دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو الحجة 1432هـ/21-11-2011م, 03:26 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي صفحة الطالبة: لطيفة المنصوري

صفحة ملخصات الطالبة : لطيفة المنصوري

ملخصات الدورة الأولى
1:
تفسير سورة الفاتحة وجزء عم، [المذاكرة كانت بطريقة السؤال والجواب]
2: معالم الدين، [المذاكرة كانت بطريقة السؤال والجواب]
3: حلية طالب العلم

ملخصات الدورة الثانية:
1: شرح ثلاثة الأصول وأدلتها
2: الأربعون النووية، [المذاكرة كانت بطريقة السؤال والجواب].
3: كتاب الطهارة من الملخص الفقهي
4: الآجرومية

ملخصات الدورة الثالثة:
1: كتاب التوحيد
2: كتاب الصلاة من الملخص الفقهي [المذاكرة كانت بطريقة السؤال والجواب]
3: المقدمة الجزرية
4: مختصر عبد الغنى


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الآخرة 1433هـ/16-05-2012م, 08:06 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي ملخص الدرس الحادي عشر: الأصل الثاني وهو معرفة دين الإسلام بالأدلة (3/3)

شرح ثلاثة الأصول وأدلتها
شرح قوله رحمه الله: (الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ:
الإِحْسَانُ رُكْنٌ وَاحِدٌ؛ وَهُوَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى} [لقمان:22].
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128]. .........

1: بيان معنى الإحسان:
الإحسان المراد هنا هو الإحسان في عبادة الله تعالى ، وهو متضمن للإحسان إلى من أمر الله عز وجل بالإحسان إليهم أمر وجوب أو ندب، لأن الذي يفعله تقرباً إلى الله عز وجل فهو متعبد لله تعالى بهذا الإحسان.

يطلق الإحسان في لسان العرب على معنيين:
المعنى الأول: الإتقان والإجادة. {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}
والمعنى الثاني: التفضل والزيادة.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (قيمة كل امرئ ما يحسنه). يحسن العمل: يتقنه + يتمه ويكمله زيادة عل القدر الواجب
فالذي يؤدي العبادة على القدر الواجب بحيث لا يكون مسيئاً فيها؛ فقد أحسنها، والذي يكمل آدابها ومستحباتها فهو محسن إحساناً أبلغ من الإحسان السابق.

- الإحسان يتفاضل فيه الناس {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}
(العمل لا يكون حسنا حتى يكون خالصا لله تعالى ، صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم)
- من نواقض الإحسان في العبادة:
- الشرك. قال الله تعالى في المشركين: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}
- والبدعة. ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))
- والغلو. ((هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون))
- والتفريط. قال للمسيء صلاته ((ارجع فصلّ فإنك لم تصل))

2: درجات الإحسان:
الدرجة الأولى: الإحسان الواجب، وهو أداء العبادات الواجبة بإخلاص واتباع بلا غلوّ ولا تفريط.
والذي لا يؤدي هذا الإحسان ظالم لنفسه ( المشرك والمبتدع والغالي والمفرّط )
الدرجة الثانية: الإحسان المستحب، وهو أداء العبادة بتكميل واجباتها ومستحباتها وتعظيم النية فيها لله جل وعلا، فيكون في العبادة قوة إخلاص ومتابعة فيؤديها كأنه يرى الله عز وجل.

- الإحسان في كل عبادة يكون بحسبها ، ويجمع ذلك أمران:
1: الإخلاص لله تعالى، ( يتفاضل فيه المؤمنون تفاضلاً عظيماَ)
2: اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تلك العبادة بأدائها بلا غلو ولا تفريط

3: بيان خصال الإحسان في العبادات والمعاملات:
إحسان الوضوءيكون: بإسباغه/ وتكميل فروضه وآدابه /وعدم مجاوزة القدر المشروع في عدد الغسلات
(فالزائد على القدر المشروع - والمقصر عنه – والموسوس) غير محسن.
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء؛ فأراه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: ((هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم ))

وإحسان الصلاة يكون بإقامتها وأدائها في أول وقتها/وتكميل واجباتها وآدابها /وأن يصليها كأنه يرى الله عز وجل
(فمن أخل بأركانها وواجباتها- والساهي عن الصلاة - والذي لا يخشع في صلاته) غير محسن
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته ((ارجع فصلّ فإنك لم تصل))

:والإحسان في الإنفاق يكون بأدائه احتساباً لله عز وجل خوفاً وطمعاً لا يريد ممن أحسن إليه جزاء ولا شكوراً (عمل القلب) /ولا يُتْبِعُ نفقَتَه منًّا ولا أذى (عمل للجوارح)
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ...}
يفسد النية في الإنفاق: الرياء و الفخر و العجب والتعالي
ومما يبطل ثواب الصدقة :ا لمنّ (وهو من كبائر الذنوب)، والأذى (المماطلة فيه - التعالي بالنفقة على المحتاج - التعسير عليه في أخذها، حتى لا يكاد يأخذ المحتاج حقَّه إلا بشق الأنفس- إخراج رديء ما يملك) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}

وإحسان الجهاد: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ *وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
- لمن يطيقه: الصبر على عدم الوهن والضعف والاستكانة
اليقين على تحقيق الاستعانة بطلب التثبيت والنصر من الله
قدموا الاستغفار ليقينهم بأنهم إن خذلوا فإنما خذلانهم من قبل أنفسهم بتفريطهم وتقصيرهم.
- وأمامن لايطيقه لضعف أومرض أوقلة نفقة: فإحسانه:
النصيحة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم: (إخلاص القصد لله عز وجل، والصدق في محبة الله عز وجل ونصرة دينه، لاينطوي قلبه على غش ولا تخاذل عن نصرة دين الله عز وجل متى استطاع إلى ذلك سبيلا)
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

4: أبواب الإحسان:
وأبواب الإحسان كثيرة، فالإحسان مكتوب على كل شيء ((إنَّ الله كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيء؛ فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وَلْيحدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِح ذبيحَته)).
- والتفقه في هدي النبي صلى الله عليه وسلم لنتعلم منه أوجه الإحسان في العبادات والمعاملات هو سبيل معرفة الإحسان.
(إن أحسن الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم)
وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لهديه على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: أن يبين ذلك بفعله، وينقل عنه (صَلٌّوا كما رأيتموني أصلي) فما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فهو أحسن الهدي لنا ما لم يكن ذلك مختصَّا به كالزواج بأكثر من أربع نساء.
النوع الثاني: ما بيَّنه بقوله.
النوع الثالث: ما بيَّنه بإقراره.


- ثم أصحابه من بعده هم أحسن الناس هدياً( الخلفاء الراشدون+ أئمةالمحسنين: معاذ بن جبل وعبدالله بن مسعود، وسعد بن أبي وقاص وأمهات المؤمنين وآخرون رضي الله عنهم أجمعين)

- من تحرَّى الإحسان وحرص عليه وسأل الله تعالى الإعانة عليه رُجي له أن يوفق للإحسان، قال أبوالدرداء رضي الله عنه:(إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلّم، ومن يتحرَّى الخيرَ يُعْطَه، ومن يتوقَّى الشر يُوقه).
- لا يدرك العبد مرتبة الإحسان إلا بإعانة الله وتوفيقه ولذلك شرع له أن يدعو دبر كل صلاة: اللهمَّ أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسنِ عِبَادَتِكَ

5: طرق معرفة الإحسان:
الأمر الأول: بيان القرآن الكريم لمعنى الإحسان العام والإحسان في الأمور التي بيَّنها الله عز وجل في كتابه.
مثال1: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.الإحسان هنا هو فعل المأمور به.
مثال2: {أنا يوسف وهذا أخي قد منَّ الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} الإحسان في الابتلاء يكون بالصبر والتقوى.
الأمر الثاني: بيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى الإحسان بهديه العملي والقولي والإقراري ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ))
الأمر الثالث: تأمل سير أئمة المحسنين، والاهتداء بهديهم فيما أحسنوا فيه.


6: معاني لفظ الإحسان في النصوص:
المعنى الأول: إحسان العمل وإتقانه.
المعنى الثاني: فعل الحسنات. {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
المعنى الثالث: البر والإنعام إلى المخلوقين في كل مقام بحسبه.{وبالوالدين إحسانا}
ويطلق لفظ الإحسان ويراد به ما يشمل هذه المعاني كلها كما في قوله تعالى: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}


7: الإحسان يكون بالقلب واللسان والجوارح:
إحسان القلب أصل إحسان سائر العبادات ، فالعبادات القلبية الحسنة (المحبة والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة والخشية والإنابة وغيرها) يظهر أثرها على اللسان والجوارح.
والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن تعبد الله كأنك تراه))
والإحسان فيها على درجتين:
الدرجة الأول: الإحسان الواجب، وهو ما تصح به هذه العبادات وتسلم به من الشرك والبدعة والغلو والتفريط.
الدرجة الثانية: الكمال المستحب
الدليل: توبة الصحابية التي تابت توبة تزيد على التوبة الواجبة بسبعين ضعفا (( لقد تابت توبة ً لو قُسِّمَت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم))

وتفاضل العبادات القلبية يكون في أمرين:
الأمر الأول: قوة الاحتساب والإتيان بالعبادات القلبية.
الأمر الثاني: تعدد المقاصد الحسنة في الأعمال التي يعملها العبد.

الإحسان بالقول هو أن يتحرى العبد القول الحسن الطيب الذي يحبه الله في كل شؤونه (الذكر-الموعظة -الدعوة - التعليم- النصيحة-الحديث مع الناس) {وقولوا للناس حسناً}
- الغلظة في القول في مواضعها ليست من الإساءة، بل هي من الإحسان الذي يحبه الله.
- والأقوال الحسنة متفاضلة، وأحسنُ القول وَصَفَه الله تعالى بقوله: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
- ومن سمات المحسنين حرصهم على القول الحسن في مواضع تأكده وجوباً أو استحباباً (نصرة حق - دفاع عن مظلوم - ذب عن عرض مسلم - إصلاح بين الناس)

إحسان القول على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: تجنب القول السيء الذي يبغضه الله عز وجل (قول الشرك بالله -الصد عن سبيله - قول الزور - الغيبة والنميمة - الفحش والبذاءة وغيرها)
الدرجة الثانية: الإتيان بالقول الحسن الواجب ، في حق الله عز وجل وفي حق الناس.
في حق الله عز وجل: كلمة التوحيد، ثم ما يجب عليه من الأذكار الحسنة والأدعية الواجبة في الصلاة وفي غيرها
في حق الناس: القول الحسن للوالدين {وقل لهما قولاً كريماً}- رد السلام- وبيان الحق عند وجوب بيانه، ونصرة الحق، والذب عن عرض المسلم ، وغيرها من المواطن التي يجب فيها القول الحسن مع الاستطاعة.
الدرجة الثالثة: القول الحسن المستحب (نوافل الأقوال الحسنة من التلاوة والذكر والدعاء والدعوة إلى الله تعالى، وما يندب إليه من الإحسان إلى الناس كتعزية المصاب بقول حسن ، وتثبيت المبتلى، وإعانة المستعين، ومكافأة صانع المعروف)

إحسان العمل :هو من أثر إحسان عمل القلب، وإحسان القول ،
والأعمال الحسنة على نوعين:
النوع الأول: العبادات العملية (أداؤها: بإخلاص واتباع بلا غلو ولا تفريط)
النوع الثاني: معاملة الناس والإحسان فيها على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: كف الأذى والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
الدرجة الثانية: أداء الحقوق الواجبة (حق الوالدين وحق الأرحام والجار، وحق المؤتمن، وحق المشتري)
الدرجة الثالثة: الإحسان المستحب وهو ما زاد على القدر الواجب ( الصدقة - الكلمة الطيبة -تبسمك في وجه أخيك)

:8 سمات المحسنين :أهمها وأظهرها:
1: الصدق والإخلاص.
2: النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين.
3: السكينة.
4: البعد عن التكلف.
5: تركهم ما لا يعنيهم .
9: تيسير الإحسان.

- أمر الله بالإحسان ورغب فيه، وما كان الله ليعسِّر على عباده ما يرغبهم فيه {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}

- ومن أعظم أسباب التوفيق للإحسان : تعظيم أوامر الله/وشكر نعمه/وكثرة ذكره/والمجاهدة.
تعظيم أوامر الله : علامة على تقوى القلب {ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
شكر النعمة: يحب الله الشاكرين ويوفقهم لما يحبه لهم، ولمَّا اعترض المشركون على هداية ضعفاء المؤمنين قال تعالى : {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}.
كثرة الذكر: فتجلي القلب، وتطرد الشيطان، وتزيد محبة الرب جل وعلا في قلب العبد، ومحبة الرب جل وعلا لعبده، ومن أحب شيئاً أكثر من ذكره، فلا يزال يذكر الله بقلبه ولسانه حتى يوفق للإحسان. (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
والذكر والشكر عبادتان، لكن قدما لأنهما من أسباب التوفيق لحسن العبادة.
المجاهدة:من جاهد لبلوغ مرتبة الإحسان فحري أن ينالها {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 شوال 1433هـ/14-09-2012م, 12:31 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي


الملخص الفقهي (كتاب الطهارة)
كتاب الطهارة

الطهارة، هي مفتاح الصلاة؛ كما في الحديث: ((مفتاح الصّلاةِ الطَّهُور))

الطهارة لغة: النظافة والنّزاهة عن الأقذار الحسّية والمعنوية.
وشرعا: ارتفاع الحَدَث وزَوال النَّجس.

أقسام المياه وأحكامها

القسم الأول: طهورٌ يصِحُّ التطهُّر به، سواء كان باقياً على خِلقَتِه أو خالطتهُ مادة طاهرة لم تغْلِب عليه ولم تسلُبْهُ اسمَهُ.
القسم الثاني: نجِسٌ لا يجوز استعماله؛ فلا يرفع الحَدَث، ولا يزيلُ النَّجاسةَ، وهو مما تغير أحَدُ أوصافهِ بالنجاسة.

والطَّهور هو: الطاهِر في ذاته المطَهِّر لغيره، وهو الباقي على خِلْقته (أي: صفتهُ التي خُلِق عليها)، سواء كان نازلاً من السماء كالمطر وذوب الثلوج والبَرَد، أو جارياً في الأرض كماءِ الأنهار والعيون والآبار والبحار، أو كان مُقطَّرًا.
قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً}، وقال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}.

- واعلم أن الماء إذا كان باقيا على خِلقته، لم تخالطه مادة أخرى؛ فهو طهور بالإجماع،
- وإن تغير أحد أوصافِه الثلاثة -رِيحهُ أو طعمُهُ أو لونُهُ- بنجاسةٍ؛ فهو نجِس بالإجماع، لا يجوز استعماله،
- وإن تغير أحد أوصافه بمخالطة مادة طاهِرة كأوراق الأشجار أو الصابون أو الإشنان(1) والسِّدر أو غير ذلك من المواد الطاهِرَة، ولم يغلِب ذلك المخالِطُ عليه؛ فلبعض العلماء في ذلك تفاصيل وخلاف، والصحيح أنه طهور، يجوز التطهر به من الحدَث، والتطهُّر به من النجَس.

ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية القول بصحة التطهر به، وقال: "هو الصواب؛ لأن الله سبحانه تعالى قال: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}، وقوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} نكرة في سياق النفي، فيعم كل ما هو ماء، لا فرق في ذلك بين نوع ونوع" انتهى.

أحكام الآنية وثياب الكفار
الآنية هي: الأوعية التي يُحْفَظ فيها الماء وغيره، سواء كانت من الحديد أو الخشب أو الجلود أو غير ذلك.

والأصل فيها الإباحة، فيباح استعمال واتخاذ كل إناء طاهر، ما عدا نوعين، هما:
1- إناء الذهب والفضة، والإناء الذي فيه ذهب أو فضة، طلاءً أو تمويهاً أو غير ذلك من أنواع جعل الذهب والفضة في الإناء، ما عدا الضَّبَّة اليسيرة من الفضة تجعل في الإناء للحاجة إلى إصلاحه.
لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشربوا في آنِيَة الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صِحافِهما؛ فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة))،
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الذي يشرب في آنية الفضّة إنما يُجَرْجِر في بطنه نارَ جهنَّم)).

ما عدا الضبة اليسيرة من الفضة كما سبق؛ بدليل حديث أنس رضي الله عنه: "أن قَدَح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر، فاتخذ مكان الشَّعْب سلسلة من فضة"، رواه البخاري.

2- جُلود الميتة يحرم استعمالها؛ إلا إذا دُبغت؛ فقد اختلف العلماء في جواز استعمالها بعد الدبغ، والصحيح الجواز، وهو قول الجمهور؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((يطهره الماء والقَرَظ(2)))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((دِباغ الأديم طَهورهُ)).

* تباح آنية الكفار التي يستعملونها ما لم تعلم نجاستها، فإن علمت نجاستها؛ فإنها تغسل وتستعمل بعد ذلك.
* تُباح ثياب الكفار إذا لم تعلم نجاستها، لأن الأصل الطهارة؛ فلا تزول بالشك، ويُباح ما نسَجوه أو صَبغوه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يلبسون ما نسَجهُ الكفار وصبَغُوه.

ما يحرُم على المُحدِث مُزاوَلته من الأعمال

الأشياء التي تحرم على المحدِث -أي الحدثين-:
- مسّ المصحف الشريف؛ فلا يمسه المحدث بدون حائل؛
لقوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يمسُّ المصحف [القرآنَ] إلا طاهر)).

- الصلاةَ فرضاً أو نفلاً، إذا استطاع الطّهارة؛
لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يقبلُ اللهُ صلاةً بغير طَهور))، وحديث: ((لا يقبل الله صلاةَ مَن [أحدكم إذا] أحدَث حتى يتوضأ))؛

- الطواف بالبيت العتيق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الطَّواف بالبيت صلاة؛ إلا أن الله أباحَ فيه الكلام))،
ومما يدل على تحريمه على المحدث حدثا أكبر قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}؛ أي: لا تدخلوا المسجد وأنتم جنب إلا مارّي طريق، فمنعه من دخول المسجد للبقاء فيه يقتضي منعه من الطواف من باب أولى.

الأشياء التي تحرم على المحدِث حدثاً أكبرَ خاصة؛ هي:
1- قراءة القرآن؛ لحديث علي رضي الله عنه: "لا يحجُبُه -يعني: النبي صلى الله عليه وسلم- عن القرآن شيء، ليس الجنابة"، ولفظ الترمذي: "يُقرِئُنا ما لم يكن جُنُباً".
وبمعناه الحائض والنفساء، ولكن رخص بعض العلماء كشيخ الإسلام للحائض أن تقرأ القرآن إذا خشيت نسيانه.

ولا بأس أن يتكلم المحدث بما وافق القرآن إن لم يقصد القرآن بل على وجه الذكر؛ مثل: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين؛
لحديث عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه".

2- اللبث في المسجد بغير وضوء؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}؛ أي: لا تدخلوا المسجد للبقاء فيه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا أحل المسجد لحائض ولاجنب))(3)

- فإذا توضأ من عليه حدث أكبر؛ جاز له اللبث في المسجد؛ لقول عطاء: "رأيتُ رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسون وهم مجنبون إذا توضؤوا وضوء الصلاة"، والحكمة من هذا الوضوء تخفيف الجنابة.
- وكذلك يجوز للمحدث حدثا أكبر أن يمر بالمسجد لمجرد العبور منه من غير جلوس فيه؛ لقوله تعالى: {إِلاّ عَابِرِي سَبِيلٍ}.
-وكذلك مصلى العيد لا يلبث فيه من عليه حدث أكبر بغير وضوء، ويجوز له المرور منه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ولْيعتَزِل الْحُيُّضُ المُصَلَّى)).

______________________________________________________________
(1) ابن عثيمين رحمه الله: الأشنان: شجر يُدَقُّ ويكون حبيبات كحبيبات السُّكَّر أو أصغر، تغسل به الثِّياب سابقاً، وهو خشن كخشونة التُّراب، ومنظِّف، ومزيل.[زاد المستقنع، باب إزالة النجاسة]
(2) القرظ: شجر يدبغ به وقيل هو ورق السلم يدبغ به الأدم ومنه أديم مقروظ وقد قرظته أقرظه قرظا قال أبو حنيفة القرظ أجود ما تدبغ به الأهب في أرض العرب وهي تدبغ بورقه وثمره [ لسان العرب]
(3) ذكر الشيخ خالد المصلح - حفظه الله - أن هذا الحديث ضعيف وأنه يجوز لها دخول المسجد للحاجة: ينظر هنا


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 ذو الحجة 1433هـ/21-10-2012م, 01:39 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي


الآجرومية
بَابُ المُنَـادَى (
المطلوبُ إقبالُهُ بِـ (يا) أوْ إحدَى أخواتِهَا)

وأخواتُ (يا) هِيَ: الهمزةُ و(أيْ) و(أَيَا) و(هَيَا).

المُنَادَى خَمْسَةُ أَنْوَاعٍ:
1- المُفْرَدُ العَلَمُ (وهو:ما ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف، يدخل فيها المثنى، وجمع التكسير، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم)
حكمه:يبنى على مايرفع به ( الضمة أو الألف أو الواو) في محل نصب.
مثاله: (يا محمدُ، ويا محمدون، ويا هنداتُ)

2- النَّكِرَةُ المَقْصُودَةُ. (هي المراد بها معين.)
حكمه:يبنى على مايرفع به ( الضمة أو الألف أو الواو) في محل نصب.
مثاله: يا رجلُ اتق الله.(تريد واحدا بعينه)

3- النَّكِرَةُ غَيْرُ المَقْصُودَةِ. (لا يُقصد بها معين)
حكمه:منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو ماناب عنها.
مثاله: يا غافلاً والموت يطلبه. (لا تريد واحدا بعينه)

4- المُضَافُ.
حكمه:منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو ماناب عنها.
مثاله:يَا طَالِبَ العِلْمِ اجْتَهِدْ.

5- الشبيه بِالمُضَافِ وهو: مَا اتَّصَلَ بهِ شَيْءٌ مِن تمامِ معناهُ، سواءٌ أكانَ هذَا المُتَّصلُ بهِ:
-مرْفُوعاً بهِ، نحوُ: (يَا حَمِيداً فِعْلُهُ).
- أمْ كانَ مَنْصُوباً بهِ نحوُ: (يا حَافِظاً دَرْسَهُ).
- أمْ كانَ مجروراً بحَرْفِ جرٍّ يتعلَّقُ بهِ نحوُ: (يَا مُحِبّاً لِلْخَيْرِ).
حكمه:منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو ماناب عنها.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو الحجة 1434هـ/1-11-2013م, 08:30 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي


كتاب التوحيد
ملخص باب: ما جاء في الإقسام على الله


الإقسام على الله: أن تحلف على اللهِ أن يفعَل، أو تحلفَ عليه أن لا يفعل، مثلَ: واللهِ ليَفْعلَنَّ اللهُ كذا، أو واللهِ لا يفعلُ اللهُ كذا.

والقسَم على الله ينقسمُ إلى أقسام:
الأوَّلُ: أن يُقْسِم بما أخبرَ اللهُ به ورسولُهُ من نفيٍ أو إثباتٍ. (لا بأسَ به)
مثلَ: واللهِ لَيُشَفِّعنَّ اللهُ نبيّهُ في الخلق يومَ القيامة، ومثل: والله لا يغْفرُ الله لمن أشرك بِهِ.


الثَّاني: أن يُقْسِمَ على ربِّهِ لقوَّةِ رجائِه وحسنِ الظَّنِّ بربِّهِ، (جائزٌ)
كما في قصَّةِ الرُّبَيِّعِ بنت النَّضَرِ حين قال أنَسُ بنُ النّضْرِ:
"واللهِ يا رَسُولَ اللهِ لا تُكْسَرُ ثنيَّةُ الرُّبَيِّعِ."، وهو لا يُريدُ بِهِ رَدَّ الْحُكْمِ الشَّرعيِّ، وإنما قالها لقوَّةِ رجائِهِ باللهِ وحُسْنِ ظنِّهِ.
قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم: ((إنَّ مِنْ عبادِ اللهِ مَنْ لَوْ أقْسَمَ عَلى اللهِ لأَبَرَّه))

القسمُ الثَّالثُ: أنْ يكونَ الحامِلُ له هو الإعجابَ بالنّفس، وتحجُّرَ فضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وسوءَ الظَّنِّ به تعالَى. (محرَّمٌ وهو وشِيكٌ بأن يُحبِطَ اللهُ عملَ هذا الْمُقْسِمِ)
وهذا القِسْمُ هو الَّذي ساقَ المؤلِّفُ الحديثَ من أجلِهِ.


ومناسبةُ الباب لكتابِ التَّوحيدِ:
أنَّ مَنْ تَألَّى علَى اللهِ -عزَّ وجلَّ- فقد أساءَ الأدَبَ معه وتَحَجَّر فضلَهُ، وأساءَ الظنَّ به، وكلُّ هذا يُنَافي كمالَ التَّوحيدِ، وربَّما ينافي أصلَ التَّوحيدِ.

.عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ؟ إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

- (وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ): يدلُّ على اليأسِ من رَوْحِ اللهِ، واحتقارِ عبادِ اللهِ عندَ هذا القائلِ، وإعجابِهِ بنفسِهِ.
- (مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ): أي: مَن ذا الَّذي يَتَحَجَّرُ فَضْلِي ونِعْمتي أنْ لا أغفِرَ لمن أساءَ مِن عبادِي، والاستفهامُ للإنكارِ.
- (وأحبَطْتُ عَمَلَكَ) ظاهرُ الإضافةِ في الحديثِ: أنَّ اللهَ أحبط عملَهُ كلَّهُ؛ لأنَّ المفردَ المضافَ الأصلُ فيه أن يكونَ عامًّا.
ووجهُ إحباطِ اللهِ عملَهُ على سبيلِ العمومِ -حسَبَ فهمِنَا والعِلمُ عندَ اللهِ- أنَّ هذا الرَّجُلَ كان يتعبَّدُ للهِ وفي نفسِه إعجابٌ بعملِهِ، كأنَّه يَمُنُّ على اللهِ بعملِه وحينئذٍ يفتقِدُ رُكناً عظيماً من أركانِ العبادةِ وهو الذُّلِّ والخضوعِ.
ويَحتمِلُ أي: عملك الَّذي كنتَ تفتخر به على هذا الرَّجل، وهذا أهون؛ لأنَّ العملَ إذا حَصَلَتْ فيه إساءةٌ بطَلَ وحدَهُ دونَ غيرِهِ ، لكنَّ ظاهرَ حديثِ أبي هريرةَ يمنَعُ هذا الاحتمالَ.

.وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ الْقَائِلَ رَجُلٌ عَابِدٌ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: (تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ).

- (تَكَلَّمَ بكَلِمَةٍ) يعني قولَه: (واللهِ، لا يغفرُ اللهُ لك).

- (أَوْبَقَتْ) أي: أهلَكَتْ.
- (دُنياهُ وآخِرتَهُ) لأن مَن حبِطَ عملُه فقد خَسِرَ الدنيا والآخرةَ، (خسر الآخرة لأنَّه من أهلِ النَّارِ) (خسر الدنيا لأنه لم يُوَفَّقْ فيها للإيمانِ والعملِ الصَّالحِ)

فالواجب على العباد: أنْ يعظموا الله، وأن يخبتوا إليه، وأن يظنّوا أنهم أسوأ الخلق حتى يقوم في قلوبهم، أنهم أعظم حاجة لله جل وعلا، وأنهم لم يُوَفَّوه حقه.
أما التعاظم في النفس، والتعاظم بالكلام، والمدح، والثناء، ونحو ذلك؛ فليس من صنيع المُجّلين لله جل وعلا، الخائفين مِنْ تقلّب القلوب.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 محرم 1435هـ/14-11-2013م, 10:26 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي


المقدمة الجزرية
ملخص باب: همز الوصل


وابدأْ بهمزِ الوصلِ مِن فعلٍ بِضَمٍّ = إنْ كانَ ثالثٌ مِن الفعلِ يُضَمُّ
واكسَرْه حالَ الكسْرِ والفتحِ وفى = الأسماءِ غيرِ اللامِ كسرُها وَفِـي
ابـْن مَـعَ ابنتَ امْـرء واثنين = وامـرأةٍ واسْم مـعَ اثنتـين

- تثبت همزة الوصل ابتداء وتحذف وصلا.
- سميت بهمزة الوصل لأنها يتوصل بها إلى النطق بالساكن.
- تأتي في الأسماء والأفعال والحروف (لام التعريف فقط).

أولا: همزة الوصل في الأسماء:


أ- الأسماء السماعية: (اسم - ابن - ابنت - اثنان - اثنتان - امرؤ - امرأت)
مثاله: {المسيح عيسى ابن مريم}، {ومريم ابنت عمران}

ب- الأسماء القياسية: مصدر الفعل الماضي الخماسي (مثاله: انفصام) - مصدر الفعل الماضي السداسي (مثاله: استكبارا).

** حركة همزة الوصل في الأسماء: الكسر.

ثانيا: همزة الوصل في الأفعال:

- الفعل الماضي الخماسي (مثاله: اقترب)
- الفعل الماضي السداسي (مثاله: استكبر).
- فعل الأمر من الماضي الثلاثي (مثاله: اضرب)
- فعل الأمر من الماضي الخماسي (مثاله: انطلق)
- فعل الأمر من الماضي السداسي (مثاله: استغفر)

** حركة همزة الوصل في الأفعال:
- إن كان ثالث الفعل مضموما ضما لازما (ضمة أصلية): بُدئ بها بالضم. (مثاله: اضطُر - ادعُ)
- إن كان ثالث الفعل مفتوحا أو مكسورا: بُدئ بها بالكسر. (مثاله: اعمَلوا - اضرِب)

اسثناء: خمسة أفعال في القرآن ثالثها مضموم (ضما عارضا)، يُبدأ بها بالكسر لأن الضمة غير أصلية، وعملا بالأصل لأن ثالث الفعل كان أصلا مكسورا، وهي:
[ ائتوا - امشوا - اقضوا - ابنوا - امضوا ]

ثالثا: همزة الوصل في الحروف (لام التعريف):
حركة الهمزة: هي الفتح دائما.



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 محرم 1435هـ/21-11-2013م, 07:08 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

حلية طالب العلم

المـُــقـَـدِّمـَـة


المسلمونَ يُعايِشونَ يَقَظَةً علْمِيَّةً ، لكن ؛ لا بُدَّ لهذه النَّواةِ المبارَكَةِ من السَّقْيِ والتَّعَهُّدِ.

لقد تَوَارَدَتْ مُوجباتُ الشرْعِ على أنَّ التَّحَلِّيَ بمحاسِنِ الآدابِ ، ومَكارمِ الأخلاقِ ، والْهَدْيِ الحسَنِ ، والسمْتِ الصالِحِ: سِمَةُ أهلِ الإسلامِ وأنَّ العِلْمَ لا يَصِلُ إليه إلا الْمُتَحَلِّي بآدابِه ، الْمُتَخَلِّي عن آفاتِه.

ولهذا عناه العلماءُ بالبحْثِ والتنبيهِ وأَفْرَدُوها بالتأليفِ ، كآدابِ حَمَلَةِ القرآنِ الكريمِ ، وآدابِ الْمُحَدِّث، وهكذا.

والشأنُ هنا في الآدابِ العامَّةِ لِمَنْ يَسْلُكُ طريقَ التعلُّمِ الشرعيِّ .

فإليك حِلْيَةً تَحْوِي مجموعةَ آدابٍ، نواقِضُها مَجموعةُ آفاتٍ، فإذا فاتَ أَدَبٌ منها اقْتَرَفَ الْمُفَرِّطُ آفةً من آفاتِه، فمُقِلٌّ ومُسْتَكْثِرٌ وكما أنَّ هذه الآدابَ درجاتٌ صاعدةٌ إلى السُّنَّةِ فالوجوبُ ، فنواقِضُها دَرَكَاتٌ هابطةٌ إلى الكراهةِ فالتحريمِ .

الفصلُ الأوَّلُ
آدابُ الطالبِ في نفسِه
العلْمُ عِبادةٌ


أصلُ الأصولِ في هذه ( الْحِلْيَةِ ) وهو من أفضل العبادات.
دليل ذلك:
* قال جل وعلا: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} ليتفقهوا يعني بذلك ؟ الطائفة القاعدة

* وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )). والفقه هنا يعنى به العلم بالشرع، فيدخل فيه علم العقائد والتوحيد وغير ذلك.

* وقال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا: وكيف تصح النية يا أبا عبد الله؟ قال : ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره .

* قالَ بعضُ العُلماءِ : ( العِلْمُ صلاةُ السِّرِّ ، وعبادةُ القَلْبِ )

شَرْطَ العِبادةِ :
الشرط الأول: إخلاصُ النِّيَّةِ للهِ سبحانَه وتعالى .
الدليل:
* قولِه تعالى:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ...} الآيةَ
* وفي الحديثِ الفَرْدِ المشهورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ... )) الحديثَ .

(( فإنْ فَقَدَ العِلْمُ إخلاصَ النِّيَّةِ ، انْتَقَلَ من أَفْضَلِ الطاعاتِ إلى أَحَطِّ المخالَفاتِ ولا شيءَ يَحْطِمُ العِلْمَ مثلُ الرياءِ : رياءُ شِرْكٍ ، أو رِياءُ إخلاصٍ ومِثلُ التسميعِ ، بأن يَقولَ مُسَمِّعًا : عَلِمْتُ وحَفِظْتُ . ))

الإخلاص في طلب العلم يكون في:
1- أن تنوي بذلك امتثال أمر الله. {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}
2- أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله.
3- أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها.
4- أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

إخلاص النية يتطلب التخلص من كل ما يشوبها مثل:
1- حبِّ الظهورِ
2- والتفوُّقِ على الأقرانِ
3- وجَعْلِ الطلب سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيمٍ أو سُمْعَةٍ أو طَلَبِ مَحْمَدَةٍ أو صَرْفِ وُجوهِ الناسِ إليك.

نهى العلماء عن ( الطَّبُولِيَّاتِ ) وهي المسائلُ التي يُرادُ بها الشُّهْرَةُ .

وقد قيلَ: ( زَلَّةُ العالِمِ مَضروبٌ لها الطَّبْلُ )
وعن سفيانَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ : ( كُنْتُ أُوتِيتُ فَهْمَ الْقُرْآنِ ، فَلَمَّا قَبِلْتُ الصُّرَّةَ سُلِبْتُهُ ) .

فاستَمْسِكْ بالعُروةِ الوُثْقَى العاصمةِ من هذه الشوائبِ ، بأن تكونَ مع – بَذْلِ الْجَهْدِ في الإخلاصِ – شديدَ الخوفِ من نَواقِضِه ، عظيمَ الافتقارِ والالتجاءِ إليه سبحانَه.

ويُؤْثَرُ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه : ( مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي ) .
وعن عمرَ بنِ ذَرٍّ أنه قالَ لوالدِه : يا أبي ! ما لَكَ إذا وَعَظْتَ الناسَ أَخَذَهم البُكاءُ ، وإذا وَعَظَهم غيرُك لا يَبكونَ ؟ فقال : يا بُنَيَّ ! لَيْسَت النائحةُ الثَّكْلَى مثلَ النائحةِ المسْتَأْجَرَةِ .

الشرط الثاني:( مَحَبَّةُ اللهِ تعالى ومَحَبَّةُ رسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
وتَحقيقُها بتَمَحُّضِ المتابَعَةِ وقَفْوِ الأثَرِ للمعصومِ. قال اللهُ تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }

لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع إذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه ويبتعد عنه

قال ابن القيم:( كل الحركات مبنية على المحبة)
فالمحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عز وجل وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله كيف قال الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } صارت نتيجتهم الكفر.

أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهرا وباطنا.

فيا أيُّها الطُّلابُ أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بتَقْوَى اللهِ تعالى في السرِّ والعَلانيةِ فهي العُدَّةُ ، وهي مَهْبِطُ الفضائلِ ، ومُتَنَزَّلُ الْمَحَامِدِ وهي مَبعثُ القوَّةِ ومِعراجُ السموِّ والرابِطُ الوَثيقُ على القُلوبِ عن الفِتَنِ فلا تُفَرِّطُوا .

يدل على ذلك قول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ }
فُرْقَانًا } تفرقون به بين الحق والباطل وبين الضار والنافع وبين الطاعة والمعصية وبين أولياء الله وأعداء الله إلى غير ذلك
فالمتقي يفتح الله عليه من العلوم وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي، وقد يعطيه في قلبه من الفراسة والإلهام يتفرس بها فتكون موافقة للصواب، وإذا غفر الله للعبد أيضا فتح الله عليه أبواب المعرفة قال الله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } وبعدها {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ } ولهذا قال بعض العلماء : ينبغي للإنسان إذا استفتي أن يقدم استغفار الله حتى يبين له الحق لأنه الله قال { لِتَحْكُمَ } ثم قال {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ}
____________________________
رياء الإخلاص: هو أن يترك العمل الصالح لئلا يتهم بالرياء.


كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ


كنْ سَلَفِيًّا على الْجَادَّةِ ، طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ ونحوِها مُتَمَيِّزًا :
- بالتزامِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِك
- وتَرْكِ الْجِدالِ والْمِراءِ والْخَوْضِ في عِلْمِ الكلامِ وما يَجْلُبُ الآثامَ ويَصُدُّ عن الشرْعِ.

الجدال والمراء:
هو الباب الذي يقفل طريق الصواب لأنه يحمل المرء على أن يتكلم لينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده إما أن ينكره، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله.

الخوض في علم الكلام: مضيعة للوقت لأنهم يتكلمون في أشياء من أوضح الاشياء.
أهل الكلام صدوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها فأضروا المسلمين في عقائدهم.
((ما الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات إلا علم الكلام))

( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ) .

وأكثر من يخاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف فساده وبطلانه ورجع أما الأنصاف الذين في عرض الطريق يخاف عليهم لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون.

قالَ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ . فالْزَم السبيلَ{ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } .

يلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف تحريضهم على معرفة منهج السلف وذلك بمطالعة الكتب المؤلفة في هذا كسير أعلام النبلاء وغيرها حتى نعرف طريقهم ونسلك هذا المنهج القويم.
____________________
الجادة : الطريق المسلوك ، وجمعه جوادّ.
نقاوة المسلمين: أي صفوتهم.


مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى
* تحل بعِمارةِ الظاهِرِ والباطِنِ بخشْيَةِ اللهِ تعالى بأن تكون:

- محافظا على شعائرِ الإسلامِ، وإظهارِ السُّنَّةِ ونَشرِها بالعَمَلِ بها والدعوةِ إليها،
- دَالًّا على اللهِ بعِلْمِكَ وسَمْتِكَ وعَمَلِكَ،
- مُتَحَلِّيًا بالرجولةِ والمساهَلَةِ والسمْتِ الصالحِ .
قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى :( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى)

وخشية الله هي الخوف المبني على العلم والتعظيم، وهي أعظم من الخوف لأن الخشية تكون من عظم المخشي والخوف من ضعف الخائف.
* الْزَمْ خَشيةَ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ.
إنَّ خيرَ الْبَرِيَّةِ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى، وما يَخشاهُ إلا عالِم. قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }
العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا، ولا يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ .

قال عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي الله عنه: ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ .

من لا يعمل بعلمه:
- صار من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة
- أُورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم
قال تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه } بعدها ؟ { ونسوا حظا مما ذكروا به } وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي قد يكون بمعنى ينسونه دينيا أوينسونه يتركونه.

أما من عمل بعلمه:
- فإن الله تعالى يزيده هدى قال الله تعالى: { والذين اهتدوا زادهم هدى }
- ويزيده تقوى قال تعالى: { وآتاهم تقواهم }
- وورّثه الله تعالى علم ما لم يعلم.

خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء

تَحَلَّ بآدابِ النفْسِ من:
العَفافِ: بأن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم.
والحِلْمِ: فلا يعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد.
والصبرِ: على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه.
والتواضُعِ للحَقِّ: بمعنى أنه متى بان له الحق خضع له، ولم يبغ له بديلا وكذلك تواضع للخلق.
وسكونِ الطائرِ من الوَقارِ والرزانةِ: بأن يبتعد عن الخفة سواء كان في مشيته أو في تعامله مع الناس وألا يكثر من القهقهة التي تميت القلب وتذهب الوقار.
وخَفْضِ الْجَناحِ.

مُتَحَمِّلًا ذُلَّ التعلُّمِ لعِزَّةِ العِلْمِ ذَليلًا للحَقِّ: بمعنى لو أذللت نفسك للتعلم، فإنما تطلب عزها بالعلم.

نقض هذه الآدابِ: إثْم، وشاهدًٌ على حِرمان من العلْمِ والعملِ به، وعلى أنَّ في العَقْلِ عِلَّةً.

احْذَرْ نَواقِضَ هذه الآدابِ مثل:
- (الْخُيلاءَ) - وهي الإعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث (( من جر ثوبه خيلاء ))- فإنه نِفاقٌ وكِبرياءُ. نفاق لأن الإنسان يظهر بمظهر أكبر من حجمه الحقيقي.

ومن أمثلة توقي السلف منه:
ذكر الذهبيُّ في تَرجمةِ عمرِو بنِ الأسودِ العَنْسِيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى : أنه كان إذا خَرَجَ من المسجدِ قَبَضَ بيمينِه على شِمالِه فُسِئَل عن ذلك ؟ فقال : مَخافةَ أن تُنافِقَ يَدِي.
يعني مخافة أن تتحرك حركة تدل على الخيلاء.

- (داءَ الْجَبابِرَةِ (الْكِبْرَ))؛ فإنَّ الكِبْرَ والحرْصَ والحسَدَ أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ به.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) .
بطر الحق: ردُّ الحق، وغمط الناس: احتقارهم وازدرائهم.

فتَطَاوُلُكَ على مُعَلِّمِكَ كِبرياءُ، واستنكافُكَ عَمَّن يُفيدُك مِمَّنْ هو دونَك كِبرياءُ. التطاول يكون باللسان والانفعال.
وتَقصيرُك عن العمَلِ بالعِلْمِ حَمْأَةُ كِبْرٍ وعُنوانُ حِرمانٍ .بمعنى نوع من الكبر ألا تعمل بالعلم.

العلْمُ حربٌ للفَتَى الْمُتَعَالِي=كالسيْلِ حرْبٌ للمكانِ الْعَالِي

الزَمْ اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ، وَالإِزْراءَ عَلى نَفْسِكَ، وَهَضْمِها، وَمُراغَمَتِها عِنْدَ الاسْتِشْرافِ لِكِبْرياءٍ أَوْ غَطْرَسَةٍ، أَوْ حُبِّ ظُهورٍ، أَوْ عُجُبٍ.. وَنَحْوِ ذلكَ.
________________________
حربٌ: في لسان العرب: (يقال فلان حَرْبٌ لفلان إِذا كان بينهما تَباعُدٌ)

القناعة والزهادة

التَّحَلِّي بالقَناعةِ القناعة يعني أن يقتنع بما آتاه الله عزوجل ولايطلب أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين.

والزَّهادةِ، (الزهْدُ بالحرامِ والابتعادُ عن حِمَاهُ، بالكَفِّ عن الْمُشتَبِهَاتِ...) وكأنه أراد بالزهد هناالورع والزهد أعلى مقاماً من الورع لأن (الورع: ترك مايضر في الآخرة) و(الزهد: ترك ما لاينفع في الآخرة).

ويُؤْثَرُعن الإمامِ الشافعيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى: (لوأَوْصَى إنسانٌ لأَعْقَلِ الناسِ صُرِفَ إلى الزهَّادِ) لأن الزهادهم أعقل الناس.

وعن مُحَمَّدِ بنِ الحسَنِ الشيبانيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى لَمَّا قِيلَ له : أَلَاتُصَنِّفُ كتابًا في الزهْدِ؟ قال: ( قد صَنَّفْتُ كِتابًا في البُيوعِ) .
يعني: (الزاهدُ مَن يَتَحَرَّزُ عن الشُّبُهاتِ والمكروهاتِ في التجاراتِ وكذلك في سائرِ الْمُعاملاتِ والْحِرَفِ) اهـ
لأن من عرف البيوع وأحكامها وتحرزمن الحرام واستحل الحلال فإن هذا هو الزاهد.

وعليه فليكنْ مُعْتَدِلًا في مَعاشِه بمالا يُشِينُه بحيثُ يَصونُ نفسَه ومَن يَعولُ ولايَرِدُ مَواطِنَ الذلَّةِ والْهُونِ .

وقد كان شيخُنا مُحَمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ...متَقَلِّلًا من الدنيا..
قال رحمه الله: (لقدجِئْتُ من البلادِشِنقيطَومعي كَنْزٌ قلَّ أن يُوجدَ عندَ أحدٍ وهو (القَناعةُ )، ولو أرَدْتُ المناصِبَ لعَرَفْتُ الطريقَ إليها ولكني لا أُوثِرُ الدنيا على الآخِرةِ ولا أَبْذُلُ العلْمَ لنَيْلِ المآرِبِ الدُّنيويَّةِ).
لا يريد بذلك تزكية النفس إنما يريد بذلك نفع الخلق وأن يقتدي الناس به.

الفصلُ الثاني
كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي

كيفيَّةُ الطلَبِ ومَراتِبُه :
(مَن لم يُتْقِن الأصولَ، حُرِمَ الوُصولَ) لأن الأصول هي العلم، والمسائل فروع.
الأصول: هي الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة وهي القواعد والضوابط المأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة.

(المشقة تجلب التيسير) أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب من قوله تعالى:{وما جعل عليكم في الدين من حرج}
من السنة قال النبي r لعمران بن حصين: (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) وقال: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)

(ومَن رامَ العلْمَ جُملةً، ذَهَبَ عنه جُمْلَةً) لا بد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا، العلم يحتاج مرونة وصبر وثبات وتدرج.
(ازدحامُ العِلْمِ في السمْعِ مَضَلَّةُ الفَهْمِ) إذاملأ سمعه مما يسمع أو ملأ بصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه ثم تشتبك ويعجز عن التخلص منها.
وعليه فلابُدَّ من التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ. ليس على شيخ أعلى منك بقليل، بل اختر المشايخ ذوي الإتقان والأمانة، لأن الإتقان قوة والقوة لابد فيها من أمانة {إن خير من استأجرت القوي الأمين}، فإن لم يكن عنده أمانة فربما أضلك من حيث لا تشعر.
لا بالتحصيلِ الذاتيِّ وَحْدَه (من كان دليله كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه)

وآخِذًا الطلَبَ بالتدَرُّجِ .
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ}.

أمورٌ لابُدَّ من مُراعاتِها في كلِّ فنٍّ تَطْلُبُه :
أولا: حفْظُ مُخْتَصَرٍ فيه .
النحو: الآجرومية (واضح وحاصر)، ثم ألفية ابن مالك ( خلاصة علم النحو )
الفقه: زاد المستقنع (لأن هذا الكتاب تميز بكثرة المسائل الموجودة فيه ومن حيث أنه مخدوم بالشروح والحواشي والتدريس)
الحديث: عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام.
التوحيد: كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
الأسماء والصفات: العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.

ثانيا: ضبْطُه وشرحه على شيخٍ متْقِنٍ أمين.
ثالثا: عدَمُ الاشتغالِ بالْمُطَوَّلاتِ وتَفاريقِ الْمُصَنَّفاتِ قبلَ الضبْطِ والإتقانِ لأَصْلِه . (يتقن المختصرات أولا)
رابعا: لا تَنْتَقِلْ من مُخْتَصَرٍ إلى آخَرَ بلا مُوجِبٍ، فهذا من بابِ الضَّجَرِ. (مضيعة للوقت)
خامسا: اقتناصُ الفوائدِ والضوابِطِ العِلْمِيَّةِ . (الفوائد مثل: التي يندر ذكرها أو المستجدة. الضوابط مثل: التعليلات للأحكام الفقهية)
سادسا: جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ (فلا يشتتها يمينا ويسارا) والترَقِّي فيه (لا تبقى ساكنا)، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى مافوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ .

وكان من رأيِ ابنِ العربيِّ المالِكِيِّ أن لا يَخْلِطَ الطالبُ في التعليمِ بينَ عِلْمَين وأن يُقَدِّمَ تعليمَ العربيَّةِ والشعْرِ والْحِسابِ ،ثم يَنتَقِلَ منه إلى القُرآنِ. (قد يكون مسلَّما لمن لا ينطق بالعربية) لكن تَعَقَّبَه ابنُ خَلدونَ... أن الْمُقَدَّمَ هو دراسةُ القرآنِ الكريمِ وحِفْظُه أمَّا الْخَلْطُ في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَرَ ؛فهذا يَختلِفُ باختلافِ المتعلِّمينَ في الفَهْمِ والنشاطِ.
واعْلَمْ أنَّ ذِكْرَ الْمُختصراتِ فالْمُطَوَّلَاتِ التي يُؤَسَّسُ عليها الطلَبُ والتلَقِّي لدى المشايخِ تَختَلِفُ غالبًا من قُطْرٍ إلى قُطْرٍ باختلافِ الْمَذاهِبِ.
____________________________________
السابلة: اسم للمارة الذين يسلكون السبيل أي الطريق، ويطلق أيضاً على الطريق.
ومراده القراءة والاستزادة من العلم يحفز لطلبه حتى يكونوا كأعوانه في سلوك الطريق للتمكن من قراءة الكتب المطولة الكبار بحسن فهم ودراية.


مراحل الطلب:

التوحيدِ : ثلاثةُ الأصولِ وأَدِلَّتُها و القواعدُ الأربَعُ ثم كشْفُ الشُّبهاتِ ثم كتابُ التوحيدِ أربَعَتُها للشيخِ محمَّدِ بنِ عبدِالوَهَّابِ رَحِمَه اللهُ
توحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ : العقيدةُ الوَاسِطِيَّةُ ثم الْحَمَوِيَّةُ و التَّدْمُرِيَّةُ ثلاثتُها لشيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى فـ الطحاوِيَّةُ مع شَرْحِها
النحوِ : الآجُرُّومِيَّةُ ثم مُلْحَةُ الإعرابِ للحَريريِّ ثم قَطْرُ النَّدَى لابنِ هِشام ٍوألْفِيَّةُ ابنِ مالِكٍ مع شَرْحِها لابنِ عَقيلٍ
الحديثِ :الأربعينَ للنوويِّ ثم عُمْدَةُ الأحكامِ للمَقْدِسِيِّ ثم بُلوغُ الْمَرامِ لابنِ حَجَرٍ و الْمُنْتَقَى للمَجْدِ ابنِ تَيميةَ فـ الأمَّاتِ السِّتِّ.
الْمُصطَلَحِ : نُخبَةُ الفِكَرِ لابنِ حَجَرٍ ثم أَلْفِيَّةُ العِراقيِّ
الفِقْهِ : آدابُ المشيِ إلى الصلاةِ للشيخِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ ثم زادُ المستَقْنِعِ للحَجَّاويِّ أو عُمْدَةُ الفِقْهِ ثم الْمُقْنِعُ للخِلافِ المذهبيِّ والْمُغْنِي للخِلافِ العالي ثلاثتُها لابنِ قُدامةَ رَحِمَه اللهُ تعالى .
أصولِ الفقهِ : الوَرَقَاتُ للجُوَيْنيِّ ثم رَوضةُ الناظِرِ لابنِ قُدامةَ
الفرائضِ : الرَّحْبِيَّة مع شُروحِها، والفوائدُ الجلِيَّةُ
التفسيرِ:تفسيرُ ابنِ كثيرٍ
أصولِ التفسيرِ : الْمُقَدِّمَة ُلشيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ.
السيرةِ النبوِيَّةِ : مُخْتَصَرُها للشيخِ محمَّدِ بنِ عبدِ الوَهَّابِ وأَصْلُها لابنِ هِشامٍ وفي زادِ الْمَعادِ لابنِ القَيِّمِ.
لِسانِ العَرَبِ : المعلَّقَاتِ السبْعِ والقراءةُ في القاموسِ للفيروز آباديِّ رَحِمَه اللهُ تعالى.

فهل من عودةٍ إلى أصالةِ الطلَبِ:
- في دِراسةِ المختَصَراتِ الْمُعتَمَدَةِ لا على المذَكَّرَاتِ،
- وفي حِفْظِها لا الاعتمادِ على الفَهْمِ فحَسْبُ
- وفي خُلُوِّ التلقينِ من الزَّغَلِ والشوائبِ والكَدَرِ ( المعلم لا يستعلي على الطلاب ، الطالب يأخذ عن العالم أخذ مستفيد واثق)

وقالَ الحافظُ عثما نُبنُ خُرَّزَاذَ يَحتاجُ صاحبُ الحديثِ إلى خَمْسٍ:
عَقْلٍ جَيِّدٍ- دِين ٍ- ضَبْطٍ - حَذَاقَةٍ بالصِّناعةِ - أَمانَةٍ تُعْرَفُ منه

قال الذهبي: يحتاج الحافظ إلى أن يكون:
تَقِيًّا -ذَكِيًّا - نَحْوِيًّا - لُغَوِيًّا - زَكِيًّا - حَيِيًّا- سَلَفِيًّا - يَكفِيه أن يَكتُبَ بيَدَيْهِ مِئَتَي مُجَلَّدٍ، ويُحَصِّلَ من الدواوينِ الْمُعْتَبَرَةِ خَمْسَمِئَةِ مُجَلَّدٍ - لايَفْتُرَ من طلَبِ العِلْمِ إلى الْمَمَاتِ بنِيَّةٍ خالِصَةٍ وتوَاضُعٍ.

تلَقِّي العِلْمِ عن الأشياخِ
فوائده:
1. اختصار الطريق.
2. سرعة الإدراك.
3.الرابطة بين طالب العلم ومعلمه.
4. أحرى بالصواب.

مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه، خَرَجَ وَحْدَه
أي :مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِ بلا شيخٍ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ.

في الكتابِ أشياءُ تَصُدُّ عن العلْمِ، وهي مَعدومةٌ عندَ المُُُعَلِّمِ وهي:
  • التَّصحِيفُ العارضُ من اشتباهِ الحروفِ مع عَدَمِ اللفظِ. (بزا - برا)
  • والغلَطِ بزَوَغَانِ البصَرِ.
  • وقِلَّةِ الْخِبرةِ بالإعرابِ أو فَسادِ الموجودِ منه.
  • وإصلاحِ الكتابِ.
  • وكتابةِ ما لا يُقْرَأُ وقِراءةِ ما لايُكْتَب. كواو عمرو وألف واو الجماعة - الروم والإشمام
  • ومَذهبِ صاحبِ الكِتابِ. (معتزلي أوجهمي )
  • وسُقْمِ النَّسْخِ ورَداءةِ النقْلِ.
  • وإدماجِ القارئِ مواضِعَ الْمَقاطِعِ كلمة لابد أن يقف عليها، يقرأها مع ما بعدها فيختلف المعنى.
  • وخلْطِ مَبادئِ التعليمِ.
  • وذِكْرِ ألفاظٍ مُصْطَلَحٍ عليها في تلك الصناعةِ (مُعْضَل،مُنْقطِع)
  • وألفاظٍ يُونانِيَّةٍ لم يُخَرِّجْها الناقِلُ من اللغةِ.
قالَ العُلماءُ : لاتَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا مُصْحَفِيٍّ


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 محرم 1435هـ/25-11-2013م, 11:04 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

مختصر عبد الغنى
* زوجات النبي صلى الله عليه وسلم *

1- خديجة بنت خويلد
(رضي الله عنها):

- هي أول من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجتمع معه في قصي.
- تزوجها وهو ابن 25 سنة، وعمرها 40 سنة.
- أم أكثر أولاده، وهم: القاسم، زينب، رقية، فاطمة، أم كلثوم، عبد الله.
- آمنت به وصدقته وكانت خير معين.
- توفيت عام الحزن قبل الهجرة بثلاث سنين - وهو أصح الأقوال-، وقيل: بأربع سنين، وقيل بخمس سنين.

2- سودة بنت زمعة (رضي الله عنها):

- تزوجها بعد خديجة بمكة قبل الهجرة، وتجتمع معه في لؤي بن غالب.
- كانت قبله عند السكران بن عمرو، وهو أخو السهيل بن عمرو الذي جرى على يديه الصلح في عمرة الحديبية.
- وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها.

3- عائشة بنت أبي بكر الصديق (رضي الله عنها):

- عقد عليها - صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث سنين، وكان عمرها 6 سنين، وبنى بها وعمرها 9 سنين، ومات عنها وعمرها 18سنة، وما تزوج بكرا غيرها.
- كنيتها: أم عبد الله.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).
- توفيت بالمدينة، ودفنت بالبقيع سنة 58 هـ ، وقيل 57 هـ والأول أصح، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.

4- حفصة بنت عمر بن الخطاب (رضي الله عنها):

- كانت عند خُنيس بن حذافة، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد بدرا، وتوفي بالمدينة.
- طلقها النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه جبريل عليه السلام فقال: " إن الله يأمرك أن تراجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة".
- توفيت سنة 27 هـ وقيل 28.

5- أم حبيبة بنت أبي سفيان (رضي الله عنها):

- اسمها رملة بنت صخر بن حرب بن أمية.
- هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فتنصر بالحبشة، وأتم الله لها الإسلام.
- تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بأرض الحبشة، وأصدقها عنه النجاشي بأربعمائة دينار.
- ولي نكاحها عثمان بن عفان، وقيل: خالد بن سعيد بن العاص.
- توفيت سنة 44 هـ.

6- أم سلمة (رضي الله عنها):

- اسمها هند بنت أبي أمية.
- كانت قبله عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد.
- توفيت سنة 62 هـ ودفنت بالبقيع بالمدينة، وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وفاة، وقيل: إن ميمونة آخرهن.

7- زينب بنت جحش (رضي الله عنها):

- هي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب.
- كانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، فطلقها، فزوجها الله إياه من السماء، ولم يعقد عليها،
وصح أنها كانت تقول لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: "زوجكن آباؤكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات"
- توفيت بالمدينة سنة 20، ودفنت بالبقيع.

8- زينب بنت خزيمة (رضي الله عنها):

- كانت تسمى أم المساكين؛ لكثرة إطعامها المساكين.
- كانت تحت عبد الله بن جحش، وقيل: عبد اللطيف بن الحارث، والأول أصح.
- تزوجها سنة 3 من الهجرة، ولم تلبث عنده إلا يسيرا، شهرين أو ثلاثة.

9- جويرية بنت الحارث (رضي الله عنها):

- سبيت في غزوة بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها في 6 من الهجرة.
- قالت عائشة رضي الله عنها: " أعتق بسببها أكثر من مائة بيت".
- توفيت سنة 56 هـ.

10- صفية بنت حيي بن أخطب (رضي الله عنها):

- من ولد هارون بن عمران أخي موسى بن عمران عليهما السلام.
- سبيت في خيبر سنة 7 هـ ، وكانت قبله تحت كنانة بن أبي الحقيق.
- أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل عتقها صداقها.
- وتوفيت سنة 30. وقيل: سنة 50.

11- ميمونة بنت الحارث (رضي الله عنها):

- هي خالة خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس.
- تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف، وبنى بها فيها، وماتت به.
- هي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين.
- توفيت سنة 63 هـ.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 صفر 1435هـ/27-12-2013م, 09:58 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

تفسير جزء تبارك
تفسير سورة القيامة


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}

{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: أقسم بيوم القيامة. واختلفوا في {لا} على أقوال:
- صلة، أي زائدة.
- لا، ليس الأمر كما يزعمون أن لا بعث ولا جنة ولا نار.
-لا على معنى (التنبيه)، كأنه: ألا فتنبه
{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
}أي: أقسم. وفي اللوامة أقوال:
- أنها الفاجرة، تلام يوم القيامة.
- أنها المؤمنة ـ وهو الأصح ـ، تلوم نفسها على ما تفعل من المعاصي.
قال السعدي -رحمه الله-:
- هي جميع النفوس الخيرة والفاجرة، سميت (لوامة)؛ لكثرة ترددها وتلومها، وعدم ثبوتها على حالة من أحوالها.
- ولأنها عند الموت تلوم صاحبها على ما عملت، بل نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا على ما حصل منه، من تفريط أو تقصير في حق من الحقوق.
{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} أي: لن نحيي عظامه فنجمعها للإحياء بعد تفرقها؟ فاستبعد من جهله وعدوانه.
{
بَلَى} جواب القسم وعليه وقع القسم.
{قَادِرِينَ} بلى لنجمعنكم قادرين.
{عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ
} على تسوية بنانه وهي أطراف الأصابع، وفيها عظام صغار. وقيل: أن نجعل أصابعه بمنزلة خف البعير وحافر الحمار.
{
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ
} يقدم الذنب ويؤخر التوبة. وقيل: هو التكذيب بيوم القيامة.
{يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} أي: متى يوم القيامة؟ على وجه الاستهزاء.

قال تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)}

{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} أي: شخص من الهول فلم يطرف.
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ
} ذهب ضوؤه.
{
وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
} أي: في الخسفة وإذهاب الضوء.
- قال ابن مسعود: يصيران كالبعيرين القرينين، ثم يلقيان في النار فيصيران ناراً على الكفار.
-وقيل: كُوِّر كلاهما.
{
يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ
} أين المهرب.
{
كَلَّا لَا وَزَرَ
} لا مهرب ولا فرار، ولا منعة ولا منجا. وقيل: لا جبل.
{
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ
} يظهر مستقر العباد في الجنة أو النار.
{
يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ
} بما قدم من طاعة فعَمل بها، وأخَّر من سنة سيئة، فعُمل بها بعده.
- وقيل: بأول عمله وآخره.
- وقيل: يلقى جزاء جميع أعماله من طاعة ومعصية.
- وقيل: بما قدَّم من المال للصدقة، وأخَّر من المال للورثة.
{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}
- أي: شاهد، والمعنى هو لزوم الحجة عليه كما يُلزم بالشهادة.
- وقيل: هو شهادة الجوارح عليه يوم القيامة.
{
وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
ولو جاء بكل عذر، وأدلى بكل حجة. أي: لا يقبل منه ذلك.

قال تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}

{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نَزَل عليه الوحيُ يحرِّك به لسانَه يريد أن يحفظَه، فأنزل الله تعالى قوله :{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}.
واختُلف لماذا كان يحرِّك النبي صلى الله عليه وسلم لسانه؟ قيل: مخافة الانفلات لكيلا ينساه، وهو المعروف. وقيل: أنه كان يحرك لسانه حبا للوحي.
{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ} أي: جمعه في صدرك، ونيسر قراءته عليك. وقيل: جَمعه وقرآنه في صدرك وتأليفَه على ما أنزلناه.
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ} أي: إذا أنزلناه فاستمِع له. ويقال: إذا قرأه جبريل عليك فاتبع قرآنه. وقيل: فاتبع القرآن بالعمل به في الحلال والحرام والأمر والنهي.
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} أي: علينا أن نجمعه في صدرك لتبينه للناس وتقرأه عليهم، بمعنى تيسير الحفظ عليه بمعونة الله تعالى. (وعده بحفظ لفظه، وحفظ معانيه).

قال تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}

{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ} هي خطاب للكفار؛ لأنهم كانوا يعملون للدنيا ولا يعملون للآخرة؛ لأن الدنيا نعيمها ولذاتها عاجلة.
{
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ
} مَسرورةٌ طَلْقَةٌ هَشَّةٌ بَشَّةٌ، حسَنة بهيَّة.
{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} هو النظر إلى الله تعالى بالأعين، وهو ثابت للمؤمنين في الجنة.
{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} كالِحَةٌ عَابِسَةٌ.
{
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} أي: تتيقن أن الذي يفعل بها فاقرة، والفاقرة هو الأمر الشديد الذي ينكسر معه فقار الظهر، وقيل: واهية، أو أمر عظيم.

قال تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}

{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} ليس الأمر كما يظنون ويتوهمون، وسيعلمون ذلك إذا بلغت النفس التراقي، والتراقي جمع ترقوة، وهو مقدم الحلق المتصل بالصدر، وهو موضع الحشرجة.
{وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
} هل من طبيب يشفي ويداوي. وقيل:الملائكة يقولون من يرقى بروحه؟ أي: تصعد ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.
{
وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ
} وأيقن أنه الفراق.
{
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
} اتصلت شدة الدنيا بشدة الآخرة، وقيل: يجتمع عليه كرب الموت وهول المطلع. وقيل: في الكفن، وهو الساق المعروف.
{
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ
} أي: السَّوْق فإنه يُساق إما إلى الجنة وإما إلى النار.
{
فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى
} لا صدق - بمعنى لا آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره - ولا صلى.
{
وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى
} كذب بآيات الله، وأعرض عن الحق، وعن الأمر والنهي.
{
ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى}
يتبختر. وقيل: هو أن يولي مَطاؤه، والمطا الظهر. وفي بعض التفاسير: أنه مشية بني مخزوم. وقيل: التمطِّي: هو التمدد من كسل أو مرض.
{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} الوَيْل لك ثم الويل لك. وقيل: وَلِيك المكروه وقارب منك. وقيل: الذم أولى لك.
{ ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} يتكرر عليك ذلك مرة بعد مرة.

قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}

{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} مُهْمَلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى، ولا يُبْعَثُ ولا يُحاسَبُ ولا يُعاقَبُ.
{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى
} المني: ماءٌ معروف يُخلق منه الإنسان. {يُمْنَى}: يُقذف في الرحم، وقيل: يُقدَّر.
{ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} بعدَ النُّطْفَةِ {عَلَقَةً}، أيْ: دمًا
{فَخَلَقَ فَسَوَّى
} أي: فخلق منه الإنسان فسوى خلقه [وأتقنه وأحكمه].
{
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى
} من المنى الذكر والأنثى.
{
أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}
أليس الله الذي خلق الإنسان من النطفة [وطوره إلى هذه الأطوار المختلفة] بقادر على أن يحيي الموتى؟! يعني: هو قادر.


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 ربيع الأول 1435هـ/29-01-2014م, 11:14 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

الملخص الفقهي (كتاب الزكاة)
مصارف الزكاة ومن لا تحل لهم

أهل الزكاة هم المذكورون في الآية الكريمة، ولا يجوز صرف شيء منها إلى غيرهم إجماعا.
قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

1- الفقراء: هم الذين لا يجدون شيئا يكتفون به في معيشتهم، ولا يقدرون على التكسب، أو يجدون بعض الكفاية.
يعطون من الزكاة كفايتهم إن كانوا لا يجدون منها شيئا، أو يعطون تمام كفايتهم إن كانوا يجدون بعضها لعام كامل.


2- المساكين: لا يجدون أكثر كفايتهم أو نصفها. يعطون تمام كفايتهم لعام كامل.

3- العاملون عليها: هم الذين يجمعون الزكاة من أصحابها / يحفظونها / يوزعونها على مستحقيها بأمر إمام المسلمين. يعطون قدر أجرة عملهم؛ إن لم يكن لهم رواتب من بيت المال.

4- المؤلفة قلوبهم: كفار ومسلمون.
الكافر: يعطى من الزكاة إذا رجي إسلامه لتقوى نيته على الدخول في الإسلام، أو لكف شره عن المسلمين أو شر غيره.
المسلم: يعطى لتقوية إيمانه، أو رجاء إسلام نظيره. (الإعطاء للتأليف يعمل به عند الحاجة إليه فقط.)


5- الرقاب: هم الأرقاء المكاتبون الذين لا يجدون وفاء. يعطى المكاتب ما يقدر به على وفاء دينه حتى يعتق.
- ويجوز أن يشتري المسلم من زكاته عبدًا فيعتقه. - ويجوز أن يفتدى من الزكاة الأسير المسلم.


6- الغارم (المدين): وهو نوعان:
- غارم لغيره: لأجل إصلاح ذات البين، ويلتزم في ذمته مالاً عوضا عما بينهم ليطفئ الفتنة. يُحمل عنه من الزكاة تشجيعا له ولغيره على مثل هذا العمل الجليل.
في صحيح مسلم عن قبيصة قال: تحملت حمالة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها)).
- الغارم لنفسه: يفتدي نفسه من كفار، أو يكون عليه دين لا يقدر على تسديده. يعطى من الزكاة ما يسدد به دينه.

7- في سبيل الله: هم الغزاة المتطوعة الذين لا رواتب لهم من بيت المال.

8- ابن السبيل: المسافر المنقطع به سفره بسبب نفاذ ما معه أو ضياعه. يعطى ما يوصله إلى بلده، وإن كان في طريقه إلى بلد قصده؛ أعطي ما يوصله ذلك البلد، وما يرجع به إلى بلده.
*
يدخل في ابن السبيل الضيف.

* إن بقى مع ابن السبيل أو الغازي أو الغارم أو المكاتب شيء مما أخذوه من الزكاة زائدًا عن حاجتهم؛ وجب عليهم رده.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "يجب صرفها إلى الأصناف الثمانية إن كانوا موجودين، وإلا؛ صرفت إلى الموجود منهم، ونقلها إلى حيث يوجدون".
وقال: "لا ينبغي أن يعطى منها إلا من يستعين بها على طاعة الله ... فمن لا يصلي من أهل الحاجات؛ لا يعطى منها، حتى يتوب ويلتزم بأداء الصلاة" انتهى.

  • ولا يجوز صرف الزكاة في غير هذه المصارف في المشاريع الخيرية كبناء المساجد والمدارس.
  • يجوز صرف جميع الزكاة في صنف واحد من هذه الأصناف. قال تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم}، ولحديث معاذ حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقال: ((أعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم))، متفق عليه، فلم يذكر في الآية والحديث إلا صنفا واحدًا، فدل على جواز صرفها إليه.
  • يجزئ الاقتصار على إنسان واحد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بني زريق بدفع صدقتهم إلى سلمة بن صخر، رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم لقيبصة: "أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة؛ فنأمر لك بها"؛ فدل الحديثان على جواز الاقتصار على شخص واحد من الأصناف الثمانية.
  • يستحب دفعها إلى أقاربه المحتاجين الذين لا تلزمه نفقتهم. الأقرب فالأقرب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((صدقتك على ذي القرابة صدقة وصلة))، رواه الخمسة وحسنه الترمذي.
  • ولا يجوز دفع الزكاة إلى بني هاشم: آل العباس/آل علي/آل جعفر/آل عقيل/آل الحارث بن عبد المطلب/آل أبي لهب.لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، وإنما هي أوساخ الناس))، أخرجه مسلم.
* لا يجوز دفع الزكاة إلى:
- امرأة فقيرة لها زوج غني ينفق عليها.
- فقير له قريب غني ينفق عليه.

- أقاربه الذين يلزمه الإنفاق عليهم؛ لأنه يقي بها ماله حينئذ، أما من كان ينفق عليه تبرعا فإنه يجوز، ففي الصحيح أن امرأة عبد الله سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن بني أخ لها أيتام في حجرها؛ أفتعطيهم زكاتها؟ قال: ((نعم)).
- أصوله، وهم آباؤه وأجداده، ولا إلى فروعه، وهم أولاده وأولاد أولاده، ولا إلى زوجته.

* ويجب على المسلم أن يتثبت من دفع الزكاة، فلو دفعها لمن ظنه مستحقا، فتبين أنه غير مستحق؛ لم تجزئه، أما إذا لم يتبين عدم استحقاقه؛ فالدفع إليه يجزيء؛ اكتفاء بغلبة الظن، ما لم يظهر خلافه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أتاه رجلان يسألانه من الصدقة، فقلب فيهما البصر، ورآهما جلدين، فقال:((إن شئتما أعطيتكما منها، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب)).

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 جمادى الأولى 1435هـ/30-03-2014م, 09:26 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

الملخص الفقهي (كتاب الصيام)
باب في ما يلزم من أفطر لكبر أو مرض

* أوجب الله صوم رمضان على المسلمين:
- أداءً (غير ذوي الأعذار).
- وقضاءً (ذوي الأعذار، الذين يستطيعون القضاء في أيام أخر)
.
من لا يستطيع الصيام أداء ولا قضاء (الكبير الهرم - المريض الذي لا يرجى برؤه)---> إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من الطعام.{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَهَا}{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}.

* المسافر/المريض مرضا يرجى زواله /الحامل /المرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على ولديهما/الحائض والنفساء---> يتحتم عليهم القضاء.{وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.

* فطر المريض الذي يضره الصوم + المسافر الذي يجوز له قصر الصلاة---> سنة. {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}؛ أي: فليفطر وليقض عدد ما أفطره.
وإن صاما مع المشقة = صح صومهما مع الكراهة.
((ليس من البر الصيام في السفر))الصحيحين

* الحائض والنفساء---> يحرم في حقها الصوم ولا يصح.

* المرضع والحامل ---> يحب عليهما القضاء. (
إن أفطرتا للخوف على ولدها---> قضاء + إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته)

*
يجب الفطر على من احتاج إليه لإنقاذ من وقع في هلكة؛ كالغريق ونحوه.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 جمادى الأولى 1435هـ/30-03-2014م, 09:27 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

كشف الشبهات
كشف الشبهة الثامنة وهي قولهم: الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام


* قل: وما معنى عبادة الأصنام؟
- إن قال: لا أعرف.
...
فقل له: كيف تفسر شيئاً بشيء وتحتج عليه، وأنت لا تعلمه؟ فإذا سكت فإنك تدلي عليه معنى عبادة الأصنام.
- إن قال: أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها؟.
... فتقول له: هذا يكذبه القرآن {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}
-
إن قال: هو من قصد خشبة أو حجراً أو بِنْية على قبر أو غيره يدعون ذلك، ويذبحون له ويقولون: إنه يقربنا إلى الله زلفى، ويدفع عنا ببركته ويعطينا ببركته.
...فقل له: صدقت، وهذا هو فعلكم عند الأحجار والبنايات التي على القبور، فهذا أقرّ أن فعلهم هذا هو عبادة الأصنام، وهو المطلوب
- إن كابر وقال: لسنا معتقدين فيهم الاستقلال، بل نعتقد فيهم الأسباب.
...فيجاب: بأن هذا السبب هو عينه الذي تعلق به المشركون، فإنهم قالوا:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}.

* قولك: (الشرك عبادة الأصنام)
..هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا، وأن الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك؟
..فإذا قال: نعم.
..قل: هذا يرده ما ذكره الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة، أو عيسى، أو الصالحين.
..{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}
..{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً}
..{وَيَوْم يَحْشُرهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُول لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27 جمادى الأولى 1436هـ/17-03-2015م, 10:19 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

عشريات ابن القيم
(القسم الأول)

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 شعبان 1436هـ/16-06-2015م, 01:54 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة محاضرة (فضل طلب العلم)


السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
من أوجه بيان فضل العلم:
1: أن بالعلم يتعرف العبد على أسباب رضوان الله تعالى وفضله وثوابه العظيم في الدنيا والآخرة، ويتعرف على ما يسلم به من سخط الله وعقابه.
2: أن بالعلم يعرف العبد كيف يصحح عبادته، فيجعلها خالصة لله تعالى، صوابا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم لتُقبل.
3: بالعلم يعرف ما يحب الله وما يكره إجمالًا وتفصيلًا، فيعرف كيف يتقرب إليه سبحانه.
4: بالعلم يعرف كيف يدفع كيد الشيطان، وكيف ينجو من فتن الليل والنهار.
5: أن الله تعالى يحب العلم والعلماء؛ وقد مدح الله العلماء وأثنى عليهم ورفع شأنهم، وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها.
6: بالعلم يتعرف العبد على أسماء الله تعالى، وصفاته، وأحكامه، ويعرف جزاءه على الأعمال في الدنيا والآخرة.
7: العلم يدل المرء على شريف الخصال ومحاسن الآداب، فيعرفه فضلها وثمراتها وآثارها، فيحرص على اكتسابها، ويُعرِّفه سوء آثار الخصال السيئة وقُبح عاقبتها.
8: العلم النافع سبب للحصول على الأجور العظيمة، والحسنات المتسلسلة التي لا تنقضي بإذن الله عز وجل.

السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً من السنّة على فضل طلب العلم.
من الكتاب:
قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به؛ فمن طلب العلم بنية صالحة حصل له من الرفعة -بإذن الله عز وجل- بقدر ما آتاه الله عز وجل من العلم.
وقال الله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، وقال تعالى:{قُلْ هَلْيَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
من السنة:
في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ))
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)) [رواه مسلم]

السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة في فضل طلب العلم.
"مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة" لابن القيم رحمه الله.
"فضل علم السلف على علم الخلف" لابن رجب رحمه الله.
"جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر.
كما أفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والدارمي، وغيرهم كثير.
وصنف كل من: أبونعيم الأصبهاني، وأبو العباس المُرهبي، كتابًا مفردًا مستقلًا في بيان فضل العلم أو الحث على طلبه.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء على صنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
· الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة الذين تعلموا الأحكام والسنن وعلّموها؛ وهم الذين يُرحل إليهم في طلب العلم، وفقه مسائل الأحكام في العبادات والمعاملات والقضاء .
· والصنف الآخر: أصحاب الخشية والخشوع على استقامةٍ وسداد؛ ولو كان أحدهم أميًا لا يقرأ ولا يكتب، ولم يشتغل بما اشتغل به كثير من المتفقهة؛ وسبب ذلك أنهم بما يوفّقون إليه من اليقين النافع الذي يصيب كبد الحقيقة، ويُفْرق لهم به بين الحق والباطل، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر والفهم والتبصر، يعلمون علمًا عظيمًا.
وقد تبين في الأدلة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم، ومن أدلة ذلك قول الله تعالى:{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}

السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
من العلوم الضارة: السحرُ، والتنجيمُ، والكهانةُ، وعلم الكلامِ، والفلسفةُ.
وهذه العلوم ضررها كبير؛ لأنها تخالف هُدَىٰ الشريعة، وفيها انتهاكٌ لحرماتِ الله عز وجل، وقولٌ على الله بغير علم، واعتداءٌ على شرعه، واعتداءٌ على عباده.
والفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة فيما لا ينفع، فيعرّض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم، وقد قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقد افتتن بعض المتعلمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافيةٍ منه، وسبب ذلك مخالفتهم لهُدَىٰ الله تعالى، واتباعهم غير سبيل المؤمنين.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29 شعبان 1436هـ/16-06-2015م, 01:55 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

إجابة أسئلة محاضرة (علاج الفتور في طلب العلم)


س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
أما على مستوى الفرد، فمن المعلوم أن العبد لا يمكنه معرفة هدى الله جل جلاله إلا بالعلم، ولا يتبع هذا الهدى إلا بالإيمان، وبذلك تحصل له العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام دينه، وكان له وعد من الله تعالى بالهداية والنصر، وإن خذله من خذله، وإن خالفه من خالفه. كما قال الله تعالى:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}
وبقدر ما يضعف العلم والإيمان؛ ينحط الفرد، وبقدر ما يزيد العلم والإيمان؛ يرتفع الفرد، كما قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
وكذلك على مستوى الأمة، فقد جعل الله تعالى رفعة هذه الأمة، وعزتها، ونجاتها لا تحقق إلا بالعلم والإيمان، كما قال تعالى: {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ يَزَالُ مِنْ أمتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ)) [رواه الشيخان من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وهذا لفظ البخاري]. فضَمِن الله تعالى لمن يقوم بأمره؛ أن لا يضره من يخذله ولا من يخالفه.
وكلما كانت الأمة أكثر حظًا ونصيبًا من العلم والإيمان؛ كانت رفعتها وعزتها أظهر وأشهر، وكلما ضعف حظها منهما؛ كانت أكثر تخلفًا وانحطاطًا وذلًا، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
· النوع الأول: فتور تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من الضعف والنقص؛ وهذا من طبائع النفوس، ولا يُلام عليه الإنسان، وهذا فتور عارض.
والدليل عليه ما رواه ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح، عن عبد الله بن عمر بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَتِي فَقَدْ اهْتَدَى ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)) [وأخرجه أيضًا الإمام أحمد، والطحاوي، وابن حبان].
فهذا الحديث يبيّن لنا أن كل عمل يعمله الإنسان فله فترة، فمن كانت كانت فترته إلى قصد واعتدال بما لا يخل بالفرائض؛ فهو هو غير ملوم، وأنه بمثابة إجمام النفس، ومن كانت فترته إلى انقطاع، وإلى سلوك غير سبيل السنة؛ فهو مذموم.
وهذا الفتور لا ينبغي علاجه بمغالبته بالجد والاجتهاد والقضاء عليه، فهذا خلاف فطرة الإنسان، وإنما يكون علاجه بإعطاء النفس حقها، من الراحة والاستجمام والقصد والاعتدال، وأن يحرص - في فترته - أن يضبط الحد الأدنى من العلم، حتى لا ينقطع عن العلم انقطاعًا كليًا. وبين ابن القيم رحمه الله أن هذا الفتور العارض له حِكمٌ من الله عز وجل، وأن به يتبين الصادق من الكاذب.

· النوع الآخر من الفتور- وهوالفتور الذي يُلام عليه العبد -: هو الفتور الذي يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر.
وإذا ضعف اليقين والصبر؛ سُلّطت على الإنسان آفات من كيد الشيطان، وعلل النفس، وعواقب الذنوب، ولا سبيل له إلى الخلاص منها إلا بالاعتصام بالله تعالى، وبالإلحاح عليه في الدعاء أن يرزقه العلم والإيمان، وأن يصرف عنه كيد الشيطان، وأن يعيذه من شره نفسه، ومن سيئات أعماله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَاوَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا)).

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
يا من كان يوما يسلك خير طريق، ويروم أسمى الفضائل، ويسعى لحمل راية الدعوة إلى دين الله تعالى، ويرجو الظفر بميراث النبي صلى الله عليه وسلم.
أي شيء هذا الذي حاد بك عن الطريق؟!
وأي شيء فاق فضله فضل طلب العلم فقدمته عليه؟!
وما قدر هذا الذي صرفك عن عظيم مبتغاك وأنساك شرف مطلوبك؟!
أهي الدنيا وملذاتها الفانية؟!!
كيف ومثلك لا يخفى عليه حقيقة قدر هذه الدنيا، وأنها بمتاعها وزينتها لا تساوي عند الله جناح بعوضة؟!، بل هي ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالم أو متعلم، واعلم - وفقك الله - أن السعيد فيها ليس المستكثر منها، وإنما هم أهل العلم والإيمان وإن كانوا في شظف من العيش، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ))، فخذ من الدنيا ما يكون بلاغًا لك إلى طاعة الله عز وجل، والتقرب إليه، واترك فضولها.
ثق أن الشيطان يكيد لك كيدًا عظيمًا ليحرمك من فضائل طلب العلم؛ فكن على حذر منه، واعتصم بالله تعالى، وألح عليه في الدعاء أن يصرف عنك كيد الشيطان، وأن يعيذك من شر نفسك، ومن سيئات أعمالك، فإنها من أعظم الصوارف عما ينفعك في دينك ودنياك، واطلب الهدى منه جل وعلا، وأكثر من ذكره ففيه صلاح لقلبك، {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
واعلم أن الفضائل والمعالي لا تنال براحة الجسد، وأن ما تلاقيه من تعب ومشقة في طلب العلم لا يضيع أجره عند الله تعالى، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (حُفت النار بالشهوات وحُفت الجنة بالمكاره).

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
1: ضعف اليقين، وضعف الصبر. وهذا هو السبب الجامع للفتور.
إذا ضعف اليقين؛ ضعفت العزيمة، ودنت الهمة، وسهلت، واحتجب عن العبد هدى الله عز وجل، واتبع المرء هواه، فافتتن بالدنيا، وغرّه طول الأمل، وغفل وقسى قلبه، والتفت إلى وساوس الشياطين. قال الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
وضعف الصبر كذلك له آثار خطيرة، تؤدي بالإنسان إلى أسباب عديدة تؤدي به إلى الفتور؛ فمنها: وهن النفس، وضعف العزيمة، وسرعة التأثر بالأعراض، وطلب الأمور العاجلة التي لا يحتاج المرء فيها إلى الصبر.

2: علل النفس الخفية.
بعضها ناتج عن ضعف اليقين؛ مثل العجب، والرياء، والحرص على المال والشرف؛ وبعضها ناتج عن ضعف الصبر؛ مثل وهن العزيمة، وسرعة التأثر بالأعراض، والعوائق، والعوائد. وإذا ضعف صبر الإنسان كان أسرع شيئًا إلى اتباع هواه، وإذا اتبع المرء هواه، وقسى قلبه، وطال أمله؛ دبت إليه آفات كثيرة تؤدي به إلى الفتور.

3: عواقب الذنوب.
الإنسان قد يقترف بعض الذنوب الخطيرة، التي قد يعُاقب عليها؛ بالحرمان من فضل طلب العلم، والحرمان من بركة العلم؛ كالوقيعة في الأعراض،- وخصوصًا أعراض العلماء-، وكذلك التفاخر على الأقران.

4: تحميل النفس ما لا تطيق.
قد يدفع المرء للانقطاع عن طلب العلم.

5: العوائد الخاطئة في طرق طلب العلم.
إذا سلك طريقة عسرة شاقة، غير محتملة، قد يؤدي به ذلك إلى ترك طلب العلم أو الفتور في طلبه؛
فينبغي أن يسلك طريقة ميسرة غير شاقة، نافعةٍ، وصحيحه في طلب العلم.

6: الموازنات الجائرة.
إذا وازن نفسه بكبار العلماء، ورأى أنه لم يتمكن من محاكاتهم ومجاراتهم، وأنه لم يطق ما أطاقوه؛ عاد على نفسه باللوم والتعنيف، وربما قاده ذلك إلى الفتور والانقطاع.

7: الرفقة السيئة.
الرفقة السيئة لها أثر خصوصًا إذا كان في قلب المرء نوازع إلى الاستمتاع ببعض شهوات الدنيا، حيث يرغبونه في فضول المباحات، ثم في بعض المكروهات، ثم ربما جرّوه إلى المحرمات، وأقل ما يصيبه منهم أنهم يلهونه عن طلب العلم.

8: التذبذب في مناهج طلب العلم.
كالذي يقرأ في كتاب، ثم ينتقل إلى آخر قبل أن يتمه، أو يقرأ عند شيخ، ثم عند شيخٍ آخر في نفس العلم؛ ولا يكمل عند هذا، ولا عند هذا، فتمر عليه الأيام والشهور والسنين، وهو لم يحصّل شيئًا، فيفتر عن طلب العلم، وينقطع.

س5: اذكر سبعة وصايا لعلاج الفتور، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
1: تحصيل اليقين وتحصيل الصبر.
فاليقين يُثمر في قلب الموقن قوة العلم، حتى يكاد يستوي عنده الغيب والشهادة من قوة التصديق؛ التصديق بالثواب، والتصديق بالعقاب، فيكون في قلبه من الرغبة، والرهبة، والخشية، والإنابة ما يجعل ذلك القلب صالحًا بإذن الله تعالى
مما يعين على اكتساب اليقين: إقبال القلب على الله تعالى؛ وطلب الهدى منه جل وعلا، وكثرة الذكر والتذكر، ومعاودة التفكر والتدبر، حتى يكون العلم يقيني يقر في قلب صاحبه، فيحيى به، ويبصر به، ويمشي به، ويتكلم به، ويقوم به {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} فالعلم المراد هنا هو علم اليقين؛ وهو مستمد من التصديق الذي هو حقيقة الإيمان.
وأما الصبر فينال بالتصبر، وفي الحديث: ((وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ))، وقال الله عز وجل لنبيه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} وهذا مما يعين على الصبر؛ اليقين بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولايضيع أجر كل حسنة، وإن كانت مثقال ذرة، قال الله عز وجل: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}

2: الفرح بفضل الله، وشكر نعمة الله.
هاتان الخصلتان إذا كانتا عند طالب العلم، ورسختا في قلبه، وانتهجهما في عمله؛ فليبشر بخير عظيم، وبركات كثيرة؛ فإن الله عز وجل يحب من يفرح بفضله -الفرح المحمود- {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، وإذا أحبه الله عز وجل منه؛ توالت عليه زيادات هذا العمل، وكذلك إذا كان العبد يشكر الله عز وجل؛ - الشكر بالثناء، الشكر بالعمل، الشكر بطلب المزيد -؛ فإن الله عز وجل يعطيه، ويزيده.

3: تذكير النفس بفضل العلم وشرفه.
هذا مما يزيده يقينًا، ويزيل عنه حجاب الغفلة وطول الأمد، وما يحصل له من نسيان بعض فضائل طلب العلم.

4: الإعراض عن اللغو.
الإعراض عن اللغو من أعظم أسباب الفلاح، جعله الله عز وجل بعد الصلاة مباشرة في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون}.
ولا يستقيم لطالب العلم حصول طلب العلم على الوجه الصحيح المرضي، وهو لا يعرض عن اللغو فالإعراض عن اللغو حماية من كثير من الآفات التي تتسلط على الإنسان بسببه.

5: معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها ما لا تطيق.
ينبغي لطالب العلم أن يعرف قدر نفسه، قدر ما تطيقه، فيأخذ من الأمور بما يطيق، وفيما ييسره الله عز وجل{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا}، فإنه بعد ذلك تنفتح له أبواب العلم بإذن الله عز وجل.

6: الحذر من علل النفس الخفية.
التي قد يحرم بسببها من بركة العلم، ومن مواصلة طلب العلم؛ كالعجب، والغرور، والمراءاة، والتسميع، وحب الرياسة، والعلو في الأرض، والمراء، والتعالي، والتفاخر، ونحو ذلك.

7: تنظيم الوقت؛ وتقسيم الأعمال إلى أقسام.
هذا يعينه على إتمام أعمال كثيرة بإذن الله عز وجل؛ وشعور المرء بالإنجاز؛ يدفعه إلى المواصلة في طلب العلم، وإلى أيضًا علاج الفتور، لأنه يجد أن لعمله ثمره، وأنه قد حصّل شيئًا من ثمرة العمل، فيدفعه ذلك إلى الاستكثار من العمل.

8: سلوك المنهج الصحيح في طلب العلم.
يسلك طالب العلم في طلبه للعلم منهجًا صحيحًا موصلًا إلى غايته بإذن الله؛ ويحذر من التذبذب بين المناهج، والكتب، والشيوخ، ويسير على خطة منتظمة.

9: اختيار صحبةٌ صالحة.
هذا مهم جدًا، ومعين على طلب العلم.

10: الحرص على بذل العلم.
فإن العلم يزكو بتبلغيه، وتعليمه، وتبليغ العلم وتعليمه يدفع طالب العلم إلى الاستكثار من العلم، بالبحث، والسؤال، والتنقيب؛ و سيجد طالب العلم أنه بعض مٌضي فترة من الوقت، قد أجاب على عدد كبير من الأسئلة؛ فيجد أن لديه علم كثير بسبب هذا.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 7 رمضان 1436هـ/23-06-2015م, 04:05 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة محاضرة (فضل طلب العلم)


السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
من أوجه بيان فضل العلم:
1: أن بالعلم يتعرف العبد على أسباب رضوان الله تعالى وفضله وثوابه العظيم في الدنيا والآخرة، ويتعرف على ما يسلم به من سخط الله وعقابه.
2: أن بالعلم يعرف العبد كيف يصحح عبادته، فيجعلها خالصة لله تعالى، صوابا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم لتُقبل.
3: بالعلم يعرف ما يحب الله وما يكره إجمالًا وتفصيلًا، فيعرف كيف يتقرب إليه سبحانه.
4: بالعلم يعرف كيف يدفع كيد الشيطان، وكيف ينجو من فتن الليل والنهار.
5: أن الله تعالى يحب العلم والعلماء؛ وقد مدح الله العلماء وأثنى عليهم ورفع شأنهم، وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها.
6: بالعلم يتعرف العبد على أسماء الله تعالى، وصفاته، وأحكامه، ويعرف جزاءه على الأعمال في الدنيا والآخرة.
7: العلم يدل المرء على شريف الخصال ومحاسن الآداب، فيعرفه فضلها وثمراتها وآثارها، فيحرص على اكتسابها، ويُعرِّفه سوء آثار الخصال السيئة وقُبح عاقبتها.
8: العلم النافع سبب للحصول على الأجور العظيمة، والحسنات المتسلسلة التي لا تنقضي بإذن الله عز وجل.

السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً من السنّة على فضل طلب العلم.
من الكتاب:
قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به؛ فمن طلب العلم بنية صالحة حصل له من الرفعة -بإذن الله عز وجل- بقدر ما آتاه الله عز وجل من العلم.
وقال الله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، وقال تعالى:{قُلْ هَلْيَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
من السنة:
في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ))
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)) [رواه مسلم]

السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة في فضل طلب العلم.
"مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة" لابن القيم رحمه الله.
"فضل علم السلف على علم الخلف" لابن رجب رحمه الله.
"جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر.
كما أفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والدارمي، وغيرهم كثير.
وصنف كل من: أبونعيم الأصبهاني، وأبو العباس المُرهبي، كتابًا مفردًا مستقلًا في بيان فضل العلم أو الحث على طلبه.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء على صنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
· الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة الذين تعلموا الأحكام والسنن وعلّموها؛ وهم الذين يُرحل إليهم في طلب العلم، وفقه مسائل الأحكام في العبادات والمعاملات والقضاء .
· والصنف الآخر: أصحاب الخشية والخشوع على استقامةٍ وسداد؛ ولو كان أحدهم أميًا لا يقرأ ولا يكتب، ولم يشتغل بما اشتغل به كثير من المتفقهة؛ وسبب ذلك أنهم بما يوفّقون إليه من اليقين النافع الذي يصيب كبد الحقيقة، ويُفْرق لهم به بين الحق والباطل، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر والفهم والتبصر، يعلمون علمًا عظيمًا.
وقد تبين في الأدلة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم، ومن أدلة ذلك قول الله تعالى:{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} أحسنتِ في ذكر الدليل ، ولو ذكرتِ وجه الاستدلال به لكان الإجابة أتم .

السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
من العلوم الضارة: السحرُ، والتنجيمُ، والكهانةُ، وعلم الكلامِ، والفلسفةُ.
وهذه العلوم ضررها كبير؛ لأنها تخالف هُدَىٰ الشريعة، وفيها انتهاكٌ لحرماتِ الله عز وجل، وقولٌ على الله بغير علم، واعتداءٌ على شرعه، واعتداءٌ على عباده.
والفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة فيما لا ينفع، فيعرّض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم، وقد قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقد افتتن بعض المتعلمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافيةٍ منه، وسبب ذلك مخالفتهم لهُدَىٰ الله تعالى، واتباعهم غير سبيل المؤمنين.
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .
إجابتك جيدة ، وتنسيقكِ متميز ، بارك الله فيك ، وهناك ملاحظات يسيرة يرجى مراعاتها .
وبالنسبة للسؤال الخامس ، لو حررت العناصر هكذا :

العلم منه نافع وغير نافع :
والعلم الذي لا ينفع فسر بتفسيرين :
الأول : العلوم الضارة [السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تخالف هدى الشريعة ، وفيها انتهاك لحرمات الله ، وقول على الله بغير علم ، واعتداء على شرعه واعتداء على عباده] فكل ذلك من العلوم الضارة .
والثاني : عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها : بسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم .
والعلوم التي لا تنفع كثيرة ، ومن أبرز علاماتها : مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة ، فكل علم تجده يصد عن طاعة الله ، أو يزين معصية الله ، أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه ، أو العكس فهو غير نافع وإن زخرفه أصحابه وادعوا فيه ما ادعوا .

خطر الانشغال بها وضرر تعلمها :
الفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة في ما لا ينفع ، فيعرض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم ، وقد قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .

لكانت أجود وأفضل تحريرا .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 7 رمضان 1436هـ/23-06-2015م, 05:30 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة محاضرة (علاج الفتور في طلب العلم)


س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
أما على مستوى الفرد، فمن المعلوم أن العبد لا يمكنه معرفة هدى الله جل جلاله إلا بالعلم، ولا يتبع هذا الهدى إلا بالإيمان، وبذلك تحصل له العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام دينه، وكان له وعد من الله تعالى بالهداية والنصر، وإن خذله من خذله، وإن خالفه من خالفه. كما قال الله تعالى:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}
وبقدر ما يضعف العلم والإيمان؛ ينحط الفرد، وبقدر ما يزيد العلم والإيمان؛ يرتفع الفرد، كما قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
وكذلك على مستوى الأمة، فقد جعل الله تعالى رفعة هذه الأمة، وعزتها، ونجاتها لا تحقق إلا بالعلم والإيمان، كما قال تعالى: {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ يَزَالُ مِنْ أمتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ)) [رواه الشيخان من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وهذا لفظ البخاري]. فضَمِن الله تعالى لمن يقوم بأمره؛ أن لا يضره من يخذله ولا من يخالفه.
وكلما كانت الأمة أكثر حظًا ونصيبًا من العلم والإيمان؛ كانت رفعتها وعزتها أظهر وأشهر، وكلما ضعف حظها منهما؛ كانت أكثر تخلفًا وانحطاطًا وذلًا، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
· النوع الأول: فتور تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من الضعف والنقص؛ وهذا من طبائع النفوس، ولا يُلام عليه الإنسان، وهذا فتور عارض.
والدليل عليه ما رواه ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح، عن عبد الله بن عمر بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَتِي فَقَدْ اهْتَدَى ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)) [وأخرجه أيضًا الإمام أحمد، والطحاوي، وابن حبان].
فهذا الحديث يبيّن لنا أن كل عمل يعمله الإنسان فله فترة، فمن كانت كانت فترته إلى قصد واعتدال بما لا يخل بالفرائض؛ فهو هو غير ملوم، وأنه بمثابة إجمام النفس، ومن كانت فترته إلى انقطاع، وإلى سلوك غير سبيل السنة؛ فهو مذموم.
وهذا الفتور لا ينبغي علاجه بمغالبته بالجد والاجتهاد والقضاء عليه، فهذا خلاف فطرة الإنسان، وإنما يكون علاجه بإعطاء النفس حقها، من الراحة والاستجمام والقصد والاعتدال، وأن يحرص - في فترته - أن يضبط الحد الأدنى من العلم، حتى لا ينقطع عن العلم انقطاعًا كليًا. وبين ابن القيم رحمه الله أن هذا الفتور العارض له حِكمٌ من الله عز وجل، وأن به يتبين الصادق من الكاذب.

· النوع الآخر من الفتور- وهوالفتور الذي يُلام عليه العبد -: هو الفتور الذي يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر.
وإذا ضعف اليقين والصبر؛ سُلّطت على الإنسان آفات من كيد الشيطان، وعلل النفس، وعواقب الذنوب، ولا سبيل له إلى الخلاص منها إلا بالاعتصام بالله تعالى، وبالإلحاح عليه في الدعاء أن يرزقه العلم والإيمان، وأن يصرف عنه كيد الشيطان، وأن يعيذه من شره نفسه، ومن سيئات أعماله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَاوَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا)).

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
يا من كان يوما يسلك خير طريق، ويروم أسمى الفضائل، ويسعى لحمل راية الدعوة إلى دين الله تعالى، ويرجو الظفر بميراث النبي صلى الله عليه وسلم.
أي شيء هذا الذي حاد بك عن الطريق؟!
وأي شيء فاق فضله فضل طلب العلم فقدمته عليه؟!
وما قدر هذا الذي صرفك عن عظيم مبتغاك وأنساك شرف مطلوبك؟!
أهي الدنيا وملذاتها الفانية؟!!
كيف ومثلك لا يخفى عليه حقيقة قدر هذه الدنيا، وأنها بمتاعها وزينتها لا تساوي عند الله جناح بعوضة؟!، بل هي ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالم أو متعلم، واعلم - وفقك الله - أن السعيد فيها ليس المستكثر منها، وإنما هم أهل العلم والإيمان وإن كانوا في شظف من العيش، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ))، فخذ من الدنيا ما يكون بلاغًا لك إلى طاعة الله عز وجل، والتقرب إليه، واترك فضولها.
ثق أن الشيطان يكيد لك كيدًا عظيمًا ليحرمك من فضائل طلب العلم؛ فكن على حذر منه، واعتصم بالله تعالى، وألح عليه في الدعاء أن يصرف عنك كيد الشيطان، وأن يعيذك من شر نفسك، ومن سيئات أعمالك، فإنها من أعظم الصوارف عما ينفعك في دينك ودنياك، واطلب الهدى منه جل وعلا، وأكثر من ذكره ففيه صلاح لقلبك، {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
واعلم أن الفضائل والمعالي لا تنال براحة الجسد، وأن ما تلاقيه من تعب ومشقة في طلب العلم لا يضيع أجره عند الله تعالى، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (حُفت النار بالشهوات وحُفت الجنة بالمكاره). [أحسنتِ ، سددكِ الله ، ونفع بك] .

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
1: ضعف اليقين، وضعف الصبر. وهذا هو السبب الجامع للفتور.
إذا ضعف اليقين؛ ضعفت العزيمة، ودنت الهمة، وسهلت، واحتجب عن العبد هدى الله عز وجل، واتبع المرء هواه، فافتتن بالدنيا، وغرّه طول الأمل، وغفل وقسى قلبه، والتفت إلى وساوس الشياطين. قال الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
وضعف الصبر كذلك له آثار خطيرة، تؤدي بالإنسان إلى أسباب عديدة تؤدي به إلى الفتور؛ فمنها: وهن النفس، وضعف العزيمة، وسرعة التأثر بالأعراض، وطلب الأمور العاجلة التي لا يحتاج المرء فيها إلى الصبر.

2: علل النفس الخفية.
بعضها ناتج عن ضعف اليقين؛ مثل العجب، والرياء، والحرص على المال والشرف؛ وبعضها ناتج عن ضعف الصبر؛ مثل وهن العزيمة، وسرعة التأثر بالأعراض، والعوائق، والعوائد. وإذا ضعف صبر الإنسان كان أسرع شيئًا إلى اتباع هواه، وإذا اتبع المرء هواه، وقسى قلبه، وطال أمله؛ دبت إليه آفات كثيرة تؤدي به إلى الفتور.

3: عواقب الذنوب.
الإنسان قد يقترف بعض الذنوب الخطيرة، التي قد يعُاقب عليها؛ بالحرمان من فضل طلب العلم، والحرمان من بركة العلم؛ كالوقيعة في الأعراض،- وخصوصًا أعراض العلماء-، وكذلك التفاخر على الأقران.

4: تحميل النفس ما لا تطيق.
قد يدفع المرء للانقطاع عن طلب العلم.

5: العوائد الخاطئة في طرق طلب العلم.
إذا سلك طريقة عسرة شاقة، غير محتملة، قد يؤدي به ذلك إلى ترك طلب العلم أو الفتور في طلبه؛
فينبغي أن يسلك طريقة ميسرة غير شاقة، نافعةٍ، وصحيحه في طلب العلم.

6: الموازنات الجائرة.
إذا وازن نفسه بكبار العلماء، ورأى أنه لم يتمكن من محاكاتهم ومجاراتهم، وأنه لم يطق ما أطاقوه؛ عاد على نفسه باللوم والتعنيف، وربما قاده ذلك إلى الفتور والانقطاع.

7: الرفقة السيئة.
الرفقة السيئة لها أثر خصوصًا إذا كان في قلب المرء نوازع إلى الاستمتاع ببعض شهوات الدنيا، حيث يرغبونه في فضول المباحات، ثم في بعض المكروهات، ثم ربما جرّوه إلى المحرمات، وأقل ما يصيبه منهم أنهم يلهونه عن طلب العلم.

8: التذبذب في مناهج طلب العلم.
كالذي يقرأ في كتاب، ثم ينتقل إلى آخر قبل أن يتمه، أو يقرأ عند شيخ، ثم عند شيخٍ آخر في نفس العلم؛ ولا يكمل عند هذا، ولا عند هذا، فتمر عليه الأيام والشهور والسنين، وهو لم يحصّل شيئًا، فيفتر عن طلب العلم، وينقطع.

س5: اذكر سبعة وصايا لعلاج الفتور، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
1: تحصيل اليقين وتحصيل الصبر.
فاليقين يُثمر في قلب الموقن قوة العلم، حتى يكاد يستوي عنده الغيب والشهادة من قوة التصديق؛ التصديق بالثواب، والتصديق بالعقاب، فيكون في قلبه من الرغبة، والرهبة، والخشية، والإنابة ما يجعل ذلك القلب صالحًا بإذن الله تعالى
مما يعين على اكتساب اليقين: إقبال القلب على الله تعالى؛ وطلب الهدى منه جل وعلا، وكثرة الذكر والتذكر، ومعاودة التفكر والتدبر، حتى يكون العلم يقيني يقر في قلب صاحبه، فيحيى به، ويبصر به، ويمشي به، ويتكلم به، ويقوم به {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} فالعلم المراد هنا هو علم اليقين؛ وهو مستمد من التصديق الذي هو حقيقة الإيمان.
وأما الصبر فينال بالتصبر، وفي الحديث: ((وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ))، وقال الله عز وجل لنبيه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} وهذا مما يعين على الصبر؛ اليقين بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولايضيع أجر كل حسنة، وإن كانت مثقال ذرة، قال الله عز وجل: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}

2: الفرح بفضل الله، وشكر نعمة الله.
هاتان الخصلتان إذا كانتا عند طالب العلم، ورسختا في قلبه، وانتهجهما في عمله؛ فليبشر بخير عظيم، وبركات كثيرة؛ فإن الله عز وجل يحب من يفرح بفضله -الفرح المحمود- {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، وإذا أحبه الله عز وجل منه؛ توالت عليه زيادات هذا العمل، وكذلك إذا كان العبد يشكر الله عز وجل؛ - الشكر بالثناء، الشكر بالعمل، الشكر بطلب المزيد -؛ فإن الله عز وجل يعطيه، ويزيده.

3: تذكير النفس بفضل العلم وشرفه.
هذا مما يزيده يقينًا، ويزيل عنه حجاب الغفلة وطول الأمد، وما يحصل له من نسيان بعض فضائل طلب العلم.

4: الإعراض عن اللغو.
الإعراض عن اللغو من أعظم أسباب الفلاح، جعله الله عز وجل بعد الصلاة مباشرة في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون}.
ولا يستقيم لطالب العلم حصول طلب العلم على الوجه الصحيح المرضي، وهو لا يعرض عن اللغو فالإعراض عن اللغو حماية من كثير من الآفات التي تتسلط على الإنسان بسببه.

5: معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها ما لا تطيق.
ينبغي لطالب العلم أن يعرف قدر نفسه، قدر ما تطيقه، فيأخذ من الأمور بما يطيق، وفيما ييسره الله عز وجل{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا}، فإنه بعد ذلك تنفتح له أبواب العلم بإذن الله عز وجل.

6: الحذر من علل النفس الخفية.
التي قد يحرم بسببها من بركة العلم، ومن مواصلة طلب العلم؛ كالعجب، والغرور، والمراءاة، والتسميع، وحب الرياسة، والعلو في الأرض، والمراء، والتعالي، والتفاخر، ونحو ذلك.

7: تنظيم الوقت؛ وتقسيم الأعمال إلى أقسام.
هذا يعينه على إتمام أعمال كثيرة بإذن الله عز وجل؛ وشعور المرء بالإنجاز؛ يدفعه إلى المواصلة في طلب العلم، وإلى أيضًا علاج الفتور، لأنه يجد أن لعمله ثمره، وأنه قد حصّل شيئًا من ثمرة العمل، فيدفعه ذلك إلى الاستكثار من العمل.

8: سلوك المنهج الصحيح في طلب العلم.
يسلك طالب العلم في طلبه للعلم منهجًا صحيحًا موصلًا إلى غايته بإذن الله؛ ويحذر من التذبذب بين المناهج، والكتب، والشيوخ، ويسير على خطة منتظمة.

9: اختيار صحبةٌ صالحة.
هذا مهم جدًا، ومعين على طلب العلم.

10: الحرص على بذل العلم.
فإن العلم يزكو بتبلغيه، وتعليمه، وتبليغ العلم وتعليمه يدفع طالب العلم إلى الاستكثار من العلم، بالبحث، والسؤال، والتنقيب؛ و سيجد طالب العلم أنه بعض مٌضي فترة من الوقت، قد أجاب على عدد كبير من الأسئلة؛ فيجد أن لديه علم كثير بسبب هذا.
بارك الله فيكِ ، جواب جيد ، وتنسيق متميز ، ولو حررنا الإجابة في السؤال الأول ، وعنصرناها فقلنا :
  • - بيان ذلك من القرآن : .... .
  • - بيان ذلك من السنة : ..... .
  • - بيان ذلك من الواقع والتاريخ : ..... .
لعلها تكون أجود تحريرا .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir