دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شعبان 1432هـ/11-07-2011م, 07:28 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb تلخيص وترتيب متن حلية طالب العلم بشرحه للشيخ ابن عثيمين

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

حـليــة طالــــــــــب العـــــــلم
تلخيص المقدمة


* المؤلف- هو فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد.
* سمة أهل الإسلام- التحلي بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق والهدي الحسن والسمت الصالح.
* هدف الرسالة- المسلمون يعايشون نهضة علمية والشباب ينهالون على العلم ولديهم الطموح والرغبة في الغوص في مكنونات المسائل وهذا يحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح حتى لا ينقلب الأمر إلى ضده إن زاد عن حده فشملت الرسالة الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.
* قول المؤلف: "واليومَ أَخوكَ يَشُدُّ عَضُدَك ، ويأخُذُ بِيَدِك ، فأَجْعَلُ طَوْعَ بَنانِكَ رسالةً تَحمِلُ ( الصفةَ الكاشفةَ ) لحِلْيَتِك " فيها التفات من الغيبة إلى الحضور لشد انتباه القارئ كما جاء في قول الحق سبحانه وتعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق بني إسرائيل} {وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبًا}- (أخذ الله) غيب، و(بعثنا منهم) حضور.
* الآداب إن كانت مسنونة يكون ضدها مكروهة وإن كانت واجبة فضدها محرمة ولكن ليس هذا على الإطلاق إذ أن من ترك المسنونات في الصلاة لا يكون قد فعل مكروهًا.
ترك المسنون إذا تضمن إساءة أدب مع المعلم أو مع زملائه فهذا يكون مكروهًا لا لأنه تركه ولكن لأنه لزم لإساءة الأدب.
ترك أدب من الآداب الواجبة يكون محرمًا في نفس ذلك الأدب فقط لأنه ترك فيه واجبًا.
* تتضمن الرسالة ما يشمل عموم الخَلْقِ من كل مُكلف، ومنها ما يختص به طالب العلم، ومنها ما يدرك بضرورة الشرع ومنها ما يعرف بالطبع ويدل عليه عموم الشرع من الحمل على محاسن الآداب ومكارم الأخلاق.
* الآداب تنقسم إلى قسمين :
- آداب مستحبة من أداها احتساباً أثيب عليها ومن لم يؤدها فلا إثم عليه مثال: الوضوء قبل النوم ، فهو من آداب النوم المستحبة من فعله فقد أصاب السنة ومن لم يفعله فلا إثم عليه.
-آداب واجبة فهي التي يأثم العبد بمخالفتها كترك اللين وحسن القول مع الوالدين وكرفع البصر إلى السماء في الصلاة محرم ، وكالمنة بالصدقة فإنها محرمة.

  #2  
قديم 10 شعبان 1432هـ/11-07-2011م, 11:46 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الأول (العلم عبادة)


1- أصل الأصول أن نعلم أن العلم عبادة >> (العِلْمُ صلاةُ السِّرِّ ، وعبادةُ القَلْبِ) .

2- شَروط العبادة :
.. أ- إخلاص النية لله تعالى >> لقوله سبحانه : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ...} .
....... قال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا: وكيف تصح النية يا أبا عبد الله؟ قال : ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
..ب- محبةُ اللهِ تعالى، ومحَبة رسولِه صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلم (الخصلة الجامعة لخيْرَي الدنيا والآخرة) >> قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، وهذه يسميها العلماء " آية الامتحان ".. لماذا ؟ لأن قوما ادَّعوا محبة الله فقال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي} فاتباع الرسول دليل على صدق دعوى محبة الله ، فإن صدقت دعوى محبة الله فاتبعتم الرسول (الشرط والمشروط) جاء جواب الشرط: {يُحْبِبْكُمُ اللهُ} إشارة إلى أن الشأن، كلّ الشأن أنّ الله يحبك، وهذا هو ثمرة اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام.
....* المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع إذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه، كل إنسان يحب ما ينفعه ويكره ما يضره.
....* أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهرا وباطنا لأن الحبيب يقلد محبوبه حتى في أمور الدنيا .


3- إنْ فَقَدَ العلم إخلاصَ النية انتقل من أفضل الطاعاتِ إلى أحطّ المخالفات.
... * الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور:
.......1- أن تنوي بذلك امتثال أمر الله مما يستلزم محبته والرضا به والأمر به.
.......2- أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله بالتعلم والحفظ في الصدور وبالكتابة كتابة الكتب.
.......3- أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها.
.......4- أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة.

4- مما يَحْطِمُ العلم: الرياء (رياء شِرك ، أو رياء إخلاص) ، والتسميع .
..... * رياء الإخلاص هو: أن يترك العمل الصالح لئلا يتهم بالرياء، وهذا نوع من الشرك لغلبة مراقبة القلب للخلق حتى يدع العمل لأجلهم.

5- مما يَشوبُ النية في صِدْق الطلَب فيفسدها ويذهب ببركة العلم: حبّ الظهورِ ، والتفوُّق على الأقرانِ، الطُّبوليَّات، طلب عرض من جاه أو مال أو تعظيم أو سُمعة أو طلب مَحْمَدَة .
..... * الطبوليات: المسائل التي يراد بها الشهرة ؛ لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين.
..... * من طلب علما -وهو مما يبتغى به وجه الله- لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا؛ لم يجد رائحة الجنة.
..... * عن سفيانَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ : (كُنْتُ أُوتِيتُ فَهْمَ الْقُرْآنِ ، فَلَمَّا قَبِلْتُ الصُّرَّةَ سُلِبْتُهُ) .

6- العُروةِ الوثقى العاصمة من شوائبِ النية مع بَذْلِ الجهد في الإخلاصِ، شدة الخوف من نواقضه هي: عظيم الافتقار والالتجاء إلى الله سبحانه .
....* يُؤْثَر عن سُفيان الثوريِّ قولُه : (مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي) .

7- تقوى الله تعالى في السرِّ والعلانية هي العُدَّة، ومَهْبِط الفضائلِ، ومُتَنَزَّل المَحامِد، ومَبعثُ القوَّة، ومِعراجُ السموِّ والرابط الوثيق على القلوب عن الفتن.
- ويدل لهذا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} تفرقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع وبين الطاعة والمعصية، وبين أولياء الله وأعداء الله، إلى غير ذلك..
وتارة يحصل هذا الفرقان بواسطة العلم يفتح الله على الإنسان من العلوم، وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله..
وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يعطيه الله تعالى في قلبه من الفِراسة؛ قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن يكُنْ فيكم مُحَدثُون فعُمَر)) فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فِراسَة يتفرَّس بها فتكون موافقة للصواب فقوله تعالى: {يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} يشمل الفرقان بوسائل العلم والتعلم، والفرقان بوسائل الفِراسَة، والإلهام (أن الله تعالى يلهم الإنسان التقيّ ما لا يلهم غيره).


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 04:08 AM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الثاني (كن على جادة السلف الصالح)

ومن آداب الطالب في نفسه:
*
أن الإنسان يكون على طريق السلف الصالح في جميع أبواب الدين ويجب على طالب العلم معرفة منهج السلف بمطالعة الكتب المؤلفة في هذا حتى يعرف طريقهم ويسلك هذا المنهج القويم أما أن نقول نتبع السلف ولا ندري ماذا يفعلون فهذا ناقص بلا شك.

* ترك الجدال والمراء لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب. فإذا رأيت من أخيك جدالا ومراءً بحيث يكون الحق واضحا (ففر منه فرراك من الأسد) يعني بحيث يكون الحق واضحا ولكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد، وقل ليس عندي إلا هذا واتركه.

* عدم الخوض في علم الكلام لأنه مضيعة للوقت لأنهم يتكلمون في أشياء من أوضح الأشياء مثل الذين يضيعون الوقت لتعريف العقل لغة واصطلاحا ,شرعاً وعرفاً وهذا أمر واضح ما يحتاج إلى تعريف. و علم الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب عز وجل وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماما ويحكم العقل. فهؤلاء أهل الكلام صدوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها. فإذن من المهم لطالب أن يسلك ما يرد على ذهنه من الإيرادات إذا قلنا كذا فكيف يكون كذا اترك هذه الأشياء لا تتنطع اجعل علمك سهلا ميسرا.
- قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :
(وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا )
وهنا يوضح أن الدارقطني كان يبغض علم الكلام مع أنه ما دخل فيه لكن لما له من نتائج سيئة وتطويل بلا فائدة وتشكيك فيما هو متيقن وإرباك للأفكار.
- قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية :
(وأكثر من يخاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام)
وهذا هو الذي يخاف عليه في كل علم يخاف من
الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون.

* الإلتزام بطريق أهل السنة والجماعة وهم المتبعون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ).

  #4  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 12:22 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الثالث (ملازمة خشية الله تعالى)
* التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى وذلك-
- بالمحافظة على شعائر الإسلام.
- إظهار السنة ونشرها والعمل بها والدعوة إليها
دالًا في كل ذلك على الله بسمتك وعملك متحليًا بالرجولة والمساهلة والسمت الصالح.

* قال الإمام مالك- رحمه الله: (أصل العلم خشية الله تعالى)
الخشية هي الخوف المبني على العلم والتعظيم (أي العلم بعظمة المخشي منه) وهذا ما يفرق بين الخوف والخشية.
فالخشية تكون من عظم المخشي.
والخوف يكون من ضعف الخائف وإن لم يكن المخوف عظيمًا.

* خير البرية هو من يخشى الله تعالى.
وما يخشى الله إلا عالمًا
إذن خير البرية هو العالم
والعالم لا يعد عالمًا إلا إذا عمل بعلمه
إذن خير البرية هو العالم العامل
ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله تعالى
العالم العامل = من يخشى الله = خير البرية.
إذن خير البرية هو من يخشى الله تعالى.

* العالم الرباني هو الذي يعمل بعلمه لأنه يربي نفسه أولًا ثم يربي غيره ثانيًا.

* من لم يعمل بعلمه:
- صار من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة.
- أُرِثَ الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم
قال الله تعالى: { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظًا مما ذكروا به }
النسيان هنا هو النسيان الذهني والعملي.

* أما من عمل بعلمه:
- فإن الله يزيده هدى- قال الله تعالى: {الذين اهتدوا زدناهم هدى}
- ويزيده تقوى {وآتاهم تقواهم}
- ويُرِثه الله علم ما لم يعلم.

* قال على ابن أبي طالب: (هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل)

  #5  
قديم 13 شعبان 1432هـ/14-07-2011م, 12:07 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الرابع (دوامُ الْمُراقَبَةِ)


1- على طالب العلم التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى في السرِّ والعَلَنِ.

2- دوام المراقبة لله من ثمرات الخشية لأن الإنسان يكون مع الله دائما، يعبد الله كأنه يراه .

3- السير إلى الله بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ .

4- مسألة (يسير العبد إلى الله بين الخوف والرجاء أو يغلب جانب الخوف أو يغلب جانب الرجاء ؟؟) فيها ثلاث أقوال :
....** قول الإمام أحمد: ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه.
....** قول بعض العلماء: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء، وإذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها.
....** ومن العلماء من قال إنه بحسب الحال على وجه آخر:
........ في المرض يغلب جانب الرجاء؛ لأنه إذا غلَّب جانب الخوف قد يدفعه ذلك إلى القنوت من رحمة الله،
........ في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد.
..* أقرب الأقوال وحسّنه الشيخ ابن عثيمين: أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال؛ إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيء فليغلب جانب الخوف.

5- لإحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبب (عمل صالح) ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن وإلا كان مجرد أمنية.

  #6  
قديم 14 شعبان 1432هـ/15-07-2011م, 12:18 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الخامس (خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياء)



1- على الطالب أن يتحلى بآداب النفْس، ومنها:
  • العَفاف : عفّة عما في أيدي الناس، وعفّة عما يتعلق بالنظر المحرم.
  • الحِلْم : لا يعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد.
  • الصبر: على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه، فيصبر ويحتسب .
  • والتواضُع للحَقّ : قبوله والانقياد لحكم الله تعالى، إن حرَّم الله أمراً وجب عليه اجتنابه، وإن أوجب الله شيئاً وجب عليه امتثاله (ما استطاع).
  • التواضع للخلق: عدم غمطهم وازدرائهم وهضمهم حقوقَهم ظُلماً وعُلوًّا .
  • سكون الطائر من الوَقار والرّزانة : بالابتعاد عن الخفة في المِشية أو في التعامل مع الناس، وعن القهقهة التي تميت القلب وتذهب الوقار.
  • خَفْض الجَناح .
2- على طالب العلم أن يتحمل ذلّ التعلم لعِزّة العلم > "إذا أذللت نفسك للتعلم فإنما تطلب عزها بالعلم" .

3- احذر نَواقِض آداب النفس فهي تعني أن في العَقلِ عِلَّة ، وتحرِم من العلْم والعمَل به .

4- تجنٌّب الْخُيلاءَ فإنه نِفاق وكِبرياء : الخيلاء هي الإعجاب بالنفس (بالقلب) مع ظهور أثره (على البدن).
........* يعتبر نفاقا لأن الإنسان يظهر بما ليس فيه، مثل المنافق يُظهِر خلاف ما يُبطِن.

5- كان السلف يحذرون من الخيلاء أشد الحذر، ومما ورد عن عمرو بن الأسود العَنْسِيِّ أنه كان إذا خرج من المسجد قبض بيمينه على شِماله لئلا تتحرك حركة تدل على الكبرياء والخيلاء.

6- احْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةِ ( الْكِبْرَ ): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الكِبْر بَطر الحقّ وغَمط النّاس)) .
........* بطر الحق: ردُّ الحق، وغمط الناس: احتقارهم وازدرائهم.

7- الكِبْر والحرْص والحسَد أوَّل ذَنْب عُصِيَ اللهُ به : فأول من عصى الله عز وجل هو الشيطان حين أمره الله تعالى أن يسجد لآدم فاستكبر وقال: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} .

8- التطاول على المعلم كِبرياءُ، والاستنكاف عَمَّن يُفيدك مِمَّن هو دونَك كِبرياء: التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالانفعال.

9- من الكِبر عدم العمَل بالعِلم.

10- الفتى المُتعالي لا يمكن أن يُدرك العلم لأن تعاليه يصرفه عن الانتفاع بالعلم كما أن المكان العالي لا يصيبه السيل لتعاليه وارتفاعه.

11- الزَم اللُّصُوق إلى الأرض والإزراء على نفسِك وهَضْمَها ومُراغَمَتَها .

12- من آفات العِلْم القاتلة له الْمُذهِبَة لهَيْبَته المُطفئة لنوره: الكِبرياء والغَطرسة وحُبِّ الظهور أو العُجْب .


  #7  
قديم 14 شعبان 1432هـ/15-07-2011م, 09:14 AM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس السادس(القناعة والزهادة)

* التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم يعني أن يقتنع بما أتاه الله عز وجل ولايطلب أن يكون في مصاف الأغنياء لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجده يتكلف النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله بالديون وهذا خطأ بل عليك بالقناعة فإنها خير زاد للمسلم .

* الفرق بين الزهد والورع:
حقيقة الزهد:
الزهد بالحرام والابتعاد عن حماه بالكف عن المشتبهات والزهد أعلى مقاماً من الورع لأنه ترك ما لا ينفع في الآخرة. أما الورع ترك ما يضر في الآخرة.

* قول الإمام الشافعي
رَحِمَه اللهُ تعالى : ( لو أَوْصَى إنسانٌ لأَعْقَلِ الناسِ صُرِفَ إلى الزهَّادِ ) ولماذا الزهاد؟ لأن الزهاد هم أعقل الناس حيث تجنبوا ما لا ينفعهم في الآخرة, وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاق لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العرف.

*
عن مُحَمَّدِ بنِ الحسَنِ الشيبانيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى لَمَّا قِيلَ له : أَلَا تُصَنِّفُ كتابًا في الزهْدِ ؟ قال : ( قد صَنَّفْتُ كِتابًا في البُيوعِ ) .
يعني: (الزاهدُ مَن يَتَحَرَّزُ عن الشُّبُهاتِ والمكروهاتِ في التجاراتِ وكذلك في سائرِ الْمُعاملاتِ والْحِرَفِ) اهـ

* على طالب العلم أن يكون معتدلا في معاشه فيصون نفسه ومن يعول ولا يتعرض إلى الذل والهوان.

*
قول
مُحَمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ: (لقد جِئْتُ من البلادِ – شِنقيطَ – ومعي كَنْزٌ قلَّ أن يُوجدَ عندَ أحدٍ وهو ( القَناعةُ )، ولو أرَدْتُ المناصِبَ لعَرَفْتُ الطريقَ إليها ولكني لا أُوثِرُ الدنيا على الآخِرةِ ولا أَبْذُلُ العلْمَ لنَيْلِ المآرِبِ الدُّنيويَّةِ ).
ويجب أن نعلم أن
هذا الكلام من الشيخ الشنقيطي وأشباهه من أهل العلم لا يريدون به تزكية النفس إنما يريدون بذلك نفع الخلق وأن يقتدي الناس بهم وأن يكونوا على هذا الطريق لأننا نعلم هذا من أحوالهم يعني أحوال العلماء أنهم لا يريدون تزكية النفس وهم أبعد الناس عن ذلك.

  #8  
قديم 14 شعبان 1432هـ/15-07-2011م, 09:50 AM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)

تلخيص وترتيب الدرس السابع(التحلي برونق العلم)

* الأمر السابع وهو التحلي برونق العلم يشمل حسن السمت والهدي الصالح وهما من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، وينبغي لطالب العلم أن يكون أسوة صالحة في هذه الأمور .

* قول ابن سيرين رحمه الله
: ( كَانُوا يَتَعَلَّمُون الْهَدْيَ كما يَتَعَلَّمُون العِلْمَ ) وعن رجاءِ بنِ حَيْوَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ لرَجُلٍ : (حَدِّثْنَا ، ولا تُحَدِّثْنا عن مُتَمَاوِتٍ ولا طَعَّانٍ ) رواهما الخطيبُ في ( الجامِعِ ) وقالَ : ( يَجِبُ على طالبِ الحديثِ أن يَتَجَنَّبَ : اللعِبَ ، والعَبَثَ ، والتبَذُّلَ في المجالِسِ بالسُّخْفِ والضحِكِ والقَهْقَهَةِ وكثرةِ التنادُرِ وإدمانِ الْمِزاحِ والإكثارِ منه ، فإنما يُستجازُ من الْمِزاحِ بيَسيرِه ونادِرِه وطَريفِه والذي لا يَخْرُجُ عن حدِّ الأَدَبِ وطَريقةِ العلمِ ، فأمَّا متَّصِلُه وفاحِشُه وسخيفُه وما أَوْغَرَ منه الصدورَ وجَلَبَ الشرَّ فإنه مَذمومٌ وكثرةُ الْمِزاحِ والضحِكِ يَضَعُ من القدْرِ ويُزيلُ الْمُروءةَ .
هذا من أحسن ما قيل في آداب طالب العلم , أن يتجنب اللعب والعبث , إلا ما جاءت به الشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه , لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله,

* قول الأحنف بن قيس:
( جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه . فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل .

* قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ ).
إذا تزين الإنسان بأنه طالب علم , وكلما أتته مسألة من مسائل العلم شمر عن أكمامه , وقال أنا صاحبها , هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا فرض كفاية وهذا فرض عين وهذا يشترط فيه كذا وكذا وهذا ليس له شروط وقام يفصل ويجمل , ولكن يأتيه طالب علم صغير , ويقول أخبرني عن كذا , فإذا بالله يفضحه ويبين أنه ليس بعالم .
وكذلك من تزين بعبادة وأظهر للناس أنه عابد , فلا بد أن يكشفه الله عز وجل
.

  #9  
قديم 14 شعبان 1432هـ/15-07-2011م, 07:43 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الثامن (التَحَلِّي بالمُورُءَة)

* المروءة هي-
- فعل ما يُجَمِّل ويزين واجتناب ما يدنس ويشين.
- كل شيئ يجمل الإنسان ويزينه ويكون سببًا في ثناء الناس عليه وإن لم يكن من العبادات.
*مما يحمل على المروءة:
1/ مكارم الأخلاق-
من مكارم الأخلاق أن يكون الإنسان متسامحًا في موضع التسامح ويأخذ بالعزم في موضع العزيمة.
- جاء الدين الإسلامي وسطًا بين التسامح (الذي تضيع به الحقوق) وبين العزيمة (التي قد تحمل على الجور) ومن أمثلة ذلك القصاص.
أنقسمت شرائع بني إسرائيل في القصاص إلىى قسمين:
# قسم أوجب القتل ولا خيار لأولياء المقتول فيه وهي شريعة التوراة.
# قسم أوجب العفو وقال أنه إذا قُتل الإنسان عمدًا فالواجب على أولياءه التسامح (وهذا القول فيما نقل عن بني إسرائيل ولم يوجد نص في الإنجيل بذلك والأصل أن شريعة الإنجيل هي شريعة التوراة وقد قال الله تعالى: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس}.
فجاء الإسلام وسطًا وجعل الخيار لأولياء المقتول-
-إن شاءوا قتلوا قصاصًا ولهم الحق.
- وإن شاءوا عفوا مجانًا.
- وإن شاءوا أخذوا الدية.
أوجب شيخ الإسلام ابن تيمية تبعًا للإمام مالك رحمه الله- أوجب قتل القاتل غيلة (وهو قتل الغدر الذي يكون فيه المغدور آمنًا جانب الغادر) إذ أن الإنسان اغتيل في حال لا يمكن أن يدافع عن نفسه والمغتال مفسد في الأرض. قال الله تعالى: {وإنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فسادًا في الأرض أن يقتلوا أو يصلبوا أوتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض}.
إذن مكارم الأخلاق هي أن يتخلق الإنسان بالأخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والإحسان فيأخذ بالحزم في موضع الحزم وباللين واليسر في موضع اللين واليسر.

2/ طلاقة الوجه وتكون على حسب الحال أي لا تكون مع كل إنسان كالمجرم مثلًا وهي من الصفات التي تجذب الناس وتجلب حبهم ومودتهم.
3/ إفشاء السلام أي نشره وإظهاره على من يستحق أن يُسلم عليه وهو-
- المسلم وإن كان عاصيًا أو زانيًا أو سارقًا أو مرابيًا أو شارب خمر الخ. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن- أو قال أخاه- فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).
- المؤمن الذي فعل منكرًا عظيمًا يُخشى أن يتفتت منه المجتمع الإسلامي يهجر وجوبًا إن كان في هجره مصلحة.
- غير المسلمين لا نبدأهم بالسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام) وإن سلموا نرد عليهم لقول الله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.
4/ تحمل الناس.
5/ الأنفة من غير كبرياء-هي أن يأنف الإنسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعته عند الناس ولكن بدون كبرياء.
6/ العزة في غير جبروت- أي أن يكون عزيز النفس قويًا لكن من غير جبروت أي لا يذل أمام خصمه بشرط ألا يؤدي ذك إلى الجبروت وإلا صار خلقًا ذميمًا. العكس هو التذلل أي يكون ذليلًا فتجده يهزم في مواضع الحق التي أصاب فيها.
7/ الشهامة من غير عصبية- يكون شهمًا معتزًا بنفسه لكن من غير عصبية لقبيلة أو غيرها.
8/ الحمية في غير جاهلية- تكون عنده حمية وغيرة لكن في الحق لا في الجاهلية.

* وعليه فتَنَكُّبُ ( خَوارِمِ الْمُروءةِ ) في طَبْعٍ أو قولٍ أو عَمَلٍ من حِرفةٍ مَهِينَةٍ أو خَلَّةٍ رَديئةٍ كالعُجْبِ والرياءِ والبَطَرِ والْخُيلاءِ واحتقارِ الآخرينَ وغِشْيَانِ مَواطِنِ الرِّيَبِ .
- تنكب أي أبعد عن ما يخل بالمروءة في طبع( بأن تكون طباع الإنسان ملائمة للمروءة) أو قول أو عمل ومن ذلك-

- حرفة مهينة وهي كل ما يحترفه الإنسان من عمل.
- خلة رديئة- أي خصلة رديئة مثل:-
^ العجب (أن يعجب الإنسان بنفسه) ،
^ الرياء (أن يرائي الناس كأن يتكلم في العلوم ليقال عالم) ،
^ البطر هو-
(1) رد الحق ويحصل من المجادلات والتعصب لرأي من الأراء أو مذهب من المذاهب.
(2) احتقار الآخرين وهو الكبر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) أي احتقارهم وغشيان مواطن الريب أي المواطن التي تكون محل الشك فيه وفي مروءته وأخلاقه فعليه اجتنابها.
(رحم الله امرءًا كف الغيبة عن نفسه)

  #10  
قديم 14 شعبان 1432هـ/15-07-2011م, 07:53 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس التاسع (التَمتع بخصال الرجولة)
* من خصال الرجولة:
1/ الشجاعة وهي الإقدام في محل الإقدام ولزم أن تسبق برأي وتفكير وحنكة.
2/ شدة البأس في الحق بحيث يكون قويًا فيه صابرًا على ما يحصل من أذىً وغيره في جانب الحق.
3/ البذل في سبيل المعروف ويكون ببذل المال والجاه والعلم كل ما يُبذل للغير ولكن في سبيل المعروف.
- وأما إن كان في سبيل المنكر فهو منكر
- وإن كان فيما ليس بمعروف ولا منكر فهو إضاعة للوقت والجهد.

* نواقضها تهضم العلم وتقطع اللسان عن قولة الحق وتأخذ بناصيته إلى خصومه في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده.
من النواقض:
- ضعف الجأش.
- قلة الصبر.
- ضعف المكارم.

  #11  
قديم 14 شعبان 1432هـ/15-07-2011م, 08:34 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس العاشر (هجر الترفه)
* لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ )- هذه وصية لطالب العلم ولغيره لأن الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان ينهى عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانًا.
* ( البَذاذةَ من الإيمانِ )- البذاذة هي عدم الترفه والتنعم وهي صفة محمودة (لنفرقها عن البذاءة وهي صفة غير محمودة.
* وخُذْ بوَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه : ( وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا .... ) .
- قول عمر بن الخطاب جملة تحذيرية لأنها وردت في محذور ولو وردت في مطلوب تكون جملة إغرائية.
- إياكم= أي أحذركم أن تكونوا مع التنعيم والمقصود الإكثار منه وليس تركه بالجملة لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه من الأمور المحمودة بلا شك ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي فهو مذموم.
- زي العجم أي شكله سواء كان ذلك في الحلية (كشكل الشعر مثلًا أو اللحية) أو اللباس.
- تمعددوا أي عليكم بزي العرب(معد بن عدنان)
- اخشوشنوا : فهو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .
كل هذه وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه، لو أن الناس عملوا بها، سواء من طلبة العلم أو غير طلبة العلم، لكان في هذا خير كثير.

* على طالب العلم أن يبتعد عن زيف الحضارة لأنه يؤنث الطباع ويرخي الأعصاب ويقيد بخيط من الأوهام فيصل المجدون لغاياتهم وهو لايزال في مكانه بسبب انشغاله بالتأنق في ملبسه وإن كان ليس فيها محرمًا أو مكروهًا ولكن ذلك ليس من السمت الصالح.

* والحِلْيَةُ في الظاهرِ كاللِّباسِ عُنوانٌ على انتماءِ الشخصِ بل تَحديدٌ له ، وهل اللِّباسُ إلا وَسيلةٌ من وسائلِ التعبيرِ عن الذاتِ ؟!
- عليه يجب على طالب العلم أن يحسن اختيار ملبسه لأنه يعبر لغيره عن تقويمه في الانتماء والتكوين والذوق.
- قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن.
- الناس يصنفون الشخص من لباسه، فكيفية اللبس تعطي الناظر فكرة عن الشخص من رصانة وتعقل، وتمشيخ ورهبنة، وتصابي وحب الظهور.
- اللبس اللائق وكيفية اللبس إن تلاقى مع شرف ما يحمله الطالب من العلم الشرعي كان أدعى لتعظيمه والانتفاع بعلمه وبحسن نيته يكون قربة بكونه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
- لباس التصابي هو أن يلبس الشيخ كبير السن لباس الصبيان من رقيق لثياب وما أشبه ذلك.

* حكم اللباس الإفرنجي هو التحريم لقول النبي- صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منه)
- اللباس الإفرنجي هو المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم وأما ما كان شائعًا بين الناس من الإفرنج وغيرهم فهذا لا يكون من التشبه لكن قد يحرم من جهة أخرى كأن يكون حريرًا بالنسبة للرجال أو قصيرًا بالنسبة للنساء وهكذا.

* لا يعني ما سبق أن يأتي الإنسان باللباس المشوه إطهارًا للزهد بل ينبغي على الإنسان أن يعتني بنفسه ولا يأتي بما يكون هزوءًا في حقه لأنه مأمور أن يدفع الغيبة عن نفسه ((رحم الله امرءًا كف الغيبة عن نفسه))

  #12  
قديم 15 شعبان 1432هـ/16-07-2011م, 12:49 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الحادي عشر (الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ)


1- الإعراض عن مجالس اللَّغْو المحرم: أي لا يجوز للإنسان أن يجلس فيها > لقول الله تعالى: { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ . إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } فمن جلس مجلسا منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر فإن استقامت الحال فهذا المطلوب، وإن لم تستقم وأصروا على منكرهم فالواجب أن ينصرف.

2- اللغو نوعان:
* لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة: لا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة .
* ولغو فيه مضرة: يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم .


3- إذا جلس طالب العلم في مجالس اللهو فجِنايته على العِلم وأهله عظيمة؛ لأن الناس سيقولون: هؤلاء طلبة العلم، هؤلاء العلماء، هذا نتيجة العلم.. فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره.

  #13  
قديم 15 شعبان 1432هـ/16-07-2011م, 03:08 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الثاني عشر (الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ)

1- التَّصَوُّن من اللَّغَط والْهَيْشَات ؛ فهو إهانة لطلب العلم ولطلبة العلم عموما وللعلم الشرعي أيضا .
....* الهيشات: هيشات الأسواق
....* الهيشة -والهوشة- بالياء والواو هي: المنازعة التي تفضي إلى تسابّ أوتضارب أوتقاتل.

2- من لَطيفِ ما يُسْتَحْضَرُ هنا
( إنه وَقَعَ نِزاعٌ بينَ قَبيلتينِ ، فسَعَتْ بينَهما قَبيلةٌ أُخرى في الصُّلْحِ فتَرَاضَوْا بِحُكْمِ الشرْعِ وحَكَّمُوا عالِمًا فاستَظْهَرَ قتلَ أربعةٍ من قبيلةٍ بأربعةٍ قُتِلُوا من القبيلةِ الأخرى ، فقالَ الشيخُ بابُ بنُ أحمدَ : مثلُ هذا لا قِصاصَ فيه . فقالَ القاضي : إنَّ هذا لا يُوجَدُ في كتابٍ .فقالَ : بل لم يَخْلُ منه كتابٌ . فقالَ القاضي : هذا ( القاموسُ ) – يعني أنه يَدْخُلُ في عُمومِ كتابٍ - .
فتَنَاوَلَ صاحبُ الترجمةِ ( القاموسَ ) وَأَوَّلَ ما وَقَعَ نَظَرُه عليه : ( والْهَيْشَةُ الفتنةُ وأمُّ حُبَيْنٍ وليس في الْهَيْشاتِ قَوَدٌ) أي : في القتيلِ في الفِتنةِ لا يُدْرَى قاتِلُه فتَعَجَّبَ الناسُ من مِثْلِ هذا الاستحضارِ في ذلك الموقِفِ الْحَرِجِ ) اهـ .

..* قول القاضي: "هذا القاموس" -وهو كتاب- تعجيزا للشيخ الذي يقول: " لم يخل منه كتاب"؛ أي هاهو القاموس، فأين فيه حكم هذه المسألة؟!
.... لأن القاموس كتاب لغة وليس كتاب فقه.
..* والشيخ باب بن أحمد من أول ما موقع نظره عليه في القاموس: (والْهَيْشَةُ الفتنةُ وأمُّ حُبَيْنٍ وليس في الْهَيْشاتِ قَوَدٌ)، فأخذ من كتاب القاموس أن حكم القاضي بأنه يقتل من القبيلة الأخرى أربعة خطأ .
..* أمُّ حُبَيْن: هي دويبة من الحشرات تشبه الخنفساء، وتطلق على الفتنة.
..* القتيلِ في الفِتنةِ: الذي لا يدرى من هو قاتله.
..* القَوَد (في مختار الصحاح) معناها: القصاص.

  #14  
قديم 18 شعبان 1432هـ/19-07-2011م, 10:23 AM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الثالث عشر (التحلي بالرفق)


* التحلي بالرفق يعتبر من أهم الأخلاق الذي يجب أن يتحلى بها الإنسان سواء أكان طالبا أم معلما فالرفق كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه)).

* ويجب على طالب العلم أن يكون رفيقا في مواضع الرفق وعنيفا في مواضع العنف فلكل مقام مقال ولا أحد أرحم من الخلق من الله عز وجل ومع ذلك يقول: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وقال صلى الله عليه وسلم: ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)) لكن إذا دار الأمر بين الرفق أو العنف فالأفضل هو الرفق، لكن إن تعين العنف صار هو الحكمة.

*"الْتَزِم الرِّفْقَ في القوْلِ ، مُجْتَنِبًا الكلمةَ الجافيةَ فإنَّ الْخِطابَ اللَّيِّنَ يتَأَلَّفُ النفوسَ الناشِزَة": فإذا نازعت أحدا فسيشتد عليك ويزيد وإذا ألنت له القول فإنه يقرب منك ولهذا قال الله تعالى لموسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}.


  #15  
قديم 18 شعبان 1432هـ/19-07-2011م, 10:53 AM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)

تلخيص وترتيب الدرس الرابع عشر (التأمل)

* ومن الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم التأمل والمقصود به هنا التأني وألا تتكلم حتى تعرف ماذا تتكلم به وماذا ستكون النتيجة؟.

*
فالتأمل مهم ولا تتعجل إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك ولهذا قال الشاعر الناظم :
قد يدرك المتأني بعض حاجته = وقد يكون مع المستعجل الزلل
وربما فات قوم جل أمرهم = مع التأني وكان الرأى لو عجلوا


*
إذا دار الأمر بين أتتأنى وتصبر أو تتعجل وتقدم فالأول هو الأفضل لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لن ترد لكن ما دمت لم تقل ولم تفعل فأنت حر تملك، ولهذا قال النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)).

* "
وتَحَرَّزْ في العِبارةِ والأداءِ دونَ تَعَنُّتٍ أو تَحَذْلُقٍ": يعني لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليك بل تحرز إما بقيود تضيفها إلى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه إلى العموم وإما بشرط تقول إن كان كذا أو ما أشبه ذلك ولكن دون أن تشق على نفسك أو تدعي أنك حاذق.

* "
وتَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ كيفَ تَختارُ القالَبَ المناسِبَ للمعنى الْمُرادِ ، وتَأَمَّلْ عندَ سؤالِ السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ ؟" : يعني إذا كنت تناظرغيرك في شيء فاختر القالب المناسب للمعنى المراد، وكذلك أيضا في الجواب وهو أهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل: ماذا يريد ؟ فيتبين الأمر لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل إنسان يفسر هذا الكلام وبما يناسبه.

  #16  
قديم 19 شعبان 1432هـ/20-07-2011م, 05:32 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الأول (آداب الطالب في نفسه)
تلخيص وترتيب الدرس الخامس عشر (الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ)


* التحلي بالثباتِ والصبرُ في التَّلَقِّي والطلَبِ على الأشياخِ ، فإنَّ (مَن ثَبَتَ نَبَتَ):
بالصبر والمصابرة، وألا يمل الطالب ولا يضجر، وألا يأخذ من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك؛ فهذا في الغالب أنه لا يحصل علما، ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصولا ..
- اثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع
- واثبت بالنسبة للشيوخ أيضا الذين تتلقى عنهم؛ قرر أولا من ستتلقى العلم عنده، ثم إذا قررت ذلك فاثبت ولا تجعل كل شهر أو كل أسبوع لك شيخا.

* التَّثَبُّتِ لا سِيَّمَا في الْمُلِمَّاتِ والْمُهِمَّاتِ :
التثبت فيما ينقل من الأخبار، والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام بناء على هذه الأخبار .
فيجب التثبت؛ لأن الناقلين للأخبار:
- إما أن تكون لهم إرادات سيئة فينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه قصدا وعمدا.
- وإما أن لا يكون عندهم إرادات سيئة لكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به.

  #17  
قديم 19 شعبان 1432هـ/20-07-2011م, 07:48 PM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الثاني (كيفية الطلب والتلقي)
تلخيص وترتيب الدرس السادس عشر (كيفية الطلب ومراتبه)

* من المهم أن يهتم الإنسان بكيفية الطلب حتى يبني علمه على أصول ولا يتخبط خبط عشوائي.


* من الأقوال :
- من لم يتقن الأصول حرم الوصول.
الأصول هي العلم والمسائل فروع كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الشجرة على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك.
ما هي الأصول؟
هي الأدلة الصحيحة (المبنية على الكتاب والسنة) والقواعد والضوابط المأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة وترجع إليها أحكام الكتاب والسنة.
مثال- (المشقة تجلب التيسير)- هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب (قوله تعالى:{وما جعل عليكم في الدين من حرج}) ومن السنة (قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)).

- من رام العلم جملة ذهب عنه جملة.
إذا أراد الإنسان أن يأخذ العلم جميعًا فإنه يفوته جميعًا. لابد من أخذ العلم شيئًا فشيئًا كصعود السلم من الأرض إلى السقف.
العلم يحتاج إلى مرونة وصبر وثبات وتدرج.

- ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم.
كثرة ما يسمع الطالب من العلوم توجب أن يضل في فهمه وهذا صحيح إذ أن الإنسان إذا ملأ سمعه مما يسمع أو ملأ بصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه ثم تشتبك ويعجز عن التخلص منها.

* (وعليه فلا بُدَّ من التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ)
- لابد أن يضبط أصل العلم على شيخ على أن يكون الشيخ:
^ متقن وليس أعلى من الطالب درجة فقط و لا يكون من الطلبة المتميزين فيجعله شيخه في وجود من هو أفضل من الشيوخ المتقنين.
^ عنده أمانة.
الإتقان قوة والقوة لابد فيها من أمانة، قال الله تعالى : {إن خير من استأجرت القوي الأمين}
قد يكون العالم عنده إتقان، وعنده سعة علم، وعنده قدرة على التقريب وعلى التقسيم وعلى كل شيء لكن ليس عنده أمانة فربما يضل الطالب من حيث لا يشعر.

* إذن أخذ العلم يكون عن شيخ متقن وعنده أمانة وليس بالتحصيل الذاتي- والتحصيل الذاتي هو أن يقرأ الطالب كتابًا من نفسه دون أن يكون له شيخ معتمد يرجع عليه ليصحح له ويفهمه ما أشكل عليه- قيل: (من دليله كتابه خطؤه اكثر من صوابه).
- الأصل أن من اعتمد على التحصيل الذاتي وعلى مراجعة الكتب الغالب والأصل أنه يضل لأنه يجد بحرا لا ساحل له ويجد عمقا لا يستطيع التخلص فيه.
- من اعتمد على الكتب فإنه لا بد يكرث جهوده ليلا ونهارا ثم إذا طالع الكتب التي يقارن فيها بين أقوال العلماء فسيقت أدلة هؤلاء وسيقت أدلة هؤلاء من يدله على أن هذا الأصوب ؟ يبقى متحيرا.
- أما من أخذ عن عالم وشيخ فإنه يستفيد ثلاثة فوائد عظيمة وهي:
1/ قصر المدة.
2/ قلة التكلف.
3/ أحرى بالصواب لأن الشيخ قد علم وتعلم ورجح وفهم فيعطي خلاصة علمه ناضجًا وإن كان الشيخ عنده أمانة فإنه يمرن الطالب على المراجعة والمطالعة.

* لابد من أخذ العلم بالتدرج والأدلة:
- قالَ اللهُ تعالى : { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا }
-قالَ اللهُ تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } .
نزل في القرآن- لما ينزل شيئًا فشيئًا.
أنزل- لما نزل جملة واحدة.
لماذا قال الذين كفروا: (لولا نزل) ولم يقولوا (لولا أنزل) علينا القرآن جملة واحدة؟
قالوا ذلك باعتبار واقع القرآن أنه منزل شيئا فشيئا.
- قالَ اللهُ تعالى :{ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً }.

* قول الله تعالى: { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}
الذين ءاتيناهم: أعطيناهم إياه وأنزلناه إليهم
يتلونه حق تلاوته- تلاوته الحقة الصحيحة
التلاوة هنا تشمل:
^ تلاوة لفظية يعني يقرأوه بألسنتهم
^ تلاوة حكمية أي يصدقوا بأخباره ويلتزموا بأحكامه.

* عند طلب أي علم يجب مراعاة الأتي:
1/ حفظ مختصر فيه.
2/ ضبطه وشرحه(أي تحقيق ألفاظه) على شيخ متقن وعنده أمانة.
3/ عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله- أي أصل ذلك العلم.
عدم الاشتغال بالمطولات وهذا مهم جدًا لطالب العلم أن يتقن المختصرات أولًا حتى ترسخ العلوم في ذهنه ثم بعد ذلك يفيض في المطولات.
4/ عدم الانتقال من مختصر لآخر بلا موجب فهذا من باب الضجر.
- هذه آفة عظيمة تقطع على الطالب طلبه وتضيع عليه أوقاته.
- إن كان هناك موجب للتنقل كأن يجد الطالب من يدرسه مختصر وشيخ آخر موثوق في إتقانه وأمانته يدرسه مختصر آخر فلا بأس.
5/ اقتناص الفوائد والضوابط العلمية وهذا أيضًا من أهم ما يكون.
- الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن أو التي يندر ذكرها والتعرض لها أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها هذه على طالب العلم اقتنصها وضبطها بالكتابة قيد.
- الاهتمام بالضوابط. ومنها ما يذكره الفقهاء تعليلا للأحكام فإن كل التعليلات للأحكام الفقهية تعتبر ضوابط لأنها تنبني عليها الأحكام فهذه أيضا على الطالب أن يحتفظ بها.
6/ جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه ،
- من المهم أن يجمع الإنسان نفسه للطلب فلا يشتتها يمينًا يسارًا.
- من المهم أن يجمع نفسه أيضًا على الترقي في العلم فلا يبقى ساكنًا بل يرتقي شيئًا شيئًا.
- طلب العون متى ما احتاج إلى ذلك ولا يستحي فالحياء لا يُنَال العلم به- لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر.
والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ .
- على الإنسان أن يكون عنده شغف شديد فتتحرق نفسه لينال ما فوق المنزلة التى هو فيها فيرتقي شيئًا فشيئًا.

- حث طالب العلم على القراءة والاستزادة من العلم وما يحفزه لطلبه حتى يكون كل ذلك كأعوانه في سلوك الطريق الموصل للتمكن من قراءة الكتب المطولة الكبار بحسن فهم ودراية.

* الجمع بين العلمين-
- الناس يختلفون في الفهم والاستعداد فقد يكون سهلًا على شخص دون الأخر فإذا رأى من نفسه قدرة وقوة فلا بأس أن يجمع بين علمين ولكن يجب الحذر من نشاط البدء فيكون الإنسان نشيطًا ونهمًا في البداية فيُكلف نفسه ما لا تطيق ثم بعد قليل تفتر همته ويقل حماسه ونشاطه. لابد من الاتزان حتى يستطيع الإنسان أن يستمر.

  #18  
قديم 23 شعبان 1432هـ/24-07-2011م, 10:56 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الثاني (كيفية الطلب والتلقي)
تلخيص وترتيب الدرس السابع عشر (مَرَاحِلُ الطَّلَب)



وهنا تلخيص مفيد للأخت محبة السنة


  #19  
قديم 23 شعبان 1432هـ/24-07-2011م, 10:56 AM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل الثاني (كيفية الطلب والتلقي)
تلخيص وترتيب الدرس الثامن عشر (تلَقِّي العِلْمِ عن الأشياخِ )


1- ينبغي لطالب العلم أن يتلقى العلم عن الأشياخ لأنه يستفيد بذلك ثلاث فوائد :
  • الفائدة الأولى: اختصار الطريق بدلا من أن يذهب يقلب في بطون الكتب وينظر ما هو القول الراجح, وما سبب رجحانه ؟ وما هو القول الضعيف؟ وما سبب ضعفه؟ بدلا من ذلك يمد المعلم هذا له لقمة سائغة.
  • الفائدة الثانية: سرعة الإدراك, فالإنسان إذا كان يقرأ على عالم فإنه يقرب له المعلومة فيدرك بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ في الكتب, وربما يفهمها على وجه غير صحيح.
  • الفائدة الثالثة: الرابطة بين طالب العلم ومعلمه , فيكون ارتباط بين أهل العلم من الصغر إلى الكبر.
2- الواجب أن يختار الإنسان من العلماء من هو ثقة أمين قوي أمين , يعني عنده علم وإدراك ليس علمه سطحياً , وعنده أمانة , وكذلك أيضاً إذا كان عنده عبادة فإن الطالب يقتدي بمعلمه.

3- الأصلُ في الطلَبِ أن يكونَ بطريقِ التلقينِ والتلَقِّي عن الأساتيذِ والْمُثَافَنَةِ للأشياخِ ، والأخْذِ من أفواهِ الرجالِ لا من الصحُفِ وبُطونِ الكُتُبِ.
... وقيلَ: (مَن دَخَلَ في العِلْمِ وَحْدَه ، خَرَجَ وَحْدَه) أي: مَن دَخَلَ في طَلَبِ العِلْمِ بلا شيخٍ ، خَرَجَ منه بلا عِلْمٍ .
....** وقد قيل : إن من كان دليله كتاباً؛ خطأه أكثر من صوابه.
....** مُثَافَنَةِ الأشياخ: أي ملازمتهم والأخذ عنهم مباشرة حتى يستخرج ما عندهم من العلم.

4- الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب (وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم) للأسباب التي أوردها ابن بَطْلانَ في الرد على عَلِيِّ بنِ رِضوانَ الْمِصرِيِّ (الذي لم يكن له شيخ وحصَّل العِلم من الكتب)،، يقول ابن بطلان: يُوجَدُ في الكتابِ أشياءُ تَصُدُّ عن العلْمِ، وهي مَعدومةٌ عندَ الْمُعَلِّمِ وهي:
  • التَّصحِيفُ العارضُ من اشتباهِ الحروفِ مع عَدَمِ اللفظِ: فكثير من الحروف شكلها مشتبه بدون نقط ، مثل: (د، ذ)، (ر، ز) ، وكانوا فيما سبق يكتبون بلا نقط؛ لذلك قد يخطئ الإنسان , فتختلف الأحكام باختلاف النقط.
  • والغلَطِ بزَوَغَانِ البصَرِ: يعني يزيغ بصره فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها لا سيما إذا كان الكتاب ليس جيدا، أو يزوغ بصره بين السطور فيفوته بعضها وهو لا يدري .
  • وقِلَّةِ الْخِبرةِ بالإعرابِ أو فَسادِ الموجودِ منه: فيخطئ في الإعراب فيكون له أثر في تغيير المعنى.
  • وإصلاحِ الكتابِ.
  • وكتابةِ ما لا يُقْرَأُ وقِراءةِ ما لا يُكْتَبُ.
  • ومَذهبِ صاحبِ الكِتابِ: ربما يكون مذهبه مخالف؛ معتزلي أو جهمي أو غيره وأنت لا تدري .
  • وسُقْمِ النَّسْخِ ورَداءةِ النقْلِ: رداءة الكتاب المطبوع أو نسخته فلا تظهر بعض الكلمات.
  • وإدماجِ القارئِ مواضِعَ الْمَقاطِعِ: يعني أن الكلمة لا بد أن تقف عليها , فيأتي القارئ ليقرأ الكتاب فيقرأها مع ما بعدها فيختلف المعنى.
  • وخلْطِ مَبادئِ التعليمِ: بحيث لا يميز بعضها عن بعض , بمعنى أن الكاتب قد لا يكون متقناً فيخلط هذا مع هذا.
  • وذِكْرِ ألفاظٍ مُصْطَلَحٍ عليها في تلك الصناعةِ: يأتيه مصطلح ولا يكون عنده علم به فيشكل عليه هذا الشيء.
  • وألفاظٍ يُونانِيَّةٍ لم يُخَرِّجْها الناقِلُ من اللغةِ: ألفاظ غريبة لم يوضحها صاحب الكتاب، وقد يكون بعضها مُعرّبا وليس له مقابل في العربية فيشكل فهمه على طالب العلم.
"كل هذه معوقات عن العِلم , استراح المُتعلّم من تكلفها عند قراءته على المعلم"

5- قالَ العُلماءُ : لا تَأْخُذ العِلْمَ من صَحَفِيٍّ ولا من مُصْحَفِيٍّ .
** فائدة خارجية قابلتني تشرح معنى العبارة :
قال الحافظ الكبير الخطيب البغدادي نقلاً عن بعض المحدِّثين: "مَن طالَع الكُتُبَ لنفسهِ بدونِ مُعَلِّمٍ يُسمَّى صُحُفِيًّا ولا يُسمى مُحَدِّثَا، ومَن قَرأ القُرءآن لِنَفْسه بِدُون مُعَلِّمٍ يُسَمَّى مُصْحَفِيًّا ولا يسمى قارئًا". اهـ.

6- الأَخْذَ من الصُّحُفِ وبالإجازةِ يَقَعُ فيه خَلَلٌ حيث لم يكنْ بعدُ نَقْطٌ ولا شَكْلٌ فتَتَصَحَّفُ الكلمةُ بما يُحِيلُ المعنى ولا يَقَعُ مثلُ ذلك في الأَخْذِ من أفواهِ الرجالِ.
....** كل هذا إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما إذا كان فيها بيان , كالموجود الآن من المصاحف فهو واضح ما فيه إشكال .
....** الصُّحُف: الكتب.
... ** الإجـازة: أي من دون سماع وعرض على الشيخ.

7- كان أبو حَيَّانَ كثيرًا ما يُنْشِدُ:
يَظُنُّ الغَمْــرُ أنَّ الكُتُبَ تَهْـدِي= أَخَـا فَهْـــــمٍ لإدراكِ العــــلــــــــومِ
ومـا يَدْرِي الْجَهولُ بأنَّ فيهـا = غوامِـضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيـمِ
إذا رُمْتَ العلومَ بغيـرِ شيـخٍ = ضَلَلْتَ عن الصراطِ المستقيـمِ
وتَلْتَبِسُ الأمورُ عليك حتى = تصيرَ أَضَلَّ من (تُومَا الحكيمِ)
** الغَمْرُ: الصغير والأحمق.
** رُمْتَ: طَلَبْتَ.
** تُومَا الحكيمِ: فيلسوف مشهور بالغباوة لكنه يدَّعِي العِلم ، ويُضرّب به المَثــــل في الجهل.

== والأبيات تؤكد أن من طلب العلم من الكتب دون شيخ سيضل وتلتبس عليه الأمور.

  #20  
قديم 1 رمضان 1432هـ/31-07-2011م, 01:28 AM
أم سدرة أم سدرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 141
Lightbulb

الفصل الثالث (أدب الطالب مع شيخه)
تلخيص وترتيب الدرس التاسع عشر (رعاية حرمة الشيخ)

* آداب الطالب مع شيخه من أهم الآداب لطالب العلم.
* على الطالب أن بعتبر شيخه معلمًا (يلقي إليه العلم) ومربيًا (يلقي إليه الآداب) وإذا لم يثق الطالب في كون شيخه معلمًا ومربيًا لن يستفيد الفائدة المرجوة.
- مثال: لو أن الطالب كان عنده شك في علم شيخه فكيف ينتفع به؟ أي مسألة ترد على لسان الشيخ لن يقبلها حتى يسأل ويبحث وفي هذا خطئين:
^ خطأ في التقدير من وجه لأن من المفروض أن الشيخ لن يجلس للتعليم إلا وهو يرى أنه أهل لذلك والتلميذ لم يأت للشيخ إلا وهو يعتقد أنه أهل لتعليمه.
^ خطأ في المنهج لأن الطالب إذا سار هذا المسير وسلك هذا المنهج , سوف يبني علمه على شفا جرف هار لأن نفسه قلقة ليس واثقا كل الثقة من هذا الشيخ الذي قرأ عليه فلذلك يضيع عليه الوقت ويضيع عليه التحصيل .

* العِلْمَ لا يُؤْخَذُ ابتداءً من الكُتُبِ بل لا بُدَّ من شيخٍ تُتْقِنُ عليه مفاتيحَ الطلَبِ ؛ لتَأْمَنَ من العِثارِ والزَّلَلِ
* على الطالب التحلي برعاية حرمة شيخه وذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق.
* رعاية حرمة الشيخ بأن يكون الشيخ محل إجلال وإكرام وتقدير وتلطف.
* على الطالب الأخذ بمجامع الآداب مع شيخه:
(1) في جلوسه معه (أي يجلس جلسة المتأدب فلا يمد رجليه أو يديه ولا يجلس متكئًا وخصوصًا في مكان الطلب) والتحدث إليه (لا يتحدث الطالب مع شيخه كما يتحدث مع قرينه بل يتحدث إليه كتحدث الابن لأبيه باحترام وتواضع).
(2) حسن السؤال (لا يسأل بلا استئذان ويسأل بهدوء ورفق) والاستماع (بحيث يكون قلب الطالب وقالبه متجهًا إلى معلمه فلا يكون جالسًا ببدنه سائرًا بقلبه في غبر الدرس لأن هذا يفوت عليه خير كثير).
(3) حسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب (رفقًا بالكتاب لئلا يتمزق).
(4) ترك التطاول والممارة أمامه.
- والتطاول في الواقع ليس أمرا محسوسا مدركا بالحس الظاهر، لكن النفس تشعر بأن هذا السائل متطاول، وقد يكون هذا لسوء ظن وقد يكون لفراسة، لكن التطاول معروف.
- المماراة هي الجدل كأن مثلا يسأل عن مسألة من المسائل تجيبه ثم يأتي بمسألة فرضية، تجيبه على هذا الفرض فيأتي بفرض آخر أضيق من الأول هذه مماراة ليس لها داعي.
(5) عدم التقدم عليه بكلام أو مسير
(6) عدم إكثار الكلام عنده (إذا كان مجلس علم أما إذا كان مكان نزهة فلا بأس من إكثار الكلام لإيساع صدر الشيخ وصدور الحاضرين).
(7) عدم مداخلته في حديثه ودرسه بكلام من الطالب (المداخلة تكون بمقاطعة الشيخ أثناء كلامه وهذا لا يصح في الدرس ولا خارج الدرس لأنه من سوء الأدب).
(8) عدم الإلحاح عليه في الجواب.
(9) تجنب الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملأ فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل.
(10) عدم مناداته باسمه مجردًا أو مع لقبه كقول: يا شيخ فلان،فلا يجب تسميته فإنه أرفع في الأدب.
(11) عدم مخاطبته بتاء الخطاب (لا تقل: قلت كذا وكذا لأن هذه فيها إساءة أدب وفيها إشعار بأنك لم ترض قوله , إذًا ماذا نقول ؟ قلنا كذا وكذا، مر علينا في كذا وكذا ، أما قلت كذا وكذا، فهذا لا يليق مع الشيخ.
(12) عدم مناداته من بعد من غير اضطرار (كأن يكون علي الشيخ خطر فيناديه الطالب من بعيد لتنبيهه أو يكون الطالب نفسه في حاجة إلى المساعدة فيضطر لمنادته من بعيد ليساعده).
* وانْظُرْ ما ذَكَرَه اللهُ تعالى من الدَّلالةِ على الأَدَبِ مع مُعَلِّمِ الناسِ الخيرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قولِه : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ... } الآيةُ.
هذه الآية , للعلماء في تفسيرها قولان:
القول الاول : لا تنادوه باسمه , كما ينادي بعضكم بعضا , وهذا ما ساقه المؤلف أبو بكر من أجله .
والثاني : لا تجعلوا دعاؤه إياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم أن تجيبوه , وأن تمتثلوا أمره وتجتنبوا نهيه , بخلاف غيره , فغيره إذا دعاك إن شئت أجبه وإن شئت لا تجبه.

* وكما لا يَلِيقُ أن تَقولَ لوالِدِك ذي الأُبُوَّةِ الطينيَّةِ : ( يا فلانُ ) أو : ( يا وَالِدِي فلان ) فلا يَجْمُلُ بك مع شيخِك .
- الأبوة الطينية أي الأبوة بالنسب.
- اختار المؤلف لفظ الأبوة الطينية إشارة إلى حقارته بالنسبة لأب العلم- المعلم.
(13) التزام توقير المجلس وإظهار السرور من الدرس والإفادة به.
(14) إذا بدا خطأ من الشيخ أو وهم فلا يسقطه ذلك من عين الطالب فإنه سبب لحرمانه من علمه.
- إذا بدا وهم أو خطأ من الشيخ، هل يسكت الطالب أو ينبهه؟
لا يجوز السكوت على الخطأ لأن هذا ضرر على الشيخ وعلى الطالب.
- هل ينبهه في مكان الدرس أو إذا خرج؟
يُنظر هنا للقرائن، قد تقتضي الحال أن ينبهه في الدرس، مثل الحال الآن تقتضي التنبيه في الدرس، لأن كل طالب معه مسجل فإذا لم يصلح الخطأ في حينه نشر هذا العلم على خطأ، فلا بد من التنبيه في مكان الدرس.
أما لو كان لم يسمع هذا الخطأ إلا الطلاب، فإن من الأليق أن لا يُنبه الشيخ في مكان الدرس، بل إذا خرج تلتزم الأدب معه وتمشي معه وتقول : سمعت كذا وكذا فلا أدري أوهمت أنا في السمع أم أن الشيخ أخطأ ؟
إذن التنبيه على الخطأ والوهم حكمه واجب ولا بد منه، لأن السكوت إضرار بالطالب وإضرار بالمعلم.
لكن أين يكون التنبيه؟ حسب ما تقتضيه الحال.

(15) الحذر من ممارسة ا يضجره ومنه ما يُسَمِّيهِ الْمُوَلَّدُون : ( حربَ الأعصابِ ) بمعنى : امتحانِ الشيخِ على القُدرةِ العِلمِيَّةِ والتَّحَمُّلِ.
(6) الاستئذان من الشيخ إن بدا للطالب الانتقال إلى شيخ أخر ولهذا فوائد:
^ ذلك أدعى لحرمة الشيخ وأملك لقلبه في محبة الطالب والعطف عليه.
^ قد يكون عند الشيخ ما يعرفه عن الشيخ الأخر فينصح الطالب ويفيده.
كذلك ينبغي استئذان الشيخ قبل السفر إن علم الطالب أن الشيخ ممكن يتفقد الطلبة وينشغل قلبه لغيابهم.

* على الطالب الحذر من صَنيعِ الأعاجِمِ ، والطُّرُقِيَّةِ ، والْمُبتدِعَةِ الْخَلَفِيَّةِ ، من الْخُضوعِ الخارِجِ عن آدابِ الشرْعِ من:
^ لَحْسِ الأيدِي ،
^ وتَقبيلِ الأكتافِ (ما جاء في الشرح- وتقبيل الأكتاف هذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا بكل حال)

^والقبْضِ على اليمينِ باليمينِ والشمالِ عندَ السلامِ ؛ كحالِ تَوَدُّدِ الكِبارِ للأَطفال (ما جاء في الشرح- هذا أيضا لا نرى فيه بأسا فإن ابن مسعود رضي الله عنه , قال : علمني النبي صلى الله عليه وسلم التشهد وكفي بين كفيه .
وهذا يدل على أنه يجوز أن يقبض الكف بين كفين , وإذا اعتاد الناس أن يفعلوا ذلك عند السلام فلا حرج , لأنه ليس فيه نهي , صحيح أن المصافحة باليد مع اليد فقط , لكن هذا من باب إظهار الشفقة والإكرام . لا نرى أن في ذلك بأسًا).

^ والانحناءِ عندَ السلامِ (ورد النهي عن ذلك فهو خلق ذميم).
^ واستعمالِ الألفاظِ الرَّخوةِ المتخاذِلَةِ : سَيِّدِي ، مَوْلَاي ، ونحوِها من أَلفاظِ الْخَدَمِ والعَبيدِ (ما جاء في الشرح-هذه ليس لها داعي، والحقيقة أن الشيخ سيد بالنسبة لتلميذه لكن لا ينبغي أن يتخاذل أمامه، حتى يقول سيدي أو يقول مولاي ولكن مع ذلك هو جائز من حيث الشرع , إلا أنه يقال بالنسبة للعبد المملوك يقوله لسيده المالك، كما جاء في الحديث (وليقل سيدي ومولاي).

* الأمر التاسع عشر: رأسُ مالِك – أيُّها الطالِبُ – من شَيْخِكَ:
- الاقتداء بصالح أخلاق الشيخ وكريم شمائله من أهم الأمور.

- التلقي والتلقين من الشيخ أيضًا من أهم المقاصد.
- على الطالب أن يحذر من تقليده بصوت ونغمة ولا مشية وحركة وهيئة(وليس هذا على الإطلاق فإذا كانت مشية الشيخ كمشية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالطالب يقتدي بها، لكن لا لأن الشيخ قدوته ولكن لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوته).

* الأمر العشرون: نشاطُ الشيخِ في دَرْسِه:
- يكونُ على قَدْرِ مَدارِكِ الطالبِ في استماعِه ، وجَمْعِ نفسِه وتَفَاعُلِ أحاسيسِه مع شيخِه في دَرْسِه

- فاحْذَرْ أن تكونَ وسيلةَ قَطْعٍ لعِلْمِه بالكَسَلِ والفُتورِ والاتِّكاءِ وانصرافِ الذهْنِ وفُتورِه .
- قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( حقُّ الفائدةِ أن لا تُسَاقَ إلا إلى مُبْتَغِيهَا ، ولا تُعْرَضَ إلا على الراغبِ فيها ، فإذا رَأَى الْمُحَدِّثُ بعضَ الفُتورِ من المستَمِعِ فليسكُتْ ، فإنَّ بعضَ الأُدباءِ قالَ : نَشاطُ القائلِ على قَدْرِ فَهْمِ الْمُسْتَمِعِ ) .
- عن زيدِ بنِ وَهْبٍ ، قال : ( قالَ عبدُ اللهِ : حَدِّث القوْمَ ما رَمَقوكَ بأبصارِهم ، فإذا رأيتَ منهم فَتْرَةً فانْزِعْ ).

  #21  
قديم 3 رمضان 1432هـ/2-08-2011م, 12:50 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الثالث (أدب الطالب مع شيخه)
تلخيص وترتيب الدرس العشرين (الكتابة عن الشيخ)

*
الأمر الحادي والعشرون: الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة
-
تختلف الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة من شيخ لآخر لأن بعضهم سريع وبعضهم يملي إملاء, وبعضهم يلقي إلقاء, وفي حالة الإلقاء يجب أن يتنبه الإنسان إلى مسألة مهمة, وهي أنه قد يفوته بعض الكلمات من حيث لا يشعر فيكتب خلاف ما قال الشيخ.

- للكتابة وراء الشيخ أدب وشرط:
** الأدب:
لا بد أن تخبر الشيخ أنك ستكتب وإذا كنت تريد أن تسجل أخبره بأنك سوف تسجل , لأن الشيخ ربما لا يرضى أن تكتب عنه شيئاً.
** الشرط: أن ت
شير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه حتى يتبين للقارئ , حتى لا يظن القارئ أن الشيخ أملاه عليك إملاء, وهناك فرق بين كتابة التقرير وبين كتابة الإملاء , لأن الإملاء سوف يكون محرراً ومنقحاً, لكن التقرير يلقي الكلام هكذا مرسلاً ربما يتداخل بعضه مع بعض وربما يقول كلمة سهواً وغير ذلك.

  #22  
قديم 7 رمضان 1432هـ/6-08-2011م, 11:26 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي الجزء الأول من درس (التلقّي عن المُبتدع)

الفصل الثالث (أدب الطالب مع شيخه)
تلخيص وترتيب الدرس الواحد والعشرين (التلَقِّي عن الْمُبْتَدِعِ)


1- احْذَرْ (أبا الْجَهْلِ) المبْتَدِعَ: يعني صاحب الجهل .
* ويُقالُ لهم أيضًا: (أهلُ الشُّبُهَاتِ) و (أهلُ الأهواءِ).
* وكان ابنُ المبارَكِ رَحِمَه اللهُ تعالى يُسَمِّي المبتَدِعَةَ (الأصاغِرَ): هم أصاغِر وإن عظَّموا أنفسَهم, وكل من خالف النص فهو صغير.

2- (المبتَدِع) هو الذي: مَسَّهُ زَيْغُ العَقيدةِ؛ وغَشِيَتْهُ سُحُبُ الْخُرافةِ؛ يُحَكِّمُ الْهَوَى ويُسَمِّيهِ العَقْلَ، ويَعْدِلُ عن النَّصِّ، ويَستمْسِكُ بالضعيفِ ويَبْعُدُ عن الصحيحِ.
قالَ الذهبيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى:( إذا رأيتَ المتكَلِّمَ المبْتَدِعَ يَقولُ: دَعْنَا من الكتابِ والأحاديثِ وهاتِ ( العَقْلَ ).. فاعْلَمْ أنه أبو جَهْلٍ).
** (يَعْدِلُ عن النَّصِّ): أي يقول: لقد دل العقل على خلافه، فلا يأخذ بالنص.
** (وهل العَقْلُ إلا في النصِّ ؟!): أي هل يمكن لأي عقل صريح أي خالٍ من الشبهات والشهوات يخالف النقل الصريح ؟! أبداً.. لكن العلة إما من النقل بحيث يكون غير صحيح , وإما من العقل بحيث يكون غير صريح .
- أما مع صراحة العقل وصحة النقل فلا يمكن أن يوجد تعارض إطلاقا, ولهذا ينعى الله سبحانه وتعالى على عقول المخالفين للرسل, يقول : {أفلا يعقلون}، {أفلا تعقلون}، {لا يفقهون}.
** (ويَستمْسِكُ بالضعيفِ ويَبْعُدُ عن الصحيحِ): وأكثر ما يكون هذا في الوُعّاظ والقصّاص, نجدهم يحشون أدمغتهم بالأحاديث الضعيفة من أجل تهييج الناس ترغيبا أو ترهيبا.

3- (وإذا رأيتَ السالكَ التوحيديَّ يَقولُ: دَعْنَا من النقْلِ ومن العَقْلِ وهاتِ الذَّوْقَ والوَجْدَ؛ فاعْلَمْ أنه إبليسُ قد ظَهَرَ بصورةِ بَشَرٍ ، أو قد حَلَّ فيه ، فإن جَبُنْتَ منه فاهْرُبْ ، وإلا فاصْرَعْهُ وابْرُكْ على صَدْرِه واقْرَأْ عليه آيةَ الكُرْسِيِّ واخْنُقْهُ ) اهـ .
* هؤلاء هم الصوفية فكل دينهم ذوق, ووجد .
** (فاعْلَمْ أنه إبليسُ قد ظَهَرَ بصورةِ بَشَرٍ أو قد حَلَّ فيه): يعني هو إما شيطان أو حل فيه الشيطان.
** (فإن جَبُنْتَ منه فاهْرُبْ ): يعني إن عجزت أن تجادله وتناظره فاهرب, لأن هذه هي الحكمة.
** (وإلا فاصْرَعْهُ وابْرُكْ على صَدْرِه) وإن كنت لا تستطيع أن تجادله وتفحمه فاصرعه (صرع حسي).
** (واقْرَأْ عليه آيةَ الكُرْسِيِّ ): حتى يخرج الشيطان.

4- حُكم أخْذ العِلْم عن المُبتًدِع:
قالَ الذهبي أيضًا رَحِمَه اللهُ تعالى: ( وقرأتُ بخطِّ الشيخِ الموَفَّقِ قالَ: سَمِعْنَا دَرْسَه – أي: ابنِ أبي عَصْرونَ – مع أخي أبي عمرَ وانْقَطَعْنَا ، فسمعتُ أَخِي يقولُ: دَخَلْتُ عليه بَعْدُ ، فقالَ: لم انْقَطَعْتُم عَنِّي؟ قلتُ: إنَّ ناسًا يَقولون: إنك أَشْعَرِيٌّ. فقالَ : واللهِ ما أنا أَشعريٌّ. هذا معنى الْحِكايةِ ) اهـ .
.. * يعني يستفاد منه أنه لا ينبغي أن تجلس إلى مبتدع ولو كانت بدعته خفيفة كبدعة الأشعريين.
عن مالِكٍ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ: ( لا يُؤْخَذُ العِلْمُ عن أربعةٍ: سفيهٌ يُعْلِنُ السَّفَهَ وإن كان أَرْوَى الناسِ، وصاحبُ بِدعةٍ يَدْعُو إلى هَواهُ، ومَن يَكْذِبُ في حديثِ الناسِ، وإن كنتُ لا أتَّهِمُه في الحديثِ ، وصالحٍ عابدٍ فاضلٍ إذا كان لا يَحْفَظُ ما يُحَدِّثُ به ) .
» فإذا كنتَ في السَّعةِ والاختيارِ؛ فلا تَأْخُذْ عن مُبْتَدِعٍ: رافِضِيٍّ أو خارجيٍّ أو مُرْجِئٍ أو قَدَرِيٍّ أو قُبُورِيٍّ.. وهكذا ؛ فإنك لن تَبْلُغَ مَبْلَغَ الرجالِ – صحيحَ العَقْدِ في الدينِ مَتينَ الاتِّصالِ باللهِ صحيحَ النظَرِ تَقْفُو الأَثَرَ- إلا بِهَجْرِ المبْتَدِعَةِ وبِدَعِهِم .
.. * فلا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته.
--» فمثلا إذا وجدنا رجلا مبتدعا لكنه جيد في علم العربية: البلاغة والنحو والصرف, فهل نجلس إليه ونأخذ منه العلم الذي هو مجيد فيه أو نهجره؟
...ج: .ظاهر كلام المؤلف أننا لا نجلس إليه , لأن ذلك يوجب مفسدتين:
........المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه فيحسب أنه على حق.
........والمفسدة الثانية: اغترار الناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه, والعامي لا يفرق بين علم النحو وغيره.

5- حكم التعامل مع أهل البدع:
ينبغي مُنابَذَةِ الْمُبْتَدِعَةِ والابتعادِ عنهم كما يَبْتَعِدُ السليمُ عن الأجْرَبِ المريضِ .
وخاصة إذا كان المبتدع سليط اللسان فصيح البيان فإن شره يكون أكبر وأعظم , وإذا كانت بدعته أيضا مكفرة أو مفسقة تفسيقا بالغا فإن خطره أعظم , ولاسيما إذا كان يتظاهر أمام الناس بأنه من أهل السنة لأن بعض أهل البدع عنده نفاق فمثل هؤلاء يجب الحذر منهم.
كان السلَفُ رَحِمَهم اللهُ تعالى يَحتسِبونَ الاستخفافَ بهم وتَحقيرَهم ورَفْضَ المبتدِعِ وبِدْعَتَهُ ويُحَذِّرُون من مُخالَطَتِهم ومُشاوَرَتِهم ومُؤاكَلَتِهم.
وكان من السلَفِ مَن لا يُصَلِّي على جَنازةِ مُبْتَدِعٍ ، فيَنصرِفُ وقد شُوهِدَ من العَلَّامَةِ الشيخِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ ( م سنة1389 هـ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، انصرافَه عن الصلاةِ على مُبْتَدِعٍ .
.. * الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله هو مفتي البلاد السعودية في زمنهم.
....- إذا كانت البدعة مكفرة: فالصلاة عليه لا تجوز، لقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنافقين: {ولا تُصَلِّ على أحَدٍ مِنهُم ماتَ أبَدًا}.
....- أما إذا كانت غير مكفرة: فهذا ينظر فيما يترتب على ترك الصلاة عليه من المفسدة أو عدمها؛ فإذا كان أهل السنة أقوياء وكان أهل البدعة في عنفوان دعوتهم فترك الصلاة عليهم أولى، وربما إذا تركنا الصلاة عليهم يحصل بذلك ردع عظيم لهم.
وكان من السلَفِ مَن يَنْهَى عن الصلاةِ خَلْفَهم ويَنْهَى عن حكايةِ بِدَعِهم.
..* وأيضا الصلاة خلفه من باب أولى أن يحذر الإنسان منه:
....- فإن كانت بدعته مكفرة: فالصلاة خلفه مع العلم ببدعته المكفرة لا تصح , لأنه ائتم بمن ليس بإمام.
....- وإن كانت دون ذلك (أي بدعته ليست مكفرة): فالصحيح أن الصلاة خلفه صحيحة لكن لا ينبغي أن يصلي خلفه.
وكان سهْلُ بنُ عبدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ لا يَرَى إباحةَ الأَكْلِ من الْمَيْتَةِ للمبتدِعِ عندَ الاضطرارِ ؛ لأنه باغٍ لقولِ اللهِ تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ…} فهو باغٍ ببِدْعَتِه.
...= لا يباح للمبتدع بدعة مكفرة أن يأكل الميتة عند الاضطرار ولا المزكاة عند الاختيار:
.......لقوله الله تبارك وتعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا}.
.......ولقوله الله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}.
........> فدل هذا على أن الطيبات من الرزق والزينة التي أخرج الله للعباد ليست خالصة لغير المؤمنين يوم القيامة بل يحاسبون عليها..
........ لكن نقل تُب إلى الله من بدعتك المكفِّرة وكل كما يأكل المؤمنون.
...= وإن كانت بدعته مفسقة, ففيما قاله رحمه الله نظر:
........لأن الصحيح في معنى الآية: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد} أي: غير مبتغ لأكل الميتة , ولا عاد : أي غير معتد لأكل ما لا يحتاج إليه.
........والدليل على أن هذا هو الصحيح قوله تعالى: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم}.
........# ومن العلماء من قال إن المراد بالباغي: من بغى على الإمام, وليس كل فاعل معصية.
وكانوا السلف يَطْرُدُون المبتدعة من مَجالسِهم؛ كما في قِصَّةِ الإمامِ مالِكٍ رَحِمَه اللهُ تعالى مع مَن سأَلَه عن كيْفِيَّةِ الاستواءِ وفيه بَعْدَ جوابِه المشهورِ: ( أَظُنُّكَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ ) وأَمَرَ به فأُخْرِجَ .
* للشيخ أن يطرد من مجلسه ما دون المبتدع، إذا رأى من أحد الطلبة أنه يريد أن يفسد الطلب عند زملائه, كأن يعتدي على الشيخ ولا يهابهُ ويحتقره, فهذا يعتبر مفسدا ويُطرَد.
* الإمام مالك رحمه الله قال: (أَظُنُّكَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ): لأن الذين يسألون عن مثل ذلك هم المبتدعة, يسألون كيف استوى ؟ يحرجون بذلك أهل السنة ..
والجواب عن ذلك سهل؛ وهو أن الله تعالى أخبرنا أنه استوى ولم يخبرنا كيف استوى؛ فصفات الله عز وجل, أخبرنا عنها ولم نخبر عن كيفيتها.

6- هجر المبتدع :
كثيرا ما أوصى السلف بهجر المبتدع والنفور منه .. لماذا ؟
- حَذَرًا من شَرِّهم.
- وتَحجيمًا لانتشارِ بِدَعِهم.
- وكَسْرًا لنفوسِهم حتى تَضْعُفَ عن نَشْرِ البِدَعِ .
- ولأنَّ في مُعاشَرَةِ السُّنِّيِّ للمُبتدِعِ تَزكيةً له لدَى الْمُبْتَدِئِ والعامِّيِّ (والعامِّيُّ مُشْتَقٌّ من العَمَى، فهو بِيَدِ مَن يَقودُه غالبًا).
** تعليق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على قول المؤلف (العامِّيُّ مُشْتَقٌّ من العَمَى):
لم أعرف أنه مشتق من العمى ، والعامي لا شك أنه هو الجاهل الذي لا يعرف، والجهل: عمى.
وكنت طلبت من القارئ أن يبحث الموضوع فتبين لنا أن مقتضى المادة مأخوذ من العموم وأن العامية المنسوب للعامة، يعني عامة الناس، الذين لا يتميزون بشيء يختصون به.
والذي يبدو لي والله أعلم أنها من عموم الناس، الذين لا يتميزون في شيء.
ويدل على هذا أنها تقرن في بعض الأحيان بالخاصة، والخاصة هم: حاشية الإنسان وأقاربه وأصدقاؤه وما أشبه ذلك.
هذا كلام الشيخ بكر.. وكل يُخطئ ويُصيب.





يتبع ...


  #23  
قديم 8 رمضان 1432هـ/7-08-2011م, 12:48 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي الجزء الثاني من درس (التلقّي عن المُبتدع)

تابع (التلَقِّي عن الْمُبْتَدِعِ)


7- كن سَلَفِيًّا على الْجَادَّةِ ، واحْذَر الْمُبْتَدِعَةَ أن يَفتِنُوكَ فإنهم يُوَظِّفُون للاقتناصِ والْمُخاتَلَةِ سُبُلًا ، يَفْتَعِلُون تَعبيدَها بالكلامِ المعسولِ – وهو : (عَسَلٌ) مَقلوبٌ.
** الْمُخاتَلَةِ (في معجم الغني، ومعجم اللغة العربية المعاصر) معناها: المراوَغَة والمخادَعَة.
** العسل المقلوب: أي يصبح لسع.

8- أمَّا الأَخْذُ عن عُلماءِ السنَّةِ فالْعَق العَسَلَ ولا تَسَلْ.

9- وما ذَكَرْتُه لك هو في حالِ السَّعةِ والاختيارِ ، أمَّا إن كنتَ في دِراسةٍ نِظاميَّةٍ لا خِيارَ لك ، فاحْذَرْ منه ، مع الاستعاذةِ من شَرِّه ؛ باليَقَظَةِ من دَسائسِه على حَدِّ قولِهم: ( اجْنِ الثِّمَارَ وأَلْقِ الخشَبَةَ في النارِ )
* يعني أنه قد يلجأ إنسان إلى الأخذ عن مبتدع, وذلك في الدراسات النظامية, ولكن ماذا تعمل إذا كانت لا بد أن تدرس على هذا الشيخ ؟
نقول: خذ من خيره ودع شره, إن تكلم أمام الطلاب بما يخالف العقيدة فعليك بمناقشته إن كنت تقدر،
وإلا فارفعه لمن يقدر على مناقشته.
- واحذر أن تدخل معه في نقاش لا تستطيع التخلص منه, لأن هذا ضرر على القول الذي تدافع عنه؛ لأنك إذا فشلت أمام هذا الأستاذ مثلا صار في هذا كسر للحق ونصر للباطل, لكن إذا كان عندك قدرة في مجادلته فعليك بذلك .
وربما يكون في هذا مصلحة للجميع, مصلحة لك أنت يهديه الله على يديك , ومصلحة له هو يهديه الله من بدعته.

10- لا تَتخاذَلْ عن الطلَبِ ، فأَخْشَى أن يكونَ هذا من التَّوَلِّي يومَ الزَّحْفِ.

11- كان أبو عبدِ الرحمنِ الْمُقْرِئَ يُحَدِّث عن مُرْجِئٍ ، فقيلَ له: لِمَ تُحَدِّثُ عن مُرْجِئٍ ؟ فقالَ: ( أَبيعُكم اللحمَ بالعِظامِ ) .
فالْمُقْرِئُ رَحِمَه اللهُ تعالى حَدَّثَ بلا غَرَرٍ ولا جَهالةٍ إذ بَيَّن فقالَ: ( وكان مُرْجِئًا ) .
* أي أعلمكم أو أحدثكم بما حدثت به لكن أقول (وكان مرجئا) , فيكون العظم هنا في وسط اللحم.
* إذا دعت الحاجة إلى التحديث عن شخص صاحب بدعة لا شك أنه يُحَدَّث عنه لكن يبين حاله.
== ما لم تكن بدعته مكفرة فإنه لا يقبل منه الحديث.

12- وما سَطَّرْتُه لك هنا هو من قَواعدِ مُعْتَقَدِكَ؛ عقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ ؛ ومنه ما في ( العَقيدةِ السلَفِيَّةِ ) لشيخِ الإسلامِ أبي عثمانَ إسماعيلَ بنِ عبدِ الرحمنِ الصابونيِّ (م سنةَ 449هـ ) ؛ قالَ رَحِمَه اللهُ تعالى: ( ويَبْغَضُونَ أهْلَ البِدَعِ الذين أَحْدَثوا في الدِّينِ ما ليس منه، ولا يُحِبُّونَهُم، ولا يَصْحَبُونَهم، ولا يَسْمَعُون كلامَهم، ولا يُجالسونَهم ولا يُجادلونَهم في الدِّينِ، ولا يُناظِرُونَهم، ويَرَوْنَ صَوْنَ آذانِهم عن سَماعِ أباطيلِهم التي إذا مَرَّتْ بالآذانِ، وقَرَّتْ في القلوبِ، ضَرَّتْ، وجَرَتْ إليها من الوَساوِسِ والْخَطَراتِ الفاسدةِ ما جَرَتْ، وفيه أَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ قولَه: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } ) اهـ.
** (ويَبْغَضُونَ أهْلَ البِدَعِ الذين أَحْدَثوا في الدِّينِ ما ليس منه): أمر واجب على كل مسلم أن يبغض من أحدث في دين الله ما ليس منه.
== لكن إذا كانت بدعته غير مكفرة فإنه يبغض من وجه ويحب من وجه آخر , لكن بدعته تبغض بكل حال .
** (ولا يَصْحَبُونَهم): إذا صحبته تأليفا له ودعوة له فلا بأس لكن بشرط أنك إذا أيست من صلاحه تركته وفارقته .
** (ولا يَسْمَعُون كلامَهم): إذا لم يكن في ذلك فائدة.
== أما إن كان في ذلك فائدة بحيث يسمع كلامه ليرى ما عنده من باطل حتى يرد عليه, فإن السماع والاستماع هنا واجب.
وأيضا لا تسمع عن أقوال أهل البدع من أعدائهم بل من كتبهم, لأنه ربما تشوه المقالة.
** (ولا يُجادلونَهم في الدِّينِ، ولا يُناظِرُونَهم): هذا يجب أن يقيد؛ لأن المجادلة والمناظرة إذا كان المقصود بها بيان الحق كانت واجبة ولا بد منها، لقول الله تعالى: {وجادِلهُم بالتي هِي أحْسَن}.
** (ويَرَوْنَ صَوْنَ آذانِهم عن سَماعِ أباطيلِهم التي إذا مَرَّتْ بالآذانِ ، وقَرَّتْ في القلوبِ ، ضَرَّتْ ، وجَرَتْ إليها من الوَساوِسِ والْخَطَراتِ الفاسدةِ ما جَرَتْ):
= الإنسان الذي يخشى على نفسه من سماع البدع أن يقع في قلبه شيء فالواجب عليه البعد وعدم السماع.
= وأما إذا كان عنده من اليقين والقوة والثبات ما لا يؤثر عليه سماعها فإنه إن كان في ذلك مصلحة سمعها.
= وإن لم يكن في ذلك مصلحة قلنا الأولى أن لا تسمعها لما في ذلك من إضاعة الوقت واللغو، لقول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}.

13- وعن سليمانَ بنِ يَسَارٍ أنَّ رَجُلًا يقالُ له : صَبِيغٌ ، قَدِمَ المدينةَ ، فجَعَلَ يَسألُ عن مُتشابِهِ القرآنِ ؟ فأَرْسَلَ إليه عمرُ رَضِي اللهُ عَنْهُ وقد أَعَدَّ له عَراجينَ النخْلِ ، فقالَ : مَن أنت ؟ قال : أنا عبدُ اللهِ صَبِيغٌ ، فأَخَذَ عُرجونًا من تلك العَراجينِ فضَرَبَه حتى دَمِي رأسُه ، ثم تَرَكَه حتى برَأَ ، ثم عادَ، ثم تَرَكَه حتى بَرَأَ ، فدَعَى به ليَعودَ ، فقالَ : إن كنتَ تُريدُ قَتْلِي ، فاقْتُلْنِي قَتْلًا جَميلًا فأَذِنَ له إلى أرْضِه ، وكتَبَ إلى أبي موسى الأشعريِّ باليَمَنِ : لا يُجالِسْهُ أحَدٌ من المسلمينَ .رواه الدارِمِيُّ .
وقيلَ: كان مُتَّهَمًا برأيِ الخوارجِ .
* هذا الحديث إذا صح سنده واتصاله فهو يدل على شدة عمر رضي الله عنه, على أولئك الذين يريدون المتشابه من القرآن ويسعون في الأرض بالفساد وتشكيك الناس .
= لكن بعض الناس قد يورد المتشابهات لاشتباهها عليه حقيقة فهذا لا يلام.
** (عَراجينَ النخْلِ): العذق الذي فيه التمر, قال تعالى: {والقمَرَ قدَّرْناهُ مَنازِل حتَّى عادَ كالعُرْجُونِ القَدِيم}

14- التبرؤ من أهل البدع والمعاصي:
النوويُّ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ في كتابِ (الأذكارِ): ( بابُ: التَّبَرِّي من أهلِ البِدَعِ والمعاصِي ).
وذَكَرَ حديثَ أبي موسى رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِئَ من الصالِقَةِ ، والحالِقَةِ ، والشاقَّةِ ) . متَّفَقٌ عليه .
**الصالقة: هي التي ترفع صوتها بالنياحة.
** والحالقة: التي تحلق شعرها تسخطا , وسواء حلقته بالموسى أو نتفته باليد .
** والشاقة: التي تشق الجيب عند المصيبة.
* برئ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هؤلاء الثلاث لعدم رضاهن بالقدر.

وعن ابنِ عمرَ بَراءَتُه من القَدَرِيَّةِ . رواه مسْلِمٌ .
* تبرَّأ منهم لأنهم أنكروا قضاء الله وقدره السابق.
** القَدَرِيَّةِ: هم الذين ينفون القدر، وهي نسبة عكسية لأن الذي يسمع القدرية يظن أن المعنى هم الذين يثبتون القدر.
>> وهؤلاء القدرية يسمون مجوس هذه الأمة، سموا مجوسا لأنهم كالمجوس الذين يقولون: إن للحوادث خالقين, النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر.

15- هَجْرِ المبتدِعِ:
الأمرُ في هذا يَنْبَنِي على مُراعاةِ المصالِحِ وتَكثيرِها ودَفْعِ الْمَفاسِدِ وتَقْلِيلِها ، وعلى هذا تَتَنَزَّلُ المشروعيَّةُ من عَدَمِها .
* فإذا رأينا أن من المصلحة أن لا نهجره ولكن نبين الحق , لا نداهنه ونبقيه على بدعته ونقول: أنت على بدعتك ونحن على سنتنا , إذا رأينا من المصلحة هذا فترك الهجر أولى .
== وإن رأينا من المصلحة الهجر بأن يكون أهل السنة أقوياء وأولئك ضعفاء مهزومين فالهجر أولى .

16- إذا اشْتَدَّ ساعِدُك في العِلْمِ ، فاقْمَعْ المبتدِعَ وبِدعتَه بلسانِ الْحُجَّةِ والبيانِ.
* أما إذا لم يكن عندك العلم الوافي في رد البدعة فإياك أن تجادل؛ لأنك إذا هزمت وأنت سني لعدم قدرتك على مدافعة هذا المبتدع, فهو هزيمة للسنة.
- وهكذا أيضا مجادلة غير المبتدعة -الكفار- لا نجادلهم وإلا ونحن نعلم أننا على يقين من أمرنا, وإلا كان الأمر عكسيا .
* ومن قوة الحجة أن يكون معك من يساعدك.

  #24  
قديم 12 رمضان 1432هـ/11-08-2011م, 02:03 PM
رغد العيش رغد العيش غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
افتراضي

الفصل الرابع (آداب الزمالة)
تلخيص وترتيب الدرس الثاني والعشرين (آداب الزمالة)

من الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم "آداب الزمالة":
* يحذر الشيخ بكر وفقه الله طالب العلم من قرين السوء ويقول "
( أَدَبَ السَّوءِ دَسَّاسٌ ) إذ الطَّبيعةُ نَقَّالَةٌ ، والطِّباعُ سَرَّاقَةٌ ، والناسُ كأسرابِ الْقَطَا مَجْبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببعضٍ": هذه الكلمات مأخوذة من قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( مثل الجليس الصالح كحامل المسك) (ومثل الجليس السوء كنافخ الكير ) فعليك بإختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير ويبينه لك ويحثك عليه ويبين لك الشر ويحذرك منه, وإياك وجليس السوء, فإن المرء على دين خليله.

*
وقوله: ( والدفْعُ أسْهَلُ من الرفْعِ ) هذه قاعدة فقهية ذكرها ابن رجب رحمه الله في القواعد الفقهية أن الدفع أسهل من الرفع وفي معناها قول الأطباء: الوقاية أسهل من العلاج, لأن الدفع ابتعاد عن الشر وأسبابه, لكن إذا نزل الشر صار من الصعب أن يرفعه الإنسان.

* قسم الشيخ الأصدقاء إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: صديقُ مَنْفَعَةٍ: وهو الذي يصادقك مادام ينتفع منك بمال أو جاه أو غير ذلك, فإذا انقطع الانتفاع فهو عدوك لا يعرفك ولا تعرفه.
القسم الثاني: صديقُ لَذَّةٍ:
يعني لا يصادقك إلا لأنه يتمتع بالجلوس إليك والمحادثات والمآنسات والمسامرات, ولكنه لا ينفعك ولا تنتفع منه أنت, كل واحد منكم لا ينفع الآخر, ليس إلا ضياع وقت فقط.
القسم الثالث: صديقُ فَضيلةٍ:
يحملك على ما يزين وينهاك عن ما يشين ويفتح لك أبواب الخير ويدلك عليه وإذا زللت نبهك على وجه لا يخدش كرامتك, فعليك أن تستمسك بغرز صديق الفضيلة. وقد قال هشام بن عبد الملك " ما بَقِيَ من لَذَّاتِ الدنيا شيءٌ إلا أخٌ أَرْفَعُ مَؤُونَةَ التحَفُّظِ بَيْنِي وبَيْنَهُ".

*
( العُزْلَةُ من غيرِ عَيْنِ العِلْمِ زَلَّةٌ، ومن غيرِ زايِ الزُّهْدِ عِلَّةٌ ): أي كلمة العزلة إذا حذف منها العين تكون زلة، وإذا حذفت الزاي تكون علة، إذا لا بد من علم ولا بد من زهد، قبل أن ينعزل الإنسان عن الناس.

  #25  
قديم 13 رمضان 1432هـ/12-08-2011م, 05:38 PM
بسمة أمل بسمة أمل غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: أرض الكنـانــة
المشاركات: 164
افتراضي

الفصل الخامس (آداب الطالب في حياته العملية)
تلخيص وترتيب الدرس الثالث والعشرين (كِبَرُ الْهِمَّةِ في العِلْمِ)


* من أهم ما يكون، أن يكون الإنسان في طلب العلم له هدف ليس مراده مجرد قتل الوقت بهذا الطلب بل يكون له همة, ومن أهم همم طالب العلم :
- أن يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمه.
- ويشعر أن هذه درجة هو يرتقي إليها درجة درجة حتى يصل إليها, وإذا كان كذلك فسوف يرى أنه واسطة بين الله عز وجل وبين العباد في تبليغ الشرع.
- وإذا شعر بهذا الشعور فسوف يحرص غاية الحرص على اتباع ما جاء في الكتاب والسنة معرضاً عن آراء الناس, إلا أنه يستأنس بها ويستعين بها على معرفة الحق, لأن ما تكلم به العلماء رحمهم الله من العلم لا شك أنه هو الذي يفتح الأبواب لنا, وإلا لما استطعنا أن نصل إلى درجة أن نستنبط الأحكام من النصوص أو نعرف الراجح من المرجوح وما أشبه ذلك.

* التحلِّي بعلوّ الهمَّة يسلِبُ عنك سَفاسِفُ الآمال والأعمال.
الآمال: هي أن يتمنى الإنسان الشيء دون السعي في أسبابه.

* اجعل نفسك قوي العزيمة عالي الهمة. وقد مر علينا أحاديث تدل على أن العناية بالمقصود قبل كل شيء، مثل عتبان بن مالك جاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بيته؛ ليصلي في مكان يتخذه عتبان مصلى، فواعده النبي عليه الصلاة والسلام، فأعد لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طعاما، وأخبر الجيران بذلك، فخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما وصل البيت أخبره عتبان بما صنعه، ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال أرني المكان الذي تريد أن أصلي فيه فأراه المكان وصلى قبل أن يأكل الطعام وقبل أن يجلس إلى القوم.
لأنه جاء لغرض.. فلا تشتغل عن الغرض الذي تريده بأشياء لا تريدها من الأصل؛ لأن هذا يضيع عليك الوقت وهو من علو الهمة.

* الفرق بين كبر الهمة وكبر النفس:
- كبر الهمة: إن الإنسان يحفظ وقته ويعرف كيف يصرفه ولا يضيع الوقت بغير فائدة , وإذا جاءه إنسان يرى أن مجالسته فيها إهمال وإلهاء عرف كيف يتصرف.
- وأما كبر النفس: فهو الذي يحتقر غيره ولا يرى الناس إلا ضفادع ولا يهتم وربما يصعر وجهه وهو يخاطبهم، فكما قال الشيخ بكر: بينهما كما بين السماء ذات الرجع، والأرض ذات الصدع.

* يا طالبَ العلْمِ ! ارْسُمْ لنفسِكَ كِبَرَ الْهِمَّةِ، ولا تَنْفَلِتْ منه، وقد أَوْمَأَ الشرْعُ إليها في فِقْهِيَّاتٍ تُلابِسُ حياتَك؛ لتكونَ دائمًا على يَقَظَةٍ من اغتنامِها، ومنها إباحةُ التيَمُّمِ للمُكَلَّفِ عندَ فَقْدِ الماءِ وعدَمُ إلزامِه بقَبولِ هِبَةِ ثَمَنِ الماءِ للوُضوءِ؛ لما في ذلك من الْمِنَّةِ التي تَنالُ من الْهِمَّةِ مَنَالًا وعلى هذا فقِسْ..
- يعني من علو الهمة أن لا تكون متشوفاً لما في أيدي الناس, لأنك إذا تشوفت ومَنَّ الناسُ عليك مَلَكوك؛ لأن المِنَّة ملك للرقبة في الواقع.
== لو أعطاك الإنسان قرشاً لوجد أن يده أعلى من يدك كما جاء في الحديث :(اليد العليا خير من اليد السفلى)
واليد العليا هي المعطية, والسفلى هي الآخذة , لا تبسط يدك للناس ولا تمد كفك إليهم.
- إذا كان الإنسان عادم الماء، لو وهب له الماء لم يلزمه قبوله بل يعدل إلى التيمم خوفاً من المنة مع أن الوضوء بالماء فرض للقادر عليه, ولهذا فرق الفقهاء رحمهم الله بين أن تجد من يبيعه ومن يهديه، فقالوا:

> من يبيعه، اشتر منه وجوباً لأنه لا منة له؛ حيث أنك تعطيه العوض.
> ومن أهدى عليك لا يلزمك قبوله؛ من أجل أن منته تقطع رقبتك.
> ولكن إذا كان الذي أهدى الماء لا يمن عليك به, بل يرى أنك أنت المانّ عليه بقبوله, أو مَن جرت العادة بأنه لا مِنَّة بينهم مثل الأب مع ابنه, والأخ المشفق مع أخيه وما أشبه ذلك، فهنا ترتفع العلة, وإذا ارتفعت العلة ارتفع الحكم .

- بعض الناس يكون عنده أسلوب في السؤال، أي في سؤال المال, إذا رأى مع إنسان شيئا يعجبه أخذه بيده وقام يقلبه، ما أحسن هذا! ما شاء الله، من أين اشتريته؟ هل يوجد في السوق ؟ حتى يعطيه إياه؛ لأن الكريم سوف يخجل ويقول: إنه ما سأل هذا السؤال إلا من أجل أن أقول: (تعمل عليه) فخذه. هو إذا قال (تعمل عليه) ماذا يقول؟ لا يا أخي.
= فالمهم أن بعض الناس يستشرف أو يسأل بطريق غير مباشر، وكل هذا مما يحط قدر طالب العلم وقدر غيره أيضاً.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تلخيص, وترتيب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir