وَقَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ أَيْضًا:
طَرَقَتْ أُسَيْماءُ الرِّحَالَ وَدُونَنَا = مِنْ فَيْدِ غَيْقَةَ سَاعِدٌ وَكَثِيبُ
فَالطَّوْدُ فَالْمَلَكَاتُ أَصْبَحَ دُونَها = فَفِرَاعُ قُدْسٍ فَعَمْقُها فَحُسُوبُ
فَلَئِنْ صَرَمْتِ الْحَبْلَ يَابْنَةَ مَالِكٍ = وَالرَّأْيُ فيهِ مُخْطِئٌ ومُصِيبُ
فتَعَلَّمِي أَنِّي امْرُؤٌ ذُو مِرَّةٍ = فِيمَا أَلَمَّ مِنَ الْخُطُوبِ صَلِيبُ
أَدَعُ الدَّنَاءَةَ لاَ أُلاَبِسُ أَهْلَهَا = وَلَدَيَّ مِنْ كَيْسِ الزَّمَانِ نَصِيبُ
وَمُعَبَّدٍ بَيْضُ القَطَا بِجُنُوبِهِ = وَمِنَ النَّوَاعِجِ رِمَّةٌ وَصَلِيبُ
نَفَّرْتُ آمِنَ طَيْرِهِ وَسِبَاعِهِ = بِبُغَامِ مِجْذَامِ الرَّوَاحِ خَبُوبِ
أُجُدٍ كَأَنَّ الرَّحْلَ فَوْقَ مُقَلِّصٍ = عَارِي النَّوَاهِقِ لاَحَهُ التَّقْرِيبُ
عَدَلَ النُّهَاقُ لِسَانَهُ فَكَأنَّهُ = لَمَّا تَخَمَّطَ لِلشُّحَاجِ نَقيبُ
وَلَقَدْ هَبَطْتُ الْغَيْثَ يَدْفَعُ مَنْكِبِي = طِرْفٌ كَسَافِلَةِ الْقَنَاةِ ذَنُوبُ
نَمِلٌ إِذَا ضُفِزَ اللِّجَامَ كَأَنَّهُ = رَجُلٌ يُنَوِّهُ بِالْيَدَيْنِ سَلِيبُ
حَامٍ عَلَى دُبُرِ الشِّيَاهِ كَأَنَّهُ = إِذْ جَدَّ سَجْلٌ نَزُّهُ مَصْبُوبُ
بَرِدٌ تُقَحِّمُهُ الدَّبُورُ مَرَاتِبًا = مُلْقَى ضَوَاحِي بَيْنَهُنَّ لُهُوبُ
مُتَطَلِّعٌ بِالْكَفِّ يَنْهَضُ مُقْدِمًا = مُتَتَابِعٌ فِي جَرْيِهِ يَعْبُوبُ
رَبِذُ الْخِلاَفِ إِذَا اتْلأَبَّ وَرِجْلُهُ = فِي وَقْعِهَا وَلَحَاقِهَا تَحْنِيبُ