النَّوْعُ الثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ مَنْ لَهُ أَسْمَاءٌ مُتَعَدِّدَةٌ
فَيَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُمْ (أَشْخَاصٌ) مُتَعَدِّدَةٌ, أَوْ يُذْكَرُ بِبَعْضِهَا, أَوْ بِكُنْيَتِهِ, فَيَعْتَقِدُ مَنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ أَنَّهُ غَيْرُهُ.
وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ ذَلِكَ مِنَ المُدَلِّسِينَ, (يُغْرِبُونَ بِهِ عَلَى النَّاسِ), فَيَذْكُرُونَ الرَّجُلَ بِاسْمٍ لَيْسَ هُوَ مَشْهُورًا بِهِ, أَوْ يُكَنُّونَهُ, لِيُهِمُوهُ عَلَى مَنْ لَا يَعْرِفُهَا, وَذَلِكَ كَثِيرٌ.
وَقَدْ صَنَّفَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ المِصْرِيُّ فِي ذَلِكَ كِتَابًا, وَصَنَّفَ النَّاسُ كُتُبَ الكُنَى, وَفِيهَا إِرْشَادٌ إِلَى (إِظْهَارِ تَدْلِيسِ المُدَلِّسِينَ).
وَمِنْ أَمْثِلَةِ ذَلِكَ:
مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الكَلبِيُّ, وَهُوَ ضَعِيفٌ, لَكِنَّهُ عَالِمٌ (بِالتَّفْسِيرِ) وَبِالأَخْبَارِ. فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَرِّحُ بِاسْمِهِ هَذَا, وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَمَّادُ بْنُ السَّائِبِ, وَمِنْهُمْ مَنْ يُكَنِّيهِ بِأَبِي النَّضْرِ, وَمِنْهُمْ مَنْ يُكَنِّيهِ بِأَبِي سَعِيدٍ, قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَطِيَّةُ العَوْفِيُّ التَّفْسِيرَ, مُوهِمًا أَنَّهُ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ.
وَكَذَلِكَ سَالِمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المَدَنِيُّ المَعْرُوفُ بِسَبَلَانَ, الَّذِي يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, يَنْسُبُونَهُ فِي وَلَائِهِ إِلَى جِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا, وَالتَّدْلِيسُ أَقْسَامٌ كَثِيرَةٌ, كَمَا تَقَدَّمَ. واللهُ أَعْلَمُ.