره؟
قلنا: المعهود المألوف من كلام العرب عند ذكر البطش والإهلاك والوعيد والتهديد ذكر لفظ البيات سواء قرن به النهار أو لا فلذلك لم يقل ليلا.
[أنموذج جليل: 187]
فإن قيل: كيف قال تعالى: (ماذا يستعجل منه المجرمون)
ولم يقل ماذا يستعجلون منه، وأول الخطاب للمواجهة؟
قلنا: أراد بذكر المجرمين الدلالة على موجب ترك الاستعجال، وهو الإجرام، لأن المجرم أن يخاف التعذيب على إجرامه، ويفزع من مجيئه، وإن إبطاء فضلا على أن يستعجله.
فإن قيل: كيف قال تعالى: (قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ولم يقل فبذينك والمشار إليه اثنان الفضل والرحمة؟
قلنا: قد سبق مثل هذا السؤال وجوابه في سورة البقرة في قوله تعالى: (عوانٌ بين ذلك).
فإن قيل: قوله تعالى: (وما ظنّ الّذين يفترون على اللّه الكذب يوم القيامة) تهديد، لأن فيه محذوفا تقديره: وما ظنهم أن الله فاعل بهم يوم القيامة بكذبهم، فكيف يناسبه قوله تعالى بعده: (إنّ اللّه لذو فضلٍ على النّاس)؟
قلنا: هو مناسب لأن معناه إن الله لذو فضل على الناس حيث أنعم عليهم بالعقل والوحي والهداية وتأخير العذاب وفتح باب التوبة، فكيف يفترون عليه الكذب مع توافر نعمه عليهم.
[أنموذج جليل: 188]
فإن قيل: كيف قال تعالى: وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ)
فأفرد ثم قال: (ولا تعملون من عملٍ) فجمع والخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام؟
قلنا: قال ابن الأنباري: إنما جمع في الفعل الثالث ليدل على أن الأمة داخلون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفعلين الأولين، وقال غيره: المراد بالفعل الثالث أيضا النبي عليه الصلاة والسلام وحده، وإنما جمع تفخيما له وتعظيما كما في قوله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم) على قول ابن عباس، وكما في قوله تعالى: (يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات) والمراد به النبي عليه الصلاة
والسلام كذا قاله ابن عباس والحسن وغيرهما، واختاره ابن قتيبة والزجاج.
فإن قيل: كيف قدم تعالى الأرض على السماء في قوله تعالى: (وما يعزب عن ربّك من مثقال ذرّةٍ في الأرض ولا في السّماء)
وقدم السماء على الأرض في قوله تعالى في سورة سبأ: (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرّةٍ في السّماوات ولا في الأرض)
[أنموذج جليل: 189]
قلنا: حق السماء أن تقدم على الأرض مطلقا لأنها أشرف، لكنه لما ذكر هنا في صدر الآية شهادته على شئون أهل الأرض، وأقوالهم وأعمالهم، ثم أردفه بقوله تعالى: (وما يعزب عن ربّك) ناسب ذلك تقديم الأرض على السماء، الثاني: أن العطف بالواو نظير التثنية وحكمه حكمها فلا يعطى رتبة كالتثنية.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م, 02:46 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (العزّة للّه جميعًا)
وقال في موضع آخر: (وللّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين)؟
قلنا: أثبت الاشتراك في نفس العزة التي هي في حق الله تعالى القدرة والغلبة، وفى حق الرسول عليه الصلاة والسلام علو كلمته وإظهار دينه، وفى حق المؤمنين نصرهم على أعدائهم، وقوله تعالى: (إنّ العزّة للّه جميعًا) أراد به العزة الكاملة التي يندرج فيها عز الإلهية والخلق والإماتة والإحياء والبقاء الدائم وما أشبه ذلك فلا تنافي.
فإن قيل: إذا كانت السموات والأرض وما فيهما من المخلوقات وما وراءهما كل ذلك ملك لله تعالى ملكا وخلقا، فما فائدة التخصيص في قوله تعالى: (ألا إنّ للّه ما في السّماوات والأرض)؟
قلنا: إنما خص العقلاء المميزين بالذكر وهم الملائكة والثقلان ليعلم أن هؤلاء إذا كانوا عبيدا لله وهو ربهم ولا يصلح أحد منهم للربوبية ولا للشركة معه، فما وراءهم مما لا يعقل كالأصنام والكواكب
[أنموذج جليل: 190]
ونحوهما أحق أن لا تكون له ندًا ولا شريكا.
فإن قيل: كيف قال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: (أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا) على طريق الاستفهام، وهم إنما قالوا ذلك عن طريق الإخبار والتحقيق المؤكد بأن واللام على طريق
الاستفهام قال الله تعالى: (فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ)؟
قلنا: فيه إضمار تقديره: أتقولون للحق لما جاءكم (إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ) ثم قال: "أسحر هذا " أنكر ما قالوه فالاستفهام من قول موسى عليه الصلاة والسلام، لا مفعول لقولهم.
فإن قيل: كيف نوع الخطاب في قوله تعالى: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّآ لقومكما بمصر بيوتًا واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصّلاة وبشّر المؤمنين)
فثنى أولا ثم جمع ثم أفرد؟
قلنا: خوطب أولا موسى وهارون أن يتبوؤا لقومهما بيوتا ويختاروها للعبادة، وذلك مما يفوض إلى الأنبياء، ثم سيق الخطاب عاما لهما ولقومهما باتخاذ المساجد والصلاة فيها، لأن ذلك واجب على الجمهور، ثم خص موسى عليه الصلاة والسلام بالبشارة تعظيما لها وتعظيما له عليه السلام.
[أنموذج جليل: 191]
فإن قيل: كيف قال تعالى: (قال قد أجيبت دعوتكما) أضافها إليهما، والدعوة إنما صدرت من موسى عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى: (وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه...الآية)؟
قلنا: نقل أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يدعو، وهارون كان يؤمن على دعائه، والتأمين دعاء في المعنى، فلهذا أضاف الدعوة إليهما، الثاني: أنه يجوز أن يكون هارون قد دعا أيضا مع موسى عليه الصلاة والسلام إلا أن الله تعالى خص موسى عليه الصلاة والسلام بالذكر، لأنه كان أسبق بالدعوة أو أحرص عليها أو أكثر
إخلاصا فيها.
فإن قيل: لو كان كذلك لقال تعالى دعوتاكما بالتثنية؟
قلنا: لو كانت الدعوة مصدرا اكتفى بذكرها في موضع الإفراد والتثنية والجمع بصيغة واحدة كسائر المصادر، ونظيره قوله تعالى: (ختم اللّه على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ).
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك) وإن إنما تدخل على ما هو محتمل الوجود، وشك النبي عليه الصلاة والسلام في القرآن منتف قطعا؟
قلنا: الخطاب ليس للنبي عليه الصلاة والسلام بل لمن كان شاكا في القرآن، وفى نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، فكأنه قال: فإن كنت
[أنموذج جليل: 192]
أيها الإنسان في شك...
فإن قيل: قوله تعالى: (ممّا أنزلنا إليك)
يدل على أن الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام لا لغيره؟
قلنا: لا يدل، قال تعالى: (يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا)
وقال: (يحذر المنافقون أن تنزّل عليهم سورةٌ)، الثاني أن الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام والمراد غيره كما في قوله تعالى: (يا أيّها النّبيّ اتّق اللّه ولا تطع الكافرين والمنافقين)
ويعضد بقوله تعالى: (إنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا) ويعضد هذا الوجه قوله تعالى بعده: (يا أيّها النّاس إن كنتم في شكٍّ من ديني).
الثالث: أن يكون (إن) بمعنى (ما) تقديره: فما كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل، المعنى لسنا نأمرك أن تسأل أحبار اليهود والنصارى عن صدة كتابك، لأنك في شك منه، بل لتزداد بصيرة ويقينا وطمأنينة، الرابع: أن الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام مع انتفاء الشك منه قطعا، والمراد به إلزام الحجة على الشاكين الكافرين
كما يقول لعيسى عليه الصلاة والسلام: (أأنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون اللّه)
وهو عالم بانتفاء هذا القول منه،
[أنموذج جليل: 193]
لإلزام الحجة على النصارى.
فإن قيل: قوله تعالى: (ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا)
ما فائدة قوله: "جميعا" بعد قوله: "كلهم " وهو يفيد
الشمول والإحاطة؟
قلنا: كل يفيد الشمول والإحاطة، ولا يدل على " وجود إيمان منهم بصفة الاجتماع، وجميعًا يدل على " وجوده منهم في حالة واحدة كما تقول: جاء القوم كلهم جميعا، أي مجتمعين، ونظيره
قوله تعالى: (فسجد الملائكة كلّهم أجمعون).
فإن قيل: قوله تعالى: (قل انظروا ماذا في السّماوات والأرض) كيف يصح هذا مع إنا لا نعلم جميع ما فيهما ولا نراه؟
قلنا: هو عام أريد به ما ندركه بالأبصار أو البصيرة مما فيهما كالشمس والقمر والنجوم والجبال والبحار والمعادن والنبات والحيوان ونحو ذلك مما يدل على وجود الصانع وتوحيده وعظيم قدرته فنستدل به على ما وراءه.
فإن قيل: قوله تعالى: (وإن يمسسك اللّه بضرٍّ...الآية)
الحكمة في ذكر المس في أحدهما والإرادة في الآخر؟
قلنا: إنما عدل عن لفظ المس المذكور في سورة الأنعام إلى لفظ
[أنموذج جليل: 194]
الإرادة لأن الجزاء هنا قوله تعالى: (فلا رادّ لفضله)
والرد إنما يكون فيما لم يقع بعد، والمس إنما يكون فيما وقع، فلهذا قال: (وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ) معناه فإن شاء أدام ذلك الخير وإن شاء أزاله، فلا (لطلب) دوامه وزيادته إلا منه.
[أنموذج جليل: 195]


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
يونس, سورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir