دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 جمادى الآخرة 1439هـ/20-02-2018م, 08:19 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي

تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الآخرة 1439هـ/24-02-2018م, 03:20 AM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى : (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الحشر: 21]

الأسلوب المقاصدي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد،

هذه الآية العظيمة جاءت بعد أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين، بلزوم التقوى، و الاستعداد ليوم الرحيل، بالإخلاص له وحده سبحانه، و اتباع نبيه صلى الله عليه و سلم، مذكرا إياهم بالغد القريب، الذي يُجازى فيه كل بعمله، إن خيرا فخير و إن شرا فشر.

لقد أنزل الله تعالى كتابه، و اصطفى به نبيه صلى الله عليه و سلم، و بعثه به إلى العالمين، منيرا لهم الطريق، مفصلا لهم سبل الفريقين، (و كذلك نفصل الآيات و لتستبين سبيل المجرمين) الأنعام55، مبينا لهم طرق الوصول إليه و الفوز بمراضيه، فلا يتحقق للعبد الغور في أعماق هذا الكتاب الجليل، و الظفر بما فيه من لآلئ، إلا عن طريق تدبره، و هذا هو المقصد الأعظم من إنزاله، قال الله تعالى : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب) ص 29.

إن كتاب الله تعالى لا يُقتصر التعامل معه فقط على التفسير أو التجويد أو طلب الأجر في قراءته ، إنما هذه وسائل معينة للعبد لتحقيق المقصد الأعظم من إنزاله، ألا و هو التدبر المفضي إلى العمل، و في هذه الآية المباركة، ذمّ الله تعالى من لم يحصّل من قراءة القرآن الكريم، ذلك التدبر الذي يلين القلوب و يؤثر عليها، فتحصل لصاحبها اليقظة و يتدرّج في مدارج السائرين إلى ربه سبحانه، بل و أخبر جل في علاه أن الجبال، على قساوة مظهرها و شدّة قوتها، لو فهمت ما فهم الإنسان من كلام ربه لانهدّت و تطأطأت و خضعت لما في كلام الله تعالى من تأثير، ثم مدح سبحانه من لامست شغاف قلبه كلمات ربه، فحصل له من البكاء و الخشوع و التعظيم ما يكون له سبب في التبصر بأنوار القرآن و هداياته، قال تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ.) الزمر 23

قال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى :
( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) .
(هذه دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده بتدبر القرآن ،وإن كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي، فإنَّ هذا القرآن لو أنزل على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله، لكمال تأثيره في القلوب، فإنَّ مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق، وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، ولا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه، فإن التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طرق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق) تيسير الكريم الرحمن للسعدي 1/853.

إن في حث الله تعالى عباده على التأثر بكلامه و تدبره حكمة عظيمة، فالخشوع و التعظيم و القشعريرة التي تحصل في القلب تفتح للعبد منافذ التبصر بآيات الله و مواعظه و أوامره و نواهيه، و القرآن كله بصائر و أنوار (قد جاءكم بصائر من ربكم)الأنعام 104 ، فيتعرض لها من صدق ربه، و يُفتح له من الأنوار ما يرى به طريق الهداية و الاستقامة، أما الغافل اللاهي، و إن بدا لغيره تال للقرآن بعينه و لسانه، فلن ينتفع بكلام ربه ما دام قلبه يسبح في شهوات الدنيا و مشاغلها.

إن القلب هو محل التلقي، و فيه تنزل كلمات الله تعالى، فإما تشع نورا و يزداد بها يقينا، و هذا هو القلب المتدبر، و إما يردها لعدم انتفاعه بها، فهي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه، فالقلب قلبان، قلب متدبر، و قلب مقفل، و لا ثالث لهما، قال الله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد 24.

ثم إنّ الناس يتفاوتون في تدبر القرآن الكريم، فمنهم من يحصل له الاعتبار و التفكر، و منهم من يقع له من التأثر و الخشوع ما يحس به بتصدع قلبه و خضوعه و طأطأته لأمر خالقه، و هذا ما نلمسه في ثنايا هذه الآية الكريمة ، التي أشار فيها الباري سبحانه إلى أثر القرآن في الجمادات، بل و في أكثرها صلابة و قوة، داعيا من خلالها عز و جل، عباده للتفاعل مع آياته و عدم الغفلة الناجمة عن الإعراض و العياذ بالله.
أما الغافل المعرض، فلا شيء أكبر من تفويته لهذا الخير العظيم، من انطماس للبصيرة و انشغال بما لا ينفع، فلا يزداد بذلك قلبه إلا قسوة ، فيُطبع عليه نسأل الله السلامة و العافية.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( فما أشدها حسرة، و أعظمها غبنة، على من أفنى أوقاته في طلب العلم، ثم لم يخرج من هذه الدنيا و ما فهم حقائق القرآن و لا باشرت قلبه أسراره و معانيه، فالله المستعان) بدائع الفوائد 1/218.

في هذه الآية الجليلة ضرب الله مثلا، و الأمثال في كتاب الله تعالى تزيد من بيان المعنى و وضوح الرسالة، فلا يعقلها إلا العالمون و لا يتدبرها إلا من أراد الله به خيرا ووفقه لذلك، فالمقصد من ضرب الأمثال التفكر المفضي إلى التبصر و من ثم العمل بما في كتاب الله تعالى، و في هذه الآية ترابط عجيب بين مقصد ضرب المثل و مقصد إنزال القرآن الكريم، بين التفكر و التأثر، فمن تلقى آيات ربه بقلبه و تفكر فيها، حصل له من التدبر ما يلين قلبه ، فيخشع و يتأثر و يخضع للخالق، يقر بوحدانيته و يستسلم لشرعه.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الآخرة 1439هـ/25-02-2018م, 12:04 AM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

رسالة في قول الله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)} [الواقعة: 1 - 6]

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت! فقال صلى الله عليه وسلم: ( شيبتني هود و الواقعة ، والمرسلات، و (عمًّ يتساءلون) و ( إذا الشمس كوّرت) ).
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلاة كنحو صلاتكم التي تصلون اليوم، ولكنّه كان يخفّف ، كانت صلاته أخف من صلاتكم كان يقرأ في الفجر الواقعة، ونحوها من السور.
قال الحافظ الذهبي:" قال مسروق: من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين، وعلم الدنيا والآخرة، فليقرأ سورة الواقعة."

ومن مقاصد السورة أنها تقرر عقيدة البعث والجزاء، وهذه الآيات تذكر بيوم القيامة وتحقيق وقوعه بعد البعث, وأصناف الناس في ذلك اليوم ومآلآتهم
فالواقعة هي اسم لسورة وبيان لموضوعها معاً, فالقضية التي تعالجها هذه السورة هي النشأة الآخرة التي أنكرها المكذبون, فوقوع البعث هو أول أحداث يوم القيامة
وقد افتتحت السورة بالتذكير بأمر البعث وإقامة الأدلة , ثم ورد في أخرها تأكيد على ذلك سائق له مساق النتيجة (إن هذا لهو حق اليقين)، وافتتحت السورة كذلك بالحديث عن القيامة الكبرى وانقسام الناس فيها إلى ثلاثة أصناف واختتمت بذكر القيامة الصغرى وقسمتهم إلى نفس الأصناف المذكورة في بدايتها.

-فالواقعة: اسم من أسماء يوم القيامة، وقد بين جل وعلا أن الواقعة هي القيامة في قوله: { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } ( ) وصفت بالوقوع لأنها تقع لا محالة وقيل لكثرة ما يقع فيها من الشدائد, وقد اُختير الافتتاح بإذا المتضمن معنى الشرط ، لأنه ينبه الأذهان ويحرك النفوس لترقب الجواب.

- وإذا أراد الله وقوعها ليس هناك صارف يصرفها ولا دافع يدفعها كما قال "استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله" وقال "سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع" ولم يكن هناك تكذيب بها أصلا، فلا يتمكن أحد من إنكارها كقوله تعالى:" فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءامَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ " ( ) "لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلاْلِيمَ " ( ) بل إن وقوعها حق لا مرية فيه " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ " ( )
فكلما استشعر العبد وتيقن أن هناك يوماً آخر يجازى فيه الإنسان المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته سيحدو به أن يعمل العمل الصالح، وأن يبتعد عن العمل السيء

-وهي تخفض أقواما إلى أسفل سافلين إلى الجحيم وإن كانوا في الدنيا أعزاء وترفع آخرين إلى أعلى عليين إلى النعيم المقيم وإن كانوا في الدنيا وضعاء, وخافضة أيضاً بعض الأجرام التي كانت مرتفعة كالنجوم التي تسقط وتتناثر يوم القيامة، وذلك خفض لها بعد أن كانت مرتفعة، كما قال تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} ( ){وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } ( ) والعرب تستعمل الخفض والرفع في المكان والمكانة والعز و الإهانة، ونسبة الخفض والرفع إليها على طريق المجاز، والخافض الرافع في الحقيقة هو الله سبحانه, وتقديم الخفض على الرفع لتشديد التهويل, والجملة تقرير لعظمتها وتهويل لأمرها وهنا تتجلى أهمية استحضار عظمة شأن يوم القيامة، وأنه يختل فيه نظام العالم، وفي هذا ترغيب وترهيب، ليخاف الناس في الدنيا من أسباب الخفض في الآخرة فيطيعوا الله ويرغبوا في أسباب الرفع فيطيعوه أيضا، ومن الملاحظ دائما أن الوقائع العظام شأنها الخفض والرفع كما يشاهد في تبدل الدول وظهور الفتن من ذل الأعزة وعز الأذلة والله المستعان وهذا المعنى تشهد له آيات من كتاب الله تعالى، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ, وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} إلى قوله: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ, عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} ( ) {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ( ) وقوله تعالى: {وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً}( ){يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة إلى غير ذلك من الآيات
قال أحد التابعين: رأيت رجلاً قام يصلي من الليل، فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله تعالى:( خافضة رافعة) حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته، فقلت: بأبي أنت وأمي! ما خافضة رافعة؟؟ أي لماذا استمررت طول الليل ترددها -؟! فقال: إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبداً، ورفعت قوما لا ينخفضون أبداً، فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله.

-ثم بينت الآيات أن الأرض يوم القيامة تحرك تحريكا شديدا جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} ( ) {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} ( ) والمتأمل لأحوال الجبال يوم القيامة، يلحظ أن الجبال تمر بمراحل وأطوار متنوعة فتسلب عنها قوة الحجرية وتتصف بعد الصلابة والقوة باللين الشديد الذي هو كلين الدقيق، والرمل المتهايل وهذا الوجه يشهد له قرآن كقوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً} ( ) وجاء تشبيهها في بعض الآيات بالصوف المنفوش الذي هو العهن، كقوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} ( ){يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} ( ) أي تسير بين السماء والأرض، كقوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} ( ) {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً} ( ) فتنزع من أماكنها وتقلع {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً} ( ) فأصبحت الأرض ليس عليها جبل ولا معلم، قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا, لو تدبر المؤمن هذه المعاني وكيف سيكون حال الجبال, لاقشعر جلده ولذرفت عينه وللان قلبه إذا كان هذا حال الجبال التي هي من مخلوقات الله العظيمة, فما بالنا بحال الإنسان المذنب المقصر في عرصات يوم القيامة, لذلك من أرد الأمن من فزع ذلك اليوم العصيب فليخاف مقام ربه في الدنيا ويتقرب إلى ربه المؤمن السلام ليأمن ويسلم ويدعوا ربه ويلح في الدعاء بأن لا يخزيه الله في ذلك اليوم وأن يأمنه يوم الفزع الأكبر , كما ينبغي استشعار قدرة الله عز وجل فمن بلغت قدرته زوال الجبال فلن يعجزه ما دون ذلك فليفوض العبد أمره لربه ويستعين به ويبث شكواه إليه. من الأحاديث التي ورد فيها ذكر الجبال في الآخرة قول النبي :( أطفال المؤمنين في جبل في الجنة , كفلهم إبراهيم و سارة, حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة ) ( )

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الآخرة 1439هـ/25-02-2018م, 10:59 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

رسالة في مقاصد سورة الماعون
بالنظر إلى كتب التفسير التي اعتنت بالبحث عن المقاصد نجد أن العلماء اهتموا ببعض المباحث التي تعين على الوصول إلى مقاصد السورة، ومن أهم هذه المباحث: ذكر أحوال النزول فللسور المكية خصائص تميزها عن السور المدينة، والبحث في المناسبة بين السورة والتي تسبقها أوالتي تليها، والنظر في المناسبة بين الآيات داخل السورة، والنظر في الأسماء التي وردت للسورة ومحاولة ربطها بمواضيع السورة، واستخراج الهدايات والاستنباطات التي تعين على جمع مقصد السورة، وقد يتعدد للسورة أكثر من مقصد، وكل ذلك من باب الاجتهاد، لذلك قد تختلف وتتباين آراء المفسرين في ذكر المناسبات والمقاصد.

وفي هذه الرسالة سأحاول جمع ما ذكره المفسرون عن سورة الماعون مستعينا بهذه المباحث السابق ذكرها، نسأل الله التوفيق والسداد.

النزول:

السورة مكية على قول الجمهور، وعدد آياتها سبعة، نزلت بعد سورة التكاثر.
وذكر النسفي وأبو حيان أنها مدنية على أحد قولي ابن عباس، وذكر أبو حيان قول ثالث لمقاتل بن حيان أنه نزل نصفها بمكة في العاص بن وائل ونصفها بالمدينة في عبد الله بن أبي المنافق.

التفسير الإجمالي:

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) : هل عرفت الذي لا يُصدِّق بالجزاءِ من الثواب والعِقاب.
فذلك الذي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) : يظلمه ويمنعه حقّه، أو يزجره وينهره لو قصده لعون أو مساعدة، واليتيم هو الذي ماتَ أبوه وهو دونَ سنِّ البلوغ،
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) الحضّ هو الحثّ على الشيء والترغيب فيه بشدّة، فما يكون حال من لا يطعمه، ولا يحض غيره عليه.
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5): الويل الهلاك والعذاب، وقيل اسم لواد في جهنّم شديد العذاب، وهم الذين يؤخرونها، عن وقتها، أو يتركونها أحياناً فلا يصلُّونها.
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6): لا يخلصون العمل لله، فإن راءوا لم تقبل لهم، للحديث: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل لي عملًا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه ".
وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7) : المراد بالماعون الزكاة، ومن معانيه المعروف والماء، وكل ما ينتفع به، أو كل مستعار بين الجيران من فأس وقدر ودلو، ونحو ذلك.

المناسبات بين الآيات:

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ}
لما كانت حقيقة الصلاة صلة بين العبد وربه، وقربة منه، وتعرض لنفحات الرحمة، لذلك لا تثمر الصلاة هذا النور إلا إذا كانت خالصة، بصدق نية، دون سهو عنها أو انشغال، ولهذا كان هذا التوعد الشديد لمن كان مرائي بها أو غافل عنها فلا ينتفع بها، كما قال تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.

المناسبة بينها وبين سورة قريش:

ذكر السيوطي أنه: "لما ذكر تعالى في سورة قريش: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ} (قريش: 4)، ذكر هنا ذم من لم يحض على طعام المسكين، ولما ذكر في سورة قريش: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} (قريش: 3)، ذكر هنا من سَهَا عن صلاته".
ولما عدد نعمه تعالى على قريش وكانوا لا يؤمنون بالبعث والجزاء، أتبع سبحانه امتنانه عليهم بتهديدهم بالجزاء وتخويفهم من عذابه.

أسماء السورة:

ذكر المفسرون لها أكثر من اسم:
سورة الماعون: وبذلك سميت في المصاحف، وفي كثير من كتب التفاسير، وأورد السيوطي بعض الآثار عن الصحابة في ذلك الاسم.
وسورة أرأيت أو أرايت الذي يكذب: ذكر السيوطي تسمية بعض الصحابة لها بذلك، وممن عنون بها من المفسرين أو ذكر هذا الاسم (الطبري والثعلبي والزمخشري وابن الجوزي والشوكاني والألوسي وابن عطية والجصاص والبقاعي)
وسورة الدين: وممن عنون بها أو ذكر هذا الاسم (الشوكاني والألوسي والبقاعي والسيوطي)
وسورة التكذيب: ذكره البقاعي والألوسي وابن عاشور.
وسورة اليتيم: ذكره البقاعي والشوكاني.
وباستقصاء كلام المفسرين: يمكن القول بأن الأسماء التي ذكروها غير اسم (الماعون) هي من اجتهادهم دون سند توقيفي بذلك.

الهدايات في السورة:

- رعاية اليتيم، والحذر من التعرض له بأي شكل من ألوان الظلم والقهر، أو التهاون في حقه.
- الوعيد الشديد لمن أهمل إعانة غيره، بدءا من عارية المتاع حتى إعطاء الزكاة لشمول معنى الماعون لما بينهما.
- ذم الرياء والمرائين، واقترانه باللهو عن الصلاة، لكون ذلك من صفات المنافقين، كما وصفهم الله تعالى: { وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } [النساء: 142]
- شدة الانتباه لمواقيت الصلاة، والمحافظة عليها وعلى أدائها بشروطها وأركانها، والتنديد والوعيد للذين يتهاونون بالصلاة ولا يبالون في أي وقت صلوها.
- مكانة الأخلاق في الإسلام، خاصة إسداء المعروف للناس.
- الاقتران بين الرياء ومنع الماعون: دليل على أن من أقام الصلاة حقا ما منع عون عباد الله، فمحك العبادة الصادقة المقبولة عند الله، العون والبر وإسداء الخير للغير.
- أن الدين الحق: صلاة خاشعة، ورعاية لليتيم، وحماية للمساكين، ومساعدة للمحتاجين
- أن المكذّب بالدين له سمات وصفات هي: إذلاله لليتيم، عدم رحمة المساكين، الانشغال عن الصلاة، الرياء والنفاق، منع العون والمعونة عن المحتاج إليها وهو من صور البخل.

مقاصد السورة:

ويسميه بعض المفسرين محور السورة، وهو ما تنتهي إليه مواضيع السورة، والبعض يسميه أغراض السورة، وقد اختصرت أغلب ما وصلت إلى من كلام المفسرين عن السورة فيما يلي:
- بيان آثار التكذيب بالبعث باليوم الآخر في السلوك البشري: من جفاء اليتيم وعدم العطف على المسكين، ومن تهاون في الصلاة ومراءاة فيها، ومن منع للماعون، وهي من مساوئ الأخلاق، ودليل على الاستهانة بالعظائم.
- أن السورة بكاملها ترشد إلى الطريق السليم لاستعمال المال، وبذله في عون اليتامى، وإطعام المساكين، وذلك عن طريق التحذير من إهمال هذا الطريق، وتسمية مانع العون مكذبًا بالدين.
- أنّ هذا الدين ليس مظاهر وطقوس، ولكنه عقيدة صادقة، ويقين ثابت، وإخلاص لله، ويتمثّل هذا اليقين بسلوك نافع، وحياة مستقيمة، كما أن هذا الدين ليس أجزاء وتفاريق موزّعة منفصلة، وإنما هو منهج متكامل، تتعاون عباداته وشعائره في تحقيق الخير للفرد والجماعة، كما جمع بين الرياء ومنع الماعون للجمع بين أداء حق الله، والإحسان إلى المخلوقين.
- أن حقيقة التصديق بالدين ليست كلمة تقال باللسان، وإنّما هي تحوّل في القلب، يدفعه الى الخير والبر بإخوانه في البشرية، المحتاجين إلى الرعاية والحماية، والله لا يريد من الناس كلمات، إنّما يريد منهم معها أعمالا تصدقها، وإلا فهي هباء، لا وزن لها عنده ولا اعتبار، كما قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف: 110)، ولذلك لهذه الحقيقة علامات تدل على وجودها وتحققها، وما لم توجد هذه العلامات فلا إيمان ولا تصديق.
- أن من مقاصد الشريعة تهذيب الضمير، ونقاء القلوب، وصفاء النفوس، وتقويم السلوك، وبذلك تسمو الحياة، ويسود الحب والتالف، والإخاء والتكافل الجميل.
- أن من أهم أسباب الشقاء والانحراف والضلال في الدنيا: هو إنكار يوم القيامة أو يوم الجزاء والحساب، فلو صدّق الناس به تصديقا تاما، لما تجرأ واحد منهم على العصيان والمخالفة، أو الكفر والجحود، أو إهمال الفرائض الإلهية، وتجاوز الآداب والأخلاق القويمة، لأن الخوف من العقاب والتهديد بالعذاب لا ينفع غير المؤمنين بوجود عالم الآخرة، وتذكير السامع بالتخلص من أمراض العصيان، والقسوة على المحتاجين، ومراءاة الناس، ومنع مساعدة الجيران وحجب وسائل العون عنهم وعن غيرهم، إنما يفيد المصدقين بالقيامة.

وبالتدقيق فيما سبق من مقاصد، نجد أنه يمكن الجمع بينها بقولنا أن مقصد السورة: (سلوك المرء وواقعه خير دليل على اعتقاده وإيمانه).

المراجع:

فتح القدير للشوكاني
نظم الدرر للبقاعي
روح المعاني للألوسي
التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
في ظلال القرآن لسيد قطب
الدر المنثور للسيوطي
البحر المحيط لأبي حيان
التفسير الكبير للرازي
الكشاف للزمخشري
تفسير جزء عم للدكتور مساعد الطيار
صفوة التفاسير للصابوني
أضواء البيان للشنقيطي
المحرر الوجيز لابن عطية

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 جمادى الآخرة 1439هـ/26-02-2018م, 01:41 PM
ابتسام الرعوجي ابتسام الرعوجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 341
افتراضي

https://1drv.ms/w/s!AiyOjPsqV0_Ne-v2FjLcb1QKBGk

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الآخرة 1439هـ/28-02-2018م, 03:32 AM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)

جاءت هذه الآية في جواب على طلب بعض الصحابة رضي الله عنهم معرفة أحب الأعمال إلى الله عز وجل، فأنزل سبحانه وتعالى سورة الصف وأخبرهم فيها أن أحب الأعمال إليه هي اصطفافهم للقتال في سبيل الله كأنهم البنيان المرصوص.
وفي الآية تنبيه منه سبحانه بأن يكون القتال (في سبيله)، أي: لإعلاء كلمة الله ولنشر التوحيد، ليس للأطماع الشخصية، فشرط صحة الجهاد أن يكون في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله، ومن تمام ذلك معرفة ضوابطه:
الضابط الأول: فقه شروط وجوب الجهاد وهي سبعة شروط: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والحرية، والذكورية، والسلامة من الضرر بحيث تتواجد القدرة على قتال العدو ولا يكون العدو اقوى منهم بكثير وهم مستضعفين، ووجود النفقة.
الضابط الثاني: استئذان الوالدين في الخروج إلى الجهاد، فبر الوالدين اعظم من الجهاد، وهذا عن كان ابويه مسلمين وغن كان الجهاد جهاد فرض كفاية، أما إن كان فالجهاد فرض عين باستنفار الإمام أو هجوم العدو على البلاد تعين على الجميع الخروج للجهاد ولا استئذان هنا.
الضابط الثالث: أمر الجهاد موكول إلى إمام المسلمين واجتهاده، فلابد من وجود إمام يجتمع الناس للجهاد عند كلمته، فلا جهاد إلا بإذنه وامره لأنه أعلم بالعدو وعددهم ومكامنهم وحالهم، وقد أمر سبحانه وتعالى بطاعتهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، وهذا عند التمكن من استئذان الإمام، أما إذا لم يتمكن من استئذانه كمفاجئة العدو للمسلمين فلا استئذان هنا.
الضابط الرابع: الاعتصام بالكتاب والسنة وخاصة أيام الفتن، ولزوم جماعة المسلمين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ستكون فتنٌ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن تشرَّف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به) أخرجه مسلم، والمخرج من جميع الفتن المضلة التمسك بالكتاب والسنة، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم؛ لأن من خالف ذلك فهو من الضالين.
قال تعالى:(صفاً) والصف: عَدد من الأشياء المجاورة بعضها لبعض المنتظمة الأماكن ، والصف يطلق على صف المصلين ، وصفِّ الملائكة ، وصف الجيش في ميدان القتال وغيرها.

وللقتال في سبيل الله مقاصد وآثار جليلة وعظيمة على الفرد والمجتمع، يستحق بها ذلك الحب الذي ذكره سبحانه وتعالى، فمن المقاصد والآثار على الفرد:
1. الفوز بمرتبة الشهادة ونيل الدرجات في الجنة، وقد ورد ذلك في مواضع كثيرة من القرآن، قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
2. إصلاح النفس، وذلك لأن النفس دائماً تركن إلى الشهوات وإلى إراحة النفس وعدم اتعابها، والجهاد يعزز مقاومة الشهوات ومقاومة النفس.
3. ابتلاء المؤمن وتمحيصه، فالقتال مخالف لميل القلب والنفس، فالقلب والنفس تميلان إلى الراحة والركون إلى الأرض، والجهاد خلاف ذلك، فبتلى الله سبحانه وتعالى عبادة بأمرهم بالجهاد والقتال في سبيله، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ).
4. السعي لمرضاة الله، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)، ومن ابتغى مرضات الله امتثل لأمره ونهيه، وقد امر سبحانه وتعالى بالقتال فدخل في جمله الأوامر والنواهي.

ومن المقاصد والآثار على المجتمع:
1. صد العدوان، فقد أوجب الشرع رد العدوان والدفاع عن النفس حتى في الأشهر الحرم، وذلك لأن في عدم الدفاع عن النفس ضياع للدين والعرض والنفس والمال، هم من الضروريات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها.
2. تحرير الناس وإقامة العدل، فهناك بلدان تعتدي على المستضعفين فتظلمهم وتبخسهم حقهم، والقتال في سبيل الله يحرر الناس من هذه العبودية، فيختارون ما يدينون به، فالدولة الإسلامية لا تجبر أحداً على الدخول في الإسلام عند فتحها للبلدان، بل تحكم هذه البلدان بالحكم الإسلامي القائم على العدل، وإقامة دين الله في البلدان سبب لدخول الناس فيه طواعية، لكماله وشموله جميع جوانب الحياة، قال تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
3. منع الفتنة وحفظ حرية الاعتقاد، وهي قريبة من سابقتها من حيث نصر المستضعفين وانقاذهم من سطوة العدو عليهم وعدم السماح لهم باعتقاد ما يريدون، فالدين الإسلامي كما ذكرت لا يجبر أحد على الدخول فيه، ولكنه أيضاً لا يسمح بظهور شعائر غير شعائره أمام أمة الإسلام، فلا يظهرون شعائرهم ورموزهم بين العامة بل بين بعضهم البعض فقط، حفظاً لمكانة الإسلام، ولتكون له رهبة لا تنتهك، وحفظاً للمسلمين من الزيغ والاغترار بالأديان الباطلة، وبظهور غيره معه ظهور للشرك والباطل، لأنه الدين عند الله الإسلام، وقد شرع القتال لطمس الشرك واعلاء كلمة التوحيد، فكيف نترك الشرك يظهر بعد الظفر بالبلدان والأراضي التي لم تقصد لذاتها بل لإعلاء كلمة الله فيها؟.
4. تحقيق التمايز في صفوف الأمة، بتمحيص المؤمنين، فيتميز المؤمن من المنافق، ويتبين الصادق من الكاذب، قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
5. حفظ هيبة الدولة الإسلامية، فقد وضع الدين الإسلامي منهجية صارمة للتعامل مع الكفار المعاهدين، لئلا يجترئوا على نقض العهد، فمن ينقض العهد يقاتل بدون سابق انذار عقوبة له، كما فعل رسولنا صلى يه وسلم عندما نقضت قريش العهد ففتح مكة، وكذلك من شُك اضماره لنقض العهد بظهور علامات على ذلك -وليس تخرصاً- يقاتل، ولكن بعد رد العهد عليهم وبيان نقضه لئلا نكون نحن في موقف الخائنين، قال تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)، فإن عرفت الدول المعاهدة هذا فإنها ستحسب للمسلمين ألف حساب قبل إقدامها على ذلك، وإذا حفظت هيبة الدولة الإسلامية يتحقق الأمن فيها، وانتشار الأمن فيها لا يعني نسيان العدو، بل قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ).

قال تعالى: (كأنهم بنيان مرصوص)، والتراص التلاصق والتساوي، فهو توجيه رباني يعلم به عبادة كيفية الاصطفاف للقتال، فيجب أن تكون صفوفهم متراصة متساوية لا خلل فيها منظمة مرتبه، بهذا تحصل المساواة بين المجاهدين، والتعاضد، وإرهاب العدو، وتنشيط بعضهم بعضاً، فلا يحصل اتكال بعضهم على بعض، بل يهتم كل منهم بمركزه، وموقعه الذي هو فيه، ومهمته التي وكلت إليه، فيحصل بذلك الثبات على القتال والنصر بإذن الله.

وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن قتال الراجل افضل من قتال الفارس، لأن الفرسان لا يصطفون، وهذا قول غير صحيح، لأن المقصد من الآية هو الثبات وليس الهيئة الأفضل، ولما للفارس من الفضل في الأجر والغنيمة

فهذا هو المقصد الظاهر من الآية، وهناك مقصد خفيّ أراده الله تعالى من عباده في هذا التوجيه الرباني أشار إليه بعض العلماء، فقد نبهوا إلى أن طبيعة القتال وما فيه من الكر والفر يتنافى مع الاصطفاف، ولذلك قالوا بأن المقصد بالآية هو عموم القوة والوحدة واجتماع الكلمة والارتباط المعنوي والشعور بالمسؤولية والإحساس بالواجب، ومما يوضح هذا انه سبحانه ذم اليهود فقال: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ)، فنحن نراهم مصطفين ومنتظمين، ولكن قلوبهم لم تصطف ولم تتوحد، وفي المقابل امتدح سبحانه المؤمنين في وحدتهم في القتال بقلوبهم وأجسادهم كأنهم بنيان مرصوص، وكذلك ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المثل عن التعاون بين أمته فقال: (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً)، فهو لم يرد الشد الحسي بل أراد الشد المعنوي الذي يؤدي إل وحدة الصف.
وقد ذكر سبحانه وتعالى عوامل النصر في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، فهي الثبات عند اللقاء، وذكر الله، وطاعته وطاعة رسوله، والامتثال لهما، وعدم التنازع، والصبر عند المجالدة، ورتب على التنازع الذي يسبب تشتت القلوب وتفرقها إلى إنحلال العزائم وتفرق القوة وعدم النصر، فتبين أن الاصطفاف الحسي مترتب على وحدة الصف المعنوية، وكذلك الاصطفاف الحسي دليل على الاصطفاف المعنوي، والله أعلم.

ومقصد وحدة الصف واجتماع الكلمة والتآلف مقصد عظيم في الإسلام، وقد راعته الشريعة في عديد من الأحكام والحالات، لذلك حرمت وذمت بعض الأمور التي تسبب التفرق وتشتت الصف، منها:
1. جاءت الشريعة بالقضاء في الخصومات والخلافات لفك التنازعات التي تؤدي لتفرقهم.
2. ذمت العصبية للبلد أو العرق أو القبيلة وغيرها لما فيها من التفريق بين المسلمين.
3. حرمت الغيبة والنميمة لما تورث العداوة والبغضاء وكذلك السب والشتم.
4. البغي والتطاول على حقوق الآخرين كذلك من أسبابا التفرق.
5. عدم التعرف على حقوق الآخرين، بجانب معرفته لحقوقه، فهو يطالب بحقه ولكن لا يعطي الناس حقهم، وهذا من أسباب التفرق.
6. عدم تناجي اثنان دون الثالث، لأن ذلك يحزنه فيؤدي إلى التفرق.

وفي المقابل شرعت الشريعة الإسلامية أمور تحقق الوحدة واجتماع الكلمة، منها:
1. تعظيم شأن المحبة الإيمانية، والحث على نشرها، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظلّ إلا ظله: (... ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) وغيره الكثير من الأحاديث، وهذا كله لما ينشأ عنها من معاني قلبية عظيمة ، من الود والتراحم والتعاطف التي تؤدي إلى وحدة الصف.
2. الاجتماع على الشعائر، مثل الاجتماع للصلوات والجمعة والعيد والحج، فالفرد عندما يبتعد بنفسه عن الجماعة يفتر ويتسلط عليه الشيطان، بخلاف إذا كان لا يترك للشيطان مجال فيجتمع بإخوانه بين الفترة والأخرى، فيتوى بذلك ويتيقن بانه ليس وحده في هذا الطريق، فيؤدي إلى قربه منهم، وإعانة بعضهم بعضاً.
3. تشريع الزكاة والصدقة، فلا يحسد الفقير الغني، ولا يحتقر الغني الفقير عند معرفته بأنه بحاجة إلى هذا الفقير ليعطيه زكاة ماله وصدقته ليتطهر ماله، فهو المحتاج إلى الفقير في الحقيقة، وهذا يؤدي إلى عدم التعالي والتكبر بين المؤمنين، فيؤدي على وحدة الصف.
4. الحرص على الإصلاح بين المتخاصمين لئلا ينشق الصف.
5. تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، فيؤدي إلى الاجتماع على الحق وعدم الاختلاف، ويؤدي إلى نبذ البدع ومحاولة إلغائها لأنها تؤدي إلى التفرق.
ووحدة الصف لا تخالف وجود المنافسات، بل هي دليل على وحدة الصف، فمتى وجد تعاون وجد هناك منافسة لتصل الأعمال إلى أقصى درجات الاحسان، أما عندما يكون كل شخص بمفرده فإنه يملّ من سلوك هذا الطريق الذي يظن أنه فيه لوحده فيحصل من النقص في عمله ما الله به عليم.
وإذا اردنا معرفة عظم هذا الأمر فلنتأمل وصفه سبحانه وتعالى لنفسه ب(يحب) في هذه الآية، ليظهر لنا عظمة هذا الأمر، وكل ما هو عظيم المكانة والأجر عند الله، لابد أن يكون فيه الكثير من الصعوبات والمعوقات والاختبارات والابتلاءات لتحقيقه، رزقنا الله وإياكم محبته، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


المصادر:
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري.
2. الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان للقرطبي.
3. التحرير والتنوير لابن عاشور.
4. تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
5. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي.
6. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي.
7. التسهيل لتأويل التنزيل (تفسير جزء قد سمع) في سؤال وجواب لمصطفى العدوي.
8. محاضرات الشيخ سعد الشثري في مقاصد الشريعة لبرنامج البناء العلمي.
9. كتاب الجهاد في سبيل الله مقاصد وآثار د. وصفي عاشور أبو زيد.
10. كتاب الجهاد في سبيل الله ل سعيد بن وهف القحطاني.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 جمادى الآخرة 1439هـ/5-03-2018م, 08:37 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي


o: للا حسناء الشنتوفي.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ .
ذكرتِ في مقدمة اقتباسك لكلام السعدي في تفسير قوله تعالى :(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل..) أنّه قول ابن القيم فلعله سبق قلم.


o: فاطمة إدريس شتيوي.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ، لكن يؤخذ عليكِ عدم عزوّ الأحاديث والآثار التي ذكرت .


o: هيثم محمد.ب
أحسنت بارك الله فيك وقوفك على مقاصد الآيات ينبغي أن يحظى بمزيد عناية بحيث تأتي على كل نقطة مما ذكرت بشكل مفصل وتذكر هداياتها متضمنة لها غير منفصلة وتبين مخالفة الناس لهذه الهديات وما يؤوله تركهم العمل بها وغير ذلك مما تطرق فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى لبيانه في مقدمة الدرس، وأمّا عرضك لمسائل المعنى الإجمالي ومناسبة السورة لما قبلها وغير ذلك يُذكر مجملا حتى لا يؤثر على مقصدك في الرسالة .
تم خصم نصف درجة للتأخير.

o:ابتسام الرعوجي:ب
أحسنتِ وفقكِ الله، مقاصد السورة ومناسبة الآية لما قبلها تُذكر في مطلع الرسالة .
- خاتمة الرسالة تحتاج لمزيد من العناية .
تم خصم نصف درجة للتأخير.

o: عائشة إبراهيم الزبيري .أ

أحسنتِ وفقكِ الله
تم خصم نصف درجة للتأخير.

تمّ بفضل الله وتوفيقه
رفع الله قدركم ونفع بكم الأمّة

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 جمادى الآخرة 1439هـ/5-03-2018م, 07:13 PM
إجلال سعد علي مشرح إجلال سعد علي مشرح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 275
افتراضي

الأسلوب المقاصدي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي هدى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى ،أما بعد فإن محور هذه الرسالة بهذا الأسلوب هي سورة الغاشية أجمالا وتفصيل أحد آياتها وهي قوله تعالى :{ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ(1)} .
أولاً :ينبغي بيان المناسبة بين هذه السورة بما قبلها وهي سورة الأعلى :
لما أشار سبحانه في سورة الأعلى بقوله: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى، وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} إلى قوله: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} "الأعلى: 10-17" إلى المؤمن والكافر، والنار والجنة إجمالًا، فصل ذلك في هذه السورة، فبسط صفة النار والجنة مستندة إلى أهل كل منهما،(1)فصفة أهل الناروما يلقونه من قوله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2)عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4)تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ(6)لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ(7)} ،هذا التفصيل يقابل أجمال قوله تعالى في سورة الأعلى :{ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى}.
وصفة اهل الجنة وما يجدونه ،من قوله تعالى :{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ(8)لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(9)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(10)لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً(11)فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ(12)فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ(13)وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ(14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ(15)وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ(16)}،وهذا التفصيل يقابل أجمال قوله تعالى في سورة الأعلى :{ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}.(2)


ثايناً:سبب تسمية السورة بالغاشية :
هي صفة أريد بها يوم القيامة،وسبب تسميتها غاشية لأنها إذا حصلت لم يجد الناس مَفراً من أهوالها فكأنها غاششٍ يغشى على عقولهم.(3)


ثالثاً: مقاصد السورة إجمالاً:
• التذكير بيوم القيامة وتهويله ،ومافيه من عقاب للمعرضين وثواب للمستجيبين .
• إثبات البعث ،لان العقاب والثواب لا يكون إلا بعد البعث.
• تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم على الدعوة غلى الإسلام وان لا يعبأ بإعراضهم .(4)
• الحث على التأمل في مخلوقات الله .
• الحث على التذكرة .(5)

رابعاً:مقاصد هذه الآية وهي قوله تعالى:{ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ(1)}.

-الموعظة والتذكير بيوم القيامة.
- إثبات البعث .
- مقصد الإستفهام بيان أهمية الخبر .(6)
- محاسبة النفس قبل أن تُحاسب ،وهذه من المقاصد الخفية ،لأنه بمعرفة أن هناك يوم قيامة يحاسب فيها المرء على أعماله ،فعليه الإستعداد لذلك بمحاسبه نفسه .

هذا والحمدلله رب العالمين


المراجع :
(1)أسرار ترتيب القرآن لعبدالرحمن السيوطي.بتصرف
(2)موقع ملتقى أهل التفسير .بتصرف
(3)التحرير والتنوير لابن عاشور.بتصرف
(4)المصدر السابق.
(5)موقع ملتقى أهل التفسير .بتصرف
(6) التحرير والتنوير لابن عاشور.بتصرف .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 جمادى الآخرة 1439هـ/7-03-2018م, 06:44 AM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

اللهم وفقنا

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc التفسير المقاصدي.doc‏ (45.5 كيلوبايت, المشاهدات 2)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 04:12 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 341
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( أفمن يمشي مكباً على وجه اهدى امن يمشي سوياً على صراطٍ مستقيم ) سورة الملك

هذه الآية جاءت مثلاً مضروباً في الكافر والمؤمن أو الموحد والمشرك , وجاءت بعد قوله تعالى في ذم
حال الكافرين : ( إن الكافرون إلا في غرور ) وقوله : ( بل لجو في عتوٍ ونفور ) .
قال ابن عباس : " هذا في الدنيا "
وهي على قصرها إلا انها تناولت أموراً عديدة فبدأت باستفهام تقريري للمقارنة بين حال المؤمن الموحد والمشرك , في وصف سيرهم لله وطريق كلاً منهم .
فالمشرك في سيره ( مكبا على وجه ) والإكباب هو السقوط والخرور على الرأس كنايةً عن كثرة وقوعه وقربه من الأرض لدنو نفسه واغتراره بالدنيا وعمى بصيرته .
و طريقه معوج وعر غير مستو فتسبب في كثرة وقوعه , ولأنه لا وجهة له ثابتة يسير إليها فهو يتعسف يمنة ويسرة مشتت القلب ولا علم له بمعالم الطريق الذي يسير فيه أعمى عن آيات الله ودلائل وحدانيته متبع لظنه وهوى نفسه .
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير : " فالمشرك يتوجه بعبادته إلى آلهة كثيرة لا يدري لعل بعضها أقوى من بعض , فقد كانت ثقيف يعبدون اللات , وكان الأوس والخزرج يعبدون مناة ولكل قبيلة آلهة , فتقسموا الحاجات عندها واستنصر كل قوم بآلهتهم وطمعوا في غنائها عنهم وهذه حالة يعرفونها فلا يمترون في أنهم مضرب المثل الأول "
( أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم )
هذا في وصف حال المؤمن لسيره ومشيه ثم طريقه ومسلكه وهو على النقيض تماماً من الفريق الآخر ,
( سوياً ) السوي : شديد الإستواء , أي : منتصب القامة معتدل في سيره لأن وجهته واحدة , وفق علم وبصيرة يسير لربه بثبات ويقين .
وطريقه الصراط المستقيم وهو الإسلام , الذي هو الإستسلام لله والانقياد لأمره وهدي كتابه لا يميل به هوى أو ابتداع عن منهجه يسير مقتفياً أثر النبي صلى الله عليه وسلم مصباح الهدى وسنته في ركب الصالحين من أصحاب النبي ومن تبعهم بإحسان .
والذي يظهر لي والله أعلم أن مقصد الآية هو : إبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد وطيب عيشه بهذه النعمة وانشراح صدره وثبات قلبه واستقرار مشاعره .
قال يوسف لصاحبيه في السجن في فضل التوحيد : ( واتبعت ملة أبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) * ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) . فنعمة التوحيد فضل عظيم من الله الذي لم يجعل بينه وبين عبده واسطة , بل جعله شرطاً لقبول العبادة , فكم سيكون شاقاً على العبد الذي لمت به حاجة لسيده أن يتوسل لوجهاء وشفعاء حتى يأذنوا له بالدخول عليه أو ردوه خائباً ولم يأذنوا له.
قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) يخرجه من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد ومن ظلمة التعلق بالأسباب إلى التعلق بالله وحده والإعتماد عليه , والرب يربي عبده إن أراد به خيراً فإن رأى منه تعلقاً بسبب من الأسباب منع السبب من نفعه وجعله يرى خذلانها ( أي الأسباب ) حتى إذا انقطع رجائه بها ويأس منها وتعامل معها بجوارحه دون قلبه نفعه بها .
فما أطيب عيش من إذا فزع لجأ لله وإذا رجا تأمل فضل الله وإذا ظلم انتصر بالله وإذا افتقر إستغنى بالله وإذا احتار استخار الله وإذا أصابه قلق اطمئن بالله , وجهة قلبه الكمال الإلهي الذي لا يخذل أبداً من لجأ إليه .
ويا لثبات خطى من لزم الطاعة ولبس التقوى وزكى نفسه عن أهوائها وشهواتها الدنيئة .
قال تعالى في سورة النحل : ( من عمل صالحاً من ذكرٍ أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
ومقارنة هذه الصورة بالطرف الآخر المضطرب المشتت هيا زيادة في تحسين وإبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد ولعله بدأ بها من قبيل أنه لا يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية .

المراجع :
تفسير الطبري
التحرير والتنوير لابن عاشور
الكشاف للزمخشري
التفسير الكبير للرازي
نظم الدرر للبقاعي
أضواء البيان للشنقيطي

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 06:07 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إجلال سعد علي مشرح مشاهدة المشاركة
الأسلوب المقاصدي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي هدى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى ،أما بعد فإن محور هذه الرسالة بهذا الأسلوب هي سورة الغاشية أجمالا وتفصيل أحد آياتها وهي قوله تعالى :{ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ(1)} .
أولاً :ينبغي بيان المناسبة بين هذه السورة بما قبلها وهي سورة الأعلى :
لما أشار سبحانه في سورة الأعلى بقوله: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى، وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} إلى قوله: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} "الأعلى: 10-17" إلى المؤمن والكافر، والنار والجنة إجمالًا، فصل ذلك في هذه السورة، فبسط صفة النار والجنة مستندة إلى أهل كل منهما،(1)فصفة أهل الناروما يلقونه من قوله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2)عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4)تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ(6)لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ(7)} ،هذا التفصيل يقابل أجمال قوله تعالى في سورة الأعلى :{ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى}.
وصفة اهل الجنة وما يجدونه ،من قوله تعالى :{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ(8)لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(9)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(10)لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً(11)فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ(12)فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ(13)وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ(14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ(15)وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ(16)}،وهذا التفصيل يقابل أجمال قوله تعالى في سورة الأعلى :{ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}.(2)


ثايناً:سبب تسمية السورة بالغاشية :
هي صفة أريد بها يوم القيامة،وسبب تسميتها غاشية لأنها إذا حصلت لم يجد الناس مَفراً من أهوالها فكأنها غاششٍ يغشى على عقولهم.(3)


ثالثاً: مقاصد السورة إجمالاً:
• التذكير بيوم القيامة وتهويله ،ومافيه من عقاب للمعرضين وثواب للمستجيبين .
• إثبات البعث ،لان العقاب والثواب لا يكون إلا بعد البعث.
• تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم على الدعوة غلى الإسلام وان لا يعبأ بإعراضهم .(4)
• الحث على التأمل في مخلوقات الله .
• الحث على التذكرة .(5)

رابعاً:مقاصد هذه الآية وهي قوله تعالى:{ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ(1)}.

-الموعظة والتذكير بيوم القيامة.
- إثبات البعث .
- مقصد الإستفهام بيان أهمية الخبر .(6)
- محاسبة النفس قبل أن تُحاسب ،وهذه من المقاصد الخفية ،لأنه بمعرفة أن هناك يوم قيامة يحاسب فيها المرء على أعماله ،فعليه الإستعداد لذلك بمحاسبه نفسه .

هذا والحمدلله رب العالمين


المراجع :
(1)أسرار ترتيب القرآن لعبدالرحمن السيوطي.بتصرف
(2)موقع ملتقى أهل التفسير .بتصرف
(3)التحرير والتنوير لابن عاشور.بتصرف
(4)المصدر السابق.
(5)موقع ملتقى أهل التفسير .بتصرف
(6) التحرير والتنوير لابن عاشور.بتصرف .
بارك الله فيكِ وسددكِ.
تناولتِ المقاصد بصورة مجملة ولم تقفي على هدايات الآيات ومخالفات الناس في فهم مقاصدها وآثارها عليهم وكيف نوجههم للتخلص من تبعات هذه المخالفات ، ولو تأملتِ رسالة فضية الشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله تعالى- في قوله تعالى:{إنِ الحكم إلا لله..} لتبين لكِ الأمر أكثر.
ولمزيد من بيان خطوات العمل على هذه الرسالة راجعي إجابة فضيلة الشيخ - حفظه الله تعالى - هنا:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...51&postcount=3

الدرجة: ج

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 06:32 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
اللهم وفقنا

أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ ،رسالتك جيدة لكن مقدمتها لا تتناسب مع مضمونها ولو ذكرتِ الآية المراد بيانها بداية كان أفضل فلا يتشتت القارئ .
ذكرك لأحوال الناس مع الرضا تحتاج لإعادة ترتيب أفكارك فيها وصياغتها بشكل أكثر وضوح .
تمرني أكثر على صياغة المعلومات بأسلوبك حتى لا تعتمد رسالتك على النقول .
أنتِ في تقدم واضح وفقكِ الله وبارك فيكِ.
الدرجة :ب

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 06:41 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( أفمن يمشي مكباً على وجه اهدى امن يمشي سوياً على صراطٍ مستقيم ) سورة الملك

هذه الآية جاءت مثلاً مضروباً في الكافر والمؤمن أو الموحد والمشرك , وجاءت بعد قوله تعالى في ذم
حال الكافرين : ( إن الكافرون إلا في غرور ) وقوله : ( بل لجو في عتوٍ ونفور ) .
قال ابن عباس : " هذا في الدنيا "
وهي على قصرها إلا انها تناولت أموراً عديدة فبدأت باستفهام تقريري للمقارنة بين حال المؤمن الموحد والمشرك , في وصف سيرهم لله وطريق كلاً منهم .
فالمشرك في سيره ( مكبا على وجه ) والإكباب هو السقوط والخرور على الرأس كنايةً عن كثرة وقوعه وقربه من الأرض لدنو نفسه واغتراره بالدنيا وعمى بصيرته .
و طريقه معوج وعر غير مستو فتسبب في كثرة وقوعه , ولأنه لا وجهة له ثابتة يسير إليها فهو يتعسف يمنة ويسرة مشتت القلب ولا علم له بمعالم الطريق الذي يسير فيه أعمى عن آيات الله ودلائل وحدانيته متبع لظنه وهوى نفسه .
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير : " فالمشرك يتوجه بعبادته إلى آلهة كثيرة لا يدري لعل بعضها أقوى من بعض , فقد كانت ثقيف يعبدون اللات , وكان الأوس والخزرج يعبدون مناة ولكل قبيلة آلهة , فتقسموا الحاجات عندها واستنصر كل قوم بآلهتهم وطمعوا في غنائها عنهم وهذه حالة يعرفونها فلا يمترون في أنهم مضرب المثل الأول "
( أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم )
هذا في وصف حال المؤمن لسيره ومشيه ثم طريقه ومسلكه وهو على النقيض تماماً من الفريق الآخر ,
( سوياً ) السوي : شديد الإستواء , أي : منتصب القامة معتدل في سيره لأن وجهته واحدة , وفق علم وبصيرة يسير لربه بثبات ويقين .
وطريقه الصراط المستقيم وهو الإسلام , الذي هو الإستسلام لله والانقياد لأمره وهدي كتابه لا يميل به هوى أو ابتداع عن منهجه يسير مقتفياً أثر النبي صلى الله عليه وسلم مصباح الهدى وسنته في ركب الصالحين من أصحاب النبي ومن تبعهم بإحسان .
والذي يظهر لي والله أعلم أن مقصد الآية هو : إبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد وطيب عيشه بهذه النعمة وانشراح صدره وثبات قلبه واستقرار مشاعره .
قال يوسف لصاحبيه في السجن في فضل التوحيد : ( واتبعت ملة أبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) * ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) . فنعمة التوحيد فضل عظيم من الله الذي لم يجعل بينه وبين عبده واسطة , بل جعله شرطاً لقبول العبادة , فكم سيكون شاقاً على العبد الذي لمت به حاجة لسيده أن يتوسل لوجهاء وشفعاء حتى يأذنوا له بالدخول عليه أو ردوه خائباً ولم يأذنوا له.
قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) يخرجه من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد ومن ظلمة التعلق بالأسباب إلى التعلق بالله وحده والإعتماد عليه , والرب يربي عبده إن أراد به خيراً فإن رأى منه تعلقاً بسبب من الأسباب منع السبب من نفعه وجعله يرى خذلانها ( أي الأسباب ) حتى إذا انقطع رجائه بها ويأس منها وتعامل معها بجوارحه دون قلبه نفعه بها .
فما أطيب عيش من إذا فزع لجأ لله وإذا رجا تأمل فضل الله وإذا ظلم انتصر بالله وإذا افتقر إستغنى بالله وإذا احتار استخار الله وإذا أصابه قلق اطمئن بالله , وجهة قلبه الكمال الإلهي الذي لا يخذل أبداً من لجأ إليه .
ويا لثبات خطى من لزم الطاعة ولبس التقوى وزكى نفسه عن أهوائها وشهواتها الدنيئة .
قال تعالى في سورة النحل : ( من عمل صالحاً من ذكرٍ أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
ومقارنة هذه الصورة بالطرف الآخر المضطرب المشتت هيا زيادة في تحسين وإبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد ولعله بدأ بها من قبيل أنه لا يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية .

المراجع :
تفسير الطبري
التحرير والتنوير لابن عاشور
الكشاف للزمخشري
التفسير الكبير للرازي
نظم الدرر للبقاعي
أضواء البيان للشنقيطي
أحسنتِ وفقكِ الله وسددكِ.
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 01:44 AM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور))
الأسلوب المقاصدي
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
يايها الذين آمنوا : هذا نداء من الله لأهل الإيمان قال ابن مسعود رضي الله عنه إذا سمعت في القرآن ياأيها الذين آمنوا فارع لها سمعك
لا تتولوا : لا تجعلوهم أولياء وإخلاء
قوما غضب الله عليهم : هو اليهود خاصة وقيل اكفار عموما
قد يئسوا من الآخرة : أنعم تركوا العمل للآخرة وآثروا العمل للدنيا,وقيل المعنى يئسوا من ثواب الآخرة
كما يئس الكفار من أصحاب القبور: كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا وقيل كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير
وبالنظر الى مقصد هذه الآية الشريفة التي هي آخر آية في سورة الممتحنة يتضح أن المعنى هو تحريم مولاة الكافرين ومناصرتهم على عباد الله المؤمنين,ومحبتهم واتخاذهم أولياء وإخلاء من دون الله سبحانه وتعالى والتشديد في ذلك ,بل إن هذا المقصد هو مقصد هذه السورة وتؤكيد وتوثيق لأول آية في هذه السورة حيث قال تعالى ((يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم ما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل )) , وقال في آية المائدة ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) وقال تعالى آية آل عمران مبينا صفة المؤمنين ومحذرا من الوقوع في ذلك ((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير)) وجاء ألأمر صريحا في سورة رابعة عندما ذكر صفات المنافقين وأن هذا الأمر صفة لهم وسمة بارزة حيث قال تعالى في سورة النساء ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)) أي حجة يهلككم الله بها بسبب مولاتكم لهم بل أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بعكس ذلك وهو الشدة والغلظة على الكفار والمنافقين, فقال تعالى في سورة براءة وسورة التحريم((يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير))
وعندما ختم الله سورة الممتحنة بهذه الآية التي فيها تحريم المولاة للكفار جاءت بعدها مباشرة سورة الصف التي فيها الحث على قتال الكفار وجهادهم والصبر على ذلك ,فانظر يارعاك الله إلى هذا المقصد وأعلم أنه من عقيدة المسلم التي يحيا ويموت عليها فعقيدة الولاء والبراء يجب أن تكون حاضرة في قلبك قال تعالى ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حادّ الله وسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون)) وقد جاء في الحديث إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله )) رواه أحمد والحديث حسن بشواهده جعلنا الله من حزبه وأولياءه المتحابين في جلاله هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 09:23 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز ارفاعي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور))
الأسلوب المقاصدي
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
يايها الذين آمنوا : هذا نداء من الله لأهل الإيمان قال ابن مسعود رضي الله عنه إذا سمعت في القرآن ياأيها الذين آمنوا فارع لها سمعك
لا تتولوا : لا تجعلوهم أولياء وإخلاء
قوما غضب الله عليهم : هو اليهود خاصة وقيل اكفار عموما
قد يئسوا من الآخرة : أنعم تركوا العمل للآخرة وآثروا العمل للدنيا,وقيل المعنى يئسوا من ثواب الآخرة
كما يئس الكفار من أصحاب القبور: كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا وقيل كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير
وبالنظر الى مقصد هذه الآية الشريفة التي هي آخر آية في سورة الممتحنة يتضح أن المعنى هو تحريم مولاة الكافرين ومناصرتهم على عباد الله المؤمنين,ومحبتهم واتخاذهم أولياء وإخلاء من دون الله سبحانه وتعالى والتشديد في ذلك ,بل إن هذا المقصد هو مقصد هذه السورة وتؤكيد وتوثيق لأول آية في هذه السورة حيث قال تعالى ((يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم ما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل )) , وقال في آية المائدة ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) وقال تعالى آية آل عمران مبينا صفة المؤمنين ومحذرا من الوقوع في ذلك ((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير)) وجاء ألأمر صريحا في سورة رابعة عندما ذكر صفات المنافقين وأن هذا الأمر صفة لهم وسمة بارزة حيث قال تعالى في سورة النساء ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)) أي حجة يهلككم الله بها بسبب مولاتكم لهم بل أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بعكس ذلك وهو الشدة والغلظة على الكفار والمنافقين, فقال تعالى في سورة براءة وسورة التحريم((يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير))
وعندما ختم الله سورة الممتحنة بهذه الآية التي فيها تحريم المولاة للكفار جاءت بعدها مباشرة سورة الصف التي فيها الحث على قتال الكفار وجهادهم والصبر على ذلك ,فانظر يارعاك الله إلى هذا المقصد وأعلم أنه من عقيدة المسلم التي يحيا ويموت عليها فعقيدة الولاء والبراء يجب أن تكون حاضرة في قلبك قال تعالى ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حادّ الله وسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون)) وقد جاء في الحديث إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله )) رواه أحمد والحديث حسن بشواهده جعلنا الله من حزبه وأولياءه المتحابين في جلاله هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أحسنت وفقك الله، وددت لو وقفت أكثر على هدايات الآيات وبيان ثمرة الولاء والبراء على المجتمع الإسلامي وكيف يؤثر تركهما على تماسك الأمة وحفظ عقيدتها .
الدرجة : ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir