دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1437هـ/30-09-2016م, 12:25 PM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب البياني

قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١٤٣} [سورة البقرة:143]

بين الله جل جلاله مكانة أمة محمد وميزهم بوسطيتهم عن بقية الأمم ولهم في الآخرة منزلة الشهود عليهم وفي هذه الآية لفتة بيانية من لطائف التقديم والتأخير فإن في الآية تأخير صلة الشهادة في قوله (لتكونوا شهداء على الناس) وتقديم صلة الشهادة في قوله (ويكون الرسول عليكم شهيداً) فلم يقل لتكونوا على الناس شهداء ويكون الرسول عليكم شهيداً ، بتقديم صلة الشهادة لكليهما أو لتكونوا شهداء على الناس ويكون عليكم الرسول عليكم شهيداً أو عليكم يشهد الرسول، ويرى الزمخشري أنك إن سألت لِمَ أُخرت صلة الشهادة أولاً وقدمت آخراً ؟ فذلك: لأن الغرض في الأول إثبات شهادتهم على الأمم، وفي الآخر اختصاصهم بكون الرسول شهيداً عليهم.([1]) أي هذا قصر لشهادة الرسول عليهم ورفعاً لشأنهم، إذ فضلهم على سواهم في الأولى بأن شهدوا عليهم، وفضلهم في الثانية بأن جعل رسوله المصطفى هو الشاهد وشهادته ذات قيمة ومكانة عند بارئه.
إذا فتقديم صلةة الشهادة هنا (ويكون الرسول عليكم شهيداً) يفيد الخصوص.

أما ابن عاشور ذكر في سبب التقديم والتأخير ثلاثة أقوال:

القول الأول: وهو موافق لقول الزمخشري في أن سببه التشريف لهذه الأمة بشهادتها على الأمم والرسل، وهي لا يشهد عليها إلا رسولها.

والقول الثاني: أن سبب تقديم صلة الشهادة في آخر الآية؛ لكي تكون الكلمة التي تختم بها الآية في محل الوقف كلمة ذات حرف مد قبل الحرف الأخير، فالمد أمكن للوقف وهذا من بدائع فصاحة القرآن.

والقول الثالث: أن تقديم صلة الشهادة في آخر الآية مفيد لقصر الفاعل على المفعول، وهو تكلف ومثله غير معهود في الكلام. ([2])

وذكر الألوسي: أن سبب تأخير صلة الشهادة في أول الآية؛ لكون الشهادة في الدنيا فيما لا يصلح إلا بشهادة الأخيار، وتقديم صلة الشهادة في آخر الآية؛ لتكون شهادة الرسول بتزكيته للأمة وعلمه بعدالتهم.([3])

ويرجّح الباحث: أن السبب هو التشريف لهذه الأمة بشهادتها على الأمم والرسل وتخصيصها بشهادة رسولها عليها.
وهذا لكثرة القائلين به ([4])، ولأن تقديم المجرور على عامله يفيد إبراز فضل هذه الأمة بتخصيص شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم عليها، والآية مقصدها مدح للأمة فكان في بيان اختصاصها هنا أظهر وأرجح. أما القول بأنها قد تفيد سلامة التركيب من حيث قصد حسن ختم الآية بمد. فهذا غير لازم فقد يحصل بطرق متعددة بإرادة الله، وقصد المعنى أبلغ من المبنى حين الترجيح، وإن كان في مبنى التركيب بختمها بمد أفصح إلا أن الدلالة المعنوية هي المقصودة والتركيب اللفظي والحرفي قد يحصل بأكثر من سياق ولا تقتصر على هذا السياق.أما قول أن الآية مفيدة لقصر الفاعل على المفعول فهو كما ذكر ابن عاشور، وفي قول أن السبب هو لتكون الشهادة في الدنيا بشهادة الأخيار وتزكية الرسول بعلمه بعدالتهم، فهذا المعنى لا يوحي إليه سياق الآية في كونها سبب التقديم والتأخير في صلة الشهادة.

([1]) الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، للزمخشري ، دار الكتاب العربي، بيروت ، ط/3 ، 1407هـ (1/199 ) .

([2]) التحرير والتنوير لابن عاشور، دار سحنون( 2 /22)

([3]) تفسير الألوسي لمحمود الألوسي ، دار احياء التراث العربي، ( 2 / 6)

([4]) ينظر: التفسير الكبير للرازي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1425ه ، (1 / 94 )، تفسير الألوسي لمحمود الألوسي ، دار احياء التراث العربي، ( 2 / 6 ).

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir