دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الآخرة 1440هـ/3-03-2019م, 04:32 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.

- أهمية الاختصاص بعلم من العلوم: يظهر أهمية الاختصاص بعلم من العلوم بعد الأخذ من كل علم بطرف، فيطلع على أصناف العلوم ثم يختار منها ما يناسبه وما هو أقرب إليه وإلى قلبه، فيلج فيه بقوة وعزم حتى يصل لمرتبة من يستند إليهم في هذا العلم ويأخذ بأقوالهم.

- سبب اختيار ابن عطية لعلم التفسير دون غيره:
1. لأن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، ولا أفضل من العلم بكتاب الله الذي لا مرية فيه، والذي هو قوام الدين وأصل العلوم وأساسها، وهو المرجع فما وافقه أخذ به وما خالفه لم يؤخذ به.
2. هذا العلم إخلاص النية فيه أقرب وأسهل من غيره.
3. رجاء أن يحرم الله على النار عقلاً وفكراً قضى جلّ أوقاته في التفكير في كلامه، ولساناً أنشغل بتلاوته.

- سبب تصنيفه لمصنف في علم التفسير: ذلك لسرعة تفلت القرآن وعلومه من الصدور، فقد قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) أي: علم معانيه والعمل به، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (قيدوا العلم بالكتابة)، فتوجه إلى تقييد علمه.
- منهج ابن عطية في تفسيره:
1. الإيجاز مع الجمع والتحرير.
2. ذكر القصص التي لا تفهم الآية إلا بها فقط.
3. نسبة كل قول لقائله من العلماء.
4. الإشارة لأقوال أهل الزيغ والتنبيه على من مال إلى قولهم من العلماء.
5. إيراد التفسير على حسب رتبة ألفا الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
6. إيراد جميع القراءات المستعملة والشاذة.
7. تبيين المعاني وجميع المحتملات في الألفاظ بجهده معتمداً على ما تحصّل عليه من علم.

مسائل: باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به
- القرآن والاستمساك به هو سبيل النجاة في الدنيا من الفتن وفي الآخرة من النار: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بأنه ستكون هناك فتن كقطع الليل المظلم آخر الزمان ودلّ الصحابة على أن السبيل الوحيد للنجاة منها هو الاستمساك بالقرآن؛ لأن القرآن قد حوى علم الأولين والآخرين، وهو السبيل للوصول لحكم الله.
- الثواب المتحصل من تلاوته: أن يكتب لقارئه بكل حرف عشر حسنات.
- عدم السئم من تلاوة القرآن ومن ترداد قصصه: وذلك لأن القرآن هو حجة على الجميع، ولأنه علومه لا تنضب فمهما أعاد القارئ تلاوة تحصل من كل تلاوة على علوم جديدة غير التي تحصل عليها سابقاً، وقد أعيدت قصصه كذلك لتكون سبيلاً للاعتبار لمن قرأ ما تيسر منه، ولا ينبغي التوجه لغيره من الأحاديث عند الملل، فهو أحسن الحديث الذي لا يمل منه، وفيه أحسن القصص.
- تعظيم العلم بالقرآن والأخذ به: وذلك لأن الأخذ به يترتب عليه الاهتداء للصراط المستقيم والنجاة في الآخرة والتحصل على الأجور العظيمة منها الشفاعة، بخلاف العلوم الأخرى فأصحابها ليسوا على قدم المساواة مع العلم بالقرآن.
- فضل قراءة القرآن: فهو أفضل عبادة أمة محمد، ومن قرأه فكأنه أدرجت النبوة بين جنبيه، وكلما زاد المرء من آياته التي يقرآها ترقى في المراتب، فمن قرأ 100 آية كتب من القانتين، ومن قرأ 200 آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ 300 آية لم يحاجه القرآن.
- شرف حامل القرآن: فكلما زاد الاتباع لأوامره والانتهاء عن نواهيه زاد شرف حامله.
- إعمار البيوت القرآن: فإن البيت المفلس على الحقيقة هو الذي لا يقرأ فيه القرآن.
- أحوال الناس مع القرآن: منهم من هو شديد عليه عند تعهده فهذا يكتب له اجران، ومنهم من هو سهل خفيف عليه فهو مع السفرة الكرام البررة.
- فضل تعلم القرآن وتعليمه والتأدب بما فيه: كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وتعليم القرآن الحقيقي يكون بالعمل والتأدب بما فيه، فلا يكون ممن خالف ما قاله بعمله، بل يكون قدوة للمتعلمين، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن وبتعلمه وتعليمه لأنه أفضل واعظ وزاجر.
- هذا القرآن فضل ومنة على أهل الإسلام: كما قال تعالى: (قل بفضل الله ورحمته) أي: الإسلام والقرآن.
- فضل الانشغال بالقرآن آناء الليل وأطراف النهار عن غيرها من العبادات: فلما سال عن ابن مسعود عن سبب قلة صومه، قال لأنه يشغله عن قراءة القرآن وهو أحب إليه، وكذلك ثبت أنه بعض بيوت الصحابة كانت تنار في الليل بقراءة القرآن بل البقرة خصوصاً.
- فضل تحسين الصوت عند قراءة القرآن والاعتبار والتأثر به وظهور ذلك على قارئه: فهناك من استمعت الملائكة لصوته عند قراءته البقرة من الصحابة في الليل وهذا كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضلهم صوتاً هو من إذا سمعته رأيته يخشى الله وخشيته كذلك بسبب قراءته، وتحسين الصوت لوحده لا يكفي بل لابد من العمل به والتأثر به، فقد كان هناك من الصحابة من شدة تأثره بآية يمرض أياماً، وما ذلك إلا لاعتباره بما قرأ، وقد أخبر النبي عن قوم يأتون يقيمون حروفه دون إقامة حدوده فهم لم يتأثروا بالقرآن وبتلاوتهم ولم يعتبروا بها، وعدم التأثر بالقرآن يدل على قسوة القلب.
- نقص التلاوة بنقص العمل بها: ولذلك عند الانتهاء من التلاوة كان بعض السلف يستغفر لما في القرآن من أعمال لم يعمل بها.
- طلب العلم بمعانيه آناء الليل: وطلب العلم بمعانيه للعمل به أصعب من طلب علم تلاوته فقط، وهذا الذي مال إليه الناس وهو الأيسر والاسهل وتركوا الأصعب، وطلب علمه في الليل لصفاء الأذهان فيه.

مسائل: باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
- فضل إعراب القرآن: فإعراب القرآن أصل في الشريعة لأن به تقوم معاني القرآن التي هي الشرع الذي علينا اتباعه، ولذلك أوصى الرسول صلى الله لعيه وسلم بإعراب القرآن وعربيته.
- فضل من علم معاني القرآن وتفسيره: فمن علم بمعاني القرآن رفعت مرتبته، وإليه يرحل الناس لطلب العلم منه، فهو الذي أوتي الحكمة كما في قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)، وهو أحب الخلق إلى الله.
- ضلال من لم يعرف تفسير القرآن: فهو يهذ القرآن كهذّ الشعر، وذلك لأنه لا يهتدى به حق الاهتداء إلا بالعلم بمعانيه ثم اتباعه، عدم العلم بمعانييه يقود إلى القول على الله بغير علم بتفسير كلامه بغير المقصود.
- القرآن وتفسيره هما أصل العلوم: ولذلك فهو يقدم على غيره من العلوم فقد كان ابن عباس يبدأ بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

مسائل: باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين:
- قلة التفسير المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم: وهذه القلة تعود على أنه عليه الصلاة السلام كان يفسر فقط ما لا يعلم إلا بوحي من الله وكان جبريل أتيه بها من عند الله.
- خطر تفسير القرآن بالرأي: والمقصد منه أن يفسر الآية بدون الرجوع إلى أقوال العلماء فيها وإلى قوانين العلم والنظر والاجتهاد، بل بمجرد رأيه.
- تورع بعض السلف من التفسير: وهذا كان بسبب خوفهم من القول على الله بغير علم، فتورعوا عن ذلك واحتاطوا، ومنهم سعيد بن مسيب وعامر الشعبي.
- المفسرين من الصحابة: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
- المفسرين من التابعين: الحسن بن أبي الحسن، مجاهد، وسعيد بن جبير، وعلقمة.
- المفسرين من المتقدمين المؤلفين فيه: عبد الرزاق، والمفضل، وعلي بن أبي طلحة، والبخاري، وابن جرير الطبري.
- المفسرين من المتأخرين بالنسبة لابن عطية: أبو إسحاق الزجاج، وأبو علي الفارسي، وأبو بكر النقاش، وأبو جعفر النحاس، وقد استدرك عليهما، ومكي بن أبي طالب، وأبو العباس المهدوي.

مسائل: باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)
- الأقوال الواردة في المراد بالسبعة أحرف:
1. أنها سبعة أوجهه في الكلمة أو دونها، كقولنا هلم وتعال واقبل، وهلم ونحوها، وكالحروف التي فيها قراءات كثيرة، وقد ضعف ابن عطية هذا القول.
2. أنها في الأمر الواحد الذي لا يختلف في حلال وحرام، قاله ابن شهاب، وقال عنه ابن عطية أنه كلام محتمل.
3. أن المراد به معاني كتاب الله من أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، ويستدل أصحاب هذا القول بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن على سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمنتشابهه)، وقد ضعفه كذلك ابن عطية لأن هذه لا تسمى أحرفاً، ولأن التوسعة لم تكن في شيء فيه تغيير للمعاني الأصلية الموجودة، فليست هي التي أجاز لهم الرسول القراءة بها، وإنما المراد بالحرف هنا الجهة والطريقة فالقرآن أنزل على سبع طرائق من تحليل وتحريم...، وهو كما في قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف) أي: على جهة وطريقة الشك والريب.
4. أنها وجوه الاختلاف في القراءة وهي سبعة ذكرها القاضي أبو بكر بن الطيب:
-ما تتغير حركته ولا يتغير معناه أو صورته.
-ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب.
-ما لا تتغير صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف.
-ما تتغير صورته ويبقى معناه.
-ما تتغير صورته ومعناه.
-التقديم والتأخير.
-الزيادة والنقصان.
وقد رجحه القاضي أبو بكر.
5. أنها سبع أوجه من أسماء الله، غفور رحيم، سميع عليم، عليم حكيم، ودليلهم قول الرسول: (يا أبي أني أقرئت القرآن على حرف او حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبع أحرف ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك مالم تختم عذاباً برحمة أو رحمة بعذاب)، وقد حمل ابن عطية هذا القول على أنه كان مرخصاً فيه ثم نسخ إن ثبتت رواية هذا الحديث، وذلك لأنه لا يجوز للناس أن يبدلوا اسماً لله في موضع بغيره سواء وافق معناه أو خالفه.
6. أنها سبع لغات مختلفات، وقد قال عنه القاضي أبو بكر بأنه باطل، لأن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقد اختلفوا في القراءة، إلا أن يراد به الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة، ورد ابن عطية على استدلاله بأن لغة هؤلاء واحدة فيه نظر لأن لغة قريش ومنهم عمر وهشام ولغة الأنصار ومنهم أبيّ ولغة هذيل ومنهم ابن مسعود ليست لغة واحدة، وتختلف في بعض الأمور ومن ذلك اختلافهم في القرآن، ولو كانوا أصحاب لغة واحدة لما كان ذلك حجة لمن انكر على هذا القول؛ لأنهم أنكروا على بعض ليس لأن القراءة التي قرأ بها الآخر مخالفه للغته، بل لأنها خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشترط أن يُقرأه الرسول على لغته فقد يكون أقرأه على لغة أخرى.
وهذا القول الأخير هو الذي رجحه ابن عطية، ولعل ما قاد القاضي أبو بكر لإنكار هذا القول أنه اعتقد أن المراد بالسبعة لغات أن تقرأ كل قبيلة بلغتها فقط من اول القرآن لآخره بدون دخول لغة أخرى عليه، وإنما المقصود أن أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث في القرآن كل لغة منها، فمرة يعبر بلغة قريش ومرة يعبر بلغة هذيل وهكذا بحسب الأفصح والاوجز في اللفظة.

-احتمال الكلمة التي تختلف في القراءة للسبع أوجه دائماً أم في بعض الكلمات: وذكر في هذا قولين:
الأول: أن كل كلمة فيها اختلاف في قراءتها لها سبعة أوجه، وقد تصلنا بعض الأوجه بالخبر وقد لا تصلنا لعدم ورودها في الأخبار، ولكنهم سبعة أوجه في الأصل، وزعموا بانه لا يتم معنى الحديث إلا بهذا، وضعف ابن عطية هذا القول.
الثاني: أن بعض الكلمات في القرآن تقرأ بسبعة أوجه، وبهذا يتم معنى الحديث.

-لغة القبائل السبع المقصودة بالأحرف السبع، وسبب اختيارها دون غيرها: أنها القبائل التي جاورت منشأ النبي، وهي: قريش لأنه قرشي، وبنو سعد بن بكر لأنه استرضع هناك، وكنانة وهذيل وخزاعة وأسد وضبة وألفافها، وقد خالطهم لقربهم من مكة وتكرارهم عليها، وثم تميم وقيس ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب، وسبب خصوصية هذه القبائل دون غيرها؛ لأن لغتهم سلمت من الدخيل وانتهت إليها الفصاحة؛ بسبب بعدها عن باقي الأمم في وسط الجزيرة العربية فلم تطرقها الأمم، أما من كان على الأطراف من العرب فقد أفسد بالمخالطة بغير العرب، ولما سلمت هذه اللغات من الدخيل كانت السبيل ليظهر فيها آية الله عن إيجاد المعارض لها.

-مصدر الأحرف السبعة الجائز القراءة بأيّها: هذه الأحرف السبع التي هي على لغات القبائل إنما هي متلقاه من جبريل عليه السلام، فليس لأحد أن يبدل من تلقاء نفسه لفظة من لغة لأخرى، بل لابد تلقيها من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يحفظ للقرآن إعجازه.

- مصدر الخلاف الناشئ في عهد عثمان رضي الله عنه وكيف تم حلّه: أنه لما أنتشر الإسلام وقرأ القرآن كثير من غير العرب على يد الصحابة المتفرقين في الأمصار، خالف كل مصر ما المصر الآخر في القراءة، فلما التقوا في الحروب أخذ يكفر كل واحد منهم الآخر بسبب اختلاف قراءتهم، لذلك لما شهد حذيفة ذلك أخبر عثمان ان يدرك الأمة قبل أن تهلك بسبب اختلافهم في الكتاب كاختلاف اليهود والنصارى في كتابهم، ولذلك أمر عثمان بأن يكتب القرآن على أشهر الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات، وإن اختلف الكتاب في شيء أن يكتبوه على لغة قريش الثابتة بالرواية عن النبي، فجمع الناس على هذا المصحف، وترك ما سواه فحرق ودفن، سداً للذريعة وتغليباً لمصلحة الألفة بين المسلمين.

-موقف ابن مسعود من جمع عثمان وكيف تعامل معه العلماء: أبى ابن مسعود أن يزال مصحفه وأن يحرق، فترك مصحفه، ولكن اعرض العلماء عن قراءته سداً للذريعة، وهو قد كتب فيه بعض من التفسير الذي قد يظن أنه من القرآن.

-مصدر القراءات السبع وغيرها: لما تم تفريق مصحف عثمان على الأمصار أخذ الناس يقرأوا على ما علموا بالرواية بما يوافق الرسم، وأما ما خالفه فقد ترك القراءة به، من ذلك طهر أمر القراء السبع والاختلاف في القراءات.

-منشأ القراءات الشاذة وحكمها: لما ظهر أمر القراء السبع وتم الأخذ بهم دون غيرهم لعدة أعصار، فقد تم الاجماع عليها، ولذلك فهي يؤخذ بها ويصلى بها، أما القراءة الشاذة فلا يصلى بها، لأنها لم يجمع الناس عليها.

مسائل: باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
-جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق: لما كان القرآن متفرقاً في بادئ الأمر في صدور الرجال وأستحر القتل بالقراء يوم اليمامة، أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر أن يجمع القرآن في مصحف واحد لئلا يذهب القرآن بذهاب القراء، فكلّف أبو بكر زيد بن ثابت بذلك، فجمعه غير مرتب السور.

-سقوط آخر التوبة وآية الأحزاب من الجمع والفرق بينهما:
أما آخر التوبة فالصحيح أنها سقطت في الجمع الأول فبحث عنها زيد بن ثابت حتى وجدها عند أبي خزيمة الأنصاري، وهناك من قال بأنها سقطت في الجمع العثماني، وقد يكون ألتبس عليه لتقارب الأسماء، فالذي سقط من الجمع الثاني هي آية الأحزاب (من المؤمنين رجال...) ووجد عند خزيمة بن ثابت، وهذا على ما رواه البخاري، وهناك رواية تقول بأن الذي وجدت عنده آخر التوبة هو خزيمة بن ثابت.

-مكان حفظ مصحف أبي بكر رضي الله عنه: كان محفوظاً في عهد أبي بكر عنده، ثم بعد وفاته بقي عند عمر في عهده، وبعد وفاته، حفظ في بيت حفصة أم المؤمنين، إلى أن أخذه منها عثمان عند كتابته للمصاحف فجعل أماماً في ذلك، ثم أعاده لها، وبقي عندها حتى توفيت.

-المعينين لجمع المصحف وكتابته من قبل عثمان: أولهم زيد بن ثابت، وثلاثة من قريش، وهم: سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن حارث بن هشام وعبد الله بن الزبير، وأخبرهم ان ما يختلفون فيه فيكتبوه على بلغة قريش، وقد قيل: بأنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاص وحده وهذا ضعيف.

-مصير بقيت الصحف: بعد أن أرسل عثمان بمصحف إلى كل مصر من الأمصار، أمر بتحريق الصحف التي كانت بين أيديهم سابقاً أو أن تدفن حتى لا يعود الخلاف مرة أخرى.

-ترتيب الآيات والسور توقيفي أم اجتهادي: أما ترتيب الآيات ووضع البسملة بداية السور فهو توفيقي من النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لم توضع البسملة بداية التوبة لعدم أمر النبي بذلك، وأما ترتيب السور فبعضه اجتهادي من قبل زيد بن ثابت من كان معه وعثمان رضي الله عنهم، وبعضه توقيفي قد رتب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كالحواميم والسبع الطوال والمفصل.

-أول من نقط المصحف وشكله وتعشيره: أما النقط والتشكيل قيل: بأن عبد الملك بن مروان أمر بذلك وقام به الحجاج وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك، وقيل بأنه أبو أسود الدؤلي، وقيل: هو نصر بن عاصم، وقد ذكر بأنه كان لابن سيرين مصحفاً نقطه له يحيى بن يعمر، والله أعلم.
وأما تعشيره فقيل بأن المأمون امر بذلك، وقيل بان الحجاج فعل ذلك، وقد أنكر قتادة ذلك فقال: بدأوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.

مسائل: باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
- الأقوال الواردة في وجود الألفاظ الأعجمية في القرآن: فيه ثلاث أقوال:
1. أن في القرآن من كل لغة.
2. أن القرآن ليس فيه ولا لفظة غير عربية، وأن ما ينسب للغات الأخرى إنما هو مما اتفقت عليه تلك اللغة مع العربية، فعبر عنه بلفظة واحدة، وهذا قول الطبري، وقد رد عليه ابن عطية بأن هذا بعيد، والأقرب أن يكون أحدهما أصل للأخرى.
3. أن الألفاظ الأعجمية التي في القرآن هي أعجمية معربة، تغيرت قليلا عن اللغة الأصلية من تخفيف عجمتها، وأصبحت كالعربي الصريع لما وقع بها البيان، هذا التعريب حدث لما وقع هناك اختلاط بين العرب العاربة مع الأعاجم فأخذوا منهم بعض الألفاظ وعربوها فأصبحت تعرف في العربية كبقية ألفاظها بسبب استعمالها، وإن جهلها أحد العرب فهو كجهله بأحد اللغات العربية الأخرى، وهذا قول ابن عطية.

مسائل: باب نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
- المراد بأعجاز القرآن والتحدي به: ذكر فيه أقوال لأهل العلم:
1. أن الاعجاز وقع بصفات ذات الله فيعجز عن الاتيان بمثلها.
2. أن الاعجاز وقع بالأنباء الصادقة والغيوب المسرودة فيه.
وقد أشار ابن عطية بأن هذا إعجاز بالنسبة للمؤمنين به وليس لمن كفر به فليس هو المقصود.
3. أن الاعجاز وقع بفصاحته ونظمه ورصفه، فيعلم كل فصيح أنه لا يمكنه أن يأتي البشر بمثله، فعلم بأنه جاء من عند العليم الخبير المحيط، وهذا هو قول الجمهور والذي رجحه ابن عطية.

-شبهة قدرة العرب على الاتيان بمثله ولكنها صدت عن ذلك: وهذه يبطل هذه الشبة ما سبق ذكره في القول الثالث، وما يدل عليه حالها من التبديل والتغيير في كلامها لتصل للفصيح الأفصح ولن يصل، فمهما بدل في كلامه أو كتابته ليصل للفصيح فاعتقد بأنه وصل إليه، فإذا عرضه على غيره بدله كذلك وهكذا، فهذا حالهم مع كلامهم فكيف مع كلام رب العزة والجلال، فمحال أن يكون بمقدورهم الاتيان بمثله.
وكذلك يدل على عجزهم عن الاتيان به ما قاله أفصحهم لساناً لما سمع القرآن وهو الوليد بن مغيرة قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا هو بالجنون.

-حال الناس من اعجاز القرآن: من قرأه فعلم عدم مقدرة العرب والبشر الاتيان بمثله وأنه من عند رب البشر، إما يؤمن وينصاع ويتبعه، وإما أن يجحد ويكذب ويحسد، فيتوجه للقتال بالسيف والجسد ولو كان على الحق لتوجه إلى الرد على هذا التحدي بدون أن يهلك نفسه وغيره في القتال.

-كيف تقوم الحجة على غير العرب بالقرآن العربي؟: تقوم عليهم الحجة لما قامت على العرب ولم يقدروا عليه وعلى الاتيان بمثله وهم أهل الفصاحة الأولى بمعارضه إن كان في مقدورهم، فلما عجزوا عن ذلك دلّ على أن غيرهم أولى بالعجز عن الاتيان بمثله.

مسائل: باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله:
- حكم نسبة أفعال إلى الله لم ينسبها الشرع له عند تفسير الآيات: فيه قولين لأهل العلم:
1. أنه غير جائز أن يقال مثلاً خاطب الله بهذه الآية وهكذا، وهذا قول الأصوليين.
2. أنه جائز وهذا الاستعمال ليس من باب اثبات تلك الصفة له سبحانه وتعالى، بل المراد منه أن الآية أو اللفظ حكى هكذا، وهذا استعمال شائع بين الناس وبين العرب فهي تقول مثلاً الله يدري وغيرها من الالفاظ، وقد استعمله المفسرون والمحدثون والفقهاء ومنهم أبو المعالي في كتابه الارشاد.

-سبب إيراد ابن عطية لهذا الباب: لأنه أراد التنبيه عليها وذكر أنه سيتورع عنها قدر استطاعته وأنه قد يقع فيه نادراً فيعذر ويعذر غيره من المفسرون.

مسائل: باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية:
- أسماء القرآن ومعانيها:

1. القرآن: وهو إما مصدر من قرأ أي: تلا، ومنه قول حسان بن ثابت في رثاء عثمان رضي الله عنه: ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآناً
أي: قراءة.
أو هو من قرأ الرجل إذا جمع وألف قولاً وبه فسر قتادة قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) أي: تأليفه، والقول الأول أرجح.
2. الكتاب: وهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه إطلاق العرب على مجموعة الرجال المجتمعة للحرب كتيبة.
3. الفرقان: من فرّق فرقاناً، وهذا لأنه فرق بين الحق والباطل.
4. الذكر: وسميّ بذلك: قيل: لأنه ذكر الناس بإلههم وبالآخرة وكل ما كانوا في غفلة منه.
وقيل: لأنه فيه ذكر الأمم السابقة وأخبار الأنبياء.
وقيل: لأنه ذكر وشرف للرسول صلى الله عليه وسلم وثومه وسائر العلماء.

- اللغات في كلمة (سورة) ومعانيها: فيه لغتان:
1. سؤرة بهمز، وهذه لغة تميم وغيرهم، وهي من أسأر إذا أبقى، فهي كالبقية من الشيء والقطعة منه.
2. سورة بغير همز، وهذه لغة قريش ومن جاورها من القبائل، منهم من قال بأنها كمعنى سابقتها مع تسهيل همزتها، ومنهم يقول بأنها مشبهة بسور البناء أي: القطعة منه، فكل بناء إنما يبنى قطعة قطعة، وكل قطعة سورة، كأن القرآن هو السور الكامل، والسورة هي قطعه التي بها يبنى السور الكامل، ويقع لفظ السورة أيضاً على المرتبة العظيمة والملك فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.

-معنى كلمة الآية وسبب تسمية آيات القرآن بذلك: هي العلامة في كلام العرب، وسميت آيات القرآن بذلك لعدة أسباب:
1. لأنه الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها، وعلى عجز المتحدى بها.
2. لأنها لما كانت جملة كلام ومجموعة منه سميت كذلك، فإن العرب تقول جئنا بآيتنا أي: جماعتنا.
3. لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.

-أصل كلمة آية: فيه أقوال لأهل اللغة:
1. أنها على وزن فعلة بفتح العين، قاله سيبويه.
2. أنها على وزن فعلة بسكون العين، قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه.
3. أنها على وزن فعلة بكسر العين، قول بعض الكوفيين.
4. أنها على وزن فاعلة، قاله الكسائي.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir