دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 10 شوال 1441هـ/1-06-2020م, 07:17 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
المسائل التفسيرية في مقدمة تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى :
فضل دين الله وفضل كتابه

- وضع الله الدلائل لتدل على وحدانيته وعظيم صنعه
- أرسل الرسل مؤيدين بالمعجات الاهرة لتدل البشر إليه سبحانه
- وكان آخر الرسل هو سيدا محمد صلى الله عليه وسلم
- وكان من فضل الله علينا أن تكفل بحفظ آخر كتبه - القرآن الكريم -
- وتحدى الله بالقرآن جميع الخلق عن الإتيان بمثل بيانه وتوافقه وكان ذلك دلالة على أنه وحي من الله تعالى

طريقة المؤلف :
- سيبدأ المؤلف في شرح تأويل القرآن وبيان معانيه
- سيكون الكتاب مستوعباً لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه
- سيبين ما اتفق عليه من الحجة وما اختلف فيه ومرجحاً فيها
- سيبدأ بالبيان عما في آي القرآن من المعاني التي من قبلها يدخل اللبس على بعض الناس
- قاعدة : وكل ما قلنا في هذا الكتاب "حدثكم" فقد حدثونا به.

نعمة البيان
- من أعظم النعم التي منَّ الله على عباده هي نعمة البيان عما في صدورهم وضمائرهم
- وبقدرتهم على البيان يتفاوتون ويتمايزون فببين خطيب مسهب وبين مفحم عن نفسه لا يبين

نزول القرآن بلغة العرب
- وكان القرآن عربياً {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} .
- و كانت العرب على غاية من الفصاحة والبيان وهم رؤوس صناعة الخطب والبلاغة .
- ثم كان كتابه في غاية الفصاحة والبيان وأعلى درجات البلاغة والتبيان .
- فأتى القرآن إلى القوم الذين اشتهروا بالحكمة والبيان فسفه أحلامهم وتحدى بيانهم وتبرأ من دينهم .
- استخدم القرآن نفس الأساليب التي تستخدمها العرب في التعبير عن مرادهم إلا أنهم تميز عنهم بالفصاحة والبلاغة .
- طرق البيان كثيرة ومنها ( الإيجاز , الإطالة , التكرار , والإظهار , الإسرار , والكناية , وغير ذلك كثير ) .
- وقد خاطب الله جل ثناؤه خلقه بما يعرفون ويفهمون وأرسل رسوله بلسانهم ليفهموا عنه {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}
- وكان رسوله أعلم الخلق به ( فلا يصح أن يكون به مهتديا، من كان بما يهدى إليه جاهلا )

القرآن عربي
- هل يتعارض كون القرآن نزل بلغة العرب مع تضمنه لبعض الكلمات المأخوذة من لغات أخرى ؟
- كقوله تعالى :{يؤتكم كفلين من رحمته} [ الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر، وقوله : {يا جبال أوبي معه} [سبأ: 10] قال: سبحي، بلسان الحبشة
- وعن سعيد بن جبير قال: قالت قريش: لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا؟ فأنزل الله تعالى ذكره: {ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} [فصلت: 44] فأنزل الله بعد هذه الآية في القرآن بكل لسان فمنه: {حجارة من سجيل} [هود: 82] قال: فارسية أعربت "سنك وكل".

والرد على هذه الشبهة
- يوجد من الكلمات ما تتفق فيها بعض اللغات ومختلف الألسن وذلك كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرطاس، وغير ذلك مما اتفقت فيه الفارسية والعربية باللفظ والمعنى.
- وإذا كانت الكلمة موجودة في اللغتين معاً فلا يستطيع مدعٍ أن ينسب الكلمة إلى إحدى اللغتين دون الأخرى , ومدعي ذلك يحتاج إلى دليل
- بل الصواب أن يسمى: عربيا أعجميا، أو حبشيا عربيا، إذ كانت الأمتان له مستعملتين
- فكل كلمة استخدمت في أكثر من لغة فحقها أن تنسب إلى اللغتين كليهما
- ومن نسب شيئاً إلى ما نسبه إليه لا يقتضي بالضرورة نفيه عما عداه من المعاني , وإنما يكون الإثبات دليلا على النفي فيما لا يجوز اجتماعه من المعاني، كنسبة القيام إلى شخص لا نستطيع أن ننسب له القعود
- فأما ما جاز اجتماعه فهو خارج من هذا المعنى , فكذلك ما قلنا في الأحرف غير مستحيل أن يكون عربيا بعضها أعجميا .
- فإن ظن جاهل أن اجتماع ذلك في الكلام مستحيل -كما هو مستحيل في أنساب بني آدم- فقد ظن جهلا.
- وذلك أن أنساب بني آدم محصورة على أحد الطرفين دون الآخر، وليس ذلك كذلك في المنطق والبيان، لأن المنطق إنما هو منسوب إلى من كان به معروفا استعماله.
- فلو فرضنا وجود استعمال لكلمة في لغتين كانت الكلمة منسوبة إلى اللغتين على حد سواء مثل أرض بين سهل وجبل لا يتمنع وصفها بأنها سهلية جبلية
- وذلك أنه غير جائز أن يتوهم مؤمن بكتاب الله ، أن يعتقد أن بعض القرآن فارسي لا عربي، بعد ما أخبر الله تعالى ذكره عنه أنه جعله قرآنا عربيا.
- ومن أبى إلا أنه فيه ما ليس بعربي وإنما عربته العرب فنقول له إيت بدليل على كلامك
- فإن اعتل في ذلك بأقوال السلف التي قد ذكرنا بعضها وما أشبهها، ذكرنا له المناقشة العقلية السابقة ( أرض جبلية سهلية )

القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
- هل نزل القرآن بجميع لغات العرب أم ببعض لغاتها ( لأن العرب مختلفوا الألسن بالبيان متباينو المنطق والكلام ) ؟
- ولما كان القرآن محتملاً لأوجه عدة لاحتوائه على عموم وخصوص فقد وجب الرجوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لتبيين القرآن
وفي الأحرف السبعة أقوال عدة
القول الأول : من أنه نزل بسبعة أوجه من نحو أمر و زجر وترغيب وترهيب وقصص ونحو ذلك
القول الثاني : سبعة لغات من بعض لغات العرب إذ كان معلوما أن لغاتها أكثر من سبعة
- وتخفيفاً على الأمة الإسلامية الجديدة نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف ونهى عن الجدال في القرآن وورد بذلك عدة أدلة ، وهو القول الراجح
= وعن ابن عباس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده فيزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
= لا يوجد تعارض بين القولين فيصح وجود في القرآن أوامر وزواجر وغيرها وأنه على سبع لغات من لغات العرب [من حيث المعنى، لا من حيث المراد بالأحرف السبعة فالقول الأول لا يصح إن أردنا تحديد المراد بالأحرف السبعة]
= رواية عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي بن كعب أنهم تماروا في القرآن فخالف بعضهم بعضاً في الرواية فأقرهم كلهم ؛ ويستحيل أن يكون اختلافهم في التحليل والتحريم ثم يقرهم النبي صلى الله عليه وسلم كلهم!!
= قال تعالى ذكره: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} وفي نفي الاختلاف يدل على أن الله أنزل كتابه بحكم واحد لا باحكام مختلفة
= وفي تصويب النبي صلى الله عليه وسلم لقراءة الصحابة المختلفة عن بعضها لو كان تصويباً لاختلاف المعاني لكان ذلك إثباتا لما نفى الله تعالى
= مع أن في قيام الحجة بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقض في شيء واحد في وقت واحد بحكمين مختلفين، ولا أذن بذلك لأمته - ما يغني عن الإكثار في الدلالة على أن ذلك منفي عن كتاب الله.
= إن الذين تماروا في قراءاتهم لم يكن منكرا عندهم أن الله يأمر في كتابه بماشاء وكيف شاء فما الوجه الذي أوجب له إنكار ما أنكر إن لم يكن اختلافاً في الألفاظ واللغات
= عن عبد الله بن مسعود، قال: "من قرأ القرآن على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره". فمؤكد أن ابن مسعود لم يقصد من قرأ ما في القرآن من الأمر والنهي فلا يتحولن إلى قراءة ما فيه من الوعد والوعيد وإنما أراد أن من قرأ بحرفه أي قراءته وكذلك تقول العرب لقراءة رجل حرف فلان
= وكان مجاهدا يقرأ بخمسة أحرف وسعيد بن جبير على حرفين والمغيرة على ثلاثة أحرف , فهل الذي يزعم أن معنى الاحرف السبعة هي الأوجه السبعة كأن يرى بأن سعيد والمغيرة لم يقرأ من القرآن الا بعض الاوجه وهجر سائر القرآن!!!!
= وليس شرطاً أن يوجد حرف في كتاب الله تعالى يُقرأ بسبع لغات ولا يستطيع أحد أن يدعيه , وهذا لا يبطل الآثار التي رويت عن اخلتاف الصجابة في قراءتهم
= فإن قال قائل فأين الأحرف الستة الآن هل نسخت فرفعت أم ضيعت : بل القرآن محفوظ والأحرف فيها التخيير كما هو حال اليمين وكفارتها
= فإن قال: وما العلة التي أوجبت عليها الثبات على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟ قلنا السبب الذي أنزل الله السبعة الأحرف هو التخفيف على عباده الذين نزل القرآن بلغتهم فأكثر كان لا يقرأ ولا يكتب وبعد أن انتشرت القرءة والكتابة زال سبب التخفيف فاجتمعوا على حرف قريش لأنه أشهرها
= و قلنا أيضاً " خوف الصحابة من اختلاف الأمة في القرآن كما بين ذلك عمر بن الخطاب لأبي بكر رضي الله عنهما بعد وقعة اليمامة ، حتى شرح الله صدر أبي بكر وجمعوا القرآن في مصحف واحد ثم في عهد عثمان لما اختلفوا في قراءته مرة أخرى فأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصاحف وتوزيعها على الأمصار وحرق غيرها من المصاحف فعندها اعتمدوا لغة قريش وحرفها فما وافق من الأحرف السبعة لغة قريش أبقوه وما خالفها تركوه , وعند ذلك تركت الأمة القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها سيدنا عثمان في تركها، طاعة منها له، حتى غاب علمها ومحيت آثارها ، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها، لدثورها وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منها صحتها وصحة شيء منها

فإن قال بعضهم كيف تركوا قراءة أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتها؟

=إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة.
= لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم، لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة فرضاً واجباً على كل أحد !!!
= وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين،
= فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، فليس ذلك من الأحرف السبعة ولا يعد من التماري في القرآن

هل بقي أحد عنده علم عن الأحرف الستة التي محيت ؟
قلنا : فلا حاجة بنا إلى معرفتها، لأنا لو عرفناها لم نقرأ اليوم بها مع الأسباب التي قدمنا ذكرها.

ماهي الأحرف التي كان يقرأ القرآن بها ؟
وقد قيل إن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة. ويوجد غير ذلك من الأقوال ، فعن ابن عباس، قال: "نزل القرآن بلسان قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدار واحدة".


الفرق بين القرآن والكتب السابقة في الأحرف :

- فروي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
وكل هذه الأخبار متقاربة ألا ترى أن معنى باب و وجه و حرف كلها معانٍ متقاربة وقد قال الله للذي يعبد الله على وجه من وجوه العبادات حرف ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) يعني أنهم عبدوه على وجه الشك
- الكتب المنزلة السابقة كانت بلسان واحد فمتى حول إلى لسان غير الذي نزل به كان تفسيراً ، بينما قرآننا بأي حرف قرأته كنت تالياً لكتاب الله لا مترجما ولا مفسراً
- الكتب السابقة كانت على باب واحد فمثلا زبور داوود عليه السلام إنما هو تذكير ومواعظ وكذلك إنجيل عيسى عليه السلام إنما تمجيد ومحامد وتشجيع على التسامح وقرآننا يحتويها جميعها
- الكتب السماوية السابقة يجدون لرضى ربهم مطلباً ينالون به الجنة إلا من الوجه الذي نزل به كتابهم , وخص الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته بأن أنزل كتابه على سبعة أوجه ينالون بها رضى الله تعالى

معانٍ فريدة في أحرف القرآن
1- ( كلها كافٍ شافٍ )
- فإنه كما قال جل ثناؤه في وصفه القرآن: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} [يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وساوس الشيطان وخطراته، فيكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.
2- (( لكل حرف منه حدا )) : لكل وجه من أوجهه السبعة حداً حده الله لا يجوز لأحد أن يتجاوزه
3- ((وإن لكل حرف منها ظهرا وبطنا))، فظهره: الظاهر في التلاوة، وبطنه: ما بطن من تأويله.
4- ((وإن لكل حد من ذلك مطلعا))، لكل حد مقادر من الثواب والعقاب يعاينه صاحب يوم القيامة ويطلع على عليه


البيان عن وجوه مطالب تأويله:
القرآن من جهة التأويل على أنواع

= النوع الأول : لا يتم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك تأويل جميع مافيه من وجوه أمره ونهيه ومبالغ فرائضه وما أشبه ذلك من الأحكام والتي لا يمكن إدراك علمها إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا الوجه لا يجوز لأحد القول فيه .
= النوع الثاني : : مالا يعلم تأويله إلا الله ( كنفخ الصور ونزول عيسى بن مريم وغيرذلك ) فنحو هذه العلوم لا يعرف تأويلها إلا الله لأنه سبحانه لم يطلع أحدا من خلقه
قال الله جل ثناؤه : ( وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}
= النوع الثالث : ما تعرفه العرب بلسانها وذلك كإقامة إعرابه والمسميات والموصوفات كمعنى كلمة الإفساد وهو ما ينبغي تركه والإصلاح ما يتوجب فعله
= النوع الرابع : وجه لا يعذر أحد بجهالته وهو ما لا يجوز لأحد الجهل به كقول الله تعالى ( قل هو الله أحد ) وقوله ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )
- ويوضح هذه الأوجه الأربعة قول ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
- وأعلم المفسرين بالتفسير أوضحهم حجة فيما فسَّر من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم إما من جهة النقل أو من جهة نقل العدول الثقات أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته وأوضحهم برهانا أو بالشواهد من الشعر السائر بشرط ألا يخرج ما فسر به عن أقوال السلف من الصحابة والتابعين من علماء الأمة


النهي عن تأويل القرآن بالرأي
- عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)).
- عن ابن عباس أيضاً ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
- عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في القرآن ما لا أعلم!
- وهذه النصوص تأتي على ما لا يدرك علمه إلا بنص بيان الرسول صلى الله عليه وسلم أو بآية الدلالة عليه فغير جايز لأحد القول فيه برأيه
- والذي يقول برأيه وإن أصاب الحق في قوله فهو مخطئ بفعله لأنه لم يأت البيوت من أبوابها
- عن أبي عمران الجوني عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ)).


ذكر بعض الأخبار التي رويت في الحض على العلم بتفسير القرآن، ومن كان يفسره من الصحابة
- عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
-و عن مسروق، قال: قال عبد الله: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته.
- و عن شقيق، قال: استعمل علي ابن عباس على الحج، قال: فخطب الناس خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور، فجعل يفسرها.
- عن سعيد بن جبير، قال: من قرأ القرآن ثم لم يفسره، كان كالأعجمي أو كالأعرابي.
- وقد حث الله عباده على تدبر القرآن الكريم بما فيه من المواعظ والبينات مما لم يحجب عنه تأويله ومعرفته ، إذ قد يستحيل أن يأمره بتدبر مالا يعقله
- ومن هنا جاء وجوب تدبر القرآن وفهم معانيه لأن تطبيق ما فيها واجب على المسلمين وكيف يطبقون ويمتثلون ما لا يفهمون ؟


ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
= روي عن عائشة، قالت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل.
- ولوكان تأويل الخبر صحيحاً من أن رسول الله لم يفسر إلا آيات محددة لكان الرسول صلى الله عليه وسلم ترك بيان ماأنزل الله له للناس ولم يبينه لهم
- وفي أمر الله لرسول صلى الله عليه وسلم في البيان وقيام الحجة على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ وأدى ما أمره الله به ما يدلنا على أن من توهم الخبر ما هو إلا فهم خاطئ
- وهذا خاص فيما لا يدرك علمه إلا ببيان الرسول صلى الله عله وسلم كتفصيل الحلال والحرام ولا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بتعليم الله إياه وهن لا شك آي ذوات عدد كما أنه يوجد آيات لا يعلم تأويلها إلا الله
- فأما ما لا بد للعباد من علم تأويله، فقد بين لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم وهذا هو معنى قول الله تعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44].
- علاوة على أنه يوجد في هذا الخبر راوٍ مجهول وهو: جعفر بن محمد الزبيري.
= وروي عبيد الله بن عمر، قال: لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع.
= و عن ابن المسيب: أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.
- وأما من أحجم عن الدخول في التأويل فإن من فعل ذلك كان كفعل من أحجم عن الفتيا في النوازل والحوادث مع إقراره بأن الله لم يترك من كتابه آية إلا وقد بينها نبيه ، فما هو إلا إحجام خائف ألا يبلغ باجتهاده ما كلف الله العلماء من عباده فيه وليس على سبيل أن تأويل ذلك محجوب عن الأمة وعلمائها


علماء التفسير وأشهرهم
- عن عبد الله بن مسعود، قال: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
- عن سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.


التشديد بالتفسير
- كان الشعبي يمر بأبي صالح باذان، فيأخذ بأذنه فيعركها ويقول: تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن!
- عن صالح بن مسلم، قال: مر الشعبي على السدي وهو يفسر، فقال: لأن يضرب على استك بالطبل، خير لك من مجلسك هذا.
- عن قتادة، قال: ما بقي أحدا يجري مع الكلبي في التفسير في عنان.


القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه
أسماء كتاب الله

أولاً : "القرآن" : قال تعالى : {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}
وهو على معنيين
الأول من قرآت : وهو من التلاوة والقراءة ومصدر من قرأت القرآن وعن ابن عباس في تأويل قوله تعالى ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه أي إذا تلي عليك فاتبع ما فيه ) فهذا يدل على أن معنى القرآن عنده بمعنى القراءة الثاني من جمعت : وقال قتادة أنه بمعنى جمعته وضممت بعضه إلى بعض كقولك : ما قرأت هذه الناقة سلى قط , تريد انها لم تحمل وهو بمعنى التأليف
- والقول الراجح هو قول ابن عباس لأن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع ما أوحى إليه ولم يرخص في ترك شيء من أمره إلى وقت تأليفه القرآن , فكل آية بمجرد نزولها وجب العمل بها سواء كانت مؤلفة أو غير مؤلفة
- فإن قيل كيف سمي قرآنا بمعنى قراءة وهو مقروء ، فإنا نقول كما سمي المكتوب كتاباً


ثانياً "الفرقان": قال تعالى : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} وهو من التفريق بين الحق والباطل
- عن عكرمة: أنه كان يقول: هو النجاة.
- ابن عباس يقول: "الفرقان": المخرج.
- وهذه الألفاظ متقاربة من جعل له مخرجا من أمر فصار هذا المخرج نجاة ومن نجي فقد فرق بينه وبين باغيه
- وسمي فرقانا لفصله بحججه وأدلته بين الحق والباطل وفرقانه بينهما بنصر المحق وتخذيل المبطل حكماً وقضاء

ثالثاً : "الكتاب": قال تعالى {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما}
- هو من مصدر كتبت كتاباً والكتاب هو خط الكاتب الأحروف مجموعة و متفرقة
- سمي كتاباً لأنه مكتوب
"الذكر"، فقال تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
- لأنه ذكَّر من الله تعالى ؛ ذكّر به عباده ونصحهم
- أنه ذِكر وشرف لمن آمن به وصدق بما فيه كما قال تعالى ( وإنه لذكر لك ولقومك )

أسماء سور القرآن
- هي تسمية من رسول الله صلى الله عليه وسلم : فعن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل)).
" والسبع الطول" : البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، في قول سعيد بن جبير.

"المئون: فهي ما كان من سور القرآن عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئا أو تنقص منها شيئا يسيرا.

"المثاني: فإنها ما ثنى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني.
- قال ابن عباس. إن المثاني سميت مثاني، لتثنية الله جل ذكره فيها الأمثال والخبر والعِبر
- عن سعيد بن جبير، أنه كان يقول: إنما سميت مثاني لأنها ثنيت فيها الفرائض والحدود.
- وقد قال جماعة القرآن كله مثان.
- وقال جماعة أخر: بل المثاني فاتحة الكتاب، لأنها تثنى قراءتها في كل صلاة.

"المفصل": فإنما سميت مفصلا
- لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم".

سبب تسمية السورة
والسورة، بغير همز:
- هي المنزلة من منازل الارتفاع. ومن ذلك سور المدينة، سمي بذلك الحائط الذي يحويها، لارتفاعه على ما يحويه.
- كل سورة منها موجودة منفردة بنفسها، انفراد كل غرفة من الغرف وخطبة من الخطب، فجعل جمعها جمع الغرف والخطب، المبني جمعها من واحدها.
- ومنه قول نابغة بني ذبيان: ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب

السورة بالهمز :
هي القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت. وذلك أن سؤر كل شيء: البقية منه تبقى بعد الذي يؤخذ منه،

سبب تسمية الآية
لها وجهان
أحدهما: أن تكون سميت آية، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه،
والآخر : القصة، فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول.

أسماء فاتحة الكتاب
- عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني)).

"فاتحة الكتاب"،
- لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة.

"أم القرآن"
- لتقدمها على سائر سور القرآن غيرها، وتأخر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة. وذلك من معناها شبيه بمعنى فاتحة الكتاب.
- وإنما قيل لها -لكونها كذلك- أم القرآن، لتسمية العرب كل جامع أمرا -أو مقدم لأمر إذا كانت له توابع تتبعه، هو لها إمام جامع- "أما".

"السبع"، فإنها سبع آيات، لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك.
وإنما اختلفوا في الآي التي صارت بها سبع آيات.
- فقال عظم أهل الكوفة: صارت سبع آيات بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} وروي ذلك عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين.
- وقال آخرون: هي سبع آيات، وليس منهن {بسم الله الرحمن الرحيم} ولكن السابعة "أنعمت عليهم". وذلك قول عظم قرأة أهل المدينة ومتفقهيهم.

" السبع المثاني "
- فلأنها تثنى قراءتها في كل صلاة تطوع ومكتوبة.
- لا تعارض تسمية القرآن وتسمية الفاتحة بالمثاني لأن لكل ذلك وجها ومعنى مفهوما، لا يفسد - بتسمية بعض ذلك بالمثاني - تسمية غيره بها.


التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك، وأرجو مراجعة التعليق على التصحيح السابق في المشاركة رقم 4
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir