دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > الفتوى الحموية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 07:58 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي لما اعتقد المتكلمون نفي الصفات التي دلت عليها النصوص ترددوا بين التفويض والتأويل

وَسَبَبُ ذَلِكَ اعْتِقَادُهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ صِفَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهَا هَذِهِ النُّصُوصُ لِلشُّبُهَاتِ الفَاسِدَةِ الَّتِي شَارَكُوا فِيهَا إِخْوَانَهُمْ مِنَ الكَافِرِينَ فَلَمَّا اعْتَقَدُوا انْتِفَاءَ الصِّفَاتِ فِي نَفْسِ الأَمْرِ - وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لاَ بُدَّ للنَّصوصِ مِنْ مَعْنًى بَقُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ الإِيمَانِ بِاللَّفْظِ وَتَفْوِيضِ المَعْنَى - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ السَّلَفِ - وَبَيْنَ صَرْفِ اللَّفْظِ إلىَ مَعَانٍ بِنَوْعِ تَكَلُّفٍ - وَهِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا طَرِيقَةَ الخَلَفِ -، فَصَارَ هَذَا البَاطِلُ مُرَكَّبًا مِنْ فَسَادِ العَقْلِ وَالْكُفْرِ بِالسَّمْعِ


  #2  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 08:01 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي شرح سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

وكلاهما غَلَطٌ، فليسَتْ طريقةُ السلَفِ التفويضَ، وليسَتْ طريقةُ الخَلَفِ بصوابٍ، فطريقةُ السلفِ الإيمانُ بالمعنى والتسليمُ للهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه حقٌّ، وأنَّه لائقٌ باللَّهِ سبحانه وتعالى، ليسوا مُفَوِّضِينَ، بل مؤمنين بالألفاظِ والمعاني، مُعْتَقِدِينَ للمعاني، مسلِّمِينَ لها على الوجهِ اللائقِ باللَّهِ سبحانه وتعالى.
والتَّفْوِيضُ معناه: أن يقولَ: ما نَعْرِفُ المعنى نُفَوِّضُه إلى اللَّهِ. وهذا غلطٌ، المُفَوِّضَةُ في بعضِ ما جاءَ عن أحمدَ رَحِمَهُ اللَّهُ قالَ: هم شرٌّ مِن الجَهْمِيَّةِ؛ لأنَّهم اعْتَقَدُوا أنَّ اللَّهَ خاطَبَ النَّاسَ بشيءٍ لا يَفْهَمُونَه، وهذا غلطٌ. بل خاطَبَ الناسَ بما يَعْلَمُونَ ويَفْهَمُون على الوجهِ اللائقِ به سبحانه وتعالى، ولهذا قالَ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فأخْبَرَهُم بالمعنى، وأنَّه حقٌّ، وأنَّه ليسَ مِن جِنْسِ ما يَفْهَمُونَ، بل هو معنًى لائِقٌ باللَّهِ سبحانه وتعالى.
أمَّا التأويلُ الذي هو صَرْفُ دَلالةِ النصوصِ عن ظاهِرِها، فهو باطلٌ، قادَهَم إليه سُوءُ ظَنِّهم باللَّهِ وعَدَمُ بَصِيرَتِهم.


  #3  
قديم 25 رجب 1433هـ/14-06-2012م, 11:35 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي شرح الفتوى الحموية الكبرى للشيخ يوسف الغفيص

[وسبب ذلك: اعتقادهم أنه ليس في نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة].
قوله: اعتقادهم أنه ليس في نفس الأمر، أي: اعتقادهم أن الله لا يتصف بالصفات الفعلية، فلما اعتقدوا بالشبهات التي تلقوها عن المعتزلة وأمثالهم أن الله لا يتصف بالصفات الفعلية قرروا أن مذهب السلف فيها هو التفويض، ومذهب الخلف فيها هو التأويل.
[التي شاركوا فيها إخوانهم من الكافرين، فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الأمر -وكان مع ذلك لابد للنصوص من معنى- بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ وتفويض المعنى، وهي التي يسمونها طريقة السلف، وبين صرف اللفظ إلى معان بنوع تكلف، وهي التي يسمونها طريقة الخلف، فصار هذا الباطل مركباً من فساد العقل والكفر بالسمع].
أما فساد العقل فلأن الدلائل التي استعملها هؤلاء لنفي الصفات دلائل فاسدة بالعقل كما أنها فاسدة بالشرع؛ ولهذا من قواعد شيخ الإسلام : أن كل دليل عقلي يستدل به مبتدع على قول؛ فإن الدلائل العقلية نفسها تدل على بطلان هذا الدليل فضلاً عن الدلائل الشرعية. ولهذا من الخطأ القول بأن الدليل العقلي يرد بالدليل السمعي وحده، بل يرد بالدليل العقلي الصحيح والدليل السمعي؛ لأن العقل لا يعارض السمع. ......
من المعلوم أن من استدل بدليل سمعي على بدعة فإن الدليل السمعي -وهذه حقيقة بدهية- لا يدل على بدعته؛ لكن شيخ الإسلام يقول: وقد تأملت عند التحقيق واطرد الأمر عندنا في ذلك أن كل من استدل بدليل سمعي على بدعة؛ فإن هذا الدليل السمعي نفسه يدل على نقيض بدعته.. وهذا ما يسمى بقلب الدليل . مثال ذلك: أن من أخص أدلة المعتزلة على نفي الرؤية: قوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } [الأنعام:103] فهنا طريقتان للرد عليهم: إما أن يقال: إن الدليل لا يدل على نفي الرؤية.. وهذا بدهي وواضح. وإما أن يقال -وهذا الذي يستعمله شيخ الإسلام وبعض المحققين من أهل العلم-: إن الدليل نفسه يدل على إثبات الرؤية؛ لأن الله نفى الإدراك ولم ينف الرؤية، والإدراك قدر زائد على الرؤية، فإن من يرى الشيء لا يلزم أن يدركه. فلما نفى القدر الزائد دل على ثبوت ما دونه؛ لأنه لو كان المعنى من أصله منتفياً لما احتيج إلى نفي القدر الزائد. وقد قال رجل لـابن عباس: إن الله يقول: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة:23] ويقول: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } [الأنعام:103] قال له ابن عباس: يا هذا! ألست ترى السماء؟ قال: بلى. قال: أتدركها كلها؟ قال: لا. قال: فالله أعظم. فكل من يبصر من بني آدم اليوم يرون السماء حقيقةً، لكن لا أحد من بني آدم يقول: إنه يدرك كل السماء على ماهيتها. وكذلك يرون الشمس لكن لا يدركونها إدراكاً حقيقياً، ففي هذه الآية قال الله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ }[الأنعام:103] لأن الله يرى ولا يدرك، وهذا من كماله، بخلاف المخلوقات؛ فإنها ترى وتدرك. وقد يقال: الشمس لا ندركها. فنقول: لكنها تقبل الإدراك، فأنت ترى البعيد فلا تدرك أهو امرأة أو رجل، لكن هذا البعيد الذي تراه الآن ولا تدركه يقبل الإدراك، بخلاف الباري سبحانه فإنه يرى ولا يدرك، كما أنه يُعلم ولا يحاط به علماً. ......


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لما, اعتقد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir