دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > عوامل الجرجاني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 رجب 1431هـ/3-07-2010م, 10:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي وسائل الفئة للشيخ: بدر الدين العيني



قوله: "وتتنوع السماعية" أي العوامل السماعية على ثلاثة عشر نوعًا، وقد عرفت أن السماعية أحد وتسعون، وقد شرع يبين ذلك بأنواعه.
قوله: "النوع الأول" أي النوع الأول من الأنواع الثلاثة عشر: في حروف الجر، إنما قدم هذا النوع لكثرة وقوعه في الكلام بالنسبة إلى غيره.
قوله: "وهي سبعة عشر" أي حروف الجر سبعة عشر حرفًا.
قوله: "الباء" أي الأول من السبعة عشر "الباء" نحو: مررت بزيد أي ألصقت مروري بزيد وهو وارد على الاتساع، والمعنى التصق مروري بمكان يقرب منه زيد، وإنما أورد المصنف هذا المثال ليبين أن أصل الباء في اللغة الإلصاق، وإن كانت تجيء لمعان أخرى على ما نذكرها، ومن هذا القبيل أقسمت بالله، فالباء للقسم وحقيقتها إلصاق معنى القسم بالاسم المقسم به، وتكون للاستعانة نحو: كتبت بالقلم، وللمصاحبة نحو: دخلت عليه بثياب السفر أي معها، والفرق بين الباء ومع، أن "مع" لإثبات المصاحبة ابتداء، والباء لاستدامتها، وقد يراد في المنصوب نحو: {ولا تلقوا بأيديكم} [سورة البقرة: 2/ 195] على أحد التأويلين، وفي المرفوع نحو: {كفى بالله} [سورة العنكبوت: 29/52] أي كفى الله.
قوله: "ومن" أي الثاني من حروف الجر كلمة "من"، ومعناها ابتداء الغاية في المكان نحو: خرجت من البصرة، تريد أن مبدأ الخروج كان من البصرة، وقد يكون للتبعيض نحو: أخذت من المال، وللبيان نحو: عشرة من الدراهم، وتكون مزيدة في المرفوع نحو: ما جاءني من أحد، وفي المنصوب نحو: ما رأيت من أحد، ولا تزاد في الإثبات عند سيبويه، وأجاز ذلك أبو الحسن مستشهدا بقوله تعالى: {يغفر لكم من ذنوبكم} [سورة نوح: 71/4].
قوله: "وإلى" أي الثالث كلمة "إلى"، وهي لانتهاء الغاية نحو: سرت من البصرة إلى الكوفة تريد أن منتهى السير هو الكوفة، وقد تكون بمعنى المصاحبة نحو: قوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} [سورة النساء: 4/2] أي مع أموالكم، وحمل بعضهم هذا المعنى الذي في آية الوضوء.
و"حتى" في معناها، ولكنها تفارقها من وجوه كثير، وقد عرفت في موضعها، ويكفيك الفارق بينهما أن إلى تدخل الظهر والمضمر نحو: إلى زيد وإليه، وحتى لا تدخل إلا على المظهر استعمالاً، فلا يقال: حتاه، وما ورد فهو شاذ.
قوله: "وفي" أي الرابع كلمة "في"، وهي للظروف، ويقال: للوعاء، ويقال: للاشتمال نحو: المال في الكيس.
قوله: "واللام" أي الخامس كلمة "اللام"، قال الشيخ أصل اللام أن تكون للتمليك نحو: المال لزيد، وقد يكون للاستحقاق المجازي نحو: الجل للفرس.
قوله: "وعن" أي السادس "عن"، وهي للبعد والمجاوزة نحو: رميت عن القوس على معنى أن السهم قد بعد عنها وجاوزها إلى غيرها، ونحوه: أخذت عنه العلم؛ لأن العلم قد تعدى إليك، ويجيء عن اسما كما يجيء حرفا نحو: قولك: جلست من عن يمينه أي عن جانبه.
قوله: "ورب" أي السابع كلمة "رب"، وهي للتقليل نحو: رب رجل لقيته، قال سيبويه: إن كم في الخبر نظير رب، والمقصود إن رب للتقليل وكم للتكثير، فإنك إذا قلت: رب رجل لقيته كأنك تريد أن تقلل ذلك، هذا أصلها ثم غلب عليه الاستعمال بمعنى الكثرة بدليل أنهم يستعملونها في مواضع المدح نحو:

ألا رب يوم لك

واعلم أن رب تفارق سائر حروف الجر بأشياء:
منها: أن تقتضي صدر الكلام، فلا يقال: جاءني رب رجل.
ومنها: أنها تختص بالنكرة، فلا يقال: رب زيد.
ومنها: أن فعلها يجب أن يكون ماضيًا، وأما قوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا} [سورة الحجر: 15/2] فراجع إلى معنى المضي.
وفيها أبحاث كثيرة هذا بموضعها.
قوله: "وعلى" أي الثامن كلمة "على"، وهي للاستعلاء، نحو: زيد على السطح، وهي تارة تكون اسما مضافا نحو قول الشاعر:

غدت من عليه بعدما تم ظمؤها

أي من أعلاه، إذ لو كان حرفا لما دخله الجار.
قوله: "والكاف" أي التاسع حرف "الكاف"، وهي للتشبيه، نحو: الذي كزيد في الدار، والدليل على كونها حرفًا، وصلهم الذي به، ولو كان اسما لما جاز ذلك، إذا لا يقال: الذي مثل زيد في الدار، وقد يكون اسما في قوله:

يضحكن عن كالبرد المنهم

أي عن مثل البرد.
قوله: "ومنذ ومذ" أي العاشر والحادي عشر من حروف الجر حرفا "منذ ومذ"، فإنهما لابتداء الغاية في الزمان نحو: ما رأيته منذ يوم الجمعة، ومذ يوم الجمعة، تريد أن مبدأ انتفاء الرؤية يوم الجمعة، وقد يكونان اسمين فترفع ما بعدهما.
قوله: "وحتى" أي الثاني عشر كلمة "حتى" نحو: أكلت السمكة حتى رأسها، ويجوز في رأسها ثلاثة أوجه، الجر على كون حتى جارة، والنصب على كونها عاطفة، والرفع على كونها ابتدائية، والخبر محذوف أي حتى رأسها مأكول.
قوله: "وواو القسم" أي الثالث عشر من حروف الجر "واو القسم" نحو: والله لأفعلن.
قوله: "وباؤه" أي "باء القسم"، نحو: أقسم بالله، وهي الرابعة عشرة من حروف الجر، والأصل في القسم الباء، والواو تبدل عن الباء لتقاربهما في المخرج، وفي المعنى إذ معنى الجمع والإلصاق متقاربان.
قوله: "وتاؤه" أي "تاء القسم"، وهي الخامسة عشرة من حروف الجر، وذلك نحو: تالله لأفعلن، أصله والله أبدلت التاء من الواو، وهو كثير في كلام العرب نحو: تراث وتجاه وتحمة أصلها وراث ووجاه ووحمة، ثم الفرق بين هذه الأحرف الثلاثة أن الباء لأصالتها يجوز إظهار الفعل معها، ويجوز دخولها على المظهر والمضمر نحو: بالله وبه لأعبدنه، والواو تدخل على المظهر فقط لكونها فرعا على الباء، والتاء لا تدخل إلا على واحد، وهو "الله"؛ لكونها فرع الفرع، وأما ما قيل: ترب الكعبة، فهو شاذ.
وقوله: "حاشا" أي السادس عشر من حروف الجر كلمة "حاشا"، وهي للتنزيه نحو:
أساء القوم حاشا زيد وهي حرف جر عند سيبويه ويدل عليه قول الشاعر:
حاشا أبي ثوبان إن به ضنا على الملحاة والشتم
ومذهب المبرد أنها فعل ماض بمعنى جانب نحو: جاءني القوم حاشا زيدا أي جانب بعضهم زيدا.
قوله: "وعدا وخلا" أي السابع عشر من حروف الجر كلمتا "عدا وخلا"، وهما للاستثناء نحو: جاءني القوم عدا زيد وخلا زيد، ويكونان فعلين، ويكون ما بعدهما منصوبًا على المفعولية، والفاعل مضمر نحو: جاءني القوم عدا زيدا أي عدا بعضهم زيدًا، وخلا زيدًا أي خلا بعضهم زيدًا، وإنما لا يتصرفان على تقدير كونهما فعلين لجريانهما مجرى "إلا"، وهي حرف غير متصرف، وإذا دخلت ما على عدا وخلا تنصبان البتة لتمخضهما حينئذ للفعلية، وذكر في بعض النسخ واو رب أيضًا وأدخلها في العدد والظاهر أنه ليس بثابت؛ لأنه وإن كان من حروف الجر، ولكن عده مستقلا مما يزيد على العدد المعين وهو داخل في نوع رب، نحو:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق

أي رب قاتم الأعماق، وفيه اختلاف بين الكوفيين والبصريين، فقال الكوفيون: إن الاسم مجرور بالواو لتنزلها منزلة رب، وقال البصريون: إن الاسم مجرور على أن رب مضمرة أضمرت بعدها لكثرة الاستعمال.
والقاتم: اسم فاعل من القتام، وهو الغبار، والأعماق: هي الجوانب جمع عمق، والخاوي: بمعنى الخالي، والمخترق: الطريق.
ومعناه: رب مهمة مسود الجانب خال الطريق، وتمام البيت:

مشتبه الأعلام لماع الخفق.

والخفق: السراب.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنواع, العوامل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir