دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المعلقات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ذو الحجة 1429هـ/12-12-2008م, 10:01 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي معلقة عبيد بن الأبرص

أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ = فَالقُطَبِّيَاتُ فَالذَّنُوبُ
&فَرَاكِسُ فَثُعَيْلَبَاتُ = &فَذَاتُ فَرْقَيْنِ فَالقَلِيبُ (1)
&فعردةٌ فَقَفَا حبرٍ = لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ عَرِيبُ (2)
وَبُدِّلَتْ مِنْ أَهْلِهَا وُحُوشًا = وَغَيَّرَتْ حَالَهَا الخُطُوبُ (3)
أَرْضٌ تَوَارَثَهَا شُعُوبُ = وَكُلُّ مَنْ حَلَّهَا مَحْرُوبُ (4)
إِمَّا قَتِيلًا وَإِمَّا هُالِكًا = وَالشَّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ (5)
عَيْنَاكَ دَمْعُهَا سَرُوبُ = كَأَنَّ شَأْنَيْهِمَا شَعِيبُ (6)
وَاهِيَةٌ أَوْ مَعِينٌ مُمْعِنٌ = مِنْ هَضْبَةٍ دُونَهَا لُهُوبُ (7)
&أَوْ فلجٌ مَا بِبَطْنِ وَادٍ = لِلْمَاءِ مِنْ بَيْنِهِ سُكُوبُ (1)
&أَوْ جَدْوَلٌ فِي ظِلَالِ نَخْلٍ = لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ (2)
تَصْبُو وَأَنَّى لَكَ التَّصَابِي = أَنَّى وَقَدْ رَاعَكَ المَشِيبُ
&إِنْ يَكُ حولٌ مِنْهَا أَهْلُهَا = فَلَا بديءُ ولا عَجِيبُ (3)
&أَوْ يَكُ أَقْفَرُ مِنْهَا جوهًا = وَعَادَهَا المحلُ والجدوبُ (4)
فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَخْلُوسٌ = وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ مَكْذُوبُ (5)
وَكُلُّ ذِي أَمَلٍ مَوْرُوثٌ = وَكُلُّ ذِي سَلَبٍ مَسْلُوبُ (6)
وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ = وَغَائِبُ المَوْتِ لَا يَؤُوبُ
أَعَاقِرٌ مِثْلُ ذَاتِ رِحْمٍ = أَمْ غَانِمٌ مِثْلَ مَنْ يَخِيبُ (7)
مَنْ يَسَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ = وَسَائِلُ اللَّهِ لَا يَخِيبُ (1)
بِاللَّهِ يُدْرَكُ كُلُّ خَيْرٍ = القَوْلُ فِي بَعْضِهِ تَلْغِيبُ
وَاللَّهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ = عَلَامُ مَا أَخْفَتِ القُلُوبُ
أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ يُدْرَكُ = بِالضَّعْفِ وَقَدْ يَخْدَعُ الأَرِيبُ (2)
لَا يَعِظُ النَّاسُ مَنْ لَمْ يَعِظِ الدَّهْـ = ـرُ وَلَا يَنْفَعُ التَّلْبِيبُ (3)
&إِلَّا سَجِيَّاتِ مَا القُلُوبُ = وَكَمْ يَصِيرَنَّ شَانِئًا حَبِيبُ (4)
سَاعِدْ بِأَرْضٍ إِذَا كُنْتَ بِهَا = وَلَا تَقُلْ: إِنَّنِي غَرِيبُ (5)
قَدْ يُوصِلُ النَّازِحُ النَّائِي وَقَدْ = يَقْطَعُ ذُو السَّهْمَةِ القَرِيبُ.
وَالمَرْءُ مَا عَاشَ فِي تَكْذِيبٍ = طُولُ الحَيَاةِ لَهُ تَعْذِيبُ (6)
&بَلْ رُبَّ مَاءٍ وَرَدْتَ آجِنٌ = سَبِيلُهُ خَائِفٌ جَدِيبُ (7)
&رِيشُ الحَمَامِ عَلَى أَرْجَائِهِ = لِلْقَلْبِ مِنْ خَوْفٍ وَجِيبُ
&قَطَعْتُهُ غُدْوَةً مشيحًا = وَصَاحِبِي بَادٍن خَبُوبُ (1)
&عَيْرَانَةٌ مُؤْجَدٌ فقارُهَا = كَأَنَّ حاركَهَا كَثِيبُ (2)
&أَخلفُ ما بازلًا سديسَهَا = لَاحِقَةٌ هِيَ وَلَا نَيُوبُ (3)
&كَأَنَّهَا مِنْ حِمْيَرَ عَانَاتٌ = جونٌ بِصَفْحَتِهِ نَدُوبُ (4)
&أو شببٌ يَحْفُرُ الرخامى = تلفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ (5)
&فَذَاكَ عصرٌ وَقَدْ أُرَانِي = تَحْمِلُنِي نَهْدَةُ سَرْحُوبُ
&مضبرٌ خَلْقُهَا تَضْبِيرًا = يَنْشَقُّ عَنْ وَجْهِهَا السَّبِيبُ (6)
&زَيْتِيَّةٌ نَاعِمٌ عُرُوقُهَا = وَلَيِّنٌ أَسْرُهَا رَطِيبُ (7)
&كَأَنَّهَا لقوةٌ طَلُوبٌ = تُخَزِّنُ فِي وَكْرِهَا القُلُوبُ (8)
&بَاتَتْ عَلَى إِرَمٍ عَذُوبًا = كَأَنَّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ (9)
&فَأَصْبَحَتْ فِي غَدَاةِ قرةٍ = يَسْقُطُ عَنْ رِيشِهَا الضَّرِيبُ (10)
&فَأَبْصَرَتْ ثَعْلَبًا مِنْ سَاعَةٍ = وَدُونَهُ سبسبٌ جَدِيبُ (1)
&فَنَفَضَتْ رِيشَهَا وَانْتَفَضَتْ = وَهِيَ مِنْ نَهْضَةٍ قَرِيبُ (2)
&فَاشْتَالَ وَارْتَاعَ مِنْ حَسِيسٍ = وَفِعْلُهُ يَفْعَلُ المَذْؤُوبُ (3)
&فَنَهَضَتْ نَحْوَهُ حَثِيثَةً = وَحردَتْ حردةَ تَسِيبُ
&تَدُبُّ مِنْ حِسِّهَا دَبِيبًا = وَالعَيْنُ حِمْلَاقُهَا مَقْلُوبُ (4)
&فَأَدْرَكَتْهُ فَطَرَحَتْهُ = وَالصَيْدُ مِنْ تَحْتِهَا مَكْرُوبُ (5)
&فَجَدَلَتْهُ فَطَرَحَتْهُ = فَكَدَحَتْ وَجْهَهُ الجُبُوبُ (6)
&فَعَاوَدَتْهُ فَرَفَعَتْهُ = فَأَرْسَلَتْهُ وَهُوَ مَكْرُوبُ (7)
&يَضْغُو وَمِخْلَبُهَا فِي دفةٍ = لَابِدُ حَيْزُومَةٍ مَنْقُوبُ



(1)وَيُرْوَى (فَثَعَالِبَاتُ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ.

(2)وَيُرْوَى (ففردةٌ) وَيُرْوَى (فَقَفَا عبرٍ).

(3)وَيُرْوَى (إِنْ بَدَّلَتْ أَهْلَهَا وُحُوشًا) مَوْسُوعَةُ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ (2 / 582)
والدِّيوَانُ (24).
وَيُرْوَى (وَبُدِّلَتْ مِنْهُمْ) شعراءُ النَّصْرَانيَّةِ (1 / 606).
وَشَرْحُ الشَّنْقِيطِيِّ (218).

(4)وَيُرْوَى (تَوَارَثَهَا الجُدُوبُ) شُعَرَاءُ النَّصْرَانِيَّةِ (1 / 606)
وَشَرْحُ الشَّنْقِيطِيِّ (218).
وَيُرْوَى (فَكُلُّ مَنْ حَلَّهَا) شُعَرَاءُ النَّصْرَانِيَّةِ ( 1 /606).

(5)وَيُرْوَى (إِمَّا قَتِيلٌ وَإِمَّا هَالِكٌ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (469) وَالجَمْهَرَةَ (173)
وَيُرْوَى الشَّطْرُ الأوَّلُ (بَلْ إِنْ أَكُنْ قَدْ عَلَتْنِي ذَرْأَةٌ).
وَيُرْوَى أَيْضًا (إِمَّا قَتِيلًا أَوْ شَيْبُ فَوْدٍ) الجَمْهَرَةُ تَحْقِيقُ البَجَاوِيِّ (381).

(6)وَيُرْوَى ( مَا بَالُهَا دَمْعُهَا سَرُوبُ كَأَنَّ أَجْفَانِهَا شَعُوبُ).

(7)وَيُرْوَى (أَوْ مَعِينٌ معنٍ) شُعَرَاءَ النَّصْرَانِيَّةِ ( 1 / 606)
وَشَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (219)

(1)وَيُرْوَى
(أَوْ فلجٌ بِبَطْنِ وَادٍ = لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ)
شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (470).
وَيُرْوَى (أَوْ فلجُ وَادٍ بِبَطْنِ أَرْضٍ) شَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (219).
وَشُعَرَاءَ النَّصْرَانِيَّةِ (1 / 607) وَيُرْوَى (مِنْ بَيْنِهِ قَشِيبُ).

(2)وَيُرْوَى (لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ سَكُوبُ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (471).
وَشُعَرَاءَ النَّصْرَانِيَّةِ (1 / 607) وَشَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (219).

(3)وَيُرْوَى (إِنْ يَكُ حَالَتْ وَحَوَّلَ أَهْلُهَا) دِيوَانَهُ (صَادِر ) ص: (25)
وَلَا يَسْتَقِيمُ مَعَهَا الوَزْنُ. وَيُرْوَى (فَإِنْ يَكُنْ حَالَ أَجْمَعُهَا).
شُعَرَاءَ النَّصْرَانِيَّةِ ( 1 / 607) وَشَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (220).

(4)وَيُرْوَى أَوْ يَكُ قَدْ أَقْفَرَ مِنْهَا جوهًا) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (472).
وَيُرْوَى (أَوْ يَكُ أَقْفَرَ مِنْهَا أَهْلُهَا).
وَيُرْوَى (أَوْ يَكُ أَقْفَرَ سَاكِنُوهَا ) الجَمْهَرَةَ (382).

(5)وَيُرْوَى (فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَخْلُوسُهَا) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (472).
والشِّعْرَ وَالشُّعَرَاءَ ( 1 / 188).

(6)وَيُرْوَى (وَكُلُّ ذِي إِبِلٍ مَوْرُوثُهَا) الشِّعْرَ وَالشُّعَرَاءَ (1 / 188).
وَيُرْوَى (مُوَرِّثُهَا).

(7)وَيُرْوَى (ذَاتِ وَلَدٍ ) الشَّعْرَ وَالشُّعَرَاءَ (1 / 189).

(1)وَيُرْوَى (مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ) الشِّعْرَ وَالشُّعَرَاءَ (1 / 189). وَشَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ.
وَجَمْهَرَةَ أَشْعَارِ العَرَبِ (174). وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: هَذَا البَيْتُ لِيَزِيدَ بْنِ حُنَيَّةَ الثَّقَفِيِّ.
شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (473) وَشُعَرَاءَ النَّصْرَانِيَّةِ ( 1 / 607).

(2) وَيُرْوَى (أَفْلِجْ) بِالجِيمِ. وَيُرْوَى (فَقَدْ يَبْلُغَ بِالضَّعْفِ)
شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (473) وَالحَيَوَانَ (3 / 89).
وَيُرْوَى (افْلَحْ بِمَا شِئْتَ ) الشِّعْرَ وَالشُّعَرَاءُ ( 1 / 189).

(3) وَيُرْوَى ( مَنْ لَا يَعِظ الدَّهْرُ ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (474) وَشُعَرَاءَ النَّصْرَانِيَّةِ (1/608).
وَيُرْوَى ( مَنْ لَمْ يَعِظْهُ الدَّهْرُ ) الشِّعْرَ وَالشُّعَرَاءُ ( 1 / 189).

(4)وَيُرْوَى ( إِلَّا سَجَايَا مِن القُلُوبِ).

(5)وَيُرْوَى (سَاعِفْ بِأَرْضٍ إِذَا كُنْتَ بِهَا) الشِّعْرَ وَالشُّعَرَاءَ ( 1 / 189).
وَيُرْوَى (فِيهَا) مَوْسُوعَةَ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ ( 2 / 585).
وَشَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (222).

(6)وَيُرْوَى (وَالحَيُّ مَا عَاشَ فِي تَكْذِيبٍ) المُوَشَّحَ (122).

(7)وَيُرْوَى (وَرَدْتَهُ آجِنٌ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (476).
وَيُرْوَى (يَا رُبَّ مَاءٍ صَرَى وَرَدْتَهُ) الجَمْهَرَةَ (384).

(1)وَيُرْوَى (هَبَطْتَهُ غُدْوَةً مَشِيحًا).

(2)وَيُرْوَى (مُضْبرٌ فقارُهَا).

(3)وَيُرْوَى (أخلفُ بَازِلًا سديس) شَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (223).

(4)وَيُرْوَى (كَأَنَّهَا مِنْ حِمْيَرَ غَابٌ) شَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (223).
والجَمْهَرَةَ (386)

(5)وَيُرْوَى (أَوْ شببٌ يَرْتَعِي الرخامى) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (478)
وَالجَمْهَرَةَ (176) وَشَرْحَ الشَّنْقِيطِيِّ (224).

(6)وَيُرْوَى (مضبرٌ خَلْقُهَا كَمِيتٌ) الجَمْهَرَةَ (386).

(7)وَيُرْوَى (نَائِمٌ عُرُوقُهَا) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (479).

(8)وَيُرْوَى (تَخِرُّ فِي وَكْرِهَا القُلُوبُ ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (480).
وَالجَمْهَرَةَ (176) وَيُرْوَى (تَيَبَّسَ).

(9)وَيُرْوَى (عَلَى إرمِ رَابِئَةٍ) الجَمْهَرَةُ (387).

(10)وَيُرْوَى (فِي غَدَاةِ قَرٍّ) الجَمْهَرَةَ (387). وَيُرْوَى (ينحطُ عَنْ رِيشِهَا).

(1)وَيُرْوَى (فَأَبْصَرَتْ ثَعْلَبًا سَرِيعًا) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (481).
وَيُرْوَى (وَدُونَ مَوْقِعِهِ شَنْخُوبُ) وَيُرْوَى (وَدُونَهَا سربخٌ).

(2)وَيُرْوَى:
فَنَشَرَتْ رِيشَهَا فَانْتَفَضَتْ = وَلَمْ تَطِرْ نَهْضَهَا قَرِيبُ
شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (481) وَالجَمْهَرَةَ (176).

(3)وَيُرْوَى (مِنْ حَسِيسٍ) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (482).
وَيُرْوَى (مِنْ خَشْيَتِهَا).

(4)وَيُرْوَى (فَدَبَّ مِنْ رَأْيِهَا دَبِيبًا) شَرْحَ التِّبْرِيزِيِّ (482)
وَالجَمْهَرَةَ (177)
وَيُرْوَى (وَدَبَّ مِنْ حَوْلِهَا) وَمِنْ (خَوْفِهَا) انْظُر اللسانَ (حَمْلَقَ).

(5)وَيُرْوَى (فَخَوَّنَتْهُ) أي: اخْتَطَفَتْهُ.

(6)وَيُرْوَى:
فَرَفَعَتْهُ فَوَضَعَتْهُ = فَكَدَحَتْ وَجْهَهُ الجُبُوبُ

(7)لَمْ يَرْوِهِ الشَّنْقِيطِيُّ وَلَا أَبُو زَيْدٍ.

  #2  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 04:38 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح المعلقات العشر للخطيب: محمد بن عبد الله التبريزي

عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ أبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: كانَ مِنْ حَدِيثِ عَبِيدِ بنِ الأَبْرَصِ بنِ جُشَمَ بنِ عَامِرِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكِ بنِ الحَارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُودَانَ بنِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ الياسِ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ، أنَّهُ كانَ رَجُلاً مُحْتَاجاً، ولم يَكُنْ لهُ مالٌ، فأَقْبَلَ ذاتَ يَوْمٍ ومَعَهُ غُنَيْمَةٌ لهُ، ومعَهُ أُخْتُهُ مَاوِيَّةُ؛ لِيُورِدَ غَنَمَهُ.فمَنَعَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مالِكِ بنِ ثَعْلَبَةَ وجَبَهَهُ، فانْطَلَقَ حَزِيناً مَهْمُوماً لِمَا صَنَعَ بهِ المالِكِيُّ، حتَّى أَتَى شَجَرَاتٍ فاسْتَظَلَّ هوَ وأُخْتُهُ تَحْتَهُنَّ فَنَامَا.
فَزَعَمَ أنَّ المَالِكِيَّ نَظَرَ إليهِ نَائِماً، وأُخْتُهُ إلى جَنْبِهِ، فَقَالَ:

ذَاكَ عَبِيدٌ قَدْ أَصَابَ مَيَّا = يا لَيْتَهُ أَلْقَحَهَا صَبِيَّا
فحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ ضَاوِيَّا
فسَمِعَهُ عَبِيدٌ فسَاءَهُ، فرَفَعَ يَدَيْهِ نحوَ السماءِ فابْتَهَلَ فقالَ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ هذا ظَلَمَنِي ورَمَانِي بالبُهْتَانِ فأَدِلْنِي منهُ.
ثمَّ نامَ ولم يَكُنْ قبلَ ذلكَ يقولُ شِعْراً، فَأَتَاهُ آتٍ في المَنَامِ بِكُبَّةٍ مِنْ شِعْرٍ حتَّى أَلْقَاهَا في فِيهِ، ثمَّ قالَ لهُ: قُمْ. فَقَامَ وهوَ يَرْتَجِزُ بِبَنِي مالِكٍ، وكانَ يُقالُ لَهُمْ بَنُو الزِّنْيَةِ، فَقَالَ:
يَا بَنِي الزِّنَيَةِ مَا غَرَّكُمُ = لَكُمُ الوَيْلُ بسِرْبَالٍ حُجُرْ؟
ثمَّ انْدَفَعَ في قولِ الشِّعْرِ، فقالَ:
1- أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ = فالقُطْبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ
هذهِ كُلُّهَا مَوَاضِعُ.
2- فَرَاكِسٌ فَثُعَالِبَاتٌ =فَذَاتُ فِرْقَيْنِ فَالْقَلِيبُ
ويُرْوَى: (فثُعَيْلِبَاتٌ). و(رَاكِسٌ وَثُعَالِبَاتٌ): مَوْضِعَانِ.و(القَلِيبُ): البِئْرُ.
3- فَعَرْدَةٌ فَقَفَا حِبِرٍّ = لَيْسَ بِهَا مِنْهُمُ عَرِيبُ
ويُرْوَى: (فَفَرْدَةٌ). ويُرْوَى: (فَقَفَا عِبِرٍّ).و(عَرِيبٌ): أَحَدٌ، لا يُسْتَعْمَلُ إلاَّ في النَّفْيِ.
4- وبُدِّلَتْ مِنْ أَهْلِها وُحُوشاً = وغَيَّرَتْ حَالَهَا الخُطُوبُ
5- أَرْضٌ تَوَارَثُهَا شَعُوبُ = وكُلُّ مَنْ حَلَّهَا مَحْرُوبُ
َعُوبُ): اسمٌ للمَنِيَّةِ.ويُرْوَى:(فكُلُّ مَنْ حَلَّهَا).و(مَحْرُوبٌ): مَسْلُوبٌ.
6- إِمَّا قَتِيلٌ وإمَّا هَالِكٌ = والشَّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ
وَ: (إمَّا قَتِيلاً وإمَّا هَالِكاً). يُرِيدُ: إمَّا أنْ يكونَ ذلكَ المحروبُ قَتِيلاً، وإمَّا أنْ يكونَ هَالِكاً. وقولُهُ: (والشَّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ)، يقولُ: إنْ لم يُقْتَلْ وعُمِّرَ حتَّى يَشِيبَ، فَشَيْبُهُ شَيْنٌ لهُ.وكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أنْ يَمُوتَ الرجلُ وفيهِ بَقِيَّةٌ قبلَ أنْ يُفْرِطَ بهِ الكِبَرُ.
7- عَيْنَاكَ دَمْعُهُما سَرُوبُ = كَأَنَّشَأْنَيْهِمَا شَعِيبُ
َرُوبُ): مِنْ سَرَبَ الماءُ يَسْرُبُ. و(الشَّعِيبُ): المَزادَةُ المُنْشَقَّةُ.و(الشَّأْنُ): مَجْرَى الدَّمْعِ.
8- وَاهِيَةٌ أوْ مَعِينٌ مُمْعِنٌ = مِنْ هَضْبَةٍ دُونَهَا لُهُوبُ
ويُرْوَى: (أوْ مَعِينُ مَعْنٍ). ويُرْوَى: (أوْ هَضْبَةٍ).و(وَاهِيَةٌ): بَالِيَةٌ.و(المَعِينُ): الذي يَأْتِي على وجهِ الأرضِ مِن الماءِ فلا يَرُدُّهُ شَيْءٌ. و(المُمْعِنُ): المُسْرِعُ. و(اللُّهُوبُ): جَمْعُ لِهْبٍ، وهوَ شَقٌّ في الجَبَلِ.
يقولُ: كأنَّ دَمْعَهُ ماءٌ يُمْعِنُ مِنْ هذهِ الهَضْبَةِ مُنْحَدِراً، وإذا كانَ كذلكَ كانَ أَسْرَعَ لهُ إذا انْحَدَرَ إلى أسفلَ، وفي أَسْفَلِها لُهُوبٌ.
9- أوْ فَلَجٌ بِبَطْنِ وَادٍ =لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ
َلَجٌ): نَهَرٌ صغيرٌ.و(قَسِيبُ)الماءِ وأَلِيلُهُ وثَجِيجُهُ وعَجِيجُهُ:صَوْتُ جَرْيِهِ.
10- أوْ جَدْوَلٌ في ضِلالِ نَخْلٍ =لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ سُكُوبُ
(الجَدْوَلُ): النَّهَرُ الصَّغِيرُ. و(سُكُوبُ) أَرَادَ: انْسِكَابُ، فلم تُمْكِنْهُ القافيَةُ.
11- تَصْبُو وأَنَّى لَكَ التَّصَابِي؟ = أَنَّى وَقَدْ رَاعَكَ المَشِيبُ
َصْبُو): مِن الصَّبْوَةِ، يعني: العِشْقِ. (أَنَّى لكَ)؛ أيْ: كيفَ لكَ بهذا بعدَ مَا قدْ صِرْتَ شَيْخاً؟ و(رَاعَكَ): أَفْزَعَكَ.
12- إِنْ يَكُ حُوِّلَ مِنْهَا أَهْلُهَا = فلا بَدِيءٌ ولا عَجِيبُ
ويُرْوَى:
إنْ تَكُ حَالَتْ وحُوِّلَ مِنْهَا أَهْلُهَا = فلا بَدِيءٌ ولا عَجِيبُ
(حالَتْ): تَغَيَّرَتْ عنْ حالِها. و(حُوِّلُوا): نُقِلُوا. و(الْبَدِيءُ): المُبْتَدَأُ؛ أيْ: ليسَ أَوَّلَ ما خلا مِن الدِّيَار، وليسَ ذلكَ بِعَجَبٍ. وقدْ يَكُونَُدِيءٌ) بمَعْنَى عَجِيبٍ. رَأَيْتُ أَمْراً بَدِيًّا وفَرِيًّا؛ أيْ: عَجِيباً.
13- أَوْ يَكُ قَدْ أَقْفَرَ مِنْهَا جَوُّهَا = وَعَادَها الْمَحْلُ وَالجُدُوبُ
َوُّهَا): وَسَطُها. و(عَادَهَا): أَصَابَهَا. وأَصْلُهُ مِنْ عِيَادَةِ المَرِيضِ. ويُرْوَى: (أَوْ يَكُ أَقْفَرَ مِنْهَا أَهْلُهَا).و(المَحْلُ) والجَدْبُ واحِدٌ.
14- فَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَخْلُوسُهَا = وكُلُّ ذِي أَمَلٍ مَكْذُوبُ
وَ: َخْلُوسٌ). و(المَخْلُوسُ) والمَسْلُوبُ واحدٌ؛ أيْ: كُلُّ مَنْ أَمَّلَ أَمَلاً مَكْذُوبٌ؛ أيْ: لا يُنالُ كُلُّ ما يُؤَمَّلُ.
15- وكُلُّ ذِي إِبِلٍ مَوْرُوثٌ = وكُلُّ ذِي سَلَبٍ مَسْلُوبُ
ويُرْوَى: (مُورِثُهَا)؛ أيْ: يُورِثُها غَيْرَهُ. يقولُ: مَنْ كانَ لهُ شيءٌ سَلَبَهُ مِنْ غيرِهِ فهوَ يُسْلَبُ يَوْماً أيضاً، ولم يَدُمْ ذلكَ لهُ؛ أيْ: يَأْتِي عليهم الموتُ.
16- وكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ =وغَائِبُ المَوْتِ لا يَؤُوبُ
َؤُوبُ)؛ أيْ: يَرْجِعُ.
17- أَعَاقِرٌ مِثْلُ ذَاتِ رِحْمٍ؟ = أوْ غانِمٌ مِثْلُ مَنْ يَخِيبُ؟
(العَاقِرُ) مِن النِّسَاءِ: التي لا تَلِدُ، ومِن الرِّمالِ: التي لا تُنْبِتُ شيئاً. وأرادَ بـ(ذَاتِ رِحْمٍ) الوَلُودَ؛ أيْ: لا تَسْتَوِي التي تَلِدُ والتي لا تَلِدُ، ولا يَسْتَوِي مَنْ خَرَجَ فغَنِمَ ومَنْ خَرَجَ فرَجَعَ خَائِباً.
18- مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ =وَسَائِلُ اللَّهِ لا يَخِيبُ
قالَ ابنُ الأعرابيِّ: هذا البيتُ لِيَزِيدَ بنِ ضَبَّةَ الثَّقَفِيِّ.
19- بِاللَّهِ يُدْرَكُ كُلُّ خَيْرٍ =والقَوْلُ في بَعْضِهِ تَلْغِيبُ
َلْغِيبٌ)؛ أيْ: ضَعْفٌ، مِنْ قولِهم: سَهْمٌ لَغْبٌ؛إذا كانَتْ قُذَدُهُ بُطْنَاناً، وهوَ رَدِيءٌ.ورجُلٌ لَغْبٌ: ضعيفٌ.
20- واللَّهِ لَيْسَ لهُ شَرِيكٌ = عَلاَّمُ ما أَخْفَت القُلُوبُ
21- أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ يُبْلَغُ بِالـ = ـضَّعْفِ وقدْ يُخْدَعُ الأَرِيبُ
ويُرْوَى: (أَفْلِجْ) بالجِيمِ. و(أَفْلِحْ) بالحاءِ: مِن الفَلاحِ، وهوَ البَقَاءُ؛ أيْ: عِشْ كيفَ شِئْتَ، ولا عَلَيْكَ ألاَّ تُبَالِغَ؛فقدْ يُدْرِكُ الضعيفُ بضعفِهِ ما لا يُدْرِكُ القَوِيُّ، وقدْ يُخْدَعُ الأَرِيبُ العاقِلُ عنْ عقلِهِ. ويُرْوَى: (فَقَدْ يُدْرَكُ بالضَّعْفِ).
قِيلَ: سَأَلَ سعيدُ بنُ العَاصِي الحُطَيْئَةَ: مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ الَّذِي يقولُ:
أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ...... = ...... البيتَ
22- لا يَعِظُ النَّاسُ مَنْ لا يَعِظُ الـ = دَّهْرُ ولا يَنْفَعُ التَّلْبِيبُ
ويُرْوَى: (مَنْ لم يَعِظِ الدَّهْرُ). يقولُ: مَنْ لم يَتَّعِظْ بالدَّهْرِ فإنَّ الناسَ لا يَقْدِرُونَ على عِظَتِهِ. و(التَّلْبِيبُ): تَكَلُّفُ اللُّبِّ مِنْ غَيْرِ طِباعٍ ولا غَرِيزَةٍ.
23- إلاَّ سَجِيَّاتُ ما القُلُوبِ = وكَمْ يَصِيرَنَّ شَانِئاً حَبِيبُ!
(مَا) صِلَةٌ. يَقُولُ: لا يَنْفَعُ التَّلْبِيبُ إلاَّ سَجِيَّاتُ القلوبِ.و(الشَّانِئُ): المُبْغِضُ. يقولُ: كَثِيراً ما يَتَحَوَّلُ العَدُوُّ صَدِيقاً.ويُرْوَى: (إلاَّ سَجَايَا من القُلُوبِ).يقولُ: لا يَنْفَعُ إلاَّ مَنْ كانَتْ سَجِيَّتُهُ اللُّبَّ.
24- سَاعِدْ بأَرْضٍ إذا كُنْتَ بِهَا = ولا تَقُلْ: إنَّنِي غَرِيبُ
(سَاعِدْ): مِن المُساعَدَةِ؛ أيْ: سَاعِدْهُم ودَارِهِم، وإلاَّ أَخْرَجُوكَ مِنْ بَيْنِهم.وقيلَ: (لا تَقُلْ: إِنِّي غَرِيبُ)؛ أيْ: وَاتِهِمْ على أُمُورِهِم كُلِّها، ولا تَقُلْ: لا أَفْعَلُ ذلكَ لأنِّي غَرِيبٌ.
25- قَدْ يُوصَلُ النَّازِحُ النَّائِي وَقَدْ = يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ الْقَرِيبُ
(النَّازِحُ) و(النَّائِي) واحِدٌ. و(يُقْطَعُ): يُعَقُّ.و(السُّهْمَةُ): النَّصِيبُ. و(ذُو السُّهْمَةِ): ذُو السَّهْمِ. والنَّصِيبُ: يَكُونُ لكَ في الشَّيْءِ. يَقُولُ: يَعُقُّ الناسُ ذا قَرَابَتِهم ويَصِلُونَ الأبَاعِدَ، فلا يَمْنَعَنَّكَ إذا كُنْتَ في غُرْبَةٍ أنْ تُخَالِطَ النَّاسَ بالمُسَاعَدَةِ لهم.
26- والمَرْءُ ما عَاشَ في تَكْذِيبٍ =طُولُ الحياةِ لهُ تَعْذِيبُ
يقولُ: الحياةُ كَذِبٌ، وطُولُها عَذَابٌ عَلَى مَنْ أُعْطِيَها؛ لِمَا يُقَاسِي مِن الكِبَرِ وغَيْرِهِ مِنْ غِيَرِ الدَّهْرِ.
27- بَلْ رُبَّ مَاءٍ وَرَدْتُهُ آجِنٍ =سَبِيلُهُ خَائِفٌ جَدِيبُ
(آجِنٌ): مُتَغَيِّرٌ. و(خَائِفٌ) أرادَ: أنَّهُ مَخُوفُ المَسْلَكِ، وقدْ يَقُومُ الفاعِلُ مَقَامَ المفعولِ. ويُرْوَى، (يَا رُبَّ مَاءٍ صَرًى وَرَدْتُهُ): جَمْعُ صَرَاةٍ، وهوَ المُتَغَيِّرُ الأصفرُ. ويُرْوَى: (وَرَدْتُ، آجِنٍ).
28- رِيشُ الحَمَامِ عَلَى أَرْجَائِهِ = لِلْقَلْبِ مِنْ خَوْفِهِ وَجِيبُ
َرْجَاؤُهُ): نَوَاحِيهِ.و(الوَجِيبُ): الخَفَقَانُ.
29- قَطَعْتُهُ غُدْوَةً مُشِيحاً =وَصَاحِبِي بَادِنٌ خَبُوبُ
(مُشِيحاً)؛ أيْ: مُجِدًّا. وَ(بَادِنٌ): ناقةٌ ذاتُ بَدَنٍ وجِسْمٍ. و(خَبُوبٌ): تَخُبُّ في سَيْرِها. (قَطَعْتُهُ): يعني الماءَ.ويُرْوَى: (هَبَطْتُهُ).
30- عَيْرَانَةٌ مُؤْجَدٌ فَقَارُهَا = كَأَنَّ حَارِكَهَا كَثِيبُ
ويُرْوَى: (مُضَبَّرٌ فَقَارُهَا).
قالَ أبو عَمْرٍو: (المُؤْجَدُ): التي يكونُ عَظْمُ فَقَارِها وَاحِداً. و(مُضَبَّرٌ): مُوَثَّقٌ، وأصلُهُ مِن الإِضْبَارَةِ، وهيَ الحُزْمَةُ مِن الكُتُبِ. و(الفَقَارُ): خَرَزُ الظَّهْرِ. وَ(حَارِكُهَا): مَنْسِجُها. و(الكَثِيبُ): الرَّمْلُ. وَصَفَ حَارِكَها بالإشرافِ والمَلاسَةِ.
31- أَخْلَفَ مَا بَازِلاً سَدِيسُهَا = لاحِقَةٌ هِيْ ولا نَيُوبُ
مُسِنَّةٌ. َخْلَفَ): أَتَى عَلَيْهَا سَنَةٌ بعدَما نَزَلَتْ.و(السَّدِيسُ): يَنْبُتُ قبلَ البَازِلِ، والبَازِلُ بعدَهُ، فإذا جَاوَزَ البُزُولَ بعدَهُ بعامٍ قيلَ: مُخْلِفُ عَامٍ، ومُخْلِفُ عَامَيْنِ، وأَعْوَامٍ. و(مَا) صِلَةٌ، كأنَّهُ قالَ: أَخْلَفَ بَازِلاً.
يقولُ: سَقَطَ السَّدِيسُ، وأَخْلَفَ مَكَانَهُ البَازِلَ.
32- كَأَنَّهَا مِنْ حَمِيرِ عَانَاتٍ = جَوْنٌ بِصَفْحَتِهِ نُدُوبُ
أيْ: كَأَنَّ هذهِ الناقَةَ حِمَارٌ جَوْنٌ. و(الجَوْنُ): يكونُأبيضَ وأسودَ.و(صَفْحَتُهُ): جَنْبُهُ.ويُرْوَى: (كَأَنَّها مِنْ حَمِيرِ غَابٍ).وغَابٌ: مكانٌ.و(نُدُوبٌ): آثارُ العَضِّ.
33- أَوْ شَبَبٌ يَرْتَعِي الرُّخَامَى =تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ
(الشَّبَبُ): الذي قدْ تَمَّ شَبَابُهُ وسِنُّهُ.والمُشِبُّ والشَّبُوبُ واحِدٌ. و(الرُّخَامَى): نَبْتٌ. و(تَلُفُّهُ) يَعْنِي: تَلُفُّ الثَّوْرَ. ولَفُّهَا: إِتْيَانُها إِيَّاهُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ.و(الهَبُوبُ): الْهَابَّةُ.ويُرْوَى: (يَحْفِرُ الرُّخَامَى)، و(يَحْتَفِرُ).
34- فَذَاكَ عَصْرٌ وَقَدْ أَرَانِي =تَحْمِلُنِي نَهْدَةٌ سُرْحُوبُ
أيْ: ذَاكَ دَهْرٌ قدْ مَضَى، فَعَلْتُ فيهِ ذلكَ. و(نَهْدَةٌ): فَرَسٌ مُشْرِفَةٌ.و(سُرْحُوبٌ): سَرِيعَةٌ سَرِيحةُ السَّيْرِ سَمْحَةٌ. وقيلَ: طويلةُ الظَّهْرِ.
35- مُضَبَّرٌ خَلْقُهَا تَضْبِيراً = يَنْشَقُّ عَنْ وَجْهِهَا السَّبِيبُ
ُضَبَّرٌ): مُوَثَّقٌ. و(السَّبِيبُ) هَهُنَا: شَعَرُ النَّاصِيَةِ.وهيَ حادَّةُ البَصَرِ، فَنَاصِيَتُها لا تَسْتُرُ بَصَرَها.
36- زَيْتِيَّةٌ نَائِمٌ عُرُوقُهَا = ولَيِّنٌ أَسْرُهَا رَطِيبُ
وَ: (صَلِيبُ). ويُرْوَى: (نَاعِمٌ).و(نَائِمٌ عُرُوقُهَا)؛ أيْ: سَاكِنَةٌ لِصِحَّتِهَا. و(لَيِّنٌ): مِن اللِّينِ. و(أَسْرُهَا): خَلْقُهَا الذي خَلَقَها اللَّهُ عليهِ. و(رَطِيبٌ): مُتَثَنٍّ. وقِيلَ في قَوْلِهِ: (نَائِمٌ عُرُوقُهَا)؛ أيْ: لَيْسَتْ بِنَاتِئَةِ العُرُوقِ، وهيَ غَلِيظَةٌ في اللَّحْمِ.
37- كَأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ = تَخِرُّ فِي وَكْرِهَا القُلُوبُ
(اللِّقْوَةُ): العِقَابُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لأنَّها سَرِيعَةُ التَّلَقِّي لِمَا تَطْلُبُ. و(القُلُوبُ): يعني قُلُوبَ الطَّيْرِ.ويُرْوَى: (تَيْبَسُ في وَكْرِهَا القُلُوبُ).
38- بَاتَتْ عَلَى إِرَمٍ عَذُوباً = كأنَّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ
ويُرْوَى: (عَلَى إِرَمٍ رَابِئَةً).و(الإِرَمُ): العَلَمُ.و(العَذُوبُ): الذي لا يَأْكُلُ شيئاً. و(الرَّقُوبُ): التي لا يَبْقَى لها وَلَدٌ. يقولُ: باتَتْ لا تَأْكُلُ ولا تَشْرَبُ كأنَّها عَجُوزٌ ثَاكِلٌ، يَمْنَعُها الثُّكْلُ مِن الطعامِ والشرابِ.
39- فأَصْبَحَتْ في غَدَاةِ قَرَّةٍ = يَسْقُطُ عنْ رِيشِهَا الضَّرِيبُ
ويُرْوَى: (في غَدَاةِ قُرٍّ).ويُرْوَى: (يَنْحَطُّ عنْ رِيشِهَا). و(الضَّرِيبُ): الجَلِيدُ. وضُرِبَت الأرضُ: إذا أَصَابَهَا الضَّرِيبُ.
40- فأَبْصَرَتْ ثَعْلباً سَرِيعاً = ودُونَهُ سَبْسَبٌ جَدِيبُ
ويُرْوَى: (فأَبْصَرَتْ ثَعْلباً مِنْ سَاعَةٍ). ويُرْوَى: (ودُونَ مَوْقِعِهِ شُنْخُوبُ). والشَّنَاخِيبُ: رُؤُوسُ الجِبَالِ. ويُرْوَى: (وَدُونَهَا سَرْبَخٌ)، وهيَ: أرضٌ وَاسِعَةٌ.ويُرْوَى: (فأَبْصَرَتْ ثَعْلَباً بَعِيداً).
41- فَنَفَضَتْ رِيشَهَا وَوَلَّتْ = فَذَاكَ مِنْ نَهْضَةٍ قَرِيبُ
ويُرْوَى:
فنَشَرَتْ رِيشَهَا فَانْتَفَضَتْ = ولمْ تَطِرْ نَهْضُهَا قَرِيبُ
يقولُ: نَفَضَت الجَلِيدَ عنْ رِيشِها.و(النَّهْضَةُ): الطَّيَرَانُ.يقولُ: حِينَ رَأَت الصَّيْدَ بالغَدَاةِ، وقدْ وَقَعَ عليها الجَلِيدُ، نَشَرَتْ رِيشَهَا. وانْتَفَضَتْ: رَمَتْ بذاكَ عنها؛ لِيُمْكِنَها الطَّيَرَانُ. وإنَّما خَصَّ بها النَّدَى والبَلَلَ؛ لأنَّها أَنْشَطُ ما تكونُ في يومِ الطَّلِّ.وقيلَ: لأنَّها تُسْرِعُ إلى أَفْرُخِها؛ خَوْفاً عليها من المطرِ والبردِ، كما قالَ:
لا يَأْمَنَانِ سِبَاعَ اللَّيْلِ أوْ بَرْداً = إنْ أَظْلَمَا دُونَ أَطْفَالٍ لَهَا لَجَبُ
وبَيْتُ عَبِيدٍ يَدُلُّ على خِلافِ هذا؛ لأنَّهُ لم يَقُلْ: رَاحَتْ إلى أَفْرُخِها، بلْ وَصَفَها بأنَّها أَصْبَحَتْ والضَّرِيبُ على رِيشِها، فطَارَتْ إلى الثَّعْلَبِ. يَقُولُ: هيَ قَرِيبٌ أنْ تَنْهَضَ إذا ما رَأَتْ صَيْدَهَا.
42- فَاشْتَالَ وارْتَاعَ مِنْ حَسِيسٍ = وفِعْلَهُ يَفْعَلُ الْمَذْؤُوبُ
(اشْتَالَ): يعني الثَّعْلَبَ، رَفَعَ بِذَنَبِهِ منْ حَسِيسِ العُقَابِ.ويُرْوَى: (مِنْ خَشْيَتِهَا)، و(مِنْ حَسِيسِهَا). و(المَذْؤُوبُ) والمَزْؤُودُ: الفَزِعُ،ذُئِبَ فهوَ مَذْؤُوبٌ.
43- فَنَهَضَتْ نَحْوَهُ حَثِيثَةً =وحَرَدَتْ حَرْدَهُ تَسِيبُ
َهَضَتْ): طَارَتْ نَحْوَ الثعلبِ سريعةً. و(حَرَدَتْ): قَصَدَتْ.و(تَسِيبُ): تَنْسَابُ.
44- فَدَبَّ مِنْ رَأْيِهَا دَبِيباً = والعَيْنُ حِمْلاقُهَا مَقْلُوبُ
َبَّ): يعني: الثَّعْلَبُ لَمَّا رَآهَا. ويُرْوَى: (ودَبَّ مِنْ حَوْلِهَا دَبِيباً). و(الحَمَالِيقُ): عُرُوقٌ في العَيْنِ. يقولُ: مِن الفَزَعِ انْقَلَبَ حِملاقُ عَيْنِهِ. وقيلَ: الحِمْلاقُ: جَفْنُ العَيْنِ.وقيلَ: الحِملاقُ: ما بينَ المَأْقَيْنِ. وقيلَ: الحِمْلاقُ: بَيَاضُ العَيْنِ ما خَلا السَّوادَ.وقيلَ: العُرُوقُ التي في بَيَاضِ العَيْنِ.
45- فأَدْرَكَتْهُ فَطَرَّحَتْهُ = والصَّيْدُ مِنْ تَحْتِهَا مَكْرُوبُ
ويُرْوَى: (فَخَوَّتَتْهُ).
46- فَجَدَّلَتْهُ فَطَرَّحَتْهُ = فَكَدَّحَتْ وَجْهَهُ الجَبُوبُ
ويُرْوَى:
فَرَفَعَتْهُ فَوَضَعَتْهُ = فَكَدَحَتْ وَجْهَهُ الْجَبُوبُ
و(الجَبُوبُ) قَالُوا: هيَ الحِجَارَةُ.
وقيلَ: الأرضُ الصُّلْبَةُ.
وقيلَ: القِطْعَةُ مِن المَدَرِ.
وقيلَ: وَجْهُ الأرضِ.
و(جَدَّلَتْهُ): طَرَحَتْهُ بالجَدالةِ، وهيَ الأرضُ.
47- فَعَاوَدَتْهُ فَرَفَّعَتْهُ = فَأَرْسَلَتْهُ وَهْوَ مَكْرُوبُ
ابنُ الأعرابيِّ لم يَرْوِهِ.
48- يَضْغُو وَمِخْلَبُهَا فِي دَفِّهِ =لابُدَّ حَيْزُومُهُ مَنْقُوبُ
َضْغُو): يَصِيحُ،والاسمُ: الضُّغَاءُ.
و(مِخْلَبُهَا): ظُفْرُهَا.
و(دَفُّهُ): جَنْبُهُ.
و(الحَيْزُومُ): الصَّدْرُ.
(مَنْقُوبُ) يقولُ: لا بُدَّ حِينَ وَضَعَتْ مِخْلَبَها في دَفِّهِ أنَّهُ مَنْقُوبٌ.
و(لا بُدَّ): لا شَكَّ عن الفَرَّاءِ.
وقيلَ: (لا بُدَّ): لا مَلْجَأَ ولا وَعْلَ.

آخِرُ القَصَائِدِ العَشْرِ
والحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمينَ، وصَلَّى اللَّهُ على مُحَمَّدٍ وآلِهِ أَجْمَعِينَ.
كَتَبَها أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ لُبَيْدَةَ الأَزَجِيُّ. نَفَعَهُ اللَّهُ بالعِلْمِ، ورَبَّبَهُ بالحِلْمِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معلقة, عبيد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir