دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > الأطعمة والأشربة واللباس

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو الحجة 1429هـ/15-12-2008م, 05:31 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح عمدة الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

كذلكَ أيضا في حديث البراءِ الذي أوردَه كما سمعنا المؤلف قوله: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعٍ ونهانا عن سبعٍ . الأمر: أمر وجوب ، أو أمر إرشاد وأمر استحباب ، الصحيح أنه أمر استحباب ، يعني أمرنا أن نفعل هذه الأشياءَ، وأكَّد في أمرها وإن لم يصل إلى الوجوب ؛ وذلك لأن هذه السبع هي من حقوقِ المسلمين بعضهم على بعض ، فمثلا إجابة الداعي ، إذا دعاك أخوك مثلا إلى طعام كوليمة أو نحو ذلك ، فحقٌّ عليك أن تجيبه ، ولكن لا يكون ذلك واجبا ، فقد يكون ذلك عذرا ، وقد يكون مسبوقا بدعوة أخرى أو نحو ذلك ، فهذا دليل على أن الإجابة ليست فرضا واجبا ، ولكنها من حقوق المسلمين بعضهم على بعض .

كذلك الأمر بتشميت العاطس ، لا شك أنه من حقوق المسلمين ، وإن لم يجب على كل أحد ، إنما الحاضرون إذا سمعوه يعطس ويحمد الله تعالى يشمتونه بقولهم: يرحمك الله ، فهذا أيضا من حقوق المسلمين بعضهم على بعض .
كذلك الأمر ببدءِ السلام أو برد السلام من حقوق المسلمين ؛ لقوله الله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} , فإن هذا من الحقوق المتبادلة بين المسلمين ، والتي تسبب المحبة والمودة بينهم ؛ لقوله عليه السلام: ((ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم , أفشوا السلام بينكم)) .

كذلك عيادة المريضِ من الحقوق المسلمينَ ؛ وذلك لأن المريض قد حبسه المرض عن إخوته ، وعن أصدقائِه وأقعدَه، وجلس في بيته أو على فراشه ، فكان حقا عليهم أن يعودوه ؛ ليطمئنوا وليسلوه ، وليحثوه على الصبر ، وليعرف بذلك المحبة والمودة في قلوبهم ، ويعرف من هو صادق المحبةِ من غيرها ، فعند ذلك تثبت الأخوة بين المسلمين ، وكذلك أهلُه وأصدقاؤه وأولاده إذا رأوا إخوته وأصدقاؤه يعودونه عرفوا بذلك محبتهم ومودتهم .

كذلك اتباع الجنائز من حقوق المسلمين ؛ وذلك لأن هذا الأخ الذي كان أخا لك وصديقا أتاه أجله ، ووافاه الموت ، ونُقل إلى القبر ، فكانَ من حقه عليك أن تشيعه ، وأن تتبع جنازته ، وأن تحضره , تحضرَ الصلاة عليه ، وتحضر دفنه، وتدعو له ، وتسلم على أقاربه ، وتسليهم ، هذا أيضا من حقوق المسلمينَ بعضهم على بعض .

كذلك نصر المظلومِ من حقوق المسلمين بعضهم على بعض ، إذا رأيتَ مظلوما عرفت أنه معتدى عليه ، فمن حقه عليك أن تنصره بقدر ما تستطيع ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((انصر أخاك ظالما أو مظلوما)) , فالمظلوم تنصره وترد عنه الظلم , والظالم تردعه عن الظلم ، وتحجزه عنه ، فذلك نصرك إياه .

فهذه الحقوق لا شك أنها مما يدعو إليه الإسلام ، ويرغب فيه . ولا شك أيضا أنه ما أمر بذلك إلا لما فيه من المصلحة ، وما فيه مما يسبب الألفة بين المسلمين ، ولا شك أيضا أن المناهي السبع التي نهى عنها أغلبها من الأكسية ومن الألبسة ، الشرب في آنية الذهب ، والأكل في صحاف الذهب أو الفضة ، لا شك أيضا أنه محرم ، وقد وردت أدلة تؤكد التحريم . والنهي هنا يكون للتحريمِ ؛ لأنه ورد قوله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يشرب في آنيةِ الذهبِ والفضةِ إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)) . فهذا الوعيد دل على أنه محرم استعمال آنية الذهب والفضة . وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تأكلوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تشربوا في صحافهما ؛ فإنها لهم في الدنيا ، ولكم في الآخرة)) .

وأما الأكسيه التي نهى عنها ، القسي نوع من الحرير ، وكذلك الديباج نوع من الحرير , فيه ..القسي فيه خطوط ملونة . الحرير قد ورد أنه حرام على الرجال ، مباح في حق النساء ؛ لحاجة النساء إلى التجمل دون الرجال ، فكان ممنوعا أن يلبسه . والأدلة دلت على التحريم لقوله صلى الله عليه وسلم في الذهب والحرير: ((هذان حرام على ذكور أمتي , حلٌّ لإناثهم)) . يعني الذهب والحرير حرام على الذكور , وحلال للإناث للتجمل كما قلنا ، فلباس الديباج ولباس القسي واستعماله يعتبر حراما في حق الرجال ؛ لأنه من جملة الحرير . وكذلك المياثر ، وهي مثل الأقضية ، أو مثل الفراء ، إلا أنها مبطنة بحرير ، فالنهي عن المياثر والأغلب أنها تكون حمر , نهى عنها ؛ لما فيها من الإسراف ، ولأن فيها حرير داخل في النهي عنه ، فلأجل ذلك دخلت في التحريم ، فإن النهي عن الحرير كله لأجل أن فيه إسراف ، أو تنعم وتلذذ ، أو تشبه بالنساء أو نحو ذلك .
وهكذا أيضا ورد في أحاديث كثيرة النهي عن التختم بالذهب في حق الرجال ، فقد سمعنا هذا الحديث ، أنه صلى الله عليه وسلم صنع له خاتم من ذهب ولبسه ، وجعل فصه في داخل كفه ، ولبسه في اليد اليمنى ، ولما رأى الناس توسعوا في ذلك نزع ذلك الخاتم ، والناس ينظرون ، وقال: ((والله لا ألبسه أبدا)) . فعند ذلك نزع الناس خواتيمهم . ووردت أدلة في أنه محرم لباس الرجال خواتيم الذهب ، وأبيح لهم أن يلبسوا خواتيم الفضة . فالخاتم كما هو معروف ما يلبس في الإصبع ، والأصل أنه مباح أن يتخذ الرجل خاتما من فضة ، كما ورد في بعض الأحاديث ، وأنه صلى الله عليه وسلم كان له خاتم مكتوب عليه اسمه ، فيه محمد رسول الله ، وأنه كان أحيانا يلبسه في البنصر من اليد اليمنى ، وأحيانا في اليد اليسرى ، يلبسه في هذه أو في هذه . وأما خاتم الذهب فقد وردَ ما يدل على تحريمه ، وأنه صلى الله عليه وسلم رأى مرةً رجلا في يده خاتم من ذهب فنزعه ، وقال: ((يعمد أحدُكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده)) . نزعه فألقاه , ولما ذهب قيل للرجل: خذ خاتمك فانتفع به . فقال: لا , والله لا آخذه وقد ألقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لا شك أن هذا دليل على المبادرة ، وعلى الامتثال ، وأن الصحابة إذا أمرهم بأمر بادروا به ولم يراجعوا فيه . فالحاصل أنه لما نزع خاتم الذهبِ وقال: والله لا ألبسه ، نزع الناس خواتيمهم مبادرة ، وتعهَّدوا بأنهم أيضا لا يلبسون ، ولا يتحلون الذهب ، وبقي الذهب محرما في حق الرجال ، سواء في الخواتيم في الأصابع ، أو في الحلي في غير الأصابع ، ومثله أيضا ما ورد أنَّه لا يجوز ما تجدد ، فلا يجوز أن يكون النظارة مثلا من ذهب ، يعني ما تمسك به ، وكذلك الساعات لا يجوز أن تكون من الذهب ، ولو محلاة أو مطلية ، إلا في حق النساء ؛ وذلك لأن فيه استعمال لهذا الذهب , وقد سمعنا قوله إنه: ((حرام على ذكور أمتي , حل لإناثهم)) . ينتبه المسلم ، ويتجنب ما نهى الله تعالى عنه ؛ حتى يكون من المتبعين المطيعيين .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النهي, عن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir