دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 شوال 1431هـ/3-10-2010م, 02:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تفسير بعض ما فيه من الأحاديث والأمثال


وجدت في آخر كتاب المشكل تفسير بعض ما فيه من الأحاديث
والأمثال فألحقته به

1- قول النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم: «النّاس كإبل مائة ليس فيها راحلة».
الإبل المائة: هي الرّاعية، وإنما يجتمع منها في المرعى الواحد مائة، فتقام المائة مقام القطيع. يقال: لفلان إبل مائة. وهي أيضا هنيدة. وإذا كان الإبل مائة ليست فيها راحلة تشابهت في المناظر، لأن الراحلة تتميز منها بالتمام وحسن المنظر.
فأراد: أنهم سواء في الأحكام وفي القصاص، ليس لشريف فضل على غيره.
وهذا مثل
قوله عليه السلام: النّاس سواء كأسنان المشط.
[تأويل مشكل القرآن: 579]
والعرب تقول في هذا المعنى: هم سواء كأسنان الحمار.
2- وقوله: إنّ ممّا ينبت الرّبيع ما يقتل حبطا أو يلمّ.
فالحبط: أن تأكل الناقة في المرعي فتكثر حتى تنتفخ بطنها. ولذلك قيل لقوم من العرب: الحبطات، لأن أباهم كان أكل صمغا حتى حبط بطنه فسمى: الحبط. وهو الحارث بن تميم.
وقوله: أو يلمّ، يعني يقارب أن يقتل.
وإنما نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن الاستكثار من الدنيا ومن غضارتها وحسنها إذا كان في ذلك ما يهلك. فضرب استكثار البهيمة من العشب في الربيع حتى يقلتها حبطا مثلا لذلك.
[تأويل مشكل القرآن: 580]
3- وقوله للضّحّاك بن سفيان: إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا.
يراد: أقم ولا تحدث شيئا كأنك ظبي قد استقر في الكناس.
4- وقوله: الكاسيات العاريات لا يدخلن الجنّة.
يعني النساء اللّواتي يلبسن رقاق الثّياب، فهنّ كاسيات إذا لبسن، عاريات إذا كن لا يسترهنّ.
5- وقوله في كتاب صلح: وإنّ بيننا وبينهم عيبة مكفوفة.
يريد: صدرا نقيّا من الغلّ والعداوة، منطويا على الوفاء. والعرب تسمي الصّدور: العياب. قال الشاعر:
وكادت عياب الودّ منّا ومنكم وإن قيل أبناء العمومة تصفر
تصفر: تخلو من المحبة.
[تأويل مشكل القرآن: 581]
والمكفوفة: المشرجة: يقال: أشرج صدره على كذا، أي طوى. قال الشّمّاخ:
وكادت غداة البين ينطق طرفها بما تحت مكنون من الصّدر مشرج
6- وقوله صلّى اللّه عليه وسلم: «أجد نفس ربّكم من قبل اليمن».
يريد: أجد الفرج يأتيني من قبل اليمن- فأتاه اللّه من جهة الأنصار.
وكذلك قوله: لا تسبّوا الرّيح فإنها من نفس الرحمن.
يريد: أن اللّه ينفّس بها، ويفرّج بها. وقد فرّج اللّه بها عنه ليلة الأحزاب، قال اللّه جل اسمه: {فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها} [الأحزاب: 9].
وقال: اللهم نفّس عني الكرب، ونفّس عني الأذى. كما قال: فرّج عني.
ومما يزيد ذلك وضوحا تقول عمر رضي اللّه عنه: الريح من روح اللّه فلا تسبّوها.
[تأويل مشكل القرآن: 582]
7- وقول أبي بكر رضي اللّه عنه: نحن حفنة من حفنات اللّه.
يريد: نحن وإن كنا كثيرا في العدد قليل عند اللّه، كالحفنة، والحفنة: ما حفنه الرجل بيده فألقاه. يقال: حفن له من المال، إذا أعطاه بكفّه.
8- وقول عمر رضي اللّه عنه للعريف الذي أتاه بالمنبوذ: عسى الغوير أبؤسا.
فقال بعضهم: هو تصغير غار. وهو مثل للعرب. ويقال: إن أول من قاله بيهس الذي يلقب بالنّعامة في حمقه، وكان قد وجد قاتلي إخوته في غار فهجم عليهم في ذلك الغار فقتلهم، فهو أحد من طلب بثأر فلحقه. وإنما عسى أن يكون الغوير أضمر لنا وأخفى أبؤسا، وهو جمع بائس. ويقال: الغوير: ماء.
9- وقول عليّ كرم اللّه وجه: من يطل هن أبيه ينتطق به.
يريد: من كثر إخوته عزّ بهم فامتنع. وضرب النّطاق مثلا لذلك، لأنه يشدّ الظهر. ومثله قول الشاعر:
فلو شاء ربي كان أير أبيكم طويلا كأير الحارث بن سدوس
[تأويل مشكل القرآن: 583]
والحارث بن سدوس من شيبان، وكان له أحد وعشرون ذكرا.
10- وقول عمر رضي اللّه عنه: أيّما رجل بايع عن غير مشاورة، فلا يؤمّر واحد منهما تغرّة أن يقتلا.
يريد: إذا بايع الرجل رجلا عن غير مشاورة الناس، يعني مبايعة الإمرة، فلا يؤمّر واحد منهما، لا المبايع ولا المبايع حتى يكون ذلك عن اجتماع ملأ من الناس، لأنه لا يؤمن أن يقتلا جميعا.
وتغرّة هاهنا: مصدر غررت به تغرّة وتغريرا، مثل عللّته تعلّة وتعليلا. وهذا قول أبي عبيدة.
11- والعرب تقول: حور في محارة.
والحور، النّقصان. والمحارة: المنقصة، وهذا كما يقول الناس: هذا نقصان في نقصان، وخسران في خسران.
12- وقولهم: جري المذكّيات غلاب.
[تأويل مشكل القرآن: 584]
فالمذكّيات: الخيل المسانّ. والغلاء: أن تتغالى في الجري، أي كأنها تتبارى في ذلك، وليست كالصغيرة التي لا تتغالى. وقد يروى: «غلاب» مكان «غلاء».
13- وقوله: عيل ما هو عائله، مثل.
ومعنى عيل: أي أثقل. يقال: عالني الشيء أي أثقلني. كأنه قال: أثقل ما هو مثله. كأنه يدعى له ويدعى على الذي أثقله.
قال ابن مقبل يصف فرسا:
خدى مثل خدي الفالجيّ ينوشني بخبط يديه عيل ما هو عائله
14- وقولهم: وإنّه لشرّاب بأنقع.
قاله الحجّاج لأهل العراق: إنكم يا أهل العراق شاربون بأنقع.
وأصله في الطير، وذلك أن الطائر إذا كان حذرا منكرا لم يرد المياه التي
[تأويل مشكل القرآن: 585]
يردها الناس-: لأن الأشراك تنصب عندها.- وورد النّقاع، والمناقع التي في الفلوات.
15- وقولهم: عاط بغير أنواط.
العاطي: المتناول. ويقال عطوت: إذا تناولت، أعطو. ومنه قول الشاعر في صفة الظبية:
وتعطو بظلفيها إذا الغصن طالها
والأنواط: المعاليق، واحد نوط. أراد أن هذا يصعب عليه ما يرومه كمن تناول بغير معلاق.
16- وقوله: إلّا ده فلا ده.
يريدون: إن لم يكن هذا الأمر لم يكن غيره. وهو مثل قول رؤبة:
وقوّل إلّا ده فلا ده يروي أهل العربية أن الدال فيه مبدلة من ذال، كأنهم أرادوا: إن لم تكن هذه لم تكن أخرى.
[تأويل مشكل القرآن: 586]
17- وقولهم: النّفاض يقطّر الجلب.
النّفاض: الفقر، يقال: أنفض القوم وأنفدوا: إذا ذهب ما عندهم.
وقولهم: يقطّر الجلب، يريدون: أنهم يجلبون من البادية إلى المصر، ليبيعوها من فقرهم.
18- وقولهم: به داء ظبي.
يريدون: أنه صحيح لاداء به، كما أن الظبي لا داء به.
19- وقولهم: أراك بشر ما أحار مشفر.
يريدون: بشرة البعير- ومشفره: سمته- تدلك على جودة أكله، وأحار. ردّ إلى جوفه.
20- وقولهم: أفلت فلان بجريعة الذّقن.
يريدون: أنه أفلت نفسه فيه، كما قال الهذليّ:
[تأويل مشكل القرآن: 587]
نجا سالم والنّفس منه بشدقه ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا
21- وقولهم: غبار ذيل المرأة الفاجرة يورث السّلّ.
يريدون: من اتبع الفواجر ذهب ماله. ضرب السل في البدن مثلا لذهاب المال.
22- وقولهم: كبارح الأرويّ.
يريدون أنه مشؤوم من وجهتيه، وذلك أن الأروي يتشاءم بها من حيث أتت. وإذا برحت كان أعظم لشؤمها.
23- وقولهم: عبد وخلى في يديه.
وهذا مثل يضرب للئيم البطر. والخلى: وهو...
عندهم الكلأ خصبوا، والعبد لئيم، فإذا وقع في الخصب بطر.
[تأويل مشكل القرآن: 588]
وهذا مثل قوله:
قوم إذا نبت الرّبيع لهم نبتت عداوتهم مع البقل
وقال آخر:
يا ابن هشام أفسد النّاس اللّبن فكلّهم يمشي بقوس وقرن
24- وقولهم: رمّدت الضّأن فربّق ربّق، ورمدّت المعزى فرنّق رنّق.
الترميد: نزول اللّبن في الضّرع.
وقولهم في الضأن: أي هي الأرباق لأولادها.
والأرباق: عرا تجعل في حبال وتدخل في أعناق الصغار لئلا تتبع الأمهات في المرعى، وهي الرّبق أيضا، واحدها ربقة. ومنه قيل: من فعل كذا وكذا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.
[تأويل مشكل القرآن: 589]
وإنما أراد أن الضأن ترمّد، أي تنزل اللبن في ضروعها في وقت وضع الحمل.
والمعزى ترمّد في أول الحمل.
يقول: رنّق رنّق، أي انتظر، يقال: رنّق الطائر في الهواء: إذا دار في طيرانه ولم يجر ورنّقت السفينة: إذا دارت مكانها ولم تسر.
25- وقولهم: أفواهها مجاسّها.
يريد: أنها إذا كانت كثيرة الأكل أغنتك بذلك عن أن تجسها فتعرف: كيف هي؟
لأن كثرة الأكل تدل على السّمن.
26- وقولهم: نجارها نارها.
النار هاهنا: السّمة. ويقال لكل شيء وسم بالمكوى: نار.
قال الشاعر:
حتى سقوا آبالهم بالنّار والنار قد تشفي من الأوار
الأوار: العطش. وسقيهم آبالهم النار تريد أنهم قدموها على
[تأويل مشكل القرآن: 590]
هو اسمها في الشرب. فقدموا الأعزّ منها فالأعزّ أربابا.
والنّجار: الطبيعة والجوهر، فأراد أن سماتها تدلك على جواهرها.
[تأويل مشكل القرآن: 591]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بعض, تفسير

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir