تلخيص سورة الفجر من الآية 21 - 30
قال تعالى :
(كلا) : أي حقا ، لا ينبغي أن يكون عملكم هكذا من حيث الأموال والتنافس على اللذات ، بل أمامكم يوم عظيم .
(إذا دكت الأرض دكا دكا) : الدك : الكسر والدق ، أي : إذا دكت وسويت الأرض والجبال وما عليها ، وقام الخلائق من قبورهم .
(وجاء ربك) : يعني لفصل القضاء بين خلقه في ظلل من الغمام وذلك بعدما يستشفعون إليه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ويجئ الملائكة (صفا صفا) بين يديه سبحانه صفوفا في خضوع وذل للملك الجبار.
(وجئ يومئذ بجهنم) : جئ بجهنم مزمومة تقودها الملائكة بالسلاسل ، وروى مسلم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها).
(يومئذ يتذكر الإنسان) : ما قدمه من خير وشر ، فيندم على ما قدمه من الكفر والمعاصي ، (وأنى له الذكرى) : فقد فات أوانها وإنما كانت تنفعه الذكرى لو تذكر الحق قبل حضور الموت .
(يقول يا ليتني قدمت لحياتي) : يقول : متحسرا ياليتني قدمت لحياتي الباقية الدائمة الأعمال الصالحة إن كان عاصيا ، ويود لو ازداد من الطاعات إن كان مطيعا.
وفيه دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها هي الحياة في دار القرار .
(فيومئذ لا يعذب عذابه أحد) أي ليس أحد أشد عذابا من تعذيب الله لمن عصاه ونسي العمل لهذا اليوم .
(ولا يوثق وثاقه أحد) وليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفروا بربهم ، فإنهم يقرنون بالسلاسل والأغلال في النار .
(يا أيتها النفس المطمئنة) إلى ذكر الله الموقنة الإيمان التي لا يخالطها شك ، وقد رضيت بقضاء الله فتجئ يوم القيامة مطمئنة لإنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث .
(ارجعي إلى ربك راضية مرضية) إلى جواره وثوابه وما أعده لعباده راضية في نفسها ، قد رضيت عن الله ورضي الله عنها .
(فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) أي في زمرة عبادي الصالحين وكوني في جملتهم وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة وتخاطب به في حال الموت ، وتلك هي الكرامة التي لا كرامة سواها .
سبب نزول الآية :
قيل نزلت في عثمان بن عفان ، وقيل في حمزة بن عبد المطلب .
وقرأ بعضهم (فادخلي في عبدي) أي في صاحبك وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا ، وهذا غريب لقوله تعالى : (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) .