دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > مقدمات شراح الأحاديث > مقدمة إرشاد الساري للقسطلاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 شعبان 1432هـ/3-07-2011م, 01:55 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي مقدمة

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي شرح بمعارف عوارف السنة النبوية صدور أوليائه وروح بسماع أحاديثها الطيبة أرواح أهل وداده وأصفيائه. فسرح سر سرائرهم في رياض روضة قدسه وثنائه أحمده على ما وفق من إرشاده وأسدى من آلائه وأشكره على فضله المتواتر الكامل الوافر وأسأله المزيد من عطائه وكشف غطائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الفرد المنفرد في صمدانيته بعز كبريائه واصل من انقطع إليه إلى حضرة قربه وولائه ومدرجة في سلسلة خاصته وأحبائه وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المرسل بصحيح القول وحسنه رجة لأهل أرضه وسمائه الماحي للمختلق الموضوع بشوارق بوارق لألائه فأشرقت مشكاة مصابيح الجامع الصحيح من أنوار شريعته وأنبائه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وخلفائه آمين.
وبعد فإن علم السنة النبوية بعد الكتاب العزيز أعظم العلوم قدرًا وأرقاها شرفًا وفخرًا إذ عليه مبنى قواعد أحكام الشريعة الإسلامية وبه تظهر تفاصيل مجملات الآيات القرآنية وكيف لا ومصدره عمن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
فهو المفسر للكتاب وإنما = نطق النبي لنابه عن ربه
وإن كتاب البخاري الجامع قد أظهر من كنوز مطالبها العالية إبريز البلاغة وأبرز وحاز قصب السبق في ميدان البراعة وأحرز وأتى من صحيح الحديث وفقهه بما لم يسبق إليه ولا عرج أحد عليه فانفرد بكثرة فرائد فوائده وزوائد عوائده حتى جزم الراوون بعذوبة موارده فلذا رجح على غيره من الكتب بعد كتاب الله وتحركت بالثناء عليه الألسن والشفاء ولطالما خطر في الخاطر المخاطر أن أعلق عليه شرحًا أمزجه فيه مزجًا وأدرجه ضمنه درجًا أميز فيه الأصل من الشرح بالحمرة والمداد واختلاف الروايات بغيرهما ليدرك الناظر سريعًا المراد فيكون باديًا بالصفحة مدركًا باللمحة كاشفًا بعض أسراره لطالبيه رافع النقاب عن وجوه معانيه
[إرشاد الساري: 1/2]
لمعانيه موضحًا مشكله فاتحا مقفله مقيدًا مهمله وافيا بتعليق تعليقه كافيا في إرشاد الساري لطريق تحقيقه محررًا لروايته معربا عن غرائبه وخفايته فأجدني أحجم عن سلوك هذا المسرى وأبصرني أقدم رجلا وأواخر أخرى إذ أنا بمعزل عن هذا المنزل لاسيما وقد قيل أن أحدًا لم يستصبح سراجه ولا استوضح منهاجه ولا اقتعد صهوته ولا افترع ذروته ولا تبوأ خلاله ولا تفيأ ظلاله فهو درة لم تثقب ومهرة لم تركب ولله در القائل:
أعيا فحول العلم حل رموزها = أبداه في الأبواب من أسرار
فازوا من الأوراق منه بما جنوا = منها ولم يصلوا إلى الأثمار
ما زال بكر الم يفض ختامه = وعراه حلت عن الأزرار
حجبت معانيه التي أوراقها = ضربت على الأبواب كالأستار
من كل باب حين يفتح بعضه = ينهار منه العلم كالأنهار
لا غروان أمسى البخاري للورى = مثل البحار لمنشأ الأمطار
خضعت له الأقران فيه إذ بدا = خروا على الأذقان والأكوار
ولم أزل على ذلك مدة من الزمان حتى مضى عصر الشباب وبان فانبعث الباعث إلى ذلك راغبًا وقام خطيبًا لبنات أبكار الأفكار خاطبًا فشمرت ذيل العزم عن ساق الحزم وأتيت بيوت التصنيف من أبوابها وقت في جامع جوامع التأليف بين أئمته بمحرابها وأطلقت لسان القلم في ساحات الحكم بعبارة صريحة واضحة وإشارة قريبة لائحة لخصتها من كلام الكبراء الذين رقت في معارج علوم هذا الشأن أفكارهم وإشارات الألباء الذين أنفقوا على اقتناص شوارده أعمارهم وبذلت الجهد في تفهم أقاويل الفقهاء المشار إليهم بالبنان وممارسة الدواوين المؤلفة في هذا الشأن ومراجعة الشيوخ الذي حازوا قصب السبق في مضماره ومباحثه الحذاق الذي غاصوا على جواهر الفرائد في بحاره ولم أتحاش عن الإعادة في الإفادة عند الحاجة إلى البيان ولا في ضبط الواضح عند علماء هذا الشأن قصدًا لنفع الخاص والعام راجيًا نواب ذي الطول والأنعام فدونك شر حاقد أشرقت عليه من شرفات هذا الجامع أضواء نوره اللامع وصدع خطيبه على منبره السامي بالحجج القواطع القلوب والمسامع أضاءت بهجته فاختفت منه كواكب الدراري وكيف لا وقد فاض عليه النور من فتح الباري على أنني أقول كما قال الحافظ أبو بكر البرقاني:
ومالي فيه سوى أنني = أراه هوى وافق المقصدا
وأرجو الثواب بكتب الصلاة = على السيد المصطفى أحمدا
وبالجملة فإنما أنا من لوامع أنوارهم مقتبس ومن فواضل فضائلهم ملتمس وخدمته به الأبواب النبوية والحضرة المصفطوية راجيًا أن يتوجني بتاج القبول والإقبال ويجيزني بجائزة الرضا في الحال والمآل وسميته (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)، والله أسأل التوفيق والإرشاد إلى سلوك طريق السداد وأن يعينني على التكميل فهو حسبي ونعم الوكيل وهذه (مقدمة) مشتملة على وسائل المقاصد يهتدي بها إلى الإرشاد السالك والقاصد جامعة لفصول هي لفروع قواعد هذا الشرح أصول.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقدمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir