دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 شوال 1439هـ/1-07-2018م, 07:42 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية

المقصد العام للرسالة: التأكيد على أن دين الإسلام قد اكتمل[هذا جاء كمقدمة للموضوع وليس هو المقصد الرئيس]، والتحذير من خطورة الابتداع مع تناول أثر بدعة الخلوات على أهلها.
[القصد العام هو بيان وجوب الاتباع والتحذير من الابتداع وبيان أثره]
المقاصد الفرعية:
أ: بيان أن دين الإسلام قد اكتمل وليس لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه.
ب: بيان أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر رئيسي للتشريع.
ج: بيان الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع.
د: البدعة ضلالة تحيد بصاحبها عن الصراط المستقيم.
هـ: من العبادات غير المشروعة التي شاعت بين المتأخرين: الاعتزال والخلوات.
و: بيان أنواع الخلوات والاعتزال المشروعة.

بيان أن دين الإسلام قد اكتمل وليس لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه
-والأنبياء صلوات اللّه عليهم وسلامه أجمعين قد أُمرنا أن نؤمن بما أوتوه وأن نقتدي بهم وبهداهم، قال تعالى: {قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون}، وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
-ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريقٌ إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فما أمر به من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
-فالدّين ما شرعه اللّه ورسوله؛ ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله. قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}
-وقد ذم الله تعالى المشركين حيث حرّموا ما لم يحرّمه اللّه تعالى كالبحيرة والسّائبة، واستحلّوا ما حرّمه اللّه كقتل أولادهم، وشرعوا دينًا لم يأذن به اللّه، فقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}

بيان أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر رئيسي للتشريع
*ويقصد بذلك سنة النبي الثابتة الصحيحة
-فلا يجوز أن يقال إنّ هذا الفعل مشروعٌ إلّا بدليل شرعيٍّ، ولا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيفٍ.
-لكن إذا ثبت أنّ العمل مستحبٌّ بدليل شرعيٍّ وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ، جاز أن تروى إذا لم يعلم أنّها كذبٌ.
-فإنّ الدّين أصله متابعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وموافقته بفعل ما أمرنا به، وشرعه لنا وسنّه لنا، ونقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها، بخلاف ما كان من خصائصه، فأمّا الفعل الّذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلًا سنّ لنا أنّ نتأسّى به فيه، فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتّخاذ هذا قربةً مخالفةٌ له صلّى اللّه عليه وسلّم، وما فعله من المباحات على غير وجه التّعبّد يجوز لنا أن نفعله مباحًا كما فعله مباحًا.
-وما فعله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على وجه التّعبّد فهو عبادةٌ يشرع التّأسّي به فيه، فإذا خصّص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنّةً، كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه.
-فالتّأسّي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل لأنّه فعل، وذلك إنّما يكون بأن يقصد مثلما قصد، فإذا سافر لحجّ أو عمرةٍ أو جهادٍ وسافرنا كذلك كنّا متّبعين له.
*وهل يستحب لنا التأسي بالنبي في الأمور التي وقعت منه اتفاقا بغير قصد؟
-كان ابن عمر يحبّ أن يفعل مثل ذلك، ويقول: وإن لم يقصده؛ لكنّ نفس فعله حسنٌ على أيّ وجهٍ كان فأحبّ أن أفعل مثله إمّا لأنّ ذلك زيادةٌ في محبّته وإمّا لبركة مشابهته له.
-وأمّا الخلفاء الرّاشدون وجمهور الصّحابة فلم يستحبّوا ذلك؛ لأنّ هذا ليس بمتابعة له؛ إذ المتابعة لا بدّ فيها من القصد، فإذا لم يقصد هو ذلك الفعل بل حصل له بحكم الاتّفاق، كان المتأسي في قصده غير متابعٍ له.
-ومن هذا الباب إخراج التّمر في صدقة الفطر لمن ليس ذلك قوته، وأحمد قد وافق ابن عمر على مثل ذلك، ورخّص في مثل ما فعله ابن عمر، وكذلك رخّص أحمد في التّمسّح بمقعده من المنبر اتّباعًا لابن عمر، ولأحمد رواية أشهربأنّه مكروهٌ كقول الجمهور.
-وأمّا مالكٌ وغيره من العلماء فيكرهون هذه الأمور وإن فعلها ابن عمر؛ فإنّ أكابر الصّحابة كأبي بكرٍ وعمر وعثمان وغيرهم لم يفعلها، فقد ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
-وهكذا للنّاس قولان فيما فعله من المباحات على غير وجه القصد هل متابعته فيه مباحةٌ فقط أو مستحبّةٌ على قولين في مذهب أحمد وغيره.
*وهل يجوز لنا تعظيم أماكن نزول النبي واختصاصها بالعبادات؟
-ولم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه وإنّما كان الكلام في مشابهته في صورة الفعل فقط، وإن كان هو لم يقصد التّعبّد به، فأمّا الأمكنة نفسها فالصّحابة متّفقون على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.
-وأمّا قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكانٍ لم يقصد الأنبياء فيه الصّلاة والعبادة بل روي أنّهم مرّوا به ونزلوا فيه أو سكنوه فهذا كما تقدّم لم يكن ابن عمر ولا غيره يفعله؛ فإنّه ليس فيه متابعتهم لا في عملٍ عملوه ولا قصدٍ قصدوه، ومعلومٌ أنّ هذا إنّما نهى عنه لأنّه ذريعةٌ إلى الشّرك.

بيان الفرق بين ما هو مشروعٌ وما ليس بمشروع.
-فالمشروع: هو العبادة المشروعة التي تعبدنا اللّه تعالى بها، وجعلها قربة إليه، وهو سبيل اللّه، وهو البرّ والطّاعة والحسنات والخير والمعروف، وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين، وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته.
-العبادات الدّينيّة أصولها الصّلاة والصّيام وقراءة القرآن، وهذه الأجناس الثّلاثة مشروعةٌ، ويبقى معرفة القدر المشروع منها، وفي ذلك صُنّف كتاب "الاقتصاد في العبادة"، وقال أبي بن كعبٍ وغيره: "اقتصادٌ في سنّةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ".
-وأما غير المشروع، فإما بأداء الأجناس المشروعة بقدر زائد عن الحد المشروع؛ كصيام العيدين. أو بالاتيان بأجناس عباداتٍ غير مشروعةٍ من الأساس، وهو ما تناوله مؤلف الرسالة بالتفصيل.

البدعة ضلالة تحيد بصاحبها عن الصراط المستقيم
*تسلط الشياطين على أهل البدع
-وأهل العبادات البدعيّة يزيّن لهم الشّيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث، فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره.
-وقد يبغّض إليهم حتّى الكتاب فلا يحبّون كتابًا ولا من معه كتابٌ ولو كان مصحفًا أو حديثًا؛ كما حكى النصرأباذي أنّهم كانوا يقولون عنه: يدع علم الخرق ويأخذ علم الورق، قال: وكنت أستر ألواحي منهم فلمّا كبرت احتاجوا إلى علمي، وكذلك حكى السّريّ السقطي أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده.
-فيصيروا من أرغب النّاس في السّماع البدعيّ سماع المعازف ومن أزهدهم في السّماع الشّرعيّ سماع آيات اللّه تعالى.
-وكان ممّا زيّن لهم طريقهم أن وجدوا كثيرًا من المشتغلين بالعلم والكتب معرضين عن عبادة اللّه تعالى وسلوك سبيله، إمّا اشتغالًا بالدّنيا وإمّا بالمعاصي وإمّا جهلًا وتكذيبًا بما يحصل لأهل التّألّه والعبادة، فصار وجود هؤلاء ممّا ينفّرهم.
*البدعة تهدي إلى الكفر
-وقد يظنّون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم ممّا يحصل في الكتب، فمنهم من يظنّ أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ، ويحكون أنّ شخصًا حصل له ذلك وهذا كذب وضلال.
-ومنهم من يظنّ أنّما يلقى إليه من خطابٍ أو خاطرٍ هو من اللّه تعالى بلا واسطةٍ، وقد يكون من الشّيطان وليس عندهم فرقانٌ يفرّق بين الرّحمانيّ والشّيطانيّ، فإنّ الفرق الّذي لا يخطئ هو القرآن والسّنّة فما وافق الكتاب والسّنّة فهو حقٌّ وما خالف ذلك فهو خطأٌ.
-ثمّ إنّ هؤلاء لمّا ظنّوا أنّ هذا يحصل لهم من اللّه بلا واسطةٍ صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ، ويقول أيضًا: فلانٌ يأخذ عن الكتاب وهذا الشّيخ يأخذ عن اللّه، ومثل هذا.
-ويقال لمن يدعي ذلك: من أين لك أنّ هذا إنّما هو من اللّه لا من الشّيطان وإلقائه ووسوسته؟ فإنّ الشّياطين يوحون إلى أوليائهم وينزلون عليهم كما أخبر اللّه تعالى بذلك في القرآن. بل ونحن نجزم بأن هذا من الشّيطان؛ لأنّه مخالفٌ لما بعث اللّه به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم؛ وذلك أنّه ينظر فيما حصل له وإلى سببه وإلى غايته، فما حصل له بهذا السّبب حصل بالشّرك، فهذه هي الشّياطين يبذلون لهم هذا النّفع القليل بما اشتروه منهم من توحيدهم وإيمانهم.
-وكذلك قد يخالط ذلك سماع المعازف، والمعازف هي خمر النّفوس، فإذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظّلم فيشركون ويقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه ويزنون، وهذه مما يشيع بين أهل سماع المعازف سماع المكاء والتّصدية.

من العبادات غير المشروعة التي شاعت بين المتأخرين: الاعتزال والخلوات
*شبهة أهل الخلوات
-الخلوات شاعت بين المتأخرين لأنّها تشبه الاعتكاف الشّرعيّ.
-ولكن الفرق أن الاعتكاف الشّرعيّ يكون في المساجد، كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه وهو من العبادات المشروعة.
-ولم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانًا يقصد للصّلاة إلّا المسجد ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر، فمشاعر الحجّ كعرفة ومزدلفة ومنًى تقصد بالذّكر والدّعاء والتّكبير لا الصّلاة بخلاف المساجد فإنّها هي الّتي تقصد للصّلاة وما ثمّ مكانٌ يقصد بعينه إلّا المساجد والمشاعر وفيها الصّلاة والنّسك، قال تعالى: {قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت}.
-وأمّا الخلوات فبعضهم يحتجّ فيها بتحنّثه بغار حراءٍ قبل الوحي وهذا خطأٌ؛ فإنّ ما فعله صلّى اللّه عليه وسلّم قبل النّبوّة إن كان قد شرعه بعد النّبوّة فنحن مأمورون باتّباعه فيه وإلّا فلا، وهو من حين نبّأه اللّه تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون.
-واعتقادهم في ذلك أنّ هذه الخلوة كانوا يأتونها في الجاهليّة ويقال إنّ عبد المطّلب هو من سنّ إتيانها؛ لأنّه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه وسلامه؛ كالصّلاة والاعتكاف في المساجد.
-وطائفةٌ يجعلون الخلوة أربعين يومًا ويعظّمون أمر الأربعينية، ويحتجّون فيها بأنّ اللّه تعالى واعد موسى -عليه السّلام- ثلاثين ليلةً وأتمّها بعشر، وقد روي أنّ موسى عليه السّلام صامها وصام المسيح أيضًا أربعين للّه تعالى، وخوطب بعدها فيقولون يحصل بعدها الخطاب والتّنزّل كما يقولون في غار حراءٍ حصل بعده نزول الوحي.
-وهذا كله مردود عليهم، فإنّ هذه ليست من شريعة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم
-بل إن أصحاب هذه الخلوات قد يقصدون الأماكن الّتي ليس فيها أذانٌ ولا إقامةٌ ولا مسجدٌ يصلّى فيه الصّلوات الخمس؛ إمّا مساجد مهجورةٌ وإمّا غير مساجد مثل الكهوف والغيران الّتي في الجبال، ومثل المقابر لا سيّما قبر من يُحسن به الظّنّ، ومثل المواضع الّتي يقال إنّ بها أثر نبيٍّ أو رجلٍ صالحٍ، ولهذا يحصل لهم في هذه المواضع أحوالٌ شيطانيّةٌ يظنّون أنّها كراماتٌ رحمانيّةٌ.
* غواية الشيطان لأهل هذه البدعة
-وقد جرّب أنّ من سلك هذه العبادات البدعيّة أتته الشّياطين وحصل له تنزّلٌ شيطانيٌّ وخطابٌ شيطانيٌّ وبعضهم يطير به شيطانه.
-فمنهم من يرى أنّ صاحب القبر قد جاء إليه بعد أن مات من سنين كثيرةٍ ويقول: أنا فلانٌ، وربّما قال له: نحن إذا وضعنا في القبر خرجنا، كما جرى للتّونسيّ مع نعمان السّلاميّ.
-والشّياطين كثيرًا ما يتصوّرون بصورة الإنس في اليقظة والمنام وقد تأتي لمن لا يعرف فتقول: أنا الشّيخ فلانٌ أو العالم فلانٌ.
-وبعضهم كان يحكي أنّ ابن منده كان إذا أشكل عليه حديثٌ جاء إلى الحجرة النّبويّة ودخل فسأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك فأجابه.
-ثمّ صار أصحاب الخلوات فيهم من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة الصّلاة والصّيام والقراءة والذّكر، وأكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعةٍ؛ فمن ذلك طريقة أبي حامدٍ ومن تبعه، وهؤلاء يأمرون صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض لا قراءةً ولا نظرًا في حديثٍ نبويٍّ ولا غير ذلك بل قد يأمرونه بالذّكر ثمّ قد يقولون ما يقوله أبو حامدٍ: ذكر العامّة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصّة الخاصّة: " هو هو ".
-وهذا أيضا مردود عليهم لأن الذّكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة فإنّ الاسم المجّرّد ليس هو كلامًا لا إيمانًا ولا كفرًا.
-وقد ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر)، وفي حديثٍ آخر: (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه) وقال: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ)، والأحاديث في فضل هذه الكلمات كثيرةٌ صحيحةٌ.
*تخلية القلب وجمعه على شيء معين
-وأمّا ذكر الاسم المفرد فبدعةٌ لم يشرّع، وليس هو بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ؛ ولهذا صار بعض من يأمر به من المتأخّرين يبيّن أنّه ليس قصدنا ذكر اللّه تعالى ولكن جمع القلب على شيءٍ معيّنٍ حتّى تستعدّ النّفس لما يرد عليها، فكان يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرّاتٍ فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان.
-وأمّا أبو حامدٍ وأمثاله ممّن أمروا بهذه الطّريقة فلم يكونوا يظنّون أنّها تفضي إلى الكفر - لكن ينبغي أن يعرف أنّ البدع بريد الكفر - ولكن أمروا المريد أن يفرّغ قلبه من كلّ شيءٍ حتّى قد يأمروه أن يقعد في مكانٍ مظلمٍ ويغطّي رأسه ويقول: اللّه اللّه، وهم يعتقدون أنّه إذا فرّغ قلبه استعدّ بذلك فينزل على قلبه من المعرفة ما هو المطلوب، بل قد يقولون إنّه يحصل له من جنس ما يحصل للأنبياء.
*تمادي هؤلاء في المزاعم الضالة، حتى ألحقوا أنفسهم بمنزلة الأنبياء
-ومنهم من يزعم أنّه حصل له أكثر ممّا حصل للأنبياء.
-فأبو حامدٍ يكثر من مدح هذا الأمر في " الإحياء " وغيره، وهذا من بقايا الفلسفة عليه، فإنّ المتفلسفة كابن سينا وأمثاله يزعمون أنّ كلّ ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنّما هو من "العقل الفعّال"؛ ولهذا يقولون النّبوّة مكتسبةٌ، فإذا تفرّغ صفا قلبه وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء، وعندهم أنّ موسى كُلّم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم ممّا حصل لموسى.
-وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب.
-وهذا كلّه لنقص إيمانهم بالرّسل وأنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
*إبطال قولهم بأن الوحي الذي يتلقاه الأنبياء نابع من العقل الفعال في سماء العقل
-هذا الّذي قالوه باطلٌ من وجوهٍ:
أولها: أنّ هذا الّذي يسمّونه " العقل الفعّال " باطلٌ لا حقيقة له.
الثّاني: أنّ ما يجعله اللّه في القلوب يكون تارةً بواسطة الملائكة إن كان حقًّا وتارةً بواسطة الشّياطين إذا كان باطلًا، والملائكة والشّياطين أحياءٌ ناطقون، وهم يزعمون أنّ الملائكة والشّياطين صفاتٌ لنفس الإنسان فقط، وهذا ضلالٌ عظيمٌ.
الثّالث: أنّ الأنبياء جاءتهم الملائكة من ربّهم بالوحي، ومنهم من كلّمه اللّه تعالى فقرّبه وناداه كما كلّم موسى عليه السّلام، لم يكن ما حصل لهم مجرّد فيضٍ كما يزعمه هؤلاء.
الرّابع: أنّ الإنسان إذا فرّغ قلبه من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حقٌّ؟ هذا إمّا أن يُعلم بعقل أو سمعٍ، وكلاهما لم يدلّ على ذلك.
الخامس: أنّ الّذي قد عُلم بالسّمع والعقل أنّه إذا فرّغ قلبه من كلّ شيءٍ حلّت فيه الشّياطين ثمّ تنزّلت عليه الشّياطين كما كانت تتنزّل على الكهّان؛ فإنّ الشّيطان إنّما يمنعه من الدّخول إلى قلب ابن آدم ما فيه من ذكر اللّه الّذي أرسل به رسله، فإذا خلا من ذلك تولّاه الشّيطان كما قال اللّه تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون}.
السّادس: أنّ هذه الطّريقة لو كانت حقًّا فإنّما تكون في حقّ من لم يأته رسولٌ فأمّا من أتاه رسولٌ وأُمر بسلوك طريقٍ فمن خالفه ضلّ، وخاتم الرّسل -صلّى اللّه عليه وسلّم- قد أمر أمّته بعبادات شرعيّةٍ من صلاةٍ وذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ، لم يأمرهم قطّ بتفريغ القلب من كلّ خاطرٍ وانتظار ما ينزل، فهذه الطّريقة لو قدّر أنّها طريقٌ لبعض الأنبياء لكانت منسوخةً بشرع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فكيف وهي طريقةٌ جاهليّةٌ لا توجب الوصول إلى المطلوب إلّا بطريق الاتّفاق بأن يقذف اللّه تعالى في قلب العبد إلهامًا ينفعه؟ وهذا قد يحصل لكلّ أحدٍ ليس هو من لوازم هذه الطّريق، ولكنّ التّفريغ والتّخلية الّتي جاء بها الرّسول أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
السّابع: أنّ أبا حامدٍ يشبّه ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم على تزويق الحائط وأولئك صقلوا حائطهم حتّى تمثّل فيه ما صقله هؤلاء، وهذا قياسٌ فاسدٌ؛ لأنّ هذا الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلبٌ آخر يحصل له به التّحلية كما يحصل لهذا الحائط من هذا الحائط، بل هو يقول إنّ العلم منقوشٌ في النّفس الفلكيّة؛ ويسمّي ذلك باطلا " اللّوح المحفوظ " تبعًا لابن سينا، ولذلك فإنه لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة كما يزعم هؤلاء فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه، فتمثيل ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم تمثيلٌ باطلٌ.

بيان أنواع الخلوات والاعتزال المشروعة
*الاعتزال الواجب
-كاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}.
-ومنه قوله تعالى عن الخليل: {فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون اللّه وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلًّا جعلنا نبيًّا}.
-وقوله عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، فإنّ أولئك لم يكونوا في مكانٍ فيه جمعةٌ ولا جماعةٌ ولا من يأمر بشرع نبيٍّ، فلهذا أووا إلى الكهف هربا من قومهم وكفرهم.
*الاعتزال المستحب
-وأمّا اعتزال النّاس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزّهد فيه فهو مستحبٌّ، وقد قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
-وكما إذا أراد الإنسان تحقيق علمٍ أو عملٍ فتخلّى في بعض الأماكن مع محافظته على الجمعة والجماعة، كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: ((رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ)).



أحسنت بارك الله فيك،

هناك عدة ملاحظات يجب التنبه لها:
- انظر الملاحظات على تلخيص الأخت فداء، مع النظر في كيفية استخلاصها المسائل.
- يجب أولا استخراج المسائل قبل التركيز على استخراج المقاصد الفرعية، ففقد فاتتك مسائل كثيرة،

فمثلا: شيخ الإسلام تحدث عن إحدى العبادات البدعية ألا وهي الخلوة البدعية وهي مقصد فرعي يندرج تحته كثير من المسائل، التي يجب تصنيفها وترتييبها
ترتيبا موضوعيا، فتعلم أن شروط المتابعة في العبادة الموافقة في (السبب - الجنس - القدر - الكيفية - الزمان - المكان) ولا يجوز الابتداع في أحدهم، لذا ستجد
شيخ الإسلام يذكر الخلوة البدعية ثم يذكر العبادات البدعية التي تحدث في هذه الخلوة من حيث الوقت، والقدر، والمكان....وهكذا، فكان يجبب عليك جمع

المسائل المتعلقة بالخلوة البدعية وجعلها تحت مقصد فرعي واحد.
-
عند الحديث عن بدعة مثل الخلوة أربعين يوما هذا ابتداع في القدر، نبين ذلك ونقول بدعتهم كذا....، دليلهم....، رد شيخ الإسلام........
- اننتبه أن بعض المقاصد يجب فصلها عن بعضض؛ فمثلا نتحدث عن كل ما يخص العبادات المشروعة، ثمم نتحدث عن العبادات الغير مشروعة،
لأنك عند جمعهما اضطررت إلى تفرقة الكلام عن العباددات المشروعة تحت مقاصد عدة.
-- استخراجك للمسائل الفرعية قليل حاول التنبه لهذه النقطة والاستتفادة من تلخيص الأخت فداء.
- حاول التتلخيص دون إخلال بالمراد.


التقدير: (ب).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir