دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > مقدمات شراح الأحاديث > مقدمة إرشاد الساري للقسطلاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 شعبان 1432هـ/3-07-2011م, 02:05 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

وقد روى ابن عدي عن جماعة من المشايخ أن البخاري حول تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين ولا ينافي هذا أيضًا ما تقدم لأنه يحمل على أنه في الأول كتبه في المسودة وهنا حوله من المسودة إلى المبيضة. وقال الفربري قال لي محمد بن إسماعيل ما وضعت في الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين وأرجو أن يبارك الله تعالى في هذه المصنفات. وقال الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة قال لي من لقيت من العارفين عمن لقيه من السادة المقر لهم بالفضل أن صحيح البخاري ما قرىء في شدة إلا فرجت ولا ركب به في مركب فغرقت قال وكان مجاب الدعوة وقد دعا لقارئه رحمه الله تعالى، وقال الحافظ عماد الدين بن كثير وكتاب البخاري الصحيح يستسقى بقراءته الغمام وأجمع على قبوله وصحة ما فيه أهل الإسلام وما أحسن قول البرهان القيراطي رحمه الله:
حدث وشنف بالحديث مسامعي = فحديث من أهوى حلى مسامعي
لله ما أحلى مكرره الذي = يحلو ويعذب في مذاق السامع
بسماعه نلت الذي أملته = وبلغت كل مطالبي ومطامعي
وطلعت في أفق السعادة صاعدًا = في خير أوقات وأسعد طالع
ولقد هديت لغاية القصد التي = صحت أدلته بغير ممانع
وسمعت نصا للحديث معرفا = مما تضمنه كتاب الجامع
وهو الذي يتلى إذا خطب عرا = فستراه للمعذور أعظم دافع
كم من يد بيضا حواها طرسه = تومي إلى طرق العلا بأصابع
وإذا بدا بالليل أسود نقشه = يجلو علينا كل بدر ساطع
ملك القلوب به حديث نافع = مما رواه مالك عن نافع
في سادة ما إن سمعت بمثلهم = من مسمع عالي السماع وسامع
[إرشاد الساري: 1/29]
وقراءة القارئ له ألفاظه = تغريدها بزري بسجع الساجع
(وقول الآخر)
وفتى بخارا عند كل محدث = هو في الحديث جهينة الأخبار
لكتابه الفضل المبين لأنه = أسفاره في الصبح كالأسفار
كم أزهرت بحديث أوراقه = مثل الرياض لصاحب الأذكار
ألفاته مثل الغصون إذا بدت = من فوقها الهمزات كالأطيار
بجوامع الكلم التي اجتمعت به = متفرقات الزهر والأزهار
وقول الشيخ أبي الحسن علي بن عبيد الله بن عمر الشقيع بالشين المعجمة والقاف المكسورة المشددة وبعد التحتية الساكنة عين مهملة النابلسي المتوفى بالقاهرة سنة ست عشرة وتسعمائة
ختم الصحيح بحمد ربي وانتهى = وأرى بي الجاني تقهقر وانتهى
فسقى البخاري جود جود سحائب = ما غابت الشعرى وما طلع السها
الحافظ الثقة الإمام المرتضى = من سارفي طلب الحديث وما وهى
طلب الحديث بكل قطر شاسع = وروى عن الجم الغفير أولى النهى
ورواه خلق عنه وانتفعوا به = وبفضله اعترف البرية كلها
بحر بجامعه الصحيح جواهر = قد غاصها فاجهد وغص إن رمتها
وروى أحاديثا معنعنة زهت = تحلو لسامعها إذا كررتها
وللإمام أبي الفتوح العجلي:
صحيح البخاري يا ذا الأدب = قوي المتون على الرتب
قويم النظام بهيج الرواء = خطير بروج كنقد الذهب
فتبيانه موضح المعضلات = وألفاظه نخبة للنخب
مفيد المعاني شريف المعالي = رشيق أنيق كثير الشعب
سما عزه فوق نجم السماء = فكل جميل به يجتلب
سناء منير كضوء الضحا = ومتن مزيح لشوب الريب
كأن البخاري في جمعه = تلقى من المصطفى ما اكتتب
فلله خاطره إذ وعى = وساق فرائده وانتخب
جزاه الإله بما يرتضى = وبلغه عاليات القرب
ولأبي عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب رحمه الله تعالى:
صحيح البخاري لو أنصفوه = لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى والعمى = هو السد دون العنا والعطب
أسانيد مثل نجوم السماء = أمام متون كمثل الشهب
به قام ميزان دين النبي = ودان له العجم بعد العرب
حجاب من النار لا شك فيه = يميز بين الرضا والغضب
وخير رفيق إلى المصطفى = ونور مبين لكشف الريب
فيا عالمًا أجمع العالمون = على فضل رتبته في الرتب
سبقت الأئمة فيما جمعت = وفزت على رغمهم بالقصب
نفيت السقيم من الغافلين = ومن كان متهمًا بالكذب
وأثبت من عدالته الرواه = وصحت روايته في الكتب
وأبرزت حسن ترتيبه = وتبويبه عجبا للعجب
[إرشاد الساري: 1/30]
فأعطاك ربك ما تشتهيه = وأجزل حظك فيما يهب
وخصك في عرصات الجنان = بخير يدوم ولا يقتضب
فلله دره من تأليف رفع علم علمه بمعارف معرفته وتسلسل حديثه بهذا الجامع فأكرم بسنده العالي ورفعته انتصب لرفع بيوت أذن الله أن ترفع فيا له من تصنيف تسجد له جباه التصانيف إذا تليت آياته وتركع هتك بأنوار مصابيحه المشرقة من المشكلات كل مظلم واستمدت جداول العلماء من ينابيع أحاديثه التي ما شك في صحتها مسلم فهو قطب سماء الجوامع ومطالع الأنوار اللوامع فالله تعالى يبوئ مؤلفه في الجنان منازل مرفوعه ويكرمه بصلات عائدة غير مقطوعة ولا ممنوعة.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرابع, الفصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir