دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 23 جمادى الآخرة 1441هـ/17-02-2020م, 03:19 PM
أمل حلمي أمل حلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 253
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمانٌ علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون* سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين}

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

عندما أرسل الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى المشركين ليخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور الهدى والإيمان اعترضوا على دعوته واستهزأوا به وأذوه هو وأصحابه، وكان من أساليبهم أنهم كانوا يوردون الشبه حتى يفتنوا المؤمنين عن دينهم وحتى يصدوا الناس عن دين الإسلام، ولكن الله عز وجل كان يُنزل من الآيات ما يرد على هذه الشبهات ويدحض حجتهم
ومن هذه الشبه التي ذكروها أنهم زعموا أنهم إذا بُعثوا بعد الموت فسوف يكونوا أفضل حالاً من المؤمنين قياسًا على حالهم في الدنيا حيث كانوا يتفاخرون بالما ل والأولاد حيث قالوا: إنا نُعطى في الآخرة خير مما تُعطون، فظنوا أنهم بذلك سيكونون أفضل عند الله إذا بعثهم بعد الموت.
فأنزل الله عز وجل هذه الآيات ردًا على هذه الشبهة وقد حاجهم فيها بالأدلة العقلية في صورة أسئلة استنكارية ولم يستطيعوا الرد عليها:
قال تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}
يخبر الله تعالى عن التفاوت بين مصير من آمن بالله وصدّق رسله واتبعهم وبين من أجرم في حق الله تعالى وحق نفسه وذكر أنهم لا يتساوون أبدًا لأنه الله تعالى عدل فلن يظلم أحدًا ولن يساوي بين من نصب وتعب في العبادة وجاهد نفسه وشهواته وفعل كل ذلك ابتغاء مرضاة الله وبين من انغمس في الشهوات ولم يكن مراده الله.
وقد رد القرآن عليهم ووبخهم بقوله تعالى: {مالكم كيف تحكمون}
أي كيف تظنون ذلك وكيف حكمتم هذا الحكم وكأن أمر الجظاء مفوض إليكم تحكموا فيه بما شئتم.
ثم يقول الله تعالى استهزاء بهم وبقولهم: {أم لكم كتاب فيه تدرسون}
أي هل حكمتم بهذا الحكم لأن بين أيديكم كتاب من عند الله أتاكم به رسول من رسله فتقرأونه وتحفظونه.
والجواب بالطبع أن هذا غير متحقق وأنهم ليس عندهم كتاب يشهد بذلك.
ويستمر التوبيخ والسخرية مما قال هؤلاء المشركين: يقول الله تعالى: {إن لكم فيه لما تخيرون}
أي إن لكم في هذا الكتاب ما تختارون وتشتهون.
ثم يقول تعالى: {أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون}
أي هل لكم عهود ومواثيق مؤكدة على الله لا تنقطع إلى يوم القيامة قد استوثقتم بها أنكم ستدخلون الجنة؟!
ثم يوجه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول له: {سلهم أيهم بذلك زعيم} أي اسأل هؤلاء المشركين أيهم يكفل ويضمن لهم أن ما زعموه هو الصحيح وأنهم سيكونوا أفضل حالاً من المؤمنين يوم القيامة.
ويستمر السؤال لهم توبيخًا وتقريعًا وإبطالاً لحجتهم التي زعموها:
{أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا مؤمنين}
وهذا فيه تعجيز لهم حيث يقول لهم إن كان لكم شركاء من الأصنام فلتأتوا بهم يشهدون على هذا الزعم الذي زعمتم.
ومن المعلوم أن كل ذلك منتف، فليس لهم كتاب وليس لهم عهد عند الله في النجاة وليس لهم شركاء يعينونهم فعُلم أن هذا الدعوى التي ادعوها باطلة وفاسدة.

المصادر:
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير السعدي

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir