تفسير الأجل على ثمانية وجوه
الوجه الأول: الأجل يعني أجل الدنيا ومدتها
وذلك قوله في الأنعام: {ثمّ قضى أجلًا وأجلٌ مّسمًّى عنده} يعني أجل الدنيا ومدتها {وأجلٌ مّسمًّى} وأجل الآخرة.
الوجه الثاني: أجل يعني الموت
وذلك قوله في الزّمر: {ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مّسمًّى} يعني أجل الموت.
الوجه الثالث: أجل يعني أجل العذاب
وذلك قوله في الأعراف: {ولكلّ أمّةٍ أجلٌ} فإن لم يؤمنوا إلى ذلك الأجل نزل بهم العذاب. ومثلها في يونس. وقال في عسق: {ولولا كلمةٌ سبقت من رّبّك إلى أجلٍ مّسمًّى} ألاّ يعذب هذه الأمّة في الدنيا بعذاب الآخرة، لنزل بهم العذاب. وقال في نوح: {إنّ أجل الله إذا جاء لا يؤخّر} وهو أجل العذاب.
الوجه الرابع: أجل يعني مطالع الشمس والقمر
وذلك قوله في الملائكة. وفي الزمر: {وسخّر الشمس والقمر كلٌّ يجري لأجلٍ مّسمًّى} وهو مطالع الشمس والقمر إلى غاية لا يجاوزانها في شتاء ولا صيف.
الوجه الخامس: أجل يعني محل الحقوق
وذلك قوله في البقرة: {إذا تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مّسمًّى} يعني محلّ الحقوق التي يتبايع بها ألنّاس.
الوجه السادس: أجل يعني تقليد الهدي
وذلك قوله في سورة الحجّ: {لكم فيها منافع إلى أجلٍ مّسمًّى} يقول: إلى أن تقلّد، فإذا قلدت لم يركب لها ظهر ولم يشرب لها لبن.
الوجه السابع: أجل يعني أجل الولادة
وذلك قوله في سورة الحج: {ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مّسمًّى} يعني إلى منتهى الولادة.
الوجه الثامن: أجل يعني انقضاء العدة
وذلك قوله في البقرة {فبلغن أجلهنّ} يعني انقضاء العدة. ومثلها في الطّلاق. وقال في البقرة: {ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله} يعني حتى تنقضي العدة.