دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > عد الآي > القول الوجيز للمخللاتي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ربيع الأول 1433هـ/7-02-2012م, 02:47 AM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي مقدمة

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد لا من قلة وعد، الأحد فما له من كيفية ولا حد، الماجد بذاته لا بأب ولا جد، الواجد فمن هباته كل سعة وجد، سبحانه تقدست ذاته عن (الأمكنة والظروف، وتنـزَّه كلامه عن الأصوات والحروف(1)) والصلاة والسلام علة سيدنا ومولانا محمد الصادق الأمين الذي خُتم برسالته تعداد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه الذين بينوا مقاطع الآيات، وعلى التابعين الآخذين عنهم حروف القرآن بضبط القراءات والروايات أما بعد:
فيقول فقير رحمة ربه الولي الحميد، رضوان بن محمد المكنى بأبي عيد، أن العلوم المتعلقة بتلاوة الكتاب العزيز وإن كثر تعدَادُها، وانتشر في الخافقين على مرِّ الزمان مَدَدُها فغايتُها بحرٌ قعْرَهُ لا يُدرَك ونهايتُها طَود شامِخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك، ومن أهم ما اشتدت إليه حاجة الطالبين، وامتدت نحوه أعناق المهرة من الراغبين ما تعلق بمعرفة فواصل الآيات ومبادئها وما اتفق على عده منها وما
[القول الوجيز: 86]
جرى الخلف فيها، كيف لا وقد اشتغل بضبطها أكابر الصحابة الأعلام حال تلقيهم خمسًا وعشرًا من النبي عليه الصلاة والسلام ثم نقلها كذلك الخلف عن السلف وهلمَّ (1) جرا، وألفوا فيها التآليف البليغة نظمًا ونثرًا، ومن أبْلغها نظمًا وأصغرها حجمًا وأكثرها نفعًا وأكبرها علمًا، القصيدة الرائية المُتقَنةُ المباني الموسومة بناظمة الزُّهر في عدِّ آيات المثاني المعزية إلى قدوة كل مشرقي ومغربي، الإمام أبي القاسم بن فيُّرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي، الجامعة لفروع هذا الفن وقواعده الحاوية لنكت مسائله وفوائده، ولقد وقع في الخاطر تأليف شرح عليها يُبين لُغاتها ويوضحُ ما لديها فأعملت الفكرة في دقيق عباراتها وأمعنت النظر في تحقيق إشاراتها فوجدت هذا الأمر لمثلي غير مستطاع، ولقلة الموادِّ لا تتعلق بنيله الأطماع حيث لم أقف على شرح يزيل الإشكال ولا يرفع عنها ما هو أمثال الجبال، خصوصًا في زماننا الذي عُطِّلتْ فيه مشاهدُ هذا العلم ومعاهِدُه
[القول الوجيز: 87]
وسدَّت مصادره وطُمست مواردُه وخلتْ دياره ومراسمه، وعفت أطلاله ومعالمه فلمت أعياني عدم الحصول على المطلوب، وأقعدتني قلة المواد عن الوصول إلى المرغوب ولم أتحصل إلا على شرح لواحد(1) من أكابر العلماء لكنه غلب عليه التحريف لجهل الكتَّاب نثرًا ونظمًا. وقد جمعت عدة من الكتب المؤلفة في هذا الشأن مثل: كتاب الإتقان في علوم القرآن واستخلصت من مجموعها هذه الخلاصة
[القول الوجيز: 88]
المفيدة، وذيلت عباراتها بما مست إليه الحاجة(1) من أبيات القصيدة ليكون ذلك في تحقيق المسائل مَرجعًا، ولمزيد الإقناع برهانًا لامعًا، ثم إني أذكر إن شاء الله تعالى في أول كل سورة اختلاف مكِّيها ومدنيها ثم أتَّبِعُ ذلك بترتيب نولها ثم بنظيرتها في عدد آياتها، ثم بعَدِّ كلماتها وحروفها ثم قاعدة الفواصل ثم بكمية عددها وما وقع الاختلاف فيه بين العادِّين الأفاضل ثم بمشبه الفاصلة مذيِّلًا
[القول الوجيز: 89]
بالشواهد من الأبيات ثم بذكر المتفق عليه من خواتيم الآيات، وسميته بالقول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز وأرجو ممن وقف عليه فرأى ما يُعاب، أن ينظر إليه بعين الرضا والصواب، فما كان من نقص كمَّله، ومن خطأ أصلحه وعدَّله فقلَّ ما يخلص مصنف من الهفوات أو ينجو مؤلف من العثرات، ومن الله أستمد الإعانة على التكميل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وهذه مقدمة ذِكرُها مهم قبل الشروع في المقصود، وهي مشتملة على سبعة فصول:
الفصل الأول: في معنى هذا الفن وموضوعه واستمداده وفائدته.
الفصل الثاني: فيما ورد في عدد الآيات من الأحاديث والآثار.
الفصل الثالث: في الأعداد المتداولة بين علماء الأمصار.
الفصل الرابع: في معنى السورة والكلمة والحرف وعدد كل.
الفصل الخامس: في معنى الفاصلة وما يتعلق (بها)(1).
الفصل السادس: في معنى الآية واشتقاقها وما يتعلق بذلك.
الفصل السابع: في اصطلاح الناظم في القصيدة.



قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى: (
(1) ما قاله الشارح هنا مخالف لما عليه سلف الأمة من أن صفات الله عز وجل توقيفيه فلا ينفى عنه إلا ما نفى عن نفسه، مثل المكان فإنه إن قصد به مكانًا مخلوقًا فالله أعظم من أن يكون في مخلوق. وإن قصد به جهة العلو وهو مقصود نفاه المكان، فر ينفي عن الله عز وجل بل هو عال على خلقه ومستو على عرشه أما الأصوات والحروف فقد ثبت في الكتاب والسنَّة إثباتها لكلام الله تعالى فلا ينفى عنه بدعوى التنزيه بل يثبت على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته من غير تشبيه ولا تكييف (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

(1) لم يتعرض الشارح لأبيات الناظم التي تفيد الحمد لله في افتتاح قصيدته والتي تفيد أيضًا طلب العون منه ثم صلاته وسلامه على النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وذلك اكتفاء بمقدمته التي تفيد هذا المعنى ولأنه كما قلنا يذكر المعنى ثم يذيِّله بما مست إليه الحاجة من أبيات الناظم وأول ما ذكر الشارح من الناظمة قوله: إني استخرت الله ثم استعنته الخ.
وتتميمًا للفائدة سأشرح ما تركه الشارح فأقول مستعينًا بالله، قال المصنف رضي الله عنه:
بَدَأتُ بحمدِ الله ناظِمةَ الزُّهر

لِتَجْني بعونِ الله عينًا من الزَّهْر

قوله: بدأت من البدء وهو الابتداء يقال: يقال بدأ به جعله في أول الشيء، وناظمة الزهر عَلَم هذه القصيدة وسميت به لتشبيهه أبياتها بالزهر وهو جمع الأزهر مأخوذ من الزهر وهي النضارة والحسن في الأشياء، أي ناظمة الأبيات المشابهة الأشياء الحسنة التي يميل الإنسان إلى نضارتها، وقوله: لتجنى من الجنْى من باب رمى يرمي بمعنى الجمع.
والحمد: الثناء بالجميل على جهة التعظيم، وقوله عينا: المراد به هنا خيار الشيء أي نوع الكرم منه.
والمعنى: بدأ الناظم رحمه الله تعالى كتابه بالحمدلة اقتداء بكتاب الله تعالى وسنَّة رسوله الأمين القائل: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر)) أي قليل البركة. قال المصنف:
وعِذْتُ بربي من شُرورِ قضائه

ولِذْت به في السرِّ والجهر من أمري

قول الناظم: لذت من اللوذ وهو أشد الاستعاذة عاذ بالشيء التجأ إليه وتحصن به، والشرور جمع شر والشر ما تضر عاقبته والأمر الشأن هو واحد الأمور، أنظر لوامع البدر وترتيب القاموس ج84 ص182، والمعنى عذت بربي في حالتي السر والجهر من الأمر الذي يصيبني ويمنعني عن التأليف ومن شرور قضائه الذي يقتضيه في حقي، قال المصنف:
بِحيِّ مُريدٍ عالمٍ متكلمٍ

سميعٍ بصيرٍ دائمٍ قادر وتْر

قوله الوتر: الفرد، والمعنى: عذت بالمتصف بهذه الصفات لأن من اتصف بها كان خير معاذ وأفضل ملاذ، وفي هذا البيت ثناء من الناظم على الله عز وجل حيث وصفه ببعض صفاته التي وصف الله بها نفسه في القرآن الكريم وهو متصف بصفات الكمال سبحانه وتعالى (ليس كمثله شيء) فهو دائم مبرأ عن التغيرات، ومتصف بالوتر وهو الوحدانية لا شريك له في الذات ولا نظير له في الصفات وهذا بيان لحقيقة الحمد لله تعالى، قال المصنف:
وأحْمَدُه حمْدًا كثيرًا مباركًا

وأسأله التَّوفيقَ للذَكر والشُّكْرِ

قول الناظم: أحمده الخ: التوفيق توجيه العبد إلى الخير وتيسير أسبابه له والمراد بالذكر هنا ذكر الله تعالى وحده وهو شامل لذكره باللسان وتذكر عظمته بالقلب، والشكر هو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق له، أنظر بشير اليسر ص9.
والمعنى: أحمد الله حمدًا جمًَّا كثيرًا تحفه البركة والخير لكثرة نعمه وعظيم آلائه وإحسانه، وكأن حمد الله في مستهل القصيدة كان حمدًا له باعتبار ذاته، وكان هنا باعتبار نعمه وعطاياه.
ثم يسأل رحمه الله تعالى ربه التوفيق لذكره وتذكره ومراقبته وشكره على نعمه وآلائه، وأفضل الذكر تلاوة كلام الله والاشتغال به،ومن شُكر الله على نعمة القرآن، الاهتمام بمعرفة آيه وعلومه.

(1) لعله كتاب ((لوامع البدر في بستان ناظمة الزهر)) للشيخ عبد الله الأيوبي كما أشرنا إليه في المقدمة.
قال المصنف:
وبَعدُ صلاةُ الله ثم سلامُه

على خير مُختارٍ من المُجَّدِ الغرِّ

قوله: المجَّد جمع ماجد كالنصر جمع ناصر وهو نيل الشرف من جهة الآباء أي كما أن رسل الله تعالى عليهم السلام ذو شرف بنفوسهم القدسية فكذلك آباؤهم شرفاء قومهم كما قيل:
إن من ساد ثم ساد أبوه

ثم قد ساد قبل ذلك جده

والغر بضم الغين جمع أغر كما أن الحمر جمع الأحمر وهو سيد القوم. والمعنى: بعد بدئي حمد الله أقول صلاة الله ثم سلامه نازلان على خير من اختارهم الله تعالى واصطفاهم من الأنبياء والمرسلين الذين كانوا الأماجد والسادات والصلاة من الله الرحمة. والسلام هو الأمان، قال المصنف:
محمدٍ الهادي الرَّؤوفُ وأهلِهِ

وأصحابِهِ سُحْبُ المكارِمِ والْبِرِّ

قوله الهادي: المرشد إلى طريق التوحيد، الرؤوف صفة على وزن فعول من الرأفة وهي أشد الرحمة لأنه عليه الصلاة والسلام راحم أمته أشد الرحمة وأهل النبي هم أمته والمراد به كل مؤمن تقي نقي سواء كان له قرابة أو لا. وأصحاب جمع الصحب وهو أسم جمع مفرده صاحب كركب وراكب واختلفوا في تفسيره فقالوا: إنه يطلق على من رآه صلَّى الله عليه وسلَّم وخالطه، وإنما عُدَّ من رآه ولم يخالطه إلحاقًا بهم والسحب بضم السين وسكون الحاء جمع سحابه وهي الغيم وهي هنا ما فيها تبشير بالمطر، والمكارم جمع مكرمة وهي الإحسان، والبر بكسر الباء هو الأقوال المرضية والسعي في الخيرات والمعنى أن الصلاة والسلام على محمد وعلى كل من آمن به وخاصَّة قرابته الأدنين.

(1) لم يترك الشارح من أبيات الناظمة إلا ستة أبيات من أولها التي تتضمن إثبات الحمد لله والاستعانة به الخ وكذلك أربعة أبيات من آخرها التي تتضمن الخاتمة وكذلك ثمانية أبيات من قوله: (وما تأتِ آيات الطوال وغيرها) الخ ورأى أنه لا حاجة إلى ذكرها.

(1) سقط هذا اللفظ من (ب)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقدمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir