دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 10:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

قال المثقب العبدي

واسمه عائذ بن محصن بن ثعلبة بن وائلة بن عدي بن عوفٍ إلى ههنا نسبه الضبي، ونسبه إلي أحمد بن عبيد عن هشام بن محمد عن شيوخه كما نسب أبو عكرمة وزاد عليه فقال: ابن عوف بن دهن بن عذرة بن منبه بن نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، قال هشام: سمي المثقب ببيت قاله: وثقبن الوصواص للعيون.
1: أفاطم قبل بينك متعيني.......ومنعك ما سألت كأن تبيني
قال أبو بكر: ويروى: (ما سئلت). عامر: (البين): الفراق يقال بان يبين بينًا وبينونةً وقد بانوني إذا فارقوني، قال الراجز:
كأن عيني وقد بانوني.......غربان في منحاة منجنون
قوله: (ومنعك ما سئلت كأن تبيني)، يقول منعك إياي ما سألتك كبينك أي: كمفارقتك، ورواها الطوسي:
ما سألتك أن تبيني، وقال (متعيني) من حديثٍ أو عدةٍ، وقال: لم تمنعيني ما سألتك إلا لتصرميني. وقال أحمد بن عبيد مثله: وما حاولت بالمنع إلا الصرم، وقال خالد بن كلثوم: رواها: متعيني * متاعًا ما منعتك أن تبيني، أي: متعيني مدة منعي إياك، كقول الآخر وهو عبدة بن الطبيب يقوله لقيس بن عاصم المنقري:
عليك سلام الله قيس بن عاصمٍ.......ورحمته ما شاء أن يترحما
2: فلا تعدي مواعد كاذباتٍ.......تمر بها رياح الصيف دوني
عامر: قال الفراء: يقال وعدته خيرًا ووعدته شرًا فإذا لم يذكروا الخير والشر قالوا في الخير وعدته وفي الشر أوعدته فالوعد في الخير والإيعاد في الشر وأنشد الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء:
وإني وإن أوعدته أو وعدته.......لأخلف إيعادي وأنجز موعدي
وقوله: (تمر به رياح الصيف دوني)، قال الأصمعي: إنما خص رياح الصيف خاصةً ولم يذكر غيرها من رياح الأزمنة لأن رياح الصيف لا خير فيها إنما تأتي بالغبار والعجاج، هذا كله رواية الضبي، وحكى لي أحمد مثله، وأنشد محمد بن قادم وغيره عن الفراء:
أوعدني بالسجن والأداهم.......رجلي ورجلي شثنة المناسم
أي: وأوعد رجلي بالأداهم يريد القيود.
3: فإني لو تخالفني شمالي.......خلافك ما وصلت بها يميني
وفي رواية:
فإني لو تخالفني شمالي.......لما أتبعتها أبدًا يميني
ويروى:
فإني لو تعاندني شمالي.......عنادك ما وصلت بها يميني
يقال إنها رواية أبي عبيدة يعني تعاندني وخلافك رواية الطوسي وعرف ما ذكرنا من الرواية، والمعنى لو خالفتني شمالي كمخالفتك لقطعتها وأفردت يميني منها.
4: إذا لقطعتها ولقلت بيني.......كذلك أجتوي من يجتويني
(الإجتواء): الكراهة والاستثقال يقال اجتويت مكان كذا وكذا إذا استوخمته فلم يوافقك فكرهته لذلك.
وكذلك رواها الطوسي. وروى أيضًا: إذا لحززتها، وقال أي قطعتها، وقال (الإجتواء) أن لا تستمرئ الأرض.
فيقول: لا أوافق من لا يوافقني. ويقال اعتنفت البلاد إذا كرهتها قال: وأنشدنا ابن الأعرابي: ولا اعتناف رجلة عن مركب، قال ومثله:
إذا اعتنفتني بلدة لم أكن لها.......صديقًا ولم تسدد علي المذاهب
وقال أحمد بن عبيد كقول الطوسي وزاد قال:
لم يختر البيت على التعزب.......كراهة الرجلة بعد المركب
فهو ممر كمقاط القنب
والمقاط: الحبل وجمعه مقط وأنشد للعجاج:
إلى لياح اللون كا لفسطاط.......من البياض مد بالمقاط
يصف ثورًا وأنشده الأصمعي: ولا اعتناف رجلةٍ وقال الاعتناف أن تأخذ الشيء وأنت به غير حاذق، فأراد لم يختر البيت على التعزب ولا أن يعتنف الرجلة بعد أن كان راكبًا.
5: لمن ظعن تطالع من ضبيبٍ.......فما خرجت من الوادي لحين
صبيب موضع وأصل (الظعن) الهوادج ثم سميت النساء ظعنًا بالهوادج لكينونتهن فيها، رواها الطوسي وقال: (الظعينة) المرأة فكثر استعمالهم لها حتى جعلوها المرأة بهودجها وما عليه. و(ضبيب) موضع، قال أبو الحسن الطوسي: وسمعت بعض أهل الرواية ينشد هذا البيت من صبيبٍ بالصاد. ومعنى لحينٍ بعد حينٍ وإبطاء.
ورواها أبو عبيدة:
تبصرها ترى ظعنًا عجالاً.......بجنب الصحصحان إلى الوجين
والوجين ما صلب من الأرض، يكون هذان موضعين.
6: مررن على شراف فذات رجلٍ.......ونكبن الذرائح باليمين
الضبي ذات رجل موضع وروى الأصمعي وأبو عبيدة (فذات رجل) بفتح الراء و(الذرائح) موضع بين كاظمة والبحرين. (ونكبن) عدلن عنه. قال الطوسي: رواها الأصمعي شراف بكسر الفاء وهو موضع.
ويروى: (شراف) فمن كسر أخرجه مخرج حذام وقطام ومن نصبه فلأنه اسم أرضٍ معروفةٍ اجتمع فيه تأنيث وتوقيت فلم يجر.
7: وهن كذاك حين قطعن فلجًا.......كأن حمولهن على سفين
ويروى (يوم قطعن)، قال الضبي: قال الطوسي ويروى: كأن حدوجهن وهو جمع حدج وهو مركب من مراكب النساء، قال عنترة:
ويكون مركبك القعود وحدجه.......وابن النعامة يوم ذلك مركبي
قال يعقوب: حدج: مركب من مراكب النساء وكل ما شد ليركب فهو حدج، قال: وابن النعامة فرس، وقال الرستمي عبد الله بن محمد: وسمعت أن ابن النعامة أخمص رجله ولم أسمعه ممن يوثق به، وقال أحمد بن عبيد: الذي صح عندنا فيه أنه فرس كما قال في موضع آخر: وحشيتي سرج على عبل الشوى.
8: يشبهن السفين وهن بخت.......عراضات الأباهر والشؤون
(سفين) جمع سفينة و(العراض): العريض المفرط كما تقول طوال. وأراد (بالأباهر) الظهور وأصل الأبهر عرق في الظهر. (والشؤون): جمع شأن وهي شعب قبائل الرأس التي تجري منها الدموع إلى العينين، هذا تفسير الضبي وقوله: وأنشدني أحمد والطوسي لابن حجرٍ أوس:
لا تحزنيني بالفراق فإنني.......لا تستهل من الفراق شئوني
أي: لا أبالي به ولا أبكي منه، وأصل الاستهلال الصوت ومنه استهلال الصبي، ويروى: عراضات الأباهر والمؤون، وهي جمع مأنة وهي شحمة تحت الطفطفة، قال أحمد: هي الطفطفة، وقال الطوسي: عراضات وعريضات، وروى الأصمعي: عراضات الأباهر والمؤون، قال: والمأنة الشحمة التي في باطن الطفطفة من حول السرة ويروى والمتون.
9: وهن على الرجائز واكنات.......قواتل كل أشجع مستكين
قال الضبي: (الرجائز) مراكب النساء الواحدة رجازة. (واكنات): مطمئنات، ومن هذا سميت وكون الطير وهي وكوره، قال أبو عبيدة: الوكن بالنون ما كان في شجرٍ أو جبلٍ والوكر في الأرض يعني للطير. قال الطوسي: يقول يقتلن كل أشجع ولكنه يستكين أي يخضع لهن، ويقال أشجع طويل أشجع وشجعان.
قال: و(واكنات) جالسات يقال وكن الطائر في وكره. وقال غير الضبي ومنه قول امرئ القيس: وقد أغتدي والطير في وكناتها، ويروى: على السوائر واكنات وأنشد:
على مصكين من جمالهم.......وعنتريسين فيهما شجع
(شجع): طول.
10: كغزلان خذلن بذات ضالٍ.......تنوش الدانيات من الغصون
(خذلن): تخلفن عن صواحبهن أقمن على أولادهن، كما قال طرفة بن العبد:
حذول تراعي ربربًا بخميلةٍ.......تناول أطراف البرير وترتدي
البرير: ثمر الأراك، و(الضال): السدر ما كان منه في البر لا يشرب الماء، ويقال لما يشرب الماء من السدر العبري، وقال علي بن عبد الله الطوسي: (خذلن): تخلفن عن القطيع. قال: ويقال نشت الشيء تناولته عن قرب ونأشته تناولته من بعدٍ، وقيل إنهما بمعنىً واحد، وقال الله عز وجل: {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} مهموز وغير مهموز و(الدانيات): ما دنا منها وقرب.
11: ظهرن بكلةٍ وسدلن أخرى.......وثقبن الوصاوص للعيون
ويروى (وسدلن) رقمًا. أي: أظهرن كلةً على هوادجهن، وسدلن رقمًا أي: أرسلنه، والرقم من ثياب اليمن تلبسه الهوادج وتلبس العقل أيضًا والعقل من ثياب اليمن وهما أحمران وقال علقمة بن عبدة وهو يصف ما على الهوادج:
عقلاً ورقمًا تظل الطير تتبعه.......كأنه من دم الأجواف مدموم
تتبعه: تحسبه لحمًا لحمرته، و(الوصاوص): ثقب البراقع إذا كانت صغارًا، فإذا كانت كبارًا فهي منجولة، قال الشاعر:
لهونا بمنجول البراقع حقبة.......فما بال الدهر غالنا بالوصاوص
قال الأصمعي: بهذا اليبت سمي (المثقب) مثقبًا. قال أحمد بن عبيد: قال الأصمعي: في منجول البراقع أي: قد ظهر حسنها وجمالها من وراء البراقع فكأن برقعها منجول عليها يرى حسنها من ورائه قال: والمنجول الموسع هو رديء وقال غيره: لا يلبس منجول البراقع إلا الحسان لأنهن يحببن أن ترى وجوهن منها لحسنها، والقباح تلبس الوصاوص لضيقها حتى لا ترى وجوهها لقبحها، وإلى هذا ذهب الباهلي ويعقوب في تفسير الوصاوص والمنجولة. ويروى: أرين محاسنًا وكنن أخرى * وثقبن، إلخ وروى الطوسي: وسدلن أخرى، والكلة ما يرى على الهودج وهو شبيه بالستور. و(الوصاوص): البراقع الصغار، فأراد أنهن حديثات الأسنان فبراقعهن صغار.
قال: ويروى: رددن تحية وكتمن أخرى، أي أظهرن السلام ورددنه وكتمن أي سترن ما يرد من السلام بعينٍ أو بيدٍ ويروى:
أرين محاسنًا وكنن أخرى.......من الأجياد والبشر المصون
ويروى: من اللبات، ويروى: وخبأن أخرى، والأجياد: جمع جيدٍ وهو العنق. والمصون: المكنون وصنت الشيء أصونه صونًا فأنا صائن والشيء مصون كما تقول قلت خيرًا فأنا قائل والخير مقول، وكل ما كان من الواو فعلى ذلك ومن الياء كلت الطعام فأنا كائل والطعام مكيل، وكذلك كل ما كان من الياء فمجراه على ذلك.
12: وهن على الظلام مطلبات.......طويلات الذوائب والقرون
13: ومن ذهبٍ يلوح على تريبٍ.......كلون العاج ليس بذي غضون
(التريب): جمع تريبة وتجمع ترائب وهو: عظام الصدر موضع القلادة منه. و(الغضون) تثني الجلد. يقال تغضن جلده إذا تثنى، وروى الطوسي: على رهاب، أي على عظام الصدر جمع رهابة، وقال الغضون التشنج واحدها غضن.
14: إذا ما فتنه يومًا برهنٍ.......يعز عليه لم يرجع بحين
لم يرو هذا البيت الطوسي ولا الضبي ولا أحمد وهو من رواية الأصمعي و(رهنه) ههنا هواه وقلبه. يقول: إذا صار في أيديهن وملكنه لم يرجع إليه ولم يتخلص منهن، قال جرير: إن الذين غدوا بلبك غادروا، ومنه قول زهير: فأمسى رهنها غلقا.
15: بتلهيةٍ أريش بها سهامي.......تبذ المرشقات من القطين
قال الضبي: (بتلهية) تفعلة من اللهو قال: ويروى: (أريش) لها. وتبذ تسبق يقال بذه يبذه بذًا إذا سبقه وغلبه و(المرشقات): الحديدات النظر. و(القطين): الخدم والجيران التباع. قال أحمد بن عبيد: (المرشقات): اللواتي تمد أعناقها وتستشرف للنظر، قال: ولا يكون الإرشاق إلا بمد العنق، وأنشد:
ولقد ذعرت بنات عم.......المرشقات لها بصابص
قال: (فالمرشقات): الظباء وبنات عمها البقر، قال: ولا ترشق البقر لأنها وقص كلها. قال غيرهما بتلهيةٍ بكلامٍ يتلهى به أحسن به كلامي. قال: و(المرشقات): اللواتي إذا نظرن انتصبن. فيقول تبذ هذه المرأة غيرها من النساء أي: تفوقهن بالحسن. قال: و(القطين): الجماعات.
16: علون رباوةً وهبطن غيبًا.......فلم يرجعن قائلةً لحين
قال الضبي: (الرباوة) ما ارتفع من الأرض و(الغيب): ما اطمأن منها فغاب عنك ما فيه وجمع الغيب غيوب وأنشدني أحمد بن عبيد للشماخ:
ترمي الغيوب بمرآتين من ذهبٍ.......صلتين ضاحيهما للشمس مصقول
قال يعقوب: جعل المرآتين من ذهب لفضل الذهب على الفضة وقال أحمد: يصف صفاء الحدقتين وإن السير في امتداده لم يغيرهما وأنشد لحميد الأرقط:
كأن تحت الميس كدريات.......صفرًا مآقيها وجونيات
قال الطوسي قوله: فلم يرجعن قائلةً لجينٍ، أي: لم يكدن يقلن.
17: فقلت لبعضهن وشد رحلي.......لهاجرةٍ نصبت لها جبيني
قال الضبي: ويروى: عصبت لها أي: تعممت والعصابة والمشوذ والمقطعة العمامة، وأنشدني ابن الأعرابي:
نصبت لها وجهي ووليت حميها.......أفانين حرجوجٍ بطيء فتورها
يصف هاجرةً وشدة حرها. ويقال قد اشتد حمو الشمس وحميها بلا همزٍ فيهما جميعًا. و(الجبينان) ما على يمين الجبهة وشمالها.
18: لعلك إن صرمت الحبل مني.......كذاك أكون مصحبتي قروني
(الصرم): القطع. و(الحبل): الوصل. أي: إن قطعت وصلي. و(مصحبتي): تابعتي. يقال ضربت البعير حتى أصحب أي تبع وانقاد. ويقال لنفس الإنسان قرونه وقرينه وقرونته. هذا تفسير الضبي وقال الطوسي: وجرشاه وحوباؤه. قال: ومصحبتي تابعتي ومنقادة لي وأسمحت قرونه أي: تابعته نفسه. وروى الطوسي أكون كذاك مصحبتي.
19:فسل الهم عنك بذات لوثٍ.......عذافرةٍ كمطرقةٍ القيون
(اللوث): الشدة، وهو من الأضداد، يقال بفلانٍ لوثة إذا كان ضعيفًا. و(العذافرة): الشديدة القوية.
قال الأصمعي: كل عاملٍ بحديدة فهو قين. وأراد بالقين ههنا الحداد. شبه ناقته في صلابتها بالمطرقة. هذا تفسير الضبي وقال الطوسي: (اللوث) القوة ورجل فيه لوثة أي: ضعف واسترخاء وأنشد يعقوب:
فالتاث من بعد البزول عامين.......فاشتد ناباه وغير النابين
قال: فالتاث افتعل من اللوث وهو القوة، قال: ويقال رجل ذو لوثٍ أي ذو قوةٍ، وأنشد للعجاج: بذات لوثٍ أو نباجٍ أشدفا، قال: وأنشد للأعشى:
بذات لوثٍ عفرناةٍ إذا عثرت.......فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا
ثقة بأنها لا تعثر وقال حميد الأرقط في الضعف والاسترخاء:
إذ بات ذو اللوثة في منامه.......يرمي به الجهد على أجرامه
20: بصادقة الوجيف كأن هرًا.......يباريها ويأخذ بالوضين
قال الضبي: (الوجيف) سير سريع، قال الله تعالى: {فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍٍ} وقوله يباريها أي: يعارضها والوضين للرحل بمنزلة الحزام للسرج، قال: ومثل هذا قول الشماخ:
كأن ابن آوى موثق تحت غرزها.......إذا هو لم يكلم بنابيه ظفرا
قال الطوسي: (الوجيف): ضرب من السير. و(الوضين): السفيف الذي يشد به الرحل، يريد كأن هرًا شد تحت غرزها فهي تفزع منه. وقال يعقوب: يقول إذا لم يجرح بنابيه خدش بظفره فكلما عطفت إليه وهي غضبى لتكدمه اتقاها باليدين والفم. وقال أحمد بن عبيد: إذا لم يعضها خدشها. والغرز: ركاب الرحل. وإنما يصفها بكثرة التلفت من النشاط وأن السير لم يكسرها فكأن ذلك من عض الهر ومن تظفيره.
21: كساها تامكًا قردًا عليها.......سوادي الرضيح مع اللجين
(الرضيح): المرضوح يريد النوى، أي: علفت بالنوى المدقوق، و(اللجين): ما تلجن أي: اجتمع ولزق بعضه ببعض مثل الخبط ونحوه. ويروى: فراتي السواد، يريد علف السواد، والتامك المشرف، و(القرد): المتلبد يعني سنامًا.
قال: و(اللجين): ما تلجن أي تلزج من ورقٍ أو علفٍ أو بزرٍ. وقال الطوسي: (تامك): مشرف طويل. و(السواد): القت والنوى. وروى الطوسي وأحمد: سوادي الفرات.
22: إذا قلقت أشد لها سنافًا.......أمام الزور من قلق الوضين
(السناف): خيط أو حبل دقيق يشد من اللبب إلى الوضين إذا قلق الوضين لضمر البعير ليشده السناف.
قال الطوسي: السناف للبعير بمنزلة اللبب للفرس. و(الزور): الصدر. قال الأصمعي: العظم الذي في وسط الصدر.
قال: و(الوضين) البطان منسوج من أدم ويقال إن الوضين الحزام. يقول يقلق الحزام فيوخذ حبل فيشد به ثم يدار على الكركرة لئلا يقلق.
23: كأن مواقع الثفنات منها.......معرس باكرات الورد جون
(الثفنات) ما مس الأرض من يديها ورجليها وكركرتها وهن خمس شبه ما مس الأرض من ناقته بتعريسٍ من قطًا فحصن الأرض. و(معرس) القطا أخفى. فأراد أن ناقته تخوي فلا يمس الأرض منها شيء إلا رؤوس عظامها.
وأراد بالجون القطا في ألوانهن سواد، هذا كلام الضبي وقال الطوسي: باكرات يعني قطًا، يقول تتجافى في مبركها فأثرها في مباركها كآثار القطا. و(الثفنة): موصل الساق بالفخذ والذراع بالعضد. قال أحمد: إنما خص القطا الجوني للطافته وهو ألطف من الكدري والكدري أضخم منه.
24: يجذ تنفس الصعداء منها.......قوى النسع المحرم ذي المتون
ويروى: قوى النسع المحدرج، وهو المنعم الملين و(يجذ) يقطع، ويروى: قوى النسع المحرد وهو المربع الفتل، و(القوى): الطاقات و(المحرم): الذي دبغ ولم يلين. وروى أحمد: يفض، قال: ويروى: المحرف. ورواها الطوسي يفض أيضًا والفض أن يقطع النسع قطعًا غير بائن. والمعنى أنها إذا زفرت قطعت النسع بتنفسها. و(الصعداء) النفس المردود إلى الجوف. يقول إذا زفرت فامتلأ جوفها بنفسها قطعت النسع. وذو المتون ذو القوى. قال ويقال نسع ولا يقال نسعة للواحد. ويروى: المحرد وهو الذي يجعل فتله مربعًا.
25: تصك الحالبين بمشفتر.......له صوت أبح من الرنين
ويروى: تصك الجانبين، و(الحالبان) عرقان يكتنفان السرة، ومن روى الجانبين أراد جانبي الناقة.
و(المشفتر): المتفرق يعني الحصى. و(البحة): صوت فيه غلظ. أراد أنها تزج بالحصى في سيرها فتصك به حالبيها أو جانبيها. ورواه الطوسي وفسره على رواية الضبي وتفسيره.
26: كأن نفي ما تنفي يداها.......قذاف غريبةٍ بيدي معين
ويروى: كأن هوي ما تنفي، شبه (ما تنفي يداها) من الحصى بحجارةٍ تقذف بها ناقة غريبة أتت حوضًا غير حوضها لتشرب منه فرميت. و(المعين): الأجير، ويكون المعين المستعان به، وسئل الأصمعي هل تعرف المعين الأجير، فقال: لا أعرفه ولعلها لغة بحرانية، هذا تفسير الضبي وقال أحمد: غريبة مرضحة ترضح بها النوى فيقفز في ذلك من شدته، إذا كان معه معين كان أشد لنزو النوى لكثرة عملها. ورواها الطوسي وفسرها كرواية الضبي وتفسيره: وأنشد: ضرب المعين غرب الأيانق، ورواها أحمد: كأن هوي ما تهوي يداها.
27: تسد بدائم الخطران جثلٍ.......خواية فرج مقلاتٍ دهين
(دائم الخطران) يعني ذنبها وخطرانه حركته، و(الجثل) الكثير الشعر السابغة، و(الخواية): الفرجة، و(فرج) الناقة حياؤها. و(المقلات): المرأة التي لا يبقى لها ولد، وهو مأخوذ من القلت وهو الهلاك ويقال: ما انفلتوا ولكن قلتوا.
وجاء في الحديث: إن المسافر وماله لعلى قلتٍ إلا ما وقى الله، هذا كلام الضبي. وقال الطوسي: إذا كانت مقلات لا يعيش لها ولد فربما قتل الرجل الكريم من العرب فتجيء وتطأ عليه فيعيش ولدها، ولهم في ذلك أشعار، قال بشر بن أبي خازم يصف قتيلاً:
تظل مقاليت النساء يطأنه.......يقلن ألا يلقى على المرء مئزر
وإنما قلن ذلك لأنه عريان ويردن أن يطأنه فيستحيين من كشف عورته، وقال الكميت بن زيد:
وتطيل المرزآت المقاليـ.......ـت إليه القعود بعد القيام
28: وتسمع للذباب إذا تغنى.......كتغريد الحمام على الوكون
ويروى: (إذا يغني)، قال الأصمعي: يريد (بالذباب) ههنا حد نابها إذا صرفت بأنيابها، كما قال النابغة الذبياني: لها صريف صريف القعو بالمسد، و(التغريد): التطريب و(الوكون): العششة. قال الأصمعي: وقد يجوز أن يكون في خصب فهي تسمع صوت الذباب في الرياض كما قال عنترة:
هزجًا يحك ذراعه بذراعه.......قدح المكب على الزناد الأجذم
يصف (ذبابًا). وأما أبو عبيدة فروى: وتسمع للنيوب إذا تداعت، وهو شبيه بالمعنى الأول، وقد قيل الوكون العششة. ورواها الطوسي وفسرها كرواية الضبي.
29: فألقيت الزمام لها فنامت.......لعادتها من السدف المبين
قال: وروى أبو عبيدة: وألقت بالجران معي فنامت * لعادتها. و(السدف): الليل والسدف النهار وهو من الأضداد وهو في هذا البيت الضوء. و(المبين): البين. يقال أبان الشيء وبان وبين واستبان بمعنى واحد.
30: كأن مناخها ملقى لجام.......على معزائها وعلى الوجين
يقول إذا بركت تجافت عن الأرض، وذلك لعتقها وكرمها، و(المعزاء) الموضع الكثير الحصى، و(الوجين): ما غلظ من الأرض وكان فيها ارتفاع. فشبه ركبتيها وكركرتها بموقع لجام إذا ألقي. ويروى: على تعدائها وعلى الوجين، التعداء والعدواء من الأرض ما لم يكن مستويًا يكون منخفضًا ومرتفعًا. هذا تفسير الضبي وروايته والطوسي كذلك.
31: كأن الكور والأنساع منها.......على قرواء ماهرةٍ دهين
(القرواء): ههنا سفينة طويلة القرا. والقرا: الظهر. و(الماهرة): السابحة، و(الدهين): المدهونة، والطوسي كذلك في الرواية والتفسير. وقال غيرهما: القرا هو طائقها الذي تبنى عليه وهو ساجة تؤسس عليها. ويروى كأن الرحل.
32: يشق الماء جؤجؤها ويعلو.......غوارب كل ذي حدبٍ بطين
(الغرارب): من كل شيء أعلاه و(الحدب): ارتفاع الموج والبطين: البعيد الواسع. و(الجؤجؤ): الصدر. هذا كلام الضبي وقال الطوسي مثله وأنشد غيرهما:
وهم الفوارس يوم ديسقة الـ.......ـمغشو الكماة غوارب الأكم
ينشد الكماة نصبًا وخفضًا كما قرئ: {والمقيمي الصلاةِ} والصلاةَ وغوارب الأكم عاليها.
33: غدت قوداء منشقًا نساها.......تجاسر بالنخاع وبالوتين
(القوداء): الطويلة العنق. وقوله منشقًا نساها وذلك إذا سمنت انفلقت اللحمتان اللتان في الفخذين فيظهر النسا بينهما وهو في الساق الصافن وفي الظهر الأبهر وفي القلب الوتين وفي العنق الوريد ومنه قوله تعالى: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} وفي الذراع الأكحل. هذا كلام الضبي وتفسيره والطوسي كذلك. ورواها غيرهما: تجاسر بالجران وبالوتين، ويقال في منشق نساها تنفلق اللحمتان اللتا في الفخذين إذا سمنت ويظهر النسا وذلك مما يوصف به وإذا هزلت اضطربت الربلتان وغمض النسا والربلة اللحمة في أصل الفخذ.
34: إذا قمت أرحلها بليلٍ.......تأوه آهة الرجل الحزين
رواها الطوسي والضبي بالمد وشددها أحمد بن عبيد فقال: أهة وقال: العرب تقول في دعائها بعضها على بعض أهةً وأميهةً والأميهة: الجدري.
35: تقول إذا درأت لها وضيني.......أهذا دينه أبدًا وديني
(درأته): أزلته عن موضعه ودرأت الشيء نحيته ودفعته، و(الدين): الدأب والعادة والحال. هذا كلام الضبي.
وقال أحمد بن عبيد: درأته: مددته وشددت به رحلها، قال: وقال أبو عبيدة: دخلت على فلان فقال: يا جارية ادرئي لأبي عبيدة الوسادة أي: ابسطيها، وقال الطوسي فيه كقول الضبي. ومعناه أنه لا يدعني أستريح. ويقال ما زال ذلك دينه ودأبه وديدنه وديدبونه.
36: أكل الدهر حل وارتحال.......أما يبقي علي وما يقيني
37: فأبقى باطلي والجد منها.......كدكان الدرابنة المطين
قال الضبي: (باطلي) أي: ركوبي في طلب اللهو والغزل. (وجدها): انكماشها في السير، ودكان الدرابنة أراد دكان البوابين الواحد دربان وهو فارسي معرب. و(المطين) من طنته. يقول هي وإن كنت قد أتعبتها في السير فهذه حالها عليه. وقال الطوسي: كذلك في الرواية والتفسير. وقال غيرهما: قول أبي داؤد ضد هذا، أما هذا فوصف أن السير لم ينقصها، وأبو داؤد وصف أن السير قد براها فقال:
وعنسٍ قد براها لـ.......ـذة الموكب والشرب
أي: أذهب لحمها طول سيره عليها في الموكب واشتغاله عنها بالشرب واللهو.
38: ثنيت زمامها ووضعت رحلي.......ونمرقةً رفدت بها يميني
(نمرقة): وسادة اعتمدت عليها.
39: فرحت بها تعارض مسبطرًا.......على صحصاحه وعلى المتون
(المسبطر): الطريق الممتد، و(الصحصحان): المستوي و(المتون): جمع متن وهو ما صلب من الأرض وغلظ.
وقال الطوسي فيه كذلك. ويقال ضربته حتى اسبطر أي: امتد.
40: إلى عمروٍ ومن عمروٍ أتتني.......أخي النجدات والحلم الرصين
يعني: عمرو بن هند وهي أمه وهي بنت الحارث الكندي، وأبوه المنذر بن امرئ القيس. ويروى أخي الفعلات وروى الطوسي والحلم الرزين.
41: فإما أن تكون أخي بحقٍ.......فأعرف منك غثي أو سميني
أي: فأعرف نصحك من غشك.
42: وإلا فاطرحني واتخذني.......عدوًا أتقيك وتتقيني
43: وما أدري إذا يممت أمرًا.......أريد الخير أيهما يليني
44: أألخير الذي أنا أبتغيه.......أم الشر الذي هو يبتغيني
ويروى: (أم الشر الذي لا يأتليني)، أي لا يألو في طلبي أي لا يقصر في طلبي. العرب تقول: لا دريت ولا ائتليت، أي لا ألوت أن تدري ثم لا تدري.
[شرح المفضليات: 574-588]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
76, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir