دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 شعبان 1430هـ/4-08-2009م, 09:03 AM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

شيخنا الفاضل ..
في التطبيق السادس : قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مشهد الأمر الكوني الإرادي :
" وقد زلت في هذا المشهد أقدام كثيرة من السالكين لقلة معرفتهم بما بعث الله به المرسلين وذلك لأنهم عبدوا الله على مرادهم منه ففنوا بمرادهم عن مراد الحق - عز وجل - منهم لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ولو عبدوا الله على مراده منهم لم ينلهم شيء من ذلك لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ لا يغيب بعبادته عن معبوده ولا بمعبوده عن عبادته بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه " .
ما خالفتُ لونه هو شرطٌ وجوابُه ، والذي أفهمه أن الاستيقاظ لأمر السيد هو سرعة مبادرة العبد إلى ما كَلَّفَهُ به ربُّه ، فكيف لا يكون غائبا عن عبادته وهو غير مستيقظ لأمر سَيِّدِهِ ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا ..

  #2  
قديم 14 شعبان 1430هـ/5-08-2009م, 11:13 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم بدر مشاهدة المشاركة
شيخنا الفاضل ..
في التطبيق السادس : قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مشهد الأمر الكوني الإرادي :
" وقد زلت في هذا المشهد أقدام كثيرة من السالكين لقلة معرفتهم بما بعث الله به المرسلين وذلك لأنهم عبدوا الله على مرادهم منه ففنوا بمرادهم عن مراد الحق - عز وجل - منهم لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ولو عبدوا الله على مراده منهم لم ينلهم شيء من ذلك لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ لا يغيب بعبادته عن معبوده ولا بمعبوده عن عبادته بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه " .
ما خالفتُ لونه هو شرطٌ وجوابُه ، والذي أفهمه أن الاستيقاظ لأمر السيد هو سرعة مبادرة العبد إلى ما كَلَّفَهُ به ربُّه ، فكيف لا يكون غائبا عن عبادته وهو غير مستيقظ لأمر سَيِّدِهِ ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا ..
في هذا المقطع وما قبله أخطاء طباعية ربما كانت هي سبب وقوع اللبس
لكن قبل بيانها ألخص لكم مراد شيخ الإسلام في هذا المقطع من كلامه ولعله أصعب ما في الرسالة
وأرجو أن تتضح التصويبات بعد ذلك.

فأقول:
ذكر رحمه الله أنه يجب على العبد أن يشهد المشهدين: مشهد الألوهية، ومشهد الربوبية
وكلمة (المشهد) من العبارات التي يستخدمها المتصوفة وأصحاب علم السلوك، ويراد بها الشهود القلبي
فمشهد الألوهية أن يشهد العبد بقلبه عبادته لربه فيؤديها كما أمر الله عز وجل، ومشهد الأمر الشرعي أن يشهد بقلبه أوامر الله تعالى له فيعقلها ويمتثلها
وهذا المعنى معروف لكنه عبر عنه باصطلاح أهل هذا العلم

ومشهد الربوبية: أن يشهد العبد بقلبه تصرف الله عز وجل في الكون وتدبيره له ويتفكر في ذلك
ومشهد الأمر الكوني ، أن يشهد أوامر الله تعالى الكونية من الخلق والتقدير والتدبير ويتفكر فيها

وأما الفناء فهو مصطلح يراد به غلبة المشهد على خاطر العبد فيغيب فيه عن غيره، بحيث يذهل عن غير ما غلب على خاطره.

والفناء له ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الفناء الشرعي، وهو أن يفنى بعبادته لله تعالى عن عبادة غيره، فلا يخطر في قلبه عبادة غير الله تعالى، ويفنى بطاعته عن معصيته، ويفنى بالتوكل عليه عن التوكل على غيره، وهكذا ، وهذه الدرجة محمودة بل لا يبلغها على التمام إلا أهل مرتبة الإحسان من الصديقين.
وأما من دونهم فهم على مراتب في تحقيقها.

الدرجة الثانية: الفناء عن شهود ما سوى الله تعالى، فيغيب فكره في تأمل ربوبية الله تعالى والتفكر في آلائه وخلقه وملكه وتدبيره حتى يذهل عن القيام ببعض ما أمر الله به من الفرائض والعبادات
وهذه حال ناقصة ، قد تعرض لبعض العباد ويعذرون في ذلك لقوة ما غلبهم من شهود مشهد الربوبية حتى إن بعضهم يصعق وبعضهم يضطرب، ومتى غاب عقل العبد رفعت عنه التكاليف لأنه كالمجنون، وهذه ليست حال كمال
وقد رد شيخ الإسلام في مواضع كثيرة على من زعم أن هذه حال كمال وفضل ، واستدل على ذلك بأدلة كثيرة يأتي تفصيلها في رسائل قادمة بإذن الله.
وبعض من يتكلف هذه الحال ويروض نفسه لها مذموم على تكلفه وغفلته عن القيام بواجب العبادة
لأنه فني بمراده هو عن مراد الله تعالى
فمراد الله أن يُعبَد ويطاع، وهذا العبد أراد التعبد لله على مراده هو أي ليبلغ هذه الدرجة من الفناء
وهي درجة ناقصة أكمل منها الدرجة الأولى وهي التي عليها هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلص أصحابه.

الدرجة الثالثة من الفناء: الفناء عن وجود ما سوى الله تعالى، فلغلبة هذا المشهد عليه ورياضة نفسه له بالخلوات والتجويع والأحوال الشيطانية يصل إلى درجة يعتقد فيها أنه لا يرى إلا الله فوجود الخالق هو عين وجود المخلوق ، وهذه عقيدة أهل الحلول والاتحاد الذين هم من أضل خلق الله.
وهذه الدرجة يعظمها غلاة الصوفية وهي ضلال مبين، نعوذ بالله من الضلال.

والخلاصة أن على العبد أن يجمع بين المشهدين:
- مشهد الربوبية: فيتفكر في خلق الله وملكه وتدبيره ويؤمن بقضائه وقدره ويشهد بقلبه تصرف الله تعالى في الكون وقيامه على كل نفس بما كسبت، ويؤمن بأسمائه وصفاته آثارها في الخلق والأمر.

- ومشهد الألوهية والأمر الشرعي، فيعرف أوامر الله تعالى ويمتثلها ويجتهد في إحسان العبادة على ما أراد الله تعالى متبعاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

والجمع بين هذين المشهدين هو الواجب، والعُبَّاد فيه على درجات متفاوتة؛ فيتفاضلون في اليقين ويتفاضلون في التعبد.


والمقصود من دراسة هذه الرسالة ونظائرها أن يعرف طالب العلم الحق في مسائل العبادة وأن يعبد الله تعالى على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتسب من العلم والمعرفة ما يسلم به من الشطحات والضلالات.
وهذه الألفاظ والمصطلحات التي ربما تمر بكم في هذه الرسائل لا تتوقفوا عندها كثيراً ، بل إن تيسر فهمها فالحمد لله ، وإلا فاسألوا عنها، وأرجو أن تتضح لكم جلياً بمواصلة القراءة في هذه الرسائل بإذن الله
فلا يجعلها الطالب عائقاً أمامه يصرفه عن مواصلة القراءة.

تصويب الأخطاء الطباعية:

1: في نفس الصفحة قبل هذا المقطع
قوله: (ومن غاب عن هذا المشهد وعن المشهد الأول ورأى قيام الله عز وجل ...) إلخ
الصواب: ومن غاب عن هذا المشهد وفني بالمشهد الأول
أي غاب عن مشهد الألوهية وفني بمشهد الربوبية ورأى قيام الله عز وجل ...إلخ
لأن ما بعده بيان لضلال من فني بمشهد الربوبية عن مشهد الألوهية والأمر الشرعي.

2: قوله: (لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ) الصواب: يُفنَى .

وقوله: (لم ينلهم شيء من ذلك) أي ذلك الضلال والزلل.


3: قوله: (لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ ...)
العبارة قلقة، وكلمة (مستيقظاً) خطأ مصحفة من كلمة أخرى أخطأ الناسخ في قراءتها، الله أعلم بها

لكن مراده: أن العبد إذا شهد مشهد العبودية، وشهد مشهد الربوبية، فقد جمع بين المشهدين فلم يغب بعبادته عن معبوده، ولم يغب بمعبوده عن عبادته.
يفسر ذلك كلامه بعدها:
بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه
والأخرى ينظر بها إلى أمر سيده ليوقعه على الأمر الشرعي
وهذا هو حقيقة الجمع بين المشهدين.


والله تعالى أعلم وأحكم.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسئلة, طلاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعريف ببرنامج القراءة المنظمة وأهدافه ومراحله عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 40 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م 02:26 PM
برنامج القراءة المنظمة عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 48 4 جمادى الأولى 1437هـ/12-02-2016م 11:23 PM
التسجيل في برنامج القراءة المنظمة عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 842 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م 02:02 AM


الساعة الآن 08:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir