دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #22  
قديم 2 جمادى الآخرة 1439هـ/17-02-2018م, 09:24 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
رسالة في الأسلوب المقاصدي لقوله تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثيرًا ۝ وَسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا ۝)[الأحزاب: 41-43]
هذه الآية ذكرت في سياق قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش ،التي كان قد زوجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة رضي الله عنه -متبناه قبل النبوة-فمكثت عنده فترة طويلة ثم أخبر الله نبيه بأن زيداً سيطلقها، وأنه عليه الصلاة والسلام سيتزوجها.وبعد أن قضى زيد وطره منها ولم تعد له بها حاجة، زوجها الله نبيه صلى الله عليه وسلم لحكمة إلاهية :هي إبطال عادة الجاهلية في تحريم أزواج الأدعياء وهم المتبنين ، وقد أبطل الله التبني قبل هذ الحكم .عندها قال الذين في قلوبهم مرض :تزوج النبي من زوجة ابنه ؛ فردالله عليهم قولهم ،وجاءت هذه الآية كأنه سبحانه يأمر المؤمنين بالإعراض عن قول المنافقين وسبهم أو جدالهم والإشتغال بما هو أنفع وأجدى لهم من الذكر والتسبيح كما ذكر ابن عاشور .
ونحن في زمن الفتن الذي نعيشه الآن لابد فيه من التمسك والالتحاء بحبل الله .كما جاء في صحيح مسلم: (العبادة في الهرج كهجرة إليّ ).وأي عبادة من العبادات لا تخلو من الذكر !فالذكر هو لب وأساس العبادات كيف لا وقد شرعت سائر العبادات لأجله قال تعالى:(وأقم الصلاك لذكري) ،و هو مقياس تفاضل العبادات ؛فأي عبادة كان فيها العبد أكثر ذكراً لله كان أجرها أعظم كما جاء فيما روى الإمام أحمد والطبراني عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ أَيُّ الْمُجَاهِدِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا يَا رَسُولُ اللَّه ؟ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى ذِكْرًا ، قَالَ فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالصَّدَقَةَ كُلُّ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ !! ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ)).
ذكر المفسرون أنواع الذكر على نوعين :الأول :المقيد بوقت أو مكان أو حال .والثاني المطلق وهو على عكس المقيد لا يحدد له وقت ولا مكان ولا حال .وهذا من فضل الله علينا حتى تلهج ألستنا بذكره سائر الليل والنهار :براً وبحراً وجواً، سقماً وصحةً ،سراً وعلانيةً ،وفي كل حال من أحوالنا ،قال تعالى :﴿الَّذينَ يَذكُرونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِهِم وَيَتَفَكَّرونَ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [آل عمران: 191]فننال الحسنات والأفضال الكثيرة التي تكون مغنماً لنا يوم القيامة من عمل يسير سهل لا يشق على النفس فالذكر الكثير يأتي بالفوز والفلاح في الدنيا والآخرة ،قال تعالى :﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُم فِئَةً فَاثبُتوا وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [الأنفال: 45].وقال تعالى :"فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [الجمعة: 10]
وقد قال ابن القيم في الوابل الصيب :(فأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة بالله، ويهيج المحبة، ويثير الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع عن التقصير في الطاعات، والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً من هذه الآثار، وإن أثمر شيئاً منها فثمرة ضعيفة.)أ.هـ كما أنه ذكر نحو من مائة فائدة للذكر لابد من الإطلاع عليها في الوابل الصيب .
يا من تلهج الألسن بذكرك وتنبض القلوب بحبك وترجو عفوك وتخاف عقابك فأنت العظيم الذي خلق وأعد الحياة ويسرها وجعل لعباد فيها قوتاً للأرواح قبل الأجساد فإذا انعدم الذكر ماتت القلوب، ففي صحيح البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»،
وما أسهله وأيسره من قوت مع سهولته ويسره إلا أنه لا يوفق إليه إلا من سلم قلبه من الغفلة وعدم الإنشغال [ الانشغال ] بالدنيا قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)،والذي ينتفع من الذكر ويتنعم بلذته وبحلاوة مناجاة ربه هو من صلحت عقيدته وأقواله وأعماله وأن لا يكون ممن اقترف جرم أو تقصير أو أكل مالاً حراماً أو غيره من الذنوب والآثام فهي سد تمنع حلاوة الذكر والتلذذ به كما جاء في الأربعين النووية حديث :(أن النبي عليه الصلاة والسلام *ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ؟)لذلك لا بد من أن تعاهد القلوب ومراقبة الأعمال حتى لا تكون حاجزاً دون الانتفاع من الذكر ؛فهو خير الزاد في هذه الحياة
فاذكروه بقلوبكم ذكراً دائماً كثيراً غير محدود غير غافلين وغير لاهين أقروا فيه بربوبيته وتوحيده واعترفوا له باستسلامكم وخضوعكم التاميين .واذكروه بألسنتكم كثيراً بعدد الأنفاس دعاءً ورغبةً إليه واستعانة به حتى تستقيم الحياة به . [ ولعل في هذه العبارة خاصة بيان فائدة وصف الذكر بالكثرة؛ فلو ربطتيها بتفسير الآية ، مع بيان مناسبة الآية التالية لها ففيها تخصيص للتسبيح من الذكر ]
قوله تعالى : {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأصِيلاً}
ذكر الماوردي قول قتادة أن البكرة والأصيل هما صلاة الصبح والعصر .
كما ذكر ثلاثة أوجه في معنى التسبيح:
أحدها: أنه تنزيه الله عما لا يليق به وهو التسبيح الخاص ،والثاني: أنه الصلاة.والثالث: أنه الدعاء،
قال سيد قطب حول المقصد من تخصيص هذه الأوقات :(وفي البكرة والأصيل خاصة ما يستجيش القلوب إلى الاتصال بالله، مغير الأحوال، ومبدل الظلال؛ وهو باق لا يتغير ولا يتبدل، ولا يحول ولا يزول. وكل شيء سواه يتغير ويتبدل، ويدركه التحول والزوال.)أ.هـ

المراجع:
الوابل الصيب لابن القيم
تفسير ابن عاشور
تفسير الماوردي
تفسير سيد قطب

التقويم : أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir