دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 25 محرم 1441هـ/24-09-2019م, 10:40 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

مجلس أداء التطبيق الثالث من تطبيقات مهارات التخريج

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1-قول زر بن حبيش: أخرجه عبد بن حميد والفراء وابن جرير الطبري (في تفسيره من طرق) كلهم من طريق عاصم عن زر بن حبيش
وقوله الظنين المتهم والضنين البخيل:
وهما قراءتان متواترتان قراءة بالظاء {ظنين }أي مظنون به والمعنى ليس بمتهم من الظنة والتهمة وهى قراءة ابن كثيرٍ، وأبو عمرٍو، والكسائيّ، وابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وزيد بن ثابتٍ، وابن عمر، وابن الزّبير، وعائشة، وعمر بن عبد العزيز، وابن جبيرٍ، وعروة بن الزّبير، ومسلم بن جندبٍ، ومجاهدٌ وغيرهم وهى قراءة ثابتة بالتواتر
وقراءة بالضاد {ضنين}من الضن وهو البخل وهى قراءة نافعٍ، وعاصمٍ، وابن عامرٍ، وحمزة، وعثمان بن عفّان، وابن عبّاسٍ، والحسن، وأبي رجاءٍ، والأعرج، وأبي جعفرٍ، وشيبة، وجماعةٍ وافرةٍ وهى قراءة متواترة أيضا وهى الموافقة لخط المصحف الإمام
وكل من هؤلاء يقرأ على حرفه لا ينكر من قرأ على الحرف الآخر وكيف ذاك وقد ثبتت تلك القراءتان عن النبي صلى الله عليه وسلم
، قال سفيان بن عيينة: (ظنينٌ) و(ضنينٌ) سواءٌ، أي: ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ، والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل
-والمعنى في قراءة الظاء أي ليس بمتهم في تبليغ الوحى فلايكذب على الله تعالى
-وفي قراءة الضاد :يحتمل أحد معنيين الأول أي يضن بالشيء حتى يعطى عليه أجر كحلوان الكاهن وفي ضمنها نفي الكهانة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الثانى :ضنين بمعنى كاتم (مجاز مرسل) بعلاقة اللزوم لأن الكتمان بخل بالأمر المعلوم
-والمعنى ليس ببخيل عما أعطاه الله من القرآن فإنه بلغه وعلمه وبينه ولم يضن به عليكم فكلا القراءتين معناه صحيح والذي لايكذب على الله تعالى فهو أمين والأمين يبلغ البلاغ التام كما أمر لايضن عما أمر به من البلاغ
-فلا ترجيح بين القراءتين بل نجمع بينهما لثبوتهما تواترا وأن معنى الآية يحتملهما قطعا.

الرد على من رجح إحدى القراءتين على الأخرى :

فمن قرأ {ظنين}احتج بحرف {على }أى لست بمتهم عليه كما تقول ما أنت على فلان بمتهم وهو مناسب لهذه القراءة دون الأخرى
وقيل ظنين بمعنى ضعيف أي لست ضعيف القوة عليه كما يقال للبئر قليلة الماء بئر ظنون والعرب تقول للرجل الضعيف ظنون وظنين من قولهم ناقة شروب وشريب ،كما ذكر الفراء وابن عطية
فلو كان {عن} أو {الباء} مكان {على }كان ملائما ل{ضنين} كما تقول ما هو بضنين بالغيب أو ما هو عن الغيب بضنين وقال ابن عاشور على بمعنى الباء أى ماهو بالغيب بضنين كقوله تعالى {حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق} أى حقيق بي ووجه استعمال على مكان الباء في قراءة الضاد لتضمين معنى الحرص وهو شدة البخل،ووجه استعمال على في قراءة الظاء ظنيت للإستعلاء المجازى أى لست بمتهم في أمر الغيب

الدراسة والترجيح :
-رأى ابن جرير أن أولى القراءتين عنده بالصواب هى قراءة الضاد وعلة ذلك عنده اتفاق خطوط المصاحف على حرف الضاد وإن اختلفت قراءتهم به
-وقد أحسن ابن عاشور رحمه الله في تحرير المسألة وخلاصة ماذكره:
-أنه لايشترط موافقة القراءة لخط المصحف الإمام إذا ثبتت القراءة بالتواتر وإن تواتر القراءة مقدم على تواتر الخط إن كان للخط تواتر.
-تواتر القراءتين دليل أن الله أنزله بالوجهين وأراد كلا المعنيين
-أن ما اعتذر به أبو عبيدة عن اتفاق المصاحف على خط الضاد دون الظاء رغم تواتر قراءة الظاء لأجل شدة التشابه بينهما في الخط لا حاجة له وذلك أن كتابة المصاحف على حرف دون الآخر وجهه أنهم اعتمدوا على كتابة إحداهما ووكلوا الأخرى للقراءة لتواترها أيضا لا لإختلاف بينهم في الكتابة
وأقول: أن مارواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور عن هشام بن عروة عن عائشة وقولها (أن الكتاب يخطئون في المصاحف) فإن هذا القول عنها رضي الله عنها لايصح


2-قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
في الآية مسائل:
الأولى :المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم
الثانية :معنى ازدادوا كفرا
الثالثة :علة عدم قبول توبتهم

المسألة الأولى :المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم ،جاء فيها أقوال:
قول أبي العالية: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم)
-رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن جرير من طرق عن داود بن أبي هند عن أبي العالية بألفاظ متقاربة وهو قول الحسن أيضا رواه ابن جرير من طريق عباد بن منصور
-أقوال أخرى في المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم :
- هم اليهود الذين كفروا بعيسى والإنجيل ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، رواه ابن جريروابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة ورواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور وقال معمر :قال مثل ذلك عطاء الخراسانى
-نزلت في قوم ارتدوا بعد إسلامهم ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا لرسول الله فنزلت الآية ،رواه البزار من طريق عكرمة عن ابن عباس كما ذكر ابن كثير في تفسيره
ويبدو لى أن هذا هو معنى قول ابن جرير :الذين كفروا بعد إيمانهم بأنبيائهم وهو قول مجاهد

المسألة الثانية :معنى قوله {ثم ازدادوا كفرا}
ومعنى ازدادوا كفرا مبنى على المراد ب{الذين كفروا بعد إيمانهم}:
-فعلى القول بأن المراد بهم اليهود والنصارى الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بأنبيائهم وازدادوا كفرا أى بما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي حال كفرهم وهو قول أبي العالية
-وعلى القول بأن المراد بالذين كفروا اليهود كفروا بعيسى بعد إيمانهم بنبيهم ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو قول قتادة وعطاء الخراسانى
-وأما القول بأنهم قوم ارتدوا بعد إسلامهم فيكون معنى ازديادهم الكفر أى تموا على كفرهم وماتوا عليه فتلك زيادة كفرهم و هو قول مجاهد

المسألة الثالثة : علة عدم قبول توبتهم
-أي هؤلاء اليهود والنصارى الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بأنبيائهم لن تقبل توبتهم من الذنوب وهم على حال الكفر والضلالة ولذا قال تعالى بعدها {وأولئك هم الضالون} وهو قول أبي العالية
-وقيل لن تقبل توبتهم إذا حضرهم الموت وهو قول الحسن والسدى
-وأما على القول بأنهم الذين ارتدوا بعد إسلامهم ثم أسلموا ثم ارتدوا فالمراد عدم قبول توبتهم الأولى ولاتنفعهم لكفرهم الآخر وموتهم عليه وهو معنى قول مجاهد وصرح به ابن جريج

الدراسة والترجيح:

-أما القول الأول بأنهم اليهود والنصارى الذين آمنوا بأنبيائهم وكفروا بمحمد أو على القول بأنهم اليهود الذين كفروا بعيسى ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن توبتهم من الذنوب حال قيامهم على الكفر لا تقبل لأن الله يتقبل من المؤمنين ويغفر الذنوب جميعا وأعظمها الشرك فليس المقصود بنفي قبول التوبة التوبة من الشرك إلى الإيمان وإنما التوبة من بعض الذنوب وترك التوبة من أصل الذنوب وهو الشرك وهذا القول هو الذي رجحه ابن جرير وانتصر له
وأما من فسر عدم قبول التوبة بأن قيدها بحال الإحتضار فقال لاتقبل توبتهم عند حضور الموت فإن له وجهه وذلك أن الله تعالى يقول {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }
واعترض ابن جرير على هذا القول وذلك أن التائب من الذنب وإن كان كفرا يقبل منه ولو كان حال الموت مالم يغرغر وتحشرج نفسه وهو مروى عن السلف منهم ابن عمر وابن زيد وغيرهما كما روى ابن جرير في تفسيره

-وأما القول بأنهم قوم آمنوا بأنبيائهم ثم كفروا بعد إيمانهم وهذا هو معنى الردة فالمراد بعدم قبول التوبة منهم أي إيمانهم الأول قبل كفرهم فإنه لن ينفعهم ولاتقبل التوبة بعد الموت كما قال تعالى {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به} وقد اعترض ابن جرير على هذا القول وعلل ذلك بأن ظاهر الآية ليس فيه مايدل على توبتهم من كفر كان بعد إيمان ثم عودة إلى كفر مرة أخرى وإنما ظاهر الآية أنهم كفروا بعد إيمانهم
ولكن وجه ابن عطية هذا القول بل رآه وعلة ذلك عنده أنهم المعنيون بالذكر في الآية السابقة بقوله تعالى {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق }فهؤلاء الذين ارتدوا بعد إيمانهم وإقرارهم بالنبوة وشهدوا على ذلك لن تقبل توبتهم أي لأنهم يكوتون على الكفر وقد علم الله منهم ذلك فصاروا في حيز من لاتقبل توبته ولذا ذكر بعدها حكما عاما في حال من يموت على الكفر هكذا قال
ولكن أرى أن هذا الوجه فيه تكلف نوعا ما فقول الله تعالى {لن تقبل توبتهم }أي إذا تابوا وهم لم يفعلوا إذ ماتوا على ذلك والأصل حمل معانى القرآن على ظاهراللفظ مالم تصرفه قرينة
والذي يظهر والله أعلم أن ألفاظ الآية الكريمة تحتمل جميع هذه المعانى كلها فيجوز أن يكونوا الذين كفروا من أهل الكتاب أو المرتدين بعد إسلامهم وأن التوبة لاتقبل من الذنوب حال القيام على الشرك ولاتقبل حال الاحتضار عند الحشرجة والغرغرة ولذا استثنى الله تعالى بعدها فقال {إلا الذين تابوا من بعد ذلك }أى من بعد الشرك والكفر أو الردة والله أعلم بمراده

3-قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر)
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طرق عن أبي بكير عن سعيد بن جبير ورواه سفيان الثورى من طريق مورق أو مرزوق عنه
وقد لاحظت قول ابن أبي حاتم عن أبي بكير قال يعنى مرزوقا فلعله هو فيكون رواية الثورى من طريق أبي بكير عنه
ويكون التخريج على هذا:
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طرق والثورى كلهم من طريق أبي بكير عنه :الرفيق في السفر
وروى ابن جرير من طرق وابن أبي حاتم عن أبي بكير عنه أيضا :{الرفيق الصالح}
وروي هذا القول (الرفيق في السفر) أيضا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم

الأقوال الأخرى في المراد ب{الصاحب بالجنب}:
-امرأة الرجل التى تكون معه إلى جنبه،وقال به عبد الله وعلي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وإبراهيم
-وقيل هو الذي يصحبك ويلزمك رجاء نفعك ،قال به ابن عباس وابن زيد
. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم كما في الدر المنثور : {والصاحب بالجنب} قال: هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر وامرأتك التي تضاجعك
وهذا القول لزيد بن أسلم قول جامع لكل ماسبق من الأقوال إذ كل منها يحتمل دخوله في معنى الآية ولاتناقض بينها لأنّ كلّهم بجنب الّذي هو معه وقريبٌ منه، وقد أوصى اللّه تعالى بالإحسان إلى جميعهم لوجوب حقّ الصّاحب على المصحوب.
ومعنى بالجنب أي إلى جنب صاحبه ففيها المرافقة والمصاحبة والملازمة وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد وغيره عن ابن عمرو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: خير الأصحاب عند الله خير هم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره

4.قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة)
. قول سعيد بن المسيب أخرجه بن جرير في تفسيره من طريق مجاهد عنه
اتهم ابن جريج بالتدليس مع كونه ثقة واختلف الأئمة في حكم عنعنته بين راد لعنعنته مطلقا مالم يصرح بالتحديث وبين القبول للعنعنة مالم توجد قرينة
والرواية التى أوردها ابن جرير بإسناد معلق، ومعنى المتن صحيح ومروى عن أكثر من واحد من السلف لكن في ثبوته عن ابن المسيب نظر
وقال بهذا القول أنها الصلاة المكتوبة أو الصلوات الخمس : ابن عمر وابن عباس ومجاهد والحسن وإبراهيم و عامر الشعبي والضحاك وعبد الرحمن بن أـبي عمرة
-قيل صلاة الصبح وصلاة العصر وهو قول قتادة ،وهذا القول يدخل تحت القول الأول
الأقوال الاخرى في المراد بالدعاء الذي كان يدعونه هؤلاء بالغداة والعشي:
-أن المراد بالدعاء غداة وعشيا ذكر الله تعالى وهو قول إبراهيم ومنصور
-وقيل دعاؤهم تعلمهم القرآن وقراءته:وهو قول أبي جعفر
-وقيل دعاؤهم عبادتهم ربهم وهو قول الضحاك واستشهد بقوله تعالى {لاجرم أنما تدعوننى إليه }يعنى تعبدونه
الدراسة والترجيح :
ورد في المحرر في أسباب النزول : أخرج مسلم والنسائي وابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر فقال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم - اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع. فحدث نفسه. فأنزل الله - عز وجل -: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)
وهذا أصح ماورد في سبب نزول الآية الكريمة لصحة الإسناد وموافقة لفظه نص الآية الكريمة وتصريحه بالنزول مع احتجاج المفسرين به مع عدم المعارض الراجح
وأما الوصف الذي جاء لهؤلاء الضعفاء من المؤمنين بقوله {يدعون ربهم بالغداة والعشي}وجاء في تأويل دعائهم ربهم عدة تأويلات منها أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة في جماعة أو الذين يصلون صلاتى الغداة والصبح وهى الصلاة المفروضة بمكة أول الأمر ركعتان من أول النهار وركعتان من آخره وتأوله آخرون بأن الدعاء هو الذكر ومعلوم أن الذكر داخل في الدعاء خاصة إذا قيد بوقتى الغداة والعشي وقيل بل هو تعلمهم القرآن وقراءته وهو أفضل الذكر وأجل العبادات ومنهم من تأوله بأنه العبادة على وجه العموم
وكل ذلك صحيح داخل في لفظ الآية الكريمة محتمل لها ولاتعارض فهم القوم الذين يعبدون ربهم على مدار اليوم والليلة بأداء الفرائض التى من أعظمها الصلاة ويذكرون ربهم بالغداة والعشي ويقرؤون القرآن ولهذا أمر النبي بملازمتهم وعدم الإنفكاك عن صحبتهم وترك مجالستهم

5-قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
قول إبراهيم :رواه ابن جرير في تفسيره من طريق فرقد السبخى بهذا اللفظ ،ورواه سعيد بن منصور من طريق رجل لم يسمه-لعله فرقد- بلفظ {أن يأخذ عبده بالحق} و أخرجه سعيد بن منصور وأبو الشيخ عن فرقد السبخى كما في الدر المنثور
وروى نحو هذا القول عن شهر بن حوشب والحسن ومعناه استقصاء الحساب على المحاسب فلا يعفى له عن شىء منه وهذا هو أشد الحساب وهو حساب الكفار
أقوال أخرى في معنى سوء الحساب :
-وقيل هو مناقشة الأعمال : وهو قول أبي الجوزاء كما في الدر المنثور ، ونسب مكى بن أبي طالب هذا القول لابن عباس بدون إسناد
ومعنى المناقشة : يناقشون على النقير والقطمير كما ذكر ابن كثير
ودليل هذا القول حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من نوقش الحساب عذب}
-وقيل :التوبيخ والتقريع عند الحساب ،ذكره ابن الجوزى وهذا القول يدخل تحت القول السابق فإن من يناقش أعماله السيئة فإنه يوبخ ويقرع عليها
الدراسة والترجيح:
-القول الأول في معنى سوء الحساب وهو أن يؤخذ العبد بذنبه كله فلا يغفر له منه شىء وإن كانت له حسنات أحبطت بسيئاته وهذا أشد الحساب و لايكون إلا للكفار الذين لايقبل الله تعالى منهم صرفا ولاعدلا فكفرهم أحبط أعمالهم ؛ فوصف السوء للحساب مرتبط بما يحيط بالحساب من الإهانة والتقريع ومن بعد ذلك العذاب
-وأما القول بأن سوء الحساب هو مناقشة الأعمال :فهى مناقشة من توزن حسناته وسيئاته
فمن استدل على هذا القول بحديث {من نوقش الحساب عذب} فهم منه أنه في حق صنف من أصناف المسلمين الذين يعذبون بذنوبهم ويؤاخذون عليها
أما سياق الآية الكريمة فإنها تتحدث عن من لم يستجيبوا لربهم وأنهم لو افتدوا من عذاب الله بملء الأرض لايقبل منهم ولهم سوء الحساب ومرجعهم الأخير إلى جهنم وهؤلاء هم الكفار فسياق الآية فيهم ويكون القول بأن سوء الحساب المناقشة فداخل فيه أيضا والله أعلم

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir