دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 رجب 1439هـ/19-03-2018م, 03:05 AM
صفاء الكنيدري صفاء الكنيدري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 728
افتراضي

تلخيص مقاصد "كلمة الإخلاص" لابن رجب رحمه الله
بسم الله وبه نستعين

المقصد الرئيس:
تحقيق التوحيد
المقاصد الفرعية:
• المقصد الأول: مقدمات في أهمية التوحيد وجزاء أهله
• المقصد الثاني: في بيان بم يتحقق التوحيد
• المقصد الثالث: في بيان من أدى الشهادتين بحقها وفرضها دخل الجنة وحرم على النار
• المقصد الرابع: في بيان شروط لا إله إلا الله وما يقدح فيها
• المقصد الخامس: في بيان فضائل لا إله إلا الله

• المقصد الأول: مقدمات في أهمية التوحيد وجزاء أهله
تكمن أهمية التوحيد في أنه الغاية التي خلق الله الخلق من أجلها؛ كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} أي: يوحدون.
ولأجل التوحيد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}
ومن عظمة التوحيد أن الله وعد أهله بدخول الجنة والنجاة من النار؛ كما جاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذاً يتكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما.
وأيضا: ما جاء عن عتبان رضي الله عنه في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله))
وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) والحديث في الصحيحين.

• المقصد الثاني: في بيان بم يتحقق التوحيد
يتحقق التوحيد بتحقيق معنى الشهادتين
فأما تحقيقه بقول لا إله إلا الله أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا.
وأما تحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
ودليل الأول قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
ودليل الثاني قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}

• المقصد الثالث: في بيان من أدى الشهادتين بحقها وفرضها دخل الجنة وحرم على النار
قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
وعن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))
وقد رتب النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على الأعمال الصالحة كما جاء عنه في الصحيحين أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: "تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم"
أن عقوبة الدنيا لا ترفع عن من أدى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام وكذلك عقوبة الآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله"
والمراد من ذلك أن من أخل بحق من حقوق التوحيد فإن ذلك لا يمنعه من عقوبة الدنيا فضلا عن عقوبة الآخرة ، وهذا ما فهمه الصديق رضي الله عنه فقاتل مانعوا الزكاة وقال: (الزكاة حق المال).


• المقصد الرابع : في بيان شروط لا إله إلا الله وما يقدح فيها
لا إله إلا الله لها سبعة شروط لا يتحقق التوحيد إلا باجتماع هذه الشروط والبعد عما ينافيها، وقد أسهب الشيخ-رحمه الله-في ذكر بعض هذه الشروط وأشار إلى بعضها بإشارات يسيرة:
• العلم المنافي للجهل.

• اليقين المنافي للشك؛ ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة"

• الإخلاص المنافي للشرك والرياء
فلا إله إلا الله تقتضي أن لا إله غير الله والإله هو الذي يطاع ولا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤلا منه ودعاء له ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
ومن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
وقد ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه أو العمل لأجله.
كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه وعلى من سوى بين المخلوق وبين الله في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان.
وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة وإتيان الكهان وتصديقهم بما يقولون وكذلك اتباع هوى النفس فيما نهى الله قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك وإن كان هذا لا يخرج عن الملة بالكلية ولذلك قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك .
قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال قتادة: هو الذي كلما هوى شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))
وقد سمى الله طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}
فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال الله فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}
والمراد من ذلك : أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.

• المحبة المنافية للبغض
فصل الشيخ-رحمه الله- في هذا الشرط تفصيلا عظيما ليدل على أن المحبة هي الأصل الذي يدور عليه الإسلام وهي الباعث على العمل.
فلا إله إلا الله تقتضي ألا يحب سواه فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء.
ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول لا إله إلا الله وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله قال تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)).
•بيان أن محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نحب ربنا حبا شديدا فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
فشهادة أن لا إله إلا الله لا تتم إلا بشهادة أن محمدا رسول الله فإنه إذا علم أن محبة الله لا تتم إلا بمحبة ما يحبه وكراهية ما يكرهه فلا طريق لمعرفة ذلك إلا عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة نبيه فقال: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى أن قال: {أحب إليكم من الله ورسوله}
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: (( ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))

• الصدق المنافي للكذب
قال صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار"
من صدق في قول لا إله إلا الله لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه.
أما من قال لا إله إلا الله بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} وقال تعالى: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}
وفي الحديث: ((من أصبح وهمه غير الله فليس من الله)).
وكان بعض العارفين يقول: أليس عجبا أن أكون بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي مثل الشعل التي لا تنطفئ.
أما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
والصدق لا يعني أن العبد معصوم من الوقوع بالذنب ولكن هو مطالب كلما أذنب تاب إلى الله عز وجل.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).

• القبول المنافي للرد.
• الانقياد المنافي للترك
والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}
والاستقامة تقتضي المراقبة قال تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} وقال أيضا: {إن ربك لبالمرصاد}
وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
وسئل الجنيد بم يستعان على غض البصر قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
وقال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وقال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.

• المقصد الخامس: في بيان فضائل لا إله إلا الله
لكلمة التوحيد فضائل عظيمة لا يمكن حصرها وسنذكر بعض من فضائلها:
فهي كلمة التقوى، وكلمة الإخلاص، وشهادة الحق، ودعوة الحق، وبراءة من الشرك، ولأجلها خلق الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}
ومن فضائلها أنها ثمن الجنة، ونجاة من النار، سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) رواه مسلم.
ومن فضائلها أنها توجب المغفرة.
ومن فضائلها أنها أحسن الحسنات، قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
ومن فضائلها أنها تمحو الذنوب والخطايا، كما جاء في سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
ومن فضائلها تجدد ما درس من الإيمان في القلب، كما في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا لا إله إلا الله وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن)).
ومن فضائلها أنها أفضل الذكر، كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله)).
وعن ابن عباس: "أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها"
وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.


تم بحمد الله وفضله.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 رجب 1439هـ/19-03-2018م, 05:54 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الكنيدري مشاهدة المشاركة

تلخيص مقاصد "كلمة الإخلاص" لابن رجب رحمه الله
بسم الله وبه نستعين

المقصد الرئيس:
تحقيق التوحيد
المقاصد الفرعية:
• المقصد الأول: مقدمات في أهمية التوحيد وجزاء أهله
• المقصد الثاني: في بيان بم يتحقق التوحيد
• المقصد الثالث: في بيان من أدى الشهادتين بحقها وفرضها دخل الجنة وحرم على النار
• المقصد الرابع: في بيان شروط لا إله إلا الله وما يقدح فيها
• المقصد الخامس: في بيان فضائل لا إله إلا الله

• المقصد الأول: مقدمات في أهمية التوحيد وجزاء أهله
تكمن أهمية التوحيد في أنه الغاية التي خلق الله الخلق من أجلها؛ كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} أي: يوحدون.
ولأجل التوحيد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}
ومن عظمة التوحيد أن الله وعد أهله بدخول الجنة والنجاة من النار؛ كما جاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذاً يتكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما.
وأيضا: ما جاء عن عتبان رضي الله عنه في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله))
وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) والحديث في الصحيحين.
[بارك الله فيك، الغرض من تلخيص المقاصد هو الإتيان على النقاط الرئيسية دون الخوض في التفاصيل، فيكون المقصد بعبارات مقتضبة،
فمثلا هنا نقول في أهمية التوحيد:
- الغاية التي من أجلها خُلق الخلق.
سناده: قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}،
وهكذا، وأما الحديث عن جزاء أهله فهذا يُفرد بعنصر مستقل]

• المقصد الثاني: في بيان بم يتحقق التوحيد
يتحقق التوحيد بتحقيق معنى الشهادتين
فأما تحقيقه بقول لا إله إلا الله أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا.
وأما تحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
ودليل الأول قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
ودليل الثاني قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}

• المقصد الثالث: في بيان من أدى الشهادتين بحقها وفرضها دخل الجنة وحرم على النار
قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
وعن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))
وقد رتب النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على الأعمال الصالحة كما جاء عنه في الصحيحين أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: "تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم"
أن عقوبة الدنيا لا ترفع عن من أدى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام وكذلك عقوبة الآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله"
والمراد من ذلك أن من أخل بحق من حقوق التوحيد فإن ذلك لا يمنعه من عقوبة الدنيا فضلا عن عقوبة الآخرة ، وهذا ما فهمه الصديق رضي الله عنه فقاتل مانعوا الزكاة وقال: (الزكاة حق المال).
[كان يحسن أولا الإشارة إلى أن أحاديث الباب على نوعين، وذكر الخلاف في تفسيرهما، وأيضا نشرح بعبارات مقتضبة]

• المقصد الرابع : في بيان شروط لا إله إلا الله وما يقدح فيها [يحسن الحديث عن الشروط إجمالا ثم الحديث عن القوادح]
لا إله إلا الله لها سبعة شروط لا يتحقق التوحيد إلا باجتماع هذه الشروط والبعد عما ينافيها، وقد أسهب الشيخ-رحمه الله-في ذكر بعض هذه الشروط وأشار إلى بعضها بإشارات يسيرة:
• العلم المنافي للجهل.

• اليقين المنافي للشك؛ ويشهد لذلك[سناده] قوله صلى الله عليه وسلم: " "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة"

• الإخلاص المنافي للشرك والرياء
فلا إله إلا الله تقتضي أن لا إله غير الله والإله هو الذي يطاع ولا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤلا منه ودعاء له ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
ومن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
وقد ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه أو العمل لأجله.
كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه وعلى من سوى بين المخلوق وبين الله في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان.
وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة وإتيان الكهان وتصديقهم بما يقولون وكذلك اتباع هوى النفس فيما نهى الله قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك وإن كان هذا لا يخرج عن الملة بالكلية ولذلك قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك .
قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال قتادة: هو الذي كلما هوى شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))
وقد سمى الله طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}
فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال الله فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}
والمراد من ذلك : أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.

• المحبة المنافية للبغض
فصل الشيخ-رحمه الله- في هذا الشرط تفصيلا عظيما ليدل على أن المحبة هي الأصل الذي يدور عليه الإسلام وهي الباعث على العمل.
فلا إله إلا الله تقتضي ألا يحب سواه فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء.
ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول لا إله إلا الله وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله قال تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)).
•بيان أن محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نحب ربنا حبا شديدا فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
فشهادة أن لا إله إلا الله لا تتم إلا بشهادة أن محمدا رسول الله فإنه إذا علم أن محبة الله لا تتم إلا بمحبة ما يحبه وكراهية ما يكرهه فلا طريق لمعرفة ذلك إلا عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة نبيه فقال: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى أن قال: {أحب إليكم من الله ورسوله}
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: (( ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))

• الصدق المنافي للكذب
قال صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار"
من صدق في قول لا إله إلا الله لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه.
أما من قال لا إله إلا الله بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} وقال تعالى: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}
وفي الحديث: ((من أصبح وهمه غير الله فليس من الله)).
وكان بعض العارفين يقول: أليس عجبا أن أكون بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي مثل الشعل التي لا تنطفئ.
أما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
والصدق لا يعني أن العبد معصوم من الوقوع بالذنب ولكن هو مطالب كلما أذنب تاب إلى الله عز وجل.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).

• القبول المنافي للرد.
• الانقياد المنافي للترك
والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}
والاستقامة تقتضي المراقبة قال تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} وقال أيضا: {إن ربك لبالمرصاد}
وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
وسئل الجنيد بم يستعان على غض البصر قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
وقال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وقال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.

• المقصد الخامس: في بيان فضائل لا إله إلا الله
لكلمة التوحيد فضائل عظيمة لا يمكن حصرها وسنذكر بعض من فضائلها:
فهي كلمة التقوى، وكلمة الإخلاص، وشهادة الحق، ودعوة الحق، وبراءة من الشرك، ولأجلها خلق الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}
ومن فضائلها أنها ثمن الجنة، ونجاة من النار، سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) رواه مسلم.
ومن فضائلها أنها توجب المغفرة.
ومن فضائلها أنها أحسن الحسنات، قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
ومن فضائلها أنها تمحو الذنوب والخطايا، كما جاء في سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
ومن فضائلها تجدد ما درس من الإيمان في القلب، كما في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا لا إله إلا الله وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن)).
ومن فضائلها أنها أفضل الذكر، كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله)).
وعن ابن عباس: "أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها"
وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.


تم بحمد الله وفضله.[أحسنتِ بارك الله فيكِ، وقد أتيتِ على أهم المقاصد مع مراعاة ما ذكرت لك في الأعلى، ولمزيد فائدة انظري في تلخيص الأخت فداء هنا مع التعليقات عليه]

التقدير: (أ).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 11:24 PM
الصورة الرمزية جٓنّات محمّد الطيِّب
جٓنّات محمّد الطيِّب جٓنّات محمّد الطيِّب غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: في دار الكبَد
المشاركات: 1,584
افتراضي

تطبيق دورة القراءة المنظمة

تلخيص مقاصد:

قاعدة في المحبّة لشيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني(ت:728)

المقصد العام:
بيان أهمية محبة الله وأقسامها ولوازمها وموجباتها وآثارها ودرجات المحبيّن والمخالفين وأوصافهم.

المقاصد الفرعية:
  • التأصيل لمسألة أن محبة الله هي أصل الدين وارتباطها بالألوهية .
  • أقسام المحبة و لوازرمها ومقتضياتها.
  • إثبات المحبة لله ومحبة العبد لربه ودرجات كل من المحبين والمخالفين فيها.
  • آثار محبة الله و أوصاف المحبين.

المقصد الأول:
بيّن فيه شيخ الإسلام -رحمه الله- أن وجود كل فعل لايكون إلا عن محبة وإرادة، فالإنسان همّام حارث، لا يخلو عن حبّ وبغض، بل إن ذات تركه لما يبغض إنما يكون لخشية فوات محبوبه،ثمّ بيّن حاجة البشر لدين مشترك وهو التزام الواجبات واجتناب المحرمات من جهة ،وحاجتهم للتأله من جهة أخرى، وقرّر أن التأله لله هي الفطرة التي فُطروا عليها ، وسناده: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) متفق عليه ؛ وهي فطرة الإسلام، فالدين الحق إذاً هو الدين الموافق لها، وهو طاعة الله وعبادته وحده لا شريك له، وما بعث الله الرسل إلا لتكميل هذه الفطرة وتقريرها على وجه العدل والاعتدال الذي فيه صلاح الدنيا والآخرة . فكلما كَمُلت محبة الله زاد صلاح الأعمال؛ فتقرر أنّ نفي الألوهية عن غير الله إنما هو نفي أن يُعبد غيره و يُخضَع له محبةَ الإله، فلا يستحق غير الله تعالى أن يعبد و يطاع ،وسناده: قوله تعالى:{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} (الأنبياء 22) ولذلك جاءا لنهي عن الاختلاف والتفرق بجمع الإيمان لله وحده.


المقصد الثاني:
فلمّا تقرر أنّ رأس الإيمان هو محبة الله ، بيّن المصنف -رحمه الله- أن المحبة إما محمودة وإمّا مذمومة ؛ فالمحمودة هي عبادة الله وحده لا شريك الله، ذلك أنّ اسم العبادة يتناول غاية الحب بغاية الذل، وأمّا المذمومة فهي المحبة الشركية وسناده : قوله تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ (البقرة 165) ،فبيّن أنّ محبة المؤمنين لربهم لا تدانيها في قلوبهم محبة، على عكس المشركين الذين يحبون أندادهم كحب الله، بل إنّ المؤمنين يحبون الله أشدّ من حب هؤلاء لأندادهم.

ولازم المحبة الصحيحة تقديم حب الله وحب رسوله على كل المحابّ كلّها، ويقتضي ذلك تقديم حب ما يحبه الله ويحبه رسوله على محابّ النفس، والمحبة المفتقرة
للازمها محضُ دعوى، وسناده: قوله تعالى:{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (التوبة 24). ومحكّ ذلك {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله}(آل عمران 30)، وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)).

وبيانه أن محبة الرسول من محبة الله وتابعة لها ؛ ذلك أنّ المحبة عمل قلبيّ والعمل لايكون صالحا إلا بشرطين: إخلاص القصد لله ومتابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم -كما جاء عن الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ حين سئل عن قوله تعالى:{ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} قال : "أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ، قَالُوا : يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ : إنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ خَالِصًا ، وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا ، لَمْ يُقْبَلْ ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ ، حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا. وَالْخَالِصُ : أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ ، وَالصَّوَابُ : أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ". وهذا مقتضى الشهادتين.

والمحبة المحمودة قسمان واجبة ومستحبة
فالواجبة تتحقق بفعل الواجبات واجتناب المحرمات، وهي درجة المقتصدين ومن قصر في الواجبات نقص عن هذه المرتبة بحسب ما قصر فيه حتى يتوب أو يأتي بما يمحو تقصيره، ذلك أن الذنوب لا تزيل محبة الله ورسوله إذا ثبتت في قلب مؤمن ،فيكون هذا ظالما لنفسه بذنبه محبا لله ورسوله بقلبه وسناده : ما جاء في صحيح البخاريّ عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصة حمار الذي كان يشرب الخمر وكان النبيّ-صلى الله عليه وسلّم- يقيم عليه الحدّ ، فلما كثر ذلك منه لعنه رجل، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- :( لا تلعنه فإنّه يحبّ الله ورسوله)).
والمستحبة بفعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وهي درجة السابقين، وسناده قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (فاطر32) ، وجاء في الحديث القدسيّ :(((مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))) رواه البخاريّ.

و أما المحبة الشركية الباطلة فهي ثلاثة أقسام فمنها ما هو شرك أكبر كما في قوله تعالى:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله} ، كحب المشركين لأندادهم وحب أهل البدع لأوليائهم من دون الله، ومنها ما هو شرك أصغر ، ومنها ماهو شرك خفي، وظابط الشرك الأكبر أن يقترن بفعلها حبٌ كحب الله ، أما إذا اقترن معها إيمان وبغض وخوف ورجاء فتكون دون الشرك الأكبر وتلزمه التوبة ، إذ أن الشرك هو الظلم الأعظم والذنب الذي لا يغتفر ،قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء 116)


المقصد الثالث:
بيّن الشيخ -رحمه الله- أنّ اتباع الهوى في الحب والبغض يؤدي إلى الظلم ويبعد عن الحق والعدل، وهذا حال أهل الأهواء من أهل الكتاب والمشركين وكل من اتبع هواه بغير هدى من الله ،فضلّ من ضلّ في باب المحبة بين غال ومفرط ؛ وبين معطل ومشبه ، فقالت الجهمية محبة الله هي الإحسان لعبده ، وقال آخرون هي إرادة الإحسان لعبده،كما قالت طائفة من المتكلمين أن الله لا يُحَّب وإنّما محبته طاعته وعبادته، وأدخل فيها فريق من أهل التعبد والتصوف من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ماضاهوا به المشركين حتى جعلوا العشق أعلى مراتبها وأقل ما يقال عن هذا اللفظ أنه لا يليق في حق الله.
والحق الذي عليه السلف أن الله يحِّب ويحَّب لذاته لما له من كمال الوصوفات التي تعرف بها إلى عباده، وأعلى أنواع المحبة وأقصاها الخلة وقد أثبتتها النصوص لخليلي الرحمن نبينا محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، كما في حديث أبي ذر -رضي الله عنه- في مسلم أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال:((إنّ الله تعالى قد اتَّخذني خليلاً كما اتَّخذ إبراهيم خليلاً ، ولو كنتُ متَّخذاً من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً)).

والناس متفاضلون في المحبة فهي تزيد وتنقص وإنما تضعف المحبة والبغض لضعف الإيمان في أصله ، أو كماله، أو لضعف العلم والتصديق أن الله يحب هذا الفعل أو يبغضه، أو لضعف نفس محبة العبد أو بغضه لما يحبه الله و يبغضه ، وهذا سبب إتيان المعاصي والمحرمات. وبيّن الشيخ أيضا أن الاشتراك في المحبة يوجب نقصها والله لا يقبل ذلك لقوله تعالى في الحديث القدسي (((أنا أغنى الشركاء عن الشرك))).

المقصد الرابع:
محبة المؤمنين لربهم هي أعظم المحبات لديهم ، ومن التزم بها أورثته صفات يعرف بها المحبون، كما تورث للمخالفين أضدادها، إذ أن محبة الله ورسوله يصدقها -أو يكذبها- العمل ومن جملة الأوصاف:

محبة ما يحبه الله ورسوله من الأعمال الظاهرة والباطنة وكذلك محبة كلام الله وأسمائه وصفاته ومن ذلك الحب والبغض في الله وسناده: ما رواه الإمام أحمد عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: (( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ )) .

الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس واللسان إذ أن مقصود الجهاد هو تحصيل ما أحبه الله ودفع ما أبغضه، لذا فإنّ الجهاد أعلى ما يكون من الإيمان لأنه أعلى الإرادات في نهاية القدرة ، وسناده: قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} وقد فسرت الفتنة بالشرك، فإذا علمنا أن أصل الإشراك العملي بالله الإشراك في المحبة تبينت لنا جليّا علاقة الجهاد بالمحبة. وغياب داع الجهاد ضرب من النفاق، وسناده: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَ ضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِهِ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وهم في جهادهم لا يخافون في الله لومة لائم وهم مع ذلك تجدهم أذلاء رحماء فيما بينهم، أعزة أشدّة على من عادى الله ورسوله وسناده : قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} (المائدة: 54)

الموالاة والمعاداة ومبناهما على المحبة والبغض؛ فالموالون لله يحبهم الله ويدنيهم إليه، والمعادون يبغضهم ويلعنهم ويبعدهم وهم أولياء الشيطان هم به مشركون ، ولا تتم الموالاة إلا بالمعاداة فهي أشد في النفي وأحوط وسناده :{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (الممتحنة 4) .

التنعم والتلذذ في الدنيا والآخرة إذ المراد من كل حب التنعم ومن كل بغض الابتعاد عن التألم، ولا يطلب الأول ويمتنع الثاني إلا بالدين الحق وهو محبة الله وبالاحتراس من الدنيا بالمجاهدة، وإذا كان المؤمن يشترك مع غيره في التنعم الحسي من مأكل وملبس ومنكح ..فإنه ينفرد بالتنعم بالخبر الصادق من الله وطاعة أمره ، وهذا أعظم الناس نعيما في الدنيا ، و أعظم من ذلك كله النعيم الذي أعده الله لمن أحب في الآخرة ، ومن ظنّ أن النعيم في الدينا للكافر دون المؤمن وأن ليس للمؤمن إلا انتظار ثوابه في الآخرة -على عظمة ثوابها - فما فهم مراد الله وتأييده لأوليائه المحبين في الدارين، وسناده قوله تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأعراف 32) ، قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}الصف.

_______________________________
جزاكم الله عنا خيرا شيخنا الفاضل ، استفدت كثيرا من هذه الدورة المباركة، وأدعو الله أن يكتب أجركم في عليين وكذا كل أساتذتنا الكرام والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 محرم 1441هـ/20-09-2019م, 11:56 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جٓنّات محمّد الطيِّب مشاهدة المشاركة
تطبيق دورة القراءة المنظمة

تلخيص مقاصد:
قاعدة في المحبّة لشيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني(ت:728)

المقصد العام:
بيان أهمية محبة الله وأقسامها ولوازمها وموجباتها وآثارها ودرجات المحبيّن والمخالفين وأوصافهم.

المقاصد الفرعية:
  • التأصيل لمسألة أن محبة الله هي أصل الدين وارتباطها بالألوهية .
  • أقسام المحبة و لوازرمها ومقتضياتها.
  • إثبات المحبة لله ومحبة العبد لربه ودرجات كل من المحبين والمخالفين فيها.
  • آثار محبة الله و أوصاف المحبين.

المقصد الأول:
بيّن فيه شيخ الإسلام -رحمه الله- أن وجود كل فعل لايكون إلا عن محبة وإرادة، فالإنسان همّام حارث، لا يخلو عن حبّ وبغض، بل إن ذات تركه لما يبغض إنما يكون لخشية فوات محبوبه،ثمّ بيّن حاجة البشر لدين مشترك وهو التزام الواجبات واجتناب المحرمات من جهة ،وحاجتهم للتأله من جهة أخرى، وقرّر أن التأله لله هي الفطرة التي فُطروا عليها ، وسناده: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) متفق عليه ؛ وهي فطرة الإسلام، فالدين الحق إذاً هو الدين الموافق لها، وهو طاعة الله وعبادته وحده لا شريك له، وما بعث الله الرسل إلا لتكميل هذه الفطرة وتقريرها على وجه العدل والاعتدال الذي فيه صلاح الدنيا والآخرة . فكلما كَمُلت محبة الله زاد صلاح الأعمال؛ فتقرر أنّ نفي الألوهية عن غير الله إنما هو نفي أن يُعبد غيره و يُخضَع له محبةَ الإله، فلا يستحق غير الله تعالى أن يعبد و يطاع ،وسناده: قوله تعالى:{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} (الأنبياء 22) ولذلك جاءا لنهي عن الاختلاف والتفرق بجمع الإيمان لله وحده.


المقصد الثاني:
فلمّا تقرر أنّ رأس الإيمان هو محبة الله ، بيّن المصنف -رحمه الله- أن المحبة إما محمودة وإمّا مذمومة ؛ فالمحمودة هي عبادة الله وحده لا شريك الله، ذلك أنّ اسم العبادة يتناول غاية الحب بغاية الذل، وأمّا المذمومة فهي المحبة الشركية وسناده : قوله تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ (البقرة 165) ،فبيّن أنّ محبة المؤمنين لربهم لا تدانيها في قلوبهم محبة، على عكس المشركين الذين يحبون أندادهم كحب الله، بل إنّ المؤمنين يحبون الله أشدّ من حب هؤلاء لأندادهم.

ولازم المحبة الصحيحة تقديم حب الله وحب رسوله على كل المحابّ كلّها، ويقتضي ذلك تقديم حب ما يحبه الله ويحبه رسوله على محابّ النفس، والمحبة المفتقرة
للازمها محضُ دعوى، وسناده: قوله تعالى:{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (التوبة 24). ومحكّ ذلك {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله}(آل عمران 30)، وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)).

وبيانه أن محبة الرسول من محبة الله وتابعة لها ؛ ذلك أنّ المحبة عمل قلبيّ والعمل لايكون صالحا إلا بشرطين: إخلاص القصد لله ومتابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم -كما جاء عن الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ حين سئل عن قوله تعالى:{ليبلوكم أيّكم أحسن عملا} قال : "أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ، قَالُوا : يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ : إنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ خَالِصًا ، وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا ، لَمْ يُقْبَلْ ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ ، حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا. وَالْخَالِصُ : أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ ، وَالصَّوَابُ : أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ". وهذا مقتضى الشهادتين.

والمحبة المحمودة قسمان واجبة ومستحبة
فالواجبة تتحقق بفعل الواجبات واجتناب المحرمات، وهي درجة المقتصدين ومن قصر في الواجبات نقص عن هذه المرتبة بحسب ما قصر فيه حتى يتوب أو يأتي بما يمحو تقصيره، ذلك أن الذنوب لا تزيل محبة الله ورسوله إذا ثبتت في قلب مؤمن ،فيكون هذا ظالما لنفسه بذنبه محبا لله ورسوله بقلبه وسناده : ما جاء في صحيح البخاريّ عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصة حمار الذي كان يشرب الخمر وكان النبيّ-صلى الله عليه وسلّم- يقيم عليه الحدّ ، فلما كثر ذلك منه لعنه رجل، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- :( لا تلعنه فإنّه يحبّ الله ورسوله)).
والمستحبة بفعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وهي درجة السابقين، وسناده قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (فاطر32) ، وجاء في الحديث القدسيّ :(((مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))) رواه البخاريّ.

و أما المحبة الشركية الباطلة فهي ثلاثة أقسام فمنها ما هو شرك أكبر كما في قوله تعالى:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله} ، كحب المشركين لأندادهم وحب أهل البدع لأوليائهم من دون الله، ومنها ما هو شرك أصغر ، ومنها ماهو شرك خفي، وظابط الشرك الأكبر أن يقترن بفعلها حبٌ كحب الله ، أما إذا اقترن معها إيمان وبغض وخوف ورجاء فتكون دون الشرك الأكبر وتلزمه التوبة ، إذ أن الشرك هو الظلم الأعظم والذنب الذي لا يغتفر ،قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء 116)


المقصد الثالث:
بيّن الشيخ -رحمه الله- أنّ اتباع الهوى في الحب والبغض يؤدي إلى الظلم ويبعد عن الحق والعدل، وهذا حال أهل الأهواء من أهل الكتاب والمشركين وكل من اتبع هواه بغير هدى من الله ،فضلّ من ضلّ في باب المحبة بين غال ومفرط ؛ وبين معطل ومشبه ، فقالت الجهمية محبة الله هي الإحسان لعبده ، وقال آخرون هي إرادة الإحسان لعبده،كما قالت طائفة من المتكلمين أن الله لا يُحَّب وإنّما محبته طاعته وعبادته، وأدخل فيها فريق من أهل التعبد والتصوف من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ماضاهوا به المشركين حتى جعلوا العشق أعلى مراتبها وأقل ما يقال عن هذا اللفظ أنه لا يليق في حق الله.
والحق الذي عليه السلف أن الله يحِّب ويحَّب لذاته لما له من كمال الوصوفات التي تعرف بها إلى عباده، وأعلى أنواع المحبة وأقصاها الخلة وقد أثبتتها النصوص لخليلي الرحمن نبينا محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، كما في حديث أبي ذر -رضي الله عنه- في مسلم أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال:((إنّ الله تعالى قد اتَّخذني خليلاً كما اتَّخذ إبراهيم خليلاً ، ولو كنتُ متَّخذاً من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً)).

والناس متفاضلون في المحبة فهي تزيد وتنقص وإنما تضعف المحبة والبغض لضعف الإيمان في أصله ، أو كماله، أو لضعف العلم والتصديق أن الله يحب هذا الفعل أو يبغضه، أو لضعف نفس محبة العبد أو بغضه لما يحبه الله و يبغضه ، وهذا سبب إتيان المعاصي والمحرمات. وبيّن الشيخ أيضا أن الاشتراك في المحبة يوجب نقصها والله لا يقبل ذلك لقوله تعالى في الحديث القدسي (((أنا أغنى الشركاء عن الشرك))).

المقصد الرابع:
محبة المؤمنين لربهم هي أعظم المحبات لديهم ، ومن التزم بها أورثته صفات يعرف بها المحبون، كما تورث للمخالفين أضدادها، إذ أن محبة الله ورسوله يصدقها -أو يكذبها- العمل ومن جملة الأوصاف:

محبة ما يحبه الله ورسوله من الأعمال الظاهرة والباطنة وكذلك محبة كلام الله وأسمائه وصفاته ومن ذلك الحب والبغض في الله وسناده: ما رواه الإمام أحمد عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: (( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ )) .

الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس واللسان إذ أن مقصود الجهاد هو تحصيل ما أحبه الله ودفع ما أبغضه، لذا فإنّ الجهاد أعلى ما يكون من الإيمان لأنه أعلى الإرادات في نهاية القدرة ، وسناده: قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} وقد فسرت الفتنة بالشرك، فإذا علمنا أن أصل الإشراك العملي بالله الإشراك في المحبة تبينت لنا جليّا علاقة الجهاد بالمحبة. وغياب داع الجهاد ضرب من النفاق، وسناده: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَ ضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ((مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِهِ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وهم في جهادهم لا يخافون في الله لومة لائم وهم مع ذلك تجدهم أذلاء رحماء فيما بينهم، أعزة أشدّة على من عادى الله ورسوله وسناده : قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} (المائدة: 54)

الموالاة والمعاداة ومبناهما على المحبة والبغض؛ فالموالون لله يحبهم الله ويدنيهم إليه، والمعادون يبغضهم ويلعنهم ويبعدهم وهم أولياء الشيطان هم به مشركون ، ولا تتم الموالاة إلا بالمعاداة فهي أشد في النفي وأحوط وسناده :{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (الممتحنة 4) .

التنعم والتلذذ في الدنيا والآخرة إذ المراد من كل حب التنعم ومن كل بغض الابتعاد عن التألم، ولا يطلب الأول ويمتنع الثاني إلا بالدين الحق وهو محبة الله وبالاحتراس من الدنيا بالمجاهدة، وإذا كان المؤمن يشترك مع غيره في التنعم الحسي من مأكل وملبس ومنكح ..فإنه ينفرد بالتنعم بالخبر الصادق من الله وطاعة أمره ، وهذا أعظم الناس نعيما في الدنيا ، و أعظم من ذلك كله النعيم الذي أعده الله لمن أحب في الآخرة ، ومن ظنّ أن النعيم في الدينا للكافر دون المؤمن وأن ليس للمؤمن إلا انتظار ثوابه في الآخرة -على عظمة ثوابها - فما فهم مراد الله وتأييده لأوليائه المحبين في الدارين، وسناده قوله تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأعراف 32) ، قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}الصف.

_______________________________
جزاكم الله عنا خيرا شيخنا الفاضل ، استفدت كثيرا من هذه الدورة المباركة، وأدعو الله أن يكتب أجركم في عليين وكذا كل أساتذتنا الكرام والحمد لله رب العالمين.
أحسنتِ زادك الله حرصا.
التلخيص يغلب عليه أسلوب السرد!
كذلك الأصل جعل عناوين رئيسية في التلخيص تجمع تحتها المسائل المتشابهة.
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir