دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 09:12 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي 3: صيغة منتهى الجموع وما يلحق بها


وكُنْ لجَمعٍ مُشْبِهٍ مَفَاعِلَا = أو المَفاعِلَ بِمَنْعٍ كافِلَا
وذا اعتلالٍ منهُ كالْجَوَارِي = رَفْعًا وجَرًّا أَجْرِهِ كسَارِي
ولِسراويلَ بهذا الْجَمْعِ = شَبَهٌ اقْتَضَى عُمومَ المنْعِ
وإنْ بهِ سُمِّيَ أوْ بِمَا لَحِقْ = بهِ فالانصرافُ مَنْعُهُ يَحِقّ


  #2  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 06:38 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


وكُنْ لِجَمْعٍ مُشْبِهٍ مَفَاعِلاَ = أو المفاعيلَ بِمَنْعٍ كافِلاَ ([1])

هذه هي العِلَّةُ الثانيةُ التي تَسْتَقِلُّ بالْمَنْعِ، وهي الجمْعُ الْمُتناهِي، وضابِطُه كلُّ جَمْعٍ بعْدَ ألِفِ تَكسيرِه حَرفانِ، أو ثلاثةٌ أوْسَطُها ساكِنٌ، نحوُ: مَساجِدَ ومَصابيحَ. ونَبَّهَ بقولِه: (مُشْبِهٍ مَفَاعِلاَ أو الْمَفاعيلَ) على أنَّه إذا كانَ الجمْعُ على هذا الوزْنِ مُنِعَ، وإنْ لم يَكُنْ في أوَّلِه مِيمٌ فيَدْخُلُ ضَوارِبُ وقَناديلُ في ذلك، فإنْ تَحَرَّكَ الثاني صُرِفَ، نحوُ: صَيَاقِلَةٍ([2]).

وذا اعتلالٍ منه كالْجَوَارِي = رَفْعاً وجَرًّا أَجْرِهِ كسَارِي ([3])
إذا كانَ هذا الجمْعُ - أَعْنِي صِيغَةَ مُنتَهَى الجموعِ - مُعْتَلَّ الآخِرِ أَجْرَيْتَهُ في الْجَرِّ والرفْعِ مَجرَى الْمَنقوصِ؛ كـ "سارِي"، فتُنَوِّنُه وتُقَدِّرُ رفْعَه أو جَرَّه، ويكونُ التنوينُ عِوَضاً عن الياءِ المحذوفةِ، وأمَّا في النصْبِ فتُثْبِتُ الياءَ وتُحَرِّكُها بالفتْحِ بغيرِ تَنوينٍ، فتَقولُ: "هؤلاءِ جَوارٍ وغَواشٍ، ومَرَرْتُ بجَوارٍ وغَوَاشٍ، ورَأيتُ جَوَارِيَ وغَوَاشِيَ"، والأصْلُ في الجرِّ والرفْعِ "جَوَارِي" و"غَوَاشِي"، فحُذِفَتِ الياءُ وعُوِّضَ منها التنوينُ.

ولِسَرَاوِيلَ بِهَذَا الْجَمْعِ = شَبَهٌ اقْتَضَى عُمومَ المنْعِ ([4])
يعني: أنَّ سَراويلَ لَمَّا كانَتْ صِيغَتُه كصِيغةِ مُنتَهى([5]) الجموعِ، امْتَنَعَ مِن الصرْفِ؛ لِشِبْهِه به، وزَعَمَ بعضُهم أنَّه يَجوزُ فيه الصرْفُ وتَرْكُه، واختارَ الْمُصَنِّفُ أنه لا يَنصرِفُ؛ ولهذا قالَ: (شَبَهٌ اقْتَضَى عُمومَ الْمَنْعِ).
وإنْ بهِ سُمِّيَ أو بِمَا لَحِقْ = بهِ فالانْصِرَافُ مَنْعُهُ يَحِقْ ([6])
أيْ: إذا سُمِّيَ بالجمْعِ الْمُتناهِي أو بما أُلْحِقَ به؛ لكونِه على زِنَتِه؛ كشَرَاحِيلَ، فإنَّه يُمْنَعُ مِن الصرْفِ؛ للعَلَمِيَّةِ وشِبْهِ العُجْمَةِ؛ لأنَّ هذا ليسَ في الآحادِ العربيَّةِ ما هو على زِنَتِه، فتُقولُ فيمَن اسْمُه مَساجِدُ أو مَصابيحُ أو سَراويلُ: "هذا مساجِدُ، ورَأيتُ مَساجِدَ، ومَررتُ بمساجدَ"، وكذا البواقِي.


([1]) (وكُنْ) فعْلُ أمْرٍ ناقصٌ، واسمُه ضميرٌ مستَتِرٌ فيه وُجُوباً تَقديرُه: أنتَ، (لِجَمْعٍ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقولِه: (كافِلاَ) الآتي في آخِرِ البيتِ، (مُشْبِهٍ) نعْتٌ لجَمْعٍ، وفي مُشْبِهٍ ضميرٌ مستَتِرٌ فيه جَوازاً تَقديرُه: هو، يَعودُ إلى جَمْعٍ هو فاعِلُه، (مَفَاعِلاَ) مفعولٌ به لِمُشْبِهٍ، (أو الْمَفاعِيلَ) معطوفٌ على قولِه: (مَفَاعِلاَ) السابِقِ، (بِمَنْعٍ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقولِه: (كافِلاَ) الآتي، (كافِلاَ) خبَرُ كُنْ.

([2]) وكذا صَيارِفَةٌ وأَشاعِرَةٌ وأَحَامِرَةٌ وعَباقِرَةٌ وأَشاعِثَةٌ ومَنَاذِرَةٌ وغَساسِنَةٌ ومَرَاقِسَةٌ وأَباطِرَةٌ وبَطَالِمَةٌ وبَطَالِسَةٌ، وقد قالُوا للمَحَاوِيجِ: أَرَامِلَةٌ، وقالوا للصَّعَاليكِ: عَمَارِطَةٌ، ولجماعةِ الرَّجَّالَةِ – أي: الذين يَسيرونَ على أَرْجُلِهم –: عَرَاجِلَةٌ، وأَنشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ في الألفاظِ (ص 30) لِحَاتِمٍ الطَّائِيِّ:
عَراجِلَةٌ شُعْثُ الرؤوسِ كأَنَّهم = بَنو الْجِنِّ لم تُطْبَخْ بقِدْرٍ جَزُورُها

([3]) (وذا) مفعولٌ لفِعْلٍ محذوفٍ يَدُلُّ عليه قولُه: (أَجْرِهِ) الآتي، وذا مُضافٌ و(اعتلالٍ) مُضافٌ إليه، (منه كالْجَوارِي) جارَّانِ ومَجرورانِ يَتَعَلَّقانِ بمحذوفٍ صِلَةٍ لذا، أو حالٍ منه، (رَفْعاً) منصوبٌ بنَزْعِ الخافِضِ، (وجَرًّا) معطوفٌ على قولِه: رفْعاً، (أَجْرِهِ) أَجْرِ: فعْلُ أمْرٍ، وفاعلُه ضميرٌ مستَتِرٌ فيه وُجُوباً تَقديرُه: أنتَ، والهاءُ مفعولٌ به، (كسَارِي) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بأَجْرِ.

([4]) (لِسَراويلَ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبَرٌ مقَدَّمٌ، (بهذا) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقولِه: (شَبَهٌ) الآتي، (الجمْعِ) بدَلٌ أو عطْفُ بيانٍ أو نعْتٌ لاسمِ الإشارَةِ، (شَبَهٌ) مبتَدَأٌ مؤَخَّرٌ، (اقتَضَى) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُه ضميرٌ مستَتِرٌ فيه جَوازاً تَقديرُه: هو، يعودُ إلى شَبَهٌ، والجُملةُ في مَحَلِّ رفْعٍ صِفَةٌ لشَبَهٌ، (عمومَ) مفعولٌ به لاقتَضَى، وعمومَ مُضافٌ و(المنْعِ) مُضافٌ إليه.

([5]) مِن النُّحاةِ مَن يَقولُ: إنَّ سَراويلَ جَمْعٌ حَقيقةً، ومفرَدُه سِرْوَالَةٌ. ويَستَدِلُّ على هذا بقولِ الشاعِرِ:
عليه مِن اللُّؤْمِ سِرْوَالَةٌ = فليسَ يَرِقُّ لِمُستَعْطِفِ
وهؤلاءِ يَجْعَلُونَ (سَرَاوِيلَ) مَمنوعاً مِن الصرْفِ لُزوماً كأَخَوَاتِهِ مِن الْجُموعِ، ومِنهم مَن يَجْعَلُه مُفرداً، وهؤلاءِ فَريقانِ: أحَدُهما: يَمْنَعُه مِن الصرْفِ؛ نَظَراً إلى لفْظِه، ويقولُ: هو مفرَدٌ جاءَ على صورةِ الجمْعِ. ومِنهم مَن يَصرِفُه نظَراً إلى حقيقتِه ومَعناهُ.

([6]) (وإنْ) شَرطيَّةٌ، (به) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بقولِه: (سُمِّيَ) الآتي على أنه نائبُ فاعِلٍ، وجازَ تقديمُه لِمَا مَرَّ غيرَ مَرَّةٍ مِن أنَّ النائبَ إذا كان ظَرْفاً أو جارًّا ومَجروراً جازَ تَقديمُه؛ لكونِه في صورةِ الفَضْلَةِ، ولعدَمِ إيقاعِه في اللَّبْسِ الْمَخُوفِ، (سُمِّيَ) فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمَجهولِ، فعْلُ الشرْطِ، (أو) عاطِفَةٌ، (بما) جارٌّ ومجرورٌ معطوفٌ على به، (لَحِقْ) فعْلٌ ماضٍ، وفاعلُه ضميرٌ مستَتِرٌ فيه جَوازاً تَقديرُه: هو، يعودُ إلى (ما) الموصولةِ المجرورةِ مَحَلاًّ بالباءِ، والجُملةُ لا مَحَلَّ لها صِلَةُ الموصولِ، (به) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بلَحِقَ، (فالانصرافُ) الفاءُ واقعةٌ في جوابِ الشرْطِ، الانصرافُ: مبتدَأٌ أوَّلُ، (منْعُهُ) منْعُ: مبتدَأٌ ثانٍ، ومَنْعُ مُضافٌ والهاء مُضافٌ إليه، (يَحِقْ) فعْلٌ مُضارِعٌ، وفاعلُه ضميرٌ مستَتِرٌ فيه جَوازاً تَقديرُه: هو، يعودُ على مَنْعٍ، والجُملةُ في مَحَلِّ رفْعٍ خَبَرُ المبتَدَأِ الثاني، وجملةُ المبتدَأِ الثاني وخبَرِه في مَحَلِّ رفْعٍ خَبَرُ المبتَدَأِ الأوَّلِ، وجُملةُ المبتدأِ الأوَّلِ وخَبَرِه في مَحَلِّ جزْمٍ جوابُ الشرْطِ.


  #3  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 06:38 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


والثاني: الجمعُ الموازِنُ لِمَفَاعِلَ أو مَفَاعِيلَ([1])؛ كـ (دَرَاهِمَ) و(دَنَانِيرَ).
وإذا كانَ مَفَاعِلُ مَنْقُوصاً فقد تُبْدَلُ كَسْرَتُه فتحةً فتَنْقَلِبُ يَاؤُه ألفاً، فلا يُنَوَّنُ؛ كـ (عَذَارَى) و(مَدَارَى)، والغالِبُ أنْ تَبْقَى كَسْرَتُهُ، فإذا خَلاَ مِن (ألْ) والإضافةِ أُجْرِيَ في الرفعِ والجرِّ مَجْرَى قاضٍ وسارٍ في حذفِ يائِه وثُبُوتِ تَنْوِينِهِ، نحوُ: {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}([2])، {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}([3])، وفي النصبِ مَجْرَى دَرَاهِمَ في سلامةِ آخِرِهِ وظهورِ فَتْحَتِهِ، نحوُ: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ}([4]).
و (سَرَاوِيلُ) ممنوعٌ من الصرفِ معَ أنه مفردٌ([5])، فقيلَ: إنه أَعْجَمِيٌّ حُمِلَ على مُوَازِنِهِ مِن العربيِّ. وقيلَ: إنه منقولٌ عن جمعِ سِرْوَالَةٍ. ونَقَلَ ابنُ الحاجِبِ أنَّ مِن العربِ مَن يَصْرِفُه، وأَنْكَرَ ابنُ مالِكٍ عليه ذلك.
وإن سُمِّيَ بهذا الجمعِ أو بما وَازَنَه من لفظٍ أَعْجَمِيٍّ، مثلُ: سَرَاوِيلَ وشَرَاحِيلَ، أو لفظٍ ارْتُجِلَ لِلْعَلَمِيَّةِ، مثلُ كُشَاجِمَ([6]) مُنِعَ الصرفَ.


([1]) المرادُ بِمَفَاعِلَ ههنا: كلُّ اسمٍ بعدَ ألِفِ جَمْعِه حرفانِ، سواءٌ أكانَ مَبْدُوءاً بميمٍ، نحوُ مَسَاجِدَ، أم لم يَكُنْ، نحوُ صَيَارِفَ وجواهرَ، والمرادُ بمَفَاعِيلَ: كلُّ اسمٍ بعدَ ألفِ تَكْسِيرِهِ ثلاثةُ أَحْرُفٍ أَوْسَطُها ساكنٌ، سواءٌ أكانَ مَبْدُوءاً بالميمِ، نحوُ مَصَابِيحَ، أم لم يَكُنْ، نحوُ عَصَافِيرَ وقَرَاطِيسَ.

([2]) سورةُ الأعرافِ، الآيةُ: 41.

([3]) سورةُ الفجرِ، الآيتيْنِ: 1و2.

([4]) سورةُ سَبَأٍ، الآيةُ: 18.

([5]) اخْتَلَفَ العلماءُ في لفظِ (سَرَاوِيلَ)، أَمُفْرَدٌ أَعْجَمِيٌّ هو قد جاءَ على وَزْنِ الجمعِ العربيِّ، أم هو عربيٌّ، وهو جمعٌ حقيقةً له مفردٌ مستعمَلٌ أو مُقَدَّرٌ؟ فذَهَبَ أبو العبَّاسِ المُبَرِّدُ إلى أنه جَمْعٌ حَقِيقَةً، وله مُفْرَدٌ مُسْتَعْمَلٌ، وهو سِرْوَالَةٌ، وأَنْشَدَ دليلاً على ذلك قولَ الشاعِرِ:
عَلَيْهِ مِنَ اللُّؤْمِ سِرْوَالَةٌ = فلَيْسَ يَرِقُّ لِمُسْتَعْطِفِ
ويقالُ: مُفْرَدُه: سِرْوَالٌ – بدونِ تاءٍ – وممَّن ذَكَرَ أنَّ سَرَاوِيلَ جمعٌ له مفردٌ مُسْتَعْمَلٌ الأخفشُ وأبو حَاتِمٍ والحَرِيرِيُّ.
وقيلَ: إنَّ سَرَاوِيلَ مُفْرَدٌ أَعْجَمِيٌّ جاءَ على زِنَةِ الجمعِ العربيِّ، فعَامَلَه العربُ مُعَامَلَةَ الجمعِ تَبَعاً لِلَفْظِهِ.
والذي صَحَّحَهُ كثيرٌ مِن العلماءِ هو ما ذَهَبَ إليه أبو العبَّاسِ المُبَرِّدُ، ومَن ذَكَرْنَا مِن حَمَلَةِ اللغةِ؛ إذ هم نَقَلَةٌ أَثْبَاتٌ، وقد نَقَلُوا هذا كما نَقَلُوا غَيْرَه مِمَّا أَخَذْنَاهُ عنهم، وقلنا بمُقْتَضَاهُ، فلا معنى لِرَدِّ قَوْلِهِم في هذا الموضوعِ وادِّعاءِ أنَّ البيتَ الذي استْشَهْدَوُا به مصنوعٌ.

([6]) كُشَاجِمُ: لَقَبُ شَاعِرٍ، والمشهورُ أنه بضمِّ الكافِ.



  #4  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 06:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


658- (وَكُنْ لجمعٍ مُشْبِهٍ مُفَاعِلا = أو المفاعيلَ بِمَنْعٍ كَافِلا)
"كافلًا" خبرُ "كُنْ"، وبِمَنْعٍ: متعلقٌ بـ "كَافِلَا" وكذَا "لجمعٍ" و"مُفَاعِل" مفعولٌ بمشْبِهٍ.
يَعْنِي أنَّ مَا يُمْنَعُ مِنَ الصرفِ الجمعُ المُشْبِهُ مَفَاعِلَ أو مَفَاعَيلَ، أيْ: في كونِ أوَّلِهِ مفتوحًا وثالِثِهِ ألفًا غيرَ عِوَضٍ يَلِيها كسرٌ غيرُ عَارِضٍ ملفوظًا أو مقدرٍ علَى أوَّلِ حرفينِ بعدَهَا أو ثلاثةٍ أوسَطُهَا ساكنٌ غيرُ مَنْوِيٍّ بِهِ وبِمَا بَعْدَهُ الانفصالُ، فإنَّ الجمعَ متى كانَ بهذِهِ الصفةِ كانَ فيهِ فرعيةُ اللفظِ بخروجِهِ عَنْ صِيَغِ الآحَادِ العربيةِ، وفرعيةِ المعنَى بالدلالةِ على الجَمْعِيَّةِ، فاسْتَحَقَّ منعَ الصرفِ،ووجهُ خروجِهِ عنْ صِيَغِ الآحَادِ العربيةِ أنَّكَ لا تَجِدُ مُفردًا ثالِثُهُ ألفٌ بعدَهَا حرفانِ أو ثلاثةٌ، إلا وأوَّلُهُ مضمومٌ كغُذَافِرَ، أو أَلِفُهُ عِوَضٌ مِنْ إحدى يَايَ النَّسَبِ، إما تحقيقًا كيَمَانٍ وشَآمٍ، فإنَّ أصلَهُمَا يَمَنِيٌّ وشَامِيٌّ فحُذِفَتْ إحْدَى الياءينِ وعُوِّضَ عنها الألفُ، أو تقديرًا نحو: تَهَامٍ وثَمَانٍ، فإنَّ ألِفَهَمُا موجودةٌ قَبْلُ، وكأنَّهُم نُسِبُوا إلى فَعِلٍ أو فَعْلٍ، ثُمَّ حَذَفُوا إحْدَى الياءينِ وعَوَّضُوا عنهَا الألفَ، أو مَا يَلِي الألفَ غيرَ مكسورٍ بالأصالةِ، بلْ إما مفتوحٌ كَبَراكَاه، أو مضمومٌ كتَدَارُكَ، أو عَارَضَ الكسرَ لأجلِ الاعْتِلَالِ كتَدَانٍ وتَوَانٍ، ومِنْ ثَمَّ صُرِفَ نحوَ عِبَالّ جمعِ عَبَالَّةِ، لأنَّ الساكنَ الذِي يَلِي الألفَ فيهِ لا حظَّ لَهُ في الحركةِ، والعَبَالَّةُ: الثِّقَلُ، يُقالُ: ألقَى عَبَالَّتَهَ، أيْ: ثِقَلَهُ، أو يكونُ ثَانِي الثلاثةِ متُحرِّكَ الوَسَطِ كطَوَاعِيَةٍ وكَرَاهِيَةٍ، ومنْ ثَمَّ صُرِفَ نحوَ: ملائكةٌ وصيارفةٌ، أو هو والثالثُ عارضانِ للنَّسَبِ مَنْوِيٌّ بهما الانفصالُ، وضابِطُهُ، أنْ لَا يَسْبِقَا الألفَ فِي الوجودِ، سواءٌ كانَا مسبوقينِ بِهَا كَرَبَاحِيَّ وظَفَارِيَّ، أو غيرَ مُنْفَكَّينِ كحَوَارِيِّ وهو الناصرُ، وحَوَالِيِّ وهو المُحتالُ، بخلافِ نحوِ قَمَارِيِّ وبَخَاتِيِّ، فإنَّهُ بمنزلةِ مَصَابِيْحَ.
وقدْ ظَهَرَ مِنْ هَذَا أَنَّ زِنَةَ مَفَاعِلَ ومَفَاعِيْلَ ليْسَتْ إلا لجمعٍ أو منقولٍ من جَمْعٍ كمَا سيأتِي.
وقدْ دخَلَ بِذِكْرِ التقديرِ نحوَ دَوَابُّ فإنَّهُ غيرُ منصرفٍ، لأنَّ أصلَهُ دَوَابِبُ، فهو عَلَى وزنِ مَفَاعِلَ تَقْدِيرًا.
تنبيهاتٌ: الأوَّلُ: لا فرقَ في مَنْعِ مَا جَاءَ عَلَى أحدِ الوَزْنَيْنِ المذكورينِ بينَ أنْ يكونَ أوَّلُهُ مِيْمًا، نحوَ: مَسَاجِدُ ومصابيحُ، أو لم يكنْ نحوَ: دراهِمُ ودنانِيْرُ.
الثانِي: اشتراطُ كسرِ مَا بَعْدَ الألفِ مذهبُ سيبويهَ والجمهورِ، قالَ في (الارْتِشَافِ)، وذَهَبَ الزَّجَّاجُ إلى أنَّهُ لا يُشْتَرَطُ ذلكَ، فأجَازَ فِي تكسيرِ هَبَيِّ، أنْ يُقَالَ هَبَايُّ بالإدغامِ، أيْ: ممنوعًا مِنَ الصرفِ، قال: وأصلُ الياءِ عندِي السِّكونُ ولولا ذلكَ لأَظْهَرْتُهَا.
الثالثُ: اتفقُوا علَى إِحْدَى العِلَّتَيْنِ هي الجمعُ، واختلفُوا فِي العلةِ الثانيةِ، فقَالَ أبو عَلِيٍّ: هي خروجُهُ عَنْ صيغِ الآحَادِ، وهَذَا الرأيُ هو الراجحُ، وهو معنَى قولِهِم: إنَّ هذِهِ الجمعيةَ قائمةٌ مَقَامَ عِلَّتَيْنِ.
وَقَالَ قومٌ: العلةُ الثانيةُ تَكْرَارُ الجمعِ تحقيقًا أو تَقْدِيرًا، فالتحقيقُ نحوَ: أكَالِبْ وأراهِطْ، إذ هُمَا جمعُ أَكْلُبَ وأَرْهُطَ والتقديرُ: نحوَ: مساجدَ ومنابرَ، فإنَّهُ وإنْ كانَ جَمْعًا مِنْ أوَّلِ وهْلَةٍ لكنَّهُ بِزِنَةِ ذلكَ المكررِ، أعْنِي أَكَالِبَ وأَرَاهِطَ، فكأنَّهُ أيضًا جَمْعُ جَمْعٍ، وهذَا اختيارُ ابنِ الحاجِبِ.
واسْتُضْعِفَ تعليلُ أبي عَلِيٍّ بأنَّ أَفْعَالًا وأَفْعُلًا نحوَ أفْرَاسٍ وأَفْلُسٍ جمعانِ، ولا نظيرَ لهُمَا فِي الآحَادِ وهما مصروفانِ. والجوابُ عَنْ ذلكَ مِنْ ثلاثةِ أَوْجُهٍ:
الأوَّلُ: أنَّ أفْعَالًا وأَفْعُلًا يُجْمَعَانِ نحوَ: أَكَالِبَ وأَنَاعِمَ في أَكْلُبٍ وأَنْعَامَ،ٍ وأمَّا مَفَاعِلُ ومَفَاعِيْلُ فلا يُجْمَعَانِ، فقدْ جَرَى أَفْعَالُ وأَفْعُلُ مجْرَى الآحَادِ في جَوازِ الجمعِ، وقد نصَّ الزَّمَخْشَرَيُّ عَلَى أنَّهُ مَقِيْسٌ فِيْهِمَا.
الثانِي: أنَّهُمَا يُصَغَّرانِ عَلَى لفْظِهِمَا كالآحَادِ، نحوَ: أكَيْلِبُ وأَنَيْعَامُ، وأمَّا مَفَاعِلُ ومَفَاعِيْلُ فإنَّهُمَا إذا صُغِّرَا رُدَّا إلى الوَاحِدِ، أو إلى جَمْعِ القِلَّةِ، ثُمَّ بَعدَ ذلكَ يُصَغَّرانِ.
الثالثُ: أنَّ كُلًّا مِنْ أفْعَالَ وأَفْعُلَ لَهْ نظيرٌ مِنَ الآحَادِ يُوَازِنُهُ فِي الهيئةِ وعِدَّةِ الحروفِ، فأَفْعَالُ نظيرُهُ فِي فَتْحِ أَوَّلِهِ وزِيَادَةِ الألفِ رابعةً تَفْعَال نَحوَ: "تَجْوَالُ" و"تَطْوَافُ"، وفَاعَالِ، نحوَ: سَابَاطُ وخَاتَام، وفَعْلَال نحوَ: صَلْصَال وخَزْعَال، وأَفْعُل نظيرُهُ فِي فَتْحِ أوَّلِهِ وضمِّ ثالثِهِ تَفْعَل، نَحْوَ: تَتْفُلُ وتَنْضُبُ، ومَفْعُل، نحَو: مَكْرُم ومَهْلُك.
على أنَّ ابْنَ الحَاجِبِ لوْ سُئِلَ عَنْ مَلَائِكَةٍ، لَمَا أَمْكَنَهُ أَنْ يُعَلِّلَ صَرْفَهُ إلا بَأَنَّ لَهُ فِي الآحَادِ نظيرًا نحوَ: طَوَاعِيَةً وكَرَاهِيَةً.
659- (وذَا اعْتِلَالٍ منهُ كالجَوَارِي = رَفْعًا وجَرًّا أَجْرِهِ كَسَارِي)
يَعْنِي مَا كَانَ مِنَ الجمعِ المُوَازِنِ مَفَاعِلَ مُعْتَلًا فَلَهُ حالتانِ: إحداهُمَا: أنْ يكونَ آخِرُهُ يَاءً قبلَهَا كسرةٌ، نحوَ: جَوَارٍ وغَوَاشٍ، والأخْرَى أنْ تُقْلَبَ يَاؤْهْ أَلِفًا، نحوَ: عَذَارَى ومَدَارَى.
فَالأوَّلُ: يَجْرِي فِي رفْعِهِ وجَرِّهِ مَجْرَى قَاضٍ وسَارٍ فِيِ حَذْفِ يائِهِ وَثُبُوْتِ تنوينِهِ نحوَ: {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}، {والفَجْرِ ولَيَالٍ عَشْرٍ} وفِي النَّصْبِ مَجْرَى دَرَاهِمَ فِي سَلَامَةِ آخِرِهِ وظهورِ فتحتِهِ، نحوَ:{سِيْرُوا فِيْهَا لَيَالِيَ}.
والثانِي: يُقَدَّرُ إعرابُهُ وَلَا يُنَوَّنُ بِحَالٍ، ولا خِلَافَ فِي ذَلِكَ، وهَذَا خَرَجَ مِنْ كَلَامِهِ بقولِهِ كالجَوَارِي.
تنبيهاتٌ: الأوَّلُ: اُخْتُلِفَ فِي تنوينِ جَوَارٍ ونحوِهِ، فذهَبَ سيِبْوَيْهُ إلى أنَّهُ تنوينُ عِوَضٍ عَنْ الياءِ المحذوفةِ، لا تنوينَ صَرْفٍ، وذَهَبَ المُبَرِّدُ والزَّجَّاجُ إلى أنَّهُ عِوَضٌ عَنْ حَرَكَةِ الياءِ، ثُمَّ حُذِفَتِ الياءُ لالتقاءِ الساكنينِ، وذَهَبَ الأخْفَشُ إلَى أنَّهُ تنوينُ صَرْفٍ، لأنَّ الياءَ لمَّا حُذِفَتْ تَخْفِيْفًا زَالتْ صيغةُ مَفَاعِل، وَبَقِيَ اللفظُ كَجَنَاحٍ فانصرفَ، والصحيحُ مذهبُ سِيْبَوَيْهَ، وأمَّا جَعْلُهُ عِوَضًا عَنِ الحركةِ فضعيفٌ، لأنَّهُ لو كانَ عِوَضًا عَنِ الحركةِ لكانَ التعويضُ عَنْ حركةِ الألفِ في نحوِ: مُوْسَى وعِيْسَى أَوْلَى، لأنَّ حاجةَ المُتَعَذَّرِ إلى التعويضِ أَشَدُّ مِنْ حَاجَةِ المُتَعَسِّرِ، ولَأُلْحِقَ معَ الألفِ واللامِ كَمَا أُلْحِقَ معهَمُا تنوينُ التَّرَنُّمِ، واللازمُ منتفٍ فيهما، فكَذَا المَلْزُومُ، وأمَّا كونُهُ للصَّرُفِ فضعيفٌ أيضًا، إذِ المحذوفُ في قوَّةِ الوجودِ، وإلا لكانَ آخِرُ مَا بَقِي حرفَ إِعْرابٍ، واللازمُ كَمَا لا يَخْفَي مُنْتَفٍ.
فإنْ قُلْتَ: إذَا جُعِلَ عِوَضًا عَنِ الياءِ فَمَا سببُ حذفِهَا أوَّلًا؟
قُلْتُ: قَالَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ)، لَمَّا كانتْ يَاءُ المَنْقُوصِ قدْ تُحذفُ تخفيفًا ويُكْتَفَى بالكسرةِ التي قَبْلَهَا، وكانَ المنقوصُ الذي لا يَنْصَرِفُ أثقلَ، التزمُوا فيْهِ مِنَ الحذفِ مَا كانَ جَائِزًا فِي الأَدْنَى ثِقَلًا، ليكونَ لزيادةِ الثِّقَلِ زِيَادَةُ أَثَرٍ، إذْ ليسَ بعدَ الجوازِ إلا اللزومُ، انتَهَى.
واعْلَمْ أنَّ مَا تَقَدَّمَ عَنِ المُبَرِّدِ ـ مِنْ أَنَّ التنوينَ عِوَضٌ عَنِ الحركةِ، هو المشهورُ عَنْهُ، كمَا نَقَلَ النَّاظِمُ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) وقالَ الشَّارِحُ: ذَهَبَ المُبَرِّدُ إلى أنَّ فيمَا لا يَنْصرفُ تنوينًا مُقَدَّرًا، بدليلِ الرجوعِ إليه فِي الشِّعْرِ، وحَكَمُوا لَهُ فِي جَوَارٍ ونَحْوِهِ بِحُكْمِ الموجودِ وحَذَفُوا لأجلِهِ الياءَ فِي الرَّفْعِ والجرِّ لتَوَهُّمِ التقاءِ الساكنينِ، ثُمَّ عَوَّضُوا عَمَّا حُذِفَ التنوينَ وهو بَعِيْدٌ لأنَّ الحذفَ لمُلاقَاةِ ساكنٍ مُتَوَهَّمُ الوجودِ مِمَّا لم يُوجدْ لهُ نظيرٌ ولا يَحْسُنُ ارتكابُ مِثْلِهِ.
الثانِي: مَا ذُكِرَ مِنْ تنوينِ جوارٍ ونحوِهِ فِي الرفعِ والجرِّ متفقٌ عليهِ، نصَّ عَلَى ذلكَ الناظمُ وغيرُهُ، ومَا ذَكَرَهُ أبو عَلِيٍّ ـ مِنْ أَنَّ يُونُسَ ومَنْ وَافَقَهُ ذَهَبُوا إلى أَنَّهُ لا يُنَوَّنُ، ولا تُحْذَفُ ياؤُهُ وأنَّهُ يُجَرُّ بفتحةٍ ظاهرةٍ، وَهُمْ وإنَّمَا قالوا ذلكَ فِي العَلَمِ وسيَاتِي بيانُهُ.
الثالثُ: إذَا قُلْتَ: "مَرَرْتُ بِجَوَارٍ" فَعَلامةُ جرِّهِ فتحةٌ مقدرةٌ عَلَى الياءِ لأنَّهُ غيرُ مُنْصَرِفٍ، وإِنَّمَا قُدِّرَتْ مَعَ خِفَّةِ الفتحةِ لأنَّهَا نَابَتْ عَنِ الكسرةِ فاسْتُثْقِلَتْ لنِيَابَتِهَا عَنِ المُسْتَثْقَلِ، وقدْ ظهرَ أنَّ قولَهُ "كَسَارٍ" إنَّمَا هو في اللفظِ فقطْ، دونَ التقديرِ لأنَّ "سَارٍ" جرُّهُ بكسرةٍ مقدرةٍ وتنوينُهُ تنوينُ التمكينِ لا العِوَضِ، لأنَّهُ مُنصرفٌ، وقَدْ تَقَدَّمَ أوَّلَ الكتابِ.
660- (ولِسراويلَ بهَذَا الجمعِ = شِبْهٌ اقْتَضَى عمومَ المنعِ)
اعْلِمْ:
أنَّ سراويلَ اسمٌ مفردٌ أَعْجَمِيٌّ جاءَ عَلَى وزنِ مَفَاعِيْلَ، فُمِنَع مِنَ الصرفِ لشَبَهِهِ بالجمعِ في الصيغةِ المُعْتَبَرَةِ، لمَا عرفتَ أنَّ بِنَاءَ مَفَاعِلَ ومَفَاعِيْلَ لا يكونانِ في كلامِ العربِ إلا لجَمْعٍ أو منقولٍ منْ جمعٍ، فَحَقُّ ما وازْنَهُمَا أنْ يُمْنَعَ مِنَ الصرفِ وإنْ فُقِدَتْ منهُ الجمعيةُ إذَا تَمَّ شَبَهُهُ بهِمَا، وذَلكَ بأنْ لا تكونُ ألِفَهُ عِوَضًا عنْ إحْدَى ياءيْ النسبِ، ولا كسرةُ مَا يَلِي أَلِفَهُ عارِضةً، ولا بعدَ ألفِهِ ياءً مشددةً عارضةً، ولم يُوجدْ ذلكَ في مفردٍ عربيٍّ كمَا مَرَّ، ولمَّا وُجِدَ في مُفْرَدٍ أعجميٍّ ـ وهو سَرَاوِيْلُ ـ لم يُمْكِنْ إلا مَنْعُهُ مِنَ الصرفِ وَجْهًا واحِدًا خِلافًا لمنْ زَعَمَ أنَّ فيهِ وجهينِ ؛ الصرفَ ومنْعَهُ، وإلى التنبيهِ على ذلكَ أشَارَ بقولهِ: "شَبَهٌ اقتضَى عمومَ المنعِ" أيْ: عمومَ منعِ الصرفِ في جميعِ الاستعمالِ، خِلافًا لمَنْ زَعَمَ غيرَ ذلكَ.
ومنَ النحويينَ مَنْ زَعَمَ أنَّ سَرَاوِيْلَ عَرَبِيٌّ، وأنَّهُ فِي التقديرِ: جمعُ سِرْوَالَةٍ سُمِّيَ بِهِ المفردُ. ورُدَّ بأنَّ سِرْوَالَةً لمْ يُسْمَعْ، وأما قولُهُ [مِنَ الُمَتَقارَبِ]:
983- عَلَيْهِ مِنَ اللُّؤْمِ سِرْوَالةٌ = فليسَ يِرِقُّ لمُسْتَعْطِفِ
فمصنوعٌ لا حجَّةَ فيهِ. وذَكَرَ الأخفشُ أنَّهُ سَمِعَ مِنَ العربِ مَنْ يقولُ: سِرْوَالَةً، ويَرُدُّ هذَا القولَ أمرانِ: أحدُهُمَا: أنَّ سِرْوَالَةً لغةُ سَرَاوِيْلَ، لأنها بمعنَاهُ، فليسَ جَمْعًا لهَا، كَمَا ذَكَرَهُ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ)، والآخَرُ أنَّ النَّقْلَ لم يَثْبُتْ فِي أسماءِ الأجناسِ، وإنَّمَا ثَبُتَ فِي الأعلامِ.
تنبيهانِ: الأوَّلُ: قالَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ): وينبغِي أنْ يُعْلَمَ أنَّ سَرَاوِيْلَ اسْمٌ مؤنثٌ، فلو سُمِّيَ بِهِ مذكرٌ، ثُمَّ صُغِّرَ لقيلَ فيهِ سُرَيِّيلُ، غيرُ مصروفٍ للتأنيثِ والتعريفِ، ولولا التأنيثُ لصُرِفَ كمَا يُصْرَفُ شَرَاحِيْلُ إذَا صُغِّرَ فقيلَ شُرَيْحِيلٌ ؛ لِزَوالِ صيغةِ منتَهَى التكسيرِ.
الثانِي: شَذَّ منعُ صرفِ ثَمَانٍ؛ تَشْبيهًا له بِجَوَارٍ، نظرًا لمَا فيهِ مِنْ معنَى الجمعِ، وأنَّ ألفَهُ غيرُ عِوَضٍ في الحقيقةِ، قَالَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ): ولقَدْ شَبَّهَ ثَمَانِيًا بِجَوارٍ مَنْ قَالَ [مِنَ الكَامِلِ]:
984- يَحْدُو ثَمَانِيَ مُوْلَعًا بِلَقَاحِهَا = حتَّى هَمَمْنَ بِزَيْغَةِ الإِرْتَاجِ
والمعروفُ فيهِ الصرفُ لما تقدَّمَ وقيلَ: هما لغتانِ.

661- وإنْ بِهِ سُمِّي أو بِمَا لَحِقْ = بِهِ فالانصرافُ مَنْعُهُ يَحِقْ
(وإنْ بهِ سُمِّي أو بِمَا لَحِقْ * بِهِ فالانصرافُ مَنْعُهُ يَحِقْ) يعنِي أنَّ مَا سُمِّي بِهِ مِنْ مِثَالِ مَفَاعِلَ أو مَفَاعِيْلَ فَحَقُّهُ منعُ الصرفِ، سواءٌ كانَ منقولًا عَنْ جَمْعٍ مُحَقَّقٍ كَمَسَاجِدَ اسْمَ رَجُلٍ، أو مِمَّا لَحِقَ بِهِ مِنْ لَفْظٍ أَعْجَمِيّ؛ٍ مثلُ سَرَاوِيْلَ، وشَرَاحِيْلَ، أو لفظٍ ارْتُجِلَ للعَلَمِيَّةِ؛ مثلُ هَوَازِنَ قالَ الشارحُ: والعلَّةُ في مَنْعِ صرفِهِ مَا فيهِ مِنَ الصيغةِ مَعَ أصالةِ الجمعيةِ، أو قيامُ العَلَمِيَّةِ مَقَامَهَا، فلوْ طَرَأَ تَنْكِيْرُهُ انصرفَ عَلَى مُقْتَضَى التعليلِ الثانِي دُوْنَ الأوَّلِ اهـ.
قال المُرَادِيُّ: قُلْتُ: مذهبُ سِيْبَوَيْهَ أنَّهُ لا ينصرفُ بعد التنكيرِ لشَبَهِهِ بأصلِهِ، ومذهبُ المُبَرِّدِ صرفُهُ؛ لِذَهَابِ الجمعيةِ وعنِ الأخْفَشِ القولانِ، والصحيحُ قولُ سِيْبَوَيْهَ؛ لأنَّهُم مَنَعُوا سَرَاوِيْلَ مِنَ الصرفِ وهو نكرةٌ وليسَ جَمْعًا عَلَى الصحيحِ اهـ.

  #5  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 06:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


صِيغةُ مُنْتَهَى الجموعِ
658- وَكُنْ لِجَمْعٍ مُشْبِهٍ مَفَاعِلا = أو المَفَاعِيلَ بِمَنْعٍ كَافِلا
659- وَذا اعَتِلالٍ مِنْهُ كَالْجَوَارِي = رَفْعاً وَجَرًّا أجْرِهِ كَسَارِي
ذَكَرَ هنا النوعَ الثانيَ ممَّا يُمْنَعُ مِن الصرْفِ لعلامةٍ واحدةٍ، وهوَ صيغةُ مُنْتَهَى الجموعِ، وضابِطُهُ: كُلُّ جَمْعِ تكسيرٍ بعدَ ألِفِ تكسيرِهِ حرفانِ أوْ ثلاثةٌ أوْسَطُها ساكنٌ.
وقولُنا: (حَرفانِ)؛ أيْ: سواءٌ كانَ أحَدُ الحرفينِ مُدْغَماً في الآخَرِ أمْ لا. فالأوَّلُ نحوُ: خَوَاصَّ، وعَوَامَّ، ودَوَابَّ. والثاني نحوُ: مَسَاجِدَ، معاهِدَ، أَقَارِبَ. وقولُنا: (أوْ ثلاثةٌ أوْسَطُهَا ساكنٌ)؛ نحوُ: أَحَادِيثَ، مَصَابِيحَ، عَصَافِيرَ. فإنْ كانَ أوْسَطُها مُحَرَّكاً صُرِفَ؛ نحوُ: صَيَاقِلَةٍ، وتَلامذةٍ.
ولا فَرْقَ في صِيغةِ مُنتهَى الْجُموعِ بينَ أنْ تكونَ على وَزْنِ (مَفاعِلَ أوْ مَفاعِيلَ) أوْ على وَزْنٍ غيرِهما ممَّا يَنْطَبِقُ عليهِ الضابطُ المذكورُ كما في الأمثلةِ.
وصِيغةُ مُنتهَى الجموعِ نوعانِ:
الأوَّلُ: اسمٌ صحيحٌ، وهوَ ما كانَ آخِرُهُ حَرْفاً صَحيحاً كالأمثلةِ السابقةِ. وهذا حُكْمُهُ حُكْمُ غيرِهِ في هذا البابِ في أنَّهُ يُجَرَّدُ مِن التنوينِ، ويُرْفَعُ بالضمَّةِ، ويُنصَبُ بالفتحةِ، ويُجَرُّ بالفتحةِ أيضاً نِيابةً عن الكسرةِ، تقولُ: لا تَذهَبْ إلى مَجالسَ سَيِّئَةٍ فتَسْمَعَ أحاديثَ لا خَيْرَ فيها. ومنهُ قولُهُ تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}. فـ (صَوَافَّ): حالٌ منصوبةٌ مِن الهاءِ في (عَلَيْهَا)، وهوَ غيرُ مُنَوَّنٍ؛ لأنَّهُ على وزْنِ (فَوَاعِلَ). وقولُهُ تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}. فـ (أَسَاوِرَ): مجرورٌ بالفتحةِ؛ لأنَّهُ على وزْنِ (أفاعِلَ).
الثاني: اسْمٌ مُعْتَلٌّ، وهوَ ما كانَ آخِرُهُ (يَاءً) لازمةً غيرَ مُشَدَّدَةٍ قبلَها كَسرةٌ؛ مِثلُ: دَوَاعٍ، جَمْعِ داعيَةٍ، وثوانٍ، جمْعِ ثانيَةٍ. فهذا إذا كانَ مُجَرَّداً مِنْ (أَلْ) والإضافةِ يُعامَلُ معامَلَةَ الاسمِ المنقوصِ في الأغلَبِ في شَيْئَيْنِ:
1- حَذْفِ يائِهِ رَفْعاً وجَرًّا.
2- ثبوتُ تَنوينِهِ، وهوَ تنوينُ العِوَضِ، لا تنوينُ التَّمْكِينِ؛ لأنَّهُ ممنوعٌ مِن الصرْفِ، فهوَ فاقِدٌ لهُ كما تَقَدَّمَ، ويُقَدَّرُ فيهِ الرفْعُ والجرُّ للثِّقَلِ. فمِثالُ الرفْعِ: للأسفارِ دَوَاعٍ تُحَتِّمُها. فـ(دَواعٍ): مُبتدأٌ مُؤَخَّرٌ مرفوعٌ بضمةٍ مُقَدَّرَةٍ على الياءِ المحذوفةِ، تَخفيفاً أوْ تَخَلُّصاً مِن التقاءِ الساكنَيْنِ. ومنهُ قولُهُ تعالى: {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}.
ومِثالُ الْجَرِّ: الساعاتُ والأيَّامُ مِنْ ثَوَانٍ. فـ(ثَوَانٍ): اسمٌ مجرورٌ بالفتحةِ المقدَّرَةِ على الياءِ المحذوفةِ؛ لأنَّهُ ممنوعٌ مِن الصرْفِ؛ لصيغةِ مُنتهَى الْجُموعِ. ومنهُ قولُهُ تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
وأصْلُ هذهِ الكَلِماتِ: (دَوَاعِي، وَغَوَاشِي، وَثَوَانِي، وَلَيَالِي)، فالتنوينُ عِوَضٌ عن الياءِ المحذوفةِ التي كانت العَرَبُ تَحْذِفُها مِنْ (فَوَاعِلَ وأَشباهِها) في حالَتَي الرفْعِ والجَرِّ.
أمَّا في حالةِ النصْبِ فتَثْبُتُ الياءُ، ويُنْصَبُ بفتحةٍ ظاهرةٍ دونَ تنوينٍ؛ نحوُ: إنَّ دَوَاعِيَ الخيرِ كثيرةٌ. ومنهُ قولُهُ تعالى: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ}. فـ (لَيَالِيَ): ظرْفُ زمانٍ منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ مُتَعَلِّقٌ بـ (سِيرُوا).
فإنْ كانَ الاسمُ الْمُعْتَلُّ الذي على وزْنِ صيغةِ مُنتهَى الجموعِ مُقْتَرِناً بـ(أَلْ) أوْ مضافاً بَقِيَت الياءُ ساكنةً في حالَتَي الرفْعِ والجرِّ، وتُقَدَّرُ عليها الضمةُ والكسرةُ، ومتَحَرِّكَةً بالفتحةِ الظاهرةِ في حالةِ النصبِ، تقولُ في المقتَرِنِ بـ(أَلْ): الليالِي حُبالَى يَلِدْنَ كُلَّ عَجَائبِ، إنَّ اللَّيَالِيَ حُبَالَى، مِن الليالي ليالٍ فاضلةٌ. وتقولُ في المضافِ: لَيَالُ العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رمضانَ ليالٍ فاضلةٌ، والمُوَفَّقُ مَن اغْتَنَمَ لَيَالِيَ العشْرِ بالعملِ الصالحِ، واستدْرَكَ في بَقيَّةِ شَهْرِهِ ما فاتَهُ مِنْ أيَّامِهِ ولَيَالِيهِ.
وفيما تَقَدَّمَ يقولُ ابنُ مالِكٍ: (وكُنْ لجَميعٍ مُشْبِهٍ مَفَاعِلا.. إلخ)؛ أيْ: كُنْ كافِلاً؛ أيْ قائماً ومُنَفِّذاً، بِمَنْعِ الصرْفِ للجمْعِ الْمُشْبِهِ (مفاعِلَ أوْ مَفاعيلَ). وقولُهُ: (لِجَمْعٍ) ليسَ بقَيْدٍ، وإنَّما خَصَّهُ لِغَلَبَتِهِ، وإلاَّ فالمُفْرَدُ الذي على هذا الوزْنِ مِثلُهُ في الْمَنْعِ كما سيأتي إنْ شاءَ اللَّهُ.
والمُرَادُ بالمُشابَهَةِ: كُلُّ كلمةٍ خُماسيَّةٍ أوْ سُداسيَّةٍ فُتِحَ الحرْفُ الأوَّلُ منها، سواءٌ كانَ أوَّلُها مِيماً أمْ غيرَ ميمٍ، مثلُ: مَصاحفَ جواهرَ، دراهمَ، أساليبَ، وغيرِ ذلكَ.
ثمَّ بَيَّنَ أنَّ المعتَلَّ مِن الجمْعِ المُشْبِهِ لِمَفاعِلَ أوْ مَفاعيلَ؛ مِثلَ: جَوَارٍ (جمْعِ جاريَةٍ)، يُعامَلُ مُعامَلَةَ المنقوصِ - مثلِ: سَارٍ، وأَصْلُهُ: سَارِيٌ (اسمُ فاعلٍ منقوصٌ مِنْ سَرَى، إذا سافَرَ لَيْلاً) - في حذْفِ يائِهِ رَفْعاً وجَرًّا معَ تنوينِهِ فقطْ، لا مِنْ كلِّ وجْهٍ؛ فإنَّ (جَوَارٍ) يُجَرُّ بفتحةٍ مُقَدَّرَةٍ، وتنوينُهُ للعِوَضِ. بخِلافِ (سَارٍ)؛ فإنَّهُ يُجَرُّ بالكسرةِ، وتنوينُهُ للتَّمْكِينِ.
وسَكَتَ عنْ حَالَةِ النَّصْبِ، فَفُهِمَ منهُ أنَّها على الأصْلِ كالصحيحِ كما تَقَدَّمَ.

ما يَلْحَقُ بصِيغةِ مُنتهَى الجموعِ
660- وَلِسَرَاوِيلَ بِهذَا الْجَمْعِ = شَبَهٌ اقْتَضَى عُمُومَ الْمَنْعِ
661- وَإنْ بِهِ سُمِّيَ أوْ بِمَا لَحِقْ بِهِ = فَالانْصِرَافُ مَنْعُهُ يَحِقْ
الغرَضُ مِنْ هذَيْنِ البيتَيْنِ بيانُ أنَّ الحكْمَ السابقَ ليسَ خاصًّا بصيغةِ مُنتهَى الجموعِ الأَصِيلَةِ، وهيَ نَوْعٌ مِنْ جمعِ التكسيرِ كما سَبَقَ، وإنَّما يَدخُلُ فيها جميعُ ما أُلْحِقَ بها، وهوَ كلُّ اسمٍ جاءَ وزْنُهُ مُمَاثِلاً لوزْنِ صيغةِ مُنتهَى الجموعِ معَ دَلالتِهِ على مُفْرَدٍ، سَوَاءٌ كانَ هذا الاسمُ عَرَبِيًّا أصِيلاً أمْ غيرَ أَصيلٍ، عَلَماً كانَ أوْ غيرَ عَلَمٍ، مُرْتَجَلاً أمْ مَنقولاً.
فمِثالُ العَلَمِ العربيِّ الْمُرْتَجَلِ الأصيلِ: (هَوَازِنُ) اسمُ قَبيلةٍ عَربيَّةٍ، (جَلاجِلُ) اسمُ بلدةٍ مَعروفةٍ.
ومِثالُ العلَمِ الْمُعَرَّبِ: (شُرَاحِيلُ) علَمٌ على عِدَّةِ أشخاصٍ مِن الصحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم والْمُحَدِّثِينَ وغيرِهم كما في القاموسِ.
ومِن الأَعْجَمِيِّ الْمُعَرَّبِ الذي ليسَ عَلَماً: (سَرَاوِيلُ) بصورةِ الْجَمْعِ، قالَ في (القاموسِ): (السَّرَوِايلُ: فَارسيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ، وقدْ تُذَكَّرُ) اهـ. وعليهِ فهيَ مؤنَّثَةٌ، اسمٌ للإزارِ الواحدِ، تقولُ: هذهِ سَراويلُ قَصيرةٌ.
فكُلُّ اسمٍ مِنْ هذهِ الأسماءِ وما شَابَهَهَا يُعتبَرُ مُلْحَقاً بصيغةِ مُنتهَى الجموعِ، بشَرْطِ أنْ يكونَ دَالاًّ على مُفْرَدٍ، ويُقالُ في إعرابِهِ: إنَّهُ ممنوعٌ مِن الصرْفِ؛ لأنَّهُ مُفرَدٌ جاءَ على صِيغةِ مُنتهَى الجموعِ.
وإنَّما كانَت هذهِ الألفاظُ - ومنها سَرَاوِيلُ - مُلْحَقَاتٍ؛ لأنَّها تَدُلُّ على مُفرَدٍ معَ أنَّ صِيغتَها صِيغةُ مُنتهَى الجموعِ. وليسَ في المفرَداتِ العربيَّةِ ما هُوَ على زِنَتِها؛ لأنَّ (مَفاعِلَ أوْ مَفاعِيلَ) لا تكونُ في كلامِ العرَبِ إلاَّ للجمْعِ أوْ منقولٍ مِنْ جَمْعٍ.
فما جاءَ على وَزْنِها مِن الأسماءِ الْمُفْرَدَةِ مُنِعَ مِن الصرْفِ للمشابَهَةِ.
وهذا مَعْنَى قولِهِ: (ولِسراويلَ بهذا الْجَمْعِ شَبَهٌ.. إلخ)؛ أيْ: أنَّ شَبَهَ (سَرَاوِيلَ) بصيغةِ مُنتهَى الجموعِ اقْتَضَى مَنْعَها مِن الصرْفِ مَنْعاً عامًّا يَشْمَلُ كلَّ حالاتِها التي تكونُ فيها دالَّةً على المفرَدِ. ثمَّ بَيَّنَ أنَّ صيغةَ مُنتهَى الجموعِ إذا سُمِّيَ بها وصَارَتْ علَماً فإنَّهُ يَحِقُّ مَنْعُ هذا المسمَّى مِن الانصرافِ؛ أيْ: مِن الصرْفِ، كما تَقَدَّمَ في الأمثلةِ. ومنهُ أيضاً (أَذَاخِرُ) اسمُ مَوضِعٍ في مكةَ، و(جَمَّاعِيلُ) قريَةٌ بالقُدْسِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
3, صيغة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir