بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية :
س1/
تبيين فضائل القران يكون بطرق منها :
1- أنه كلام الله وهو صفة من صفاته ، وصفاته لها آثار لا تختلف عنه ، قال بعض السلف : (فضل القران على سائر الكلام كفضل الله على خلقه )
2- أن الله وصف القران بصفات جليلة ذات معان عظيمة وآثار مباركة ، وهي أوصاف تتضمن وعودا كريمة وشروطا ، وهذه من أعظم دلائل فضل القران .
3- أن الله أخبر عنه بأخبار كثيره تبين فضله وشرفه في الدنيا والآخرة
4- أن الله يحبه وتلك المحبة لها آثارها المباركة ، وما أودع فيها تعالى من البركات والخير العظيم
5- أن الله أقسم به في مواضع كثيرة من كتابه والإقسام به دلالة على شرفه وفضله وتكريمه
6- أن الله جعل له أحكاما كثيرة في الشريعة ترعى حرمته ، وتبين فضله ، ومن ذلك ماجعله الله من الإيمان بالقران ، وأنه من أصول الإيمان التي لا يصح إلا بها، وأوجب تلاوته في كل صلاة .
7- أن الله رغب في تلاوته ، ورتب عليها أجور عظيمة مضاعفه
8- أن الله رفع شأن أهل القران ، حتى جعلهم أهله وخاصته ، وجعل خير الأمة من تعلم القران وعلمه ، وجعل الخيرية لهم في الدنيا والآخرة .
س2/
شرح معاني أسماء القران :
القران / هو أصل أسمائه وأشهرها ، وسمي به لأنه الكتاب الذي اتخذ للقراءة الكثيرة التي لا يبلغها كتاب غيره.
- اختلف العلماء في اشتقاق لفظ القران على قولين :
أ- علم جامد غير مشتق (وهو قول الشافعي وجماعة من العلماء)
- يقرأ الشافعي (القران بغير همز وهي قراءة ابن كثير المكي )
ب- أنه مشتق ,, واختلف في أصل اشتقاقه على 3 أقوال :
1- مشتق من القراءة بمعنى التلاوة (وهذا قول ابن جريرالطبري واسند معناه إلى ابن عباس ) رجح هذا القول ابن عطية .
وعلى هذا القول يكون القران بمعنى المقروء ، تسمية للمفعول بمصدره .
2- مشتق من الجمع .(هذا القول مروي عن قتادة ، قال به أبو عبيده والزجاج وجماعة من العلماء .)
قال أبو عبيدة : (إنما سمي قرانا لأنه يجمع السور فيضمها )
3- مشتق من اللإظهار والبيان ، وأن القراءة إنما سميت قراءة لما فيها من إظهار الحروف ، وبيان مافي الكتاب .(قال بعذا القول قطرب ، وقال : إنما سمي القران قرانا لأن القارئ يظهره ويبينه ، ويلقيه من فيه )
· وأرجح الأقوال :أنه مشتق من القراءة ، ويدل على ذلك بناء الاسم على صيغة "فعلان " والتي تدل على بلوغ الغاية كسبحان وغفران .
· والقرآن والقران ،لغتان احداهما بالهمز والأخرى بالنقل والتسهيل .
وهي لغة حجازية ، والأصل توافق القراءات في مدلول اللفظ المختلف في قراءته )
الكتاب :
فلأنه مكتوب ، أي مجموع في صحف ، قال تعالى (ذلك الكتاب لاريب فيه )
_ ويطلق لفظ الكتاب أحيانا على كل ماأنزله الله من الكتب ، فيكون التعريف فيه للجنس المخصوص
_ ويطلق أحيانا على التوراة والإنجيل خاصة ، كما قال تعالى : (ياأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا )
_ والكتاب فعال بمعنى مفعول أي "مكتوب " ، واشتقاقه من الجمع والضم على قول كثير من العلماء .
_ أما تسمية القران بالكتاب فالأظهر أنه سمي بذلك للدلالة على جمعه مايحتاج فيه الى بيان الهدى في جميع العباد في مصالحهم دينهم ودنياهم.
ومما يدل على هذا المعنى :أن الله وصفه بالكتاب المبين ، وحذف متعلق البيان لإفادة العموم .
الفرقان :
سمي بذلك لأنه فرقان بين الحق والباطل ، وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكافرين والمنافقين ، ولأنه فرقان للمؤمن في الدنيا والآخرة
- والفرقان مصدر مفخم للدلالة على بلوغ الغاية في التفريق وبيان الفرق ، وأوجه التفريق في القران كثيرة ومتنوعة .
- قال ابن جرير : (وأصل الفرقان عندنا ، الفرق بين الشيئين والفصل بينهما ، وقد يكون ذلك بقضاء واستنقاذ وإظهار حجة وغير ذلك ، فقد تبين أن القران سمي فرقانا لفصله بين المحق والمبطل وفرقانه بينهما : بنصرة المحق ، وتخذيله المبطل )-انتهى بتصرف –
الذكر :
وذي الذكر ، فقد وردت في مواضع من القران منها : "إنا نخن نزلنا القرآن وإنا له لحافظون "
وللذكر معنيان :
1- بمعنى التذكير ، وهذا من أعظم المقاصد لإنزال القران ، ودلت على ذلك مواضع كثيرة منها :"طه 0 ماأنزلنا عليك القران لتشقى "
فسمي الذكر لكثرة تذكيره وحسنه ، فيذكر العبد بما يجب عليه من أمر دينه ودنياه .
2- بمعنى المذكور : أي له الذكر الحسن ، والشرف الرفيع والمكانة العالية ، :"والقران ذي الذكر "
_ قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما : (ذي الشرف )
ومن آثار هذا المعنى أن القران يرفع صاحبه ويجعل له ذكرا ، فإن تشرفه به ورفعته من آثار شرف القران ورفعته .
س3 /
حكيم /
يتضمن 3 معان :
1- محكم لا اختلاف فيه ولا تناقض كما قال تعالى : "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
2- أنه حكيم بمعنى حاكم على الناس في شؤونهم شاؤو أم أبوا ، منقادون لأحكامه ، كذلك هو حاكم على ماقبله من الكتب ناسخ لها ، وشاهد بصدق ما أنزل الله فيها "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه".
3- أنه ذو حكمة بالغة ، "ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة "
فجمع الله فيه جوامع الكلم المبينة لأصول الدين وفروضه وآدابه ومحاسن الأخلاق والحقوق .
مجيد /
يتضمن معنيين :
1- أنه الممجد لمن آمن به وعمل بهديه ، فيكون لأصحاب القران من المجد والعزة والرفعة في الدارين مالا ينالونه بغيره ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين "
2- أنه الممجد –بفتح الجيم – أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلام ، المتنزه عما يقوله الجاهلون مما لا يليق به من اتهامات مثل قولهم أنه سحر ، أو شعر ، أو كلام البشر .
فكل صفة عظيمه يوصف بها القران دليل على مجده .
بصائر /
"هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون "
والبصائر جمع بصيره ، وهي معرفة حقيقة الأمر وعاقبته ، والبصيرة مفتاح الهداية والنجاة وسبب الثبات على الحق .
قال الخليل ابن أحمد : (البصيرة اسم لما يعتقد في القلب من الدين وحقيق الأمر )
وسمي القران بصائر لأنه يبصر بالحقائق في كل مايحتاج إليه من أمر الدين والدنيا ة والآخرة .
فالمبصر هو المنتفع ببصائر القران التي تدل على الهدى وتعرفه به .
بشرى / قال تعالى : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)
وصفه بالتبشير فيه تنبيه على أن التبشير من مقاصد إنزاله وهذا دليل على عظيم بشارات القران ، وعظيم جاجة النفس للتبشير بما تنال به سعادتها وفلاحها .
والتفاوت في وصف المبشرين فيه بيان للتفاضل في البشارات ، فترتب البشارات على العمل .
وكلما قوي أثر التبشير على القلب ازداد اقبالا على مابشر به ، فيجتمع لقلب المؤمن بتلك البشارات من المحبة والخوف والرجاء مايكون به صلاح عبوديته لله تعالى ، وإذا صلح القلب صلح الجسد كله .
س4 /
بركة القران :
وصف القران أنه مبا ك يدل على أن الذي باركه هو الله ، ومعنى باركه : أي أودع فيه البركة ، وهي الخير الكثير المتزايد .
وأنواع بركة القران كثيرة يصعب حصرها ، وأصل بركاته وأعظمها : ما تضمنه من بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يحتاج إليه .
والبصيرة هي أصل الهداية ، وبركة بصائر القران لها أصل وأنواع ، فأصلها : إخراج الناس من الظلمات إلى النور وهدايتهم للصراط المستقيم ، أما أنواعها وتفصيلاتها فمتجددة ، وكل بصيرة يتبصر بها العبد فهي من آثار بركة القران .
- ومن بركات القران : أنه حياة للمؤمن ورفعة له , وكلما ازداد نصيبه من الإيمان بالقران وتلاوته ، واتباع هداه ، ازداد نصيبه من بركته والحياة به حتى يكون القران ربيع قلبه .
- ومن بركته على المؤمن أنه يجلو حزنه وهمه ، وينير بصيرته ويصلح سريرته ، فيشفى مافي الصدر فيطمئن القلب ، ويندفع به كيد الشيطان .
- ومن بركاته : ماجعل الله فيه من الشفاء الحسي والمعنوي .
- ومن بركاته : أن قارئه يثاب عليه أنواعا من الثواب : فيثاب على الإيمان به وعلى تلاوته وعلىالاستماع به ، وعلى تدبره وعلى تعظيمه ، وحفظه ، والتفقه فيه ، وطلب تفسيره ، واتباع هداه .
- ومن بركاته : كثرة وجوه الخير فيه
- ومن بركاته :بركة ألفاظه وهولتها ، وأساليبه معجزة في النظم .
- ومن بركاته :لا تنقضي عجائبه ولا يحاط بمعرفته
- ومن بركاته : يرفع شأن صاحبه ويعلي ذكره ، فيكون من أهل الله وخاصته ، وذلك أشرف ما لأهل القران
- ومن بركاته : بركته في المجلس أو البيت الذي يقرأ فيه ، فتنزل على أهله السكينه ، وتفشاهم الرحمة ، وتحفهم الملائكة ، ولا يقرب الشيطان البيت الذي يقرأ فيه القران .
- كذلك هو مبارك على الورق الذي يكتب عليه ، فيكون له حرمة عظيمة ويحرم الاستخفاف به وامتهانه
- ولا تنال بركات القران الا بالايمان به واتباع هداه .
س5 /
مراتب تلاوة القران :
يتفاضل الأجر ومضاعفته حسب مرتبة التلاوة
فالأهم أن يجع بين القراءة والإتباع ، فمن بلغ فيهما مرتبة الإحسان فهو بأفضل المنازل
ومن قصر فيهما حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه
وأما من كان يحسن القراءة ، ويخالف هدى الله ، فإن قراءته لا تنفعه عند الله ، بل هي حجة عليه .
س6 /
قوادح صحبة القران :
وهي على 4 درجات :
1- ما يقدح في صحة الإيمان بالقران ، وذلك بارتكاب ناقض للايمان بالقران ،ومن تلك النواقض : التكذيب أو الإستهزاء به ، أو أن تكون قراءته من غير إيمان به بل لينال به نصيبا وعرضا من الدنيا .
2- المراءاة الصغلرى بقراءته وتكون بتحسين التلاوة واكثارها ، لأجل الثناء مع بقاء أصل الإيمان .. وهو من أشنع القوادح التي ينبغي تجنبها زالحذر منها
3- هجر العمل به أحيانا ، فأما الهجر التام فيلحق صاحبه بالدرجة الأولى لأنه اعراض مطلق مخرج من الملة ، وأما هجر العمل ببعض واجباته أحيانا بما لا يخرج صاحبه من المله فهو يقع من المسلمين وينبغي التوبه منه والعودة إلى الله
4- هجر تلاوته مع بقاء العمل به ،باجتناب الكبائر ، وآداء الفرائض ، وهذا قد يقع من المسلمين ، فتمضي عليه أيام لا يقرأ من القران إلا ماتصح به صلاته ، وهذا الهجر مما يتخلف به صاحبه من المراتب العليا والكمال والشرف الاكبر لأهل القران المداومين على تلاوته .
س7/
اقتراحااات :
الطرق الأنسب لنشر فضائل القران بين الناس والاستفادة منها في الدعوة لا بد أن تكون شاملة لأمرين مهمين :
أن تكون لها مستند علمي صحيح وموثوق
الثاني أن تكون بالطرق التي يتداولها الناس من باب ايصالها وتقريبا لكل الفئات وشرائح المجتمع المختلفة ، لأن مثل هذا الأمر يعد من الأساسيات في الإيمان
- ومن ذلك نشر البحوث واقتراح مواضيع لبحثها من الطلاب على اختلاف الاعمار والمستويات التعليمية
- الإستفادة من وسائل التواصل الحديثه في نشر هذا العلم النافع ومن ذلك :
- انشاء هاشتاقات مثلا في طرق تعظيم القران وحفظه وصيانته من الامتهان خاصة ما يكتب منه من آيات على الكتب والمقررات الدراسية
- تصوير مقاطع فيديو وتصاميم دعوية بهذا الموضوع
- تنزيل مجموعة من السنابات النافعة لإثراء هذا الموضوع بأسلوب علمي مختصر
- تنشيط الأنشطة الطلابية للتوعيه والتذكير ونشر فضائل القران
- اقتناص ما يحتاجة المجتمع في هذا العنوان وابرازه بما يتناسب بوسيلة و بأسلوب تربوي علمي نافع
والله أعلم بالصواب وصلى الله على نبينا محمد .