دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 12 شعبان 1432هـ/13-07-2011م, 10:10 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال عمرو بن الأهتم

1: أجدك لا تلم ولا تزور.......وقد بانت برهنكم الخدور
قال الضبي: قوله (أجدك) أي أجدا منك ذاك وأبجدٍ منك. و(بانت) ذهبت يقال بانني الشيء. قال الراجز:
كأن عيني وقد بانوني.......غربان في منحاة منجنون
و(الرهن): ههنا القلوب يقول قد ذهبن بقلوبنا معهن فصارت رهائن معهن. وقال يعقوب: تقول العرب أجدك و(أجدك) بفتح الجيم وكسرها ومعناه أبجدٍ منك هذا. قال يعقوب: الخدور ما جللت به الهوادج. وألممت بالرجل زرته وأتيته: قال الشاعر:
ألما بمعنٍ ثم قولا لقبره.......سقتك الغوادي مربعًا ثم مربعا
وقد ألم به يلم إلمامًا ويقال: لم الله شعثه أي: جمع ما تفرق من أموره.
2: كأن على الجمال نعاج قوٍ.......كوانس حسرًا عنها الستور
قال الضبي: شبه النساء (بالنعاج) لكبر أعينهن ومشيهن. و(قو) موضع. و(الكوانس) يعني بهن البقر. وعنى (بالحواسر عنها) النساء. ورواها يعقوب: حاسرًا عنها. وقال: (النعاج) بقر الوحش شبه النساء بها.
3: وأبكار نواعم ألحقتني.......بهن جلالة أجد عسير
كذا أملاها علينا الضبي رفعًا ورواها أحمد ويعقوب نصبًا وأبكارًا نواعم. وقال الضبي: (الجلالة) الجليلة الخلق. و(الأجد) الموثقة ومنه قولهم بناء مؤجد إذا كان موثقًا. و(العسير) التي لم ترض. وقال يعقوب: قوله (نواعم) أي منعمة. وقال: (جلالة) ضخمة يقال جمل جلال. وقال أحمد ويعقوب: قال أبو عمرو: (الأجد) التي عظم فقاراها واحد: وقال رأيت ثلاث فقاراتٍ عظمهن واحد: قال: وإنما يكون ذلك في المهرية. قال يعقوب: و(عسير) اعتسرت من الإبل فركبت.
4: فلما أن تسايرنا قليلاً.......أذن إلى الحديث فهن صور
قال الضبي: أذن سمعن مأخوذ من قول الله جل وعز: {وأذنت لربها وحقت} أي: سمعت. والأصور: المائل وجمعه صور ويقال إني إليك لأصور أي: لمائل. وقال يعقوب: أذن: استمعن يقال أذن للشيء يأذن أذنًا إذا استمع إليه ويقال رجل أذن إذا كان يسمع من كل أحد. قال: وصور موائل يقال أنا إليك أصور أي أميل ويقال صاره يصوره ويصيره إذا أماله: قال امرؤ القيس:
وفرعٍ يصير الجيد أسود فاحمٍ.......أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
5: لقد أوصيت ربعي بن عمرٍو.......إذا حزبت عشيرتك الأمور
قال الضبي: (ربعي بن عمرو) بن الأهتم. و(حزبت) فجئت ومنه قول عبد الملك بن مروان لحاجبه لما كتب إليه الحجاج بكلام محمد بن الحنفية رضي الله عنه: إذا رأيتني وقد حزبني أمر فأذكرني هذا الكلام. أي فجئني ودهمني أمر.
6: بأن لا تفسدنا ما قد سعينا.......وحفط السورة العليا كبير
قال الضبي: يقول لا تهدم ما أثل لك آباؤك من المجد بل تممه وزد عليه. و(السورة) ههنا المجد وجمعها سور: يقول (وحفظ) المجد شديد وقال النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورةً.......ترى كل ملكٍ دونها يتذبذب
وقال يعقوب: (السورة) الرفعة والمنزلة.
7: وجاري لا تهيننه وضيفي.......إذا أمسى وراء البيت كور
يقول احفظ جارك وضيفك في الوقت الذي لا يحفظ فيه جار ولا يقرى فيه ضيف لشدة الزمان فيرمى بأكوارهم وراء البيت. و(الكور) كور الرحل وهو خشبه وأداته والجمع أكوار وكيران و(الكور) كور العمامة وهو ليها والحور نقضها. و(الضيف) إذا نزل بالقوم نزل بأدبار البيوت ليعرف مكانه فينزل.
8: يؤوب إليك أشعث جرفته.......عوان لا ينهنهها الفتور
قال الضبي: (يؤوب إليك): يرجع إليك. و(الأشعث) اليابس وأصله من جفوف الشعر لفقد الدهن. و(جرفته) أذهبت ماله وهو فعلته من الجرف. ومثله السحت يقال سحته وأسحته وجرفته وجلفته بمعنىً واحد: قال الفرزدق:
وعض زمانٍ يا بن مروان لم يدع.......من المال إلا مسحتًا أو مجلف
ويروى إلا مسحت: ويروى (مجرف). لا ينهنهها لا يردها. و(الفتور) الفترة يعني سنةً شديدةً.
وقد قيل إنها الداهية. وقال يعقوب: يقال آب يؤوب إذا أتاه مع الليل وكذلك تأوبه وجرفته ذهبت بماله. والعوان التي ليست بأول يقال حرب عوان أي قوتل فيها مرةً بعد مرةٍ. والعوان النصف من النساء وجمعها عون وقد عونت تعوينًا فيعني مصيبةً نزلت به مرةً بعد مرة.
9: أصبه بالكرامة واحتفظه.......عليك فإن منطقه يسير
كذا رواها الضبي. وروى أحمد ويعقوب: (واحفظنه). قال الضبي: قوله فإن منطقه يسير يقول إن مدحك أو ذمك سار قوله في الناس وحفظته الرواة وسقت به السقاة. قال يعقوب: لا يكون منطقه عليك سهلاً فإنه يذم أو يمدح.
10: و إن من الصديق عليك ضغنًا.......بدا لي إنني رجل بصير
هذا كما قال الآخر:
جاز العداوة في الصديق وغيرهم.......كي لا يروك من الضعاف العزل
وإذا أتتك من العدو قوارص.......فاقرص كذاك ولا تقل لم أفعل
11: بأدواء الرجال إذا التقينا.......وما تخفي من الحسك الصدور
(الحسك) والحسيكة الحقد والعدواة. وقال يعقوب: (الحسك): الضغائن يقال في صدره علي حسيكة وحسيفة وكتيفة وضب وضغن ومئرة ودمنة وحقد وإحنة بمعنىً واحد.
12: فإن رفعوا الأعنة فارفعنها.......إلى العليا وأنت بها جدير
قال الضبي: هذا مثل يقول فإن رفعوا في حربك الأعنة فافعل كما فعلوا. ومثله قول موسى بن جابر الحنفي:
فإن وضعوا حربًا فضعها وإن أبوا.......فشب وقود الحرب بالحطب الجزل
وقوله (إلى العليا) أي أعلى الأمر. وقال يعقوب: يقول إن سابقوك إلى المجد فاسبق إلى المنزلة العليا وأنت بها خليق.
13: وإن جهدوا عليك فلا تهبهم.......وجاهدهم إذا حمي القتير
لم يرو هذا البيت الضبي. و(القتير): رؤوس مسامير الدرع. والمسامير هي الحرابي: يقول يحمي من الشمس.
14: فإن قصدوا لمر الحق فاقصد.......وإن جاروا فجر حتى يصيروا
قال أحمد: (حتى يصيروا) حتى يعطفوا إلى الحق، صاره ويصيره ويصوره إذا عطفه.
15: وقومٍ ينظرون إلي شزرًا.......عيونهم من البغضاء عور
(الشزر) أن ينظر بمؤخر عينيه نظر مبغضٍ وكل ما جاء على غير استواء قيل فيه شزر ومنه قول العجاج:
أمره يسرًا وإن أعيا اليسر.......والتاث إلا مرة الشزر شزر
و(العور) الفاسدة يقول عيونهم عور فهم لا يقدرون على النظر إلي وكأن عيونهم فاسدة وأصل (العور) الفساد قال العجاج: وعور الرحمن من ولى العور، أي أعماه عن الهدى، ومثل هذا المعنى قول الآخر:
إذا أبصرتني أعرضت عني.......كأن الشمس من قبلي تدور
وقال أحمد: (العور) ههنا العمي أي: قد أعماهم مجدنا وشرفنا الذي لا يبلغونه. وهذا كقول رؤبة: بيض عينيه العمى المعمى، أي: بغضاؤهم إيانا ومثله قول الحارث بن حلزة:
قبل ما اليوم بيضت بعيو.......ن الناس فيها تعيط وإباء
ومنه قول العجاج: وعور الرحمن من ولى العور، أي: عماه عن الهدى: ومنه قول سويد بن أبي كاهل: كمهت عيناه حتى ابيضتا، وقال يعقوب: شزرًا في جانب.
16: قصدت لهم بمخزيةٍ إذا ما.......أصاخ القوم واستمع النقير
قال الضبي: (المخزية) الخلة التي تخزيهم. ويروى (قصدت لهم) بموئبةٍ ومعناها مخزية: قال الراجز:
إذا أتاه خاطبًا في أربعه.......أوأبه ورد من جاء معه
أي: أخزاه ورده. ويروى: قصدت لهم بمنديةٍ أي بما عرفوا منه من الكلام والنقير ههنا من النواقر وهي الدواهي: ويروى النفير وهم القوم إذا نفروا: رواها يعقوب بالفاء وقال: أصاخوا استمعوا (واستمع النفير) أي نفرت عليهم أي غلبت.
17: وكائن من مصيفٍ لا تراني.......أعرس فيه تسفعني الحرور
قال الضبي: (المصيف) حيث يقيم في الصيف. و(تسفعني) تغير لوني. و(الحرور) الريح الحارة يقال الحرور بالليل والسموم بالنهار: وكان أبو عبيدة يقول الحرور بالنهار والسموم بالليل والنهار. وقال يعقوب: التعريس النزول بالليل وأكثره من آخره وقد يكون من أوله. تسفعني تغير لوني وتحرقني: وقال أبو عبيدة: (الحرور) بالليل وقد تكون بالنهار وهي الريح الحارة والسموم بالنهار وقد تكون بالليل.
18: على أقتاد ذعلبةٍ إذا ما.......أديثت ميثت أخرى حسير
(الأقتاد): خشب الرحل الواحد قتد وقتد. و(الذعلبة) الخفيفة التامة الخلق. وأديثت لينت بالرياضة. و(ميثت) سارت سيرًا سهلاً. ويروى (ميثت) أي ريضت وسهل سيرها أخذ من الميثاء وهي الأرض السهلة. و(الحسير) المعيية وروى يعقوب: إذا ما أكلت ديثت أخرى عسير. قال: و(الأقتاد) والقتود عيدان الرحل. والذعلبة الخفيفة. وعسير اعتسرت من الإبل فركبت.
19: ولو أني أشاء كننت جسمي.......وغاداني شواء أو قدير
قال: ويروى: أو قتير. و(كننت) أي أقمت فلم أسافر. والقتير مأخوذ من القتار. و(القدير) المطبوخ. أراد وقدير والألف زائدة كما قال الله جل وعز: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} ومعناه: ويزيدون. وقال يعقوب: كننت صنت وأكننت سترت. ويقال قد اشتوى القوم واقتدروا: قال امرؤ القيس:
فظل طهاة اللحم من بين منضجٍ.......صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
20: ولاعبني على الأنماط لعس.......عليهن المجاسد والحرير
اللعس: حوة في الشفة وهو مستحب عندهم: قال ذو الرمة:
لمياء في شفتيها حوة لعس.......وفي اللثات وفي أنيابها شنب
و(المجاسد) ثياب مصبوغة بالزعفران تصبغ به حتى تجف واحدها مجسد. قال يعقوب: (لعس) جمع لعساء وهي التي تضرب شفتها إلى سوادٍ. و(المجاسد): جمع مجسد وهو الثوب الذي يشبع من الصبغ.
21: ولكني إلى تركات قومٍ.......هم الرؤساء والنبل البحور
قال الضبي: (النبل) خيار الشيء ههنا. و(النبل) في غير هذا الموضع رديء الشيء وهو من الأضداد: قال الشاعر:
أفرح أن أرزأ الكرام وأن.......أورث ذودًا شصائصًا نبلا
وقوله (البحور) أي في السخاء يقال رجل بحر إذا كان سخيًا وفرس بحر إذا كان جوادًا. والشصائص: التي ليست لها ألبان.
22: سمي والأشد فشرفاني.......وجدي الأهتم الموفي المجير
قال أحمد: (سمي) هو أبو الأهتم. (والأشد) هو سنان بن خالد بن منقرٍ. وروى يعقوب: وعل (الأهتم): وقال معناه بنى لي شرفًا بعد شرفٍ بناه سمي والأشد.
23: تميم يوم همت أن تفانى.......ودانى بين جمعيها المسير
ورواها يعقوب: (بين جمعهم المسير). ورواها الضبي تميم رفعًا ورواها أحمد ويعقوب نصبًا تميمًا: قال يعقوب: زعم أن أباه أجار بني تميم يوم أرادت سعد والرباب قتال بني حنظلة وعمرو بن تميم فاجتمعوا لذلك وكانت بنو حنظلة وعمرو بن تميم بالنسار وبنو سعدٍ والرباب بضرية.
24: بوادٍ من ضرية كان فيه.......له يوم كواكبه تسير
يقول صرف عنهم شر ذلك اليوم وشدته: فسارت كواكبه التي ثبتت في شدته كما يقال: أريته الكواكب بالنهار.
يقول فصرف عنهم هذا بإصلاح ويقال بل اليوم هكذا شديد كواكبه تسير سير مجيء لا سير ذهاب: فصرف اليوم الذي كان هكذا وقال يعقوب: أي يوم شديد أظلم نهاره حتى طلعت كواكبه.
25: فأصلح بينهما في الحرب مما.......ألم بها أخو ثقةٍ جسور
قال الضبي: وروى أبو عبيدة: فراءب بينها، وأصله (الإصلاح) مأخوذ من قولك رأبت بين القوم ورأبت الإناء وشعبته أدخلت فيه شيئًا يتم به نقصانه، والرؤبة بالهمز القطعة تدخل في الإناء يصلح بها: قال الشاعر:
ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها.......وكفيت جانيها اللتيا والتي
وروى يعقوب: بينهم في الحرب.
[شرح المفضليات: 830-837]


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
123, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir