والكنايةُ إنْ كَثُرَتْ فيها الوسائطُ سُمِّيَتْ تَلْويحًا، نحوُ: (هوَ كثيرُ الرَّمادِ) أيْ: كريمٌ؛ فإنَّ كَثْرةَ الرمادِ تَستلزِمُ كثرةَ الإحراقِ، وكثرةَ الإحراقِ تَستلزِمُ كَثرةَ الطبْخِ والخبْزِ، وكثْرتَهُما تَستلزِمُ كثرةَ الآكِلينَ، وهيَ تَستلزِمُ كثرةَ الضِّيفانِ، وكثرةَ الضِّيفانِ تَستلزِمُ الكَرَمَ.
وإنْ قلَّتْ وخَفِيَتْ سُمِّيَتْ رَمْزًا، نحوُ: (هوَ سَمِينٌ رِخْوٌ) أيْ: غَبِيٌّ بَليدٌ.
وإنْ قلَّتْ فيها الوسائطُ أوْ لمْ تكُنْ وَوَضَحَتْ، سُمِّيَتْ إيماءً وإشارةً، نحوُ:
أَوَمَا رأيتَ الْمَجْدَ أَلْقَى رَحْلَه ..... في آلِ طَلْحَةَ ثمَّ لم يَتَحَوَّلِ
كنايةً عنْ كونِهم أَمْجادًا.