دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > اختصار علوم الحديث

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 10:39 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي النوع الثامن والعشرون: آداب طالب الحديث

النَّوْعُ الثَّامِنُ وَالعِشْرُونَ: آدَابُ طَالِبِ الحَدِيثِ

يَنْبَغِي لَهُ, بَل يَجِبُ عَلَيْهِ, إِخْلَاصُ النِّيَّةِ لِلَّهِ تعالى فِيمَا يُحَاوِلُهُ مِنْ ذَلِكَ, وَلَا يَكُنْ قَصْدُهُ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا, فَقَدْ ذَكَرْنَا فِي المُهِمَّاتِ الزَّجْرَ الشَّدِيدَ وَالتَّهْدِيدَ الأَكِيدَ عَلَى ذَلِكَ.
وَليُبَادِرْ إِلَى سَمَاعِ العَالِي فِي بَلَدِهِ, فَإِذَا اسْتَوْعَبَ ذَلِكَ انْتَقَلَ إِلَى أَقْرَبِ البِلَادِ إِلَيْهِ, أَوْ إِلَى أَعْلَى مَا يُوجَدُ فِي البُلدَانِ, وَهُوَ الرِّحْلَةُ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي المُهِمَّاتِ مَشْرُوعِيَّةَ ذَلِكَ, قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ -رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ-: إِنَّ اللَّهَ لَيَدْفَعُ البَلَاءَ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بِرِحْلَةِ أَصْحَابِ الحَدِيثِ.
قَالُوا: وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَا يُمْكِنُهُ مِنْ فَضَائِلِ الأَعْمَالِ الوَارِدَةِ فِي الأَحَادِيثِ.
كَانَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ -الحَافِي- يَقُولُ: يا أَصْحَابَ الحَدِيثِ أَدُّوا زَكَاةَ الحَدِيثِ مِن كُلِّ مِائَتَيْ حَدِيثٍ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ.
وقالَ عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلَائِيُّ: إذا بَلَغَكَ شَيْءٌ مِنَ الخَيْرِ فاعْمَل بِه ولَوْ مَرَّةً تَكُنْ مِن أَهْلِه.
وقال وَكِيعٌ: إذا أَرَدْتَ حِفْظَ الحَدِيثِ فَاعْمَل بِه.
قالُوا: ولا يُطَوِّلُ علَى الشَّيْخِ بالسَّماعِ حتَّى يُضْجِرَهُ، قال الزُّهْرِيُّ: إذا طالَ المجلِسُ كانَ للشَّيْطَانِ فيه نَصِيبٌ.
وليُفِدْ غَيْرَهُ مِنَ الطَّلَبَةِ، ولا يَكْتُمْ شَيْئًا مِنَ العِلمِ، فقَدْ جَاءَ الزَّجْرُ عَن ذلك.
قالوا: ولا يَسْتَنْكِفْ أَنْ يَكْتُبَ عَمَّنْ هو دُونَهُ في الرِّوَايَةِ والدِّرَايَةِ.
قال وَكِيعٌ: لا يَنْبُلُ الرَّجُلُ حتَّى يَكْتُبَ عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ، ومَنْ هُو مِثْلُه، ومَنْ هُو دُونَهُ.
قالَ ابنُ الصَّلاحِ: ولَيْسَ بمُوَفَّقٍ مَن ضَيَّعَ شَيْئًا مِن وَقْتِه في الاستِكْثَارِ مِنَ الشُّيُوخِ لِمُجرَّدِ الكَثْرَةِ وصَيْتِها، قال: ولَيْسَ مِن ذلك قولُ أبي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ: إذا كَتَبْتَ فقَمِّشْ، وإذَا حَدَّثْتَ فَفَتِّشْ.
قال ابنُ الصَّلاحِ: ثم لا يَنْبَغِي لطَالِبِ الحَدِيثِ أَنْ يَقْتَصِرَ علَى مُجَرَّدِ سَمَاعِهِ وكَتْبِه مِن غَيْرِ فَهْمِه ومَعْرِفَتِه، فيكُونُ قَدْ أَتْعَبَ نَفْسَهُ، ولم يَظْفَرْ بطَائِلٍ.
ثُمَّ حَثَّ علَى سَماعِ الكُتُبِ المُفِيدَةِ مِنَ المَسانِيدِ والسُّنَنِ وغَيْرِهَا.


  #2  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 12:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الباعث الحثيث للشيخ: أحمد شاكر


النَّوْعُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ


آدَابُ طَالِبِ الْحَدِيثِ:
يَنْبَغِي لَهُ، بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ، إِخْلَاصُ النِّيَّةِ لِلَّهِ U فِيمَا يُحَاوِلُهُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَكُنْ قَصْدُهُ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، فَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْمُهِمَّاتِ الزَّجْرَ الشَّدِيدَ وَالتَّهْدِيدَ الْأَكِيدَ عَلَى ذَلِكَ.
وَلْيُبَادِرْ إِلَى سَمَاعِ الْعَالِي فِي بَلَدِهِ، فَإِذَا اسْتَوْعَبَ ذَلِكَ انْتَقَلَ إِلَى أَقْرَبِ الْبِلَادِ إِلَيْهِ، أَوْ إِلَى أَعْلَى مَا يُوجَدُ فِي الْبُلْدَانِ، وَهُوَ الرِّحْلَةُ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْمُهِمَّاتِ مَشْرُوعِيَّةَ ذَلِكَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ -رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ-: إِنَّ اللَّهَ لَيَدْفَعُ الْبَلَاءَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِرِحْلَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ.
قَالُوا: وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَا يُمْكِنُهُ مِنْ فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ الْوَارِدَةِ فِي الْأَحَادِيثِ.
كَانَ بِشْرُ بنُ الحَارِثِ -الحَافِي- يَقُولُ: يا أَصْحَابَ الحَدِيثِ أَدُّوا زَكَاةَ الحَدِيثِ مِن كُلِّ مِائَتَيْ حَدِيثٍ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ.
وقالَ عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلَائِيُّ: إذا بَلَغَكَ شَيْءٌ مِنَ الخَيْرِ فاعْمَلْ بِه ولَوْ مَرَّةً تَكُنْ مِن أَهْلِه.
وقال وَكِيعٌ: إذا أَرَدْتَ حِفْظَ الحَدِيثِ فَاعْمَلْ بِه.
قالُوا: ولا يُطَوِّلُ علَى الشَّيْخِ بالسَّماعِ حتَّى يُضْجِرَهُ، قال الزُّهْرِيُّ: إذا طالَ المجلِسُ كانَ للشَّيْطَانِ فيه نَصِيبٌ.
ولْيُفِدْ غَيْرَهُ مِنَ الطَّلَبَةِ، ولا يَكْتُمْ شَيْئًا مِنَ العِلْمِ، فقَدْ جَاءَ الزَّجْرُ عَن ذلك[1].
قالوا: ولا يَسْتَنْكِفْ أَنْ يَكْتُبَ عَمَّنْ هو دُونَهُ في الرِّوَايَةِ والدِّرَايَةِ.
قال وَكِيعٌ: لا يَنْبُلُ الرَّجُلُ حتَّى يَكْتُبَ عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ، ومَنْ هُو مِثْلُه، ومَنْ هُو دُونَهُ.
قالَ ابنُ الصَّلاحِ: ولَيْسَ بمُوَفَّقٍ مَن ضَيَّعَ شَيْئًا مِن وَقْتِه في الاستِكْثَارِ مِنَ الشُّيُوخِ لِمُجرَّدِ الكَثْرَةِ وصَيْتِها، قال: ولَيْسَ مِن ذلك قولُ أبي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ: إذا كَتَبْتَ فقَمِّشْ، وإذَا حَدَّثْتَ فَفَتِّشْ[2].
قال ابنُ الصَّلاحِ: ثم لا يَنْبَغِي لطَالِبِ الحَدِيثِ أَنْ يَقْتَصِرَ علَى مُجَرَّدِ سَمَاعِهِ وكَتْبِه مِن غَيْرِ فَهْمِه ومَعْرِفَتِه، فيكُونُ قَدْ أَتْعَبَ نَفْسَهُ، ولم يَظْفَرْ بطَائِلٍ.
ثُمَّ حَثَّ علَى سَماعِ الكُتُبِ المُفِيدَةِ مِنَ المَسانِيدِ والسُّنَنِ وغَيْرِهَا[3].


[1] تبليغ العلم واجب ولا يجوز كتمانه، ولكنهم خصصوا ذلك بأهله، وأجازوا كتمانه عمن لا يكون مستعدا لأخذه، وعمن يصر على الخطأ بعد إخباره بالصواب. سئل بعض العلماء عن شيء العلم؟ فلم يجب، فقال السائل: أما سمعت حديث: (من علم علما فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من النار)؟ فقال: ((اترك اللجام واذهب! فإن جاء من يفقه وكتمته فليلجمني به). وقال بعضهم: (تصفح طلاب علمك، كما تتصفح طلاب حرمك).

[2] القمش: جمع الشيء من هنا ومن هنا. قال العراقي: (كأنه أراد: اكتب الفائدة ممن سمعتها ولا تؤخرها حتى تنظر هل هو أهل للأخذ عنه أم لا؟ فربما فات ذلك بموته أو سفره أو غير ذلك. فإذا كان وقت الرواية أو العمل ففتش حينئذ).

[3] ينبغي للطالب أن يقدم الاعتناء بالصحيحين. ثم بالسنن، كسنن أبي داود، والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان، والسنن الكبرى للبيهقي وهو أكبر كتاب في أحاديث الأحكام، ولم يصنف في باب مثله، ثم بالمسانيد وأهمها مسند أحمد بن حنبل، ثم بالكتب الجامعة المؤلفة في الأحكام، وأهمها موطأ مالك، ثم كتب ابن جريج، وابن أبي عروبة، وسعيد بن منصور، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، ثم كتب العلل، ثم يشتغل بكتب رجال الحديث وتراجمهم وأحوالهم، ثم يقرأ كثيرا من كتب التاريخ وغيرها.


  #3  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 12:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: عبد الكريم الخضير (مفرغ)


  #4  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 12:09 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: إبراهيم اللاحم (مفرغ)


القارئ: " النوع الثامن والعشرون: آداب طالب الحديث:
ينبغي له بل يجب عليه إخلاص النية لله -عز وجل- فيما يحاوله من ذلك، ولا يكن قصده عَرَضا من الدنيا، فقد ذكرنا في المهمات الزجر الشديد والتهديد الأكيد على ذلك، وليبادر إلى سماع العالي في بلده، فإذا استوعب ذلك انتقل إلى أقرب البلاد إليه، أو إلى أعلى ما يدرك من البلدان، وهو الإملاء، فقد ذكرنا في المهمات مشروعية ذلك، قال إبراهيم بن أدهم رحمة الله عليه: إن الله ليدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث. قالوا: وينبغي له أن يستعمل ما يكتب من فضائل الأعمال الواردة في الأحاديث، كان بشر بن الحارث الحافي يقول: يا أصحاب الحديث، أدوا زكاة الحديث من كل مائتي حديث خمسة أحاديث. وقال عمرو بن قيس الملاحي: إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله. وقال وكيع: إذا أردت حفظ الحديث فاعمل به.
قالوا: ولا يطول على الشيخ في السماع حتى يزجره قال الزهري:إذ طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب، وليفد غيره من الطلبة، ولا يكتم شيئًا من العلم، وقد جاء الزجر عن ذلك، قالوا: ولا يستنكف أن يكتب عمن هو دونه في الرواية والدراية. قال وكيع: ولا ينبل الرجل حتى يكتب عمن هو فوقه، ومن هو مثله، ومن هو دونه. قال ابن الصلاح: وليس لموقف من ضيع شيئا من وقته في الاستكثار من الشيوخ لمجرد كثرة وسيطها. قال: وليس من ذلك قول أبي حاتم الرازي: إذا كتبت فقمش، وإذا حدثت ففتش. قال ابن الصلاح: ثم لا ينبغي لطالب الحديث أن يقتصر على مجرد سماعه وكتبه من غير فهمه ومعرفته، فيكون قد اتعب نفسه، ولم يظهر بطائل، ثم حث على سماع الكتب المفيدة من المسانيد والسنن وغيرها ".

الشيخ: هذه توجيهات عالية جدًا قيمة، جمعها ابن الصلاح رحمه الله تعالى، ويعتبر كتابه في آداب طالب الحديث من المراجع المختصرة في آداب طالب العلم عمومًا، كما تلاحظ هذه الآداب لا يختص بها طلبة الحديث، وإن كان بعضها مثل الرحلة،وحتى في طلب العلم الابتداء بمشايخ بلده، ثم الرحلة إلى غيرهم ليست خاصة هذه أيضًا بالرواية، وكذلك أيضًا بالنسبة للعمل،هذا التوجيه قائم الذي هو العمل بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال.

لا ينبغي أن يكون للحديث الذي يصح عن النبي صلى الله عليه وسلمحظ من التطبيق ولو مرة واحدة في عمر الإنسان، ينقلون هذا عن الإمام أحمد، أنه حتى في بعض الأحاديث الضعيفة ربما عمل بها مرة واحدة؛ خشية ثبوتها. ويقولون: أيضًا يستعان بهذا على حفظ الحديث، كما ذكره وكيع، وكذلك أيضًا قضية إفجار الشيخ هذا يذكرونه في السماع.
كان طلبة الحديث لرغبتهم في السنة وأكثرهم غرباء، وربما أفجروا الشيخ، فهذا توجيه لهم بأن يرفقوا بالشيوخ، و يوجهون المشايخ لتحمل طلبة الحديث، ولهم نصائح كثيرة أيضًا حول هذا، ومن يقرأ أخبار الأعمش وأخبار شعبة اشتهر -رحمه الله- بالصراحة وبالطرافة أيضًا في أخبارهما, كثير من قضية الإفجار هذه يتبين منها رغبة طلبة الحديث في العلم، ورغبة الشيوخ في أداء الرواية، فهذا الإفجار ليس خاصًا بالرواية، في الحقيقة ينبغي أن يتأدب طالب العلم مع من يريد أن يستفيد منه بصفة عامة، ولا سيما العلم، نحن الآن نلاحظ الإنسان لو يريد من شخص أمرا دنيويا تجده ان اراد أن يقدم معروض أوشيئ؟ يترتب في العبارة والسعادة فلان، ويعني بما نعرف منكم،وهو يريد منه أمرًا دنيويًا، فكيف إذا كان يريد منه شيئًا قد لا يجده إلا عنده؟! فهذا يوصون به طالب العلم في عصر الرواية، وهو وصية أيضًا عمومًا لطلبة العلم في كل زمان وفي أي فن، كما يوصون أيضًا الشيخ أو من عنده شيء يفيد به الناس والصبر على الطلبة وتحملهم.

ومثل هذه الأمور التي يوصى بها طالب العلملكي تكون الأمور خير الأمور أوسطها، لكي يقتربا من بعضهما، لا يكون هناك إفراط ولا تفريط، وهذه الأخبار كذلك أيضًا يقول ابن الصلاح:لا ينبغي أن يكون هم طالب الحديث الإكثار فقط، وبعد الصيت، وأن أروي كذا الحديث الفلاني من كذا طريق، وأروي الكتاب الفلاني من كذا طريق، وأن يكون همه العمل أيضًا، ثم ذكروا وصية الاعتناء بالكتب المفيدة الصحاح.
اختصر هذا ابن كثير، وقدفصل ابن الصلاح في الكتب التي ينبغي أن يعتني بها طالب الحديث، ومن يريد أن يطلع على هذه الآداب والأخبار، فله كتاب الخطيب "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" القراءة في هذا الكتاب لا يمل منها طالب العلم،يخرج من خبر إلى خبر، وفيها طرافة،كأنك تعيش الجو الذي كان يعيش فيه الرواة، وكأنك بين مجالس العلم ومجالس التحديث، ومثل كذلك "الكتابة بالإملاء والاستملاء" هذا للسمعاني، وكتاب للجماعة "تذكرة السامع والمتكلم".

هذا وعمدتهم في هذا على كتب الخطيب، مر بنا أن الناس بعد الخطيب عيال على كتابه، هذا لا يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها بالنسبة لآداب الطلب، وهو كتاب قيم جدًا في بابه، وفيه من طرائف المحدثين ومن يعني أخبارهم شيء كثير جدًا، يُرَوِّح الإنسان به عن نفسه، ويطلع به على أحوال كثير من المحدثين، ولا سيما مثل الإمام شعبة، والأعمش، وسفيان بن عينية وعلاقة الطلبة بهم، وعلاقتهم بالطلبة،وهذه الأمور، مما يذكر عن الأعمش أنه ظريف -رحمه الله تعالى- وطلابه.
وكذلك شعبة يعرفون منه هذا فجاءه بعض الطلبة واتفقوا على أنه لا يقدم لهم شيئًا إلا استوعدوه أكلًا أو شربًا، فأتى لهم، هو فقير -رحمه الله- وكذلك شعبة تجد في ترجمتيهما الثناء عليهما بالصبر والزهد الورع، ولكن أحضر لهما طعامًا فأكلوه، ثم أحضر لهم شرابًا فشربوه، وهم ساكتون فقام وأحضر لهم علف الشاة، وقال: لم يبق إلا هذا فكلوه.
فتجد في هذا الكتاب أخبارا، من طرائفه -رحمه الله- وتصدى بعض الباحثين بجمع أخبار الأعمش في الكتاب سماه: "الأعمش الظريف" لكن لا ينبغي هذا؛ لأنه في نظري -والله أعلم- وقد يكون له هناك وجهة نظر أخرى، هذه الأخبار أين موقعها؟
يعني لا ينبغي أن تتجزأ وحدها، وإنما هي من ضمن حلقة، يعني: تارة جد وتارة هزل،.. المهم طالب العلم يعتني بمثل هذه الكتب، وهي تقربه من ذلك العصر الذي كان فيه الرواة، في الرحلات وفي حضور مجالس الإملاء وأخبارهم في أثناء المجلس

تمت مراجعته وتهذيبه بواسطة ام العنان


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir