بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل (بابُ النَّهْيِ عنْ سَبِّ الرِّيحِ)
علاقة الباب بكتاب التوحيد:
- هذا الباب جاء فيه النهي عن سب الريح وتحريم ذلك.
- وسب الريح ينافي التوحيد، لأنه في الحقيقة سب لخالقها.
علاقة هذا الباب بــ [ باب: النهي عن سب الدهر]:
- هذا الباب نظيره: باب النهي عن سب الدهر.
- باب النهي عن سب الدهر عام في سب جميع حوادث الدهر.
- أما باب النهي عن سب الريح أخص منه.
سبب إفراد هذا الباب بالترجمة:
- لكثرة وقوع سب الريح، والحاجة إلى التنبيه على ذلك.
ترجمة لحديث أبي بن كعب : ( لا تسبوا الريح..) :
- عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به). صححه الترمذي.
* رواي الحديث:
- أبي بن كعب رضي الله عنه، وهو صحابي جليل.
* الريح خلق من خلق الله عز وجل:
- الريح واحدة الرياح.
- وهى مخلوق من مخلوقات الله، المأمورة المدبرة المسخرة بأمره.
- الملائكة تصرف الريح بأمر الله عز وجل،فتأتي بالخير وتأتي بما يُكره والعذاب.
- ما تأتي به الريح مما يُكره قد يكون من جهة صفتها سواء لونها، أو سرعتها وشدتها، أو ما تخلفه من آثار.
* نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن سب الريح:
- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الإيمان عن سب الريح.
- وسب الريح يكون بشتمها أو بلعنها.
- سب الريح لا يقع إلا من أهل الجهل والحمق ضعاف العقول والرأي، لجهلم بالله ودينه وشرعه.
- والنهي لأهل الإيمان لئلا يقولوا كما يقول أهل الجهل.
* الإرشاد إلى ما يقال عند رؤية ما يُكره من أمور حادثة :
- الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى ما يقال وهو سؤال الله خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أتت به، والتعوذ من شرها وشر ما فيها، وشر ما أتت به.
- وأمر العباد بالرجوع إلى الله بالتوحيد.
- ففي هذا عبودية لله وطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
- وبه تستدفع الشرور، وتستجلب النعم والفضل.
الحكمة في إرسال الريح بأمر مكروه أو حدوث غيرات في السماء والأرض:
- لله عز وجل حكم في ذلك، ولعل من أبرزها هو التعرف إلى عباده.
- فكما أن الله يتعرف إلى عباده بالرخاء فإنه يتعرف إليهم بالشدة.
- فيعلم العباد عن ربوبية الله وقهره وجبروته، وحلمه، وتودده، ورحمته.
- وفيه تذكير للعباد بقدرة الله عليهم فيردعهم ذلك عن المعاصي.
- وتذكير العباد بالتوبة والإنابة.
الواجب على العبد إذا رأى شيئا من تلك الحودث:
- أن يخاف من الله عز وجل ويلجأ إليه ويتضرع له.
حال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا في السماء:
- كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى تغيرا في السماء فإنه يقبل ويدبر، ويدخل ويخرج.
- ويُرى أثر ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم.
- وكان يسرى عنه، ويُسر إذا أمطرت.
- خوف النبي صلى الله عليه وسلم من الريح لقول الله تعالى: (فلمَّا رأوه عارضاً مستقبلَ أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريحٌ فيها عذاب أليم تدمّر كل شيء بأمر ربها).
مسألة وصف الريح لا يعد سباً للريح:
- وصف الريح لا يعد سبا لها، لذلك فهو غير منهي عنه.
- فالريح توصف بالشدة، وذلك كما في قول الله تعالى: (ريحٍ صرصرٍ عاتية، سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً)
- وتوصف بأوصاف فيها شر على من أتت عليه كقول الله تعالى: (ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم).