دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 شعبان 1439هـ/12-05-2018م, 06:23 PM
حسن محمد حجي حسن محمد حجي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 316
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
ج1: أولا: الكلام عن حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد من أهم المهمات وأوجب الواجبان ، فأصل إختبار البشر وابتلائهم في هذا الباب فمن نجح فيه أفلح وكل ما كان توحيد العبد أكمل كل ما كان إلى رضى ربه أقرب وعن سخطه أبعد ، وكل ما قصر في هذا الباب ابتعد وأبعد ،ومن أشرك بالله جل وعلا خسر دينه وآخرته ولا يقبل منه مثقال ذرة وإن تعبد الدهر كله لا يقبل منه شيء بل هو خالد مخلد في نار جهنم ، قال جل ذكره : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغقر ما دون ذلك لمن يشاء).
وبالتوحيد أرسل الرسل وأنزلة الكتب وأكرم الله أقواما وأهلك آخرين ، وأعد لأعله التوحيد ، وسعر لتاركيه السعير.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ورسالته عامة لجميع الخلق وهي باقية إلى يوم الدين ، ونحن نشهد بأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وبين التوحيد وحذر من الشرك ، وبين أسباب الموصلة إلى كمال الإخلاص وحذر من الأسباب الموصلة إلى الشرك ، وشدد على ضرورة المتابعة ونبه على خطورة البدعة ، حتى تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ، وبذل في ذلك نفسه وماله وداره وأوذي حتى في أهله ، ولم يفنه شيء عن إقامة التوحيد ومحاربة الشرك حتى نصره الله وفتح عليه ونشر التوحيد وهدم الشرك ، فقد حمى صلى الله عليه وسلم التوحيد مما يجانبه من الشرك وحتى من أسباب الشرك .
ثانيا: قال جل ذكر : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) ، فوصف الله تعالى نبيه الذي هو من العرب ويتكلم بلسانهم ويعرفون صدقه وأمانته وحبه للخير وحرصه على إيصاله للغير وشفقته ورحمته بأنه عزيز عليه عنتكم أي يشق عليه ويصعب الأمر الذي يشق على أمته ويعنتهم ، ووصفه الله تعالى بالرأفة والرحمة على أمته ، وأهم ما يسعد أمته ويبعدهم عن الشقاوة التوحيد وتعلق العباد بالخالق جل وعلا وحده دون ما سواه فالحب والتعظيم والإجلال والخوف والرجاء كله لله هكذا علم أمته صلى الله عليه وسلم ، وأن حب غير الله وبغضه إنما هو تابع لمحبة الله وبغض الله ، والأصل هو التعلق بالله وحده ، ولذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم حت من الغلو فيه صلى الله عليه وسلم وقطع حت الأسباب الموصلة إلى الغلو فيه كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (لا تجعلوا بيتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) فحرم صلى الله عليه وسلم جعل قبره عيدا وقصده في كل حين من أجل السلام عليه ، لأن ذلك يفضي ويوصل إلى تعظيمه تعظيما محرما موصلا إلى الشرك ، فكيف بمن يعبد الله عند القبور ، وكيف بمن عبد القبور ، والنصوص قطع أسباب الشرك كثيرة ، ولذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع شدة حبهم له لا يقصدون قبره للسلام ولا لغيره إلا ما ورد عن ابن عمر أنه كان إذا وصل من سفر سلم عليه وعلى صاحبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ابن عمر ولا غيره لا يعتادون زيارة قبر النبي صلى الله عليه.

س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
ج2: قال تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
وقال تعالى : (ألم تر إلى الذين أوتوا نيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )
وقال صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
وقال صلى الله عليه وسلم : (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال : (فمن ؟) أخرجاه.
فبين الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم حالهم من الشرك بالله تعالى ورضاهم به وتقديمهم له على التوحيد ، وأن الله غضب على اليهود لأنهم إتبعوا الباطل على علم ووصف النصارى بالضلال ومجانبتهم للطريق المستقيم كذلك وتعرضهم لغضب الله بسبب الجهل ، وليس هناك طريق أخطر من طريق الشرك والرضى به ، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتبع سنتهم وستحذو حذوهم وهو الصادق المصدوق فقد وقع ما قال وحصل مابه تنبأ ، فقد لحق فآم من أمته بالمشركين ورضوا بهم وناصروهم وأشركوا بالله جل وعلى ولحقوا باليهود والنصارى في تعظيم قبور المشركين ، فما أشبه مشركي زماننا بالنصارى إذ غالوا في الصالحين وعبدوهم ويرون أنفسهم مسلمين موحدين جهلا منهم ، وما أشبه علماء السوء باليهود الذين لا ينهون عن الشرك بل ويثنون على المشركين بل ويزوروا قبور الشرك ، ويحاربون دعاة التوحيد ويحذرون منهم ويحرضون عليهم ويتهمونهم فتفريق المسلمين وبأنهم تكفيرين وغير ذلك باعوا علمهم ودينهم من أجل عرض من الدنيا زائل ، نسأل الله أن يغفر لنا ويحفظنا من الشرك وأسبابه.

س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟
ج3 : الشيطان يئس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ييأس يئس عندما رأى توحيد الصحابة ونشرهم له وهدمهم للشرك فضعفت نفسه وضاق ذرعه واندحر كيده بالعلم والعمل الذي كان عليه جيل الصحابة ، ولم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يعبد الشيطان في جزيرة العرب بل أخبر عن حال الشيطان ووصفه في ذلك الحين ، وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن الشرك واقع في هذه الأمة فوقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، فلا تعالرض بين النصين .

س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.
ج4: السحر لغة : ماخفي ولطف سببه.
وشرعا: هو رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يؤثر في القلوب والأبدان يضر ويؤثر ويقتل حقيقة .
أنواع السحر :
1- أولا البيان لحديث (إن من البيان لسحرا) ، وهو يدخل في حقيقة السحر اللغوية من حيث الخفاء والتأثير ، فهو يؤثر في القلوب ، ويستطيع أن يقلب الحق باطلا ويشوهه ويقلب الباطل حقا ويزينه وهكذا وهو مذموم إلا أن يكون في نصرة الحق والدعوة ونحوه من طرق الخير ، ولا يأخذ حكم السحر الشرعي لأنه لا يدخل فيه استعانة بالشياطين ولا تقرب لهم .
2- العيافة: وهي مأخوذة من العياف أي الترك عاف الشيء يعافه تركه ولم تبغه نفسه ، وهو زجر الطير ثم يبني على حركته فعله إن رأى أنه طار إلى جهة يتفائل بها مضى في فعله وإن اتجه إلى جهة يتشائم بها رجع عن فعله ، وهذا يشبه السحر من حيث تعلق قلبه بمخلوق وضعف توكله على الخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
3- الطيرة : وهي بنفس معنى العيافة وأعم منها من حيث أن العيافة مختصة بالطير بينما الطيرة تعم الطير وغيره مما يتشائم أو يتفائل به الناس .
4- الطرق أو الخط أو الرمل هي بمعنى واحد وهي وضع خطوط وطرق في الأرض ثم يمسحها ويتكهن ويقرأ مابقي بها ويتنبأ بالغيب ويتكهن بأنه سيصير كذا وسيصيبك كذا وهو من الكهانة وهي من أنواع السحر لما فيه من ادعاء علم الغيب الذي استأثر الله بعلم والتعلق بالمخلوقين وضعف التعلق بالخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
والدليل على ماسبق قوله صلى الله عليه وسلم : (إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت) أي السحر.
5- التنجيم الذي هو علم التأثير واعتقاد تأثير النجوم في العالم السفلي سواء بنفسها أو جعلها سببا يدخل في أنواع السحر لتعلق العبد بغير الله جل وعلا ولضعف التوكل على الله ولجعل ماليس سببا شرعا سببا ولحديث : (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد).
6- عقد العقد والنفث فيها بتعاويذ يستعين فيها بالجن لحديث : (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك).
7- العضة : هي النميمة وهي مثل السحر من حيث التفريق بين الناس لحديث : (ألا هل أنبئكم ما العضة ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس ).

س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
ج5: ذهب بعضهم إلى أن الفرق بينهما ؛ أن الكهانة متعلقة بادعاء علم الغيب بما سيكون مستقبلا .
وأما العرافة فهي ادعاء علم الغيب بما كان سابقا لزمنها ولم يطلع عليه أحد .
والصحيح ما ذهب إليه إبن تيمية : أن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يدعون علم الغيب بهذه الطرق.
- حكم من أتى عرافا وسأله:
* إن كان من باب التأكد أنه عراف أو كاهن أو ساحر من باب إنكار المنكر فلا بأس به.
* وإن كان من باب الإطلاع ولم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما لحديث مسلم : (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما) يعني أنها مجزأة ولكن لا ثواب لها ذهب بثوابها إثم سؤال العراف.
* وإن صدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لحديث : (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
فذهب بعض أهل العلم إلى أنه كافر كفر أكبر.
وذهب بعضهم إلى التوقف القول بما ورد في نص الحديث أنه كافر ونتوقف ولا نقول أكبر ولا أصغر نكتفي بالنص .
وذهب البعض إلى أنه يكفر كفر أصغر وهذا هو الصحيح كما قال الشيخ صالح -حفظه الله- لما يلي :
أولا : للرواية التي استدل بها صاحب الكتاب : (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما) وهذا يدل على أنه لا زال مسلما مكلفا بأمور الشرع ولذلك فهو يصلي وليس له ثواب الصلاة أربعين يوما وبعدها يثاب وأما إن كفر كفر أكبر فلا تقبل له طاعة .
ثانيا : لأن فيه شبهة قد يقول هذا السائل للكاهن المصدق له أنا صدقته لأجلالنصوص التي تدل على أن مسترق السمع قد يوصل للكاهن بعض أخبار السماء فهذه سبهة يندفع بها تكفيره كفرا أكبر.
وهذا القول هو الذي يجمع بين النصوص.

س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
ج6: علم التنجيم ينقسم بمجمله إلى قسمين :
1- التنجيم المحرم ينقسم إلى قسمين :
أ- قسم من الناس جعلها آلهة تؤثر بنفسها في الخلق فعبدوها ، وهذا كفر أكبر مخرج من الملة ، مثل ما فعل قوم إبراهيم وغيرهم من عبدة الكواكب.
ب_ وقسم من الناس إستدل بحركة النجوم على ما سيحدث في الأرض مستقبلا وهذا العلم يسمى علم التأثير ، وصاحب هذا العلم يسمى منجم ، وهذا حكمه حكم الكاهن فهو كفر بالله تعالى كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى .
2- التنجيم الجائز وهو ما يسمى بعلم التسيير : وهو الإستدلال بحركة الكواكب على القبلة وأوقات العبادات وأوقات مصالح الناس من زراعة وغيرها ، وهذا حث عليه الشرع ورخص فيه وحكمه بحسب الحاجة إليه قد يكون واجبا كمعرفة أوقات العبادات وقد يكون مندوبا إذا فيه معونة للناس على معرفة أوقات الزرع ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه منه أو مباحا كمن يريد تعلمه من غير حاجه مثلا إذا كان غير مزارع واطلع على أوقات الزراعة عن طريق حركة الكواكب .
* مسألة : خطر التنجيم المحرم على عقائد المسلمين من وجوه :
الوجه الأول : أن نفوس البشر مجبولة على حب الإطلاع على الغيبيات وعلم الغيب مم اختص الله جل وعلا به ، ولذلك المنجمون يستغلون ذلك ويظهرون للناس أنهم يعلمون الغيب عن طريق علم النجوم وفي الحقيقة هم يستعينون بالشياطين على خداع الناس .
الوجه الثاني : أن النجوم ليست سببا شرعا لمعرفة علم التأثير أو علم الغيب لأن الله خلقها لثلاثة أشياء كما نص على ذلك ، خلقها رجوما للشياطين وزينة للسماء وعلامات يهتدى بها على الجهات والأوقات وغيرها مما يتعلق بعلم التسيير ، ففي جعل ماليس سببا سببا تعظيم وتعلق به وجعله لله شريكا في كونه.
الوجه الثالث : أن في التنجيم تعلق بالمنجم والنجوم وضعف تعلق بالله وضعف التوكل عليه وقد يصل به الأمر إلى صرف أنواع من العبادة للنجوم والمنجم .
الوجه الرابع : أن في علم التنجيم وأباجاد خداع للناس وتلبيس عليهم بأنه علم حقيقي وهو عبارة عن حسابات دقيقة لا تكهن فيها وبهذا خدع كثير من الناس وبذلوا أوقاتهم في علم التنجيم وقراءة الكتب المختصة في ذلك التي تخدع الناس ، مثال تجد أن صاحب برج الميزان يتبع الرقم سبعة وتجد في صفاته في كتبهم خمسين صفة تنصبق بعضها عليه وبعضها لا تنطبق فيصدق هذا المبتدء الصات التي تنطبق ويترك التيلا تنطبق وهذا حال عوام الناس إلى أن يصل في مرحلة إلى تحضير الجن وسؤالهم والتقرب إليهم .
الوجه الخامس : أن تصديق المنجم والذهاب إليه ترويج لشركه وتشجيع لباطله وصرف للناس عن الخالق جل جلاله وتعلق بمالا يضر ولا ينفع وهو تزين من الشيطان ليهلك الناس .

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.
ج7 : قال جل ذكره : (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
وقال زيد بن خالد رضي الله عنه : (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ما قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).
ففي الآية والحديث بين الله جل وعلا لنا خطر كفر النعمه وهو داخل في الشرك ، فعامة الشرك كفر بنعمة الله تعالى ، لأن الله هو الذي خلقنا ورزقنا وأكرمنا وأنعم علينا وحفظنا فهو الرب الذي ربانا بنعمة فلا يجوز صرف شكرها بذكر أ وعبادة إلا لله جل وعلا ، ولا يدخل في ذلك شكر من أسدى إليك معروفا لاعتقادك أنه سبب فقط وأن الله وحده هو المنعم وشكره من باب مكافأته ، وأما نسبة النعم إلى غير الله جل وعلا فهي كفر بالله خصوصا إذا لم يكن هذا المشكور سببا في إيجادها ، والله عز وجل لا يرضى بالشرك ولا يغفره لأنه تعالى هو المنعم المتفضل الذي بيده ملك كل شيء ولذلك الصحابة وهم خير القرون لم يسلموا من ذلك فغيرهم من باب أولى ، فقد إلتفت إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أوحى الله إليه وبين لهم بعد نزول المطر بالليل أنه أصبح منهم مؤمن بالله وكافر به وهم خير القرون فمن نسب المطر إلى النوء كافر بالله مؤمن بالكوكب ومن نسبه إلى الله كان مؤمنا بالله والله هو الرزاق جلل جلاله ولذلك قال تعالى لمن ينسب فضله إلى غيره (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) أي شكر الرزق والمطر والنعمة التي يعطيكم الله جل وعلا أنكم تنسبون نعمته إلى غيره من خلقه وهذا المخلوق مخلوق مثلكم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا يستطيع على فعل شيء من ربوبية الله ولو خلق ذبابة ولو استنقاذ شيء من أخذته الذبابة فكيف بما هو أعظم من ذلك ، ولا أحد أغير من الله فكيف لمخلوق ضعيف مثلنا أن يتجرأ على محارم الله فيهتكها والله جل وعلا هو من خلقه ورزقه وكفر النعمة من أكبر المعاصي بل قد يخرج من الملة ؛ فمن اعتقد أن غير الله له تأثير في الرزق وغيره من أمور الربوبية مما تفرد به الله جل وعلا فهو كافر كفر أكبر ، وأما من اعتقد أن ماليس سببا شرعا سببا في إيجاد الرزق والرازق هو الله فهذا كفر أصغر وأما من نسب الفضل لله جل وعلا فهو مؤمن بالله جل وعلا .

تمت بحمد الله وفضله.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 06:13 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
ج1: أولا: الكلام عن حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد من أهم المهمات وأوجب الواجبان ، فأصل إختبار البشر وابتلائهم في هذا الباب فمن نجح فيه أفلح وكل ما كان توحيد العبد أكمل كل ما كان إلى رضى ربه أقرب وعن سخطه أبعد ، وكل ما قصر في هذا الباب ابتعد وأبعد ،ومن أشرك بالله جل وعلا خسر دينه وآخرته ولا يقبل منه مثقال ذرة وإن تعبد الدهر كله لا يقبل منه شيء بل هو خالد مخلد في نار جهنم ، قال جل ذكره : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغقر ما دون ذلك لمن يشاء).
وبالتوحيد أرسل الرسل وأنزلة الكتب وأكرم الله أقواما وأهلك آخرين ، وأعد لأعله التوحيد ، وسعر لتاركيه السعير.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ورسالته عامة لجميع الخلق وهي باقية إلى يوم الدين ، ونحن نشهد بأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وبين التوحيد وحذر من الشرك ، وبين أسباب الموصلة إلى كمال الإخلاص وحذر من الأسباب الموصلة إلى الشرك ، وشدد على ضرورة المتابعة ونبه على خطورة البدعة ، حتى تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ، وبذل في ذلك نفسه وماله وداره وأوذي حتى في أهله ، ولم يفنه شيء عن إقامة التوحيد ومحاربة الشرك حتى نصره الله وفتح عليه ونشر التوحيد وهدم الشرك ، فقد حمى صلى الله عليه وسلم التوحيد مما يجانبه من الشرك وحتى من أسباب الشرك .
ثانيا: قال جل ذكر : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) ، فوصف الله تعالى نبيه الذي هو من العرب ويتكلم بلسانهم ويعرفون صدقه وأمانته وحبه للخير وحرصه على إيصاله للغير وشفقته ورحمته بأنه عزيز عليه عنتكم أي يشق عليه ويصعب الأمر الذي يشق على أمته ويعنتهم ، ووصفه الله تعالى بالرأفة والرحمة على أمته ، وأهم ما يسعد أمته ويبعدهم عن الشقاوة التوحيد وتعلق العباد بالخالق جل وعلا وحده دون ما سواه فالحب والتعظيم والإجلال والخوف والرجاء كله لله هكذا علم أمته صلى الله عليه وسلم ، وأن حب غير الله وبغضه إنما هو تابع لمحبة الله وبغض الله ، والأصل هو التعلق بالله وحده ، ولذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم حت من الغلو فيه صلى الله عليه وسلم وقطع حت الأسباب الموصلة إلى الغلو فيه كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (لا تجعلوا بيتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) فحرم صلى الله عليه وسلم جعل قبره عيدا وقصده في كل حين من أجل السلام عليه ، لأن ذلك يفضي ويوصل إلى تعظيمه تعظيما محرما موصلا إلى الشرك ، فكيف بمن يعبد الله عند القبور ، وكيف بمن عبد القبور ، والنصوص قطع أسباب الشرك كثيرة ، ولذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع شدة حبهم له لا يقصدون قبره للسلام ولا لغيره إلا ما ورد عن ابن عمر أنه كان إذا وصل من سفر سلم عليه وعلى صاحبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ابن عمر ولا غيره لا يعتادون زيارة قبر النبي صلى الله عليه.

س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
ج2: قال تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
وقال تعالى : (ألم تر إلى الذين أوتوا نيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )
وقال صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
وقال صلى الله عليه وسلم : (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال : (فمن ؟) أخرجاه.
فبين الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم حالهم من الشرك بالله تعالى ورضاهم به وتقديمهم له على التوحيد ، وأن الله غضب على اليهود لأنهم إتبعوا الباطل على علم ووصف النصارى بالضلال ومجانبتهم للطريق المستقيم كذلك وتعرضهم لغضب الله بسبب الجهل ، وليس هناك طريق أخطر من طريق الشرك والرضى به ، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتبع سنتهم وستحذو حذوهم وهو الصادق المصدوق فقد وقع ما قال وحصل مابه تنبأ ، فقد لحق فآم من أمته بالمشركين ورضوا بهم وناصروهم وأشركوا بالله جل وعلى ولحقوا باليهود والنصارى في تعظيم قبور المشركين ، فما أشبه مشركي زماننا بالنصارى إذ غالوا في الصالحين وعبدوهم ويرون أنفسهم مسلمين موحدين جهلا منهم ، وما أشبه علماء السوء باليهود الذين لا ينهون عن الشرك بل ويثنون على المشركين بل ويزوروا قبور الشرك ، ويحاربون دعاة التوحيد ويحذرون منهم ويحرضون عليهم ويتهمونهم فتفريق المسلمين وبأنهم تكفيرين وغير ذلك باعوا علمهم ودينهم من أجل عرض من الدنيا زائل ، نسأل الله أن يغفر لنا ويحفظنا من الشرك وأسبابه.

س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟
ج3 : الشيطان يئس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ييأس يئس عندما رأى توحيد الصحابة ونشرهم له وهدمهم للشرك فضعفت نفسه وضاق ذرعه واندحر كيده بالعلم والعمل الذي كان عليه جيل الصحابة ، ولم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يعبد الشيطان في جزيرة العرب بل أخبر عن حال الشيطان ووصفه في ذلك الحين ، وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن الشرك واقع في هذه الأمة فوقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، فلا تعالرض بين النصين .
[يأس الشيطان ليس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل يأس من الذين يؤدون الصلاة بحقها في كل زمان]
س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.
ج4: السحر لغة : ماخفي ولطف سببه.
وشرعا: هو رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يؤثر في القلوب والأبدان يضر ويؤثر ويقتل حقيقة .
أنواع السحر :
1- أولا البيان لحديث (إن من البيان لسحرا) ، وهو يدخل في حقيقة السحر اللغوية من حيث الخفاء والتأثير ، فهو يؤثر في القلوب ، ويستطيع أن يقلب الحق باطلا ويشوهه ويقلب الباطل حقا ويزينه وهكذا وهو مذموم إلا أن يكون في نصرة الحق والدعوة ونحوه من طرق الخير ، ولا يأخذ حكم السحر الشرعي لأنه لا يدخل فيه استعانة بالشياطين ولا تقرب لهم .
2- العيافة: وهي مأخوذة من العياف أي الترك عاف الشيء يعافه تركه ولم تبغه نفسه ، وهو زجر الطير ثم يبني على حركته فعله إن رأى أنه طار إلى جهة يتفائل بها مضى في فعله وإن اتجه إلى جهة يتشائم بها رجع عن فعله ، وهذا يشبه السحر من حيث تعلق قلبه بمخلوق وضعف توكله على الخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
3- الطيرة : وهي بنفس معنى العيافة وأعم منها من حيث أن العيافة مختصة بالطير بينما الطيرة تعم الطير وغيره مما يتشائم أو يتفائل به الناس .
4- الطرق أو الخط أو الرمل هي بمعنى واحد وهي وضع خطوط وطرق في الأرض ثم يمسحها ويتكهن ويقرأ مابقي بها ويتنبأ بالغيب ويتكهن بأنه سيصير كذا وسيصيبك كذا وهو من الكهانة وهي من أنواع السحر لما فيه من ادعاء علم الغيب الذي استأثر الله بعلم والتعلق بالمخلوقين وضعف التعلق بالخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
والدليل على ماسبق قوله صلى الله عليه وسلم : (إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت) أي السحر.
5- التنجيم الذي هو علم التأثير واعتقاد تأثير النجوم في العالم السفلي سواء بنفسها أو جعلها سببا يدخل في أنواع السحر لتعلق العبد بغير الله جل وعلا ولضعف التوكل على الله ولجعل ماليس سببا شرعا سببا ولحديث : (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد).
6- عقد العقد والنفث فيها بتعاويذ يستعين فيها بالجن لحديث : (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك).
7- العضة : هي النميمة وهي مثل السحر من حيث التفريق بين الناس لحديث : (ألا هل أنبئكم ما العضة ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس ).
[ونقسم ما ذكرت إلى شركي وغير شركي]
س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
ج5: ذهب بعضهم إلى أن الفرق بينهما ؛ أن الكهانة متعلقة بادعاء علم الغيب بما سيكون مستقبلا .
وأما العرافة فهي ادعاء علم الغيب بما كان سابقا لزمنها ولم يطلع عليه أحد .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
والصحيح ما ذهب إليه إبن تيمية : أن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يدعون علم الغيب بهذه الطرق.
[الفرق بين العراف والكاهن فيه أقوال فنذكرها؛ فهناك من يرى أن العراف والكاهن بمعنى واحد وهو الذي يخبر عن الغيبيات في المستقبل، ومنهم من يرى العراف أعم كما قال شيخ الإسلام: (العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال، ونحوهم ممّن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق)، وقيل: العراف من يخبر عن الضمير، والكاهن من يدعي معرفة أمور مستقبلية]

- حكم من أتى عرافا وسأله:
* إن كان من باب التأكد أنه عراف أو كاهن أو ساحر من باب إنكار المنكر فلا بأس به.
* وإن كان من باب الإطلاع ولم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما لحديث مسلم : (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما) يعني أنها مجزأة ولكن لا ثواب لها ذهب بثوابها إثم سؤال العراف.
* وإن صدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لحديث : (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
فذهب بعض أهل العلم إلى أنه كافر كفر أكبر.
وذهب بعضهم إلى التوقف القول بما ورد في نص الحديث أنه كافر ونتوقف ولا نقول أكبر ولا أصغر نكتفي بالنص .
وذهب البعض إلى أنه يكفر كفر أصغر وهذا هو الصحيح كما قال الشيخ صالح -حفظه الله- لما يلي :
أولا : للرواية التي استدل بها صاحب الكتاب : (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما) وهذا يدل على أنه لا زال مسلما مكلفا بأمور الشرع ولذلك فهو يصلي وليس له ثواب الصلاة أربعين يوما وبعدها يثاب وأما إن كفر كفر أكبر فلا تقبل له طاعة .
ثانيا : لأن فيه شبهة قد يقول هذا السائل للكاهن المصدق له أنا صدقته لأجلالنصوص التي تدل على أن مسترق السمع قد يوصل للكاهن بعض أخبار السماء فهذه سبهة يندفع بها تكفيره كفرا أكبر.
وهذا القول هو الذي يجمع بين النصوص.

س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
ج6: علم التنجيم ينقسم بمجمله إلى قسمين :
1- التنجيم المحرم ينقسم إلى قسمين :
أ- قسم من الناس جعلها آلهة تؤثر بنفسها في الخلق فعبدوها ، وهذا كفر أكبر مخرج من الملة ، مثل ما فعل قوم إبراهيم وغيرهم من عبدة الكواكب.
ب_ وقسم من الناس إستدل بحركة النجوم على ما سيحدث في الأرض مستقبلا وهذا العلم يسمى علم التأثير ، وصاحب هذا العلم يسمى منجم ، وهذا حكمه حكم الكاهن فهو كفر بالله تعالى كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى .
2- التنجيم الجائز وهو ما يسمى بعلم التسيير : وهو الإستدلال بحركة الكواكب على القبلة وأوقات العبادات وأوقات مصالح الناس من زراعة وغيرها ، وهذا حث عليه الشرع ورخص فيه وحكمه بحسب الحاجة إليه قد يكون واجبا كمعرفة أوقات العبادات وقد يكون مندوبا إذا فيه معونة للناس على معرفة أوقات الزرع ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه منه أو مباحا كمن يريد تعلمه من غير حاجه مثلا إذا كان غير مزارع واطلع على أوقات الزراعة عن طريق حركة الكواكب .
* مسألة : خطر التنجيم المحرم على عقائد المسلمين من وجوه :
الوجه الأول : أن نفوس البشر مجبولة على حب الإطلاع على الغيبيات وعلم الغيب مم اختص الله جل وعلا به ، ولذلك المنجمون يستغلون ذلك ويظهرون للناس أنهم يعلمون الغيب عن طريق علم النجوم وفي الحقيقة هم يستعينون بالشياطين على خداع الناس .
الوجه الثاني : أن النجوم ليست سببا شرعا لمعرفة علم التأثير أو علم الغيب لأن الله خلقها لثلاثة أشياء كما نص على ذلك ، خلقها رجوما للشياطين وزينة للسماء وعلامات يهتدى بها على الجهات والأوقات وغيرها مما يتعلق بعلم التسيير ، ففي جعل ماليس سببا سببا تعظيم وتعلق به وجعله لله شريكا في كونه.
الوجه الثالث : أن في التنجيم تعلق بالمنجم والنجوم وضعف تعلق بالله وضعف التوكل عليه وقد يصل به الأمر إلى صرف أنواع من العبادة للنجوم والمنجم .
الوجه الرابع : أن في علم التنجيم وأباجاد خداع للناس وتلبيس عليهم بأنه علم حقيقي وهو عبارة عن حسابات دقيقة لا تكهن فيها وبهذا خدع كثير من الناس وبذلوا أوقاتهم في علم التنجيم وقراءة الكتب المختصة في ذلك التي تخدع الناس ، مثال تجد أن صاحب برج الميزان يتبع الرقم سبعة وتجد في صفاته في كتبهم خمسين صفة تنصبق بعضها عليه وبعضها لا تنطبق فيصدق هذا المبتدء الصات التي تنطبق ويترك التيلا تنطبق وهذا حال عوام الناس إلى أن يصل في مرحلة إلى تحضير الجن وسؤالهم والتقرب إليهم .
الوجه الخامس : أن تصديق المنجم والذهاب إليه ترويج لشركه وتشجيع لباطله وصرف للناس عن الخالق جل جلاله وتعلق بمالا يضر ولا ينفع وهو تزين من الشيطان ليهلك الناس .

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.
ج7 : قال جل ذكره : (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
وقال زيد بن خالد رضي الله عنه : (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ما قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).
ففي الآية والحديث بين الله جل وعلا لنا خطر كفر النعمه وهو داخل في الشرك ، فعامة الشرك كفر بنعمة الله تعالى ، لأن الله هو الذي خلقنا ورزقنا وأكرمنا وأنعم علينا وحفظنا فهو الرب الذي ربانا بنعمة فلا يجوز صرف شكرها بذكر أ وعبادة إلا لله جل وعلا ، ولا يدخل في ذلك شكر من أسدى إليك معروفا لاعتقادك أنه سبب فقط وأن الله وحده هو المنعم وشكره من باب مكافأته ، وأما نسبة النعم إلى غير الله جل وعلا فهي كفر بالله خصوصا إذا لم يكن هذا المشكور سببا في إيجادها ، والله عز وجل لا يرضى بالشرك ولا يغفره لأنه تعالى هو المنعم المتفضل الذي بيده ملك كل شيء ولذلك الصحابة وهم خير القرون لم يسلموا من ذلك فغيرهم من باب أولى ، فقد إلتفت إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أوحى الله إليه وبين لهم بعد نزول المطر بالليل أنه أصبح منهم مؤمن بالله وكافر به وهم خير القرون فمن نسب المطر إلى النوء كافر بالله مؤمن بالكوكب ومن نسبه إلى الله كان مؤمنا بالله والله هو الرزاق جلل جلاله ولذلك قال تعالى لمن ينسب فضله إلى غيره (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) أي شكر الرزق والمطر والنعمة التي يعطيكم الله جل وعلا أنكم تنسبون نعمته إلى غيره من خلقه وهذا المخلوق مخلوق مثلكم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا يستطيع على فعل شيء من ربوبية الله ولو خلق ذبابة ولو استنقاذ شيء من أخذته الذبابة فكيف بما هو أعظم من ذلك ، ولا أحد أغير من الله فكيف لمخلوق ضعيف مثلنا أن يتجرأ على محارم الله فيهتكها والله جل وعلا هو من خلقه ورزقه وكفر النعمة من أكبر المعاصي بل قد يخرج من الملة ؛ فمن اعتقد أن غير الله له تأثير في الرزق وغيره من أمور الربوبية مما تفرد به الله جل وعلا فهو كافر كفر أكبر ، وأما من اعتقد أن ماليس سببا شرعا سببا في إيجاد الرزق والرازق هو الله فهذا كفر أصغر وأما من نسب الفضل لله جل وعلا فهو مؤمن بالله جل وعلا .

تمت بحمد الله وفضله.



التقدير: (أ+).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir