دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1437هـ/5-12-2015م, 11:10 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات |أسئلة الحديث

السؤال: ما معنى الرفيق الأعلى في قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين جاءته المنية ؟
الجواب: خلاصة الجواب أن الرفيق الأعلى هم الأنبياء الذي استقرّت أرواحهم في أعلى عليّين، فهم منعّمون بأرواحهم في الرفيق الأعلى ، وأجسادهم في الأرض لا تبلى؛ فإنّ الله قد حرّم على الأرض أجساد الأنبياء.
قال النووي رحمه الله: (الصحيح الذي عليه الجمهور أن الرفيق الأعلى الأنبياء الساكنون أعلى عليين).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 صفر 1437هـ/5-12-2015م, 11:16 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

السؤال: هل الذنوب التي يغفرها الله للعبد يراها في صحيفته يوم القيامة ويُسأل عنها؟
الجواب: صحّ أن الله تعالى يكلّم كل واحد من عباده المؤمنين يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان؛ وورد أنه يقرّر عبده المؤمن بذنوبه؛ ثمّ يعفو عنه.
- ففي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- وفي الصحيحين أيضاً من حديث صفوان بن محرز المازني، قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده، إذ عرض رجل، فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟

فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين})).
فهذا هو العرض، أي عرض ذنوب العبد عليه، ومن المسلمين من يناقش الحساب، ومن نوقش الحساب عُذّب كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نوقش الحساب يوم القيامة عذب).
فمناقشة الحساب في نفسها عذاب، والعقوبة عليها عذاب.

وفي محو الذنوب التي تاب منها العبد أو أتبعها حسنات قولان للعلماء:
القول الأول: أنها تمحى بمعنى إبطال أثرها، لكنه يجدها في صحيفة أعماله يوم القيامة ويقرره الله بذنوبه وإن كانت صغائر كما قال الله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، وقال تعالى: {يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيد}.

وهذا قول الحسن البصري، وجماعة من المفسرين.
- قال الحسن: (لو لم نَبكِ إلاَّ للحياء من ذلك المقام لكان ينبغي لنا أن نبكي). ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم.

والقول الآخر: أن الذنوب تمحى حقيقة كما دلّ عليه ظاهر قول الله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات}، وظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) وقوله: (ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا...) الحديث، وحديث لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة.

وهذا قول جماعة من العلماء، وهو أرجح القولين، وقد دلّ على صحته ظاهر قول الله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

فدلت الآيتان على أن هذا المجيء يوم القيامة ، وأن من أتى بالحسنات الخالصة فله الأمن التام، ومن جاء بالسيئات الخالصة فله الفزع والعذاب.
وقد دلت النصوص على أن من الناس من يأتي بحسنات وسيئات، وهؤلاء هم أهل الكبائر من المسلمين.
وقد دل على هذا المعنى حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُقالُ: اعرِضوا عليه صغارَ ذُنُوبِهِ. فتُعرضُ عليه، ويُخَبَّأُ عنه كبارُها، فيُقالُ: عملت يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا، وهو مُقرٌّ لا يُنكرُ، وهو مُشفِقٌ من الكبارِ، فيُقالُ: أعطُوهُ مكان كلِّ سيئةٍ عَمِلَها حسنةً. قال: فيقول: إنَّ لي ذنوباً ما أراها هَهُنا)).
قال أبو ذرٍّ: (فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَواجِذُهُ). رواه أحمد واللفظ له ومسلم وغيرهما.

وهذا الحديث اختلف أهل العلم في تفسيره والجمع بينه وبين النصوص الأخرى كما في قول الله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، وقوله تعالى: { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)} ، وقوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}

وقوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)}

والأقوال في الجمع بين هذه الآيات والأحاديث الخاصة ثلاثة أقوال:
القول الأول: الآيات خاصة بالكفار، لدلالة سياقها، ولدلالة النص في قول الله تعالى: {فلننبئنّ الذين كفروا بما عملوا}.
والقول الثاني: أنها في من أتى يوم القيام بشرّ لم يكفّر ولم يُمح، وإن كان من المسلمين، وأما من محيت عنه ذنوبه فلا تظهر له.
والقول الثالث: أنّ هذا حكم عامّ يُخصّ منه ما ورد في النصوص من المحو لبعض المؤمنين دون بعض، وأن ذلك موقوف على مشيئة الله تعالى فإن شاء الله قرر عبده المؤمن بذنوبه كلها، وإن شاء قرره ببعضها، وهذا أرجح الأقوال وبه تجتمع دلالات النصوص.

وفي صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».




والله تعالى أعلم.


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 صفر 1437هـ/7-12-2015م, 05:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات |أسئلة الفقه

السؤال: كيف أُطعم مسكينا ؟ هل العمّال من المساكين؟
الجواب: العامل الذي يضطر للعمل في مهن وضيعة عند الناس أو في عمل شاق وأجر قليل لا يكفي لسدّ حاجته؛ فهذا من دلائل حاجته وفقره لأنه لولا الاضطرار لما قبل العمل في تلك المهنة؛
فيعدّ من المساكين، ومجرد العمل لا يخرج العامل من وصف المسكنة إذا كان ما يجنيه لا يكفي حاجته ، وقد قال الله عليها: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} ، فسماهم مساكين وهم يعملون.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 صفر 1437هـ/7-12-2015م, 05:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات |

السؤال: ما هي أوقات صلاة الاستخارة؟ وكيف أعرف نتيجة الاستخارة؟
الجواب: وقت الاستخارة متعلّق بالحاجة إليها لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا همّ أحدكم بالأمر"؛ فإن كان في غير وقت نهي عن الصلاة فيستحبّ أن يصلي ركعتين؛ ثم يدعو بدعاء الاستخارة كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في الصحيح.
وإن دعا دون صلاة فلا حرج ؛ وقد ورد الحث على دعاء الاستخارة من غير ذكر الصلاة من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
وتعرف نتيجة الاستخارة بصحّة الدعاء واتّباع الهدى؛ فإذا كان الدعاء من قلب مؤمن مخلص وكان متّبعا للسنّة في دعائه وفيما يتعلّق بأمر استخارته؛ بحيث لا يستخير في أمر فيه إثم ولا قطيعة رحم؛ ويبذل ما يستطيع من الأسباب المشروعة؛ فإنّ دعاءه يستجاب بإذن الله تعالى، وما يقدّره الله له بعد ذلك فهو الخيرة له؛ فليرض بذلك وليحسن الظنّ بالله، وكلما كان العبد أحسن ظنّا بالله وأكثر يقينا كان نصيبه من الخيرة أعظم.

السؤال: هل صلاة الاستخارة من ذوات الأسباب؟ وهل يجوز أن تصلى في وقت النهي؟ وهل في المسألة خلاف؟
الجواب: نعم في المسألة خلاف على ثلاثة أقوال؛ فقالت طائفة من الفقهاء بالمنع مطلقاً، وهو رواية عن الإمام أحمد، وقال به بعض الحنابلة والشافعية.
وقالت طائفة من الفقهاء بالجواز مطلقاً لذوات الأسباب ومنها صلاة الاستخارة على خلاف في اعتبارها من ذوات الأسباب.
والقول الثالث: إذا كانت الاستخارة في أمر يمكن تأخيره إلى وقت إباحة الصلاة؛ فيجب تأخيرها وإن كانت في أمر يفوت إذا أخّرت الصلاة جاز أداء صلاة الاستخارة في وقت النهي، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عثيمين.
وقد سبق بيان أن الاستخارة تصحّ بالدعاء، ولو لم يكن معها صلاة.
وينظر هذا الرابط:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3&postcount=92


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 صفر 1437هـ/11-12-2015م, 01:16 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الوصايا | وصايا زيد بن أسلم

هو الإمام التابعيّ الجليل زيد بن أسلم العدوي؛ أخذ العلم عن عبد الله بن عمر وجابر وأنس وسلمة بن الأكوع وغيرهم.
ومن تلاميذه: الإمام مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وغيرهم.
من وصاياه:
1: قال زيد بن أسلم: استغن بالله عمن سواه ولا يكونن أحد أغنى منك بالله، ولا يكن أحد أفقر إليه منك، ولا تشغلنك نعم الله على العباد عن نعمته عليك، ولا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك ولا تقنط العباد من رحمة الله وترجوها لنفسك.
2: روى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أنه كان يقول له: يا بني لا تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته.
3: قال الإمام مالك: كان زيد يحدث من تلقاء نفسه، فإذا سكت لا يجترئ عليه إنسان، وكان يقول: ابن آدم، اتق الله يحبك الناس وإن كرهوا.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 صفر 1437هـ/11-12-2015م, 01:56 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة التفسير

السؤال: ورد في تفسير قول الله تعالى: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) } حديث أنس قال: «بينما أبو بكر الصديق يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فرفع أبو بكر يده وقال: يا رسول الله إني لراء ما عملت من مثقال ذرة من شر، فقال: يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة»
هل هذا الحديث معناه أن جزاء ما عملت من سيئة في الدنيا أجده في الدنيا ، فما تصيبني من مصيبة أو ما أكره يكون جزاء ما عملت من مثقال ذرة شر؟ وجزاء ما عملت من حسنة يُوَفَّى إلىّ يوم القيامة؟

الجواب: هذا الحديث رواه ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في المعجم الأوسط وفي إسناده ضعف، لكن له شواهد تدلّ على ثبوت أصل الحديث وسؤال أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المسألة، منها حديث ابن عمر وحديث عبد الله بن عمرو ومراسيل أخرى جياد عن أبي بكر.

وأما جواب ما أشكل على السائل فبيانه أن الجزاء على الأعمال الصالحة والسيئة منه ما يعجل لصاحبه في الدنيا، ومنه ما يؤخر له فيوفَّاه في الآخرة ، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن ما يصيب المؤمن من مصيبة في نفسه أو أهله أو ماله حتى الشوكة يشاكها فهي مما يكفر به من سيئاته كما قال تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعف عن كثير}
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها ))
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حَزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )) .
وفي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وسنن الترمذي والنسائي من حديث محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما أنزلت { من يعمل سوءاً يجز به } بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارةٌ حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها )).
فما يصيب المسلم من مصيبة أو أذى فإنه كفارة له به من خطاياه، وما يعفو الله عنه أكثر ، وقد يبقى على العبد ذنوب يعذب بها في قبره فإن كفرت سيئاته وإلا عذب يوم القيامة حتى يستوفي جزاءه أو يتداركه الله برحمته فيعفو عنه.
ولذلك ندبنا إلى الاستغفار كما جاء في الحديث القدسي العظيم الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال: (( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم )).
وندبنا أيضاً إلى عمل الصالحات لتمحو السيئات التي تعرّض صاحبها للعذاب كما قال الله تعالى: { إن الحسنات يذهبن السيئات }
وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها )).
فالاستغفار وعمل الصالحات والصبر على المصائب كبيرها وصغيرها كل ذلك مما يمحو الله به السيئات ويرفع به الدرجات وترتفع به أسباب العذاب في الدنيا والآخرة.

وأما ثواب الأعمال الصالحة فقد يعجل بعضه للمؤمن في الدنيا كما جاء أن الاستغفار وصلة الرحم والصدقة من أسباب سعة الرزق، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، ومن يسر على معسر يسر الله له في الدنيا والآخرة، ومن حفظ الله حفظه الله في الدنيا والآخرة، وقد أثنى الله على من يقول: { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}
وما يدخره الله لعباده المؤمين من ثواب أعمالهم الصالحة خير وأبقى.
وأما تقدير مقدار العقوبة التي يعاقب عليها العبد وما يقابلها من الأعمال الصالحة التي تمحوها فعلمه عند الله عز وجل ، وقد ورد في بعض النصوص بيان لبعض الذنوب وبيان كفاراتها، ومن الذنوب كبائر ومنها ما يحبط الأعمال الصالحة، وهذه المسائل تدرس في موضعها في علم الجزاء.
وما ورد في الحديث من قوله: (فبمثاقيل الذر) أي باعتبار ما تتركب منه، كما يقال: الجبال من الحصى، والسيل من قطرات الماء ، وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه))
قال ابن مسعود: وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سواداً فأججوا ناراً وأنضجوا ما قذفوا فيها )).
نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 صفر 1437هـ/11-12-2015م, 02:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى السؤالات | أسئلة العقيدة


السؤال:
ما حكم التذمر من أحوال الطقس المختلفة؟
الجواب: إن كان على وجه التسخط والجزع من قدر الله ؛ فهذا محرم لا يجوز؛ ومن سعادة العبد رضاه بما قسم الله ، ومن ذلك ما قسمه لبلده فإن أقام فيها أقام على صبر ورضا، وإن انتقل منها لم يكن عليه في انتقاله حرج، أمّا أن يقيم فيها ويعترض على ما قسم الله؛ فهذا قد يشمله ما ورد في الحديث الصحيح من الوعيد بمحق البركة ؛ لما روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما من حديث أبي العلاء بن الشخير قال: حدثني أحد بني سليم ولا أحسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تبارك وتعالى يبتلي عبده بما أعطاه؛ فمن رضي بما قسم الله عز وجلّ له بارك الله له فيه ووسّعه، ومن لم يرض لم يبارك له).
وأما إن كان على وجه بيان الحال أو التأذي الطبعي كما يتأذى المرء بالألم يصيبه؛ فيشتكي منه ؛ فهذا لا بأس به، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وا رأساه) لألم أصابه في رأسه ، وقد روى البخاريّ الحديث في قصة ذكرها، وبوّب له: (باب قول المريض: إني وجع أو وا رأساه أو اشتد بي الوجع وقول أيوب عليه السلام: {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} ).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 ربيع الأول 1437هـ/15-12-2015م, 02:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى السؤالات | أسئلة علوم القرآن


السؤال: ما معنى أن القرآن حجة للمسلم أو عليه؟ وهل الذي لا يقرأ القرآن يكون حجة عليه ؟
الجواب: في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)
فالقرآن حجة لصاحبه الذي يعمل به كما في صحيح مسلم أيضاً من حديث النواس بن سمعان الكلابي قال: (سمعتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يقول: « يُؤتَى بِالقرآنِ يومَ القيامةِ وأهلِهِ الذِين كانوا يعملونَ به تقدمه سورةُ البقرة وآلُ عمرانَ ». وضربَ لهما رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ أمثالٍ ما نسيتُهُنَّ بَعْدُ قالَ: « كأنَّهما غمامتانِ أو ظُلَّتانِ سَوْدَاوانِ بينهما شرقٌ أوْ كأنهمَا حِزْقَانِ منْ طيرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عن صاحبهما » ).
وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) الحديث.

وأما كونه حجة على العبد فلأجل أن من قرأه ولم يعمل به فقد قامت عليه الحجة بذلك ، فهو قد عرف ما نهى الله عنه وحذر منه وأنذر ومع ذلك اقتحم المحرمات وأورد نفسه المهالك والعياذ بالله
وفي مصنف بن أبي شيبة والمعجم الكبير للطبراني من عدة طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار)
وعنه أيضاً أنه قال: ( يجئ القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه فيكون قائدا إلى الجنة ، ويشهد عليه فيكون سائقا له إلى النار). رواه ابن أبي شيبة والدارمي وفي إسناده عاصم بن أبي النجود فيه لين، والمعنى صحيح.
ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى كما في قوله جل وعلا : {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ }. وغير ذلك من الآيات
ومن لم يقرأ القرآن وأعرض عنه فهو حجة عليه كما فسر به على أحد القولين قوله تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً}.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1437هـ/15-12-2015م, 03:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

إن رُمت أسباب الهدى = وبلوغ مرتبة اليقين
فاتْل الكتاب بخشية = وإنابةٍ كالمخبتين
واهتدْ بهدي محمدٍ = واقرأ رياض الصالحين
واقرأ من السِّير التي = تهدي طريق السالكين
واشدد ركابك مثلهم = واقتدْ بسير السائرين
واذكر مماتك واحترز = من كيد شيطان لعين
واعمل لنفسك صالحاً = فلنعم أجر العاملين


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 ربيع الأول 1437هـ/18-12-2015م, 02:38 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

تنبيه في مسألة تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه أما بعد:
فقد شاع في كتب السير أن النبي صلى الله عليه وسلم توفيّ في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة للهجرة.
ومسألة تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فيها مواضع إجماع ، ومواضع خلاف ينبغي تبيينها:
فأمّا الإجماع: فهو على أن النبي صلى الله عليه وسلم توفّي يوم الإثنين، في شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر بعد الهجرة.
والخلاف هو في تاريخ ذلك اليوم هل هو الثاني عشر أو غيره؟
قال ابن عبد البر: (لا خلاف أنه ولد يوم الاثنين بمكة في ربيع الأول عام الفيل ،وأن يوم الاثنين أول يوم أوحى الله إليه فيه، وأنه قدم المدينة في ربيع الأول، قال ابن إسحاق: (وهو ابن ثلاث وخمسين سنة)، وأنه توفي يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة صلى الله عليه وسلم).
وقال النووي: (واتفقوا أنه ولد يوم الإثنين في شهر ربيع الأول، وتوفي يوم الإثنين من شهر ربيع الأول).
وقال السهيلي في الروض الأنف وهو من أجلّ كتب السيرة: (واتفقوا أنه توفي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين إلا شيئًا ذكره ابن قتيبة في المعارف (الأربعاء).
قالوا كلهم: (وفي ربيعٍ الأول) غير أنهم قالوا أو قال أكثرهم: (في الثاني عشر من ربيعٍ) ولا يصحُّ أن يكون توفي صلى الله عليه وسلم إلا في الثاني من الشهر أو الثالث عشر أو الرابع عشر أو الخامس عشر لإجماع المسلمين على أن وقفة عرفة في حجة الوداع كانت يوم الجمعة وهو التاسع من ذي الحجة فدخل ذو الحجة يوم الخميس؛ فكان المحرم إما الجمعة وإما السبت:
-فإن كان الجمعة فقد كان صفرٌ إما السبت وإما الأحد.
-فإن كان السبت فقد كان ربيعٌ الأحد أو الاثنين.
وكيفما دارت الحال على هذا الحساب فلم يكن الثاني عشر من ربيعٍ يوم الاثنين بوجه ولا الأربعاء أيضًا كما قال القتبي وذكر الطبري عن ابن الكلبي وأبي مخنفٍ أنه توفي في الثاني من ربيعٍ الأول وهذا القول وإن كان خلاف أهل الجمهور فإنه لا يبعد إن كانت الثلاثة الأشهر التي قبله كلها من تسعةٍ وعشرين فتدبره فإنه صحيحٌ ولم أر أحدًا تفطن له وقد رأيت للخوارزمي أنه توفي عليه السلام في أول يومٍ من ربيعٍ الأول وهذا أقرب في القياس بما ذكر الطبري عن ابن الكلبي وأبي مخنفٍ)ا.هـ.
قلت: اقتراض أن الأشهر الثلاثة كلها من تسعة وعشرين بعيد، والأقرب أنه يوم الإثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول فإن التصحيف من الثاني والعشرين إلى الثاني عشر وارد.
وذلك أنه بناء على المعهود من الحساب إما أن يكون شهر صفر ثلاثين يوماً فيكون يوم الإثنين هو تمام الثلاثين من تلك السنة، وإما أن يكون تسعة وعشرين يوماً، ويكون يوم الإثنين غرة شهر ربيع الأول ، ويكون الثاني والعشرين موافقاً ليوم الإثنين، والله تعالى أعلم.
وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وعمره ثلاث وستون.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 ربيع الأول 1437هـ/28-12-2015م, 02:23 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة علم السلوك

السؤال: يا شيخ أفدني أفادك الله ونجاك من كربات الدنيا والآخرة، أنا في بلاء منذ ١٢ سنة، أثر علي كثيرا، وفي كل سنة يزداد وهذا العام ١٤٣٦ تناهى كثيرا، وبدأت أرقي نفسي لكن لا أشعر بتحسن كثير ، بدأت استغيث الله في دعائي وادعوه دعاء المضطر، وأشعر أن كل خلية في جسمي تشاركني هذا الاضطرار، أجثو وأدعو وأبكي، أرجو الفرج.
الجواب: أوصيك بالصبر، وأن تعلم أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً، وأنّ الله تعالى لا يديم البلاء على عبده، وأن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن اشتداد البلاء مع ملازمة التقوى دليل على قرب الفرج ورفعة المتّقي.
وينبغي للمبتلى أن يحرص على الصبر والتقوى، فبذلك يكون من أهل الإحسان كما قال الله تعالى: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} .
والإحسان أعلى مراتب الدين، والصابر المتّقي لا يضرّه كيد عدوّه شيئا مهما بلغ، وقد قال الله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا}.
وليعلم المؤمن أن كل قضاء قضي عليه فإنّ الله تعالى قادر على أن يجعل عاقبته خيراً، والله تعالى يحكم لا معقّب لحكمه، وعواقب الأمور إليه وحده هو الذي يصرّفها كيف يشاء؛ فيجعل العاقبة حسنة لمن أراد، ويجعلها سيئة لمن يشاء، كما قال الله تعالى: {وإلى الله عاقبة الأمور}.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسم : ( وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً).
وينبغي أن يحذر المبتلى من ثلاث آفات عظيمة:
1: الاستعجال، فيترك الصبر من شدة استعجال الفرج؛ فيفضي به ذلك إلى التسخّط والجزع أو الاعتراض على قضاء الله وقدره.
والاستعجال آفة خطيرة، وليس للصبر غاية دون حكم الله تعالى؛ فينبغي للمؤمن أن يوطّن نفسه للصبر حتى يحكم الله؛ كما قال الله تعالى: {واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين}.
وإيمان المؤمن بأنّ الله خير الحاكمين يطمئنه بأن عاقبة ما هو فيه من البلاء ستكون خيراً له، وأنّ حكم الله له خير له ما دام قائما بواجب الإيمان والتقوى.
2: طلب رفع البلاء بمخالفة هدى الله تعالى؛ وهذه من أخطر الآفات؛ وصاحبها خارق للتقوى في بلائه؛ معرّض نفسه للفتنة والعذاب الأليم والضلال عن سلوك سبيل الهداية؛ وقد قال الله تعالى: {وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتّقون}، وقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
3: أن يعمل عمل السوء في زمن البلاء؛ فمن مقاصد الابتلاء أن يتضرّع العبد إلى ربّه ويتوب إليه ويزداد صلاحا وتقربا إلى الله تعالى، وليس بلاؤه عذراً له أن يعمل ما يشاء من السيئات، كما يتصوّره بعض الجهلة؛ فيتقحّم الذنوب، وينتهك الحرمات، ويظنّ أن له عند الله أجراً عظيماً بما أصابه من البلاء بحيث لا تضره تلك المعاصي، وهذا من الجهل الخطير والداء الدوي، وقد قال النعمان بن بشير رضي الله عنه: "إن الهلكة كل الهلكة أن تعمل عمل السوء في زمان البلاء" رواه ابن أبي شيبة.
ومن كان ضعيف الصبر فليتصبّر ؛ ( ومن يتصبّر يصبّره الله)، وليتجنّب مع ذلك ما يهيّج على السخط والجزع، من كثرة التفكير فيما يسوؤه، والموازنة بين حاله وحال من عوفي من هذا البلاء، وتعظيم شأن الدنيا في قلبه.
وإذا اشتدّ البلاء فتضرّع إلى الله أن ينزل عليك السكينة، وأن يلهمك الصبر والرضا، وأن يؤيّدك بروح منه، (ومن يؤمن بالله يهد قلبه).
ومهما بلغ بالمؤمن من البلاء فيجب أن يكون حسن الظنّ بالله تعالى، وعلى يقين بأنّ الله تعالى لا يخلف وعده، ولا يردّ من أناب إليه، والله عند ظنّ عبده؛ فمن أحسن الظنّ بربّه وجد خيراً، و( إن تصدق الله يصدقك).
وأوصيك بالاطلاع على هذا الموضوع:
http://jamharah.net/showpost.php?p=121705&postcount=4
أسأل الله تعالى برحمته ورأفته أن ينزل عليك السكينة، وأن يرفع عنك البلاء، وأن يعطيك حتى يرضيك، وأن يحييك حياة طيّبة، ويكتب لك العاقبة الحسنة، والرفعة في الدنيا والآخرة.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 6 شوال 1437هـ/11-07-2016م, 07:48 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

الغلاء شر عام وتقديره حكمة دائرة بين العقوبة والابتلاء:
‏- وترفع العقوبة بالتوبة والاستغفار.
‏- ويدفع شرّ البلاء بالصبر والتقوى.
‏⁧
البلاء العامّ فتنة وأسعد الناس من يزيده هذا البلاء إيمانا وتوكلا على الله ؛ ويحرص على اتباع هداه حتى ينجو من شر هذا البلاء وضرره ، بل ينقلب هذا البلاء في حقه نعمة ومنحة ؛ وتكون على غيره ضرر وشدة.
تأملوا قول الله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 6 شوال 1437هـ/11-07-2016م, 07:50 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

* من أراد الهداية فعليه بفهم القرآن؛ {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}؛ فهو يهدي للتي هي أقوم في كل شيء، في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك، وسائر ما يحتاج المسلم فيه إلى الهداية.
* ومن أراد الرحمة فعليه باتّباع القرآن: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون}
ولله ما أعظم الرحمات التي يفوز بها متبع القرآن!
وأوّل تلك الرحمات نجاته من العقوبات والآفات التي تصيب من خالف هدى القرآن، وأعلاها أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصّته.
* ومن أراد العلم فعليه بتدبر القرآن، فهو جامع لأنواع العلوم النافعة، والهدايات الجليلة، والوصايا الحكيمة، والبصائر والبشارات، والتنبيهات والتحذيرات، وفيه تفصيل كلّ شيء.
وقد أحسن ابن القيّم رحمه الله إذْ قال:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآن


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 6 شوال 1437هـ/11-07-2016م, 09:56 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليس في القرآن لفظ إلا مقرون بما يبين به المراد، ومن غلط في فهم القرآن؛ فمن قصوره أو تقصيره).
القصور: هو ضعف مرتبة الإنسان في العلم.
والتقصير: التفريط في تدبّر القرآن وتفهّمه.

وقال ابن تيمية أيضاً:
(كثير من المنتسبين إلى العلم يُبتلى بالكِبْر كما يُبتلى كثيرٌ من أهل العبادة بالشرك، ولهذا فإن آفة العلم الكِبْر، وآفة العبادة الرياء، وهؤلاء يُحْرَمون حقيقة العلم؛ كما قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}.
قال أبو قِلابة: منع قلوبَهم فهم القرآن.
ولهذا كان الكِبْر كثيرًا في اليهود وأشباه اليهود الذين يعلمون الحقَّ ولا يتبعونه.
والشرك كثير في النصارى وأشباه النصارى الذين يعملون ويعبدون بغير علم.
والمهتدون هم الذين يعلمون الحق ويعملون به كما قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 6 شوال 1437هـ/11-07-2016م, 10:28 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
قال سفيان بن عيينة:
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تُعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل»
رواه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 7 شوال 1437هـ/12-07-2016م, 03:51 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

كان الربيع بن خثيم يقول لمن يأتيه يسأله:
اتق الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله الى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، وما خيركم اليوم بخير، ولكنه خير من آخر شر منه، وما تتبعون الخير حق اتباعه، وما تفرون من الشرّ حق فرارة، ولا كل ما تقرؤون تدرون ما هو.
ثم يقول: السرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهن لله تعالى بواد، والتمسوا دواءهن.
ثم يقول: وما دواءهن إلّا أن تتوب ثم لا تعود.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 7 شوال 1437هـ/12-07-2016م, 03:56 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى السؤالات

السؤال: كيف نجمع بين العفو عن حديث النفس والمحاسبة على بعض الأعمال القلبية؟
الجواب:
الأعمال الباطنة على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: حديث النفس؛ من الخواطر ووسوسة النفس ونحوها مما لم ينعقد عليه القلب ولم يترتّب عليه عمل، وهذا معفوّ عنه، لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به» متفق عليه، وفي رواية عند أحمد: «إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عن كل شيء حدثت به أنفسها، ما لم تكلم به، أو تعمل به»
والنوع الثاني: الهمّ بالفعل؛ فمن همّ بحسنة ولم يعملها لعارض كتبت له حسنة، ومن همّ بسيئة ثم تركها لله كتبت له حسنة، ومن همّ بسيئة وعملها كتبت عليه سيئة؛ لما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه عز وجل قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة».
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله عز وجل: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل، فإذا عملها، فأنا أكتبها بعشر أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة، فأنا أغفرها له ما لم يعملها، فإذا عملها، فأنا أكتبها له بمثلها " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قالت الملائكة: رب، ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جراي " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله»
والنوع الثالث: عمل القلب، ويكون منه عمل صالح كمحبة الله تعالى وخشيته ورجائه والتوكل عليه، وتمنّي عمل الطاعة، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومحبة المؤمنين، ومحبة الخير لهم، ويكون منه أعمال محرمة كالظنّ السيء والحسد والحقد والغلّ ومحبّة الكفار ومحبة المعاصي وتمنّي عمل المعصية، فهذا النوع محاسب عليه العبد؛ لأنّه عمل انعقد عليه القلب، وقد قال الله تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}، وفي المؤاخذة على أعمال القلوب أدلة كثيرة.
والفرق بين عمل القلب والهمّ بالفعل؛ أنّ الهمّ بالفعل ناتج عن وسوسة أو حديث نفس لكن لا يصل إلى فعل المعصية بمجرّد ذلك؛ بخلاف عمل القلب الذي انعقد عليه، ونتج عنه محبته وعمله بقلبه، وفي الحديث: (القلب يزني وزنا القلب التمنّي).
وبيان الفرق بين الهمّ بالسيئة الذي يعفى عنه وبين العمل القلبي السيئ الذي يؤاخذ به العبد أن العمل منه عمل قلبي باطن ، وعمل ظاهر بالجوارح، فالهمّ بالعمل الظاهر لا يعدّ عملاً حتى يعمل به العبد أو يتكلم؛ وأمّا العمل القلبي فهو عمل وليس همّا بالعمل، ولذلك يؤاخذ به العبد، وقد قال الله تعالى: {ولكن يؤاخذ بما كسبت قلوبكم}.
ومن الأمثلة التي توضّح الفرق بينهما:
1. الحسد حقيقته تمنّي زوال النعمة عن المحسود؛ فمن قام بقلبه هذا التمنّي فقد حسد ولو لم يتكلم بذلك، ولو لم يعمل ما يضرّ بالمحسود من كيد أو نحوه، ومن حدّثته نفسه بالحسد فنهى النفس عن هواها وعمل بخلاف مقتضى داعي هوى النفس؛ فقد برئ من الحسد وأثيب على ترك داعي الهوى.
2. ومن همّ أن يكذب ثمّ ترك ذلك خوفاً من الله أو طلبا لثوابه فإنّه لا يعدّ كاذباً بمجرّد ذلك الهمّ؛ بل يثاب على تركه الكذب لله تعالى.
3. ومن همّ أن يتناول مفطّر في نهار رمضان ثمّ ترك ذلك لله تعالى صحّ صومه وأثيب على تركه داعي الهوى للمعصية، بخلاف الذي ينوي قطع الصيام فإنّه يفطر ولو لم يتناول مفطّراً؛ لأن حقيقة الصيام هو الإمساك عن المفطّرات بنية من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس؛ فإذا قطع هذه النيّة ونوى الفطر فإنّه يعدّ مفطراً ولو لم يذق مفطّراً من المفطّرات.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 شوال 1437هـ/13-07-2016م, 02:55 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | الأجوبة المختصرة على بعض أسئلة التفسير (1)

س1: من كان لديه عدة مصاحف في البيت ولكن يقرأ من واحد فقط؛ فهل يعد عدم القراءة من المصاحف الأخرى هجر لها؟
الجواب: ليس بهجر، واقتناء عدد من المصاحف لمقاصد حسنة مما يثاب عليه؛ كأن يعدّها للإهداء أو لمن يطلبها ممن يزوره، أو لفائدة علمية.

س2: ما حكم الوقوف على ( ثَمَّ ) في قوله تعالى: { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً }؟
الجواب: فيه خلاف؛ نُقل عن ابن قتيبة أنه وقف تام، ورجّح أبو عمرو الداني عدم الوقف لأن (رأيت) الثانية جواب (إذا) فلا يتم الكلام دونها.

س3: كيف أساعد طالباتي على تدبر القرآن؟ يتنافسن في الحفظ لكن دون تدبر.
الجواب: استثيري التدبر لديهن بالأسئلة والأمثلة والقصص المؤثرة التي لها صلة بالتدبر حتى يدركن نفعه ويتدربن عليه.

س4: هل تفسير الجلالين صحيح وموثوق ؟
الجواب: تفسير الجلالين من التفاسير المختصرة القيّمة وهو حسن التلخيص، وفيه أخطاء في تأويل بعض آيات الاعتقاد، وفي غيرها، نبّه عليها العلماء، وممن تعقّبه: الشيخ عبد الرزاق عفيفي في تعليقته على الجلالين، والخميس في "أنوار الهلالين"، والقاضي كنعان في "قرة العينين"

س5: حديث الماهر بالقرآن هل هو العالم بالتجويد والمعنى؟ والذي يتتعتع فيه أي العامي الذي لا يعلم التجويد والمعنى ؟ وضح ذلك جزيتم خيراً
الجواب: الماهر بالقرآن هو الذي يقرأ القرآن قراءة حسنة مجودة من غير تكلف مع إيمانه به وعمله بما يعلم منه، ولا يشترط أن يكون مفسِّراً.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 8 شوال 1437هـ/13-07-2016م, 02:57 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | أسباب زيادة الإيمان


قال الله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا)، وقال: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم)
وقال: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليما)، وقال: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قالت الملائكة: رب، ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جراي).
يزداد الإيمان بأمور منها:
1. ازدياد علم المؤمن بما أخبر الله به وبما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فكلما علم أمرا صحيحا صدّق به فازداد بتصديقه إيمانا
2. وازدياد تفكّره وتفهّمه وتبصّره بهدى الله تعالى.
3: وازدياد ما يقوم بقلبه من العبادات القلبية العظيمة كالمحبة والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة والرغبة والرهبة وغيرها وهي عبادات يتفاضل فيها المؤمنون كثيرا.
4: وازدياد العبادات القولية من الذكر وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول الحسن للناس احتسابا.
5: وازدياد العبادات العملية من الصلاة والصدقة والصيام والعمرة والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وفعل الخيرات.
6: ويزداد بالكف عن المحرمات عند وجود داعي الهوى والفتنة.
7: ويزداد بالتوبة والإنابة بعد فعل الذنب.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 9 شوال 1437هـ/14-07-2016م, 03:34 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) }
ولن نجد لأداوائنا أحسن من الشفاء الذي يأتينا من ربّنا الذي خلقنا ولم نك من قبل شيئاً، وأبدع تفاصيل خلقنا، وعلم دقائق شؤون أنفسنا، وما يعترضها من الآفات، وما تحتاجه ليتمَّ لها الشفاء.
وجعل مع هذا الشفاء هدى نهتدي به، ورحمة نتفيّؤها ونحيا بها، وموعظة ننتهي بها عن أسباب الشقاء وما يوردنا المهالك، فمن اتّعظ بمواعظ الله، واتّبع هداه، وقَبِل رحمته واستعدّ لشفاء ما في صدره؛ فقد تمّ له فرحه، وانشرح صدره، واطمأنّ قلبه، وقرّت عينه، وطابت حياته، {قل بفضل الله وبرحمته} قدّم الجارّ والمجرور لإفادة التعظيم المشعر بالحصر، وأكّد ذلك بقوله: {فبذلك فليفرحوا} فهو أحقّ ما يفرح به.
فمن وجد هذا الفرَح الإيمانيّ في نفسه فهو في خير عظيم، وعلى هدى مستقيم.
ومن قلّ نصيبه منه فليراجع نصيبه من الأسباب الأربعة؛ فتقصيره فيها هو الذي أورثه ضعف الفرح، واضمحلال البهجة، واستيلاء الخوف والحزن عليه.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 11 شوال 1437هـ/16-07-2016م, 01:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | الأجوبة المختصرة على بعض أسئلة التفسير (2)


س6: كيف أتعلم التفسير؟ وكيف أتعمق فيه بارك الله فيكم؟
الجواب: تدرس تفسيراً مختصراً تاما بتفهم، وتراجع شيخاً متقنا فيما يشكل عليك، ثم تقرأ تفسيرا أوسع منه وهكذا، وتقرأ أيضاً بتدرّج في كتب علوم القرآن وأصول التفسير ، مع أهمية التدرب على استخلاص المسائل التفسيرية ، وجمع الأقوال وتحريرها تحت إشراف علمي من شيخ متقن، وتصبر على ذلك مدة من الزمن حتى تصل إلى مرحلة المتقدمين بإذن الله تعالى.

س7: لم قدمت صفة العزيز على الحكيم في كثير من الآيات في سور القرآن الكريم؟
الجواب: الله أعلم، ومن الأوجه المذكورة في ذلك: مناسبة المعنى فالحُكم مترتب على العزّة؛ عَزّ فَحَكم.
واسم الحكيم فسّر بثلاثة معانٍ: الحاكم ، والمُحكِم، وذو الحكمة، وكلها مما يدلّ عليه لفظ "الحكيم" والعزة متقدّمة من جهة المعنى.

س8: ما الحكمة من تسميه بعض سور القران بأسماء أنبياء مع أن ذكر اسم نبي تقريبا أقل من الأنبياء الآخرين مثل سوره هود ويونس؟
الجواب: أما هود فقيل لتكرر اسمه فيها خمس مرات، ولم تسمّ باسم نوح مع طول قصته فيها، وذلك لإفراد سورة تامة أخرى في قصته، وفي هذه المسألة أقوال أخرى
وأمّا سورة يونس؛ فذكر ابن عاشور أن ذلك (لانفرادها بذكر خصوصية لقوم يونس) وهذه الخصوصية يراد التنبيه عليها في مقاصد السورة.

س9: ما هي أقوال العلماء في الحروف المتقطعة في بداية السور ، كـ ( آلـم ، طهَ ، حم? ) ؟
الجواب: ينظر هنا http://jamharah.net/showthread.php?t=19806

س10: هل أهل الأعراف من أمة محمد لأن الله عز وجل يأذن لهم بطلب الشفاعة والذي يشفع لهم هو نبينا محمد بحسب تفسير ابن كثير؟
الجواب: هذا قول مقاتل بن سليمان، ولا يصح ، وفي الآية أقوال أخرى.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 11 شوال 1437هـ/16-07-2016م, 01:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
مما يعين المؤمن على اجتياز المحنة بسلام:
- التوكل على الله وحسن الظن به.
- الاستغفار وتجديد التوبة.
- كثرة التسبيح.
- فقه مقصد الابتلاء.
- قصد الانتفاع من تلك المحنة فيما يقرّب إلى الله وينفع العبد؛ فالابتلاءات التي يغتمّ لها العبد تتحوّل إلى خير عظيم إذا اهتدى العبد إلى التصرّف الحسن فيها.
- السكينة السكينة؛ فالانزعاج والانقباض والتوتر لا يجلب خيراً ولا يدفع شراً.
- النظر إلى مواضع المنح في تلك المحنة.
وليعلم المؤمن أنّ الله مع المؤمنين، ولن يخذل الله عبدا اتّبع هداه، وأن الله لا يديم البلاء على عبده، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا، وأنّ عاقبة المتّقي حسنة مهما نزل به من البلاء.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 13 شوال 1437هـ/18-07-2016م, 12:13 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

- قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه.هدى للمتقين}
مجيء هذه الآية في أوّل المصحف بعد الفاتحة التي فيها سؤال الهداية تنبيه على تضمن القرآن لبيان الهداية التي يسألها المؤمنون في كلّ ركعة من صلواتهم؛ وترغيب في تعرّفه والتبصّر به والاهتداء بهداه.

- من أراد أن تحسن صحبة القرآن له في الآخرة فليحسن صحبته في الدنيا.

- من قدّم القرآنَ قدّمه الله. وتقديمه إنما يكون بتلاوته، واتّباع هداه، وتفضيله على ما سواه.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 13 شوال 1437هـ/18-07-2016م, 12:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | التأصيل العلمي

العجلة في طلب العلم من أعظم الآفات التي تقطع على الطلاب مواصلة طريق الطلب؛ وتحول بينهم وبين التدرج في طلبه كما ينبغي، فيضيع عليهم من الوقت أضعاف ما أردوا اختصاره.
ولا يختصر طالب العلم طريقَ الطلب بأحسن من طلبه على وجهه الصحيح، ودراسته دراسة متقنة متأنّية، بتدرّج وترفّق تحت إشراف علمي من غير تعجل ولا مكاثرة.
ومن أسباب العجلة في طلب العلم:
- ضعف الصبر على تحمّل مشقّة طلب العلم.
- وضعف البصيرة بطول طريقه.
- وإيثار الثمرة العاجلة من التصدّر والرياسة به على حقيقة تحصيل العلم النافع والانتفاع به.
- والاغترار بالذكاء والحفظ السريع؛ فيستعجل تصوّر المسائل والحكم فيها باطّلاع قاصر، وأدوات ناقصة، ويكثر على نفسه من المسائل بما لا يمكنه إتقان دراستها على وجه صحيح؛ فيقع في فهمه لمسائل العلم خطأ كثير، واضطراب كبير.
فمن وجد في نفسه عجَلة مذمومة؛ فليبارد إلى معاجلة أسبابها، وليتبصّر بطريقة أهل العلم في تحصيله، وصبرهم على سلوك سبيله.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 08:48 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد

الانهماك في الوسيلة قد يكون سبباً للحرمان من الوصول للغاية.
مما ينبغي أن يُتنبّه له أنّ الانهماك في الوسيلة قد يكون سبباً للحرمان من الوصول للغاية، ولذلك أمثلة كثيرة:
منها: أن طالب العلم قد ينهمك في تعلّم علوم الآلة حتى ينشغل بها عن علوم المقاصد، وهو إنما أراد دراسة علوم الآلة ليستعين بها على فهم علوم المقاصد.
فلو أن طالب علم أراد دراسة أشعار العرب التي يحتجّ بها في اللغة ليستعين بها على معرفة التفسير وشرح الحديث لكنّه انهمك فيها وتوسّع جدّا في دراستها حتى انشغل بها عن دراسة التفسير والتفقه في الحديث؛ فإنّه قد يحرم بسبب هذا الإفراط في الوسيلة وافتتانه بها من الغاية التي أرادها بتعلّمها أصلاً.
ومنها: أن بعض طلاب العلم ينشغل بالتجارة يريد بذلك أن يكسب ما يكفيه للتفرّغ لطلب العلم؛ لكنه ما إن يلج هذا الميدان حتى يفتتن به ويتوسع في طلب المكاسب حتى يضيع الغاية التي كان يريد الوصول إليها.
ومن أخطر ذلك وأدقّه أن يشتغل العبد ببعض النوافل التي يحبّها ويألفها حتى يفرّط في بعض الفرائض التي أوجبها الله عز وجل وحرّم تضييعها والتفريط فيها، فيكون ذلك سبباً لحرمانه من بركة الوقت والعمل، نسأل الله السلامة والعافية، وأن يهدينا للتي هي أقوم، وأن يعيذنا من مضلات الفتن.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لمنتقى, الجامع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir