دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > متون علوم القرآن الكريم > منظومة الزمزمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 محرم 1430هـ/9-01-2009م, 07:09 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الرحمن، خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام على الرسول المؤيد ببرهان القرآن، سيدنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وأصحابه هداة العرفان.
(أما بعد) فهذه تعليقات ظريفة، وتقريرات طريفة، على نظم التفسير، للعلامة الشيخ عبد العزيز الزمزمي، تكون كالشرح له في حل ألفاظه، وكالموضح لطلابه في فك ألغازه، وضعتها للقاصرين أمثالي تبصرة، ولعلها تكون للمنتهين من الأفاضل تذكرة، فرحم الله امرأ أطلع على عيب أو خطأ فيه، فتأمل بعين الإنصاف، ثم أصلحه بعد التحقق بيد العفاف، وعذرني في ذلك، إذ هي بضاعة الفقير الضعيف المعاف، ولقد كنت سميتها "نهج التيسير، على نظم التفسير" راجيا من المولى القبول، والنفع بها وذلك عند الله يسير، وهو بالإجابة قدير وجدير،

قال: (بسم الله الرحمن الرحيم) أي أنظم.

بدأ الناظم كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز، ترتيباً لا نزولاً وائتماراً، لحث الحديث المشهور، ووفاقاً للسلف والخلف، وطمعاً في الثواب والبركة، ولم يبتدئ في النظم بالحمدلة، اكتفاء بالبسملة، وعملاً بما في رواية ((كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بذكر الله..)).
ثم الكلام على البسملة وما يتعلق بها شهير، قد تكفل به الأئمة الأعلام، فلنكتف بذلك.

قال الناظم (تبارك) وتعالى الله (المنزل) من الإنزال فاعل تبارك (للفرقان) أي القرآن؛ وسمى فرقاناً لأنه فرق بين الحق والباطل، أي ميزهما،
(على النبي) وهو إنسان حر أوحى إليه بشرع، سواء أمر بتبليغه للأمة أم لا، والمراد به هنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

(عطر الأردان)
أي طيب الأصول، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق الخلق، فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا، وخيرهم بيتاً))، والعطر بفتح فكسر، في الأصل: اسم فاعل من عطر كفرح، يقال عطرت المرأة إذا تطيبت، وهو بالجر صفة للنبي .
والأردان: مضاف إليه وهو جمع ردن، بضم فسكون: أصل الكم، والمراد هنا، أصل النسب مجازاً بمرتبتين، بأن نقل منه إلى مطلق الأصل، ثم إلى أصل النسب،
وقوله تبارك إلخ: مقتبس من قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} الآية، وهو نوع من محسنات البديع، ويسوغ إن لم يكن فيه تغيير كما هنا،
وفي قوله الفرقان: براعة استهلال، كما لا يخفى، واعلم أن وصف التبارك جامع لكل كمال، مستلزم لنفي كل نقص، وحينئذ فيحسن تفسيره في كل مقام بما يناسبه، كما أفاده الصاوي
(محمد)
بالجر: بدل من النبي، وهو في الأصل: اسم مفعول من حمد بالتشديد، ثم جعل علماً على الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو أشرف أسمائه (عليه صلى الله) أي رحمه: لأن الصلاة من الله رحمة (مع سلام) أي تسليم، متعلق بصلى (دائماً) متعلق بقوله (يغشاه) أي يعمه ويستره، صفة لسلام (وآله) بالجر عطفاً على محمد، والأليق بالمراد هنا أعني في مقام الدعاء: كل مؤمن تقي لحديث فيه (وصحبه) بالجر أيضاً عطف على ما عطف عليه آله، وهم اسم جمع، لصاحب، بمعنى الصحابي عند سيبويه، وجمع له عند الأخفش، (وبعد) الواو نائبة عن أما، بدليل لزوم الفاء في جوابه، أي وبعد البسملة والتبارك والصلاة والسلام،

(فهذه)
المسائل المصورة في الذهن، أو الخارجة (مثل الجمان) بالرفع، خبر المبتدأ، والجمان بضم الجيم جمع جمانة بضمها أيضاً، كما في المختار، حبة تعمل من الفضة كالدرة، (عقد) بالرفع: بدل أو خبر بعد خبر، أي كالعقد في حسنها، ففيه تشبيه بليغ، والعقد: هي القلادة، والمعنى: فهذه المسائل مثل الحبوب المعمولة من الفضة، مثلاً في حسنها، وهي قد صارت عقداً، ففيه مدح لتأليفه، ترغيباً لطلابه، ليكثر الانتفاع به، فيكثر له الأجر،
ثم قال (ضمنتها) أي المسائل (علماً) بالنصب، مفعول ثان: أي جعلت تلك المسائل محتوية على علم (هو التفسير): مأخوذ من قولهم ضمنت الشيء كذا: أي جعلته محتوياً عليه
(بداية)
بالنصب: مفعول له، أي ابتداء (لمن به) أي بعلم التفسير، متعلق بقوله (يحير) بفتح حرف المضارعة: أي يتحير ويجهل، والجملة صلة من، والمعنى: جعلت ذلك لأجل البداية والابتداء لشخص يتحير بعلم التفسير ويجهله؛ لكونه مبتدئاً في تعلمه.


"تنبيه" ليس في القاموس ولا في المختار ولا في المصباح: يحير، وإنما هو يحار، بل صرح في المصباح أنه من باب تعب، فليحرر، ثم شرع الناظم في بيان مأخذ هذا النظم، فقال: (أفردتها) أي جعلت تلك المسائل مفردة مستقلة، (نظما) أي منظوماً، نصب على الحال، وقوله (من النقاية): متعلق بأفردتها، حال كوني (مهذباً) أي منقحاً (نظامها) أي ترتيبها (في غاية) أي إلى غاية من التهذيب، ففي بمعنى إلى، والنقاية بضم النون كخلاصة وزناً ومعنى، ثم جعلت علماً على كتاب للسيوطي مشتمل على أربعة عشر علماً، فهذا النظم أفرده الناظم منها،

(والله)
بالنصب مفعول مقدم، على التنازع (أستهدي) أي أطلب الهداية (وأستعين) أي أطلب الإعانة، والمعنى: لا أطلبهما من غيره (لأنه) سبحانه وتعالى (الهادي) أي الدال على الحق (ومن): اسم موصول بمعنى الذي (يعين) غيره في قضاء الحوائج، أي لا غيره سبحانه وتعالى، فالحصر في الأول أفاده تقديم ما حقه التأخير، وهو المفعول، وفي الثاني تعريف الجزأين.

"واعلم" أن تقديم المتنازع فيه المنصوب: أجازه جماعة منهم الرضي، بخلاف المتنازع فيه المرفوع، فيبعد فيه الجواز، كما في الخضري، والله أعلم.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المقدمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir