اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المنصوري
بسم الله الرحمن الرحيم
...
إجابة أسئلة اللقاء العلمي:
"مدخل لقراءة كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج
تقديم الشيخ: أبو مالك العوضي
السؤال الأول: بيّن عناية علماء اللغة العربية بمعاني القرآن، واذكر أهمّ المؤلفات في ذلك.
اعتنى علماء اللغة العربية بمعاني القرآن عناية بالغة، فكثرت مؤلفاتهم في هذا الجانب لغايات مهمة منها:
- فهم معانيه؛ إذ أن العمل بالقرآن هو المقصود الأعظم من إنزاله، ولا يمكن أن يتحقق العمل به إلا بفهم معانيه، ومن المعلوم أن علوم العربية تعطي الاحتمالات الممكنة في فهم النصوص.
- إثبات أن القرآن عربي من خلال الاستدلال على كل ما في القرآن بكلام العرب.
- الإجابة بإجابات مفصلة عن بعض الطعون في عربية القرآن، مما جاء على لسان بعض الملاحدة الذين استدلوا على باطلهم بوجود ألفاظ أعجمية لا تعرفها العرب.
من أهم مؤلفات علماء اللغة في معاني القرآن:
- كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة؛ معمر بن المثنى.
- كتاب (معاني القرآن) للأخفش الأوسط؛ سعيد بن مسعدة.
- كتاب (معاني القرآن) للفراء؛ يحيى بن زياد.
- كتاب (معاني القرآن وإعرابه) لأبي إسحاق الزجاج.
- كتاب (معاني القرآن) لأبي جعفر النحاس.
السؤال الثاني: ترجم بإيجاز لأبي إسحاق الزجاج.
اسمه: إبراهيم بن السريّ.
كنيته: أبو إسحاق.
لقبه: الزَجّاج. [لأنه كان يخرط الزجاج]
مولده: في بغداد، قيل: سنة241 هـ، وهي السنة التي توفي فيها الإمام أحمد رحمه الله. [وهذا فيه نظر لأنه ذُكر عنه أنه عاش فوق الثمانين]
نشأته باختصار:
- كان يعمل في خرط الزجاج ثم اشتهى تعلم النحو.
- لزم المبرّد وتعلم منه وكان يعطيه ثلثي دخله يوميا أجرا على تعليمه، مع خدمته له.
- استقل عن معلمه، وعمل على تعليم أولاد بعض الناس ومنهم ولد وزير المعتضد، بعد أن ذكره لهم معلمه المبرد، مما كان له أثر في غناه.
من شيوخه:
- أبو العباس؛ ثعلب. [تعلم منه كثيرا]
- الإمام إسماعيل بن إسحاق المالكي القاضي؛ صاحب كتاب أحكام القرآن.
- المبرّد؛ محمد بن يزيد؛ أبو العباس. [وهو صاحب الأثر الأكبر عليه]
أشهر تلاميذه:
- ابن دَرَسْتَوَيْه، صاحب كتاب (تصحيح الفصيح).
- أبو جعفر النحاس، صاحب كتاب (معاني القرآن).
- أبو القاسم الزجاجي، صاحب كتاب (الجُمل).
- أبو علي الفارسي، صاحب كتاب (الإغفال).
- أبو منصور الأزهري، صاحب كتاب (تهذيب اللغة).
- واستفاد منه عدد من المفسرين في كتابة تفاسيرهم منهم: الثعلبي، والواحدي، والبغوي، والزمخشري.
مذهبه الفقهي:
المشهور في ترجمته أنه في آخر حياته، كان يدعو الله أن يحشره على مذهب أحمد. [هذا الدعاء محتمل الدلالة لأن المشهور منه أنه يراد مذهبه في الاعتقاد]
[ولكن ذكر الشيخ أبو مالك العوضي أنه لم يقف على كتاب ذكره في تراجم الحنابلة أو طبقاتهم، وأن الزجاج يذكر في كتابه أحيانا مذهب الإمام أبي حنيفة، أو مذهب الشافعي، أو مذهب الإمام مالك، ولم يظهر أنه ذكر مذهب الإمام أحمد، وذكر أن انتسابه للإمام أحمد لا يجعله حنبليا]
* قال عنه أبو حيان أنه معتزلي المذهب، وذكر الشيخ أبو مالك أنه لا يظهر أنه معتزلي، بل كثيرا ما يقول: "وهذا قول أهل السنة والجماعة" ويرجحه.
مذهبه النحوي:
- نشأ أولا نشأة كوفية دارسا على شيخه ثعلب، ثم انتقل إلى المدرسة البصرية دارسا على يد شيخه المبرّد.
- نسبه بعض المعاصرين إلى المدرسة البغدادية التي تُعد خليطا من المدرستين، والصواب أنه ينتمي إلى المدرسة البصرية، وإن خالفها في بعض المسائل.
ثقافته وعلمه:
- كان متنوع المعارف، واسع الاطلاع.
- كان عالما بالنحو والصرف، واللغة، والبلاغة، والقراءات، والتفسير بالمأثور.
- لم يظهر كثيرا في كتابه علمه بالفقه إلا أنه له إشارات جيدة إلى بعض المسائل.
- لم يظهر واضحا علمه بالحديث، ولكن له نصوص قليلة تدل على عنايته به.
- يظهر مقدار عقله وفهمه واضحا من خلال ردوده على العلماء السابقين، ومن خلال عرضه للاحتمالات الممكنة في تفسير الآية، وتقديم بعضها على بعض.
مؤلفاته:
- له مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب (معاني القرآن وإعرابه).
- له كتاب بعنوان: (فعلتُ وأفعلت).
- له كتاب في تفسير أسماء الله تعالى، وكتاب في العروض، وغير ذلك من الكتب.
- كثير من كتبه لم يصلنا.
وفاته: المشهور أنه كان في سنة 311 هـ، وقيل: 316 هـ.
السؤال الثالث: بيّن مكانة كتاب "معاني القرآن وإعرابه" لأبي إسحاق الزجاج، وما سبب عناية العلماء به؟
|
أحسنت نفع الله بك، وزادك علماً وهدى.
أ+