دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ذو الحجة 1429هـ/7-12-2008م, 08:02 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

وقَوْلُهُ: ( مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ).( 66)
( وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ).( 67)

(66) قَولُهُ: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ): أي يقولُ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- مخاطِبًا لإبليسَ لَمَّا امتنَعَ من السُّجودِ لآدمَ: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) أي إنَّه -سُبْحَانَهُ- باشرَ خلقَه بيدهِ، كما في الحديثِ: ((لَمْ يَخْلُقِ اللهُ بِيَدِهِ إلاَّ ثَلاَثًا خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ)) الحديثَ، ففيه إثباتُ اليدينِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى-، وأنَّهما يدانِ حقيقةً لائقَتانِ بجلالِه وعظمتِه، وفيها الرَّدُّ على مَن زعمَ غيرَ ذلك ممَّن صادمَ أدلَّةَ الكتابِ والسُّنـَّةِ، واتَّبعَ هواهُ وعطَّلَ هذه الصِّفةَ، وزعم أنَّ المرادَ باليدِ القدرةُ أو النِّعمةُ كما تقَولُهُ الجهميَّةُ والمعتزلةُ وأشباهُهم، وهذا التـَّأويلُ الَّذي زعَموه تأويلٌ فاسدٌ مصادمٌ لأدلَّةِ الكتابِ والسُّنـَّةِ المتكاثرةِ الصَّريحةِ في إثباتِ اليدينِ صفةً للهِ سُبْحَانَهُ وتعالى، فلو كانَ المرادُ باليدِ القدرةَ لوجبَ أنْ يكونَ له -سُبْحَانَهُ- قُدرتانِ، وقدْ أجمعَ المُسلمون على أنَّه لا يجوزُ أَنْ يكونَ له قُدرتانِ، وكذلكَ لا يجوزُ أنْ يُقَالَ خَلَقَ آدمَ بِنعمَتين؛ لأنَّ نِعَمَ اللهِ على آدمَ وغيرِه لا تُحصى.
قال ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ تعالى: وَردَ لفظُ اليدِ في الكتابِ والسُّنَّةِ وكلامِ الصَّحابة والتَّابعِين في أكثرَ مِن مائةِ موضعٍ ورودًا متنوِّعًا متصرَّفًا فيه مَقروناً بما يدلُّ على أنَّها يدٌ حقيقةً من الإمساكِ والطَّيِّ والقبضِ والبسطِ والنَّضحِ باليدِ والخلقِ باليدين والمباشرةِ بهما، وكتبَ التَّوراةَ بيدِه وغرسَ جنَّةَ عدنٍ بيدِه.
وقَولُهُ: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ): فقطعَ بالضـَّرورةِ أنَّ المرادَ يدُ الذَّاتِ، لا يدُ القدرةِ والنِّعمةِ، فإنَّالسِّياقَ والتَّركيبَ لا يحتملُه ألبتـَّةَ، انتهى.
وقد ردَّ ابنُ القيِّمِ رحمه اللهُ على المبتدِعةِ الَّذين عطَّلُوا صفةَ اليدِ، وزعموا أنَّ المرادَ باليدِ: القدرةُ أو النِّعمةُ، أو غيرُ ذلك من التَّأويلاتِ الفاسدةِ من وجوهٍ عديدةٍ أنهاها إلى عِشرينَ وجهًا، وساقَ الأدلَّةَ الكثيرةَ الصَّريحةَ في إثباتِ اليدِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- حقيقةً، كما يليقُ بجلالِه وعظمتِه.

(67) قَولُهُ: (يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ): قال ابنُ عبـَّاسٍ: المرادُ بُخْلـُه. فالغلُّ كنايةٌ عن البُخْلِ.
قَولُهُ: (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ): أي أمسكتْ عن الخيرِ.
وقَولُهُ: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ): أي بالفضلِ والعطاءِ،
فهذه الآيةُ كسابقتِهَا فيها إثباتُ صفةِ اليدَينِ للهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- كما يليقُ بجلالِه وعظمتِه، فعلينا أنْ نُثبتَ له -سُبْحَانَهُ وتعالَى- ذلك، كما أثْبتَه لنفسِه وكما أثبَته له رسولُه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وهذا مَذهبُ أهلِ السُّنـَّةِ والجماعةِ، وفي حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو: ((إنَّ اللهَ لَمْ يُبَاشِرْ بِيدِهِ أَوْ لَمْ يَخْلُقْ بِيَدِهِ إلاَّ ثَلاَثًا: خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ، وَغَرَسَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ، وكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ)).
وقال ابنُ القيِّمِ رحمَه اللهُ تعالى: هل يصحُّ في عقلٍ أو نقلٍ أو فطرةٍ أنْ يُقَالَ لم يخلقْ بقدرتِه إلا ثلاثًا، أو لم يخلقْ بنعمتِه إلاَّ ثلاثا؟ وأيضًا فلو كانَ المرادُ به ههنا القدرَةَ لبَطلَ تخصيصُ آدمَ، فإنَّه وجميعَ المخلوقاتِ حتَّى إبليسَ مخلوقٌ بقدرتِه، فأيُّ مزيَّةٍ لآدمَ على إبليسَ في قَولِهِ: (أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ). اهـ.
وقال البيهقِيُّ في كتابِ (الأسماءِ والصِّفاتِ)، ((بابُ ما جاءَ في إثباتِ اليدينِ صِفتينِ، لا مِن حيثُ الجارحةُ)) فذكَرَ الآياتِ ثمَّ قال: قالَ بعضُ أهلِ النَّظرِ: قد تكونُ اليدُ بمعنى القوَّةِ، كقَولِهِ (ذُو الأَيْدِ والأَبْصَارِ)، أي ذو القوَّةِ، وبمعنى المُلكِ والقدرةِ والنِّعمةِ، وتكونُ صلةً أي زائدةً، ثمَّ أبطلَ البيهقيُّ ذلك كلَّه، وأثبتَ أنَّ اليدينِ صِفتانِ تعلَّقتا بخلقِ آدمَ تشريفًا له، دون إبليسَ تعلُّقَ القَدَرِ بالمقدورِ، لا مِن طريقِ المُباشرةِ ولا مِن حيثُ المماسَّةُ، وليس لذلك التَّخصيصِ وجهٌ غيرَ ما بيَّنَه بقَولِهِ: (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ). اهـ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بصفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir