دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 25 ذو الحجة 1429هـ/23-12-2008م, 03:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


مِنْ خصائصِ الفاءِ والواوِ
561- والْفَاءُ قدْ تُحْذَفُ مَعْ مَا عَطَفَتْ = وَالْوَاوُ إذْ لا لَبْسَ وَهْيَ انْفَرَدَتْ
562- بِعَطْفِ عَامِلٍ مُزَالٍ قَدْ بَقِي = مَعْمُولُهُ دَفْعاً لِوَهْمٍ اتُّقِي
مِنْ أحكامِ الفاءِ العاطفةِ جوازُ حَذْفِها معَ مَعطوفِها إذا أُمِنَ اللَّبْسُ، وذلكَ إذا وُجِدَ ما يَدُلُّ على ذلكَ؛ كقولِهِ تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}. والتقديرُ: فَضَرَبَ فَانْفَجَرَتْ؛ لأنَّ الانفجارَ لم يَحْصُلْ بِمُجَرَّدِ الأمرِ بالضربِ، بلْ بالضربِ نفْسِهِ.
وتُشَارِكُها (الواوُ) في هذا الحكْمِ؛ كقولِهِ تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}؛ أيْ: والبرْدَ، فحُذِفَت الواوُ معَ مَعْطُوفِها، والدليلُ على المعطوفِ بالواوِ المحذوفِ أنَّ كُلَّ ما يَقِي الحَرَّ يَقِي البَرْدَ. ومنهُ قولُهم: رَاكِبُ النَّاقَةِ طَلِيحَانِ؛ أيْ: راكبُ الناقةِ والنَّاقَةُ طَلِيحَانِ، والدليلُ على المحذوفِ مَجيءُ الخبَرِ مُثَنًّى.
واخْتُصَّت الواوُ مِنْ بينِ حُروفِ العطْفِ بأنَّها تَعْطِفُ عامِلاً مَحذوفاً بَقِيَ معمولُهُ. ومِثالُهُ: قولُهُ تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}.
فـ (زَوْجُكَ): فاعلٌ لفِعْلٍ محذوفٍ، والتقديرُ: وَلْتَسْكُنْ زَوْجُكَ، والجملةُ مَعطوفةٌ على الجُمْلَةِ التي قَبْلَها؛ إذْ لوْ عُطِفَ على الضميرِ لَزِمَ عليهِ أنَّ فِعْلَ الأمْرِ يَرفَعُ الاسمَ الظاهِرَ. وأَجازَهُ فريقٌ مِن النُّحاةِ بِحُجَّةِ أنَّهُ يُغْتَفَرُ في التابِعِ ما لا يُغتَفَرُ في المتبوعِ. وهوَ رَأْيٌ جَيِّدٌ ولا دَاعِيَ للتقديرِ. واختارَهُ أبو حَيَّانَ في تفسيرِهِ. وتَقَدَّمَ أنْ مَثَّلْنَا بهذهِ الآيَةِ على هذا الإعرابِ في العَطْفِ على الضميرِ الْمُتَّصِلِ المرفوعِ.
هذا ما ذَكَرَهُ ابنُ مالِكٍ وغيرُهُ مِن النُّحاةِ، والصحيحُ أنَّ الفاءَ تُشَارِكُ الواوَ في هذا الحُكْمِ؛ نحوُ: تَصَدَّقْ بدِينارٍ فصَاعِداً، والتقديرُ: فذَهَبَ الدِّينارُ صَاعِداً، فـ(صَاعِداً): حالٌ حُذِفَ عامِلُها المعطوفُ بالفاءِ، وهوَ (فذَهَبَ).
وفي أحكامِ الواوِ والفاءِ قالَ ابنُ مالِكٍ: (والفاءُ قدْ تُحْذَفُ مَعْ ما عَطَفَتْ.. إلخ)؛ أيْ: أنَّ الفاءَ قدْ تُحْذَفُ معَ مَعْطُوفِها، وتُشارِكُها الواوُ في هذا الحُكْمِ. وقولُهُ: (إذْ لا لَبْسَ)، قَيْدٌ فيهما، و(إذْ) ظَرفيَّةٌ؛ أيْ: وَقْتَ عَدَمِ اللَّبْسِ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ الواوَ انفَرَدَتْ مِنْ بينِ حروفِ العطْفِ بعطْفِ عاملٍ (مُزَالٍ)؛ أيْ: مَحذوفٍ، وقدْ بَقِيَ مَعْمُولُهُ. وقولُهُ: (دَفْعاً لِوَهْمٍ اتُّقِي)؛ أيْ: أنَّ حَمْلَ مِثلِ هذا على حَذْفِ العامِلِ إنَّمَا هوَ لِرَفْعِ ما يُتَّقَى مِنْ كَوْنِهِ مَعطوفاً على الموجودِ. وهذانِ البَيْتَانِ حَقُّهما التقديمُ قبلَ ذِكْرِ أحكامِ المعطوفِ.

حذْفُ المعطوفِ عليهِ وعَطْفُ الفِعْلِ على الفِعْلِ
563- وَحَذْفَ مَتْبُوعٍ بَدَا هُنَا اسْتَبِحْ = وَعَطْفُكَ الْفِعْلَ عَلَى الْفِعْلِ يَصِحْ
هنا مَسْأَلَتَانِ:
الأُولَى: يَجوزُ حذْفُ المعطوفِ عليهِ إذا أُمِنَ اللَّبْسُ؛ كقولِهِ تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}. قَالُوا: التقديرُ: أُعْمُوا فَلَمْ يَرَوْا. وقولِهِ تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا}؛ أيْ: أُنْسُوا ولم يَتَفَكَّرُوا.
المسألةُ الثانيَةُ: أنَّ العطْفَ ليسَ مُخْتَصًّا بالأسماءِ، بلْ يكونُ فيها وفي الأفعالِ. ويُشترَطُ لعطْفِ الفعْلِ على الفعْلِ اتِّحَادُهما في الزمانِ، بأنْ يكونَ زمَنُهما معاً ماضياً أوْ حالاً أوْ مُسْتَقْبلاً، فلا يُعْطَفُ ما يُفِيدُ الماضيَ على ما يُفيدُ المستقبَلَ، ولا العكسُ.
قالَ تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ}. فالفعْلُ (أَوْرَدَ) ماضٍ معطوفٌ على المضارِعِ (يَقْدُمُ)، وهما مُختلِفانِ نوعاً، لَكِنَّ زَمَانَهما مُتَّحِدٌ؛ لأنَّ مَدلولَهما مُستقبَلٌ، وهوَ يومُ القِيامةِ. وقالَ تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارَ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً}. فالفعْلُ (يَجعَلْ) مُضَارِعٌ مجزومٌ؛ لأنَّهُ معطوفٌ على الماضي (جَعَلَ) الْمَبنيِّ على الفتْحِ في مَحَلِّ جَزْمٍ.
وصَحَّ العطْفُ؛ لاتِّحادِ زَمَانِهما، وهوَ الْمُستقبَلُ.
والدليلُ على العطْفِ في الأفعالِ نَصْبُ المُضَارِعَيْنِ معاً، أوْ جَزْمُهما معاً بغيرِ تَكرارِ الناصِبِ والجازمِ قَبْلَ الفِعْلِ المعطوفِ، تقولُ: يُعْجِبُنِي أنْ تَكْتُبَ وتَفْهَمَ. قالَ تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً}. فـ (نُسْقِيَهُ): فعْلٌ مضارِعٌ منصوبٌ؛ لأنَّهُ معطوفٌ على الفعْلِ قَبْلَهُ (لِنُحْيِيَ).
ومِثالُ الجَزْمِ: أنتَ لم تَحْضُرْ وتَكْتُبْ. قالَ تعالى: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ}. فالفعْلُ (تَتَّقُوا): مجزومٌ بحذْفِ النونِ، ولم يَتَقَدَّمْهُ جازِمٌ، فهوَ معطوفٌ على فعْلِ الشرْطِ (تُؤْمِنُوا).
أمَّا عطْفُ الماضِي على الماضِي، أو المضارِعِ المرفوعِ على مِثْلِهِ، فهوَ مُحْتَمَلٌ؛ لأنَّهُ يكونُ مِنْ عَطْفِ الفعْلِ على الفعْلِ، أوْ عَطْفِ الْجُملةِ على الْجُملةِ إذا لم يُوجَدْ قَرينةٌ تُعَيِّنُ نوعَ العطْفِ؛ نحوُ: يَشْتَدُّ الْحَرُّ فيَكْثُرُ الرُّطَبُ.
أمَّا في مِثْلِ قولِهِ تعالى: {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}، فهوَ عَطْفُ جُمْلَةٍ مَاضَوِيَّةٍ عَلَى مِثْلِهَا؛ لِوُجودِ فاعلٍ غيرِ مُسْتَقِلٍّ، وهوَ الضَّمِيرُ الْمُتَّصِلُ لِكُلِّ فعْلٍ ماضٍ منهما.
وهذا مَعْنَى قولِهِ: (وحَذْفَ مَتْبُوعٍ.. إلخ)؛ أيْ: أنَّ حَذْفَ المتبوعِ، وهوَ المعطوفُ عليهِ، إذا بَدَا وظَهَرَ في الكلامِ (هُنَا)؛ أيْ: في هذا البابِ أوْ هذا الْمَوْضِعِ، وهوَ العطْفُ بالواوِ والفاءِ؛ لأنَّ الكلامَ فيهما، (اسْتَبِحْ)؛ أي: اجْعَلْهُ مُباحاً.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ عَطْفَ الفِعْلِ على الفِعْلِ يَصِحُّ، وذلكَ بِشَرْطِ اتِّحادِ زمانِهما كما تَقَدَّمَ. وقولُهُ: (يَصِحْ) أَصْلُها: يَصِحّ بالتشديدِ معَ التسكينِ، وخُفِّفَت الحاءُ الساكنةُ للوزْنِ.

عَطْفُ الفعْلِ على الاسمِ والعكْسُ
564- وَاعْطِفْ عَلَى اسْمٍ شِبْهِ فِعْلٍ فِعْلا = وَعَكْساً اسْتَعْمِلْ تَجِدْهُ سَهْلا
يَجوزُ أنْ يُعطَفَ الفعْلُ على الاسمِ الْمُشْبِهِ للفعْلِ؛ كَاسْمِ الفاعِلِ واسمِ المفعولِ وغيرِهما. ويَجوزُ عكْسُ هذا، وهوَ أنْ يُعْطَفَ الاسمُ المُشْبِهُ للفعْلِ على الفعْلِ.
فمِثالُ عَطْفِ الفِعْلِ على ما يُشْبِهُهُ: أَنْتَ مُشَارِكُنا في الدعوةِ إلى اللَّهِ وَتَسْتَجِيبُ لِطَلَبِنا. قالَ تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}. فقدْ عَطَفَ (أَثَرْنَ)، وهوَ فعْلٌ ماضٍ، على (الْمُغِيرَاتِ)، وهوَ اسمُ فاعلٍ يُشْبِهُ الفعْلَ في المعنى؛ لأنَّ التقديرَ: واللاَّتِي أَغَرْنَ فأَثَرْنَ، والنَّقْعُ: الغُبارُ.
ومِثالُ عَطْفِ ما يُشْبِهُ الفعْلَ على الفِعْلِ: أَنْتَ تَحْضُرُ معنا ومُشَارِكُنا في الدعوةِ إلى اللَّهِ. قالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ}. فقدْ عَطَفَ (مُخْرِجُ)، وهوَ اسمُ فاعلٍ، على (يُخْرِجُ)، وهوَ فعْلٌ مضارِعٌ؛ لأنَّهُ في مَعْنَاهُ. أوْ يكونُ معطوفاً على اسمِ الفاعلِ (فَالِقُ)، فيكونُ مِنْ عطْفِ اسمِ الفاعلِ على مِثْلِهِ، ولا شَاهِدَ في الآيَةِ حينئذٍ. وكقولِ الشاعرِ:
بَاتَ يُعَشِّيهَا بِعَضْبٍ بَاتِرِ = يَقْصِدُ في أَسْوُقِهَا وَجَائِرِ
فقدْ عطَفَ (جَائِرِ)، وهوَ اسمُ فاعلٍ، على (يَقْصِدُ)، وهوَ فعْلٌ مضارِعٌ؛ لأنَّهُ في معناهُ؛ لأنَّ جَائِراً بمعنى (يَجُورُ).
وهذا معنى قولِهِ: (واعْطِفْ على اسمٍ شِبْهِ فِعْلٍ فِعْلا.. إلخ)؛ أي: اعطِف الفعْلَ على الاسمِ الْمُشْبِهِ للفعْلِ، واعطِفِ الاسمَ الْمُشْبِهَ للفعْلِ على الفعْلِ.

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir